كوكا – قصة حياة كوكا الممثلة البدوية في السينما المصرية

ارتبطت الفنانة الراحلة كوكا في أذهان المشاهدين بدور الفتاة البدوية الأصيلة التي تقدر قيم القبلية وتحافظ على عادات أهلها، وذلك منذ ظهورها منتصف الثلاثينات وحتى آخر مسيرتها الفنية، حتى أنها شاركت بالنمط ذاته في فيلم عالمي بعنوان “dark sands”، والذي يروي قصة شخص يهرب من أميركا إلى إحدى القبائل الأفريقية للنجاة بنفسه من العقاب.

ولدت تحية إبراهيم بلال أو “كوكا” في محافظة القاهرة يوم 7 آذار/ مارس العام 1917، وكان والدها ضابطًا سوداني ال**ية أما والدتها فكانت مصرية ريفية، وحينما شبّت الفتاة اختارت مجال الفن ولكنها بدأت “مساعد مونتير” في ستديو مصر، ثم اتجهت للتمثيل السينمائي منتصف الثلاثينات ووقفت أمام نجم الكوميديا علي الكسار في فيلم “بواب العمارة”.

شاركت كوكا كوكب الشرق أم كلثوم فيلم “وداد” العام 1936، ثم شاهدها مخرج بريطاني وهي تؤدي دور فتاة زنجية أميركية في مسرحية “صندوق الدنيا”، فرشحها لبطولة فيلم “Jericho” أو “تاجر الملح”، وأكد في دعاية الفيلم أن البطلة أميرة أفريقية واكتشف الجمهور أثناء العرض أنها كوكا، وحققت من خلاله شهرة كبيرة.

كاد مشوارها الفني أن يتحول إلى العالمية بحصولها على بطولة أفلام أجنبية أخرى، لكن زواجها من المخرج المصري نيازي مصطفى حال دون ذلك؛ إذ رفض الأخير بقاءها في الخارج وطالبها بالعودة إلى القاهرة لإتمام الزواج، وبالفعل فضلت حياتها الزوجية على العالمية.

عادت كوكا إلى مصر وشاركت نيازي مصطفى الكثير من أفلامه، ومن أشهر ما قدمت للسينما “مصنع الزوجات” مع أنور وجدي و”عنتر وعبلة” مع سراج منير و”وهيبة ملكة الغجر” مع وداد حمدي و”سمراء سيناء” مع يحيى شاهين و”سيجارة وكاس” مع سامية جمال و”كنوز” مع عماد حمدي.

أعادت تقديم شخصية عبلة في “عنتر بن شداد” مع فريد شوقي العام 1961، حتى أطلق عليها “عبلة السينما المصرية”، إلى جانب مشاركتها في أفلام “عنتر يغزو الصحراء” و”بنت عنتر”، كما قدمت بعض الأفلام الدينية، مثل: “ظهور الإسلام” و”السيد البدوي”.

وكان آخر أفلام كوكا على الشاشة الفضية “أونكل زيزو حبيبي” مع محمد صبحي العام 1977، كما قدمت للدراما “هروب” و”جحا وبنات شهبندر التجار”، والذي اعتزلت بعده واتجهت إلى الأعمال الحرة وتجارة العقارات.

لم تنجب الفنانة السودانية من نيازي مصطفى فشجعته على الزواج من الراقصة نعمت مختار، لكنهما انفصلا بعد فترة بسيطة، وظلّ مع كوكا حتى رحيلها في مدينة الإسكندرية يوم 29 كانون الثاني/ يناير العام 1979، عن عُمر يناهز 62 عامًا وبعد صراع عنيف مع مرض السرطان.