إن لرضا المرأة ال**ي دوراً هاماً في صحتها الجسدية والنفسية، وتستحق مشاكل انخفاض الدافع ال**ي قدراً مساوياً من الاهتمام والعلاج مثل أي مرض جسدي أو عقلي آخر ولفهم طبيعة انخفاض الدافع ال**ي لدى النساء، سنتناول في مقالتنا اليوم تحليلاً للأسباب الأكثر شيوعاً.
انخفاض الدافع ال**ي لدى النساء
إن مسائل الدافع ال**ي على اختلاف أشكالها تؤثر على نصف النساء تقريباً فمشاكل العلاقات والغضب والاستياء تجاه أنفسهم كلها ناتجة عن قضايا الدافع ال**ي غير المعالَج.
تؤثر الجوانب التثقيفية خلال تربية المرأة كالدين والعائلة على كيفية فهم المرأة لجسدها وينتقل هذا المفهوم الذي يكون في أغلب الأحيان خاطئ أو منقوص عبر الأجيال ويؤثر سلبا على الحياة ال**ية والنفسية للمرأة.
إذا كانت خلفيتك وتربيتك تضمنت الخجل من جسمك، أو تلميحات مفادها أن الرغبات ال**ية أمر خاطئ أو غير أخلاقي، فمن المرجح أنك قد تواجهين انخفاض الدافع ال**ي.
فيما يلي الأسباب الأكثر شيوعاً التي تؤدي إلى انخفاض الرغبة ال**ية لدى النساء.
الإجهاد يؤثر على حياتك ال**ية
يعد الإجهاد أحد الأسباب الأكثر شيوعاً وراء انخفاض الدافع ال**ي. وتشمل الضغوطات الشائعة التي تؤثر على صحة المرأة بشكل عام بما في ذلك دافعها ال**ي:
- المشاكل المالية: الديون، وانخفاض الدخل.
- الإجهاد في العمل: بيئة عمل عدائية، ساعات عمل طويلة ومرهقة، قلة الدافع والتقدير للجهود المبذولة.
- مشاكل العلاقة: مشكلات العلاقة التي لم تتم معالجتها، غياب الحوار حول ال**، ونقص الدعم العاطفي.
- قضايا الأسرة: الأبوة والأمومة والحمل، أو عدم وجود ما يكفي من المساعدة والدعم مع الأطفال والأعمال المنزلية.
يمكن للطبيب فقط تحديد الأسباب الدقيقة وراء انخفاض الدافع ال**ي، ولكن يمكنك فعل الكثير لتخفيف التوتر من حياتك واستعادة الشعور بالتوازن والرضا، حيث يمكنك أثناء الحصول على العلاج المناسب للتغلب على انخفاض الدافع ال**ي محاولة تخفيف العبء في حياتك اليومية عن طريق:
- الحصول على مزيد من المساعدة في المنزل.
- إعطاء الأولوية للأصدقاء وقضاء الوقت مع الأسرة على حساب الأعمال المنزلية.
- الحصول على مزيد من النوم، حتى ولو كان على حساب عدم اكمال العمل.
- معالجة قضايا العلاقة. هل تحسنت علاقتك بعد الأخذ بالنصائح؟ هل تستطيعين أنت وشريكك قضاء المزيد من الوقت معاً واستعادة التواصل المفقود؟
- الحديث عن ال**. لا تبقي مشكلتك لنفسك، أما إذا كان ال** موضوعاً محظوراً من حولك، فابحثي عن أصدقاء تثقين بهم كفاية لمشاركة معاناتك.
الأمراض تقلل من الرغبة ال**ية
يمكن أن يؤثر المرض البدني على جسمك بطريقة تقلل من رغبتك في ممارسة ال** وفيما يلي بعض الأسباب الجسدية والعقلية الأكثر شيوعاً لانخفاض الرغبة ال**ية:
- الإصابة: أي مرض يصيب الأعضاء التناسلية، وكذلك الأعصاب والأوعية الدموية يمكن أن يقلل من الدافع ال**ي وغالباً ما يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية عند النساء إلى انخفاض الرغبة ال**ية وبعض العمليات الجراحية مثل استئصال الرحم، وكذلك الإصابات الناتجة عن الولادة، يمكن أن تؤدي إلى رغبة أقل في ممارسة ال**.
- الأمراض المزمنة -وخاصة المسببة للألم -تضر بالصحة البدنية والعقلية بشكل عام. هناك مجموعة من الأمراض مثل عدم التوازن الهرموني أو قصور الغدة الدرقية أو السكري أو فقر الدم أو الاضطرابات العصبية حيث تؤثر جميعها على الأداء الطبيعي لجسم المرأة. إذا أثرت هذه الاضطرابات على النوم وأدت إلى تعطّل الروتين اليومي المعتاد، فمن الطبيعي أن تشعر المرأة بأنها “في غير مكانها الصحيح” وتفقد الإحساس بالتوازن الضروري لحياة **ية صحية.
- مشاكل عقلية: يقلل القلق والاكتئاب في الغالب من الدافع ال**ي لدى النساء خاصة بالإضافة لعدة مشاكل نفسية كقلة الثقة بالنفس ولكن الاكتئاب والقلق على وجه الخصوص يستنزفان الطاقة البدنية للجسم، وينتج عن هذا شعور دائم بالتعب مما لا يلائم حياة **ية نشطة. إن تناول أدوية الأمراض العقلية مثل مضادات الاكتئاب، أو علاج منتظم لأمراض نفسية مزمنة أخرى يمكن أن تؤدي لانخفاض الدافع ال**ي كنتيجة سلبية للآثار الجانبية لهذه الأدوية.
ماذا يمكنك أن تفعلي للحد من تأثير المرض على الدافع ال**ي الخاص بك؟ يمكنك مناقشة المشكلة مع طبيبك. سيوصي بالطرق الصحيحة لتحسين حالتك المزاجية واستعادة طاقتك.
إن تغييرات نمط الحياة الصحية في هذه الحالة تشمل:
- المزيد من الراحة ووقت الفراغ. فإذا كنت تعانين من مرض مزمن وتحاولين ممارسة حياتك الطبيعية، فإن ذلك يتعبك أكثر ويجعلك مرهقة أكثر من المعتاد فعليك تخفيف عبء العمل اليومي وأن تحاولي التركيز على الشفاء.
- تحسين النظام الغذائي. بالنسبة لمعظم الأمراض: إن اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على عدد أقل من الكربوهيدرات يساعد على زيادة مستويات الطاقة. استشيري اختصاصي التغذية لإعداد نظام غذائي ملائم لحالتك الصحية وأسلوب حياتك.
- النشاط البدني: إن من الممكن أن يساعدك قدر من التمارين والأنشطة الخارجية المناسبة لكي على الشعور بالراحة والانتعاش.
الخلل الهرموني
يؤثر الاختلال في مستويات الهرمونات -مثل الكورتيزول والأستروجين والتستوستيرون والهرمونات الدرقية -على الدافع ال**ي.
- يمكن أن تتقلب مستويات الكورتيزول حسب الإجهاد اليومي. فإذا كنتي تشعرين بالتعب الدائم، الارهاق والخمول العام، فمن المحتمل أن تكون مستويات الكورتيزول أدنى من معدلاتها.
إن مستوى الكورتيزول يرتبط أيضاً بمشاكل السكر في الدم والشراهة لتناول الأطعمة غير الصحية فإذا كنتي تشعرين بعدم التوازن وعدم الراحة وغياب النشاط، فيجب عليك النظر إلى مستويات الكورتيزول.
- إن هرمون الاستروجين، وهو الهرمون الرئيسي الذي يؤثر على صحة المرأة، يسبب العديد من المشاكل الصحية بمجرد عدم توازنه في الجسم فعلاوة على خفض الدافع ال**ي، فإن أي زيادة أو انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون تسبب الانتفاخ وزيادة الوزن المفاجئة وتقلب المزاج وجفاف المهبل ودورة شهرية غزيرة أو خفيفة، وتغيرات غير طبيعية في بطانة عنق الرحم.
- يسبب نقص نشاط الغدة الدرقية التعب وزيادة الوزن بسرعة. ويؤدي إلى شعورك بالتعب المستمر وتصبحين في حالة مزاجية سيئة. إن علاج الغدة الدرقية بسيط، لكنك بحاجة إلى فحص صحي شامل للتأكد من سلامة الغدة.
- يبدأ هرمون التستوستيرون في الانخفاض في العشرينات من العمر، ولهذا السبب قد تواجهين انخفاض الدافع ال**ي. مشاكل حب الشباب وعلامات البشرة وفقدان الشعر والشعر الزائد والقلق والعقم، وهي ليست سوى بعض المشاكل الناجمة عن اختلال هرمون التستوستيرون.
ينخفض الدافع ال**ي للمرأة بشكل طبيعي ابتداءً من سن الأربعين، حيث يلعب سن اليأس دوراً أساسياً. يعد الدافع ال**ي المرتفع للنساء بعد الأربعين أمراً شائعاً أيضاً ويمكن أن يكون نتيجة غياب الضغط كون الأبناء أصبحوا قادرين على تحمل مسؤولياتهم والاعتماد على أنفسهم وعدم الاضطرار إلى القلق من تحديد النسل بسبب انقطاع الطمث. يؤدي الهبوط الحاد في مستويات الاستروجين لدى النساء في الأربعين من العمر إلى شعور النساء بأنهن أقل رغبة في ممارسة ال**. بالإضافة إلى ذلك، فإن انقطاع الطمث المفاجئ، وهي حالة تحدث بمجرد إزالة الأعضاء التناسلية للمرأة (مثل استئصال الرحم)، فيمكن أن تؤثر أيضاً على الدافع ال**ي.
تأثير تعاطي الكحول أو التدخين على الأداء ال**ي
إن تناول الكثير من الكحول والتدخين على مدى فترة زمنية طويلة يمكن أن يقلل من الدافع ال**ي، أو حتى يمكن أن يؤدي إلى العجز ال**ي.
يمكن أن يقلل الكحول من فرص الحمل، خاصة إذا كنتي تعانين من مشكلات في الخصوبة. يعد الحد من تناول الكحول والتدخين والتركيز على نمط حياة صحي خياراً أفضل بشكل عام بالنسبة لك، ويمكن أن يؤثر ذلك على الدافع ال**ي بطريقة إيجابية.
المشاكل النفسية قد تسبب فقدان الرغبة ال**ية
تقلل الأمراض النفسية من حدة التوتر، ولكن تبقى المشاكل النفسية التي لا تحتاج إلى علاج المسبب الرئيسي لانخفاض الرغبة ال**ية، وفيما يلي بعض المشكلات الأساسية التي تؤثر على رغبتك في ممارسة ال**:
- الثقة واحترام الذات: تحتاج المرأة إلى أن تشعر بالحب وقبول ذاتها وجسدها من أجل الحصول على حياة **ية صحية. فإذا اهتزت ثقتك بنفسك فقد تشعرين بعدم الأمان حيال جسدك وتنخفض رغبتك بممارسة ال**.
- سوء المعاملة: أن تكون في علاقة سيئة وغير مريحة، سواء كانت إساءة عاطفية أو جسدية أو **ية، يمكن أن يسبب انخفاض الرغبة ال**ية لدى النساء.
- صدمة الطفولة. يمكن أن تؤثر وجهات النظر المختلة وغير الصحية حول الجسد الأنثوي والأفكار المتناقلة عبر الأجيال حول ال** على المرأة فتقف في وجه المرأة وشعورها بالتحرر واستمتاعها بال**.
كيف تستعيدين الرغبة ال**ية من جديد؟
إذا كنت تتساءلين عن كيفية تحسين الدافع ال**ي لديك، فإن الإجابة معقدة بحسب الحالة المسببة لها. إن العمل مع فريق مناسب من الخبراء، والذي يضم طبيبًا ومعالجًا نفسياً ومعالجًا لل**، سيساعدك على استعادة الصحة البدنية وحل المشكلات النفسية التي تؤدي إلى انخفاض الرغبة في ممارسة ال**.
هناك العديد من العلاجات لانخفاض الدافع ال**ي المتاحة في الصيدليات ومخازن الأدوية، ولكن يجب ألا تستخدميها دون استشارة الطبيب حيث تعتبر حبوب الرغبة ال**ية للنساء ابتكاراً دوائياً، وقد تساعدك في التغلب على مشاكلك. ومع ذلك فإن مشكلة الدافع ال**ي المنخفض مسألة معقدة فلذلك يتوجب عليك أن تبحثي في الأسباب الصحيحة وراء ذلك.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إن ما يحرك الرغبة ال**ية للمرأة هو وجود توازن بين الصحة البدنية والعقلية ، وكذلك الرضا عن العلاقات الشخصية والحياة اليومية فعندما تعاني المرأة من ضيق في واحد أو أكثر من هذه الأمور، سواء كان ذلك مرضًا جسديًا أو توترًا أو كونها في علاقة سيئة ، فقد يحدث الخلل ال**ي، وللتغلب على انخفاض الدافع ال**ي واستعادة علاقة صحية مع جسمك ، يجب أن تبحثي في الأسباب الرئيسية التي أدت لانخفاض الدافع ال**ي وكيفية تأثيرها عليك، وبالرغم من أنه من الطبيعي الشعور بعدم الرغبة في ممارسة ال** في بعض الأحيان ، إلا أنه يجب عليك طلب المساعدة إذا بدأت المشكلة في إثارة قلقك.
ليس هنالك أي تشخيص ولا علاج لانخفاض الدافع ال**ي، وإذا كنت تشعرين بأن قلة الرغبة ال**ية تسبب لك الضيق، أو تريدين ببساطة تحسين نوعية الحياة (بما في ذلك ال**)، فإن الأطباء والمعالجين موجودون لمساعدتك.