(عند فارس وايثار)
ركبا فارس وايثار في السياره وتحركت بهم
فارس: بما اننا بقينا عيله متحكيلي عن نفسك شويه.
ايثار متردده: احكي عن ايه مش عارفه.
فكر فارس قائلا: طب اقولك احكي انا يعني اشجعك، بصي يا ستي، انا الابن الوحيد لابويا ومليش الا اختي شهد، واعتبر امتداد العيله الوحيد، لان عمي ملهوش اولاد صبيان، وعايزيني اخلف لهم عيال كتير قوي تقوليش مكنه.
ضحكت ايثار ونظرت الي الاسفل بخجل اكمل فارس ضاحكاً: مش عارف لو طلعت مش بخلف هيعملو فيا ايه؟ بتهيالي هيدبحوني.
ايثار ضاحكه: بعد الشر عنك هما بيحبوك، ومحدش منهم ممكن يعمل كده.
فارس: ما انا عارف بس بهزر قوليلي بقي احكي يلا.
اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: انا مليش حد، بعد بابا ما مات بقيت وحيده، مفيش الا عم صفوت هو اللي كان بيراعيني، وحتي مليش اصحاب الا صديقه واحده بس اسمها نادين.
تاثر فارس من كلامها وشعر بمدى المها فغير الموضوع قائلا: ايه ده زي، انا كمان مليش الا صاحب واحد، بس ايه واد من العيال الملونه دي عينه خضرا وشعره بني ويشبه الممثلين الاتراك كده، البنات كانت ايه تقع من اول نظره.
ايثار مستنكره: بنات تافه ومش فاهمه، الراجل برجولته مش بوسامته.
فارس مبتسماً: لاء بصراحه هوراجل جدع، اكيد هتشوفيه في حفلة خطوبتنا لاني اكيد هعزمه.
ايثار: ان شاء الله.
فارس: وصلنا الشركه.
نزلا الاثنان وصعدا معا ودخلا المكتب، وبدأا العمل رن هاتف ايثار فنظرت به قائله: عم صفوت معلش يا فارس هخرج ارد بره، وارجع تاني عن اذنك.
خرجت ايثار وقفت بعيداً وهي تنظر للنافذه، اتي شاب وسيم ودخل المكتب فبابه مفتوح، واقترب من مكتب فارس قائلا: ازيك يا صاحبي
فنظر اليه فارس بسعاده وقام واليه واحتضنه قائلا: اهلا عمار ازيك واحشني جدا.
عمار مبتسماً: وانت كمان واحشني قولت اجي اشوفك.
فارس وهو يرجع الي كرسيه: اقعد لما نتكلم كنت بحكي لخطيبتي عنك فجيت علي السيره.
عمار مبتسماً: خطيبتك انت مش هتتجوز بنت عمك يا بني؟!
فارس سعيداً: الحمد لله نفدت ربنا حلها من عنده.
عمار: شكلك وراك حكايه قول سمعني.
بدأ فارس يقص عليه كل ما حدث منذ لقائه بايثار، اما هي كانت تتحدث في الهاتف.
ايثار: اهلا ازيك يا عم صفوت.
صفوت: اهلا يا بنتي عمك فهمي اتصل بيا الف مبروك.
ابتسمت ابتسامه حزينه قائله: الله يبارك فيك.
صفوت متردداً: انا هاجي بكره ان شاء الله اقابل عمك فهمي، واحضر كتب الكتاب بصفتي وكيلك.
ايثار محرجه: وكيلى(بحزن) هو الحقيقه احنا كتبنا الكتاب، بس هنعمل اشهار مع الخطوبه.
صفوت متردداً: وماله يا بنتي ربنا يتملك علي خير، بس هما يعرفو حاجه عن...
قاطعته ايثار: لاء وانا مش هقول لحد غير فارس.
صفوت: خلاص اللي يريحك يا بنتي مع السلامه.
انهت ايثار المكالمه واغمضت عينها بالم، وتساقصت منها بعض الدموع، واخذت نفس وزفرته بالم، وظلت مكانها لبعض الوقت، كان فارس قد قص كل ما حدث علي عمار، فابتسم عمار قائلا: اه ياعم عيني عليك بارده، مقضيها انت وهايص وانا تعبان ولايص.
فارس: انت لسه بتدور علي حبيبتك؟
تنهد عمار متالماً: اه قلبي وجعني قوي، فرقها تعبني قوي، هتجنن واعرف هي راحت فين، قلبت عليها الدنيا وملقتهاش.
فارس: معلش يا صاحبي ربنا يعترك فيها، بس طلما جيت بقي يبقي هتحضر شبكتي يوم الخميس الجاي.
عمار: اكيد طبعا ولو اني عايز اشوف العروسه دي اللي وقعت بالسرعه دي.
فارس مازحاً: لاء ياحبيبي دي خط احمر، دي مش زي ياسمين بتاعت الجامعه، دى حاجه تانيه
ابتسم عمارقائلا: ماشي يا سيدى حاجه تانيه، ولو اني كنت بنقذك منها، مش زي ما انت فاهم، وبعدين انت اللي اوفر شويه.
فارس ضاحكاً: اه اوفر عايز ايه، انا مصدقت احنن قلبها عليا شويه، مبقتش تتضايق لما اخطف منها بوسها زي الاول، وبعدين دي مراتي مش معرفه طياري، وانا بقي ناوي اخليها توافق نتجوز بجد.
عمار مبتسماً: انت محسسني اني ماشي اوقع في البنات، انا خلاص مفيش في قلبي غير...
قاطعهم صوت فتح الباب ودخول ايثار والتي تجمدت مكانها فور رؤيتها لعمار، الذي وقف مكانه واتسعت عينها وظهر علي وجهه علامة التعجب قائلا: ايثار انت بتعملي ايه هنا؟
(عند مراد في فرنسا)
كان مراد يشعر بغضب شديد من كلام سليم، وظل بعض الوقت في المطعم، ثم صعد الي غرفته وامسك هاتفه، واتصل بحاتم ليخبره بما حدث.
كان حاتم يجلس مع ماهر عندما رن الهاتف، فتعجب من اتصاله ورد عليه
قائلا: السلام عليكم ايوه يا مراد في حاجه حصلت؟
مراد غاضباً: وعليكم السلام، الكلب اللي اسمه سليم جاني وقال شروطه، بني ادم معندوش زوق ولا ادب.
تغيرت ملامح حاتم وظهر عليه الغضب قائلا: واضح انه عصبك جدا بكلامه.
مراد غاضباً: ايوه اسلوبه في الكلام حاجه في منتهي الوقاحه وقلة الزوق.
ازداد غضب حاتم قائلا: وياترى وطلب ايه؟
مراد: طلب يتجوز نادين، نكتب الكتاب بكره، وهو يطلعكو بعد بكره، والفرح اول لما نرجع مصر.
اغلق حاتم قبضة يده وضرب بها على الحائط من الغضب قائلا: الكلب الحقير بيستغل الفرصه، بس انا لا يمكن اوافق؛ اديله بنت اخويا، انت عارف كويس انه طمعان في فلوسها، مش بيحبها ولا هي تفرق معاه اصلا.
مراد غاضباً: انا عارف ومتضايق اكتر منك، لكن قولي نقدر نعمل ايه؟
حاتم وهو يجز على اسنانه: طب اسمع مش هينفع نفكر واحنا متضيقين كده، اقفل دلوقتي هقوم اتوضي واصلي ركعتين لله، عشان اهدي واعرف افكر هعمل ايه ونتصرف ازي.
مراد: ماشي بس اعمل حسابك لازم تبلغ نادين، وتشوف رايها.
حاتم: لو وافقت علي عرضه، ابقي اكلم نادين اقفل دلوقتي وسبني افكر.
اغلق الخط ودخل توضأ وقف يصلي، ويدعو الله ان يلهمه الصواب، وبعد ان انهي صلاته ظل يجلس علي مصلاه يفكر، وكان قد هداء من الغضب امسك هاتفه واتصل بمراد
مراد: ايوه يا حاتم فكرت ولا لسه؟
حاتم: اكيد طبعا فكرت قول لسليم اني موافق علي العرض بتاعه، بس مفيش كتب كتاب لاني مضمنهوش، لكن عشان يضمن حقه نكتب ورقتين عرفي، واحده معاه وواحده معانا.
مراد: بس ممكن مايوفقش.
حاتم: انا عارف انه مش هيوافق بس احنا نكسب وقت، وانا هقولك اسم العامل اللي ساعدنا، وقلنا نخرج من الفندق، تكلمه وتطلب منه يكلم المحامي، ويتفق معاه، لان ممكن يكون سليم راح له واتفق معاه، وعشان كده وزعك.
مراد: طب وتفتكر لما يروح له العامل هيتفق معاه؟
حاتم: العامل يحدد لك معاه معاد قريب، واديلو فلوس وقولو يقول للمحامي ان احنا هندفع اللي هو عاوزه.
مراد: تقصد نطمع المحامي فيساعدنا، حتي لو كان متفق مع سليم.
حاتم: بالظبط زي ماهو بيلعبنا احنا كمان نلاعبه.
مراد: خلاص ماشي يبقي ابعت اسم العامل، وانا هدور عليه واخلص الموضوع ده، وانت اتصل بنادين وكلمها، عشان لو معرفناش نخلص مع المحامي، تبقي عارفه موضوع الجواز.
حاتم: فهم الكلب ده اننا حتي لو هندخل السجن، مش نقبل بموضوع كتب الكتاب ده، اقصي حاجه هي الورقه العرفي.
مراد: خلاص اتفقنا هكلمو بعد شويه واقوله.
حاتم: لاء سيبه لبكره وماتكلموش، الا لما ااكد عليك، يمكن نفكر في فكره احسن، وكمان عشان ميحسش ان احنا مستعجلين، فيتشرط زياده.
مراد: خلاص اتفقنا هستنا منك تليفون بكره.
حاتم: وانا هبعتلك اسم الواد دلوقتي، انت ابداء علي طول ماتتاخرش.
مراد: حاضر وان شاء الله ربنا يكرمنا.
انهي معه المكالمه وجلس يفكر كيف سيتصل ويخبر نادين بالامر.
(عن شقة مارك بفرنسا )
وقف سليم يدق علي الباب بكل قوه وينادي علي نادين وهو يصرخ قائلا: افتحي يا نادين انا عرف انك جوا افتحي الباب بدل ما اكسره عليكي.
وظل يدق الباب ويرن الجرس.
كانت نادين تقف متجده مكانها ترتعد، من شده الرعب وكانت عينيها جاحزتان وتتنفس بصعوبه، وتضع يدها علي فمها كي لا تصدر اي صوت، بدأت ترجع الي الخلف حتي اختبأت في المطبخ، تحت طاولته بجوار الحوض، وهي تقول فى عقلها وهى فزعه: ايه اللى جاب سليم هنا؟! معقول يبقا بالحقاره دى؟!معقول توصل للدرجه دى؟!ده حتى الحيونات مبتعملش كده.
وانكمشت على نفسها وكانها تختبئ راسها لكى لا تسمع صوته.
اما سليم لم يكف عن الصراخ ولا الخبط في الباب حتي خرج له احد الجيران وبدأ يعنفه
قائلا: انت يا هذا، ارحل من هنا والا ابلغت عنك الشرطه، لا يوجد احد بالداخل، صاحب الشقه غير موجود وانت تزعجنا.
التفت اليه سليم بنظرات بارده قائلا: اذا اطلب لي الشرطه (ورفع صوته اكثر) انا اريد الشرطه.
الجار غاضباً: هل انت مجنون من تظن نفسك لتفعل هذا.
واذا بصوت ياتي من خلفهم: انت ماذا تريد ولما تقف علي باب شقتي.
التف سليم ونظر اليه غاضبا: اذا انت مارك الذي تعيش مع خطيبتي.
استاء مارك من كلامه وطريقته قائلا: من خطيبتك تلك، التي تتهمني بانها تعيش معي، اذهب من هنا.
ازداد غضب سليم قائلا: لا لن اذهب حتي اخذ نادين، اخرجها لي من الداخل وساخذها واذهب.
نظر اليه مارك متحديا: هل انت احمق لا توجد فتيات عندي انا اعيش وحدي.
سليم ماكراً: اذا ادخلني الي الداخل لاتاكد من كلامك.
مارك محذراً: اسمع جيدا انا لن ادخلك الي شقتي، وان لم ترحل الان ساطلب لك الشرطه، وستاتي وتقبض عليك من امام الباب، ولن تستطيع ان تثبت شئ من ما تقول.
كان بعض الجيران مازلو واقفين فقال لهم سليم: يمكنكم الدخول الان انا ساحل معه الامر واسف علي ازعاجكم.
فدخل الجيران واغلقو ابوابهم فى غضب ، نظر سليم لمارك متحديا: هيا اتصل بالشرطه لتمسك بي، وانا ساخبرها انك تخفي فتاه هاربه من العداله بشقتك، وسنري من منا سيتم القبض عليه؟
ابتسم مارك ابتسامه صفراء: اتظن انك ببلدك تفعل ما يحلو لك، يوجد هنا قانون، ولن تاخذ الشرطه بكلامك، ولن تدخل شقتي دون اذن من النيابه، هنا دولة قانون، فاذهب والا ابلغت عنك.
سليم ماكراً: اسمع انا متاكد من وجود نادين معك في الشقه فلا داعي للانكار، لنتفق معا مارايك؟
مارك رافضاً: نتفق علي ماذا؟
سليم: انت تسلمني نادين، وانا اذهب بهدوء، دون ان ابلغ عنك الشرطه.
مارك: اتظننى ابله؟! انت تعرف جيدا ان الشرطه لن تصدقك بسهوله، ولن تاتي قبل ان تاخذ اذن من النيابه، وهذا ياخذ بعض الوقت.
سليم: جيد اذا نادين معك بالدخل وانت تتحداني.
مارك مستهزأً: لا اعرف من نادين هذه ولا افهم ما تقول اذهب وابلغ الشرطه بما تريد، واحضر النيابه وافعل كل ما يحلو لك، ولكن ارحل من امام باب منزلي الان.
سليم متحدياً: نعم سارحل ولكن ساعود مره اخري، وساخذها انها ملك لي، ولا اسمح لاحد باخذ شئ املكه.
نظر له مارك نظرة احتقار قائلا: ما هذه الطريقه التي تتحدث بها عن فتاه تحبها، انت شخص سئ، ولا اظن اصلا انك تحبها، انت طامع بها هيا اذهب من هنا.
غضب سليم من كلام مارك ونظراته فنظر له نظرة غضب وتحدي: ساعلمك الادب ايها السافل.
وتركه وذهب وهو غاضب ويتوعده
(في شركة فارس )
وقف فارس مكانه قائلا بتعجب: انت تعرف ايثار خطبيتي منين؟
اغمضت ايثار عينها بالم وفتحتهم مره اخري، وعضت علي شفتيها وقبضت علي يدها بغضب، واخذت نفس واخرجته قائلة: انت ايه اللي جابك هنا يا عمار؟
اقترب منها عمار بغضب وامسك ذراعها قائلا: انت خطيبته اللي عمال يبوسك في الروحه والجايه؟
وقعت الكلمه على اذن ايثار كانه قذفها بحجر فنظرت بغضب الى فارس، فخجل فارس من نفسه ونظر الى الاسفل ولم يتحدث،
فابتلعت ريقها وقالت وهي تجذ علي اسنانها دون ان تنظر لعمار: وانت مالك ده جوزي وهو حر ملكش دعوه.
امسك عمار ذراعها الاخر وهزها فى غضب قائلا: مش جوزك دي مجرد لعبه هو قالي كل حاجه.
فنظرت ايثار الي فارس مره اخري، وقد ازداد غضبها وزادت من قبضتها علي يدها، وكانها تعنفه على ذلك، ثم نظرت الي عمار قائلة: ملكش دعوه ميخصكش وسيب ذراعي.
فنظر عمار الي عينها نظرة عاشق متالم ضائع نظره مليئه بالشوق قائلا: مش هسيب ذراعك، ولا هسيبك انا مصدقت لقيتك، انا ضايع من غيرك سيبتيني ليه حرام عليكي، انا محبتش غيرك، ولا هحب غيرك.
اسرع فارس بغضب وجذبها منه وضمها الي صدره قائلا: سيبها واياك تمسكها تاني دي مراتي متلمسهاش انت فاهم.
فنظرت اليه ايثار بغضب شديد فنظر الي الاسفل بخجل ولم يتركها ، فتضايق عمار ونظر اليه بغضب وابعده عنها قائلا: اياك تلمسها تاني دي حبيبتي انا، ومش هسيبها تضيع مني تاني (ونظر الي ايثار غاضبا) وانت اياكي تسمحيله يبوسك تاني انت فاهمه.
نظرت اليه ايثار فى غضب قائله: انت ملكش دعوه بيا، ابعد عني، انت كداب خدعتني، وانا مش ممكن اصدقك تاني انت فاهم.
فارس غاضبا: ممكن تفهموني انت تعرفو بعض من امتي.
فنظرت اليه ايثار هو الاخرى فى غضب قائله: انت كمان زيه كداب وانا مش عايزه اعرفك لا انت ولا هو، انا هخرج واياكو حد فيكو يجي ورايا فاهمين كدابين كلكو كدابين.
وخرجت وهي تبكي بغضب شديد والم، نظر فارس الي عمار قائلا: هي دي حبيبتك اللي كنت بتدور عليها.
وضع يده علي شعره اعاده الي الخلف، وخبط بيده علي فخذه قائلا: صح هي اكيد جت من اسكندريه من شهرين، تبقي اكيد هي، وعشان كده ديما حزينه، وده يفسر قبلها للجواز انا غبي جدا غبي.
وضع عمار يديه الاثنين فوق راسه واسند ظهره للحائط قائلا متالماً: يعني بقالي شهرين بدور عليها، ويوم ما القيها القيها مرات صاحبي، (غاضبا) في لعبه غبيه زي دي، اللعبه دي لازم تنتهي فورا لانها حبيبتي انا، ومش هضيعها تاني، انا غلطت زمان لما اتجوزت واحده عشان ارضي اهلي، بس خلاص مش هغلط تاني.
وخرج بسرعه ليلحق بها ظل فارس مكانه للحظات لا يعرف ماذا يفعل فخبط بيده علي الحائط بقوه قائلا: لازم افهم اسمع منها واعرف كل حاجه لازم.
نزل هو الاخر مسرعا خلف عمار حتي خرج من الشركه وبداء يبحث عنهم، كان عمار قد لحق بها علي بعد مسافه من الشركه، ونادى عليها لكنه لم تجبه وتحركت بسرعه، فلحق بها وامسكها من ذراعها، فتوقفت ونظرت له غاضبه: عايز ايه مني تاني يا عمار ها مش كفايا اللي حصل؟
وامتلاءت عينها بالدموع فنظر لها عمار متالماً: لازم تسمعيني وتعرفي اني مظلوم، ومعرفش سهيله عملت كده ليه، احلفك بالله اني انا وهي متفقين علي الطلاق من سناتين.
ايثار غاضبه: اه والمفروض اني اصدق كلامك، واكدب عيوني وبعدين هو في ست تتنازل عن كرامتها، وتتحايل علي واحد عشان يرجعها، الا اذا كانت بتحبه، ونظرتها ليا كانت كلها كره، يعني بتحبك وزعلانه عشان سبتها.
عمار مستنكرا: انا نفسي مش فاهم هي عملت كده ليه؟! وميهمنيش المهم انك ترجعيلي(بترجي وحب) انا مصدقت اني لاقيتك، ومش هسيبك تضيعي مني تاني، انت فاهمه مش هسيبك.
اتي فارس وجذبها من ذراعها الاخر وابعدها عنه، ونظر له غاضبا: اياك اشوفك بتكلمها، ولا ماسك ذراعها كده تاني، انت فاهم دى مراتي بتاعتى تخصني، يعني متلمسهاش انت فاهم.
فلكمه عمار في وجهه قائلا: انت اللي متلمسهاش مره تانيه يا حيوان، وقولتلك دي حبيبتي وخطبيتي، يعني لعبتك خلاص خلصت، وتنساها نهائي انت فاهم.
فرد فارس لعمار اللكمه قائلا فى غضب: انت اللي تنساها لانها خلاص بقت مراتي انت فاهم.
وجذبها من ذراعها وتحرك نحو السياره فامسك به عمار قائلا: استني هنا انت واخدها ورايح فين، اللعبه دي هتنهي ودلوقتي حالا.
فجذبت ايثار ذراعها من يد فارس ونظرت لهم الاثنان وهى غاضبه: انا مش لعبه في ايدك انت وهو، وانا صاحبة القرار، اتفضل من هنا يا عمار، روح شوف مراتك وابنك وانسانى انت فاهم.
وتركتهم وتحركت فلحق بها فارس وامسك ذراعا قائلا: تعالي معايا اركبي العربيه عايز اتكلم معاكي يلا.
ايثار غاضبه: وانا مش عايزه اتكلم معاك رايح تقول لصاحبك علي اسرار بيتك.
فارس غاضباً: انا مقولتش هو اللي فهم غلط، وعموما انا اسف يلا معايا.
فنظرت اليه ايثار بغضب وتحركت معه، وركبت السياره اما عمار ظل واقفا مكانه، ينظر عليهم بحسره والم والدموع تتصاقط من عينه، اخذ نفس وزفره كانه يخرج نارا من جوفه، وتحرك هو الاخر اشار لسياره اجره، وسارى خلفهم يتابعهم، ظل فارس يلف بالسياره لبعض الوقت، وهو غاضب ويخبط بيده علي مقود السياره، ثم نظر الي ايثار قائلا: انت مقولتليش ليه ها؟ خبيتي ليه لسه بتحبيه صح؟ وانا الحمار اللي اتجوزتك، مردتش اتجوز بنت عمي عشان بتحب واحد تاني، تطلعي انت كمان بتحبي واحد تاني ردي عليا.
تنهدت ايثارتنهيدة الم وكسره: احنا اتفقنا من البدايه ان دي فترة خطوبه، ويانكمل فيها يا نسيب بعض، وكمان كنت هقولك ليه، الموضوع بالنسبه ليا انتهي، وخلص من يوم ما مراته جاتلو الشركه، وانا مشيت وسبت اسكندرايه كلها، كنت فاكره ان خلاص الموضوع خلص، لكن انت السبب، لو مكنتش قولتلو الحقيقه، كان زمانه سكت ونسي، وجاي دلوقتي تلوم عليا.
فسكت فارس وظل صامتا يلوم نفسه ويابنبها فى عقله، وبعد بعض اللف عاد الي منزله وصعد الاثنان معا واراهم عمار وجن جنونه، وقف يكلم نفسه قائلا: اطلع وراهم؟طب هقول لاهله ايه، مش هينفع، ومش هينفع افضل هنا لاء اعمل ايه (صارخا دون صوت) اه اه اه اعمل ايه..
(عند شقة مارك )
ظل مارك ينظر عليه حتي تاكد من ذهابه، وفتح ودخل الي الشقه واغلق الباب جيدا، ودخل بسرعه، وضع الحقائب التي معه علي الطاوله، واسرع الي غرفة نادين، فوجدها مفتوحه وهى ليست بها، فبدأ يبحث عنها في كل مكان وينادي بصوت خفيض
مارك: نادين اين انت... نادين انت يا فتاه اين ذهبتي.
كانت نادين مختباءه بجوار الحوض في المطبخ، وكأنها متجمده من الخوف والرعب وتضع راسها بين ركبتيها ، كان مارك يبحث عنها في الشقه كلها، ولم يجدها اقترب من المطبخ، فسمع صوت نفسها، فهي من شدة الخوف تتنفس بصعوبه، وصوت دقات قلبها مرتفع، فنظر في مكان الصوت فوجدها تجلس وكانها على حالتها تلك، فاقترب منها ومد يده ليمسك بها ويخرجها من مكانها، فدفعته بقوه فوقع علي الارض فقال غاضباً: انت ايها الحمقاء لقد ذهب، هيا اخرجي من عندك.
نادين بصوت مرتعب وهي تنهج بكلمات متقطعه: ابتعد... وانا ساخرج... ابتعد...
مارك متعجبا: انت غريبة الاطوار حقا! انا احاول مساعدتك ايها الحمقاء.
نادين بخوف وصوت متقطع: اعلم... ولكن ابتعد كي استطيع الحركه، فمنذ ان سمعت صوت هذا الحيوان، وشعرت ان قدمي لا تتحملني لهذا جلست هنا.
مارك حزينا عليها: لا تخافي هيا اخرجي انا ساقف بعيدا عنكي.
ابتعد مارك وجلس علي الاريكه، فخرجت هي وتحركت بهدوء وحذر شديد وهي تنظر في كل الاتجهات بخوف ورعب.
مارك متعجبا: انت ايها الحمقاء لما كل هذا الخوف؟! لو كنت اريد تسليمك له لادخلته، لكني تردته لم كل هذا الخوف.
نادين وهي تنهج: بالعكس انا لم اشعر بالامان الا عندما سمعت صوتك، وقتها فقط شعرت براحه واطمأنان.
ابتسم مارك قائلا: اذا انت تثقين بي.
نادين متردده: نعم اثق بك واعلم انك شخص جيد.
مارك مترددا: هل هو خطيبك حقا كما قال؟
نادين متوتره: لا هو كان يريد خطبتي ولكني رفضته فهو شخص سئ.
مارك: اذا يجب ان تهدأي كي نفكر في حل لما حدث.
نادين خائفه: حل لماذا لم افهم؟
مارك: هذا الابله لن يسكت، بل اعتقد انه سياتي مره اخري، ومن الممكن ان يحضر معه احد ويكسر الباب وياخذك.
نادين مرتعبه: ماذا... وما الحل اذا؟
مارك: يجب ان تخرجي من هنا وفي اسرع وقت.
نادين: ولكن ما يدريك انه لن يكون يقف ينتظرنا بالاسفل فياخذني ولن تستطيع منعه.
مارك: معكي حق لهذا يجب ان نتنكر ونخرج بسرعه.
نادين: زي الراهبه معي سادخل ارتديه ونذهب.
مارك: لا لم يعد ينفع اعتقد ان هذا الشخص يعرفك جيدا، ويعلم انكي لن تخلعي حجابك، وان راي راهبه تخرج من العماره، سيشك بكي وينتهي الامر، يجب ان يكون تنكر اخر.
نادين: ولكن كيف ساتنكر؟
فكر مارك قائلا: سافكر واحاول ان اجد حلا، اسمع صوت هاتف يرن هل هذا هاتفك.
فاصتنت نادين للصوت وقالت: نعم انه هاتفي سادخل لاجيب.
تحركت بخطي بطيئه وكأنها تجر قدمها ودخلت الي غرفتها واخذت الهاتف وجدت عمها يتصل بها فاجابت
نادين وهي تداري خوفها: اهلا ازيك يا عمي عامل ايه.
حاتم مضيقا: كويس الحمد لله بس في موضوع مهم لازم اكلمك فيه.
نادين قلقه: قول يا عمي قلقتني.
حاتم مترددا: الكلب اللي اسمه سليم هو اللي عمل فينا كده، وجاي دلوقتي يساوم، يا اما نوافق نجوزك ليه ويطلعنا منها، يا اما نفضل محبوسين لما نبقي نعرف نثبت برأتنا.
نادين خائفه: طب وانت هتعمل ايه يا عمي هتوافق علي طلبه ده؟
حاتم: لاء طبعا انا بس هكسب وقت لحد لما عمك مراد يعرف يشوف لنا حل.
نادين: مش فاهمه هتعمل ايه يعني؟
حاتم: هفهمه اني موافق بس هماطل لحد لما نعرف نشوف لها حل المهم اوعي يعرف مكانك لانه لو عرف مكان حد منا هيبقي روحنا في ايده.
سكتت نادين وقلبها يكاد ينفجر من والخوف ولم تستطع ان تخبر عمها بما حدث، اغمضت عينيها وقبضت علي يدها وقالت: حاضر يا عمي مش هخلي يعرف مكاني.
وانهت المكالمه معه، كانت تشعر بغضب شديد ورعب فاغلقت الباب، وتوضأت وصلت ركعتين لله، وجلست علي المصلي تدعو الل، ه وتقرأ بعض الايات حتي شعرت براحه ، وفكرت في كل ما حدث وما قاله عمها، وشعرت ان الوقت ليس في صالحه وعليها ان تسرع، وتخرج من هذا المكان، فقامت وخرجت الي البهو كان مارك يجلس علي الاريكه، نظر اليها
قائلا: هل الهاتف كان عن ما حدث؟
نادين قلقه: نعم انه عمي، اخبرني ان سليم هو من فعل ذلك بنا، وطلب مني ان اكون حريصه ولا اجعله يعرف مكاني.
مارك: الم تخبريه بما حدث؟
نادين: لا هذا سيؤلمه ولن يفيدني في شئ، فهو لن يستطيع ان ياتي لمساعدتي.
مارك: جيد احسنتي التفكير، ولكن يجب ان نخرج من هنا الان، فهذا الشخص لن يهدأ حتي ياخذك.
نادين: اعرف واريد ان اسالك هل لديك فكره للهروب من هنا دون ان يرنا؟
مارك: يجب ان فكر عكس تفكيرك، لانه سيتوقع تفكيرك ويتصرف علي اساسه.
نادين: ماذا تقصد؟
مارك: لو فكرتي في التنكر للهروب في شئ فماذا ستتنكرين؟
نادين: في اي زي لا يضتطرني لخلع الحجاب، او التخلي عن الزي الاسلامي.
مارك: جيد اذا عليكي تتنكري في شئ بعيد عن هاذين الامرين.
نادين رافضه: لكن لا يمكن ان اخلع حجابي ابدا.
مارك: لكن يمكن ان ترتدي بنطال؟
نادين مضطره: ان كان لا بديل عنه، ولن اضطر لخلع حجابي سارتدي بنطال.
مارك: جيد اذا ساحضر لك ملابس من عندي، اعتقد ان مقاسك قريب من مقاسي، والجو بارد ضعي عل راسك طقيه وكوفيه بديل عن الحجاب، وطقية الستره ايضا معهم.
نادين: امري لله احضر الملابس وسادخل ارتديها واستعد.
مارك: وساحضر لكي حقيبة ظهر، تضعي بها بعض ملابس خاصه لكي.
فهزت نادين راسها بالموافقه فدخل الي غرفته واحضر بعض الملابس وقدمها لها، فاخذتها ودخلت الي غرفتها واغلقت الباب غيرت ملابسها وارتدت ما احضره لها، وارتدت الطقيه والكوفيه، وارتدت الستره ونظرت، وفتحت الباب وخرجت وجدت مارك يرتدي ملابس تشبه ملابسها، نظر لها مارك قائلا: جيد انها تولائمك ولكن لما التقيه ضخمه ام هل ارتديتها فوق الحجاب؟!
نادين: وهل كنت تظن اني ساخلعه
مارك وهو يضحك: يا غريبة الاطوار هل انت مجنونه.
نادين: اسمع لن اخلعهم وهذا اخر ما لدي.
مارك ضاحكاً: لا مشكله لن يلاحظهم الا من يضقق النظر لكي، لكنكي جميله جدا ورغم كل هذا جمالك ظاهر يجب ان نداريه
احمر وجه نادين خجلا وتلجلجت ولم تنطق ، فضحك مارك من خجلها
مارك مازحا: انا لا اغازلك غريبة الاطوار انا اصف ما اره.
تنحنحت نادين وقالت متلجلجه: وده هندريه ازي؟
مارك: بعض المساحيق التجميل تفي بالغرض.
نادين: ولكني ليس لدي مساحيق تجميل فانا لا استعملها.
مارك متعجبا: وهل هناك فتاه لا تستعمل مساحيق التجميل، انت حقا غريبة الاطوار ولكن لا مشكله، يمكنك استعمال مساحيقي
نادين مستنكره: وهل تستعمل مساحيق تجميل؟
مارك وهو يضحك: لا تفهمي الامر خطأ فلست غريب الاطوار، هذه هوايتي وانا اجيدها.
نادين متعجبه اكثر: هوايتك وضع مساحيق تجميل لنفسك؟!
مارك ضاحكاً: لا ليس كذلك، انا استعملها للتنكر فانا اقوم بعمل تنكر لكل زملائي في العمل، عندما يكون لدي ايآ منهم حفله تنكريه.
نادين.: نعم فهمت.
مارك: تعالي معي الي غرفة المكياج فلدي غرفه صغيره خصصتها لهذا الامر.
فاتجه الي غرفه صغيره بجوار غرفته، دخلت نادين وكانت تنظر بانبهار، فبها كل مايمكن تخيله من ادوات تجميل
نادين منبهره: ما هذا هل كنت تنوي احتراف هذا العمل؟
مارك مبتسماً: لا ولكنها هوايتي المفضله، اسمعي مارأيك ان اجعل تنكرك في شكل شاب اسمر، هذا سيجعله لا يشك بانه انت.
نادين: فكره جيده ارني اي هذه المساحيق، اضعه لاصبح سمراء اللون.
مارك: اجلسي علي الكرسي وانا ساضعه لكي.
نادين: لا اخبرني ايهم اضعه وساتدبر امري.
مارك مستسلما: كما تريدي.
امسك احد العلب الصغيره واعطها لها قائلا: ضعي هذا ولكن وزعيه جيدا.
اخذت العلبه وفتحتها ووضعت علي وجهها ووزعته ووضعت علي يدها، اخذ مارك من نفس العلبه، ووضع علي ووجهه هو الاخر، وبعد ان انتهي نظر اليها فتضايق
مارك: لم تضعيه جيدا انتظري سا ظبطه لكي.
وقرب يده من وجهها فانتفضت وعادت للخلف.
تنهد مارك غاضباً: انتي انا لن اوأذيكي ساظبطه لكي أهدأي.
واقترب منها وامسك فرشاه صغيره ووزع بها المسحوق علي وجهها، حتي اصبح متجانس تماما.
مارك: اغمضي عينيكي كي اظبطه فوقها.
تلجلجت نادين ولم تستطع ان تنطق واخذت نفس عميق واغمضت عينها، كان مارك ينظر لها ويبتسم قائلا: غريبة اطوار وحمقاء ايضا.
ظبط لها المسحوق علي عينها وظل ينظر لها لحظات، وهي مغمضه عينها ثم ابتعد عنها
مارك: هي بنا هل جهزتي حقيبتك؟
فتحت نادين عينها وهي متوتره وقالت: نعم حقيبتي جاهزه ساحضرها واعود، ظل مارك واقفا مكانه ينتظرها، اتت وهي تضع الحقيبه علي ظهرها، فنظر الي قدمها وابتسم
مارك مبتسماً: جيد حللتي مشكله الحذاء كنت افكر كيف ساحلها.
نادين: جيد جيد اين سنذهب؟
مارك: معي مفتاح غرفه صغيره لصديق لي، سنجلس بها حتي تنتهي القضيه.
نادين: وما ذنبك انت ان تبقي معي، وصلني الي هناك واذهب فقد فعلت لي الكثير.
مارك: اسمعي انا لا استطيع ان اتركك وحدك، انا اعتبرك صديقتي، سواء قبلتي ذلك ام رفضتيه، فلن ادعك وحدك.
نادين: وعملك ماذا ستعمل به؟
مارك: ساخذ اجازه هيا بنا.
خرجا الاثنان واغلقا الشقه وما ان وصلا عند باب العمار، الا ورات نادين سليم، يقف ينظر علي العماره من بعيد، ارتعبت نادين وتجمدت مكانها
قائله: انا مش قادره اتحرك حاسه ان رجلي اتجمدت مكانها.
وقفت نادين مكانها ولم تستطع الحركه، وبدأ جسدها يرتجف من شدة الخوف، وعلا صوت دقات قلبها نظر لها مارك وفزع من منظرها قائلا: اهدأي لم افهم اي كلمه مما قلتي، اهدأي ارجوكي.
توترة نادين اكثر قائله: مش حاسه برجلي، مش قادره احركها.
توتر مارك هو الاخر وبدأ يشعر بالخوف من ان يشعر بهم سليم ويمسك بها فنظر لها قائلا: لا افهم ما تقولي، ولكن اصعدي علي ظهري، ساحملك ونخرج بسرعه، قبل ان يلاحظنا سليم.
اخذت نادين نفس وزفرته عدت مرات قائله: اصبر عليا دقيقه وهاهدي دلوقتي.
اخذ مارك نفس وزفره بغضب فهى تتحدث بالعربيه قائلا: لم افهم شئ مما قولتي.
ارد مارك ان يربط علي كتفها، او يحتضنها ليحتويها ويهدأها، ولكنه خاف من ردة فعلها، فهو يتذكر دفعها له عندما حاول اخراجها من تحت الطاوله، ظل واقفا مكانه يراقب سليم هل لاحظهم ام لا، كانت نادين تقرأ بعض ايات من القرأن لتهدأ، وبالفعل بدأت تهدأ وتمالكت نفسها، ونظرت لمارك قائلاة: هيا انا مستعده الان لنتحرك.
مارك: سامسك ذراعك فلا تفزعي، حتي نمر فقط من امام سليم وبعدها ساتركه.
امسك مارك ذراعها وتحركا معا كانا يتحركا بسرعه، فكان مارك خائف من ان تتوتر مره اخري، عند مرورهم بجوار سليم، بعد ان ابتعدا عن سليم، وتاكد انه لم يراهم ركبا سياره اجره، وتحركت بهم الي المكان الذي سيختبأان به كانت نادين قد هدأت بعد ان ابتعدا عن سليم، وصلا الي عماره في منطقه هادئه تحت الانشاء، وبعيده نوعا ما، صعدا الي الشقه..،
فتح مارك الباب ودخل، ظلت نادين تقف امام الباب للحظات متردده ثم دخلت، وقفت بجانب الباب تنظر الي الشقه، اغلق مارك الباب بالمفتاح، وبدأ يخرج بعض الاغطيه والمراتب ويضعها علي الارض، ظلت نادين مكانها تنظر الي الشقه فهي غرفه واحده، وبها حمام واحد ومطبخ صغير، مفتوح علي الغرفه كانت تشعر بالخوف والقلق، فكيف لها ان تبقي معه بمكان كهذا، حتي لو كانت تطمأن له، لاحظ مارك القلق والخوف علي وجهها، وفهم ما يخيفها، فنظر لها متعجباً: انت غريبة الاطوار ماذا بك؟! الم تفهمي حتي الان اني لن اوزيكي.
فنظرت اليه نادين ولم تجيب، فهي تعرف انه محق، فهزت راسها دون اي كلام.
ابتسم مارك قائلا: هيا تعالي ساعديني لفرش الاغطيه، الجو بارد ولا يوجد مدفاءه في المكان.
اخذت نادين نفس واخرجته، وابتلعت رقيها وتحركت ببطئ، وبدأت تساعده حتي انتهيا من وضع الاغطيه
مارك: اسمعي ساذهب لشراء بعض الاغرض، التي سنحتاجها في فترة بقاءنا هنا لن اتاخر.
خرج مارك واغلق الباب، جلست نادين علي احد المراتب، وكانها تقع، فعقلها كاد يقف من التفكير، ماذا تفعل؟ فهي كانت متضايقه من الوضع وهم معا في شقه واحده، ماذا ستفعل الان وهم بغرفه صغيره؟
(عند سليم في فرنسا )
كان سليم مازل واقفا، علي بعد مسافه من العماره، التي يعيش فيها مارك، يراقب باب العماره ولكنه مل من الامر، وشعر بالغضب الشديد، فهو كان يتوقع نزولهم بعده، للاختباء في مكان اخر، فصعد الي الشقه مره اخرى، وبدأ يضرب علي الباب بكل قوته وهو يقول غاضباً: افتح يا مارك افتح الباب، والا كسرته افتح افتحي يا نادين، انا عارف انك جوه مش هسيبك.
فخرج احد الجيران وصرخ به قائلا: انت ارحل من هنا والا طلبت لك الشرطه، السيد مارك خرج منذ قليل لقد سمعت صوت الباب، هيا اذهب.
سليم وقد ازداد غضبه: انت تكذب لم يخرج لم اره انا اقف بالاسفل.
الجار غاضباً: ولما اكذب عليك يا هذا، هيا لا نريد هذا الازعاج اذهب.
سليم لنفسه غاضبا: طب ازي يعني؟!
وخبط علي الباب بقوه قائلا: اكيد اتنكرت هي وهو، عشان كده مشوفتهاش، بس ماشي يا نادين هتروحي مني فين.
تحرك بسرعه وعاد الي شقته،
كان غاضب جدا يتحرك في الشقه كالمجنون، ويكسر اي شئ ياتي امامه، ثم جلس وامسك هاتفه، واتصل بمراد وانتظره حتي يجيب، نظر مراد بالهاتف وعلم انه سليم، فتاخر عليه في الرد واجاب قائلا: ايوه يا سليم في ايه تاني؟
سليم غاضباً: حاتم رد عليك قالك ايه؟
مراد: لسه مكلمتوش.
سليم غاضباً: معاك عشر دقائق تتصل بيه وتكلمني ترد عليا مفهوم.
واغلق الخط في وجهه، غضب مراد منه جدا قائلا: ماشي يا سليم بتقفل السكه في وشي انا هربيك.
جعل الهاتف صامت ووضعه بجيبه، وخرج ذهب الي احد المطاعم، وبعد لحظات اتي اليه فرانس المحامي، وجلس معه
مراد: اهلا بك سيد فرانس، واشكرك علي قبولك دعوتي لك.
فرانس: اهلا بك سيدي، عندما اخبرني العامل طلبك، قبلت به فانت محامي معروف، ويسرني التعامل معك.
مراد: ساتكلم بالامر مباشرة، انت تعرف الورطه التي وقع بها صديقي، وابنة اخيه، واريد منك مساعدته.
فرانس ماكراً: نعم اعرف ولكن ما المقابل؟
ابتسم مراد قائلا: اطلب ما تريد سندفع.
فرانس مبتسماً: جيد اريد ثلاثة ملاين فرانك.
مراد: انه مبلغ كبير جدا، ولكن لا اعتقد انه سيرفض، ولكن شرطه ان يخرج هو وابنة اخيه منها تماما وبسرعه.
فرنس: لا مشكله غدا ساخرجه منها، ولكن النقود اريدها اولا.
مراد: ساحولهم لك غدا بعد ان اتاكد من خروجهم تماما
ابتسم فرنس قائلا: لا ستاتي معي الي القسم بنفسك غدا، ننهي الاجراءت، ونذهب الي البنك مباشرة، تحول لي المبلغ.
مراد: كما تريد، نلتقي غدا اطلب لنا الطعام حتي انهي مكالمه هاتفيه واتي، نتناول الطعام معا.
ابتعد عنه قليلا واتصل بحاتم واخبره بكل ما حدث
حاتم: طب خلاص، نايم بقي سليم لحد لما تخلص كل حاجه بكره ان شاء الله، وتحجز لنا علي اول طياره راجعه مصر.
مراد: تمام خلاص هقفل معاك واكلم سليم.
حاتم: اول ما تخلص بكره تكلمني تطمني عملت ايه.
مراد: ان شاء الله.
انهي مراد المكالمه واتصل
بسليم، الذي رد عليه وهو غاضب قائلا: ايه التاخير ده كله انا مش فاضيلك.
مراد: معلش الشبكه كانت وقعه، واول ماعرفت اكلمك اتصلت.
غضب سليم من كلامه قائلا: الشبكه كانت واقعه... ماشي.
مراد ماكراً: عموما هما وافقو علي طلباتك، بس مفيش كتب كتاب، هما عقدين عرفي لحد لما نرجع، مصر ونكتب هناك.
سليم رافضا: لاء طبعا كتب كتاب في الجاليه، والا هسبهم كده.
مراد: بص انا كلمته وهو مصر علي كده، وبعدين الورقه العرفي بردو مش قليله.
سليم: خلاص نتقابل النهارده بالليل، ونمضي الورقتين وتكون معه نادين.
فكر مراد قائلا: مش هينفع النهارده خالص، عندي قضيه مهمه ومش هينفع...
قاطعه سليم قائلا: مفيش بكره مستني تتصل بيا وتقولي هنتقابل فين نكتب العقود.
واغلق المكامله ونظر بمكر وتوعد قائلا: فاكرني اهبل وهستنا لبكره
(في فيلا فارس )
دخل فارس وايثار الي الفيلا فلم يكن بها احد، فصعدا الي الغرفه واغلق فارس الباب بالمفتاح، ونظر فى غضب اليها قائلا: اتفضلي احكي وقولي ايه اللي بينك وبين عمار؟
نظرت اليه ايثار غاضبه: اسمع انت ملكش عليا كلام، ومش من حقك تسال، انت اخليت بشرط الاتفاق اللي بينا، وبكده يبقي الاتفاق انتهي، وبعد كام شهر نطلق، وكل واحد يروح لحاله.
ازداد غضب فارس قائلا: لاء طبعا، انت مراتي وعلي زمتي، ولحد ما يتغير الوضع ده، تنفزي اومرى وتسمعي كلامي مفهوم.
غضبت ايثار من كلامه وطريقته قائله: انت فاكر نفسك اشترتني لاء يا استاذ فوق.
اقترب منها فارس وامسك ذراعيها غاضبا: انت ليه بتفكرى كده؟!ماينفعش اكون حبيتك وبغير عليكي.
ونظر الي عينها فقالت متعجبه: بالسرعه دي ازي يعني؟! ده انت حتي متعرفش حاجه عني.
فارس وهو ينظر الي عينها: انا فعلا معرفش حاجه عنك، بس حبيتك، يمكن تستغربيها بس انا نفسي مستغربها، بس فعلا بجد اتعلقت بيكي.
فنظرت بعيدا عنه واخذت نفس وزفرته قائله بتهكم: اه يبقي زي ما حبتني بسرعه هتساني بسرعه...
فقاطعها قائلا: لاء انا مش بنسي بسرعه، بالعكس انا ديما بتعذب، بسبب اني لما بتعلق بحد مش بعرف انساه، حتي لو جرحني، وبيفضل قلبي موجوع.
فنظرت اليه بتعجب، فنظر لها بحب، وكانه يتحدث اليها بلغة العيون، ثم جذبها اليه واحتضنها وتنهد قائلا: يمكن تقولي عليا مجنون، او شخص غريب بس هي دي الحقيقه
ايثار متالمه: طب ممكن تسبني فتره، انا محتاجه وقت محتاجه اعيد حسباتي؟
اخذ نفس وزفره بقوه قائلا: معاكي كل الوقت انا مش مستعجل، بس حاسس انك محتاجه الحضن ده اكتر مني، عارف انك عايزه تعيطي، وتقولي كل اللي جواكي ووجعك، قولي انا سامعك.
تساقطت الدموع من عينها واخذت نفس وزفرته قائله: خليها وقت تاني، مش قادره احكي، مش عايزه افتكر اللي حصل، سبني واكيد هيجي الوقت اللي هقدر فيه اتكلم.
وضع يده علي خدها ومسح دموعها قائلا: خلاص هستنا، ولما تحسي انك عايزه تحكي هسمعك.
فابتلعت ريقها وهزت راسها بالموافقه، فضمها اليه مره اخرى قائلا: ممكن تسامحيني بقي، انا عارف اني غلط ومكنش لازم احكي اي حاجه، حتي لو كان لصاحبي الانتيم وصديقي الوحيد، واللي للاسف طلع...
ولم يكمل
اغمضت ايثار عينها متالمه وقالت في عقلها: ايه اللي جابك هنا يا عمار، قلبي مش مستحمل وجع تاني.
فتحت عينها وتنهدت وابتعدت عن فارس قائله: فارس ارجوك...
قاطعه قائلا: متكمليش هستنا لما تصدقيني، ووقتها اكيد هتسامحيني، بس اوعي تنسي انك مراتي وعلي زمتي.
ايثار: ماينفعش انسي.
والتفت لتدخل الخيمه، فدق باب الغرفه، فتحرك فارس وفتح باب الغرفه، فوجدها اخته نظرت اليه قائله: انتو جيتو امتي؟
فارس: انتو اللي جيتو امتي؟ احنا هنا من بدرى مكنش في شغل مهم، فرجعنا انما انتو كنتو فين؟
شهد: روحنا نجيب لبس جديد عشان نلبسه في فرحك.
فارس: ماشي يا ستي.
شهد: انزل لماما تحت عايزك.
فارس: في حاجه بابا قال قالها عمل ايه مع عمي؟
شهد متسمه: معرفش انزلها وخلاص وانا بقي هدخل لعروستك اتكلم معها.
فارس: طيب ماشي.
دخلت شهد واقتربت من ايثار التي كانت تقف تتابع الحوار بينهم
ايثار مبتسمه: تعالي اتفضلي انا كمان عايز اتكلم معاكي.
ابتسمت شهد قائله: طب دخليني الخيمه بتاعتك نتكلم فيها.
فابتسمت ايثار واشارت لتدخل، ودخلت شهد وخلفها ايثار، وقفت شهد تشاهدها قائله: جميله قوي وطبعا بتنامي انت فيها، وتطردي فارس بره.
ابتسمت ايثارقائله: فهماني انت، انمااخوكي ده غريب قوي، وتصرفاته غريبه شويه.
شهد: غريبه ازي يعني؟
ايثار: يعني انا مش فاهمه، دي غيره ولا ده تحكم زياده؟
شهد ضاحكه: اه فهمتك بصي يا ستي، فارس من النوع الغيور جدا، واضح انه حبك واتعلق بيكي جامد.
ايثار متعجبه: بالسرعه دي والغيره بالطريقه دي؟
شهد: افهمك فارس طيب قوي، ولو اتعلق بحد، بتكون غيرته من نار، بس في نفس الوقت حنين جدا، يعني يكون بيتخانق معايا وبيزعق، وابص الاقي جاي يحضني ويطبطب عليا ويراضيني، علي قد ما بيتعصب ويتنرفز بس حنين قوي.
ايثار: يبقي زي ما انت قولت شخصيه غريبه.
شهد: هو فعلا كده، بس تعرفي انا بتمني ان ربنا يرزقني بانسان زيه، يخاف عليا ويحس بيا.
ابتسمت ايثارقائله: ربنا يرزقك بالزوج الصالح اللي يحافظ عليكي ويحبك.
شهد: اللهم امين، هسيبك انا اروح اوضتي اغير هدومي عن اذنك.
تركتها شهد وخرجت، وجدت فارس يقف بجوار الغرفه، يستمع اليهم، فنظرت اليه شهد فى تعجب قائله: انت واقف هنا تعمل ايه ومنزلتش لماما ليه؟!
فارس: كنت عايز اعرف هتقولك ايه.
شهد مازحه: انت مالك، انتين بنات بيتكلمو مع بعض، روح لماما يلا روح.
وكانت تدفعه بيدها فابتسم وتحرك نحو الدرك قائلا: خلاص نازل متزوقيش انت بس.
نزل فارس وهو مبتسم ولكن علامات السعاده اختفت من علي وجهه، عندما سمع صوت عمار يتحدث الي والدته، فاقترب منهم قائلا: عمار ايه اللي جابك هنا؟
(عند نادين في فرنسا )
ظلت نادين مكانها للحظات لا تعرف ماذا تفعل، فقامت ودخلت الحمام غيرت ملابس مارك وارتدت ملابسها، ومسحت المساحيق من علي وجهها وتوضأت وخرجت، افترشت مصلي صغيره كانت معها، وصلت وجلست تدعي الله ان ينجيها من ما هي فيه، عاد مارك فتح ودخل، وضع بعض الاكياس علي طاوله صغيره موجوده بالغرفه، ونظر لها قائلا: لقد احضرت بعض المعلبات التي تعد بسهوله، وبعض الطعام الجاهز.
نادين: شكر لك اتعبتك كثيرا معي.
اخذ احد الاكياس وجلس علي بعد مسافه منها قائلا: لا داعي للشكر ولكن اريد ان اسالك هل احببتي سليم هذا؟
تفاجاءت نادين من السؤال وتلعثمت قائله: هو مش حب بس...
قاطعها مارك قائلا: تكلمي بالفرنسيه لافهم.
شعرت نادين بالحرج الشديد وقالت: اعتذر لم الاحظ اني اتحدث بالعربيه لكن لا اعرف ماذا اقول؟
ابتسم مارك قائلا: قولي ما تشعرين به هل احببتيه؟
وكان ينظر لها بتعجب فزاد شعورها بالحرج وقالت متردده: انا حقا لا اعرف، هل ما شعرت به تجاهه كان اعجاب، بما ادعه لاني لا اظن اني احببته ابدا، لاني اكرهه الان كثيرا، والحب لا يتحول الي كره بهذه السرعه.
فكرمارك قائلا: معكي حق ولكن لما كنتي خائفه منه لهذا الحد؟
نادين حزينه: لا اعرف، ولكن اظن هذا بسبب اني في بلد غريب عني.
مارك: اعتقد ذلك صحيح.
اخرج شطيره من الكيس وقدمها لها، فاخذتها منه قائله: ماذا يوجد بها؟
فابتسم مارك قائلا: انها شطيرة من الجبن ستعجبك.
بدأت نادين في تناولها دون كلام
مارك: هل تشعرين بالبرد؟
نادين: قليلا لكن لا مشكله الطعام يشعر بالدفئ.
مارك: سادخل ازيل التنكر من علي وجهي فقد نسيت ازالته.
ابتسمت نادين وهزت راسها بخجل، قام ودخل الي الحمام ومسح المساحيق من علي وجهه واخذ حمام دفائ، وخرج كانت نادين قد التفت بالغطاء وجلست علي المرتبه، بجوار الحائط وكانت ترتعد من البرد، فنظر اليها مارك عابسا قائلا: التفي بغطائى ايضا.
نادين وهي ترتعد من البرد: لا شكرا لك ساشعر بالدفئ بعد بعض الوقت.
مارك: ساعد لك مشروبا ساخنا فلا اريد ان تصيبك الحمي.
ودخل اعد لها كوب من الشاى الساخن وقدمه لها قائلا: هيا اشربي هذا.
اخذته نادين وبدأت ترتشف منه، ولكنها مازلت ترتحف من البرد، وهو ينظر لها بضيق فاقترب منها قائلا: ساضمك الي هذا سيشعرك بالدفئ، ولا تخافي لن المسك.
رفضت نادين قائله وهي ترتعد: لاء انا بخير واشعر ببعض الدفئ شكرا لك.
اقترب منها مارك قائلا: يا غريبة الاطوار لن اتركك تموتي من البرد فهمتي
نادين وهي ترتعد: لا تقلق علي ساكون بخير ساشعر بالدفئ بعد ان انتهي من الشاى.
فامسك مارك الاغطيه الخاصه به وبدأ يلفها بها ويحتضنها
(عند مراد في فرنسا )
انهي مراد المكالمه مع سليم وعاد الي المحامي، وتناول معه الطعام، وبعد ان انتهيا من الطعام وقبل ان يقوم المحامي فرنس قال: نلتقي غدا وساقدم لكم هديه ستشكروني عليها.
مراد: لنرى غدا.
تحركا الاثنان، عاد مراد الى الفندق واتصل بسليم، وانتظر لحظات واجابه سليم قائلا: ها اتفقت معاهم هنتقابل امتي؟
مراد: بكره الساعه سته مساء، نكتب ورقتين العرفي، وتروح تخلص الموضوع، ولما نرجع...
قاطعه سليم غاضبا: لاء طبعا، انا قولت النهارده يبقي النهارده، تروح تجبهملي دلوقتي والا مش هطلعهم اصلا.
مراد: اسمع يا سليم الاسلوب ده ما ينفعش معنا، احنا عارفينك كويس، وعارفين العيبك، وعايز افهمك حاجه، ان انا مش قليل واقدر اهربهم من هنا، وابقي اخلص كل حاجه براحتي.
سليم مستنكرا: تهربهم ازي يعني مش فاهم؟
مراد ماكراً: يعني انا ليا حبيبي هنا كتير، وممكن اضرب لهم ورق وارجعهم مصر، ونسيب القضيه براحتها ونسيبك تولع.
فكرسليم قائلا: بس ده هيضرهم اكتر، وهيثبت التهمه عليهم.
مراد: كلها حجات مقدور عليها، يعني شغلي وانا فاهمه اكتر منك، انا وفقتك واخترت الحل السهل، عشان منخشش في متاهات، لكن لو هتستعبط علينا يبقي المتهات ارحم.
تضايق سليم جدا من كلام مراد، وقبض علي يده من شدةالغضب، وضرب علي الحائط قائلا: ماشي بس كنا نخليها بكره الصبح بدرى، عشان الحق اخلصها لكم قبل ما تتحول للنايبه.
مراد: هكلمهم واشوف رايهم.
وانهي معه المكالمه، قذف سليم الهاتفوهو غاضب بشده صارخاً: يا مارك الكلب انت، لو كنت سبتني خدتها، كان زماني انا المتحكم في كل حاجه، بس عموما ملحوقه، بكره الصبح ان مرضيوش، هروح علي الشركه وارقبك من هناك، كواعرف انت نقلتها فين، والمره دي مش راجع الا بيها، ويبقي يجرى عمها هو ورايا بقي.
كان رمزي يقف الي جواره فقال: تسمحلي اقول حاجه يا سليم بيه؟
سليم غاضباً: قول يا زفت.
رمزي ماكراً: انت عايز تروح ورى مارك عشان تخطفها وتساوم عليها عمها، وتطلب منه فلوس تدفعها للمحامي يطلعهم منها، وتخدها ليك صح.
سليم: خلص وجيب من الاخر.
رمزي: طب ماتسبهم وتوافق، وبكره قبل ما تروح تقابلهم تروح القسم تبلغ عنهم، وتتفق مع البوليس انك هتسلم عمها لهم، ومتجبش سيريتها خالص، وانا هكون جاهز بعربيه، واول لما يوصلو ويجي البوليس، هخدرها واخدها واجرى بالعربيه علي هنا، ووقتها بقا تتشرط عليهم زي ما انت عاوز.
سليم معجبا بكلامه: تصدق تطلعت بتفهم، فكره حلوه بس لازم دلوقتي اتصل بجون، اخليه يحط مراقبه علي مراد، عشان اطمن انه ميكونش شاف سكه يخلص بيه الموضوع، ويطلعني انا منها.
امسك الهاتف واتصل بجون، ولحظات واجاب قائلا: اهلا بك سيد سليم.
سليم: اهلا بك اسمع اريدك ان تراقب مراد محامي عم نادين، وتخبرني بتحركاته اول باول.
جون: لماذا هل تشك به؟
سليم: لا، ولكن لا اريد ان اترك شئ للظروف.
جون: لا مشكله.
انهي سليم المكالمه ونظر الي رمزي قائلا: يلا حضر لنا المكان وجهز كل حاجه، وانا هنزل اجيب بنات حلوه لزوم السهره الحلوه.
وتركه وخرج
(عند فارس وايثار )
نظر اليه عمار متحديا: دي طريقه تقابلني بيها يا