أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية الجوكر والأسطورة نثرات الروح والهوى

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول ( نثرات الروح والهوى ) تقديم الرواية تخيلوا كدا معايا لو شخصين بنفس ..



21-10-2021 07:23 مساء
لهلوبة
عضـو بـارز
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 23-09-2021
رقم العضوية : 90
المشاركات : 1272
الجنس : أنثى
قوة السمعة : 10
 offline 

t21617_4012

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول

( نثرات الروح والهوى )

تقديم الرواية

تخيلوا كدا معايا لو شخصين بنفس شخصية ياسين الجارحي يتحدوا بعض بس مع فارق بسيط ان ياسين ويحيي كانوا اعز اصدقاء وبعدين افترقوا لسبب ما. البطلين من البداية بينهم كره لدرجة ان العيلة مقسومة نصين نص تبع الجوكر ونص تبع الأسطورة.

تخيلوا معايا لما يجتمعوا مع بعض الاتنين عشان هدف معين يا تري ايه اللي هيحصل؟
انا فرحانه اووي اني قربت ابتدي فيها الراوية دي همشي معاها حتى لو ظلت سنتين مش همل لان افكارها جديدة واحداثها غاية  فى الجمال.. اتمنى من كل قلبي تحبوها زي ما أنا بحبها.

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول مقدمة تمهيدية

( نثرات الروح والهوى )

رفع  بيديه الصغيرة غطاء السيارة الأمامي ثم قرب المفتاح الصغير ليصلح العطل بعد ساعة مرهقة من العمل، رفع يديه لمن يجلس بداخلها قائلاٍ بلهجة حماسية _جرب كدا تشغلها ...

زمجر الرجل بضيق لما يفعله هذا الصغير الذي تولى مهام تصليح سيارته بدلاٍ من صاحب الورشة الذي أتى إليه، أدار مفتاح السيارة الجانبي ليتفاجأ بها تعمل من جديد فأرتسم على وجهه إبتسامة بسيطة، هبط من سيارته ليقترب من هذا الشاب ذو التاسعة عشر من عمره ليرفع يديه على كتفيه بأعجاب_جدع يالا ...
إكتفى "فريد" ببسمة صغيرة يخفي بها ضيقه الشديد على أثر كلماته الأخيرة،أقترب منهم رئيس الورشة الصغيرة التى تقع بحي بسيط للغاية ليقول ببسمة عريضة_مش قولتلك "فريد" ايده ملفوفة بحرير ...

جذب المال من جيب بنطاله القماشي ليضعه بين يديه ثم غادر ملوحاً بيديه_سلام يسطا...
أشار له العامل وهو يعد المال جيداً ثم أقترب من الصبي ليقدم له مبلغ ليس بصغير قائلاٍ بلطف_خد يا "فريد" دا قبضك أنت كدا بقالك شهر فى الورشة...
تناول الصبي منه المال ببسمة واسعة _تشكر يا أسطى.
أشار له بعملية _وريني بقى همتك بالشغل كدا عايزك حريقة ..
أكتفى الصبي ببسمة صغيرة ليقول بتأكيد _عنيا...

وبالفعل أكمل الصبي عمله حتى المساء فتوجه إلى شقته الصغيرة القابعة بالدور الأخير من المبني المتهالك فوقعت عيناه على الشقة المجاورة لهم ليبتسم تلقائياً حينما رأى معشوقة الطفولة تنثر الملابس على الحبل المعلق بشرفتها التى تلي غرفته،أكتفى ببسمة بسيطة لها لتبادله البسمة فتذكر شجارها بالصباح مع والدتها من أجل الملابس المدرسية التى طلبتها منها كثيرا فأخبرتها بكسرة بأن زوجها أخذ المال منها عنوة لتستمر الصغيرة بالبكاء قهرا على ما يفعله زوج أمها الذي تبغضه كثيراً فأستمع "فريد" الي ما حدث بالصباح قبل أن يهبط لعمله لذا وبدون أيه تفكير أستدار عائداً للشارع الرئيسي للحي ليتوجه لأحد المحلات الصغيرة ويختار ما يناسبها ويناسب المال الذي يحمله بين يديه، وبالفعل أختار ما يناسب ماله وأيضاً ذوقه البسيط ليحمله بين يديه بفرحة وسعادة لجلب ما تحتاجه..

توجه "فريد" لمنزله فصعد الدرج المتمايل بخفة تتناسب مع رشاقة جسده الرفيع، طرق على باب منزل صديقة والدته وجارتهم الودودة لتطل من خلف الباب السيدة "فاتن" ببسمتها الهادئة_"فريد"،تعال يا حبيبي ..
ولج للداخل ببسمة مرسومة على وجهه فجلس على أقرب أريكة فكان المنزل بسيطاً للغاية مثل منزله مكون من غرفتان نوم صغيرتان للغاية ومطبخ وحمام وصالة صغيرة تحوي أريكتين ومقعد من البلاستك، جلست "فاتن" أمامه ببسمتها الهادئة_عامل أيه يابني؟ ..

أشار لها بخفة _الحمد لله،ثم قال بلهفة_أخبار "يوسف" أيه؟..
أشارت له بأسى والدموع قد بدت بعيناها _أهو بعد ما سفرته السعودية مع خاله زي ما كان عايز رجع يعيط وعايز ينزل تاني...
أجابها بحزن _لسه صغير على السفر والكلام دا يا خالتي  أنا قولتله بلاش تسيب المدرسة وتعال معايا الورشة أحسن من السفر بس هو مسمعش الكلام...
قالت بألم يعتصر قلبها _كان عايز يبعد من وشه  يا قلب أمه..

فهم "فريد" ما تود قوله فالرجل الذي تزوجت به على أمل الأنفاق على أبنائها كان يرتدى قناع رجولي زائف فبدت ملامحه بعد أن تزوجت به أكثر حدة وقسوة فجعلها تعمل بأحد المصانع لتنفق علي ما يرتشفه من المحرمات وأن حاولت أدخار القليل لأجل أبناءها كان يتعدى عليها بالسب والضرب حتى هما نالوا نصيبهم من القسوة ..
أنهت "أشجان" تثبيت الملابس على الحبل ثم أستدارت لتعود للداخل فتفاجأت به يجلس بالخارج إبتسمت له بفرحة فبادلها البسمة من زواية فمه ثم تابع حديث والدتها التى نهضت قائلة وهى تجفف دمعاتها _هقوم أعملك شاي..

أشار لها بأمتنان وأنتظر حتى أختفت بجسدها للداخل لينقل نظراته لحب طفولته وهى تقف أمامه ببجامة طفولية عاقدة شعرها على جدائل صغيرة جعلتها أكثر براءة مما هى عليه، أقترب منها ببسمة هادئة _أزيك يا "شجن" .
رمقته بضيق _يادي "شجن" بتاعتك دي مش ناوي تغيرها بقى وتناديني زي الكل ..
أشار لها بحب _لا ..أنا عامل لنفسي أسم خاص بيا أنا ...
جلست على الأريكة بأستسلام_براحتك ..

جذب الكيس البلاستك وقدمه لها فتناولته منه بأستغراب_دا أيه؟ ..
جلس على مقربة منها _أفتحى وشوفي .
أنصاعت لكلماته وفتحته لترى محتوياته فصاحت بلهفة _دي مريلة للمدرسة! ..
أشار لها ببسمته الهادئة فقالت بحرج_أنت سمعتني الصبح؟ ..

رمقها بنظرة متفحصة ليقول بضجر_ مأنا بسمعك على طول وبعدين أنا زعلان منك لأنك عوتي بتخبي عليا حاجات كتير ...
تطلعت له بحزن _أنا بحكيلك على كل حاجة بس أنا معتش بشوفك كتير زي الأول ..
أجابها بلهجته الثابتة _من ساعة الشغل بس ولما برجع بليل مش بنام غير لما أشوفك من البلكونة ...
لوت فمها بغضب طفولي _مأنت مش بتديني فرصة أتكلم معاك ..
ثم قالت بلهجة تقليدية_يدوب،أزيك يا شجن ...الله يسلمك ...عاملة ايه يا شجن ..الحمد لله ...طيب تصبحي على خير ...
هو دا اللي بيحصل هلحق أتكلم أمتى بقى؟! ..

تعالت ضحكاته على صوتها وهو تجاهد لتقليده ثم قال بصعوبة بالحديث_معلش ببقى جاي تعبان وحيلى مهدود ...ممكن تاخدى الكيس بقى ..
وضعت الكيس جوارها بلهجة صادقة _ مش هينفع يا "فريد" خايفة من ماما ..
أجابها بهدوء_متخافيش هى شايفاني وأنا داخل بيه ولو عرفت مش هتقولك حاجة ..





فركت يدها بخجل _طب جبت الفلوس دي منين ؟ ..

أجابها بسخرية_سرقت،ثم صاح بغضب _يخربيت فقرك بقولك شغال فى ورشة ودا أول قبض ليا ...
طالت نظراتها إليه ثم قالت بحزن_ولما هو أول قبض ليك تقوم تصرفه عليا ! ..
تطلع لها بنظرة مكمنة بالحنان _ لو معملتش كدا مكنتش هحس بالراحة يا "شجن" ..
إبتسمت بسعادة فأعتدل بجلسته بجدية _أخبار "عطية" معاكِ أيه؟ ..

حينما ذكر أسمه البغيض تحاولت ملامحها للغضب فقالت بتأفف_من ساعة ما "يوسف" سافر وبصاته بقيت وحشة ليا أوى  لما تكون ماما فى المصنع فأنا بروح عن تيتا لما هي بتروح الشغل وأول ما بيرجع البيت بدخل أوضتنا أنا "و يوسف" وبقفل على نفسي مش بخرج خالص
أشار لها بهدوء والغضب يسكن عيناه _شاطرة أستحملي كلها كام سنة ونتجوز ونغور من وشه..
تعالت ضحكاتها لتقول بسخرية _لسه بدري على الكلام دا أنا لسه 16سنة وأنت 19 ...
إبتسم على أثر بسمتها _مفيش أقرب من الوقت ...
قالها ببسمة تنبع بحب صدق يطفو منذ أذل الطفولة يطوفه الصدق ويتغمده الحنان على أمل أن تكون زوجة له ويكون حماية لها ولكن ربما تأتي الظروف بما لا يشتاهيه القدر ويخططه الأنسان!...

مرت الأيام دون جديد "فريد" يكافح من أجل أثبات الذات ولأجل قوت يومه هو وأمه  و"شجن" تقضي يومها بمنزل جدتها حتى تتفادى زوج أمها البغيض ولا تعود المنزل الا حينما تعود والدتها من العمل لتلقى معشوقها ليلاٍ من الشرفة تطمئن عليه ويطمئن عليها بالحديث بعلم من والدتها ووالدته فهم على علم بحبه لها ومكافحته لاجل الزواج بها ...إلي أن أتى اليوم المشئوم! ..

بيوم الجمعة جلست "أشجان" بالمنزل بصحبة والدتها فولجت للمطبخ حتى تطهو الطعام،أما بالخارج ولج "عطيه" للداخل فبحث عن زوجته إلي أن وقعت عيناه عليها فأقترب منها قائلاٍ بلهجته المزعجة_بتعملي أيه عندك يا ولية؟ ..
رمقته بنظرة يسكنها الغضب والضعف على حالها معه ثم قالت بنبرة حافظت فيها على الهدوء _بريح جسمي شوية ما النهاردة أجازتي ولا أنت عايزني أشتغل ليل نهار! ..

أجابها بتأفف_ما تقومي تأكليني قلمين ..
كبتت أنفاسها بصعوبة ليكمل حديثه بخبث_أمال فين المحروسة بنتك ؟ ..
أجابته وهى تفرك رأسها من شدة الآلم الذي يستحوذها_بتعمل الأكل ...
لمعت عيناه بأفكاره الدانيئة فأقترب منها بلهجته المزرية_طب قومي روحي هاتيلي علبة سجاير من المحل اللي على أول الشارع ..
أتكأت بمعصمها على الأريكة المتهالكة _هو أنت مش شايفني أدامك حيلي مهدود روح هات أنت ...
جذبها من ذراعيها بغضب ليلكزها بقوة أوجعتها _من أمته وصوتك بيعلي يا بنت ال...

صرخت بألم _خلاص ياخويا هروووح ..
وجففت دموعها ثم جذبت حذائها لترتديه ثم خرجت من المنزل سريعاً لتنفذ ما طلبه منها تاركة خلفها إبنتها الباكية بعدما رأت ما يفعله بوالدتها ...تركت إبنتها لذئب بشري لا يعرف الرحمة يزحف خلف غرائزه المريضة ...
تراجعت "أشجان" للخلف بزعر حينما رأته يتجه للمطبخ فتوجهت للأطباق الموضوعة على الطاولة الصغيرة لتعيد غسلها من جديد حتى تشغل ذاتها بالأبتعاد عنه ولكن هيهات إقترب منها بطريقته الدانيئة فجعلها ترتجف خوفاً لتقول بصوتٍ متقطع_عايز حاجة ؟ ..

أجابها وهو ملصق بها _هعوز أيه يابت عوزتي الكفن، بجيب كوبايه من المطبقية..
تعمد ملامستها فتراجعت للخلف بجسدها ولكنها تفاجئت به يجذبها مجدداً ليحاصرها بين جسديه اللعين، صرخت بقوة وهو يحاول خلع ثيابها فصاحت ببكاء_أنت بتعمل أيه؟!، سبني ..
لم ينصاع إليها ولا لبكائها الطفولي كل ما يراه أمامه هي رغباته الرخيصة، تعال صوت صراخها بالمنزل بأكمله...
بالشقة المجاورة لها..

كان يتمدد على الفراش بتعب فاليوم عطلته الأسبوعية، ولجت "نجلاء" للداخل حاملة بين يديها صنية دائرية الشكل تحوي كوباً من الشاي؛ فوضعتها جواره على الطاولة الخشبية الصغيرة لترى ملامح الأنهاك على وجهه، طاف الحزن بها لتشعر بالذنب لأجله، جلست جواره بشرود فقلبها يتمزق لرؤية إبنها الوحيد هكذا، سحبها صوت صراخ "أشجان" من مطاف مجهوله المزعوم فأنتفضت واقفة بألم_ يا عين أمك الراجل دا مش هيتهد ما بيصدق ما تكنش موجودة وينزل في البت ضرب... منك لله يا شيخ..

وهما بالخروج لتقف أمام باب الشقة الجانبية لشقتها لتجد عدد من جيرانها يطرقون الباب بقوة ظناً من أنه يلقنها ضرباً..
فقالت أحداهما _حرام عليك هي البت عملت أيه عشان تضربها كدا..
طرقت "نجلاء" الباب بغضب _يخربيتك هتموت البت أفتح..

على صوت صراخها وأصوات النساء بالخارج؛ فنهض  "فريد" مفزوع حينما سمع صوتها بوضوح، أسرع للخارج ليجد عدد لا بأس به أمام باب شقتها ولكن دون جدوى، أسرع "فريد" لشرفة غرفته البسيطة فتشبث بالحائط جيداً ثم عبر للشرفة الخاصة بها، بعد عدد من محاولته لتحريك مقبض الباب نجح بفتحه فأسرع للداخل سريعاً، بحث عنها إلى أن وقعت عيناه عليها فتخشب محله من هول ما رأه، توقف عقله عن التفكير وحواسه عن العمل وهو يرأها تجاهد لتخليص ذاتها من هذا العاري الذي يحاول تدنيس برائتها، لم يتردد هذا العاشق فيما سيفعله؛ فجذب السكين الموضوع على الأطباق لتستقر بصدر هذا اللعين ليتمدد أرضاً عاري الثياب لتحومه مجارة من الدماء ليفتضح أمره مثلما ود أن يفعل بها!...

تطلعت "أشجان" للدماء ولفريد الحامل للسكين  بصدمة فبكت بصوتٍ مزقت أحباله مثلما مزقت روحها، إنحني "فريد" الصبي الذي لم يتعدى عمره العشرون عاماً ليمسد على يديها بملامح يشوبها الحزن والخوف مما فعله_معتش هيضايفك تاني يا "شجن"..
تعالى بكائها وهي تتطلع له بقهر، إنفتح الباب على مصراعيه بعدما عادت "فاتن" من الخارج فأخبرتها "نجلاء" بصراخ إبنتها فولجت للداخل بلهفة تحولت لفيض من الصدمات حينما وجدت زوجها يتمدد أرضاً عاري ولجواره تجلس إبنتها بملابس ممزقة، وقعت أعين النساء على "فريد" الحامل للسكين فسقطت "نجلاء" أرضاً بصدمة لتردد بحرقة ويدها ترطم وجهها _ليه كدا يا "فريد" ليه كداااا يابني ضيعت نفسك ليييه؟

شكل الدمع بعيناه على ما فعله ولكنه لم يحتمل ما رأه، تحطم القلب ومعه عشقه وأحلامه ليستقر خلف القضبان مكانه الجديد فتصبح أماله أن يتركه أحد المعتقلين يوماً هنيئاً بعد أن كان حلمه الزواج منها، طالت أيام معاناته بداخل هذا المعتقل ما بين يوماً قضاه بالبكاء حينما حاوطه مجرم فود إستعراض عضلاته على هذا الصبي فيذقه شتى أنواع العذاب ليتجرد جسده من العواطف ولكن قلبه لم يتمكن من نسيانها فكان يخفق سراً لأجلها هي..

حتى "أشجان" كانت تنتظره بالخارج وقد عزمت بالأنتظار حتى أخر يوماً بحياتها ستنتظره حتى لحظاتها الأخيرة ولكن تحطمت أمالها حينما شرع للجميع بوفاته بداخل السجن بعدما نازع لأخر أنفاسه أمام إعتداء السجناء عليه بالضرب، لم تحتمل "أشجان" فراقه فساءت حالتها النفسية للغاية حينما شعرت بأن الهواء من حولها أصبح ملوث من دونه... من دون الحب العتيق الذي نبت بالأحياء الشعبية البسيطة فكان أقصى أحلامها أن ترتبط به وأقصى حلمه أن يعمل جاهداً ليتمكن من الزواج بها ولكن ترى هل إنتهت أقصوصة العشق التي تحدت الطفولة أم أن للقدر أراء أخرى؟!...

 
 



21-10-2021 07:24 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
لهلوبة
عضـو بـارز
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 23-09-2021
رقم العضوية : 90
المشاركات : 1272
الجنس : أنثى
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الجوكر والأسطورة نثرات الروح والهوى
رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل الأول

( نثرات الروح والهوى )

سور عظيم يحوى خمسة من القصور العريقة المصفوفة بحرافية ليحاوطها عدد مهول من الأشجار والزهور الناردة التى لا تليق لها التواجد سوى بداخل مملكة عائلة "زيدان"، ما زاد يمتلأها من الداخل أسوراً منشأة حديثة لتحجب كل قصراً عن الاخر مثلما صُنع فروق وحواجز بينهم ولكن لم تتمكن هذة الأسوار من إقتحام قلوب العشاق ولكن هل عشقهما كافي لهدم هذة الحواجز والثورة على قوانين "مراد ورحيم زيدان"؟!...

كان يتوسط القامة قصر مميز للغاية بطلاء بلوناً مشابه لأشعة الشمس الذهبية يحمل أسم "رحيم زيدان" بكبرياء ...تحده الحرس من كل صوباً وإتجاه تحرره عاصفة من زهرات عباد الشمس،على مسافة قريبة منه ولكن بداخل حدوده كان صهيل الخيول العربية تصدر جلبة بأنحاء القصر فكان يعشق الخيول الأصيلة لذا خصص مكان أعظم من الأسطبل ببوح قصره العتيق، وقفت أمام بابه بفضولاٍ قاتل تعلم بأن هناك قانون حاد لمن يخترق قوانينه ولكنها فعلت، رفعت "نغم"  يدها على القفل العالق على الباب الأسود العملاق لتعيق حركتها شقيقتها الصغرى قائلة برجاء_بلاش يا "نغم" "رحيم" هيعاقبك ...

أجابتها دون أكتثار والعناد يناوب بعيناها_وأيه الجديد ما العقاب بيتطبق ليل نهار سواء غلطت أو مغلطتش ...
إقتربت منها "ريم" بخوف_أنتِ عارفة أنه محذر أي حد يقرب من الأسطبل فعشان خاطري بلاش تعالي نرجع قبل ما يشوفنا هنا ..
لم تنصاع لكلامها وحررت القيد المتين  لتدلف ذات العينان البنيتان للداخل تنقي من الخيول ما تريد...

شهادات... ميداليات.. أوسم الشجاعة الكثير منهم معلقة على أحد حوائط مكتبه العملاق، من يتأملها يظن أنه بمكتب بطل العالم برفع الأوزان أو الملاكمة، يتوسط الغرفة مكتب فحمي اللون يعجه عدد مهول من الأوراق ولافتة صغيرة تتوسط سطحه تلمع بأسم "رحيم زيدان" بلهب مخيف مخبئ بجحيم شيطاني لم يعلمه سوى من يجرأ على الأقتراب ليكون محور ثانوي بشخصيات تعاملاته!...

يحده مقعد أسود اللون يبرز من أعلاه كتفي عريض تحجب رؤية المقعد فتشتت الأنتباه، تحرك المقعد ليظهر من يعتلايه، كان يستند برأسه على مقدمته، مغلق العينان وبجسد مسترخي تماماً لمن يرأه ولكن لم يرى أحداً عاصفته المخيفة، فتح عيناه بغضب لتبرز لهيبها المخيف، كأنه يرفض البقاء بهذا الجزء المحدد من ذكرياته فيحاول أن يثبت لذاته أنه قادر على تخطي ماضيه وحاضره بقوة...

ولج الطارق للداخل بعد عدد لا بأس به من الطرق، ولج يقدم قدماً ويأخر الأخرى بأنفاس لاهثة رعباً، وقف أمام مكتب الأسطورة لينقل له الخبر المعتاد ولكنه تلك المرة ليس بقادر على تحمل العقاب، رفع "رحيم" عيناه لمن يقف أمامه، درست عيناه الزيتونية إنفعالات جسده فعلم بأنه لم يحصل على مبتغاه، كاد الرجل بالحديث ولكنه توقف حينما رفع "رحيم" يديه لينهض عن مقعده فيظهر بجسده الممشق المستحق لشهادات هكذا، تراجع الرجل للخلف قليلاً بعدما إستند على سطح مكتبه، خرج عن صمته أخيراً بصوته الغامض وهو يعبس بأحد ملفاته ليترك توقيعه بغرور على أوراقه_معطتش فرص لحد في حياتي زي ما أدتلك وزي كل مرة بترجع من غير جديد...

إبتلع الرجل ريقه بصعوبة_يا باشا الموضوع صعب بس أنا بحاول ألقيها وببذل كل طاقتي ع...
إبتلع باقي كلماته حينما رفع "رحيم" عيناه عن ملفه ليحدجه بها فجعله يرتعب حينما بدت ملامحه بالغضب، وضع الملف عن يديه ليرتدي جاكيته الرمادي بهدوء قاتل_حظك أن حد غالي زرني في ذكرياتي من شوية غير كدا مكنتش هتكمل كلامك ويمكن كنت عفيتك عن مهمتك الصعبة دي..

إنقبضت أنفاسه فحاوط رقبته بذرعيه بأرتباك "فرحيم زيدان" لا يعفو مهامه المكلفة لأحد سوى بالموت، جذب "رحيم" متعلقاته الشخصية ثم توجه للمغادرة قائلاً بصوتٍ كهلاك موته_هديك شهر كمان ومتحلمش بفرص تانية..
أشار له الرجل بجنون ليكمل الأسطورة طريقه بسيارته وسط تحية رجال الشرطة المأيدة له بوقار وإحترام ليس لأنه إبن الراحل "طلعت زيدان" مساعد وزير الداخلية ولا لأنه الوريث الوحيد لعائلة "زيدان" ولكن لأنه ذات رتبة ومنزلة تجعله سيد المكان!...

بالأسطبل
وقفت أمام أحدهما وقد بدت علامات الأعجاب تتسلل لوجهها فأنفرجت أساريرها لتقترب منه وتداعب رأسه البيضاء كثيفة الجدائل ليخضع الفرس لها، إبتسمت بعند وهى تخرجه غير عابئة برجاء شقيقتها لتمتطيه بسهولة وتسير به بالأرجاء،لم تنكر أنه فرساً قوي للغاية ولولا تعليمها الذي إستغرق عدة أعوام على يد شقيقها فلما تعلمت كيف تتمكن منه قط،هوت دمعة ساخنة على وجهها لتذكره فجدتها تخبرها دوماً أنها عنيدة مثل أخيها "مراد زيدان"،

وقعت عيناها على القصر بغضب يكمن بعيناها على من تسبب فراقه عنهما، أنفضت عنها ما يجول بخاطرها لتشير لأختها ببسمة مرحة_يلا خديني كام صورة حلويين كدا عشان عايزة أنزلهم على الأنستا ..
زمجرت بغضب وهى تضيق عيناها ذات اللون الأخضر الساحر التي ورثتها عن أبيها _يا برودك مش خايفة "رحيم" يرجع ويشوفك أو حد من الحرس يلمحك ويقوله؟ ..
أجابتها بلا مبالة وهى تفرد ذراعيها بالهواء بحرية_ متقلقيش "رحيم" بيه مواعيده زي السيف لسه ساعة ونص على معاد رجوعه ..

إبتسمت "ريم" رغماً عنها فأخرجت هاتفها لتلتقط عدد من الصور لها، هبطت "نغم" من على ظهر الجواد لتجذبه بخفة وهى تملس على رأسه بحنان،إقتربت من شقيقتها وهو ينصاع لها أينما تذهب فتراجعت "ريم" للخلف ببعض الخوف فقاطعتها ببسمة واسعة وهى تجذب الهاتف منها_يلا بقى ..
ضيقت عيناها بعدم فهم_يلا أيه؟ ..
أجابتها "نغم" مشيرة بيديها له_أطلعي عشان أخدلك كام صورة حلوين أنتِ كمان ..

تراجعت للخلف بزعر_مجنونة أنا عشان أركب خيل و أخالف أوامر "رحيم زيدان" ! ..
علمت كيف تراوضها فقالت بأستياء مصطنع_هتفضلي طول عمرك جبانة ...
وتوجهت بالفرس للداخل لتوقفها "ريم" على مضض _أستني ..
كبتت بسمتها وأستدارت بملامح ثابتة لتحك الأخرى جانب أنفها بتوتر _هتمسكيه جامد يعني لحد ما أتصور ؟ ..

أشارت لها بتأكيد والبسمة تسبقها فأنصاعت لها "ريم" بخوف لتصعد بعد دقائق من المحاولات على ظهره والخوف بنهش قلبها، تراجعت "نغم" للخلف لتلتقط لها الصور بفرحة،تحرر الفرس من الرباط الذي وصمته "نغم" فصار يهرول بالأرجاء،ليرفع قدميه بغضب ويرفل بالهواء بعصبية،صرخت "ريم" برعب وهى تتمسك باللجام فى محاولات بائسة للهبوط عن ظهره ولكنه باغتها حينما ركض بأعلى سرعة يمتكلها ليحطم حاجز الأسطبل ويركض بعيداً،سُلب قلب "نغم" لرؤيتها شقيقتها تصرخ دون توقف فحاولت أن تركض خلفه ولكن هيهات كان يسبقها بألف خطوة ...

تعال صراخ "ريم" وهى تشعر بتحرر يدها المتشبثة باللجام،تهاوى الدمع دون توقف وهى ترى حياتها توشك على المحك..فكل ما كانت تتمناه هو اللقاء به لأخر مرة قبل لقاء حتفها!، كأن هناك ناقوساً سحرياً لتحقيق رغباتها فتحققت على الفور ...

تسلق أحد الأشجار بمهارة عالية تتناسب مع عضلات ذراعيه القوية، تعلق بأحد الفروع بقوة وعيناه الثاقبتان تراقب حركات الجواد بتمعن،حبات العرق تتصبب على عروقه النابضة لما بذله من مجهود ليسرع خطى الفرس، دفع الهواء من فمه بتركيز ليرفع ذاته بخفة بالهواء حتى أستقر على ظهر الجواد ليرفعها سريعاً عنه ثم رفع يديه ليتشبث بأحد فروع الأشجار التى تخيم المكان بأكمله، فتحت عيناها بصعوبة وجسدها تطوفه رجفة باردة تجعلها كمهاب الموتى لترى ذاتها معلقة برقبته بقوة ظلت كما هي تتأمله بطوفان من الألم والشوق فقالت بهمس_"سليم"! ..

كبح مشاعره بغصة مريرة وهو يستمع لأسمه يتراقص بحروفه بين شفتياها، أشاح بوجهه عنها ليعاونها على الهبوط،لامست قدماها الأرض ليهبط هو الأخر،وقف أمامها بصمت فترقرقت الدموع بعيناها،كاد بالرحيل فقالت بصوتها المتقطع بالدموع_وحشتني ...
إبتسم بسخرية وهو يكمل طريقه فأسرعت لتقف أمامه قائلة بدموع_لحد أمتى؟ ..
إستدار ليقف أمام عيناها بطالته المتناثرة بالثقة وخصلات شعره الأسود تحاوط عيناه فتجعله ككتلة من الوسامة تشدو بكبرياء،أشار للحاجز الأبيض الذي يحد قصر أخيها _لحد ما خوفك يهزم دا يا "ريم "...

وضعت عيناها أرضاً ليكمل بتحد وهو يعقد ساعديه أمام صدره العريض_هتقدري؟ ..
هتقدري تكسري قوانين "رحيم زيدان" وتتخطى الحواجز لحد باب قصري؟ .
رفعت عيناها اللامعة بالدموع لتجده يقف أمامها ثابتٍ بنظراته الثاقبة، مرت الثواني فالدقائق ليقطعها ببسمته الخافتة_خايفة؟ ..
هوت دمعاتها بخزي فأبتسم قائلاً بألم_أنت عايزة أيه يا ريم؟ ..
تطلعت له بعتاب فهو يعلم جيداً الأجابة على سؤاله ولكنه يود سماعها، طال صمتها ليزفر بغضب_لحد أمته هتخافي منه ؟ ..لحد أمته هتفضلي فى حبسك المنفرد دا ؟ ...

ثم صاح بصوته الغاضب_جاوبيني يا "ريم" لحد أمته؟ ...
أحتضنت وجهها لتعلو شهقات البكاء بصوتٍ مسموع،شدد "سليم" على شعره بغضب ليلتمس الهدوء المصطنع قائلاً بغموض_أنتِ عايزة أيه ؟ ..
رفعت عيناها إليه لتقول بصوتها الخافت _عايزاك أنت يا "سليم" ..
كبت غضبه بصعوبة فلا طالما أخبرها بعشقه المتيم لها وأخبرها بأنه قادر على مواجهة شقيقها ولكنها مازالت تخشاه،تحكم بذاته قائلاٍ بصوته الرجولي العميق_هتقدري تكسرلي القواعد عشاني ؟ ..

تطلع لها بنظرة مطولة تطوفها اللهفة بالاستماع لردها ولكنه صدم حينما راها تفرك يدها بأرتباك من سؤاله فصاح بصوتٍ كالسهام_جاوبيني هتقدري تحطمي قوانين "رحيم زيدان"؟ ..هتقدري تكسري قواعده ؟ ..
هتقدري تيجي لحد باب قصري وتتحديه زي ما أختك بتعمل ؟ ...
ساكته لييييه جاوبيني هتقدري؟ ..
فزعت على أثر صوته المرتفع فتراجعت للخلف بزعر وهو يتأملها بألم فمن سكنت بسكنان قلبه تخشي الأقتراب منه ! ...
تخبره بالخفاء بعشقها له وتخشي أن يعلم أحداً بمكنونات قلبها ! ...

إبتسم قائلاٍ بألم_أمشي يا "ريم" ...أرجعي لقصر "رحيم زيدان" . خاليكي عروسة من عرايسه اللي بيحركهم بأيده ...
تعالت شهقات بكائها وهى تراه يبتعد ليتوجه لقصره القريب على بضع خطوات من حديقه قصرها فلحقت به بضع خطوات وهى تصيح ببكاء_متسبنيش يا "سليم" أنا بحبك أوي ..

وقف محله دون أن يستدير لها يتحكم بذاته بالضغط على شعره بغضب، لحقت به ثم كادت بالاقتراب ولكنها تراجعت فقد تخطت الحاجز المحيط بقصره فتراجعت على الفور بخوف من أن يراها أحد فيخبر "رحيم" بأنها تخطت الحاجز الصغير المشيد حول القصور الخمس، تأملها بسخط وهو يرى خوفها المميت ...
فقال بألم يعتصر قلبه _خايفة تتخطي الحاجز ؟ ..

وضعت عيناها أرضاً بحزن فقال بسخرية _طب أنا ليه مش خايف وأنا واقف أدامك وفى منطقته ؟ ..تعرفي أول ما سمعت صوتك وأنتِ بتصرخي كسرت الحاجز دا وأنا مش خايف ولا بفكر فى العواقب اللي بعد كدا ...كسرته عشانك يا "ريم" عشان أنقذك من الموت وأنا شايفك بعيوني بتصارعيه ..
ثم إقترب بضع خطوات ليستكمل حديثه المؤلم_ليه بتعملي فيا كدا؟ ..
قولتلك أختاريني وأنا أتحد الدنيا عشانك مش أخواتك بس ...

ثم أشار على السور المحاط لقصره قائلاً _عدي الخط دا وأنا أوعدك هقف "لرحيم" و"مراد" لأخر نفس خارج مني ...
صعقت من كلماته أحمقاء هي حتى تتحد الشياطين! ...
أشارت له بيدها قائلة بزعر وهى تتخيل مقتله كما فعل رحيم من قبل _لأ لأ ...مستحيل ...
طالت نظراته عليها لينهيها ببسمة سخرية ثم توجه عائدا لقصره ولكنه توقف حينما إستمع لصوت صفق يرتفع شيئا فشيء فأستدار ليجده يقف أمامه بطالته المخيفة القابضة للأنفاس بحضوره الطاغي، أنهى صفق يديه قائلاٍ ببسمته الشيطانيه_برافوو "سليم" عجبتني بجد ...

أرتعبت "ريم" حينما وجدته يقف أمامها فقالت بتوتر وبكلمات غير مفهومه _"رحيم" ...أنا ..."سليم" .. ...الأسطبل...هو ..
أشار لها بيديه بأن تصمت ثم قال دون النظر إليها فعيناها معلقة علي من يقف خلفها _حسابك جاي بعدين ...على أوضتك ..
توقف قلبها لوهلة ولكنها أنصاعت لأوامره وركضت سريعاً للأعلى، بينما ظل يتأمله بنظراته الثابتة ليضم يديه أمام صدره بسخرية _ها يا "سليم" كنت بتقول أيه ؟ ..
رمقه بنظرة غاضبة ثم قطع المسافة ليقف أمامه  بتحد_اللي سمعته ...

رفع يديه يحك أطراف أنفه بسخرية _مش جايز أنا مش بسمع كويس الفترة دي ...
طالت نظراته عليه ثم قال بأشمئزاز _أيه اللي غيرك بالشكل دا يا "رحيم"! ..
إبتسم بسخرية _محدش بيفضل على حاله يا صاحبي ...
صاح بغضب _كنت الوقتي أنا لا صاحبك ولا يشرفني أساساً ...
رفع عيناه الصقرية  بثبات مميت _أكيد عدو ليا بعد ما أنضميت لحزب "مراد زيدان"...

صرخ بغضب كأنه يخرج ما بقلبه _أنا لا معاه ولا معاك أنا ضدكم أنتوا الاتنين وهفضل ضدكم طول ما شايفكم غلط يمكن بالبداية كنت معاك بس لانك كنت على حق لكن دلوقتي بقيت أوسخ منه بمراحل بقيت شخص أنا نفسي معرفوش ..وياريت الوساوس اللي جواكم أستكفت بالعداء اللي بينكم بس لا أنتوا زرعتوه بين عيلة "زيدان" كلها بقي الكل بيكره بعضه ومقسوم لحزبين بس أنا بقى محدش هيقدر يضمني لصفه ..أنا اللي هحارب عشان أكسر الحواجز اللي عاملينها بينا دي ... وهتشوف ...

إبتسم ببرود_كل شيء إنتهي خلاص يا "سليم" ...
ثم آنحنى ليهمس جوار أذنيه بصوته الشيطاني_الشيطان اللي مش عاجبك دا هو اللي كسب ...
رفع "سليم" عيناه على قصر عمه ليرى العاشق الذي يطوف معشوقته بنظراته المطوفة لنثرات من الروح والهوس فأبتسم ليهمس لرحيم وعيناه تتأمل القصور من أمامه _بالعكس الحكايات بتبتدي ...

ثم رفع عيناه له بثقة وبنبرة ساخرة _وأبقي وريني الحاجز دا هيمنع القلوب عن بعضها إزاي يا ..ها إبن عمي ...
قالها بلهجة ساخرة ليتركه ويتوجه لقصره المجاور لقصر "رحيم زيدان" الذي صاح بصوته المميت_مش هتقدر يا "سليم" هفعصك تحت رجلي لو فكرت تخالف قوانيني...
إستدار ببسمة هادئة _حصل وخالفتها يابن عمي ..
وتركه وغادر تحت نظرات وعيد من الشيطان كما لقبه هو...

بالقرب منهما، كانت تقف بالحديقة بشرود، الهواء العليل يحرك طرف حجابها الطويل بحرية فتجعلها كالحورية التي تتنقل بين نسمات الأزهار، ترقبها بأعين تجاهد التغلب على الغضب لرسم طوفان العشق ولكن تملكه الغضب الشديد حينما وجد من يقترب منها!..
  _صباح الكريمة بالحليب..

قالها "مروان" بعدما إقترب منها عن تعمد لبث الغيرة والغضب بقلب معشوقها الذي يتابعها من الأعلى،إستدرات "منة" على الصوت فوجدت إبن عمتها يقف لجوارها فرفعت عيناها البنيتان للأعلى بخوف إزداد حينما وجدته يراقبها بالفعل فقالت بأرتباك _صباح الخير يا "مروان" خير؟
 أجابها بسخرية_لازم يكون في سبب يعني عشان أصبح على بنت خالي؟..
إبتلعت ريقها برعب حينما رأت "فارس" على وشك الأنفجار فقالت بتوتر _لا طبعاً مقصدش بس لو كنت عايز "سليم" فهو مش بالقصر..
أشار لها بمكر_لا عايز المخبر.

تطلعت له بعدم فهم فقال بصوتٍ مضحك_لو مش موجوده أجيلها وقت تاني..
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق_أنت تقصد "سما" أختي؟
 أشار لها بتأكيد فقالت _لا راحت الجامعة من بدري أص...
إبتلعت باقي كلماتها حينما لمحت إشارة" فارس" بالدخول والا إقتلع عنقها فقالت بأرتباك_عن إذنك يا "مروان"...
وهرولت من أمامه مسرعة فتعالت ضحكاته ليستدير لشرفة إبن عمه العدو اللدود إليه مشيراً له بتسلية ليرمقه الأخر بوعيد...

ولجت "منة" لغرفتها بأرتباك مما سيحدث لها فأصبح عقابه يلاحقها دون توقف، تطلعت لهاتفها بتوتر _أعمل أيه أقفله ولا أولع فيه وأخلص...
توصلت لحل سريع فحملت الهاتف وإقتربت من المدفأة ولكن سريعاً ما صرخت فزعاً حينما تعال رنينه ليضيئ بأسمه بعصبية كحاله، جاهدت كثيراً لفتح الزر ليأتيها صوته المنفعل
_ورحمة جدك لأقتلك وأخلص أنا مش منبه عليكِ متخرجيش بره القصر عشان الزفت دااا...
ساكتة ليه إنطقي.

أجابته بصوتٍ يكاد يكون مسموع _أنا حسيت أني مخنوقه فقولت أنزل أتمشى شوية يا "فارس"
_متقلقيش يا روحي مش هيكون في رجل تاني عشان تنزلي وتطلعي.
إبتلعت ريقها برعب_حرام عليك على فكرة..
_لما أشوفك بس هعرفك الحلال والحرام
صاحت بضيق_وأنا مش هخرج من القصر..
تعالت ضحكاته بسخرية _وأنتِ فاكرة يعني أني لو حابب أشوفك هستانكي تخرجي..
قالت بقوة مخادعة تتحلى بها_أكيد أمال يعني هتتجنن وهتجيلي القصر...
_واحد باب أوضتك كمان..
تعالت ضحكاتها بأستهزاء_وأنا مستانياك يا روحي.
وأغلقت الهاتف ببسمة ساخرة ثم جلست على الفراش تأنب ذاتها على تسرعها بحديثها الأحمق فكيف ستتوقف عن الخروج وإختبارها الدراسي بالغد!...

... وعد... ألم...طلق ناري...
_"سلمى"... "سلمى"..
تفوه بها بأنفاس لاهثة بعدما أفاق من نومه، أصبح هذا الحادث المخيف جزءاً من حياته  اليومية، أعاد خصلات شعره العسلي الذي يصل لأخر رقبته للخلف ثم أستقام بجلسته على الفراش كمحاولة لأستعادة ثابته، جذب قميصه الموضوع لجواره ثم إرتداه لينهض سريعاً للبحث عنها، إقترب من شرفته ليجدها تجلس بصمت أعتاد عليه من خمسة أعوام، إنحني "جان" ليكون على مستوى مقعدها المتحرك فأبتسم بعشق برز وسامة وجهه بملامحه الرجولية المنحوتة بجمال _صباح الخير يا روحي.
بقيت كما هي بوجهها المتصلب بأتجاه واحد، يحاوطها عدد من الأجهزة للبقاء على قيد الحياة، مسد على شعرها بحنان وهو يبعدها قليلاً عن أشعة الشمس التي تزعجها فقال ببسمة رضا_كدا أفضل.

_صباح الخير يا حبيبي.
إستدار لمصدر الصوت ليقول ببسمته الهادئة_صباح الجمال يا دادا "كوثر"...
إقتربت منه ببسمته المشرقة لتضع بجواره القهوة قائلة بهدوء _سادة زي ما بتحبها.
تناولها منها بأمتنان _تسلم أيدك، ثم أشار على معشوقته بأستغراب _"سلمى" فاقت أمتي؟
أجابته" كوثر " وهي تعيد خصلات شعرها للخلف بحنان أموي_دخلت لقيتها صحت فنقلتها هنا زي مأنت قايل..
وجذبت المقعد للداخل _عن أذنك يا حبيبي هغيرلها..

أشار لها بهدوء وعيناه تتابع نبض القلب وسكنة الروح وهي تنصاع أمامها على المقعد كالمغيبة ليطوف الحزن عيناه ولكنه كان ينهض مجدداً لأجلها، وضع قهوته على الطاولة ثم نهض لخزانته لينقي ما يناسبه...
تألق ببذلة من اللون البني عكست بحر عيناه الرمادية فجعلته كالمعتاد بجمالاً ساحراً للعقول، نثر البرفنيوم الخاص به بشرود فكأن المرأة من أمامه تنقل له ذكريات عتيقة بمثابة كنوز له ليكمل حياته من جديد.

_هتتعب معايا يا بشمهندس..
قالتها بغضب وهي تشير له بغرور فعقد ذراعيه أمام صدره بتفكير لترمقه بنظرات غاضبة ليتحدث سريعاً ببسمة مكر_موافق..
أخفت "سلمى" بسمتها بصعوبة ولكن لم تتمكن من إخفاء خجلها، إقترب "جان" منها ليصبح على مسافة قريبة ليهمس بأنفاسه الحارقة بعشقها _عارف أنك عنيدة وهتعب معاكِ بس معنديش مانع أتجرد من جزء من طباعي عشانك..
تأملت عيناه عن قرب بنظرات مرتباكة فأبتسم بثقة قائلاً ببطء متعمد إثارة خجلها_موافقة تكملي اللي باقي من عمرك معايا يا "سلمى"؟
أغلقت عيناها بخجل مميت ليكمل ببسمته الساحرة_موافقة تشاركيني جناني زي ما شايفاني مجنون!...
  موافقة تشاركيني كل تفاصيل حياتي؟..

شعرت بأنها مسحورة فلم تشعر برأسها التي تتحرك يميناً ويساراً كدليل عن موافقتها فأبتسم  وهو يحفر سكنان عيناها بداخل قلبه المهوس بها.
عاد لواقعه بلمعة عيناه الحزينة فأفاق على وجود شقيقته بالغرفة، إستدار ببسمة هادئة رسمت لرؤياها_ "فاطمة"!... تعالي.
ولجت للداخل ثم جلست على أقرب مقعد ليجلس جوارها يترقب حديثها البادي بعينها فقالت بأرتباك _ماما كلمتني بالموضوع تاني يا "جان".
زفر بغضب _أنا مش عارف هي عايزة أيه مني؟

_عايزة أفرح بيك قبل ما أموت دي أمنيتي يابني
قالتها تلك السيدة التي تستند على باب غرفته بدموع تهبط بألم، نهض عن مقعده ليقترب منها بضيق _يا ماما عشان خاطري بلاش نرجع لنقطة الصفر بالموضوع دا.
قالت ببكاء حارق_يابني حرام عليك أنا نفسي أشوفلك عيل وأ...
قطعها بلهجة تقطن بأنين _مش هيحصل غير من "سلمى"
صاحت بجنون _"سلمى" مش عايشة عشان تخلف فوووق بقاااااا،  شيل الأجهزة دي وأرحمها من العذاب اللي هي فيه دا..
إبتسم بألم_موافق بس ساعتها مش هتلاقي إبنك عايش..

كبتت شهقاتها بصدمة، خرجت" كوثر" بها من الغرفة الجانبية فأقترب منها ليجثو على ركبتيه مستكملاً حديثه ببسمة ودمع معاكس لها _ليه مش قادرة تصدقي أني من غيرها مش هعيش، مش هقدر أكمل من غير  ما أحس بوجودها جانبي، أنا كل يوم بيفوت بحمد ربنا أني كتبت كتابنا قبل فرحنا عشان تكون جانبي...
ثم إستدار بوجهه لها _عارفه يا ماما أنا لما طلبت من والدها وإترجيته أجبها هنا كان عشان مديش فرصة لقلبي يحس غيرها ولا لعيوني تشوف غيرها.

بكت الأم بتأثر من كلماته التي نجحت بنقل ألمه، نهض "جان" بعدما أزاح دمعاته بكبرياء فجذب جاكيته قائلاً بجفاء_ياريت تشيلي الفكرة دي من بالك لأن مستحيل هنفترق غير بموتي، طول ما فيا النفس هحارب عشانها وعشان تمن الأدوية اللي مخليه النفس داخلها حتى لو لجأت  "لرحيم زيدان" عشان أعملها العملية من فلوس ورثي...
وتركها وغادر ليزداد نحيبها على حظ إبنها العسير كما أعتقدت هي فلم ترى عشق الأرواح الطاهر الذي حطم المقاييس فكيف لعاشق يختبر حبه لخمسة أعوام يكبح فيهما رغباته بالحصول بمعشوقته التي تجمعها به غرفة وفراش واحد!...

 جذبت "منة" حجابها بعدما أبدلت ثيابها لفستان من اللون الأزرق يعكس جمال عيناها، أحكمت حجابها بهدوء ثم إستدرات لتغادر الغرفة للأسفل فتخشبت قدماها حينما رأته يقف أمام عيناها، رفعت يدها تدعسها بقوة ظناً من أنها تتوهم رؤياه من كثرة تفكيرها به ولكن بسمته الماكرة جعلتها بفصيل بين الواقع والخيال، تراجعت للخلف بزعر قائلة بصعوبة بالحديث_دخلت هنا إزاي؟
أجابها بسخرية_من الباب يا روحي..

ثم جذبها من تلباب فستانها لتصرخ قائلة بخوف _هو اللي جه وقف معايا والله العظيم..
كز على أسنانه بغضب_وأنتِ ايه اللي مخرجمك من الأساس، أنا قولتلك أيه قبل كدا؟.
جاهدت للحديث ولكن تخلت عنها الكلمات ليصرخ بغضب _إنطقي.
أسرعت بالحديث_مخرجش بره ولا أكلم الحيوان دا تاني..
سر لسماع لفظها عنه فقال ببسمة رضا_وسمعتي الكلام؟..

أشارت له بلا والرعب يسري بعينها ليجذبها بغضب مميت_كسرتي كلامي وإستهزأتي بأني مقدرش أتخطي الحاجز وأوصلك وأديني أهو مش بالقصر نفسه أنا بأوضتك وأقدر أعاقبك بالطريقة اللي تعجبني...
تطلعت له بدموع وهي تجاهد لتخليص معصمها فأكمل بغضب_قسماً بالله يا "منة" لو لمحتك واقفه مع الكلب دا تاني لأكون جايب رقبتك دي نصين ولا هيهمني أخوكِ ولا "رحيم زيدان" نفسه فاهمة؟

أشارت له ببكاء فتركها ليزفر بغضب في محاولات عديدة لتهدئة ذاته ليقول بلهجة أقل حدة_أنتِ اللي بتفوري غضبي وبترجعي تبكي..
قالت بعتاب _وأنا يعني اللي قولتله يجي يقف معايا هو أ...
قطعت كلماتها حينما أشار لها بتحذير _متفتحيش موضوع أنا نهيته عشان مش ضامن أعصابي.
أشارت له سريعاً فتأمل غرفتها بنظرة متفحصة_حلوة أوضتك..
إبتسمت بخجل _عجبتك؟..

نقل نظراته إليها _أي مكان لمستيه بأيديكي  أكيد هيعجبني
وضعت عيناها أرضاً بخجل فأبتسم "فارس" بعشق وهو يتأمل ملامحها المتوردة فأقترب من الشرفة يتأمل شرفة قصره المقابلة لها ببسمة هيام، وقفت لجواره بأستغراب_بتفكر في أيه؟
أجابها بهيام بعيناها القريبة منه ليرفع يديه مشيراً على شرفته_بفكر إزاي أجيبك هنا...
إبتسمت بعشق ينبع بداخل القلب فقالت بخجل_هتتعب عشان تقنع أخويا.
إبتسم بثقة_جدي قصرلي نص المسافة..

تطلعت له بعدم فهم فأسترسل حديثه بهدوء _وصية عمي بجواز "آدم" أخويا بسما هتقرب المسافات بيني وبين "سليم" أخوكي..
قالت بأمل _تفتكر؟
همس بخبث_اللي أفتكره أنك مش هتكوني لغيري حتى لو إضطريت أخطفك..
هامت بعيناه الخضراء التي تحاوطها هالة من الحنان رغم طباعه المتعصبة ورغم ما تعانيه مع غيرته وتملكه ولكنها تعشقه بنهاية الأمر.

بقصر "رحيم زيدان"
الهدوء يعم بالمكان بأكمله حتى من أصوات الأنفاس، صوت خطواته الواثقة هي التي تمزق حاجز الصمت، جاب القاعة بخطاه ونظراته الثاقبة، عيناه تتنقل بنظراتها بينهما بغموض إلى أن قرر الحديث_مين اللي فتح قفل الأسطبل...
وضعت "ريم" عيناها أرضاً بخوف بينما قالت" نغم" بثقة_أكيد عارف مين اللي عمل كدا فملوش داعي الجو دا..
وقف أمامها بعيناه التي تحولت البنى القاتم كدليل قوي على غضبه الجامح فتلك الفتاة بملامحها التى تشبه ملامح "مراد زيدان" تنجح بتحوله.
_"توفيق"...

صاح بها بصوتٍ قابض للأنفاس جعل"ريم" ترتعب فبمجرد ذكر إسمه تعلم بالعقاب القادم بينما تطلعت له" نغم" بثبات، أتى من خلفه سريعاً قائلاً بوقار_تحت أمرك يا" رحيم" باشا..
أشار بيديه عليها _الحيوانة دي خالفت قانون من قوانيني عقابها لمدة أسبوع كامل..
أشار له بتفهم فجذب "نغم" التي حاولت دفشه بعيداً عنها ولكنها لم تتمكن فجذبها للأسفل لتنصاع له بدمع تأبى السقوط فقالت بعدما إبتعدت عن "رحيم" _سبني بقولك... أنا عايزة أكلم "مراد " سبني أكلمه..

جذبها برفق_للأسف معنديش تعليمات بكدا..
وفتح الباب السفلي للقصر الذي يشبه المعتقل ليدفشها برفق للداخل فصاحت بصراخ_لأ خرجني من هنا...
وبكت بكره وتمرد يزداد كلما مر يوماً على وجودها بقصره...
بالأسفل...

دموعها تنجح بصنع هالة خاصة به فأقترب منها بملامح مازالت ترسم بالثبات_أيه اللي موقفك مع "سليم"؟
أجابته بدموع والخوف يجعلها كالمنتظر لموته_مش هقف معاه تاني.
تراقبها بعيناه الزيتونية المحاطة بهالة ساحرة من اللون العسلي _أطلعي أوضتك وأتمنى اللي قولتيه يحصل والا متلوميش الا نفسك..
تقدمت خطوة من الدرج ثم إستدارت بأرتباك_ونغم؟

رمقها بنظرة مميتة ليشدد على كلماته بغضب_قولتلك على أوضتك كلامي مش بيتعاد مرتين...
ما إن أنهى كلماته حتى هرولت للأعلى فجلس على المقعد الأساسي الطاولة العملاقة بوعيد طال بهمسه المخيف_"مراد زيدان" نهايتك دايماً بتتشكل بطريقتي..
وإبتسم بمكر لما أعده له لا يعلم بأن الخصم علي مرتبة متساوية معه !

ولج "مروان" للداخل ببسمة يتربعها النصر فتتابع الرائحة التي تغمر مدخل القصر فجعلته هائم بكيف سيكون ملاذها، وصل للمطبخ القصر ببسمة واسعة حينما وجد أخيه يقف بمنتصفه يفرد العجين بحرافية ولجواره أشهى الوصفات التي أعدها خصيصاً له، إقترب منه بصدمة_"ريان عمران" يعد البيتزا اللذيذة بنفسه؟!
خلع زي الطهي ليلقاه على الطاولة بأهمال، ثم جذب جاكيت بذلته الأنيقة ليرتديه بصمتٍ قاتل ليهرول الأخر إليه بصدمة_رايح فيين؟..

لم يجيبه ووقف أمام المرآة الخارجية يعدل من خصلات شعره الفحمي بثبات ليخرج صوته أخيراً _أنت صح" ريان عمران" مينفعش يقف بالمطبخ عشان أي حد..
زمجر " مروان" بغضب _يعني مفيش بيتزا للعبد لله.
أجابه بثبات وهو يرتدي جاكيته_لا..
إبتسم بتفكير_طب ما تكمل اللي كنت بتعمله وأنا هحبك العمر كله دأنا حتى شاب مغترب وأصعب على الكافر وعهد الله
إبتسم "ريان" بسخرية _الكافر بقى لكن أنا مسلم..

ثم قال بحدة_وبعدين أنت مش هتبطل تعاند "فارس" وتسيب "منة" في حالها؟..
أجابه "مروان" بمكر_لما أنت تبطل تعاند "جان" أبقى أفكر..
تحولت نظراته للغضب القاتم فتراجع "مروان" للخلف بزعر_أوعدك أفكر..
جذب مفاتيح سيارته بعصبية _مفيش فايدة فيك هتفضل زي مأنت.  
ورمقه بنظرة قاتلة ثم توجه لشركاته فتمتم "مروان" بغضب_صحوبتك مع "رحيم زيدان" بتيجي على دماغ العبد لله...
ثم توجه للمطبخ  بضيق_ أكمل البيتزا أنا وأمري لله..

تأملت حركات الطيور بسعادة غريبة، تشعر بالراحة حينما تجلس جوارهم، بداخلها يقين بأن قلوبهم تسكنها حنان لا يسكنها البشر ربما لما تذقه على يد من أحببته فأرتبط بأخرى غير عابئاً بها، تعلم بأن هذا المكان هو المفضل لديه لذا تصعد إليه بعد رحيله لعلها تناجي ذكرياتها معه
حملت حمامة بيضاء بين يديها فمسدت على ريشها الأبيض بأعجاب ثم قفزت بالهواء لتحريرها ببسمة ساحرة تفتك بالقلوب، كف عن مراقبتها ليظهر من خلفها بغضب_بتعملي أيه هنا؟..

إستدرات للخلف بخوف عند سماع صوته فقالت بأرتباك_كنت بأكل الحمام..
إقترب منها "إياد" بغضب_أنا طلبت منك تأكليهم؟..
وضعت "فاطمة" عيناها أرضاً بحرج ليكمل هو بنفاذ صبر _إسمعي أنا قرفت بجد من أني كل يومين أكررلك كلامي، فكرة أني أنفذ وصية عمي وأتجوزك دي مستحيل تتحقق ولو بعد مليون سنة أنا بحب خطيبتي وهنتجوز قريب فياريت تنسيني وتكملي حياتك اللي مش هكون فيها وأول حساباتك أنك تبعدي عن أي شيء يخصني حتى لو كان المكان دا...

يتعمد كسر كبريائها على الدوام، نعم عشقته ولكن لن تحتمل كلماته القاسية، كفكفت دمعاتها ثم توجهت للهبوط ولكنها إستدرات قائلة ببسمة ساخرة_نصيحتك غالية وأنا فعلاً عملت بيها من زمان مش لأنها كلها صح لا لأني غالية واللي زيك ميستحقنيش  أنت تستحق حب خطيبتك وتستحق فعلاً أخلاقها المثالية
وتعمدت مقولتلها الأخيرة لتمس كرامته مثلما فعل، كادت بالهبوط ليجذبها بقوة جعلتها تتلوى ألم_أصغر دافر ليها عندي برقبتك، يمكن لأنك متعرفيش يعني أيه حب فمش هتقدري علاقتنا انتِ بتعرفي بس هتقضي اليوم في أوضة مين!..

جحظت عيناها بصدمة فرفعت يدها لتصفعه بغصب_أخرس يا حيوان...
شل حركة يدها ليضغط عليها بقوة جعلتها تصرخ ألماً ليصدح صوت إنكسارها بين يديه فضغط أكثر غير عابئ بصراخها كأنه يرى الماضي أمامه من جديد فصاح بغضب _الحيوان دا اللي بيخون ويخدع... الحيوان دا لقب نبيل اللي زيك ميستحقهوش..
قالت بصوتٍ مبحوح من البكاء والألم_إيدي... سبني...

تطلع لها قليلاً بنطرة تسلية ثم تركها لتحتضن يدها بألم يضاهي طاقتها، إنحني ليكون مقابل لها ليشير لها بسخرية_حجة كويسة عشان تقضي الليلة في أوضته من غير ما أخوكي يحس بشيء...

رفعت عيناها إليه بنظرة مطولة كأنها تتحقق منه جيداً فربما تجد لمحة ألم لوجود ذلك العاشق الذي إرتبطت به يوماً ما، تحملت على ذاتها لتنهض مجدداً لترمقه بنظرة أخيرة جعلته يتمرد غضباً فكان يود سماع ما ستقول، توجهت عائدة للقصور بخطى شبيهة للموت فذراعها يؤلمها للغاية، خشيت العودة لقصرها فتراها والدتها هكذا فأستسلمت لجرحها لتجلس أرضاً تبكي بقهر، حاولت إخراج هاتفها لطلب أخيها ولكن لم تستطيع فأستسلمت لبكاء مرير عصف بها، توجه لشرفة "إياد" لشرفة البرج يتأملها بنظرات مطولة إلى أن رأى سيارته تقترب منها، هبط من سيارته بقامته المثيرة ليهرع إليها بقلق _"فاطمة"!

رفعت عيناها لتراه يقترب منها فأشارت بيدها بصراخ_متقربش..
توقف"يامن" محله بحزن_طب أعرف مالك؟
أشارت له ببكاء_أرجوك سبني في حالي..
إقترب منها بغضب_يا غبية أنا زي" جان" بالظبط ولو هو مفهمش كدا فدا شيء يرجعله هو..

أغلقت عيناها ببكاء_مفيش أخ بيقبل على أخته الأهانة وأنت قبلت تهني ودلوقتي عايز ترجع تهني تاني... سبني في حالي..
تألم قلبه فقال بهدوء _هبعد بس قوليلي مالك أو أساعدك إزاي؟..
أشارت بيدها على الهاتف من جوارها_لو حابب تساعدني كلم "جان" وهات الفون..
إنصاع لها على الفور فطلبه وقدم لها الهاتف لتخاطب أخيها الذي أتى على الفور...

بمكتب الوزير
شدد بيديه على رأسه بألم_زهقت يا "مصطفى" مش عارف أعمل أيه تاني عشان يسيبونا في حالنا، خايف على "حنين" أوي ومعتش عارف أحميها إزاي، عملت كل حاجة وجبت أفضل الحرس وهما مش بيحبطوا من محاولاتهم..
إستمع له "مصطفى" جيداً فقال بعد تفكير _بس في اللي يقدر يحميها.
تطلع له الوزير بأهتمام ليكمل الأخر بهدوء _الجوكر..

إستمع له حتى أنتهى فقال بتذكر_مش دا إبن  "طلعت زيدان" اللي كان مساعد وزير الداخليه
أشار له بهدوء فأسترسل حديثه _سمعت عنه هو و"رحيم زيدان" أخدين سيط جامد بالداخلية بس بيقولوا انهم على خلاف جامد مع بعض بسبب أن والدهم الله يرحمه كتب كل أملاك عيلة "زيدان" بأسم إبنه "رحيم".
قال بالنفي_الخلاف بينهم من قبل ما الأملاك تتكتب بأسم "رحيم" ولحد الأن محدش عارف الخلاف بينهم على أيه رغم إنقسام عيلة" زيدان" الا أنهم صاينين السر اللي بين الجوكر والأسطورة..

زفر الوزير بتشتت_وهو أيه اللي هيخلي واحد زي "مراد زيدان" يحمي بنتي ويتحمل مصاعب كبيرة زي دي!..
إبتسم "مصطفى" بثقة _لما تكون على عصمته.
تطلع له بذهول فأكمل حديثه بهدوء_فكر "بحنين" صدقني واحد زي "مراد" هو اللي هيقدر يحميها منهم..
أجابه بقتناع_وهيوافق يتجوزها إزاي وا...
قطعه "مصطفى" بثبات_الجوكر بيعمل أي حاجة مقابل معروف حد عمله ليه في يوم من الأيام حتى لو هيرد بمعروف أكبر الف مرة... وأعتقد أني عملتله خدمة قبل كدا لما كان بالداخلية ومن مصلحتنا برضو ميعرفش أنها بنت حضرتك عشان كدا سيب الموضوع كله عليا...

بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقف "آدم" يلتقط عدد من الصور ببسمته الفتاكة، يرى إعجاب الفتيات بأعيناهم  فصنع لذاته حاجز من الغرور، رفع هاتفه يخرج إسمه اللامع بأسم الجوكر وبداخله رعباً مما سيخبره به،فضل أن يبعث برسالة صوتية يخبره به بأنه قرر الأنصياع لوصية والده بالزواج من تلك الفتاة غريبة الأطوار..
وضع هاتفه بجيب بنطاله البني مطلقاً زفير قوي_يارب يسمعها بقلبه مش بعقله...
وكبت ضحكاته ليكمل تصويره بالكاميرا الخاصة به ببسمته الفتاكة..

خرج من صالته الرياضية يجفف قطرات العرق المتناثرة علي جسده المنحوت بحرافية، جذب المياه لتغطي ملامح وجهها المميزة، فتح عيناه الزرقاء مزيحاً خصلات شعره الذهبية للخلف بثبات، ملامحه تزيد من رجولته فتجعله فتاكٍ للغاية، جسده المتصلب يقص بطولات وإختبارات خاصعها بصعوبة جعلته بتلك القوة، جذب المياه من البراد يرتشفها ليستمع لرسالة إبن عمه فأزدادت جمرات عيناه غضباً حينما  صرح له أعلان خضوعه "لرحيم زيدان" فخرج "مراد" وهو بحالة تجعل الأخر يحتسب أجره عند الله من الشهداء إن علم بأمره..

جلس "آدم" على أحد المقاهي يرتشف قهوته يتلذذ، عيناه الرمادية تثير الأعجاب بطالته الممزوجة بين الشرق والغرب، جذب هاتفه بتفحص فأذا بالقهوة تصل لساقيه لينهض عن محله بغضب ظناً بأن النادل من أسقطها عليه ولكنه صعق محله، لم يترك له الأخر وقتاً للصدمة فطاف عنقه بيديه ليرفعه عالياً وبصوتٍ مخيف للغاية_عايز تخضع "لرحيم زيدان"، دانا أقتلك قبل ما تفكر تعملها يا كلب...

سعل بقوة وهو يضرب على كفيه بأن يحرره فتركه الجوكر ليهوى أرضاً يلتقط أنفاسه بصعوبة فهمس بصوتٍ متقطع _متفقناش على كدا..
رمقه "مراد زيدان" بنظرة خبث ثم رفع عيناه على من يلتقط له الصور بنظرات ماكرة ليغادر بنصر من تحقيق هدفه ليعلم الآن مع أي عدو وضع ذاته في مهاجمته فالجوكر ليس بالهين لينخضع له...

بمكانٍ أخر بسيط للغاية ولكنه يعج بالمشاعر والأنين، حملت صورته بين يدها لتبكي بقهر حينما تذكرت الطفولة فقالت بألم_الله يرحمك يا "فريد"  هفضل لأخر يوم بعمري أترحم عليك ومش ناسياك ولا هنساك ولا هسمح لغيرك يدخل حياتي حتى لو هسمعهم العمر كله يتريقوا على العانس...
إحتضنت "أشجان" صورته ببكاء لا تعلم بأن المجهول أعد لها خندق تعتليه نيران الحقد والأنتقام

فهل ستتمكن من إبادة الأشواك لتظهر تلك الزهرة العالقة؟..
هل ستقف القوانين عائق أمام رحلات العشق؟..
ما الذي يخبئه القدر للجميع وترى ما السر المخفي وراء عداء الجوكر والاسطورة؟!
هل ستتمكن أشجان وحنين من غزو قلب الشياطين وترى هل سترأف بهم المصاعب أم ستحطم القلوب؟..
وأخيراً إلى أي كفة سيختار النصر "رحيم زيدان" أم "مراد زيدان"...
هل إنتهت أقصوصة عشق "شجن وفريد " أم أن هناك أراء أخرى؟!



تم تحرير المشاركة بواسطة :لهلوبة
بتاريخ:21-10-2021 07:26 مساء


21-10-2021 07:25 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
لهلوبة
عضـو بـارز
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 23-09-2021
رقم العضوية : 90
المشاركات : 1272
الجنس : أنثى
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الجوكر والأسطورة نثرات الروح والهوى
رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل الثاني

( نثرات الروح والهوى )

تأوه من الألم، فتطلع له رئيس خدم القصر بأستغراب بعدما ضمد جرحه فقال بدهشة_ما الذي حدث لك سيدي؟
أعتدل "أدم" بجلسته بألم وعيناه تجوب من يجلس بعيداً عنهم يرتشف عصيره ببرود وكأنه لم يكن على وشك قتله؛ فقال بغضب مكبوت_صدمني طور من النوع الشرس فكاد قتلي..

رمقه الخادم بنظرة شك ولكنه لم يعلق فحمل علبة الأسعافات الأولية ثم غادر بصمت، وضع "مراد" قدماً فوق الأخرى بكبرياء فأرتشف مشروبه وهو يتفقد الجريدة بأهتمام، إقترب منه "أدم" بملامح تسعى لكبت الغضب بصعوبة _قاعد ولا كأنك كنت هتقتل بشري من دقايق
رفع عيناه ليجده يحتضن عيناه اليمنى بعدما حاوطتها الكدمة بهالة زرقاء اللون، شعر بالرضا لما فعله فعادت نظراته لجريدته مجدداً فصاح الأخر بغضب_بقيت أسوء من "رحيم زيدان" يا جدع..

كأنه شعل فتيل الحرب فأذا به يصرخ ألماً حينما لكمه الجوكر بغضبٍ جامح قائلاً بصوتٍ حاد ونظرات كالسهام_ما تنطقش أسم الحيوان دا في بيتي وقدامي..
صرخ بألم _أنا لا يمكن أقعد معاك هنا ثانية واحدة أنت بقيت خطير جداً
لاحت شبح بسمة ساخرة فقال ببرود_" مارك"
أتى مسؤول الخدم على الفور فأشار له" مراد" بثبات _إحزم أغراض سيد" أدم" سيترك القصر في الحال.
تطلع له" أدم" بصدمة فقال بصعوبة بالحديث_ياريت دانا شقتي وحشتني جداً..

وأحتضن عيناه الأخرى بألم قائلاً بغضب_شوف بقى مين اللي هينفذلك مخططك وهيتجوز  بدالي...
إبتسم الجوكر ببرود فأسرع "أدم" بالحديث المضجر_مش هعرف أنزل مصر وأنا بالشكل دا..
وكان يتحدث مشيراً على عينيه التي حاوطتهم هالتين مخيفتان من الأزرق الداكن، جذب "مراد" مشروبه يرتشفه بتلذذ _خد وقتك..
رمقه بنظرة محتقنه بالغضب ثم جذب حقيبته بعدما هبط بها الخادم ليغادر بصمت، إقترب الخادم من الجوكر قائلاً وعيناه تفترش الأرض_في واحد بره عايز يقابل حضرتك يا باشا..

وضع الجريدة جواره بأستغراب _مين دا؟
أجابه سريعاً _بيقول إسمه "مصطفى سويلم"..
صفن قليلاً ثم أشار له بثبات _شوفه يشرب أيه..
غادر على الفور لينفذ ما طلبه بينما نهض الجوكر يعدل من ملابسه ليستعد للقاء به..

أسرع إليها بلهفة بعدما تلقى إتصال "يامن"، وجدها تجلس أرضاً، إنحنى بفزع_في أيه يا حبيبتي؟.  
رفعت "فاطمة" عيناها ببكاء فرددت بهمس_"جان".  
ثم إنفطرت بالبكاء الحارق الذي مزق قلب أخيها فجذبها لتقف أمامه فصرخت وجعاً حينما لامس يديه يدها المصابة فقال بغضب_مين اللي عمل فيكِ كدا؟
رفعت عيناها الممزجتان بالأنين والصمت حائل عليها فهي تعلم جيداً إن أخبرته ماذا سيفعل؟

إشتعل فتيل غضبه حينما وجدها تلتزم الصمت فأستدار بوجهه "ليامن" الذي يكتسح الحزن معالم وجهه_فهمني ايه اللي بيحصل هنا وفوراً..
تخل "يامن" عن صمته قائلاً بهدوء _معرفش أنا كنت جاي أشوفك فلقيتها بتبكي ومعرفش أيه اللي حصل بالظبط!...
طاف "جان" بعيناه المكان بأكمله إلى أن وقعت على من يقف أعلى البرج يتأملهم بنطرات مخيفة وخاصة "يامن"، أطبق على معصمه بقوة مردداً بصوتٍ مسموع _ أتعدى حدوده..

وتركهم وهم بالرحيل فتمسكت "فاطمة" بيديه برجاء _لا يا "جان" عشان خاطري بلاش  
دفشها برفق جانباً ثم أكمل طريقه للأعلى بنظرات مميتة وغضب يكفي لقتل العشرات، تخطى الدرج ليصبح أمام عيناه، رمقهم "إياد" بنظرات ساخرة ثم قال بحزن مصطنع _يا خسارة ملحقتيش تخلعي معاه قبل ما أخوكي يرجع...
تطلعت له بصدمة وألم يعتصرها، إقترب منه "جان" ليقف أمامه مباشرة بعينان يكسوها النظرات الساكنة فقطعها بعد وهلة من الصمت _أخوها دا هيقص لسانك عشان متعرفش تجيب سيرتها تاني..

ولكمه بقوة جعلته يسقط أرضاً فتدخل "يامن"  مسرعاً _أهدى يا "جان" وتعال معايا..
دفشه ليسترسل حديثه بعدما لكمه مجدداً _لسه بتتجرأ أنك تتكلم عنها بعد كل اللي عملته فيها يا كلب..
حاول "إياد" صد هجمات "جان" ولكنه كان يفوقه قوة وتمكن فحاول تخليص ذاته من براثينه، إقتربت منه "فاطمة" لتتمسك بذراعيه برجاء_كفايا يا "جان" يلا نرجع القصر..

أبعدها عنه برفق فقال "إياد" بغضب أعماه عن كلماته _بدل ما الرجولة شداك كدا إتشطر على صاحبك اللي مقرطسك معَ أختك...
جن جنونه على أثر كلماته فكأنه ألقى عليه تعويذة تحوله فصدد له عدد من اللكمات القاتلة قائلاً بغضب_ إخرس يا كلب.
شلت حركة يديه ليظهر "ريان" من أمامه بعدما شكل خط الدفاع عن أخيه ليصبح أمام عين "جان" لتصبح النظرات بينهما أكثر حدة ليسودها صوت "ريان" المميت_أنت فاكر نفسك مين؟.

وقف أمامه بتحد فكادت أن تنعدم بينهما المسافات ليقطعها بغضب_"جان زيدان" اللي مبيتهونش مع حد بيتعدى على اللي يخصه ما بالك بقى لو كانت أختي الوحيدة؟ .
رمقه بنظرة ساخرة_نسيت تنسب لنفسك خيانة العهد والحقد..
إبتسم بتهكم والجميع يراقب ما يحدث بخوف_خيانة العهد لشخص زي" رحيم" متبقاش خيانة..

إبتسم"ريان" هو الأخر قائلاً بسخرية_أنت اللي محتاجه مش هو، الرجوع لمملكته هيكون بخطوة منك أنت، طلب المساعدة هيكون منك أنت وساعتها هنشوف رد "رحيم" أو عقابه هيكون أيه لشخص خان عهده "لمراد زيدان"..
إنكمشت ملامح وجهه بغضب مميت فأقترب ليقطع المسافات بينهما ليقول بغضب _معنديش إستعداد أضيع وقتي بالكلام عن شخص زيه كل اللي عايزك تفهمه أنك لو مبعدتش الكلب دا عن أختي هدفنه حي وساعتها مش هتعرف له طريق...

وجذب شقيقته ثم غادر بثقة ليتبعه "يامن" على الفور، تراقب "ريان" خطاه التباعد بنظرات كالسهام فأقترب "إياد" منه بغضب _أنت تقدرله ليه مربتهوش؟..
كبت غضبه ليستدير إليه موجهاً لكمة قوية أطاحت به فتطلع له بصدمة ليصيح "ريان" بغضب_ممكن أكون عدو له بس مش عدو الحق والأصول،اللي عملته دا عقابه عندي أسوء من عقابه..

ثم جذبه ليقف أمام عيناه بغصب_لسه عايز منها أيه مش خلاص سبتوا بعض وفضينا الموضوع؟!..
حرر ذاته من بين يد أخيه قائلاً بغضب_هي اللي بتلحقني مش أنا..
إبتسم "ريان" بسخرية _أقتنعت بصراحة وهي برضو اللي غصبت عليك تخطب واحده مش شبهك ولا تليق بعيلتنا لمجرد أنك حابب تظهر مع واحدة والسلام..
وضع عيناه أرضاً يخفي إستياءه الشديد من كلمات أخيه، رفع "ريان" يديه بتحذير له قبل أن يعود للقصر _فوق وراجع حساباتك من جديد وثق أن علاقتكم إنتهت وللأبد..
وتركه وغادر بصمت ليجلس الأخر أرضاً مشتت الفكر لم يعد يعلم ماذا يريد أو ماذا يحدث معه؟!

ولج لداخل غرفة مكتبه بخطاه المتزن ثم جلس على مقعده المقابل له دون أن يصافحه، جلس "مصطفى" ببعض الحرج ولكن سرعان ما أفاق على صوت الجوكر_كنت متوقع أنك هتزرني عشان تطالب مقابل الخدمة اللي عملتهالي وأنا عند وعدي وجاهز للسد..
إبتسم "مصطفى" بأعجاب على دهائه فتعمد الصمت ليثير فضوله لمطلبه فقال بهدوء_طلبي كبير وصعب تنفيذه..
تطلع له بثقة _لو كان عندك شك أني مش هقدر أنفذهولك مكنتش هتبقى قدامي النهاردة..

بدت نظرات الدهشة على عيناه فحقاً الجوكر مثير للأهتمام، خرج عن صمته أخيراً قائلاً بهدود_ أنت عارف أني ورثت ثروة كبيرة عن والدي الله يرحمه.
تطلع له بصمت فأكمل حديثه_وأنا معنديش غير بنت واحدة فكتبت كل حاجة بأسمها بس مكنتش أعرف أني بعرضها لخطر كبير ...
ضيق عيناه بعدم فهم فأسترسل حديثه_ولاد أخويا بيحاولوا يتخلصوا منها ومني عشان الأملاك تبقى من حقهم هما، رغم أني مرتبة عالية بالشرطة حاولت أثبت ضدهم أي شيء معرفتش...

_والمطلوب مني؟..
قالها "مراد" بهدوء فقال "مصطفى" _تتجوز بنتي..
ساد الصمت بالأجواء، ترقب "مصطفى" رد فعله وحينما وجده هادئ للغاية أكمل _أنا مش خايف على نفسي أنا خايف عليها هي ومعنديش طريقة تانيه عشان أحميها منهم...
_وأنا موافق..
قالها بثبات ليبتسم الأخر بهدوء لضمان حماية إبنة صديقه من هؤلاء اللعناء..

ولج من الخارج حاملاً بعض الأكياس ليصيح بدهشة بعدما مرر يديه على ملامح وجهه القمحية بأستياء_"أشجان"!..
خرجت من المطبخ قائلة ببسمة هادئة _أنا هنا يا حبيبي.
إستدار" يوسف" ليجدها أمام عيناه فوضع بيديها أكياس الفواكه قائلاً بفضول _عملتنا أكل أيه النهاردة؟

حملت عنه الأكياس قائلة بضيق_كان عندي شغل كتير النهاردة ولسه راجعه حالاً فعملت كشري وبيض وبتنجان أيه عجب يا جو..
رمقها بنظرة غاضبة ليتمتم بسخرية_أنتِ بتستسهلي الطبخة دي، أنا بطني إشتكت من البيض والبتنجان بتاعك دا..
وضعت يدها حول خصرها بغضب_والله مش عجبك البتنجان بتاعي إتجوز وهات اللي تخدمك أنت مش إشترتني..

كبت ضحكاته على حركتها المعتاده فأسترسلت حديثها بضيق_وبعدين مالها الأكلة دي مش كنت بتعشقها ولا عشان ماما الله يرحمها اللي كانت بتعملها!..
تسلل الحزن لوجهه فهمس بألم_ربنا يرحمها..
عصف بها الحزن هي الأخرى حينما تذكرت والدتها فلمعت عيناها بالدموع ليسرع أخيها بالحديث المرح_طب ياستي بيض بيض هاتي لحسن أخوكِ راجع واقع من الجوع.
إبتسمت بفرحة_بس كدا عيوني.

وهرولت للمطبخ الذي يتوسط الشقة الصغيرة المكونة من غرفة واحده ومطبخ وحمام وصالة صغيرة للغاية تحوي أريكة متهالكة ولجوارها وسادة صغيرة الحجم وغطاء خاص بيوسف لحين عودته مساءاً يستقل تلك الأريكة حتى يترك لشقيقته الغرفة فتتمكن من البقاء بمفردها حتى لا يخجلها..
حملت الطعام ثم جلست معه تشاركه ببسمة يطوفه الحب الأخوي فكانت "أشجان" تراه الأب الذي حرمت منه منذ الصغر حتى بعد وفاة والدتها أصبحت تراه كل شيء...

وضع الهاتف أمام سيده ليرى بذاته الصور المرسلة له من قبل أحد رجاله المكلفون بمراقبة "مراد زيدان"، أشاح "رحيم" بعيناه بعيداً عن هاتفه قائلاً بثبات_"مراد" مش ضعيف عشان حد يكون في صفه ويقرر أنه يتحالف معايا...
إستقام" توفيق" بوقفته بأرتباك_تقصد أيه يا باشا؟..

فتح عيناه الملهبة بهالته المخيفة فنهض عن مقعده ببسمته الشياطنية_إذا كان هو حابب يشرفني بمملكتي بفخه الاهبل دا فأنا مرحب بيه..
وتعالت بسمته الماكرة فتابعه مسؤول حرسه الخاص بعدم فهم لما يجول بخاطره لذا تحلى بالصمت، صعد" رحيم" للأعلى مشيراً له بيديه _على شغلك..

إنصاع له على الفور بينما أكمل الأسطورة طريقه لشرفته التي تتوسط القصور الخمس فوقف يتأملهم بنظرة محفورة بالغموض، أراد بيوماً من الأيام أن يكون ذات شأن ولكنه الأن يمتلك كل شيء السلطة، المال، الثراء حتى القوة الجسمانية إمتلكها بعد تدريب مرهق ولكن لم يعد يمتلكها هي!، لم يعد يمتلك فاتنة النظرات التى تحمل أمال عودة قلبه الضال، طافه ذكريات الماضي وما فعله به أخيه فجرد قلبه من المشاعر ليجعله أكثر قسوة وجفاء، أراد أن يلقن تلك العائلة درساً قاسي ليجعل من وقف أمامه بيوماً من الايام يعود نادماً، وقعت عيناه على قصر "جان" فأبتسم بتهكم لعلمه بأنه على وشك أن يخطو لعرينه فحينها سيتلذذ بعذابه، شعر بحركة خافتة تأتي من خلفه فقال دون أن يستدير_واقفة كدليه؟..

شهقت رعباً فأستردت أنفاسها المتقطعة بصعوبة_أصل... انا... ك...
إبتلعت باقي كلماتها حينما رفع ساعة يديه يتفحص الوقت بغضب _فاضل عشر دقايق عن المعاد المفروض لحضرتك تكوني فيه بغرفتك..
أسرعت "ريم" بالحديث برجاء _أنا عارفة ان "نغم" غلطت بس إمتحاناتها بكرا أرجوك متضيعش مستقبلها..
وببكاء حارق قالت _أرجوك...

وقف ثابتٍ محله فقط النظرات من تحاوطها، قطع الصمت حينما قال بسخرية_وتفتكري مستقبلها هيهمني؟..
أغلقت عيناها بقهر فقالت بخوف_ أنت ليه بتعاقبنا أننا اخترنا نعيش معاك ونسيب "مراد" رغم أنه أخ...
صرخت بفزع حينما رطم زجاج الشرفة من جوارها قائلاً بصوتٍ جعل الدماء تهرب من وجهها _متجيش سيرته قدامي...
تراجعت للخلف بزعر وهي تراقبه كأنها ترى شبحاً على وشك التحول لأسوء ما يكون فركضت عائدة لغرفتها فأغلقتها عليها جيداً لتعود بنوبة بكائها الحارق أما "رحيم" فشدد على خصلات شعره البنى بغضب جعل الدماء تتساقط عليه ثم توجه مسرعاً للأسفل بملامح لا تنم بالخير..
بالأسفل..

كانت تجلس بأحد أركان الغرفة المظلمة بخوف، البكاء كان أخر ما لجأت إليه، نهضت عن الارض حينما إستمعت لصوت القفل الخارجي يتحرر فوجدته يدلف للداخل، وقفت "نغم" أمام عيناه بسكون وعيناها الزرقاء بملامح وجهها الغربي تقذفه لذكريات تجمعه "بمراد زيدان" ألد أعداءه، إقترب ليقف أمام عيناها قائلاً بسخرية_شايفك من كتر دخولك للقبر اللي هنا أخدتي عليه..

رمقته بنظرة محتقنة بالكره فأبتسم وهو يتأملها قائلاً بغرور_وفري النظرات دي لبعدين لأن طريقك طويل معايا وعقابك هيكون أكبر على أي قانون هتنتهكيه.
خرج صوتها المبحوح قائلة بسخرية_ويا ترى عقابك أنت هيكون ايه؟..
تعالت شرارة الجحيم بعيناه فأكملت هي ببسمة هادئة_النار اللي أنت حابب تحرق الكل بيها دي مصيرها هتيجي على حد قريب منك يا "رحيم" بيه وساعتها مش هتلاقي عقاب لنفسك..

تلونت عيناه بالغضب فجذبها بقوة من حجابها لتحاول تحرير ذاتها بالقوة ليخرج صوته المهيب الذي جعلها تنصاع إليه_كلامك مش مأثر معايا في حاجة ولعلمك أنا معنديش حد غالي عشان اندم عليه في يوم من الايام أم انتوا أو أنتِ بالأخص فهتفضلوا زي مأنتوا كدا تحت طوعي واللي هيفكر يعارضني مالوش غير دا.
وأخرج سلاحه ليضعه أمام عيناها فأبتسمت بسخرية_عندك حق تعمل معانا أكتر من كدا مأنا اتخليت عن أخويا اللي من لحمي ودمي عشان أعيش مع ب...
بترت كلماتها حينما هوى على وجهها بصفعة مميتة جعلتها تنساب أرضاً محتضنة وجهها بألم بعدما تورم فمها بقوة، جذبها مجدداً لتقف أمام عيناه فتطلعت له بكره ليشير لها بثبات _عينك في الأرض.

لم تنصاع إليه وظلت ترمقه بغضب ليهوى على وجهها بصفعة أخرى فكادات بالسقوط ولكنه جذبها لتقف أمامه مجدداً لتستمع لصوته المميت_مبكررش كلامي مرتين..
بكت ألماً لتنصاع إليه أخيراً فتطلع لها ببسمة رضا ليعود لحديثه مجدداً _اللي حصل الصبح في الاسطبل غلطة ولا لا؟..
بكت بصوت مسموع فكاد بأن يعنفها على عدم ردها ولكنها أسرعت بالحديث_غلط..
إستند بجسده على الباب قائلاً بتلذذ_واللي غلط بيعتذر، أعتذري..

رفعت عيناها إليه فرات فرحته بأنكسارها، إستنزفت طاقتها فلم تقوى على تحمل المزيد فقالت بألم_أسفة
_مسمعتش..
قالها بكبرياء لتعود لبكائها قائلة بدموع _أنا أسفة..
إبتسم برضا ليشير لها على باب الخروج_أرجعي أوضتك..

خرجت كالجثة التي لا تشعر قدماها تسوقها إلى أي إتجاه، لاطالما كرهت الظلم وكان العند  سمتها وهو الأن يتعمد تحطيمها، ساقتها قدماها لحديقة القصر، رفعت عيناها المحفورة بالأنكسار على المقبض الحديدي المحاط لعدد مهول من الكلاب البوليسية المدربة بعناية على حراسة قصر "رحيم زيدان"، غامتها حياتها البائسة فتطلعت لهم بنظرة ذات مغزى حينما رأتهم يلهثون جوعاً ويتطلعون لها كأنها تحمل لحم يردون نهشه، خطت ببطء لتصل إليهم فوقفت تتأملهم بفكر مشوش..
بالأعلى..

توجه لغرفته ولكنه عاد بضعة خطوات حينما لمحها تقف أمام أخطر أنواع أخترهم لحراسة قصره فجعلهم كالأسود المتربصة، جحظت عين "رحيم" حينما رأها توشك على تحرير المقبض فأسرع للأسفل بسرعة مهولة، حررت المقبض الأول فولجت لداخل القفص الكبير الذي يفصلها عنهم باب من الخشب موضوع بداخل القفص الحديدي حتى يتمكن العامل من إدخال الطعام إليهم..،

بكت بقوة وهي تغلق عيناها حتى لا ترأهم وهم يوشكون على تحطيم الباب الخشبي بشراسة ليتمكنوا منها، إنقبض قلبها حينما تحطم أحد أعمدة الباب الخشبي ليطل من داخله أحدهما برأسه السوداء ومخالبه الحدة، تراجعت للخلف بذعر رغم أنها من فعلت ذلك، تحرر بنجاح ليسرع إليها فأغلقت عيناها بذعر حينما لامست الدماء وجهها، تحسست عنقها فوجدت أنها لم تجرح!، فتطلعت أمامها لتجده مقبض بسكينه على عنقه ليحرر سكينه فتمزق عنقه ليلقيه أرضاً فسقط خلف الباب الذي غلق على أثره ليصبحوا محاصرون بالداخل بين عدد مهول من الذئاب المفترسة، صاح بها بغضب _أيه اللي دخلك هنا أنتِ مجنونه..

وضعت عيناها أرضاً ببكاء وخوف حينما رأت أثنين منهم تحررروا ليخرجوا من الفتحه الصغيرة، تيقنت "نغم" أن نهايتها واشكة بينما وقف "رحيم" يتطلع للخارج بأستغراب من عدم وجود الحرس ولكنه مدرب للتعامل بذاته، وضعها خلف ظهره فتطلعت له بدهشة إزدادت حينما خلع قميصه ليجرح جسده حتى يشتت الانتباه عنها فيلتفوا من حوله هو، تمسك بالسكين بوضع قتالي حرافي ليقربها من عيناه بأقرب حركاتهم، أقترب الأول منه فأطاح به أرضاً أما الأخر فتربص الأخر به ليهاجمه من الخلف ولكن سرعان ما إنتبه له "رحيم" فقبص على عنقه ليحرر سكينه بصدره..

بالخارج..
إتجه "ريان" لقصر "رحيم" فرأى ما يحدث أمام عيناه فهرول للحرس سريعاً ليجذب احد الأسلحة فلحقوا به ليطلق الرصاص على من تحرر منهم، كانت "نغم" هائمة بالماضي وعيناها مسلطة على "رحيم" الذي يفعل المحال حتى لا يقترب منها أحدهما..

كانت تلعب بالحديقة بسعادة طفولية عارمة، إنحنت لتجذب أحدى الزهرات ولكنها لم تخرج معها فجذبتها بقوة والعند يتمكن منها، إنجرح أصبعها فبكت بألم ليهرع إليها أخيها الذي يبلغ من العمر الحادي عشر ليحتضن إصبعها بحزن، بكت "نغم" وهي تسرد له ما حدث لها مع الزهرة فتركها "رحيم" وجذب لها عدد من الزهرات غير عابئ بجرح يديه هو الآخر فكل ما يشغله أن يجعله تكف عن البكاء وتبتسم

لحت شبح لبسمة الماضي على وجه "نغم" وهي تراه يقضي عليهم، لم تستمع لعنفه وغضبه بما فعلته، تابع "ريان" ما يحدث بصمت فهو يعلم قواعد "رحيم" جيداً..
أسرع إليهم" توفيق" بعدما علم بالأمر، فاستدار إليه "رحيم"  بغضب_ طقم الحرس كله يتغير فوراً فاهم..
أشار له بتأكيد فجذبها للداخل ليلحق "ريان" به، دفشها للداخل بغضب فكاد بأن يصفعها مجدداً ولكنه تعجب من نظراتها له وسكونها الغير معتاد، إنتبه لريان فأشار لها بغصب_اللي عملتيه دا عقابه عندي عسير حسابك تقل معايا أوي يا "نغم"..، غوري من وشي.
أنصاعت له وصعدت للأعلى سريعاً، إقترب منه "ريان" بصدمة_انت بتنزف!..

تطلع لما يتطلع إليه فقال بعدم مبالة_كنت جاي ليه؟..
زفر بغضب من طريقته_معتش قادر أتحكم بتصرفات "إياد" إتمادي اوي و"جان" مش هيسيبه..
إبتسم بطرف فمه قائلاً بغموض_وماله سيبه يتمادى براحته.
تطلع له بضيق_مش قادر أفهم تفكيرك..

جذب زجاجة المياه الباردة ليفرغها على جسده قائلاً ببرود_ولا عمر حد هيفهمني..
ثم رفع يديه على كتفيه بهدوء _"جان" هيقع ودا اللي يهمك ولا أيه؟..
لاحت على وجهه بسمة خبيثة فقال ببسمة هادئة_أشوفك بعدين.
ضيق" رحيم" عيناه بأستغراب_علي فين؟..

أجابه" ريان" بحزن _على المطار، أخوات" خالد" صاحبي الله يرحمه نازلين مصر مع خالهم ولازم أكون في أستقبالهم..
أشار له بتفهم فغادر على الفور للقاء بأول مطاف سيقوده لعشقٍ سيمزق أواصره، أما "رحيم"  فجذب زجاجات المياه الباردة لينثرها على وجهه فتتساقط على عضلات صدره وجسده الممزوج بلون الدماء وبعرقه، أستند على المقعد ببسمة ساخرة فحتى آلام جسده لم يعد يشعر بها تحول كلياً لشخص متبلد المشاعر فلم بعد لديه قلب!...

بقصر "جان زيدان"
كان يحمل جاكيته على ذراعيه؛ فولج لغرفته ليضئ نورها فوجدها ساكنة على الفراش فكوثر تتولى ما يخصها، وضع "جان" جاكيته على أقرب مقعد ثم إقترب منها ليمرر يديه على وجهها بعشق _أسف يا روحي  أتاخرت عليكِ...
ثم خلع ساعة يديه ليضعها على الكوماد_هغير وأرجعلك..

وبالفعل جذب ملابسه وولج لحمام غرفته ليدلف أسفل المياه الباردة لعلها تزيح كلمات "ريان" عنه، دار الحوار بينه وبين ذاته فكان غير منصفاً
"معقول يا جان هتلجئ لرحيم زيدان، مش عارف أسمحك أزاي يا عمي بعد ما حطيت كل أملاكنا بأسمه خاليته متحكم بكل حاجة، كنت فاكر أن عمري ما هحتاج فلوس ورثي وشركتي موجودة بس أنا الوقتي محتاجها أكتر من أي وقت لازم أعمل لسلمى العملية حتى لو كبريائي كان المقابل"..
إرتدى بنطاله ثم جذب قميصه فخرج ليرتديه بغرفته، وقف أمام الشرفة بشرود

ولجت للداخل ببسمتها الساحرة فأنقلبت لحزن مصطنع لتجذب من أمامه الملفات _حرام بجد كل حياتك شغل في شغل طب أنا فين من حياتك يا بشمنهدس..
تطلع"جان" لعيناها الساحرة ببسمة هادئه فألقت حقيبتها بوجهه_وانا شغلة نفسي بأختيار هنروح فين بال honeymoon.
جذبها لتجلس على قدميه فحاولت تحرير ذاتها بغضب _بتحلم مش هتعرف تصالحني أنا خلاص أساسا مش عايزة الفرح دا فطلقني وكل واحد يروح لحال سبيله..
ضيق عيناه بسخرية_أطلقك مرة واحدة!..

"سلمى" بغضب_متختبرش صبري يا "جان" أنت متجوز شغلك..
ووضعت عيناها أرضاً بحزن، رفع وجهها  بيديه لتقابل عيناه فشعرت بالخجل لقربها الشديد منه، إبتسم بخفة حينما رأى شجعاتها الزائفة تتلاشى شيئاً فشيء، أقترب منها ليهمس أمام وجهها بعشق_أنا مش مشغول عنك انا بتفرغ ليكِ.
ثم حمل البطاقات التي أعدتها قائلاً _سايبك تختاري الأماكن اللي تحبيها وأكون خلصت شغلي اللي ممكن يعطلني عنك...
ثم إحتضنها بعشق_بعدها هكون ملك ليكِ يا "سلمى"..

شددت من إحتضانه فشعر بأنه بحاجة المزيد فعلى الرغم من كونها زوجته ولكنه يعشقها أكثر من ذاته فيرى أنها أغلى من حياته نفسها لذا لن يعرضها لمثل هذا الموقف فهمس بمرح يطغيه العشق _لو فضلتي متعلقة فيا كتير كدا ممكن أتجوزك الوقتي رسمي  ومش هيهمني حد..
تعالت ضحكاته فأبتعدت عنه قائلة بغرور _بس انا مش موافقه  على الجوازة دي وهتطلقني..

إبتسم على كلماتها فكاد بأن يجيبها ولكن صدح رنين الهاتف فرفعه ليستمع للسكرتيرة فتحاولت ملامحه للغضب مما جعلها تقترب منه بأستغراب_في أيه يا "جان"؟..
وضع سماعة الهاتف من يديه ثم نهض ليقترب منها قائلاً بثبات_مفيش يا روحي.
ثم قدم لها مفاتيح سيارته_خدي المفتاح دا وإنزلي أستنيني بعربيتي انا دقايق وهحصلك..
أشارت له بهدوء ثم هبطت للأسفل فرفع الهاتف بملامح غاضبة _دخليها..
أجابته السكرتيرة بوقار_تحت أمرك يا بشمهندس ..

ولجت "ريناد" للداخل لتراه يترأس مكتبه بكبرياء، نظراته تكاد تقتلها من شدة لهيبها، صاح بغضب_جاية ليه؟..
تمايلت جواره عن تعمد_وحشتني..
نهض عن مقعده ليقف أمامها بغضبٍ مميت_ودا من أمته إن شاء الله!.
رفعت يدها على قميصه بطريقة مقززة _في كل ثانية احنا لازم نرجع لبعض يا" جان" أنا مقدرش اعيش من غيرك..

دفشها بعيداً عنه باستقزاز ليصيح بغضب_أسلوبك الرخيص دا كان زمان بيأكل معايا الوقتي أن شخص تاني غير اللي كنتِ تعرفيه، شخص عرف يعني أيه حب ومستحيل يرجع القرف دا..
تلونت عيناها بالغيرة القاتلة_حب ايه وكلام فاضي أنت بتحبني أنا ومش هتتجوز غيري يا "جان" كل اللي كان بينا دا كان حب ولازم ينتهي بالجواز.
تعالت ضحكاته بسخرية_لا اللي كان بينا دا كان شيء مقزز ومعرفش كنت بعمله أزاي..

طاح الأشرار بعينها _بس أنا بقى حبيتك ومستحيل أسيبك لغيري.
جذبها من خصلات شعرها بقوة جعلتها تصرخ بجنون _يبقى آخر يوم في عمرك لو فكرتي بس مجرد تفكير فيها، لا الموت هيكون ليكِ رحمة عن عذابي.
إبتسمت بحقد_بس أنا مش بفكر انا نفذت خلاص..
تحررت يديه من عليها بصدمة_تقصدي أيه؟..
إبتسمت بتشفي_ حبيبة القلب زمانها بتأكل رز بلبن مع الملايكة..

جن جنونه فلم يشعر بقدماه ولا بذاته اللي حينما أنهى الدرج ليصيح بأعلى صوتٍ يمتلك بأسمها، وجدها تستند برأسها على تبلو السيارة فأقترب منها ببطء كأنه يرفض تصديق الجزء التالي، حجابها الأبيض منغمس بلون الدماء، رفعها بيد مرتعشة لتسقط بين يديه، عيناها مازالت تنبض بالحياة تلفظ أنفاسها بصعوبة، حرر حجابها ليجد الطلقة النارية جوار رقبتها، عصف قلبه فصاح ببكاء لأول مرة وعيناه بعينها _متسبنيش يا "سلمى".. متسبنيش يا حبيبتي...

وأحتضنها بضعف ثم حملها بسيارته ليسرع بها لأقرب مشفى فاسعوا بأنقاذ حياتها شبه المغيبة ليخبره الطبيب بعد عاماً كامل  بأنها بمثابة متوفية لذا عليهم فصل الأجهزة فرفض بشدة واحضرها للمنزل ليشري لها معدات كاملة، إلى أن رأها طبيب فرنسي ليؤكد له بأن هناك جراحة دقيقة يمكن أن تجدي نفعاً ولكنها ستتكلف كثيراً...

خرج من شتات الماضي بدمعة تلألأت بعيناه، جلس جوارها ليمسد على شعرها الفحمي مردداً بعشق _وحشتيني أوي يا عمري، وحشني صوتك وخناقك... وحشني كل حاجة فيكِ..
هوت دمعته بألم فأكمل بثبات وهو يجاهد له_محدش في الدنيا دي كلها هيقدر حبي ليكِ غير ربنا هو اللي شايف قلبي وشايف ازاي مكتوب لحبك أنتِ بس، بتمنى يقبل دعواتي أني أرجع أشوفك على رجلك من تاني..
تمدد لجوارها ثم جذبها بعناية حتى لا تتوقف الأجهزة ليحتضنها بعشق، خرج عن شروده قائلاً بألم_كل حاجة تهون عشانك حتى لو هقف أدام "رحيم زيدان" من أول وجديد...

بالقصر الخاص "بفارس" حيث كانت تقطن الجدة بعدما إختارت قصر إبنتها سكناً لها...
جلست الجدة "عظيمة" جوار محامي العائلة "عباس صفوان" الصديق الوحيد لأبنها الراحل "طلعت زيدان" قائلة بحزن_متوقعتش أنه يعمل كل ذا قبل موته.
أجابها بهدوء_كان فاكر أنه بيعوض "رحيم" عن اللي حصل مكنش يعرف أنه بيحوله لشخص متجرد من المشاعر.
تطلعت له بحزن_خسرنا "مراد" والعيلة كلها...

ثم قالت بتذكر_أنت قولتلي قبل كدا أنه سايب وصية تانية!..
تطلع لها بتوتر ثم قال _أيوا وشرط ظهورها غريب أوي.
ضيقت عيناها بأستغراب_أيه!   
وضع القهوة من يديه بيقول بثبات_قالي قبل ما يموت أني مسلمش الوصية غير لمراد وشرطه أنه يحب بجد..
تطلعت له بذهول_يحب!
أشار لها بتأكيد فقالت بيأس_مستحيل هيحصل..
الجميع يعتقدون أنه من المحال التغلب على قلوب الشياطين ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن..

بقصر الجوكر..
كان يتمدد على شلال المياه الباردة غير عابأ بمن حوله، إستحوذت عليه غيمة الطفولة لأكثر من عشرون عاماً

صاح "رحيم" بحزن_بس أنا مش عايز أبقى ظابط شرطة..
"طلعت" بغضب_أنت وأخوك مش هتبقوا غير ظباط غير كدا مش مسموح..
بكى الصغير وتوجه لغرفته فلحق به "مراد" التؤام المتماثل له، وجده يبكي على الفراش فاقترب منه بضيق_انت مش عايز تبقى ظابط ليه زي بابا..
أجابه الصغير بدموع_انا بخاف من الدم والمسدس..

تطلع له "مراد" بضحكة طفولية_خلاص هضربلك نار انا..
جلس "رحيم" على الفراش بحزن_الظابط لازم يكون قوي وأنا ضعيف بسبب المرض والله اعلم أذا كان هيتنصر ولا لا..
جلس جواره بغضب_أنت اللي هتهزم السرطان يا رحيم..
إبتسم الصغير وهو يرى أخيه يتعمد أن يزيل شعر رأسه حتى لا يشعر بالضجر فتطلع له ببسمة هادئة..
آفاق "مراد" من شرود ماضيه قائلاً بوعيد_ محدش هيدمرك غيري... دا وعد الجوكر ليك..

بغرفة "منة"...
صاحت "سما" بغضب_يعني يوم ما عمي يستجدع معايا يخترلي واد مفعص عايش بره بقاله سنين وقالب على خواجات..
تعالت ضحكات "منة" فقالت بسخرية_ هو قالب على خواجات اه لكن مفعص لا دا "فارس" بيقول عنه أشعار وحتى بيقول انه أحلى منه...
رمقتها بنظرة نارية فتمتمت بسخرية_ومين هيشهد العروسة ياختي..
تعالت ضحكاتها قائلة بتذمر مصطنع_بكرا هنشوفه ياختي وهنحكم..
جذبت نظارتها بتوتر_علي قولك ياختي...

تعالى هاتفها برسالة هاتفية فأخفت الهاتف بأرتباك مما أثارت شك "منة" فقالت بأستغراب_مين بيكلمك..
عدلت من نطاراتها كدليل قوي على إرتباكها _مفيش دي واحدة صاحبتي هرد عليها بعدين   
جذبت "منة" الهاتف لتراه يلمع بأسم "ريم" فقالت بصوتٍ مرتفع_أنتِ لسه بتكلميها!..
جذبت الهاتف منها بغضب جامح _مالكيش دعوة بيها يا "منة" خاليكِ في اللي يخصك..
وقفت أمامها بغضب _أنتِ مش فارق معاكِ اللي بتعمله في "سليم"!..

"سما" بعصبية_هي مالهاش علاقة بحاجة كل دا بسبب خوفها اللي موجود عند الكل من "رحيم زيدان"...
ولج "سليم" للداخل على أصواتهم المرتفعة فقال بغضب_في أيه، صوتكم جايب الدنيا كلها!...
إرتبكت "سما" من وجوده أما "منة" فأقتربت منه بغضب_"سما" لسه على علاقة" بريم" و" نغم".
أسرعت بالحديث_لا والله" ريم" بس..
تطلع لها بنظرة مطولة ثم رفع يديه بثبات _تلفونك..
قالت بأرتباك_يا" سليم" انا أ...
قطع حديثها بلهجة ثابتة_بقولك هاتي تليفونك.
قدمت له الهاتف بحزن فجذبه وخرج لغرفته، فرمقتها بنظرة مميتة ثم تمددت على الفراش..

بغرفة "سليم"...
فتح هاتفها ليجد عدة رسائل صوتية من "ريم"، قاوم فضوله ولكن لم يستطيع منع قلبه بسماع صوت ما طرب يوماً بعشقها، خرج صوتها المحتقن بالبكاء
"خلاص يا سما أنا كرهت نفسي وحاسة أني هموت من كتر خوفي وانا عايشة بالمكان دا فكرت كتير اقتل نفسي واخلص بس حتى دي فشلت فيها، أنا نفسي أشوف ماما نفسي اروح لماما يا سما الدنيا دي كلها ظلم...ظلم مراد وظلم رحيم حتى سليم ظلمني وبيعاقبني على حاجه خارج أردتي أنا بجد بتمنى أموت"..
تمزق قلبه فشعر بأن كلماتها أستقرت بقلبه فجذب الهاتف وطلب الأتصال بها، أتاه صوتها على الفور قائلة ببكاء_أيوا يا سما..

_لو سمعتك بتتكلمي عن الموت تاني متتخليش عقابي عشان متتصدميش..
ترنح قلبها على حنين صوته فقالت بصدمة_" سليم"..
أغلق عيناه بعشق سماع حروف إسمه بترتيل صوتها الرقيق، خرج صوتها ببكاء_أنا محتاجالك أوي ومحتاجة حمايتك ليا أنا عمري ما حسيت بالأمان غير معاك أنت .. أنا خايفة من اخواتي اللي المفروض يكونوا عيلتي!
أستجمع كلماته قائلاً بثبات_تتجوزيني؟..

بكت كثيراً وصمتها طال أكثر فقالت بعشق_موافقة..
تهلل قلبه بفرحة لا مثيل لها فقال بهدوء _إالبسي وانزلي من باب الخدم هنتجوز حالا عند المحامي.  
وأغلق الهاتف سريعاً  ليختار طريقاً صادم للوقوف أمام "رحيم زيدان" ولكن ترى ما المخبأ لهم؟...
ما الرابط الذي سيجمع نغم بشاب لطالما رأته فتى الأحلام بعيد عن الثراء ولكن رئاسة بالشهامة والرجولة، وماذا لو كان عليها تحد "رحيم زيدان" لتدفع فتاة بريئة تمن هذا العشق!..

ما السر الخفي وراء الجوكر والاسطورة؟..
هل ستعود سلمى من جديد بحياة جان؟..
ما المجهول لعسق ريم وسليم وفارس؟..
 إياد جاني أم مجني عليه، وهل سيترك معشوقته بتلك البساطة وخاصة بأنها تسلك طريق للهلاك...
ما الكأس المرير الذي سيتذوقه ريان؟..
ما مجهول أقصوصات عشق عائلة "زيدان" وما الذي تحمله وصية "طلعت زيدان"؟!


تم تحرير المشاركة بواسطة :لهلوبة
بتاريخ:21-10-2021 07:25 مساء


21-10-2021 07:27 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
لهلوبة
عضـو بـارز
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 23-09-2021
رقم العضوية : 90
المشاركات : 1272
الجنس : أنثى
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية الجوكر والأسطورة نثرات الروح والهوى
رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل الثالث

( نثرات الروح والهوى )

وصل لمطار القاهرة فكان بأنتظارهم كما أخبر خالهم، رفع ساعة يديه بضيق فكانت تنص على الحادية عشر مساءاً، أخرج هاتفه ليتصفح الأنترنت من أمامه كمحاولة لألهاء ذاته عن تأخير الطائرة الملحوظ..
_"ريان"؟!...

إعتدل بوقفته ليبحث عن صاحبة الصوت فوجدها أمامه فتاة عيناه سوداء كمخمل الليل على إنشودة القمر، فكانت ذات ملامح رقيقة للغاية بأنفها المدبدب وشفتيها ذات اللون الكرزي، تطلعت له" سارة" بحيرة من أمره فأنتظرته ليجيبها إن كان هو أم لا، طال صمته فظنت أنها أخطأت بملامحه التى رأتها كثيراً بصور تجمعه بأخيها الراحل، خرج عن صمته أخيراً _أيوا أنا "ريان".

إبتسمت "سارة" قائلة بمرح_الحمد لله أفتكرتك مش بتسمع أو مش بتشوف..
تعالت ضحكاته الرجولية الجذابة فخلع نظارته القامة لتبرز عيناه الساحرة بوضوح قائلاً بلهجة قريبة من مرحها_هما كل اللي بيلبس نظارات بيقى كفيف!..
أشارت له بخفة_مقصدش بس دا مجرد تخمين لأني بكلمك من فترة مش بترد ولا بتتحرك..

تأملها بنظرة مطولة فكاد بأخبارها بأنه تصنم محله حينما وقعت عيناه عليها هي ولكنه قال بثبات _أكيد مأخدتش بالي..
أجابته ببسمتها الهادئة_ولا يهمك...
نقل نظراته من عليها بالكاد قائلاً وهو يتفحص المكان من حولها بأستغراب_أمال فين الباقي؟.
تطلعت له بذهول_باقي مين!...
أجابها بهدوء _أخواتك!...

سكن الحزن عيناها فقالت بصوتٍ مشحون بالألم_مكنش عندي غير "خالد" الله يرحمه.
_إزاي أنا عارف أن " خالد" عنده أكتر من أخت..
قالها بأستغراب فأبتسمت بألم بعدما عدلت من حجابها بعناية_لو تقصد ولاد خالي فخالد الله يرحمه كان بيعتبرهم أخواته، لكن أنا أخته الوحيدة..
شعر بالألم الذي تسبب به لها فقال كمحاولة لتغير الحديث_لسه في شنط غير دول؟..
أشارت له بلا فأبتسم وهو يحملهم بين يديه مشيراً لها بخفة_عربيتي بره، إتفضلي معايا.

أشارت له بأمتنان ثم لحقت به للخارج، فتح باب سيارته الأمامي ففركت أصابعها بأرتباك شعر به فأبتسم على أخلاقها التي مازالت متشبثة بالعروبة رغم إقامتها بالخارج فأغلق الباب الأمامي ثم فتح الخلفي تحت نظرات ذهولها ولكن لا تنكر سعادتها به، جلست بالخلف فكاد بأن يغلق الباب ولكنه إنتبه لطرف فستانها الطويل فأنحنى ليرفعه بخفة في نفس لحظات تمسكها به لتتقابل أصابعهما بلقاء مثير بدد القلوب وسرى كتياراً حراري بالأجساد، تحول وجهها لخجل لا مثيل له، سحب يديه سريعاً ثم أغلق الباب ليجلس بالأمام بذهول مما شعر به، أعاد خصلات شعره الطويل للخلف بأرتباك ثم قاد سيارته ببطء، بالخلف إبتسمت "سارة" رغماً عنها فقالت بمحاولات للحديث _هي شقة "خالد" قريبة من هنا؟..

خرج من شروده على صوتها فقال ببسمة هادئة_مش بعيدة متقلقيش.
إكتفت ببسمة صغيرة فما هي إلا دقائق معدودة حتى وقف "ريان" أمام أحد العماير المصممة بحرافية لتليق بهذا الحي الراقي، هبطت تتأملها بنظرة إعجاب فحمل "ريان" الحقائب وتوجه للداخل مشيراً لها بخفة_إتفضلي يا أ..
ثم حك رأسه بحرج فحتى إسمها لا يعرفه، إبتسمت قائلة بخجل_"سارة" إسمي"سارة"..

أشار لها ببسمته الساحرة فلحقت به للمصعد ثم صعدت معه للطابق الرابع ليخرج المفاتيح من جيب جاكيته ليفتح بابه، ولجت للداخل بأنفاس مضطربة، دموعاً تكتسح ملامحها حينما ولجت للشقة التي جمعت أنفاس أخيها للوهلة الأخيرة، هوت الدموع كالعاصفة فأخذت تمرر يدها على أساس المنزل بألم كأنها تلامس أخيها، لاحظ "ريان" ما تفعله فقال ببسمة هادئة_إدعيله بالرحمة..
نقلت نظراته إليه قائلة بصوتٍ مكبوت بالأنين_بدعيله في كل ثانية..

ثم أشاحت دموعها ببسمة ذائفة فأشار لها بهدوء على تفاصيل الشقة ليقف أمام أحد الغرف فأطبق عيناه بقوة كأن الذكريات التي جمعتهم عادت لتحاربه من جديد فقال ببسمة هادئة_عندك كذا غرفة نوم لكن دي يفضل أنك متستخدمهاش..
قالت بتعجب_ليه؟..
ثم قالت بفضول_ممكن أدخلها؟..

تطلع لها قليلاً ثم هز رأسه بخفة ولكنه ظل بالخارج لم يلحق بها مثلما فعل بباقي الغرف كأنه خشي الولوج لعرين ذكرياته، وجدت بالغرفة تخت مزدوج بدور علوي ودور سفلي وعلى الجانب الأيسر كان هناك تخت أخر، الحوائط ممتلئة بصوراً مهولة له ولشقيقها ولكن أغلبهم كان للصديق الثالث المقرب أليهم صاحب التخت الثالث الموجود بالغرفة...
صاحت بلهفة_"ريان"..

ولج للداخل على أثر مناداتها له وخطاه بطيئة للغاية، أقتربت منه وبيدها أحد الصور قائلة ببسمة مرح_دا الضلع التالت من الصداقة المتينة اللي" خالد" كان دايماً بيحكيلي عنها، على ما أعتقد كان إسمه" جان" ؟.
تلونت عيناه بغضبٍ قاتم حينما تردد إسمه أمام عيناه، أحيت تلك الفتاة ذكريات ردمها الماضي فعاد ليخترق قلبه من جديد، لم يحتملها فجذب الصورة منها بغضب فشل بالتحكم به _مش صحيح أنا وخالد ملناش صديق تالت وياريت متدخليش الاوضة دي تاني...

وجذبها برفق للخارج ثم أغلقها جيداً بمفتاحها الخاص الذي حملها بجيب جاكيته، تطلعت له بشك فقالت بتماسك وقد ساورها الشكوك_أخويا إنتحر ليه؟..
رفع عيناه التي تحولت لهالة من الحزن والجراح إليها فأقتربت منه خطوة والدموع تكتسح معالم وجهها فأشارت له بالصورة التي تحملها _الشخص اللي بالصورة دا له علاقة بأنتحار "خالد"؟...  
ومين البنت اللي كان "خالد" هيرتبط بيها؟

رفع عيناه إليها بثبات ليضع مفاتيح الشقة على الكوماد قائلاً بثبات مريب_دا مفتاح الشقة، والتلاجه أنا ملكيتها أكل، هتلاقي كل اللي هتحتجيه، وأنا الصبح هعدي عليكِ عشان لو محتاجة حاجة وطبعاً مش هفكرك أني زي "خالد" الله يرحمه بالظبط، تصبحي على خير..
وتوجه للخروج فلحقت به بدموع_من فضلك تجاوبني على أسئلتي.
رفع عيناه إليها يتفحص ملامحها بقلبٍ يسارع بالنبض فقطع بكلماته الثابتة_تصبحي على خير يا "سارة"..
وغادر "ريان" سريعاً حتى لا يقع في براثين الماضي الأليم الذي يجمعه "بجان زيدان"..

توقفت السيارة أمام القصر، فساد الصمت بينهما، مازالت لا تستوعب ما فعلته فهل قبلت بأن تصير زوجته بتلك البساطة!، هل تحدت ذاتها دون أن تعبأ بأخيها!...
ظل كما هو مستنداً بجسده على حافة شرفة السيارة بصمت، يراقب سكونها بنظرات جانبية ليقطعها بصوته الهادئ_خلاص يا "ريم" بقيتي مراتي..

تلون وجهها بالأحمر القاتم فسيطر عليها الأرتباك، لا تعلم ما الذي عليها فعله سوى الصمت، إستدار بجسده ليكون مقابل لها فرمقها بنظرة مطولة بتفكيراً عميق أنهاه حينما جذب يديها لتنتبه إليه، أثر "سليم" الصمت قائلاً ويديه تشير على الحدود الخارجية لمملكة "زيدان" _هندخل بالطريقة اللي هتختريها يا "ريم" لو حابه نعلن جوازنا حالا هدخل معاكِ أدام الكل وأولهم "رحيم زيدان"  ولو حبيتي نستنى شوية فأنا في النهاية هعمل اللي يريحك...

رفعت عيناها إليه بحيرة من أمرها فرأى الأرتباك يشدو على ملامحها، شدد على إحتضان يدها ليبث لها الأمان_قولي اللي شاغلك..
جاهدت لخروج صوتها حينما منحها الأمان للحديث_أنا لسه مش جاهزة أواجه "رحيم".
وأخفضت عيناها أرضاً سريعاً ظناً من أن ما تفوهت به سيثير غضبه، رفع أصابع يديه بحنان ليرفع وجهها إليه فتقابله تلك النظرات القاتلة، خرج صوته المضطرب من قربه منها _وأنا هستانكي لحد ما تجهزي وتعلني بنفسك يا "ريم"...
خفق قلبها رعباً حينما صرح لها بأنها من ستعلن زوجهما، إبتسم بخبث وهو يتأمل صمتها وبداخله قسم بتحطيم خوفها المرضي للأبد فحينها ستتمكن من مواجهة "رحيم زيدان"...

قاد سيارته بسرعة جنونية كحال عاصفة الماضي التي تكاد على إقتلاع حصونه، توقف بالسيارة فجأة فأصدرت صوتٍ مخيف للغاية، إستند "ريان" على مقبضها بغضب حينما عاد لماضي لاطالما كرهه  ..

صدح صوت الجرس فأسرع "ريان" ليحمل البيتزا التي طلبها من العامل ثم قدم له المال، عاد ليحملها للغرفة التي تجمعهم سوياً، ولج للداخل فوجد "خالد" ممدد على فراشه الذي يستحوذ الطرف الأيسر من الغرفة بمفرده، وضع البيتزا خاصته على الكوماد ثم غمز له بسخرية حينما إستمع لحديثه مع خطيبته، ثم حمل ما تبقى وصعد للدور الثاني من الفراش الخاص به حيث كان يقطن "جان"،مد يديه بأحدهم قائلاً بهدوء _إتفضل...

تعجب من عدم سماعه، فرفع عيناه يتفحصه ليجد السماعات تحتل أذنيه، جذبها بغضب_ بكلمك يا عم روميو.
رمقه بنظرة هادئة ثم عاد للشرود مجدداً فاعتدل "ريان" بجلسته بصدمة _الصمت دا أخرته كارثة، وقعت مين تاني؟..
إبتسم "جان" بسخرية_أنا مبوقعش هما اللي بيجروا ورايا..
تعالت ضحكات "ريان" بسخرية_ماشي يا عم الدنجوان.
أعتدل "جان" بجلسته قائلاً بفرحه_دي بيتزا؟...

أجابه بغرور_أيوا عشان تعرف بس أن إبن عمتك أد أيه بيحبك ..
تطلع له بغضب_أنت لسه هتدي مواعظ خش عليا بالتقيل.
تعالت ضحكاته فضيق عيناه بمكر ليبدل الكرتون الدائري قائلاً بخبث لعلمه بما يحب_طب جرب بقى تأكلها باللحوم وهجرب أنا الطلب المفضل عندك الجمبري..
تحولت نظراته للغضب المميت_وحياة أمك!..

تحكم بضحكاته ليبدو ساكناً ففتح العلبة وأخرج قطعة يتأملها بتلذذ، جذبها "جان" بغضب فحاول "ريان" جذبها هو الأخر لتستقر بالنهاية أرضاً بأكملها، تطلعوا لبعضهم البعض بغضب ثم تحولت نظراتهم على الكرتون الخاص بخالد، إنتبه لهم فعلم مع يشغل فكرهم فألقي بهاتفه ليجذبها إليه سريعاً قائلاً بتحذير_اللي هيقرب من حاجتي هولع فيه..

تطلع "جان" لريان ببسمة مكر فهبطوا من الأعلى ليهجموا عليه سوياً ليصرخ بألم_خدوا البيتزا وسيبوني أعيش..
سقط "ريان" أرضاً من فرط الضحك أما "جان" فجذب البيتزا ليلتهمها بتلذذ والمرح يشكل على وجهه بحرافية  ليجذب "خالد" قطعة منه بغضب_عاندوا بعض وتيجي عليا في النهاية ثم أنكم سايبن قصوركم الفخمة وجايين تقرفوا في اللي جابوني ليه؟..
رفع "ريان" يديه حول كتفيه بمرح_بنحب قعدتك يا لوزة..
"خالد" بحدة_لم نفسك ياض.

"جان" بسخرية_لا إمسك نفسك كدا دأنا وريان فكرنا نعمل شركة مشتركة بينا وهنأخدك معانا
"خالد" بتذمر_معاكم أنتوا؟.. بتحلموا ولا أيه، ثم إني مش عايز أتزفت وكل واحد يقوم يرجع بيته مش عارف أخد راحتي في شقتي يا ناااس..
رمقه "ريان" بغضب_شقة مين يابو شقة إشحال مكناش شارين السرير المزدوج دا عشان ناخد راحتنا...
_خدوها في بيتكم ياخويا..

قالها "خالد" بصوتٍ غاضب فتمدد "جان" على فراشه بعناد_أنا مش حابب أرجع للدوشة والخناق المعتاد بين "رحيم" و"مراد" أنت حابب ترجع يا "ريان"؟...
تمدد على الفراش السفلي ببسمة مكر_أنا برتاح هنا يا جو، طفى النور يا "خالد"..
رمقهم بنظرة مميتة ثم أغلق الضوء ليتجه لفراشه بغيظ فهتف "ريان" ساخراً _لو بتوزعنا عشان ترغي مع خطيبتك فخد راحتك أنا نومي تقيل مش هسمع التفاهة اللي بينكم..

"جان" ببسمة ساخرة هو الاخر_أشرفلك بدل ما تسمع الهم اللي بسمعه طول الليل.
إنفجر "ريان" ضاحكاً حتى أنه سقط من على فراشه فشاركه "جان" الضحك لتظل نظرات "خالد" تتوزع بينهم بغضب مميت..
عاد من ذكرياته ببسمة ألم مرسومة على وجهه فلم يشعر بنسيم الصباح الذي عبئ الأجواء بعد أن قضى ليله بسيارته يتذكر ما مر من حياة جمعتهم تحت مسمى صداقة خادعة!.

بمنزل "أشجان"
إستيقظ "يوسف" من يومه فأدى فرضه بطاعة ثم خرج ليستعد للذهاب للعمل، وجدها أعدت الفطور وببسمة هادئة قالت _صباح الخير يا حبيبي.
إبتسم برضا _صباحك عسل يا شوشو، ثم جلس أرضاً بعدم تصديق_أيه دا الفطار من غير ما أطلبه!...دا إيه الدلع دا.
رمقته بنظرة غاضبة بعدما جلست أمامه لتشاركه الطعام_هو أنا مش بدلعك ولا ايه؟...
أسرع بالحديث _لا طبعاً مقصدتش بس مش اخد على النشاط دا..

وشرع بتناول الطعام بتلذذ، تطلعت له "أشجان" بأرتباك لاحظه "يوسف" فقال وهو يلوك الطعام_عايزة تقولي أيه ومترددة؟..
قالت بأرتباك وهي تجاهد بخروج الكلمات الثقيلة_لا مش مترددة ولا حاجة بس أنا كل ما أجبلك عروسة بترفض حتى تقعد معاها وأخرهم البت "نسمة" صاحبتي..
ثم بتوتر شديد قالت _هو أنت لسه بتحب البنت اللي كلمتني عنها دي؟...

وضع الخبز من يديه بغضب حينما تذكرها فقال بهدوء حاول التمسك به _بصي يا "أشجان" أنا لما أشتغلت في مطعم الجامعه دا كنت بشوف كل يوم أشكال من الناس مختلفة عننا بمراحل عايشين بس عشان تصرف فلوس بتاخدها من غير تعب، ساعتها حطيت في دماغي أن عيشتي مش زيهم فأشتغلت من غير ما أبص على حد فيهم لا من بعيد ولا من قريب بس للأسف جيت بالأخير وغلطت لأني بشر، حبيت وعقاب الحب دا أنها فوقتني على الفروق اللي بيني وبينها عشان كدا سبت المطعم ودورت على شغل تاني عشان ميجيش اليوم اللي أتقابل فيها.

إستمعت إليه بحرص وغضبها يظهر بعينها بوضوح فقالت بأستغراب _هو لسه في حد بيدور علي الطبقات والكلام الفاضي دا؟..
إبتسم "يوسف" قائلاً بسخرية_أنتِ قلبك أبيض أوي يا "أشجان" وللأسف أول نوع الدنيا بتفعصه تحت رجليها..
ثم حمل مفاتيحه وتوجه للخروج ببسمة هادئة _أشوفك بليل... خلي بالك من نفسك..
أشارت له ببسمتها الرقيقة ليضع بين يدها مبلغ من المال كالمعتاد ثم توجه للأسفل ليخرج سيارة الأجرة التي يعمل عليها لأجل قوت يومه، لحقت به الذكريات وخاصة بعد حديث شقيقته عنها فتتهد متمتم بألم_كنت فاكر أني هقدر أنساكي بسهولة يا "نغم"..

تتابعته بخطوات مرتجفة وعقل مشتت من الفكر، إعترضت كثيراً لما يفعلونه ولكن أقنعها والدها أنه لأجل سلامتها عليها أن تتزوج من المدعو الجوكر، تتابعت مسؤولة الخدم للأعلى لترشدها لغرفتها التي ستمكث بها، طافت بعيناها أرجاء القصر المميز بألوانه الفريدة من نوعها، أثاثه الجوهري وطلائه الهادئ، وصلت لغرفتها فولجت "حنين" للداخل بخطوات بطيئة تخشى القادم فمن ستصير زوجة له بعد دقائق لا تعلم هل سيعاملها مثلما أخبرها "مصطفى" أم سيتقرب منها...،

ظنت من حديثهم عنه وعن بطولاته وهيبته المصونة بأنه بعمراً ينهاز الخمسون عاماً أو يفوقه كثيراً، تعلقت عيناها البنية بباب الغرفة الذي ما أن مرت الدقائق حتى ولج "مصطفى" حاملاً بين يديه أوراق  زواجها، تطلعت له بخوفاً شديد فجلس جوارها بحنان فلاطالما كان بمثابة أبٍ لها _اللي بنعمله دا لمصلحتك صدقيني محدش هيقدر يحميكِ منهم غيره هو..

رفعت عيناها إليه بتوتر فأشار لها بثقة_إمضي يا بنتي..
إنصاعت له بالأخير فجذبت القلم لتوقع سريعاً كأنها تخطو خطوة عنوة، حمل الورقة وهبط للأسفل فصارت زوجته قانوناً بعدما أكمل المحامي الأجراءات، توجه " مصطفى" للرحيل ولكنه توقف على صوت الجوكر الذي إقترب منه بنظرة غامضة قطعها قائلاً بثبات لا يضاهي سواه_وصل سلامي لمعالي الوزير وبلغه أن بنته في أمان...
صعق فتخشب محله من شدة الصدمة ليبتسم الأخر بمكر شديد فمن تصوره خصماً سهلاً نال هو منه بأفضل السبل

بقصر "رحيم زيدان"...
كان يعتلي مكتبه بكبرياء حينما علم بمن يريد مقابلته، ولج للداخل بخطوات مرتبكة كان تريد التراجع كثيراً ولكن معشوقته كانت دفعة الحماس للتقدم، وقف أمام مقعده بصمت قطعه "رحيم" حينما إستدار بمقعده ليكون مقابل له فأبتسم بسخرية _"جان زيدان" بنفسه في مملكتي!..

رفع" جان" عيناه المحتقنة بالغضب من ذاته عليه فأشرع الأخر بغرور على المقعد لينصاع له" جان"  فجلس بهدوء، ساد الصمت الأجواء المشتعلة بنظرات" رحيم" التي يتابع كل تعبيرات وجهه بتمعن فقال" رحيم" متصنعاً الثبات _جاي ليه؟..
إعتدل" جان" بجلسته قائلاً بثبات _  إنت فاهم كويس سبب زيارتي...
قال ببسمة ثقة وعيناه تتفخصه بنظرة عميقة_اللي هي!..

شدد على قبضة يديه كمحاولة للتحكم بذاته _أنا محتاج فلوس ورثي عشان أعمل العملية لسلمى...
نهض عن مقعده ببسمة ساخرة_أممم هي شجاعة كبيرة منك إنك تجيلي هنا وتطالب بحقك اللي للأسف مش هيرجعلك..
قال بغضب لا مثيل له _يعني أيه؟..
طال صمته عن تعمد ليثير غضبه ليخرج أخيراً بعدما طافت عيناه طفرة من الحقد والأنتقام_خارج منطق الورق والكلام الفاضي دا أنا بعرض عليك ديل مش هيتكرر تاني..

تحكم بذاته بأقصى درجة فهو بحاجة له بالأخير فقال بهدوء_اللي هو؟..
 إبتسم بخبث وهو يستجمع كلماته بنظرات تخترق "جان" _مستعد أتكفل بمصاريف عمليتها وكل اللي يخصها طول ما فيها النفس ولحد ما ترجع تقف على رجليها من تاني بس بشرط .
تطلع له بأهتمام فأكمل بكلمات بطيئة متعمدة إثارة غضبه _اللحظة اللي هتوافق فيها مش هتعرف عنها حاجه حتى المستشفى اللي هتتعالج فيها مش هتعرفها يعني هتكون ميتة بالنسبة ليك..

قال كلماته ببسمة مخيفة جعلت "جان" بأقصى درجات غضبه لينهض عن مقعده قائلاً بغضبٍ جامح_أنت شخص مريض يا "رحيم" ولازم تتعالج..
إبتسم بتهكم ليقول بتحد_هنشوف مين المريض بس خاليك فاكر أني مبديش لحد فرصة مرتين.
قالها ببسمة ساخرة ثم غادر مكتبه تاركاً خلفه "جان" بحالة لا يحسد عليها...

توجهت "فاطمة" للخارج بأنتظار صديقاتها للذهاب للجامعة فأذا به يخرج من الداخل ليجدها تقف على الطريق، وقعت عيناه على يدها الملفوفة بعناية بعدما كسر فقرتها، لا يعلم لما شعر بألم يخترق قلبه حتى بعدما خاربه بعناد وتكبر، إنتبهت له فرمقته بنظرة غامضة ثم أسرعت للصعود بسيارة رفيقتها حتى لا تلتقي به مجدداً..

توجهت "نغم" لجامعتها ليس من أجل إختبارها ولكن كالعادة لتبحث عنه مثلما تفعل كل مرة فلم تفشل من عدم رؤياه، وكالعادة ما أن وصلت لجامعتها حتى أسرعت للمطعم الذي كان يعمل به لتسأل أصدقائه عليه وكالعادة يدعي كلا منهم عدم معرفتهم به، شعرت بأنهم يخفون عنها أمره بتعمد، إستغلت إنشغال أحدهما بأعداد طلبات الموكلات لتجذب هاتفه سريعاً لتبحث عن إسمه لتدونه وترحل سريعاً بفرحة عارمة فأخيراً ستسنح لها الفرصة بأخباره بحبها له وإنها فعلت كل ذلك خشية عليه هو من مواجهة "رحيم" ولكنها الأن تعاني أضعاف وعليها تقبل الأمر فقلبها يعشقه حد الجنون!...

بقصر الجوكر...
ركض بسرعة قصوى على جهاز الركض وضعاً السماعات بأذنيه فلم يستمع لمن يتحدث لجواره، أبطئ سرعتها ثم هبط يجفف عرقه المتناثر على عضلات جسده المتصلبة بعينان يشوبها الغضب ولهيب الأنتقام ..
لاحظ وجود الخادم الذي يتراقبه بخوفاً بادي على عيناه الذي يحايطهما أرضاً، تطلع له بعيناه الثاقبة وبصوتٍ حاد قال _بتعمل أيه هنا؟..
رفع الهاتف إليه بخوف_في واحد عايز حضرتك على التلفون الخاص..

جذبه منه ثم أشار له بالمغادرة ليرفعه هو بثبات ليستمع للصوت فقال بتهكم_"عباس صفوان" بيكلمني شخصياً بعد الفترة دي كلها...
أتاه صوته قائلاً بهدوء _أزيك يابني، عامل أيه؟...
أجابه بسخرية_لا والله فيك الخير أنك بتسأل بعد السنين دي كلها.
" عباس" _أنت عارف كويس السبب!..

صاح بغضب _تأيدك للحقير اللي عملته بني أدم ونسبتله أملاك عيلة" زيدان" بمنتهى البساطة..
أجابه بهدوء _"طلعت زيدان " هو اللي نسبله الأملاك يا" مراد" مش أنا ثم إن دا اخوك وعيب تتكلم عنه بالأسلوب دا.
ثار غضبه بطريقة مرعبة فقال بصوتٍ كالسهام_أخويا مات من عشر سنين وأنت عارف كدا كويس فبلاش تكدب كدبة إخترعها" طلعت زيدان " وتصدقها، نصيحة مني إبعد عن النار عشان متحرقكش..

وأغلق الهاتف بوجهه فوضع "عباس صفوان" الهاتف من يديه بغضب من عدم تغيره بعد.
_بتكلمه ليه من البداية؟..
قالها "يامن" بغضب بعدما ولج للداخل وإستمع نص المكالمة بينهما، زفر والده بغضب _بحاول أحل الموضوع بينهم الأتنين بس للأسف مفيش أمل يتحل، النار عمالة بتزيد بينهم ودا مش كويس.

تطلع له" يامن" بأهتمام _أيه اللي سبب العداء الكبير دا بينهم؟...
تطلع له بنظرة مطولة ليشير له الأخر بأن ما سيقوله سيكون سراً حربياً لذا شرع بالحديث _"رحيم" مش توأم" مراد" وبس" رحيم" كان روحه وحياته كلها، تعلقهم ببعض كان مخيف لدرجة ملهاش وصف...
" يامن" بفضول _وأيه اللي شتت العلاقة  كدا..
صمت قليلاً ليكمل بصوت منخفض_موت" رحيم"..

وقعت كلماته على مسمعه بصدمة فردد بذهول_تقصد ايه بموت" رحيم" أمال مين دا؟!..
زفر بغضب_محدش يعرف يجوبك على السؤال دا غير "طلعت" أو "رحيم زيدان" نفسه...
"يامن" بأستغراب_بس انت أقرب صديق لطلعت زيدان والمحامي الخاص به..
أشار له بتأكيد _أيوا بس "طلعت" كان بحر أسرار وكان غامض بطريقه ملهاش حلول غير الألغاز..

صمت قليلاً ليعقب بذهول_طب دا مين وليه العيلة متقبلاله بالطريقة دي؟.. انا مش فاهم حاجه
أجابه بهدوء _اللي انا عارفه أن" رحيم زيدان" كان عنده السرطان بمرحلة متأخرة، تعبه زاد بعد دخوله الكلية الحربية، فدخل لاكتر من عملية بس حالته كانت متدهورة ودا قصر على حالة طلعت ومراد والعيلة كلها بس الأصعب كان والدته اللي متقبلتش الموضوع وأصيبت بجلطة خالتها بين الحيا والموت...
_وبعدين..

قالها بلهفة ليكمل "عباس" _"رحيم" توفى بعد دخولها في الحالة دي بيوم مكنش قدام"طلعت زيدان" الا انه يخبي خبر موته عن الكل عشان مراته صحتها متتدهورش بس للأسف معرفش يخبي عن" مراد" اللي شاف وسمع كل حاجه..
صاح بلهفة_وبعدين..

أشار له بغموض_بعدها ب٣شهور زوجة"طلعت زيدان" توفت والأغرب أن طلعت فضل مخبي حقيقة موت "رحيم" وظهر للكل بطفل بعمره تقريباً، محي كل أوراق خاصة بموت إبنه وفي ظرف ساعات بقى "رحيم زيدان" هو اللي انت شايفه دا...
" يامن" بشرود_ودا طبعاً عمل إنقسام بالعيلة فخلي جزء معاه وجزء ضده فعشان يضمن أن الكل يكونوا تحت جناحه كتب كل حاجة بأسم "رحيم زيدان" دا
_بالظبط...

قالها" عباس" بعدما نهض عن مقعده _والعداء الأكبر كان من نصيب "مراد زيدان "..
" يامن" بتفكير_بس ليه طلعت زيدان ينسب واحد زي دا لعيلته وكمان يفضله عن إبنه؟!
أسند "عباس" راسه بشرود_محدش عنده إجابة للسؤال دا غير "رحيم زيدان"..

توقفت سيارات الحرس بالخارج فذلك المكان محظور إليهم منذ أعوام يرفض "رحيم" بأن يتبعوه لداخل هذا المكان، ولج للداخل بخطاه الثابت فقط صوت خطواته هي التي تصدح بالرجاء، إنتبهت  لوجوده فنهضت لتسرع إليه بشوق، تعالت ضحكتها بفرحه فقالت "نجلاء" بعتاب_ "فريد"... غبت عليا المرادي أوي بجد وحشتني يا حبيبي..

إبتسم "رحيم" بخفة وعيناه الزيتونية تلمع بلمعة خاصة لا تزوره الا حينما يقف أمام والدته التي تحمل شتات ماضيه لتفصل بين حاضره الشيطاني وماضيه البشري لتعلمه بأنه مازال بداخله قلبٍ ينبض!..




الكلمات الدلالية
رواية ، الجوكر ، والأسطورة ، نثرات ، الروح ، والهوى ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:53 صباحا