الصحابي جابان أبو ميمون
صحابي كردي عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، ويعتبر رمزا لدخول الكرد المبكر في الاسلام حتى قبل الفتح الإسلامي للعراق ومناطق الكرد في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.
لم تتوفر عن الصحابي جابان الكردي معلومات كثيرة، وهو عرف باسم أبي ميمون نسبة لابنه ميمون الكردي الذي نقل الحديث وروى بعضه عن أبيه الذي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورد ذكر جابان الكردي في بعض المصادر الإسلامية مثل (أسد الغابة في معرفة الصحابة) لابن الأثير وفي (الإصابة في تمييز الصحابة) لابن حجر العسقلاني.
صلاح الدين الأيوبي
أحد أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي، يذكر له المسلمون قيادته حملة تحرير بيت المقدس من احتلال الصليبيين في القرن الثاني عشر الميلادي، وكذلك العديد من الإنجازات والإصلاحات السياسية والعمرانية في كل من مصر وبلاد الشام. صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان، كردي مسلم ولد في تكريت بالعراق سنة 1138م، وتعود جذوره إلى منطقة حرير شمال غرب أربيل، سافر مع والده وعمه إلى الموصل ليدخلوا في خدمة صاحبها عماد الدين زنكي، ثم أخيه نور الدين .
شارك مع عمه أسد الدين شيركوه الذي قاد جيش نور الدين زنكي في حملته إلى مصر لنجدة العاضد الفاطمي ضد خصومه، وهناك تولى الوزارة وقيادة الجيش ولقب بالملك الناصر، ثم أنهى حكم الفاطميين وأصبح صاحب السلطة في مصر واستقل بها.
بعد وفاة نور الدين زنكي شهدت الشام اضطرابات دعي صلاح الدين إلى ضبطها، فقام هناك بتهدئة الأوضاع وتوحيد البلدان حولها وبدأ إصلاحات فيها وكذلك في مصر التي بنى قلعتها الشهيرة والعديد من المدارس والمستشفيات، وتتابعت إنجازاته حتى دانت له البلاد وأصبحت دولته الأيوبية تمتد من النوبة في أقصى جنوب مصر إلى بلاد الأرمن شمالا والجزيرة والموصل شرقا، وحينها بدأ يكرس جهده لمواجهة حملات الصليبيين وغاراتهم.
غادر صلاح الدين مصر آخر مرة سنة 1182م متوجها إلى الشام لمواجهة الصليبيين بنفسه، ودخل معهم في معارك عديدة حتى جاءت المعركة الحاسمة في حطين سنة 1187م التي كسرت شوكة الصليبيين وفتحت أمام جيوش صلاح الدين الطريق لتحرير القدس في نفس العام وقبلها استرداد طبرية وعكا ويافا إلى ما بعد بيروت.
عرفت عن صلاح الدين مزايا عديدة وضعته في مكانه من التاريخ الإسلامي، فقد كان حاكما عادلا يجلس للقضاء بنفسه ولا يحكم بالشبهة وقد بلغ عدله جنود أعدائه الصليبيين من الأسرى الذين أمر بمعاملتهم برفق في الوقت الذي كان فيه الصليبيون يقتلون أسرى المسلمين. تمكن صلاح الدين من توحيد شتات المسلمين بعد تفرقهم في دويلات متناحرة هيأت للصليبيين السيطرة على أراضيهم ومنها بيت المقدس سنين طويلة، وكان رجل سياسة وحرب بعيد النظر، كما أنه عرف بعطائه وإنفاقه في سبيل الله حتى إنه لم يدخر لنفسه مالا ولا عقارا، وكان يهتم بإصلاح الشؤون العامة من عمران ومجالس علم وحلقات أدب. وكان فقيها درس الفقه الشافعي والحديث والعقيدة وتعلم على يد كبار فقهاء ومحدثي عصره مثل قطب الدين النيسابوري وأبي طاهر السلفي وأبي الطاهر بن عوف وعبد الله بن بري النحوي وغيرهم. توفي بدمشق سنة 1193م وكان عمره سبعة وخمسين عاما، وتفرقت دولته بعده بين أولاده.
ابن خلكان
قاض ومؤرخ وأديب كردي مسلم ولد عام 608هـ-1211م في أربيل بالعراق، وتتلمذ على يد كبار الفقهاء مثل المؤيد الطوسي وتفقه بالموصل على يد الكمال بن يونس وبالشام على يد ابن شداد، ولقي كبار العلماء وبرع في الفضائل والآداب. كان ابن خلكان عالما وإماما فقيها، وقضى معظم حياته في مصر والشام، واشتغل بالقضاء في مصر ودمشق التي أصبح قاضي قضاتها، وتوفي فيها عام 681هـ - 1282م.
اشتهر ابن خلكان بمؤلفه الشهير وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، الذي يتناول التراجم الشخصية للشخصيات العربية والإسلامية البارزة منذ العصر الجاهلي حتى عام 654هـ، ويحتوي على سير لـ (826) شخصية، ويعتبر هذا الكتاب مرجعا أساسيا لدراسة التاريخ العربي والإسلامي وقد ترجم إلى العديد من اللغات.
ابن تيمية الحراني
عالم ومصلح وفقيه حنبلي اسمه أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم. ولد لأبوين كرديين في حران عام 1263م، تعلم القرآن الكريم واللغة العربية صغيرا. وانتقل مع أهله وعمره سبع سنين إلى دمشق إثر زحف المغول نحو بلده. تعلم في دمشق على يد أكثر من مائتي شيخ حتى وصفه بعض معاصريه بأنه ما تحدث في المسألة من العلم إلا وقال مستمعه إنه لا يعرف في العلم سواها من شدة ما يفصل فيها. كان عصر ابن تيمية مليئا بالجدل الفكري والتغييرات السياسية، فقد اجتاح التتار بغداد قبل مولده ببضعة أعوام واحتلوا بعدها دمشق.
شرع ابن تيمية في التأليف والتدريس بالشام ومصر، فألف كما يقول أبو المحاسن بن تغري بردي أكثر من خمسمائة مجلد وصلنا منها حتى الآن أقل من مائة مجلد، وكتب في نقد الفلسفة وعلم الكلام والتصوف، وجدد في الآراء الفقهية فقال باحتساب طلاق الثلاثة طلقة واحدة في المجلس الواحد.
وكتب رسالة الحسبة بين فيها آراءه وأفكاره في الإصلاح الاجتماعي، وخاض بنفسه عمليات الحسبة فكان يدخل محال بيع الخمر بين المسلمين فيأمر بإغلاقها، وهاجم بيوت البغاء في مصر والشام، وألف رسالة في فضل العرب، وقال بوجوب العربية إذ كان حكام المسلمين من غير العرب كالأيوبيين قد انتشرت بينهم العجمة.
وكتب ابن تيمية رسالة القتال، فبين فيها أن حكم رد الصائل فرض عين ولو كان مسلما، حيث كان المغول في عهده قد دخلوا الإسلام مع البقاء على ما هم فيه من بطش وفساد كما فعل السلطان غازان. وقال في رسالته تلك إن حكم دفع المغول فرض عين باعتباره جهاد دفع وليس جهاد طلب. وألف في مصر الرد على المنطقيين وفيه قدم نقدا للمنطق الأرسطي، وانتقد أيضا فلاسفة الإسلام من أمثال الفارابي وابن سينا وابن سبعين. ويُعد كتاب منهاج السُنة الذي ألفه فيما بين عامي 1316 و 1320م من أهم كتبه، وكان ردا على كتاب منهاج الكرامة للحلي تلميذ نصر الدين الطوسي. تعرض ابن تيمية للسجن في مصر ورأى ما فيها من عذاب، فطلب من السلطان بن قلاوون إصلاحها، كما وضع للسلطان كتابا حول السياسة الشرعية بين فيه دور الحاكم وواجباته.
حرض الناس على الجهاد دفاعا عن دمشق من المغول، وسافر إلى مصر لحث ابن قلاوون على القتال، وكذلك فعل مع أمير العرب مهنا بن عيسى الطائي. ولما دارت المعركة في شقحب أو مرج الصفر جنوبي دمشق كان ابن تيمية قد حشد لها قوة كبيرة هيأت للمسلمين النصر، وفي تلك المعركة التي وقعت خلال رمضان أفتى ابن تيمية بالإفطار للجند وأنه خير من الصيام. لم يشفع لابن تيمية ما قدم، فقد استدعاه ابن قلاوون إلى مصر بعد أن وشى به بعض الفقهاء والمتصوفة والمتكلمين ورموه بتهم التجسيم والتشبيه وانتقاص قدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأقوال أخرى حول عدم جواز الاستغاثة بالرسول الكريم أو بالأولياء، وحاول ابن تيمية أن يرد في مجلس السلطان بأن الاستغاثة لا تكون إلا بالله لكن الحكم كان قد صدر فحبس ثم أخرج ثم حبس ثم عاد إلى دمشق.
اتهم ابن تيمية مرة أخرى في دمشق بنفس التهم، وحبس في سجن القلعة حتى مات في سجنه عام 1328م.
سعيد النورسي الهاشمي
الشيخ العالم والفقيه بديع الزمان النورسي، أثر في تاريخ تركيا الحديثة بعلمه ومكانته، وخاض معارك سياسية مدافعا عن القرآن الكريم والإسلام الذي اعتبره دائما أهم من القومية، فلم يعرف عنه نشاط سياسي خاص بالكرد. عاش حياة حافلة بالإنجازات العلمية في قضايا الفقه والشريعة، وتعرض للأسر والنفي والملاحقات.
ولد سعيد عام 1877م في قرية نورس الواقعة شرقي الأناضول بتركيا، حفظ القرآن الكريم مبكرا، وتتلمذ على أيدي المشايخ والعلماء. وكان ذا ذكاء وبداهة ودقة ملاحظة وقوة ذاكرة وقدرة كبيرة على الاستيعاب والحفظ، الأمر الذي جعله ينال الإجازة العلمية وهو ابن أربعة عشر ربيعا. تبحر في العلوم العقلية والنقلية، وحفظ الكثير من كتب علم الكلام والمنطق وكتب التفسير والحديث الشريف والفقه والنحو. كما عكف على دراسة العلوم الكونية الطبيعية في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والجغرافيا والتاريخ والفلسفة الحديثة، وتعمق فيها إلى درجة التأليف في بعضها فسمي بـ "بديع الزمان" اعترافا من أهل العلم بذكائه الحاد وعلمه الغزير واطلاعه الواسع. أسس الاتحاد المحمدي عام 1909 رداً على دعاة القومية الطورانية والوطنية الضيقة، كجمعية الاتحاد والترقي وجمعية تركيا الفتاة، وتجول عام 1910 بين القبائل والعشائر الكردية في مدينة وان يعلمهم أمور دينهم. عين النورسي عام 1912 قائدا لقوات الفدائيين الكرد الذين جاؤوا من شرقي الأناضول، واشترك هو وتلاميذه عام 1916 في حرب الدولة العثمانية ضد روسيا القيصرية.
رفض جميع الوظائف التي عرضت عليه من قبل الدولة إلا ما عينته له القيادة العسكرية عام 1918 من عضوية في دار الحكمة الإسلامية التي كانت تضم كبار العلماء والشعراء والشخصيات، فنشر في هذه الفترة أغلب مؤلفاته منها تفسيره (إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز)، (المثنوي العربي النوري)، (السنوحات)، (الطلوعات)، (لمعات)، (شعاعات) وسواها باللغة العربية.
اعتزل النورسي الناس عام 1923 في مدينة وان وانقطع للعبادة على جبل أرَك، ورفض تأييد حركة الشيخ سعيد بيران ضد حكومة مصطفى كمال أتاتورك، لأنها تؤدي إلى اقتتال المسلمين فيما بينهم وإراقة دمائهم، وهذا لا يجوز شرعا حسب رأيه. ورغم موقفه إلا أن الحكومة التركية ألقت القبض عليه ونفته إلى مدينة بوردور جنوبي غرب الأناضول، ثم نفي إلى مدينة بارلا في شتاء 1926 على أمل أن يلقى حتفه في بردها القارس، لكنه أمضى في منفاه ثماني سنوات ونصف السنة، ألف فيها معظم رسائل النور التي تصدى بها للعلمانيين والقوميين ودعا إلى إنقاذ الإيمان وعودة الإسلام إلى الحياة، وعودة المسلمين إلى دينهم وقرآنهم، وتحكيم شرع الله في سائر أمورهم وأحوالهم، ونسخت هذه الرسائل يدويا ونشرت من أقصى تركيا إلى أقصاها. توفي النورسي عام 1960، ودفن في مدينة أورفه، ثم نقل رفاته إلى جهة غير معلومة.
محمود الحفيد البرزنجي
زعيم قبيلة برزنجة الكردية الكبيرة، قاد أول حركة كردية مسلحة ضد البريطانيين قبل تأسيس الدولة العراقية واستمر بعدها، تعرض للنفي أكثر من مرة، لكنه كان يعود للعمل المسلح في محاولة للحصول على حكم مستقل في إقليمه بالسليمانية. ولد محمود بن الشيخ سعيد بن كاكا أحمد بن الشيخ معروف الحفيد البرزنجي في مدينة السليمانية عام 1881. درس علوم الشريعة والفقه والتفسير والمبادئ الصوفية، وورث عن والده مشيخة الطريقة القادرية، وأتقن اللغة العربية والفارسية والتركية إلى جانب الكردية.
في سنة 1904 قابل مع والده السلطان عبد الحميد، وتولى عام 1910م زعامة السليمانية وسعى إلى التخلص من سيطرة الدولة العثمانية على كردستان خلال الحرب العالمية الأولى، وطالب بحكم ذاتي للكرد تحت الإشراف البريطاني، واتجه إلى التعاون مع الإنجليز فسلم إليهم لواء السليمانية والقوات العثمانية الموجودة فيه، وكافأه الإنجليز بتعيينه عام 1918 حاكمدارا على السليمانية بوصفه ممثلا للحكومة البريطانية. وفي عام 1919 قاد أولى حركاته المسلحة ضد البريطانيين بعدما تأزمت العلاقة بينهما وبعدما منع البريطانيون الحفيد من إرسال وفد إلى مؤتمر الصلح بباريس لطرح مطالب الكرد، ورده بإعلان الاستقلال في مايو/ أيار من ذلك العام، وكانت حركته أول مواجهة عسكرية للبريطانيين في العراق بعد احتلاله، لكن حركته انتهت بهزيمته وأسره ونفيه إلى الهند.
أعاد البريطانيون الحفيد إلى السليمانية عام 1922 ليساعدهم في التصدي للهجوم التركي على منطقة السليمانية، فنجح في مهمته لكن علاقته ساءت من جديد بالبريطانيين بعدما تنكروا لوعودهم بمنح الكرد حكما ذاتيا، فأعلن نفسه ملكا على كردستان في نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام، وأرسل إلى القنصل السوفياتي في أذربيجان رسالة يطلب مساعدة بلاده والاعتراف بحقوق الكرد القومية. هاجم البريطانيون السليمانية، وفي عام 1924 تمكنوا من القضاء على نفوذ الحفيد، وإجباره على الانسحاب إلى الجبال ليخوض حرب عصابات استمرت إلى العام 1927، ثم توجه إلى إيران حيث أقام فيها. عاد إلى السليمانية في مايو/أيار 1930، وتزعم حركة مسلحة أخرى ضد الإنجليز انتهت أيضا بالفشل ليتم نفيه إلى جنوب العراق في العام التالي، حيث قضى هناك عشر سنوات حتى استطاع الهرب عام 1941 إلى كردستان عن طريق بغداد.
تجددت الحركة المسلحة للشيخ الحفيد، ولم يلق سلاحه إلا بعد موافقة حكومة بغداد على بقائه في السليمانية. مرض الحفيد عام 1956 وذهب للعلاج في بغداد، لكنه توفي هناك في خريف العام ذاته عن عمر ناهز السادسة والسبعين، ونقل جثمانه ودفن في السليمانية.
اقرأ أيضا عن: الشيخ الحفيد
الامير الشيخ نبي البوزان الهاشمي (الزعيم الكردي)
ولد الامير الشيخ نبي باشا في مدينة سروج (1808-1886).
نشأ الاميرفي بيت الزعامة والرئاسة (سليلة الامراء) من اسرة كريمة تحمل سمات الشرف والشجاعة تعلم الفروسية وحمل السيف والرمح واصبح شديد البأس وحمل لقب الأمير - الزعيم -والعكيد لأحلاف البرازية في شبابه وشيخ المشائخ في متوسط عمره وحصل على اكثر من فرمان سلطاني من الباب العالي - ومن اشهر حروبه التي خاضها مع احلاف الملية حين حرق خيام ابراهيم باشا الملي وفك اسرى الرهاوية المظلومين وهزم عساكر الحامية العثمانية ورجال الملية - وحرب براجيك واسقاطها ومحاصرة الحامية العثمانية في قلعتها
الاميرالشيخ نبي باشا تنصب((شيخ مشائخ الشيخان وزعيم ائتلاف البرازية"عرب "ترك والغالبية اكراد في مناطق ولاية اورفا وسروج وبراجيك ومناطق حلب ووادي الشيخان في الاذقية وما حولها وهو الذي وسع رقعة احلاف البرازية الاكراد والعرب وبدا بعشيرته الشيخان الاشراف عبور نهر الفرات غربا باتجاه حلب واسكن البرازية والشيخان (امثال الحلبلية)في قرى مزغنة وجراح وغيرها - وباتجاه الاذقية سكن الكثير من عشيرته الى وادي كبير قرب جبل الاكراد واطلق عليه وادي الشيخان وهذا اواسط القرن 19" وجنوبا باتجاه ولاية الرقة وتبين خارطة العقيد السير مارك (هي خريطة لمدينة الرقة في القرن التاسع عشر – عرضت في صحيفة بريطانية عام 1909 (رقعة اراضي عشيرة الشيخان والبرازية) ومناطق أصبحت تحت سيطرة احلاف البرازية(ورؤسائها الشيخان) ضمّت نهر عين عيسى وحتى تل ابيض وكثير من عوائل البرازية واالشيخان اسكنها احياء الرقة مع الملية والجزيرة حتى تل ابيض - ومن الغرب نهر الفرات ومدينة منبج ومن الشرق وجنوب محافظة الرقة
توفي الامير 1886 ودفن في تركيا - محافظة اورفا - منطقة سروج / قرية زيارة
الشيخ حسن الشيخ نبي 1862-1944 (زعيم البرازية وشيخ مشائخ الشيخان – في سروج – ومقاوم المستعمر الفرنسي ) المخضرم الحاصل على 2 فرمان عثماني في حق الزعامة والرئاسة للبرازية والشيخان (استلم الزعامة بعد وفاة ابيه) مطامع اغوات البرازية ادى الى قتل احد زعمائها في عام 1916 عندما وصل شريف حسين بن علي قائد الثورة العربية إلى مدينة حلب واجتمع في فندق ( بارون ) مع رؤساء ووجهاء احلاف البرازية - وكانت زعامة البرازي والشيخان الشيخ حسن الشيخ نبي (الحاصل على 2 فرمان من الباب العالي لرئاسته) - ارسل الشيخ حسن الشيخ نبي(الهاشمي) زعيم البرازية ورئيس الشيخان - ابن عمه الشيخ عثمان شيخ بوزان الملقب " كورو نائبا عنه– ومن المدعوين الى الاجتماع - بصراوي درويش رئيس عشيرة كيتكان – ومن اغوات البرازية آل بوزان وشاهين بك – ومن آل خليل بك – ومن آل غالب بك ) فاستقبل شريف حسين عثمان شيخ بوزان(الهاشمي) وعلق رمز النصر في عقاله ووعده برئاسة ولاية تمتد من وادي الشيخان الاذقية حتى اطراف الحسكة - أما الباقون من الوجهاء لم يستقبلهم .. فهذا ما أزعج الوجهاء ودعاهم بقيام مؤامرة بقتل عثمان شيخ بوزان عند قرية ( مخاراجي التابعة لمنطقة كوباني ) على يد ( بوزك قادي حامو) بامر من شاهين بك وابنائه - الذين فيما بعد تعاضدو مع الاستعمار الفرنسي وكان الشيخ عثمان ( كورو)يحمل معه برات(فرمان) .. وكانت امرأة من فخذ الكمالي تدعى بـ ( فاطه سمي ) زوجة الامير الشيخ حسن شيخ نبي .. حضرت على جنازة عثمان شيخ بوزان وسرقت (ال برات  ومن ثم سمع بمقتله الشيخ حسن الشيخ نبي – فتالم كثير واخذا بقصاص قاتليه – وبعدما سرقت فاطمة البرات وبعض الوثائق ومشجرة وميدالية الشيخ نبي - و سلمتها إلى ( إبرام حاج خليل) لذلك الفخد الكمالي يدعون بأنهم يملكون (برات) سلطاني -وبعد ترسيم الحدود اصبحت احلاف البرازية في مدينة ( سروج) وماحولها يترئسها الشيخ حسن الشيخ نبي حتى 1944 وباقي البرازية في الكوباني التي تقابلها في الجانب السوري يتراسها شقيق عثمان كورو الشيخ نوح وكالة
إسماعيل سيمكو
إسماعيل آغا بن محمد باشا بن علي خان بن إسماعيل خان، زعيم قبيلة الشكاك الكردية في إيران، ولد نهاية القرن التاسع عشر، ويعرف بلقب سيمكو الشكاك.
قام بحركات تمرد وعصيان ضد الدولة القاجارية الإيرانية والعثمانية والروسية على حد سواء، حيث قتل الإيرانيون والده محمد آغا وشقيقه جوهر آغا. قاد بين عامي 1920 و1925 حركة مسلحة على الحكومة الإيرانية في إقليم أرومية بهدف إقامة دولة كردية، واستطاع أن يسيطر على المنطقة الكردية غرب بحيرة أروميا الإيرانية، وأقام علاقات وطيدة مع محمود الحفيد في السليمانية بالعراق عام 1923. أرسل شاه إيران رضا خان بهلوي عقب تسلمه السلطة عام 1925 حملة عسكرية للقضاء على سيمكو، مما أرغم الأخير على اللجوء إلى العراق والإقامة في شماله. واستمر إسماعيل آغا في شن معارك ضد القوات الإيرانية والتركية والعراقية، وعام 1930 دعاه شاه إيران للتفاوض مع قائد الجيش الإيراني بمدينة شنو الواقعة في كردستان الإيرانية على مقربة من الحدود العراقية، لكن دعوة الشاه كانت على ما يبدو فخا لاستدراج سيمكو وقتله بعد وصوله إلى موقع المفاوضات. ويتهم سيمكو الشكاك باغتيال البطريرك مار بنيامين شمعون الزعيم الروحي والديني والسياسي للنساطرة المسيحيين الجبليين الآشوريين نهاية عام 1918م أثناء زيارة الزعيم الديني له، واعتبر الكتاب المسيحيون هذا التصرف خيانة وغدرا، واللافت أن الزعيم القبلي الكردي لقي حتفه بنفس الظروف تقريبا بعد ذلك باثني عشر عاما.
سعيد بيران
هو أبرز زعماء الكرد في تركيا وأول من قاد حركة مسلحة ضد سلطة الزعيم التركي كمال أتاتورك، للمطالبة بما يعتبره الكرد حقوقهم القومية التي وعدهم بها أتاتورك ثم تراجع عنها.
ولد سعيد بن محمود بن علي في قرية بالو عام 1865م، وهو سليل أسرة دينية نقشبندية، حفظ القرآن الكريم ودرس الفقه والشريعة الإسلامية، وأصبح مرشدا للطريقة النقشبندية في بالو عقب وفاة والده وانتقال الزعامة الدينية إليه.
خاض الشيخ سعيد العمل السياسي منذ بدء تأسيس الجمعيات في الدولة العثمانية عام 1908، وأقام صلات مع العائلات الكردية الكبيرة في المناطق الكردية المختلفة، وعرف عنه انشغاله بالعلم وسعيه لتحديث علوم الدين ورغبته بإنشاء جامعة في مدينة وان الكردية على غرار الجامع الأزهر، لكن المشايخ التقليديين والحكام الأتراك وقفوا ضد رغبته. تولى عام 1924 رئاسة جمعية آزادي الكردية التي قررت القيام بحركة مسلحة شاملة ضد الحكم التركي للحصول على ما وصفوه الحقوق القومية للشعب الكردي، بعدما تراجع أتاتورك عن وعوده للكرد بمنحهم حكما ذاتيا في مقابل مساعدتهم له في حروبه ضد أعدائه، وبعد اعتقاله بعض قادة جمعية آزادي. نشبت حركته المسلحة قبل حلول ربيع عام 1925 وسرعان ما امتدت المعارك إلى 14 ولاية تمثل معظم الأراضي الكردية جنوب شرقي تركيا، وشارك فيها نحو 600 ألف كردي ومعهم مجاميع من الشركس والعرب والأرمن والآثوريين كما تقول الروايات الكردية، وتمكن المقاتلون الكرد من تحقيق مكاسب عسكرية مهمة وحاصروا مدينة ديار بكر الإستراتيجية، لكن قوات أتاتورك فكت الحصار وتمكنت من قمع الحركة بشدة وقسوة.
حاول الشيخ سعيد أن ينجو بمقاتليه عبر دعوته لهم للتراجع، لكن القوات التركية أحكمت الطوق حولهم، واعتقلت الشيخ سعيد وقادة الحركة أواسط أبريل/ نيسان 1925، وحكمت عليه بالإعدام الذي نفذ بحقه مع 47 من قادة الكرد يوم 30 مايو/ أيار من نفس العام.
قاضي محمد
رئيس ومؤسس أول دولة كردية في التاريخ الحديث، ويعتبره الكرد بطلا أسطوريا ورمزا للحرية والكفاح في تاريخهم. هو ابن القاضي علي بن قاسم بن ميرزا أحمد، ولد لأسرة غنية عام 1901 في مدينة مهاباد الإيرانية القريبة من مناطق الحدود الإيرانية مع الاتحاد السوفياتي (سابقا).
عُرف عن قاضي محمد اهتمامه بأمور العلم والشريعة والفقه الإسلامي، وإتقانه مع لغته الكردية الأم العربية والتركية والفارسية والفرنسية إلى جانب إلمامه بالإنجليزية والروسية.
عين مسؤولا ثقافيا في مهاباد عندما افتتحت أول مدرسة بالمدينة، حيث شجع الناس على تعلم العلوم والفنون لمواجهة ما كان يوصف بالاضطهاد والظلم بحق الكرد، عارض القبلية بشدة، وعرف عنه تواضعه واهتمامه بالفقراء. وتشير الكتابات الكردية إلى التأثير الكبير لشخصية قاضي محمد بين مختلف طبقات الشعب الكردي. تأثر قاضي محمد بالأفكار الديمقراطية والوطنية، وانضم في ثلاثينيات القرن المنصرم إلى حزب خويبون الذي تأسس عام 1927.
عام 1942 تأسست جمعية بعث كردستان، وتركز نشاطها في مهاباد، ثم تحول اسمها عام 1945 إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني وكان بزعامة قاضي محمد، وكان برنامجه يتلخص في تحقيق الحرية بإيران، والحكم الذاتي لكردستان داخل الحدود الإيرانية، والإخاء مع الشعب الأذربيجاني وكل الأقليات غير الفارسية، وانتشرت شعبية الحزب في المنطقة وضمت مختلف فئات الكرد.
استثمر قاضي محمد ظروف ضعف الحكم في طهران ووجود القوات السوفاتية في الأراضي الإيرانية، ليعلن يوم 22 يناير/كانون الثاني 1946 قيام ما عرف بجمهورية مهاباد أو جمهورية كردستان الديمقراطية بالوصف الكردي، وانتخب رئيسا لها.
حاول التفاوض مع حكومة طهران حول علاقة جمهوريته بوصفها سلطة حكم ذاتي بالحكومة المركزية، لكن الحكومة الإيرانية ردت في ديسمبر/كانون الأول 1946 بإرسال حملة عسكرية (بعد انسحاب القوات السوفياتية من إيران) نجحت في القضاء على الجمهورية الكردية الفتية. اعتقلت القوات الإيرانية قاضي محمد، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالإعدام إلى جانب عشرات من مساعديه، ونفذ فيه الحكم نهاية مارس/آذار1947 بساحة جوار جرا بمهاباد التي أعلن منها ولادة جمهوريته.
مصطفى البارزاني
رجل أثار الجدل وشغل المنطقة لنحو ربع قرن، يصفه الكرد بالزعيم الخالد، ويطلق عليه خصومه أوصافا تبدأ بالدهاء ولا تنتهي بالخيانة، لكن أحدا لا يستطيع أن ينكر على الملا مصطفى البارزاني إصراره وقدرته على المناورة السياسية وزعامته للحركة الكردية في العراق طوال عدة عقود بلا منازع. سمي بالملا لمكانة عائلته الدينية التي ورثتها عن جده وأبيه، وبدأ في عمر مبكر رحلة العمل المسلح، فقد شارك على رأس قوة من مائتي مقاتل في حركة الشيخ محمود الحفيد عام 1919 بينما كان في السادسة عشرة فقط، وسافر عام 1920 إلى تركيا مبعوثا من أخيه الأكبر أحمد البارزاني للتنسيق مع الشيخ سعيد بيران الذي قاد بعد ذلك حركة واسعة ضد حكم أتاتورك، وبعد ذلك بنحو عقد كان قد بدأ رحلة طويلة من التحرك المسلح ضد الحكومات العراقية حتى موته. في عام 1932 شارك بصحبة أخيه في مقاتلة القوات العراقية المدعومة من البريطانيين، لكن الحركة فشلت، ونفي الملا مصطفى إلى السليمانية عام 1933 حيث بقي عشر سنوات ليهرب بعدها عائدا إلى قريته بارزان التابعة لأربيل شمال العراق.
في عام 1945 عاد لمقاتلة القوات العراقية، لكن حركته انتهت ليتوجه إلى مهاباد الإيرانية حيث أعلنت أول جمهورية كردية بمساعدة السوفيات عام 1946، وليتولى هناك قيادة جيش الجمهورية الناشئة بعد أن منحته موسكو رتبة جنرال حتى لقب لفترة بالجنرال الأحمر.
كان من بين قادة جمهورية مهاباد القلائل الذين تمكنوا من الهرب قبل انهيار تلك التجربة الكردية في نفس عام إنشائها، فقد نجا من جيش شاه إيران الذي اقتحم مهاباد وأعدم رئيسها ومساعديه، لكنه قبل ذلك كان قد أسس في مهاباد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي عرف آنذاك بالبارتي، وأرسل مساعديه إلى السليمانية ليعقدوا أولى مؤتمرات الحزب هناك.
هرب إلى الاتحاد السوفياتي بعد أن ضاقت به السبل، ولم يعد منها إلى العراق إلا بعد ثورة تموز 1958 التي أطاحت بالملكية، حيث استقبله زعيم الثورة عبد الكريم قاسم بحفاوة ومنحه الكثير من الامتيازات، لكن ذلك لم يكن كافيا لحل المشكلة الكردية، فاستأنف الملا مصطفى عام 1961 حركته المسلحة ضد قاسم التي استمرت هذه المرة أربعة عشر عاما متصلة برغم تغير الوجوه والنظم الحاكمة في بغداد.
في عام 1975 عقد العراق اتفاقية مع إيران أنهت طهران بموجبها دعمها لحركة الملا مصطفى، فانهارت قواته على الفور وبدأ من جديد رحلة لجوء إلى إيران ثم إلى أميركا قبل أن يموت هناك عام 1979 متأثرا بمرض السرطان. خلال حياته تقلب البارزاني في تحالفاته مع أطراف عديدة لدعم حركاته المسلحة، فقد تحالف مع إيران وسوريا وأميركا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي وإسرائيل من أجل تحقيق أهدافه، لكن خصومه الذين يعترفون بدهائه السياسي والعسكري يتهمونه بتفويت فرص عديدة للحل وبالارتهان للقوى الأجنبية التي دعمته على حساب الأمن العراقي لا سيما من خلال علاقاته الوثيقة مع إسرائيل، أما أنصاره فيقولون إنه من وضع القضية الكردية على الطاولة الدولية وإنه فعل ما كان يتوجب فعله لخدمة قضية الكرد حسب وصفهم. اقرأ أيضا عن: العائلة البارزانية
جلال الطالباني
أول رئيس كردي للعراق منذ تأسيسه قبل أكثر من ثمانين عاما، وزعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، تميز بتغير تحالفاته وإقامته علاقات متحولة شملت مختلف الأطراف، على سيرة معلمه القديم الملا مصطفى البارزاني الذي ما لبث أن انشق عنه ليؤسس لنفسه كيانا سياسيا وعسكريا سحب جزءا من سلطة العائلة البارزانية في كردستان العراق. ولد جلال حسام الدين الطالبانى صيف عام 1933، وانضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني الأب نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، وخلال بضع سنين أصبح عضوا قياديا في الحزب.
درس الحقوق في بغداد، وبدأ نشاطاته الخارجية مبكرا، فقد سافر عام 1957 إلى موسكو ودمشق مروجا لدولة كردية، وأقنع الحكومة المصرية بفتح إذاعة كردية من القاهرة.
عمل في الصحافة الكردية السرية منها والعلنية، وخدم كضابط مجند في الجيش العراقي قبل أن يصبح من قادة البيشمركة الكردية في حركة البارزاني المسلحة عام 1961، لكنه استمر في العمل السياسي رئيسا للوفد الكردي المفاوض مع الحكومة العراقية عام 1963، وممثلا للبارزاني في جولة شملت عدة دول أوروبية في نفس العام.
بدأت تحولات الطالباني العلنية بدءا من عام 1965، حينما شكل مع آخرين جناحا منشقا عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، وشارك مع الحكومة العراقية العام التالي في حملة عسكرية ضد قوات الملا مصطفى فيما اعتبره كثير من الكرد وصمة في تاريخه، لكن فصيله المنشق انحل عام 1970 بعدما عقد الملا مصطفى اتفاقا مع الحكومة العراقية فيما عرف ببيان 11 مارس/ آذار.
في عام 1975 أسس الطالباني في دمشق التي منحته جواز سفر دبلوماسي حزبه الحالي الاتحاد الوطني الكردستاني بعد قليل من انهيار قوات البيشمركة وخروج الملا مصطفى من العراق إثر اتفاق الجزائر بين العراق وإيران، وتبنى اتجاها يساريا وأصبح لاحقا عضوا في الاشتراكية الدولية، لكن علاقاته بالغرب لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا تواصلت بقوة.
في عام 1976 بدأ الطالباني حركة مسلحة ضد السلطة المركزية، وتمركز نشاطه العسكري في منطقة السليمانية التي أصبحت بعد ذلك معقله، ومع بدء الحرب العراقية الإيرانية مطلع الثمانينيات فشلت محاولات السلطة المركزية للتفاوض معه، وقد استغل تلك الحرب للمناورة في علاقاته بين إيران وسوريا من جانب والسلطة في بغداد من جانب آخر، الأمر الذي دعم مركزه في كردستان لا سيما بعد وفاة البارزاني الأب عام 1979.
يتهمه بعض الشيوعيين العراقيين بالتعاون مع المخابرات العراقية ورئيسها آنذاك برزان التكريتي حينما قام بالهجوم لصالحها على موقع للحزب الشيوعي العراقي في منطقة بشتا شان المعزولة شمال العراق في مايو/أيار 1983 وارتكاب ما يصفونه بالمجزرة هناك، كما يتهم بالتعاون مع القوات الإيرانية خلال الحرب، وقد تعرضت قواته لانتكاسة بعد عام 1988 مع نهاية الحرب وسيطرة الجيش العراقي على كردستان مما اضطره للجوء إلى إيران، لكن صلاته بالرئيس السابق صدام حسين تواصلت. أسس الطالباني لنفسه إقليما وحكومة في السليمانية منذ انسحاب الإدارة المركزية من كردستان عام 1992، لكنه دخل في صراع نفوذ على المنطقة مع مسعود البارزاني، وخاض الطرفان حربا ضروسا منذ عام 1994، وكادت قوات الطالباني أن تقضي على قوات مسعود تماما بعد أن دخلت معقله في أربيل عام 1996، لولا أن الأخير استنجد بالرئيس السابق صدام حسين الذي أرسل قوات طردت مقاتلي الطالباني الذين هربوا مع زعيمهم إلى إيران. احتفظ الطالباني بعلاقات جيدة مع الأميركيين قبل غزو العراق وبعده، ودخل منذ البداية في العملية السياسية تحت إشرافهم وأصبح عضوا في مجلس الحكم، ثم اختير رئيسا مؤقتا للعراق ربيع عام 2005، وجدد انتخابه من قبل مجلس النواب لرئاسة من أربع سنوات في أبريل/نيسان 2006.
مسعود البارزاني
أول رئيس لكيان كردي شبه مستقل في إطار واحدة من دول الإقليم، ووريث العائلة البارزانية التي تحولت إلى زعامة تاريخية للكرد في العراق على مدى أكثر من سبعين عاما. ولد عام 1946 وهو نفس العام الذي أسس فيه والده الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه اليوم، والمفارقة الأخرى أنه ولد في الدولة الوحيدة التي أنشأها الكرد حتى الآن وهي جمهورية مهاباد في إيران، والتي لم تستمر سوى أقل من عام واحد وشغل فيها والده الملا مصطفى منصب قائد الجيش.
خاض مع والده كل المعارك ضد الحكومة المركزية منذ عام 1961 وحتى 1975 حينما انهارت الحركة البارزانية المسلحة بعد اتفاق الجزائر بين العراق وإيران، حتى غادر مع والده لاجئا إلى الولايات المتحدة وكان قربه عند وفاته.
في عهد والده عمل مسعود رئيسا لمخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارستن) وتسلم رئاسة الحزب بعد وفاة البارزاني الأب عام 1979، لكنه حينما عاد إلى العراق بعد ذلك لم يكن لديه القوة التي كانت لأبيه من قبل، لاسيما وأن حزب غريمه ثم حليفه بعد ذلك جلال الطالباني كان قد تصدر واجهة العمل الكردي المسلح.
يتهم بالتعاون مع إيران خلال الحرب بين عامي 1980- 1988، ورغم ما يشاع عن وجود إسرائيلي شمال العراق، فإنه لم تتأكد علاقة مسعود بالاسرائيليين الذين انقطعت علاقتهم بالحركة الكردية بعد عام 1975، ومع ذلك فقد منحته منظمة تسمى الجمعية اليهودية العراقية ومقرها نيويورك لقب منقذ الشعب اليهودي، لأنه كما جاء ببيانها في الرابع من أبريل/نيسان 1987 "أنقذ حياة خمسة آلاف يهودي عراقي بين عامي 1970 و1973".
بعد انسحاب الإدارة المركزية من كردستان عام 1992 أسهم حزبه في الإدارة المشتركة للمنطقة الكردية مع حزب الطالباني، لكن الخلافات نشبت بين الطرفين وتحولت إلى معارك عنيفة عام 1994 أسفرت عن مصرع وإصابة عشرات الآلاف من الكرد، وكادت قوات الطالباني أن تحتل معقل مسعود في أربيل لولا أن الأخير استنجد بالرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أرسل يوم 31 أغسطس/ آب 1996 كتيبة من الجيش، طردت قوات الطالباني من المدينة وأعادت البارزاني الذي كان يتهيأ للجوء إلى تركيا.
بعد غزو العراق كان له دور مباشر في العملية السياسية إذ أصبح عضوا ورئيسا لمجلس الحكم، وشارك في تحالف انتخابي مع الطالباني حصل على المرتبة الثانية من مقاعد البرلمان العراقي، لكنه ترك لعدد من مساعديه أن يتولوا مناصب رسمية في الحكومة العراقية، فيما فضل هو أن يكون رئيسا لإقليم كردستان الذي توحد في إدارة مشتركة وبرلمان موحد عام 2006، وبات يتمتع باستقلال نسبي هو أكثر ما حصل عليه الكرد في المنطقة حتى الآن. يصر البارزاني على نيل كل ما يعتبره حقوق الشعب الكردي ومنه مدينة كركوك الغنية بالنفط، وهو لم يؤكد حتى الآن رغبته بالانفصال عن العراق لكنه يشدد على الحق في تقرير المصير، كما أنه يرفض بإصرار رفع العلم العراقي في كردستان ويستخدم بدلا من ذلك علم إقليم كردستان ذا الشمس الصفراء في الوسط، وهو ذاته علم جمهورية مهاباد التي ولد البارزاني الابن على أرضها.
عبد الرحمن قاسملو
هو أبرز زعماء الكرد في إيران خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وواحد من المثقفين الكرد الذين روجوا لقضايا ومطالب شعبهم.
ولد عبد الرحمن قاسملو عام 1930 في وادي قاسملو المجاور لبلدة رضائية بإيران، درس في العراق وأتم دراسته في أوروبا حيث حصل على شهادة الدكتوراه من تشيكوسلوفاكيا. انتخب عام 1973 سكرتيرا للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بينما كان يعمل محاضرا في جامعة براغ بتشيكوسلوفاكيا، قبل أن ينتقل إلى فرنسا ليعمل في جامعة السوربون أستاذا في اللغة والتاريخ الكردي.
في أواخر عام 1978 عاد إلى كردستان الإيرانية ليؤسس هناك فروعا لحزبه، واستولى أتباعه على مقاليد الأمور بالمناطق الكردية في الاضطرابات التي عمت البلاد خلال الثورة الإيرانية. في أعقاب الثورة الإسلامية شعر الكرد بسير الأمور ضدهم، وتقول الروايات الكردية إنهم منعوا من المشاركة في كتابة الدستور الإيراني عام 1979 بسبب كونهم من السُنة، ولم يحصلوا في ذلك الدستور على ما يعتبرونه حقوقا قومية فجرت مواجهات مسلحة بين الكرد والقوات الحكومية كان دور قاسملو فيها قياديا، وتم إعدام أعداد كبيرة من الكرد الإيرانيين في محاكم خلخالي الشهيرة. حصل قاسملو على دعم العراق في مواجهته للحكم الإيراني، لكن ذلك الدعم لم يكن كافيا لمواجهة القوات الإيرانية التي أخمدت الحركة الكردية بقوة. حاول بعد ذلك تحقيق مكاسب لشعبه عن طريق المفاوضات، وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في أغسطس/آب 1988، دعا قاسملو للحوار مع وفد إيراني رسمي في فيينا، لكن الدعوة كانت على ما يبدو محاولة لإيقاع الزعيم الكردي في فخ إيراني. خلال وجوده في فيينا لغرض التفاوض مع الوفد الإيراني، تم اغتيال قاسملو مع اثنين من مساعديه يوم 13 يوليو/تموز 1989، واتهمت المخابرات الإيرانية بتنفيذ عملية الاغتيال، وغداة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران أعلنت السلطات النمساوية أنها تمتلك وثائق تؤكد ضلوع الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجاد بالمشاركة في اغتيال قاسملو.