يَحكي ويقول :
تزوجت منذ ثلاث سنوات تقريبا ، في البدايه كنت أعيش انا وزوجتي حياة زوجيه سعيده جدا . حتي بدأت المشاكل بعملي وساءت حالتي الماديه ، للامانه زوجتي تحملت ظروفي الجديده ولم تطلب مني ما هو فوق مقدرتي وتعايشت مع الوضع وكانت دائماً تبتسم بوجهي ولا تشعرني اني مقصر في اي شي رغم تقصيري الواضح في مستلزمات المعيشة ومصاريف المنزل ، تحمّلت الكثير من اجل ان تستمر معي دون اي مشاكل ، ومع كثرة الضغوط أصبحت انا من يتعصب عليها ويفتعل المشاكل لاتفه الأسباب ودائما ما كانت تمتص غضبي وتتحمل اهانتي لها حتي اهدأ
الا انني تماديت في العصبيه المفرطه حتي انني في يوم ضربتها بدون سبب ، لم ولن انسي نظرة العتاب واللوم المختلطة بسيول من دموعها بعد ان تطاولت عليها بالضرب . ثم ارتدت ملابسها وغادرت الي منزل عائلتها الذي يبعد عن منزلنا قرابة النصف ساعة علي الاقل ، لا أنكر عليكم اني ندمت وحزنت كثيرا علي ما فعلت ، لانها لا تستحق مني هذه المعامله إطلاقا ، بعد ساعة تقريبا من مغادراتها اتصل بي والدها وقال لي :
- ازيك يا "عمرو" ؟
- الحمد لله يا عمي .
- مالها يابني "فرح" دخلت علينا بتبكي ومنهاره وبنسألها في ايه بتقول مفيش حاجه ومش عاوزه تتكلم ، ايه يابني الل حصل بينكم ..؟؟
- مفيش يا عمي . زعلانين شويه بس ، وهي فضّلت تروح تقعد عندكم يومين لحد منهدي ،بس انا هعدي بكره بليل عليكم تكون بقت احسن وهاخدها معايا ، وقولها متزعلش مني وخلي بالك منها يا عمي ..
- انت هتوصيني علي بنتي يا عمرو ؟ ربنا يهدي سركم يابني . هستناك بكره .
يوجد غرفتين ملتصقتين بشقتي يطلان علي الشارع الهادئ جدا مثله كـ باقي شوارع الحي لكونه حي جديد الإنشاء .
فور انتهاء المكالمة بيني وبين والد زوجتي خرجت الي شرفة احدي الغرفتين لادخن سيجاره لعلي اهدأ ولو قليلا . واذا بصوت غاضب من جانبي يقول لي : عمرو !! عُد الي الداخل لنتكلم قليلا ..؟
علي الفور حولت بصري الي مصدر الصوت القادم من شرفة الغرفه الأخري لشقتي الغرفه المجاوره للغرفه التي أقف بها ،
انها زوجتي .. ولكن زوجتي بمنزل أباها .. لا .. انها تشبه زوجتي .. تكاد تكون هي ولكن .. شعرها أطول وأشد سواد .. ملامحها غليظة .. عيناها جاحظتان .. وتنظر لي بكل غضب ...؟؟
لم أشعر بنفسي ، طارت سيجارتي في الهواء بعد ان انهارت أعصابي ، لم أتمالك نفسي وجلست من الداخل تحت شباكي مفزوعا أحدث نفسي : هل ما رأيته وسمعته حقيقيا أم مجرد هلاوس ..؟؟
أقنعت نفسي ان أعصابي متعبه وأنها ليست الا تهيئات ولم تحدث فعلا ..
انتظرت قليلا ثم حاولت النهوض بعد ان هدأت ولكن حدث ما جعلني أسقط مره أخري أرضا وانا
فاقد السيطرة علي جسدي بين الوعي واللاوعي ؟؟
صوت خطوات قادم من الغرفه المجاوره بـ اتجاه الغرفة التي اجلس بها .. الخطوات تقترب أكثر وأكثر .. لقد اتضحت الرؤيا ودخلت الي غرفتي
انها ..؟؟؟
نفس المرأة التي كلمتني منذ دقائق .. تشبه زوجتي .. تستطيع ان تقول توأمها ولكن بهيئه بشعة وملامح قبيحه .. بشعر
شديد السواد غير منظم ومتطاير ،تقف عند باب غرفتي وتنظر لي بغضب
شديد ، حاولت التراجع زاحفا للخلف ولكن انا بالفعل ملتصق بالجدار ولا يوجد مهرب لي ، بدأت تقترب مني أكثر حتي وقفت أمامي تماماً ، لا يفصلني عنها سوي بضعة سنتيمترات ، كل جسدي يرتجف بقوة .. تمنيت ان يغشي علي او حتي تنتهي حياتي او اي شئ يخرج بي من هذا الموقف المفزع الي ابعد ما تتخيل ، ولكن لم يحدث اياً من هذه الحلول ، اقتربت اكثر مني ثم أسقطت رأسها لتواجه وجهي ، لا لن تدلي برأسها علي مهل بل اسقطتها انا اعلم ما أقول جيدا ؛ اسقطتها لتواجه وجهي وشعرها يلامس جسدي وقالت لي :
لماذا أغضبتها ..؟؟ الا تعلم انك عندما تغضبها تغضبني ..!! الم تكن تعلم هذا ..؟؟
اريد ان اتكلم .. ان أصرخ .. لا أكذب عليك ان قلت انني لو استطعت ان انهض من مكاني وألقي بنفسي من شرفة غرفتي لفعلت ..!! ولكنني حتي لا استطيع تحريك أطراف أصابعي ، فقط ارتجف واتصبب عرقا ..!!
أكملت حديثها لي بعد ان مدت يداها وامسكتني من معصمي بعنف وقالت : لولا اني اعلم حبها لك لكنت انتقمت منك أشد انتقاما ومن ثم افلتت معصمي واعطتني ظهرها واتجهت لباب الغرفه وهي تقول : إياك ان تغضبها مرةً اخري وخرجت الي الغرفة الأخري وسمعت صوت شباك الغرفة يفتح بشدة ....!!
اجلس مكاني .. مازلت لا استطيع الحركه فقد هربت جميع أعصابي بل كانت روحي علي وشك الهروب .. بعد وقت لا اعلم مقداره استجمعت بعضا من أعصابي وتمالكت نفسي الي حد ما ونويت النهوض والخروج من الشقه ، ارتديت ما وجدته متاح أمامي من ملابسي وأمسكت بهاتفي وحافظة نقودي وخرجت من الغرفه بحذر وخوف وانا اقرأ بعض آيات القرأن الكريم .. فتحت باب شقتي وخرجت واغلقته خلفي ونزلت راكضا علي درجات السلم وانا انظر خلفي برعب ، عند خروجي من المنزل شعرت ان روحي قد ردت لي وجلست علي اقرب مقهي لمنزلي وتنفست الصعداء ، ظللت أفكر في كل ما حدث وكيف حدث ، ولكن لم اجد أجابه ، ولكن كان قراري الأخير ان اذهب وعلي الفور لاطيب خاطر زوجتي وعلي الاقل اجد مكان انام فيه هذه الليله لانه من المستحيل ان اصعد وانام بشقتي هذا اليوم علي اقل تقدير ..
ذهبت الي منزل اهل زوجتي وكان الوقت قد تأخر نسبيا ، فتح لي والدها وأدخلني بعدما تفاجأ بحضوري علي غير موعدي معه ، قلت له انني لم استطع النوم وزوجتي حبيبتي غاضبة مني ، فضحك وصاح عليها فجاءت ، وقفت أمامها احدق بها واتفقد ملامحها وجسدها ..؟؟ انها زوجتي التي طالما عرفتها لم تتغير ..!!
كانت مازلت حزينه وتنظر لي نظرة عتاب فأقتربت منها وضمتها لصدري فبكت عليه ، تدخل أباها وأمها معي وطيبنا خاطرها حتي هدأت وتصافت النفوس الحمد لله ، فقال لي عمي ضاحكا هيا خذ زوجتك وعد لمنزلك فلم نعد نتحمل دلعكم هذا .؟؟ قلت له لا يا عمي سوف نمكث عندك للغد فحبيبتي لم تشبع منكما بعد ، وانا ايضاً اشتاق لهزيمتك في الشطرنج ام انك تخشاني ، ضحك ورحب بنا ونمنا هذه الليله بمنزلهم ، طيلة الليل وانا أفكر فيما حدث بشقتي وكيف ساعود للمبيت بها وفكرت في قص ما حدث لزوجتي ولكن اذا علمت هل ستصدقني ..؟؟ واذا صدقتني هل ستقبل العوده للشقة مرةً أخري ؟؟ لا اعتقد ...!!
استعذت بالله ونمت .
في صباح اليوم التالي توكلت علي الله وقررت العوده لشقتي ومواجهة الامر بشجاعه فلا يوجد عندي حل احر ولا يوجد مكان اخر أعيش فيه ،
وقد ادخل الله يقينا الي قلبي انه لن يحدث شئ
وبالفعل عدت انا وزوجتي للشقه ، دخلت بحذر وبدأت اتفقد كل اجزاء الشقة وكنت كلما دخلت لمكان اخذتها معي فانا مازل الرعب يتملكني ولكن لم اشعرها بشئ ، الشقة مرتبة كما كانت عدا شباك الغرفه الذي وجدناه مفتوحا وقد وبختني زوجتي لنسياني له مفتوحا ، فهي لا تعلم انني لست من تركه مفتوحا ،في اول ليلتين بعد عودتنا كنت لا أفارق زوجتي ابدا اثناء وجودنا داخل الشقه ، كنت أخشي التواجد بمكان وحدي ، حتي بدت الامور طبيعية ولم يحدث شئ اخر ، ولكن مازالت اثار أصابع هذا الكيان المجهول علي معصمي الي يومنا هذا ..!!!
هل حدث ان رأيت اي شئ غير طبيعي بعد ذلك
= لا لا. فـ بالتأكيد انا لم اغضبها منذ ذلك اليوم ولو أحسست ببوادر غضب اذكّر نفسي علي الفور بهذه الليلة المشئومه حتي أعود لرشدي ولا اغضب زوجتي هههههههههه
- هههههه لك كل الحق ولكن الم تفكر ان تعرض الامر علي شيخ او احدا علي دراية اكثر بهذه الامور..؟
= نعم .. ذات يوم جلست مع شيخ صديقي مصادفتاً وقصصت عليه حكايتي وسألته أن كان يوجد علاج او شئ من هذا القبيل ...؟؟
فضحك وقال لي علاجك هو الا تغضب زوجتك الي الأبد واكمل قائلا : عليك بقرأة القرأن والتقرب اكثر من الله وان ما رأيته من الممكن ان يكون قرينها .
وهذه كانت حكايتي
- سانشرها .. هل لديك مانع ..؟؟
= لا .. ولكن بأسماء مستعاره لا تذكر اسمائنا
- حفظك الله يا صديقي ..
تمت