صدمة
افاق من غفوته الثقيله وهو يحاول فتح عينيه تحت تلك الاضائه الخفيفه الي تتوسط المخزن الواسع، فتح عينيه ببطئ ليشعر ببروده اسفله، ونسمات هواء تلفح جلده العاري، دقائق معدوده واستيقظ بالكامل ليجد نفسه عارياً وبجانبه تلك التي اغرقتها الدماء... والعاريه هي الاخري... نور
وجهها شاحب شفتيها الزرقاء، خصلاتها الممزوجه بالاتربه، جسده المملوء بالكدمات الزرقاء والدماء، ايقن انها فقدت الحياه.
فتح عينيه علي وسعيهما متفاجأ بشده
اقترب منها بقلق وضرب وجنتيها قائلاً:
-نور ...فوقي يانهار اسود.. حصل ايه
ايه الدم دا
ظل يقلبها يمين ويسار ليجد انه شوهها تماما الدماء تنزف من كل انش فيها
ارتدي ملابسه سريعاً
ودثرها بسترته التي اخفت نصفها العلوي
فقط ثم فتح باب المخزن وفتح الباب سريعاً ليحملها بين يديه ويخرج من المخزن والهلع متمكن منه
صعد سيارته ووضعها في الكرسي الخلفي ثم جلس خلف مقعد القياده
وانطلق سريعاً متجه الي اقرب مشفى حكومي له
والافكار تصفع رأسه بقوه متذكرا اغتصابه الوحشي لها... لم يتذكر سوا القليل ..قتل والدها... اختطفها... اغتصبها
لم يرحمها.. لم يملك ذرة انسانيه
ويعتق روحها المعذبه
قاد بتشتت وهو يمسح علي خصلاته بشده محاولاً الهدوء.. لن يندم ان فعلها مع اخري... ولكن ندم انه فعل ذالك معها تحديداً
بعد فتره ليست بقليله وصل الي احد المستشفيات الحكوميه.. ليوقف سيارته
ويحملها ويتجه فوراً الي اقرب ممرضه بالمستشفي
يس بنبره متوتره وهو يقف امام أحد الممرضات؛
-لو سمحتي عايز دكتور يكشف عليها
بتنزف جامد حد يشوفها
اجابت الممرضه بلا مبالاة:
-دخلها الاوضه دي ولما الدكتور يفضي هخليه يجي يشوفها
اجاب للاخر بغضب وتوتر:
-بقولك بتنزف هاتي دكتور يشوفها حالاً
انكمشت الممرضه اجابت بوجه ممتعض:
-ماشي دخلها جوا علي مااشوف دكتور
خدامين عندهم دول ولا ايه
دلف يس الي غرفه سريعاً ووضعها علي الفراش ذو الملائه الاوفويت المتسخه
وهو يغلق ازرار الستره والقلق ينهش قلبه بقوه...نادما علي ما فعله بتلك الصغيره
تقف اسفل الماء الي يتدفق عليها بقوه مختلطا بدموعها التي تحررت من عيناها الذابله المنكسره...
شهقاتها تعلو وهي تتذكر قسوته التي انهكت قلبها وارهقت عشقها له
تتوافد الذكريات الي رأسها
ذكرياته الجميله والمره معا
تعلم انها لن تستطع ان تفترق عنه
ولكن شكه غيرته تملكه كل هذا يجرحها
مدت يدها لتوقف الماء وتوقف معه دموعها...ارتدت بيجامه زرقاء واسعه نسبياً وخرجت من الحمام بتكاسل وألم
جلست امام مرأتها وازالت المنشفه من علي خصلاتها المبتله...وعقلها شارد
تتذكر ردت فعله عندما افاقت من نومتها
كان الهروب... نظر لها ببرود واستعدت لعمله وخرج بصمت... تاركاً اياها تحدق في الفراغ بهدوء والدموع اخذت مجراها علي وجنتيها... ارادت ان تصرخ في وجهه ولكن احبالها الصوتيه لم تساعدها
الم شديد احتل جسدها بالكامل
وألم اشد سكن قلبها الذي اشبه بأرض اصفر زرعها وذبل
افاقت من شرودها علي بكاء ابنتها:
اتجهت نحو فراشها الصغير وامسكتها بين يديها وهي تطلع لها بدموع
والأفكار تقرع في رأسها كالاجراس
ان انفصلت عنه ستتعذب طفلتها في النصف... لا تريدها ان تذق حرمان الاب
لا تريدها ان تنشأ علي عقد نفسيه
لتقول بصوت مهزوز يشوبه البكاء:
-طب اعمل ايه... ابوكي خلاص بيقضي علي الحجات الحلوه الي في حياتنا
ايوا انا قولت هستحمل وهكمل معاه مهما حصل... بس انا معدش ليا طاقه
خلاص مش قادره.. مش عايزه اكرهه
ومش عايزه ابعد عنه... بس هو الي قاسي ياسيدرا.. هو الي مش عايز ينسي ويكمل حياته...
ثم انهارت في البكاء قائله:
-قالي هنبتدي من جديد بس هو مبتداش
هو بيرجع لورا... لا هو قادر ينسي ولا انا هستحمل كتير
احتضنت ابنتها وانتحبت بحسره
علي حياتها التي تلونت بلون الليل
ولم يظهر بصيص امل فيها...
خرج الطبيب من الغرفه
وقف يس سريعاً قائلا بنبره متوتره:
-عامله ايه يادكتور
رمقه الطبيب بنظرات حاده قائلاً بصوت غاضب:
-الانسه الي جوا اتعرضت لأغتصاب
اكتر من مره وادي الي نزيف حاد وكسور في الحوض دا غير العلامات الي ماليه جسمها بطريقه وحشيه جدا
لم يتكلم حرف واحد ليسمع صوت الطبيب يقول:
-انا هبلغ البوليس دلوقتي لان حالة الاغتصاب دي ميتسكتش عليها
لم يتكلم بل جلس علي الكرسي الحديدي واضعا يده علي رأسه... لا يعرف ماذا يفعل... لتتردد في عقله كلمة الهروب
سيهرب تاركاً فعلته الشعينه
رفع نظراته المشوشه ليجد الطبيب غادر من امامه... اخرج هاتفه ليتصل بأحدهم ليسمع الطرف الاخر بعد دقائق يقول:
-ايه يا يس
تكلم يس بنبره حاول ان يجعلها قويه:
-انا هرجع الشغل ياباشا كفايه كدا
ابتسم الطرف الاخر قائلاً:
-طب كويس تعالا عشان
تفضي لأدم الصياد...
سلام
اغلق يس هاتفه وحدق في باب الغرفه امامه بشرود... وخرج من المستشفي بدون رجعه لها..
جالس في مكتبه مرجعا رأسه الي الخلف
مغمض العنين يتذكر كلمات جدته بعد حادثه مباشره التي طعنت روحه بدون رحمه طاعنه في زوجته... مشبهه اياها بأمه التي تركته وحيد
Flash back
لوت شفتيها بسخريه واضحه لتقول بمتعاض:
-بتدافع عنها زي ما ابوكي كان بيدافع عن امك بظبط.. لحد ما خانته وسابتك
احمر وجهه غضباً وهي يضغط علي فراشه بغضب قائلاً:
-مراتي مش زي حد ولا انا زي ابنك
متحاوليش تستفزيني يامدام نازلي
ضحكت بتهكم وهي تجلس علي الفراش امامه قائله:
-اممم مش زي امك.. مش شايف تصرفاتها امك كانت كدا عامله نفسها الزوجه الهاديه الرقيقه الحنينه ودي كوبي منها... هتبقا زيها بظبط
صرخ ادم بها بغضب قائلاً:
-كفايه اسكتي بقا
تكلمت بملامح هادئه قائله:
وهتكون زي ابني بظبط هتسيبك وراها مذلول هتخونك في اقرب فرصه توضحلها الي احسن منك
كل غرورك وكبريائك دا هيقع علي الارض
هتبقا عباره عن بقايا راجل زي ابني بظبط
عارف ليه ياادم.. لانها بنت اخو امجد
امجد الي بسببه ابني عاش في ذل وسط الناس ان مراته سابته عشانه
واخده دمهم وخيانتهم بظبط
واخده شكل برائة امك ياادم
ولما تسيبك هقف أشوفك
بتدمر زي ما شوفت احمد بيضيع
قدام عيني وبيضيعك معاه
انهت كلماتها ودمعه ساخنه تهبط من عينيها.. ثم خرجت من الغرفه تاركه اياه شارد في كلماتها ووخز في قلبه يؤلمه
ضغطت علي جرح قلبه الذي لم يشفي
وكأن التسامح هرب من قلبه مره اخري
والخوف تملكه من فقدان حوريته اطهر وانقي شئ في حياته القبيحه المظلمه
افاق من شروده علي رنين هاتفه
ليمسكه ويجيب ليسمع الطرف الاخر يقول:
-ادم الصياد...طبعاً عايز تعرف مين رتبلك الحادثه الي عملتها
رفع احد حاجبيه بجمود قائلاً:
-مين معايا
اجاب الاخر:
-مش مهم.. الي رتبلك الحادثه عبد الحميد الشهاوي وعم مراتك هو الي نفذ
اعتبرها نصيحه من فاعل خير
الشهاوي عايز يموتك ...
لوي ادم فمه بسخريه قائلاً:
-امممم ملكش مصلحه...
ابتسم الآخر قائلاً:
-طول عمرك ذكي زي ابوك يابن الصياد
مصلحتي انك تخلص منه لما تتأكد انه ورا الي حصلك
وعموما عشان تتأكد هبعتلك مقطع صوتي تتأكد منه ان هو الي عمل كدا
خمس دقايق وهتتأكد... سلام
اغلق ادم الخط ونظر الي الهاتف بنظرات جامده ولم ينهز كيانه بتلك الكلمات
اتصل بأحدهم قائلا:
-عايز اعرف كل حاجه عن عبد الحميد الشهاوي... انهارده تكون عندي أخباره
-حاضر ياباشا تحت امرك
اغلق ادم الهاتف والقاه علي المكتب بأهمال.. يعلم ان امجد مات في حادث غامض بهويه غير هويته..يعلم بألاعبيه وانه هرب من السجن.. ولكن لا يعلم ان الشهاوي من خلفه
تنهد ادم بسخريه قائلاً:
-عودة ادم الصياد من جديد
جه وقت الحساب منه كله وكلهم هيدفعو..
ثوان معدوده ووجد مقطع صوتي وصله يسمع فيه خطط الشهاوي لقتله...
-ياهند حرام عليكي بقا قومي بقالي ساعه بقولك افتحي الباب اتأخرت علي الشغل
ضحكت هند بقوه قائلاً:
-لا مش هفتح انا قولتلك خليك اجازه انهارده عشان تقعد معايا وانتا مرضتش
فا خليك محبوس في الاوضه لحد ما تقول انك هتقضي اليوم معايا
تأفأف اياد قائلا:
-ياهند في اجتماع مهم مع الان
قاطعته قائله بخبث:
-اووبس دا في معاد مع الي اسمها حسناء والشركه التانيه
فهم اياد فعلتها لينخرط في نوبة ضحك متواصله قائلاً وهو يجلس امام الباب:
-بتغيري يابيضه
عبست هند لتجلس هي الاخري امام الباب وتتلمس الفارق الموضوع بينهم بيدها قائله:
-ماهو بسببها اتخاصمنا كتير يااياد
وحسيت انك مبقتش تحبني
ابتسم اياد بحنو قائلاً:
-ياهند انا بحبك اكتر من نفسي
بس الفتره دي كنت مضغوط ياحببتي
مفيش اصلا واحده تملي عيني غيرك
اجابته بأبتسامه واسعه:
-حتي لما اكبر واكون عجوزه ووشي يكرمش
قال بنبره عاشقه:
-ولحد ما تقع سنانك ونمشي نتعكز علي بعض كمان
لتقول مره اخري:
-حتي لو مبقتش جمي
قاطعها بصوت حاني:
-لحد مانموت ياهند كمان.. بس افتحي الباب بقا
اطلقت ضحكه عاليه لتقوم وتفتح له الباب ليفاجأها هو بعناقه الساحق قائلاً:
مجنونه بس بحبك بردو
لتقول بصوت ولهان:
-عملت ايه حلو في حياتي عشان اتجوز واحد بعيون زرقه بس
ابعدها عنه وهو يضحك بقوه قائلاً:
اه ياجزمه وانا الي يقول بتحبني عشان انا الي مربيها علي ايدي..
امسكت يده وقادته الي غرفة الطعام:
-متحسسنيش اني عيله وانتا جدو
تعالي يالا عشان عملت الفطار وكان مستنيك
ضحك بتهكم قائلاً:
-احنا الضهر ياماما يبقا غدا
-بقيت مفجوع يااياد ورغم كدا يخربيتك مبيطلعلكش كرش ولا بتتخن
جلس علي الكرسي قائلاً:
-بمناسبة الكرش ياهند... ابقي اشفطي بطنك شويه ياحببتي لانك بجد تخنتي
فتحت عيناها بصدمه وكادت ان تتكلم وتوبخه ولكن قطعت كلماته رنين هاتفها
لتمسكه وهي ترمقه بغضب مصطنع
لتجيب بفرحه:
ماااازن اخص عليك كل دا متكلمنيش
ليتسمع ضحكات مازن قائلاً:
-وانتي كمان وحشتيني ياقرده
اياد عامل ايه وانتي عامله ايه
نظرت لأياد الذي يتأملها بأبتسامه:
-اياد كويس بيسلم عليك
اجاب الاخر:
-طب تمام سلميلي عليه وقوليله ان بابا عازمكو علي الغدا بكره
التمعت عيناها بفرحه قائله:
-بابا هو الي قالك يامازن
ابتسم مازن قائلاً:
-ايوا ياهند.. اديني جوزك اسلم عليه
اعطت اياد الهاتف ليتحدث مع مازن
لتهمس في نفسها قائله:
-وحشتني اوي يابابا... بجد وحشتني...
هبطت الطائره الي مصر معلنه عن قدوم اخوين لم يزوروها منذ سنين
ليركبو السياره متجهين الي منزلهم الذي نظمه معتز من نيته للسفر
كلا منهم وفي رأسه احلام جميله
عينين معتز المشتاقه لوطنه
وعينين روما المشتاقه للشرقي
ليقول معتز بنبره حنين:
-بقالي سنين مجتش مصر ياروما
رغم زحمتها وحرها بس جميله
ضحكت روما بسخريه قائله:
-اها بناسها الهمج والزباله الي مليانه الشوارع والحر
انعقدت ملامح معتز لينظر لها بجمود قائلاً:
شوفي رغم كل كلامك دا لو لقوكي واقعه علي الارض الف واحد هيجي ويقومك...وبعدين متنسيش اصلك ياروما انتي مصريه انتي كمان
يعني لو المصريين همج فا انتي منهم
اشاحت وجهها بعيد عنه بغيظ
فهو دائما متناقض عنها.. حنون عاطفي مبتسم بسيط رغم ثرائه... لا يؤمن بمفهوم الطبقات.. وهذا ما يجعلها تبتعد عنه متعجبه من تفكيره ذاك
اما معتز كان يتذكر والده والقيم الحميده التي زرعها فيه ويتذكر افعاله وكلماته التي مر عليها سنوات طويله جدا
Flash back
جبر بأبتسامه وهو يغرز البذور في الطين ليزرعها:
-اهم حاجه انك متنساش اصلك ولغتك يامعتز مهما عليت مكانتك بردو خليك بسيط
اجاب معتز وهو ينظر للنبته:
-بس هنا غير هناك يابابا هنا لازم اكون قد مستوانا ماما بتقول كدا
ليقول جبر بنبره جديه:
-بس انتا هو انتا البلد مبتغيرش المبدأ يامعتز لا بلد ولا لغه...المبدأ مش بيتجزء
افتكر كلامي دا ديما ومتاخدش من ماما غير الكلام الصح وبس
ابتسم معتز وحرك رأسه بأيجاب
Flash back
تنهد معتز بأبتسامه قائلاً في نفسه:
-الله يرحمك يابابا
ثم اخرج هاتفه واضعا فيه شريحه مصريه... وهو يتصل بأحدهم قائلاً:
-انا وصلت مصر... اه زي ماقولتلك عايز المركب يكون جاهز بليل... سلام
اغلق هاتفه لتطلق روما ضحكه عاليه قائله:
-كأنك بقيت غامض من ساعة ما عرفتها يامعتز... واكتر رومانسيه كمان
ليبتسم معتز قائلاً:
-بحبها ياروما...
تسدل الليل خيوطه في السماء
لتزينه بضع نجمات مضيئه تخطف الانظار كافتاه سمراء جذابه تزين خصلاتها بقطع صغيره مضائه...
كانت جالسه علي الاريكه تنتظر قدومه
حسمت امرها ستطلب منه الانفصال..
لتضع نقطه لنهاية تلك القصه المأساويه
ودموعها تجري علي وجنتيها قلبها يتألم منه وله تحبه وتكره قسوته تلك
تنهدت محاوله حبس الدموع في عيناها...
لتسمع صوت المفتاح يدور في باب الشقه لتتألم اكثر من تفكيره
كان طول اليوم يحبسها في المنزل غالقا الباب عليها خشيه من هروبها منه
دلف بقامته الفارعه ليسقط قلبه عند رؤية عيناها المتورمه من البكاء
ووجهها الذي اصطبغ بالون الاحمر القاني
رفعت انظارها اليه بهجوم وعتاب قائله بصوت مختنق:
-عايزه اتكلم معاك
تجاهل كلماتها ليقول بجمود:
-سيدرا نايمه ولا صاحيه
تنهدت بضيق من تجاهله لتقول:
-نايمه... عايزه اتكلم معاك
رمقها بنظره قويه يخفي بها قلقه من ما ستقوله بما يخص تلم لليله:
-معنديش كلام اقوله
قالت بصوت مختنق يشوبه البكاء:
-بس انا عندي كلام ولازم اقوله
لا مفر من المواجهه
وقف أمامها بملامحه المقتضبه
منتظر عتابها الذي سبقها هو وعاتبه لنفسه قبل قدومه
نظرت له بوجه خالي من التعابير
ولكن عيناه مليئه بالدموع رافضه للخضوع قائله بصوت خالي من الحياه:
-طلقني ياادم... كفايه كدا مش قادره استحمل
حدق في عيناها بصدمه ممزوجه بالغضب ليتشنج فكه متجاهلا كلماتها
متمسكا بهدوئه
لتقول مره اخري بنبره اقوي تشوبها البكاء:
-بقولك طلقني ياادم.. طلقني قبل ما أكرهك واكره حياتي كلها
نظر لها بغضب ليسير لها ويمسك يدها بقوه ألمتها بشده:
-تكرهيني..مش انتي وافقتي تكملي معايا ايه شيفالك حد تاني ولا ايه
فتحت عيناها علي وسعيهما بصدمه
من كلماته الاذعه وشكه المتواصل
قائله بصراخ وهي تقف امامه:
-لا انتا مجنون.. مش عاقل انتا مريض بالشك مش طبيعي اا
قاطعة كلماتها صفعه قويه احتلت احد وجنتيها لتقع أرضاً وهي صامته عيناها تحدق في الفراغ
غضبه أعماه بشده لتصبح ملامحه اكثر شراسه وغضب هادر
نظرت له وضحكه بسيطه خرجت منها لتصاحبها الدموع قائله بسخريه:
-عندك حق انا الي اتنازلت عن حياتي وسبتك تدمرها براحتك...اتجوزت شخص كاره حياته وهيكرهني فيها معاه
شخص قاسي معندوش قلب
مشفتش منه غير ضرب واهانه
حتي وانا في حضنك قاسي عليا
كرهت حياتي كرهت نفسي
انهت كلماتها وهي تبكي بقوه
عيونها زائغه في كل مكان كأنها تائهه
غير منتبهه لأي شيئ ...اصبحت كالمجنونه وجهها شاحب.. والدماء تنزف من شفتيها السفليه
كان ينظر لها بملامح مقتضبه
يستمع كلماتها المتقطعه بكاؤها
عيناها الزائغه.. الذابله
حول منها الي فتاه فقدت الحياه
قسوته تمكنت منها حتي اصيب قلبها بمرض الخذلان والحزن
لا يصدق ان امامه الان الفتاه الهادئه الناعمه التي رأها اول مره في مقر شركة
الفتاه العنيده القويه اصبحت ضائعه شارده
ارتخت ملامحه واقترب منها ليمسك يدها ويحتضنها بحنان لم تعهده منه لتصرخ به بغضب وهي تبتعد عنه:
-لا ابعد لا... سيبني امشي وبس
طلقني خليني اخد بنتي وامشي
حاول التحكم في غضبه ليقول بصوت حاد نسبياً:
-لا ياتقي مش هطلقك... انسي الطلاق خالص.. قولتلك مش هتمشي من بيتي
غير علي قبرك
اجابت بصوت مهزوز يشوبه الضعف:
-يبقا هموت نفسي...
للمره الثانيه تصدمه بكلماتها التي كانت كاالسكين تدس في قلبه بقوه
جلس ادم امامها أرضاً ليقول بغضب وهو يمسك كتفيها بقوه قائلاً:
-انتي اتجننتي ياتقي صح اتجننتي
نظرت له بنظرات ضائعه لتقول بضعف كلمات نابعه من وجعها:
-لا او اه المهم في الحالتين عايزه ابعد عنك كفايه انا حاسه اني بضيع
انتا الي قولت هتتغير ومتغيرتش
افتكرت اني غيرت حياتك افتكرت
اني الحاجه الحلوه الي فيها
بس لقيت اني بنسبالك جسم وبس
فرحان او زعلان او متضايق مش بتلجألي بتلجأ لجسمي وبس
افتكرتك بتحبني بجد
بس ...بس لقيتك مش بتحبني
كان لازم افتكر السبب الاساسي الي عرفتني عشانه...شهوتك ورغباتك
انتحبت اكثر لتقول بصوت متقطع:
-امبارح حسيت وانا في حضنك اني واحده من الشارع...مش مراتك
الطلاق احسن لينا احنا الاتنين
وبنتك مش همنعها عنك
ولا هشوه شكلك قدامها
وقت لما تحتاجها هتشوفها
ينصت لكلماتها بصدمه
تنكر حبه لها لانه اساء بدون شعور لها..
تنكر عشقه لها الذي ارتوي قلبه منه...تقول انها شهوه بنسبة له... لا تعلم انها هوائه
تطلب الانفصال... تريد الابتعاد
التمعت عينيه وقال بغضب وألم من كلماتها:
-مش انتي الي تقولي انا حبيتك ولالا
انا لو متجوزك عشان جسمك زي ما بتقولي مكنتيش فرقتي معايا
ليهزها بعنف قائلا بغضب هادر:
-مش انتي الي تقولي انا حبيتك ولالا
وطلاق مش هطلقك... ولو موتي نفسك زي ما بتقولي اعرفي انك هتكوني معايا في نفس التربه ياتقي
انهارت هي باكيه اكثر حتي هربت انفاسها منها لتسمعه يقول بصوت غاضب يشوبه الحنو والضعف:
-انا هسيب البيت خالص خليكي انتي
مش هتشوفيني غير لما تهدي
بس مش هطلقك... مش هضيع حياتي مني بعد ما لقيتها ياتقي
يمكن انا قاسي زي ما بتقولي ووحش ومش شبهك بس انتي الوحيده الي في العالم كله حبيتها بجد
انهي كلماته وعينيه تلتمع بالدمع
ليقبل رأسها مطولا ويمسح دمعاتها
ثم اتجه الي الغرفه ليقبل ابنته ويحتضنها
وهي تبكي في محلها... شعور العجز يتملكها.. عاجزه عن مسامحته وعاجزه عن كرهه
لتسمع صوت اقدامه يخرج من الغرفه
ثم انحني الي الاريكه واخذ مفاتيحه وهاتفه وقال قبل ان يخرج من المنزل:
-في حراس قدام البيت عوزتي حاجه اتصلي بيا انا وهخليهم يروحو يجيبوه
بس متطلعيش برا البيت خالص ياتقي
وسط دموعها رفعت رأسها له بدهشه
وسط الغضب ووسط الدموع وحتي وسط الفراق المؤقت... يغار المتملك..
ثم خرج من المنزل تحت دهشتها وفمها المفتوح من طباعه التي لن تتغير...
سيدرا
في منزل محمود فؤاد
مجتمعين علي طاولة الطعام
مازن وهو يتناول طعامه ببطئ:
-عامله ايه في الشغل مع اياد ياهند
ابتسمت هند بغرور قائله:
-بص بعمله كل حاجه... ممكن ميجيش خالص وانا امسك الشركه عادي
ضحك اياد واقترب منها هامسا:
-لا والله بأمارة الملف الي ضاع
ضحكت بأبتسامه صفراء:
-قلبك ابيض ياحبيبي دا اول ما اشتغلت
متسيحليش في المنطقه بقا
ضحك اياد بتساع وهو يمسك يدها ويقبلها قائلاً:
-ربنا يخليكي ليا ياحببتي...من غيرك حياتي متمشيش من غيرك
تكلم محمود وهو ينظر لهم ببرود:
-طب كويس انها نافعه في حاجه في حياتها... كنت فاكر هترجعلي من تاني يوم
اختفت الابتسامه من ثغرها وانزلت عيناها الي طعامه والدموع تأبي الهطول
بينما انكمشت ملامح اياد ومازن بضيق
ايمان بأبتسامه وهي تنظر لهند بحنو:
-هند طول عمرها شاطره في كل حاجه
اجاب محمود بمتعاض:
-اه ما انا عارف
امسك اياد اطراف ذقنها ورفعه قائلاً بجديه:
-بنتك مميزه في كل حاجه ياعمي
بنتي ومراتي وحببتي وامي
ولا مره من ساعة ماتجوزنا مزعلتنيش بلعكس انا الي كنت بزعلها
ثم وقف قائلاً بضيق واضح:
-لما تعرف قيمة بنتك ياعمي ابقا
اجي هنا تاني... يلا ياهند
وقفت هند والدموع تهبط من عيناها بغزاره.. ليقول مازن وهو يمسك يد شقيقته:
-اقعدي ياهند بابا بيهزر معاكي
محمود بصوت حازم:
-مبهزرش يامازن... انا مبعتبرش اني مخلف بنت أصلاً انا عندي ولد بس
نظرت له ايمان بغضب ودموع في عيناها -خد مراتك وروح يااياد... وخلي بالك منها... ثم اقتربت من هند واحتضنتها قائله
-حقك عليا انا ياهند متزعليش
امسك اياد يد هند وخرج من المنزل بهدوء تحت نظرات محمود الجامده
ونظرات فاطمه المنكسره
قام محمود بهدوء ودلف غرفة
لتتبعه ايمان وعيناها تفيض بالدمع
وقفت ايمان امامه قائله بنكسار:
-ايه يامحمود مش مكفيك طول عمرك ذلللها وحتي قدام جوزها تكلمها كدا
وبردو ضربتها قدامه...هند هتكرهك كدا
جلس محمود امام شرفته قائلاً ببرود:
-ميهمنيش تكرهني او لا انتي عارفه اني مبحبهاش...
صرخت ايمان قائله بغضب:
-مبتحبش بنتك عشان واحده زي دي يامحمود... واحده معندهاش دم
وقف امامها بغضب هادر قائلاً:
-اياكي ياايمان اياكي تقولي عليها كلمه واحده... مش كفايه سبتها وكملت معاكي عشان المحروسه بنتك
جلست علي الفراش بتهالك قائله ببكاء:
-انا مكنتش عايزه ارجعلك... مكنتش عايزاك بعد ماكنت عايز تتجوز عليا.
اهلي الي رجعوني... متلومش عليا انا وبنتي
لوي فمه بسخريه:
-متفتحيش في القديم ياايمان
انتي الي هتتعبي... كفايه اني عايش معاكي وانا كل يوم بشوف وشها مش انتي
ثم خرج من الغرفه بعد ان الاقي كلماته الاذعه التي حطمت ما تبقي من فؤادها
وما تبقت من كرامتها الذي بعثرتها الايام
نائمه علي فراشها علي ايسرها تنظر لصغيرتها التي تحرك يدها في الهواء
لتشرد في حياتها القادمه لتقول بصوت هامس:
-نفسي ابوكي يتغير ياسيدرا... هو ملوش ذنب في الي بيحصله ولا انا ليا ذنب اني اشوف منه كل القسوه دي
انا عارفه انه بيحبني... بس بيعبر بالطريقه الغلط... كل ست بيبقا نفسها قبل ما تحط راسها علي المخده وتنام
جوزها يحط راسه علي صدرها ويشتكيلها الي مضايقه
يتكلم يحكي يقول اي حاجه
يشاركني خنقته ومشاكله
بس ادم مش كدا... ادم كتوم
فاكر ان رجولته هتقع لو قالي مشاكله
مقتنع ان الحياه زوجين بياكلو ويشربو مع بعض وينامو ويحبو بعض بس
نفسي يفهم ان الحياه مشاركه
هبطت دمعه ساخنه علي وجنتيها لتمسحها سريعاً قائله:
-انا عارفه ان ابوكي مش هيطلقني ولا هيخليني ابعد عنه... وعارفه انه مجنون وقاسي ومفيش واحده تستحمله... بس بحبه مش عارفه اعمل حاجه غير اني ازعل منه واحبه وبس
انهت كلماتها وهي تتنهد بقوه أمله ان تخرج معها كل الضغوط والالام التي تستعمر قلبها وتقطع اشلائها
سمعت رنين هاتفها لتأخذه وتجيب بهدوء وهي تمسح دمعاتها:
-الو
-ايوا ياتقي.. عامله ايه
اجابت تقي بقلق:
-مالك ياهند صوتك معيط ليه كدا
اجابت هند ببكاء:
-بابا ياتقي مش هيبطل يهيني ويقلل مني قدام اياد... بابا بيكرهني ياتقي
تنهدت تقي قائله بهدوء:
-طيب اهدي واحكيلي حصل ايه عشان تقولي الكلام دا
هند بسخريه:
-عزمنا عندهم علي الغدا وقال اني مش نافعه في حياتي وانه فاكر ان اياد هيطلقني من اول ما نتجوز
اجابت تقي بهدوء:
-يمكن في ضغوط عليه ياهند وطلعه فيكي ياحببتي وميقصدش
-اه في ضغوط من23سنه ياتقي
بيعاملني زفت بسبب واحده
دا الي ماما قالته
-طيب صلي علي النبي كدا... واهدي موقف وعدا ياستي متزعليش
هند وهي تمسح دموعها:
-معلش ياحببتي نسيت اقولك عامله
ضحكت تقي بخفوت قائله:
-ماانا في الحزن مدعيه والفرح منسيه
مبتسأليش ليه يابت
اجابت هند بنزعاج:
-معلش ياتقي انا بشتغل سكرتيرة اياد
واليوم بيبقا ياشغل في الشركه ياشغل في البيت والله ياتقي متزعليش مني ياتوته عارفه اني مقصره
تقي بنبره شارده:
-الحياه بتاخد الناس عن بعضها ياهند
غير الزحمه الي في قلوبنا
هند بقلق:
-جوزك كويس ياتقي
حاسه انك مش تمام
تقي بأيتسامه صغيره:
-لا انا كويسه ياحببتي..مفيش حاجه
هند بحماس:
-طيب ايه رئيك تجيلي ياتقي ونقعد مع بعض طول اليوم
ضحكت تقي بقوه قائله:
-بتتكلمي جد ياهند
لوت شفتيها قائله:
-اه نسيت انك متجوزه السادي
دا انا هموت منه لما مرضاش نوصلك
تقي بتردد:
-هند عايزه احكيلك حصلت وتقوليلي اعمل ايه عشان حاسه آني بضيع
هند بنتباه:
-في ايه ياتقي
سردت تقي علي هند خلافها هي وادم بستثناء اغتصابه لها ...سردت مجبره لتجد حلا لحياتها تلك
لتقول هند بصراخ:
-دا حيوان اقسم بالله... انا قولت من الاول دا واحد مش طبيعي ياتقي
لتقول تقي بهدوء والدمعات تلتمع في عيناه مهدده بالهطول:
-انا حكيتلك ياهند عشان تشوفيلي حل في المشاكل الكتير دي
ابتسمت هند بتساع قائله:
-انا هقولك تعملي ايه فيه
صمت يعم المكان ولكن العيون لم تصمت بل اخبرت صاحبها بكم اشتياقها له لتحدثها العين الاخر بذالك الاشتياق ايضا
لتقول نازلي قاطعه ذاك الصمت والنظرات:
-وايه بسبب زيارتك هنا يااستاذ معتز
اعتدل معتز في جلسته قائلاً بجديه:
-جيت اطلب ايد سميه منك
ارتشفت من قهوتها المره لتقول ببرود:
-وايه الي يخليني اوفق بيك
رفع حاجبيه بثقه تامه ليقول:
-غيري صيغة السؤال... ايه الي يخليكي متوافقيش بيا
ابتسمت نازلي ابتسامه صغيره:
-واثق اوي يااستاذ معتز
ابتسم هو الاخر بثقه
لتقول سميه:
-انا ومعتز عارفين بعض كويس ياماما وانا كبيره كفايه اقرر مين هكمل معاه حياتي
لوت شفتيها بضيق وحنق قائله:
-يعني هتتجوزي غصب عني مثلاً
معتز بأبتسامه صغيره:
-لا طبعا لازم موافقتك يامدام نازلي
نطرت نازلي لروما التي تتابع الحوار بملل واضح قائله:
-وانتي بردو في مجال البيزنس
لتقول روما بأيجاب:
-اه عجبني المجال جداً
اجابت نازلي:
-مش شيفاه خاص بالرجاله
لتقول روما بأبتسامه:
-مفيش حاجه خاصه بالرجاله
إحنا زيهم واحسن... وانتي اكتر واحده عارفه كدا لانك كنتي وزيره سابقه
ابتسمت نازلي بأعجاب قائله:
-اممم بتفكريني بشبابي ياروما
ابتسمت روما قائله:
-ليا الشرف يامدام
تكلم معتز قائلاً:
-رئيك في طلبي يامدام نازلي
نازلي بجديه:
-موافقه
ابتسمت سميه بسعاده..ليقول معتز:
-تمام هنعمل خطوبه هنا وهنسافر ونتجوز في فرنسا لو مفيش مانع
حركت رأسها بأيجاب ليقول جواد بأبتسامه واسعه:
-مبروك ياعمتو
اجابت سميه بسعاده:
-الله يبارك فيك ياجواد
روما بتلقائيه:
-هو فين مستر ادم
نظرت لها نازلي بأبتسامه ذات مغزي:
-موجود بس في شغله حاليا
حركت روما رأسها بأيجاب وهي تفتكر في ادم وتسترجع اخر مقابله تمت بينهم
ممسكه بأحد الروايات التي اعجبتها
جالسه علي الاريكه الزرقاء والضوء خافت من حولها
اعجبتها تلك الجمله كثيراً لتقولها بهمس:
-الحداد ليس في ما نرتديه بل في ما نراه
ليقطع خلوتها تلك دخول غيث عليها
ليقترب منها قائلاً:
-عامله ايه
اعتدلت في جلستها قائله بهدوء:
-انا الحمدلله كويسه وانتا
بدون سابق انذار وجدت رأسه ساكنه علي قدميها وباقي جسده ممد علي الاريكه ليقول بختناق:
-كويس
تفاجأت من تلك الحركه ولكنها استكانت تلقائياً اخذت اصابعها تجول في خصلاته وهي تحدق بشرود
لحظات صمت مرت عليهم وقلوبهم تعتصر الما علي ماضيهم السئ والجميل
هو يتذكر تلك التي سكنت قلبه وفرت هاربه الي السماء تاركه اياه يتعذب أرضاً
هي تتذكر مأساتها واغتصابها..يتمها كل الذكريات السيئه تقتحمها وقت النوم وتدنس ليلها بطعناتها... ولكنها الان تفاودت عليها بكثره
غيث بنبره مختنقه:
-الذكريات وحشه
لتقول شهد مكمله جملته:
-بتدخل في كل ثنايا قلبنا لحد ما تخليه مخلي تماما لا نافع حد يدخله ولا نافع يبقا لوحده
اراد تغير مجري الحديث ليقول:
-مرتاحه هنا ياشهد
تنهدت بثقل وهي تعبث بخصلاته:
-اه... مرتاحه وانا بعيد عن كل حاجه شكرا ياغيث
ابتعد عنها وهو ينظر لها بهدوء:
-متشكرنيش ياشهد قولتلك قبل كدا انا وانتي زي بعض تلبية احتياج للتاني
تكلمت بحرج وضيق قائله:
-انتا بتلبي احتياجي بس انا لسه مشفتش احتياجك عشان البيه
ابتسم بهدوء وفهم اعتذارها الخفي ليقول بهدوء وهو يقبل جبينها:
-الي مريتي بيه مش سهل ياشهد
وانا مش متجوزك عشان كدا...الاحتياج بيبقا نفسي مش جسدي
ابتسمت له بمتنان وهي تري مدي عطفه وحنانه عليها... لم يطلب منها اي مقابل
لم يقترب منها... اكثر من قبلة جبين فقط... لتيقن ان الحياه ان تجردت عن الحب يكفيها احترام الذات
ليقطع شرودها صوت غيث يقول:
-اكلتي ولا لسه
ابتسمت شهد وهي تقف:
-لا استنيتك عشان متاكلش لوحدك
اهو علي الاقل اعملك اي حاجه
منحها ابتسامه صغيره
لتذهب الي غرفة الطعام لتعد لهم الطعام ليتشاركوه سويا
بينما غيث شرد في صورة زوجته امامه ليقول بهمس نابع من صميمه:
-وحشتيني ياملك
اصبحت زوجته بالقوه
لا تريده.. لا تطيق النظر له
جرح في كرامتها وعرضها...عندما تتذكر نظرة اباها لها تبكي اكثر واكثر
لعنت مصطفي وحبها الاعمي له الذي اوصلها الي بلد غريبه عنها وزوج لا تريده
تشعر بالخزي كلما رأت دموع لهفه زوجته
اخذت غرفتها ملجأها لا تريد شئ سوا النوم.. الهروب عن الواقع الذي اقحمها في كل تلك الخلافات
شعرت بيد تمرر علي رأسها بنتظام
ظنتها والدتها ولكن تلك اليد خشنه صلبه وضعت علي وجنتيها لتمسحها بحنو
فتحت عيناها بهدوء لتري امامها علي
انتفضت من نومتها لتراه جالس امامها
يتابعها بنظره حزينه
سماح بنبرة غضب وهي تقرب الغطاء منها:
-انتا ايه الي جابك هنا يابني ادم انتا
علي بهدوء وهو ينظر لعيناها المتورمه:
-جيت اطمن عليكي ياسماح
امي قالتلي انك مبتاكليش ولا...
قاطعت كلماته بحده قائله:
-ملكش دعوه بيا يقتل القتيل ويمشي في جنازته صح
عقد حاجبيه بتعجب قائلاً:
-قصدك بقتيل وجنازته يابنت عمي
اجابت بحده وعينين مشتعله:
-يعني انتا الي عملت كل الحوار دا
خليت واحد يصورنا وتعمل الحوار عشان اكون قدام اهلي واحده مش محترمه وتتجوزني انتا صح
حدق بها بصدمه واعتل ملامحه الغضب ليقول بحده:
-انتي اتجنيتي ولا ايه... هعمل فضيحه وجرسه لنفسي وليكي ولعيلتي عشان اتجوزك! دي نظرتك ليا يابت عمي
حركت كتفيها قائله:
-مفيش غيرك مستفيد من الي حصل
قولتلي في نفس اليوم انك هتتجوزني
واديك اتجوزتني او بس بعد ما فضحتني
رفع يده لصفعها. عينيه غاضبه
لتنكمش هي في نفسها والخوف يلتمع قي مقلتيها
انزل يده وهو يحدق بها بغضب قائلا:
-هفوتهالك المره دي انما قسماً بالله لو عدتي الكلام دا تاني او لقيت صوتك علي مش هيحصل خير... انا هسكت عشان الي حصل مش قليل
ثم نظر من الغرفه تحت نظراتها القلقه
واقفل الباب بقوه متجهاً الي خارج المنزل بأسره
عينا لهفه كانت تتابعه بغضب لتقول:
-والله ماسيباكي ياخطافة الرجاله
انا وانتي والزمن طويل
من قبل الفرح كمان وبيدخلك الاوضه
ماشي انا هوريكي
ارتدت قميص شتوي يصل الي ركبتيها
ويبرز ساقيها النحيلتين... وخصلاتها البندقيه التي ازداد طولها
لتبدو جميله بلمعة عيناها الحزينه
جلست امام التلفاز وهي تقلب المحطات بملل وضيق... ولكن ستعيش حياتها وان كتبت التعاسه علي مصيرها ستتعايش معها حتي تجد للبر طريق
قطع شرودها رنين هاتفها
اخذته واجابت:
-ايوا يا سميه
اجابت سميه بسعاده:
-ايوا ياتقي... معتز جه واتقدملي وماما وافقت عليه... والخطوبه بعد يومين
ابتسمت تقي بتساع قائله:
-بجد مبرووك الف مبروك
سميه بنبره عاتبه:
-اتصلت بأدم مرضاش يجي... رغم ان معتز وروما سألو عليه
تقي مردده:
-روما! انا سمعت الاسم دا قبل كدا
سميه بأبتسامه:
-اه هما يعرفوكي... دول الي كانو في اجتماع فرنسا... روما لسه كانت بتحكي عنه
فتحت عيناها بصدمه عقب تذكرها لها:
-رووما... روما الي شعرها خصلات سودا في حمرا دي
ضحكت سميه بقوه قائله:
-ههه لا بقا بني دلوقتي... بنت لطيفه اوي هتحبيها لما تشوفيها
اغمضت عيناه محاوله تنظيم وتيرة انفاسها لتقول بهدوء:
-معلش ياسميه هكلمك كمان شويه
اجابت سميه بأيجاب:
-ماشي ياحببتي سلام
اغلقت تقي الهاتف وظل عقلها يعمل بقوه تلك التي تغازل زوجها ستكون قريبه له
احست ببروده تسري في جسدها
جلست محلها بهدوء والافكار تصفع رأسها كاساعة بندول تمر ساعتها سريعاً لتدق بصخب... يحبها ولكن خلافهم سيجعله ينطر لأخري... سيحب اخري
تصارعت الافكار في عقلها لتقول بصوت مرتفع وكأنها تخبر نفسها:
-هو اصلا مش فارق معايا
انهت جملتها لتجده يقف امامها بحدق بها بحزن تغلفه قوه وكبرياء...لم تشعر بوجوده
تطلعت الي هيئته الطاغيه لأول مره تراه بهذه الجاذبيه... يرتدي بدله سوداء وقميص اسود اول ازراره مفتوحه لتبرز عضلات صدره الذي طالما توسدد عليها
لم تتكلم ولم يتكلم
وكأن الصمت كفيل بألف حديث
كان يتطلع لها بهدوء وعتاب
وهي تطلع الي وجهه بحزن
... بهدوء شديد
اتجه الي غرفة صغيرته دون ان ينبس ببنت شفه..تاركاً اياها تحدق في فراغه
تسمرت مكانها... مجيئه المفاجأ... صمته وهدوءه.. تسائلت في نفسها هل سمع جملتها تلك
خرج من الغرفه وهو يحمل سيدرا والابتسامه تزين ثغريهما... ليجد تقي لم تتحرك ولم تتغير نظراتها
لوي فمه بسخريه قائلاً:
-مش فارق معاكي بجد...
نظرت له بهدوء قائله:
-وانتا شايف ان بعد كل الي بتعمله فيا لازم تبقا فارق معايا
تقلصت ملامحه بغضب جاهد ان يتحكم به ليقول بجديه:
-انا كنت جاي اطمن عليكم..
قاطعت كلماته قائله:
دا بيتك مش هسألك انتا جاي ليه
تقى الصياد
ممدده علي الفراش بلا حول ولا قوه، لا تشعر بجسدها... لا تشعر بأي شئ، سوى بقلب تنزف الي اشلاء صغيره، ومحدقه في الفراغ امامها تنتظر الموت يطرق بابها لتفتحه له بهدوء طالبه منه ان يقبض روحها سريعاً، دلف الطبيب عليها ليجدها كما هي صامته... لا تتكلم... لينحنح قائلاً:
-بقيتي احسن دلوقتي
لم تجب عليه بل ظلت محدقه امامها
تتذكر والدها والدتها منزلها...
ليقطع الطبيب شرودها مره اخري:
-طيب لو تقدري تقولي نوصل لأهلك
ازاي عشان يعرفو مكانك
هنا نزلت كل دموعها دفعه واحده لتقول بصوت متقطع:
-ام.ي...
جلس الطبيب امامها قائلاً:
-ايوا... اهلك فين عشان اكلمهم حافظه رقمهم طيب
رفعت يدها برتعاش لتمسح دموعها قائله:
-اه حفظ-اه 01...
اخرج الطبيب هاتفه واتصل علي ذاك الرقم ليجده مغلق... حاول مره اخري ولكن النتيجه واحده...
الطبيب بتنهيده قويه:
-كمان شويه هحاول تاني... متقلقيش اهلك هيجو ويخدوكي...بس مين الي جابك هنا دا
لم تجب وانما انتحبت واضعه يدها علي عيناها وهي تتذكر ذاك اليوم
تريد قتله الف مره ومره... قتل اباها اغتصبها بوحشيه... او بحيوانيه
تابع الطبيب بكاؤها ليمسد علي رأسها قائلاً بحنو والد:
-ربنا يسترها عليكي وعلي بناتنا بابنتي
ثم تركها وغادر...
استيقظت هند باكراً
بمزاج معكر... لا تريد سوا البقاء في الفراش والتفكير... تشعر بالسوء تجاه والدها من معاملته لها كم تشتاق ان تذق عناق الوالد وتشعر بدفئه
تنهدت بنزعاج وهي تثبت وجهها امام وجه زوجها النائم.. لطالما كان ملجأها وحمايتها منذ صغر تتذكر موقفه معها عندما خرجو من منزل
Flash back
خرجت وهي تبكي بقوه من تلك الكلمات القاسيه الذي وخزت قلبها من والدها
ليحتضنها اياد بقوه غير عابئنا انهم في الطريق العام
لم تتكلم انما ظلت تبكي فقط
تسائلت في نفسها لم دعاها اذا
ايريد ان يشعرها بالمهانه امام زوجها
بدلاً ان يشعرها بأنه ابنته الحبيبه
اياد بصوت هامس وهو يبعدها عنه ليري وجهها الباكي:
-بس خلاص محصلش حاجه
ولا كأننا روحنا أصلاً
لم تتوقف عن البكاء المكتوم
ليمسك يدها ويقودها الي السياره
ادخلها في الكرسي الامامي ليقود السياره وهو صامت تاركاً اياه تفرغ شحناتها السلبيه
دقائق معدوده ووصلو الي شاطئ فارغ تماماً ...هدأت قليلاً ولكن وجهها يشع احمرار من بكاؤها
نزل من سيارته لتنزل هي الاخري
امسك يديها وابتسامه صغيره علي وجهه
قائلاً بصوت حان وهو يلف يده حول كتفيها:
-انتي عارفه طبعاً انا بحبك قد ايه صح
حركت رأسها بأيجاب وهي تمسح دموعها ليكمل قائلاً:
-وعارفه ان مليش غيرك انتي وسالم صح
حركت رأسها للمره الثانيه ليقول وهو يقبل يدها بعيون لامعه:
-وعارفه كمان انك امي واختي وصحبتي ومراتي وحبيبتي وبنتي الي مربيها من وهي صغيره وكبرت قدام عيني وبتعوضيني عن كل الناس
نظرت لها بدموع فرحه وكادت ان تتكلم ليقاطعها هو قائلاً:
-انا عارف انك بتحبيني اوي.. بس انا مش عايز ابقا حبيبك وجوزك بس... انا طمعان في اكتر من كدا
انا عايز اكون ابوكي وامك واخوكي وحياتك وملجأك وبير اسرارك كمان
ثم اشار الي عروق يدها ليقول:
-عايز اجري في دمك ياهند
عايز انا بس الي تزعلي وتفرحي منه
لو مش لاقيه ولا حضن تترمي فيه انا ابقا الحضن دا ماشي ياهند
ارتمت في احضانه بقوه وهي تبكي
ليس حزناً بل فرحه بزوجها وحبيبها
لم ترد الابتعاد عنه ليقول بأبتسامه:
-خلاص يابت ابعدي بقا
همست بين بكاؤها:
-انا بشكر ربنا انك جوزي يااياد
شكراً علي كل حاجه حلوه بتعملهالي
ابعدها عنه ليقول بأبتسامه ولمعة عيناه الزرقاء مضيئه:
-وانا هبقا اناني واقولك مش عايز شكر عايز مقابل... عايز هند الشقيه موجوده ديما لان هي دي الي حببتي انما النكديه دي انا معرفهاش
ضحكت بخفه وهي تتحسس وجنتيه بحب شاكره ربها علي تلك الهبه
Flash back
مدت يدها وتحسست وجنتيه قائله:
-اياد... اياد
همهم في نومه لتقول بنزعاج مردده:
-اياااااد قوم بقا
فتح عينيه لنزعاج لتقابلها عيناه الزرقاء قائلا بنعاس:
-ايه زفت قام خلاص
ضحكت بخفه لتداعب انفه قائله:
-شوف قايمه مزاجي وحش وانتا ضحكتني دلوقتي
عقد حاجبيه بضيق مصطنع قائلاً:
-اه ياختي انتي تضحكي وانا اصحي من احلي نومه
هند بأبتسامه واسعه:
-طب قوم عايزه اروح عند جدو سالم
تسيبني عندو وتروح شغلك وترجع تاخدني ونروح
اياد بنفي وانزعاج:
-لا مش هسيبك هناك لوحدك الراجل دا بيعرف يقول كلام حلو وبيعاكسك... وهيخطفك مني
فتحت عيناها بدهشه:
-اوعي تقول انك بتغير عليا من جدو سالم يااياد... بجد اوعي تقول
حرك رأسه بأيجاب لتقول بأبتسامه واسعه وهي تقبل وجنتيه:
-ياخراشي حبيبي بيغير عليا من جدو ياناس...
ضحك اياد قائلاً:
-قومي البسي علي ما اخد دش
عشان نقضي اليوم من اوله معاه
اهو الساعه 9الصبح قومي
قامت هند لتبدل ملابسها بينما اياد دلف الي المرحاض ليحظي بحمام هادئ قبل يوم حافل بالمرح
يشعر بأنفاسها الي تداعب عنقه ويدها التي تتوسد صدره... يريد ان يذهب قبل ان تفيق من نومتها
ابتسم عندما تذكر تسلله الي غرفتها لينعم بدفئ انفاسها الهادئه... جعلت منه عاشق حد النخاع ...عاشق يريد قربها حتي ان نفرت منه لن يهمه كبريائه... يريد ان ينعم بحنانها وطيبتها وصفاء قلبها
نقائها الذي يجذبه لها... عنياها البندقيه الصافيه تجعله يفقد رشده
تقول قاسي متملك ولكنه يريد اخبارها انه عاشق تائهه خائف يريد ملجأها فقط
يريد بداية جديده خاليه من عائلتها
يريدها هي وابنته فقط
افاق من شروده... ونظر الي وجهها النائم ليطبع قبله طويله علي عنقها قائلاً بصوت هامس:
-قريب اوي هخلص من كل الدوشه دي وهاخدك وهنبعد عن كل دول... هبقا انسان جديد عشانك وعمري ما هرجع للصفر تاني ياتقي
ثم قام بهدوء وهندم ملابسه... وقبل صغيرته التي تشبه والدتها في جمالها الهادئ
وخرج من المنزل وهو عازم علي تحقيق كل الوعود التي قطعها لها في قلبه
لتفتح هي عيناها قائله بخفوت:
-وانا هساعدك وهغيرك ياادم هفك عقدك عشان نعيش مرتاحين
دلفت الي المرحاض واغتسلت وخرجت وهي عاقده حاجبيها قائله:
-طب انا هجيب رقمها منين دلوقتي
جلست علي الفراش وظلت تفكر في تلك المعضله التي ستتوقف امام طريقها لتمسك هاتفها وتتصل بأحد.. ليجيب الطرف الاخر:
-تقي ازيك ياحببتي
تقي بأبتسامه:
-الحمدلله ياداده... كنت عايزه منك خدمه
رحمه بأيجاب:
-اطلبي ياحببتي عايزه ايه
تقي وهي تغمض عيناها بأمل:
-معاكي رقم مدام فريده والدة ادم
عقدت رحمه حاجبيها بتعجب قائله:
-مدام فريده... لا مش معايا عايزاها ليه
تنهدت تقي بثقل قائله:
-عايزه اصلح الي فات ياداده
صمتت رحمه دقائق لتقول بتفكير:
-معايا رقم سهام... الممرضه بتاعتها
تقي بندفاع:
-طيب اديني رقمها بسرعه ياداده
رحمه بأيجاب:
-طيب ثواني ياحببتي
وضعت تقي يدها علي وجهها قائله:
-معاكي ياداده
-خدي ...01 هو دا الرقم يابنتي
تقي بأيجاب وهي تدون الرقم
-طيب شكرا جدا ياداده هكلمك بعدين
اغلقت تقي الهاتف
وطلبت الرقم الاخر... وانتظرت الرد
وهي تحرك ساقيها بتوتر بالغ لتسمع الطرف الاخر:
-الووو
-تقي بثبات:
-دا رقم سهام
سهام بأيجاب وتساؤل:
-ايوا انا.. مين معايا
تقي بتردد:
-انا تقي... تقي الصياد
سكون المنزل يجعلها تشعر بالهدوء والسكينه... تشعر انها تشبهه تلك الظلمه
رغم سطوع الشمس الا انها اخفتها تحت الستار... قامت من فراشها وخرجت منها لتجد الغرفه المجاوره مفتحه
لتتيقن ان غيث ذهب الي عمله
تقدمت من غرفتها ودلفتها
لتجد كل ما فيها منظم... وعطره يملئ الاجواء... لفتت نظرها تلك اللوحه الكبيره التي تواجه الفراش
نظرت لها بأمعان لتجدها زوجة غيث
ابتسمت بهدوء... علي عشقه الكبير لها
اتجهت الي الاريكه السوداء
وامسكت المجلد الموضوع عليها
وجدته صور تجمعهم سوياً
صور تعبر عن مدي عشقهم لبعضهم
لم تشعر بالوقت وهي تري ذاك الكم من الصور لهم...ولم تشعر بوجود صاحب الصور وهو يحدق بها بغضب
اقترب غيث منها وخطواته التي تنقر الارض افاقتها من تركيزها
نظرت اليه وجدت عيناه مشتعله بشده وقسمات وجهه غاضبه
اخذ المغلف من يدها بقوه قائلا بغضب:
-ايه الي مسكك صورها... اي الي دخلك اوضتنا أصلاً
تعلثمت شهد من غضبه لتقول بنبره حاولت ان تبدو ثابته:
-انا اسفه مقصدش اتطفل واشوف حاجتكم
امسك غيث يدها بغضب ليخرجها من الغرفه بدون وعي:
-اطلعي بره ومتقربيش من الاوضه دي تاني.. دا مش بيت ابوكي عشان تروحي وتيجي فيه براحتك
ثم اغلق الباب بوجهها المنصدم من كلماته
لا تجد اي خطأ افتعلته حتي يغضب هكذا
هبطت دموعها بغزاره
ثم دلفت الي غرفتها... وجلست علي الفراش بهدوء ودموعها تتسابق
بينما الاخر جالس علي الاريكه واضعا يده علي رأسه يتنفس بسرعه وصدره يعلو ويهبط... لا يريد احد يراها سواه
ولا يتعذب بفقدا