كانت الزلازل الهزات الأرضية تحدث في تلك المنطقة لعدة أيام , ولكن بما أن بركان جبل فيزوف Vesuvius لم ينفجر منذ مئات السنين , لذا فلم يهتم السكان بأمر الزلازل والهزات الأرضية المتكررة , وللأسف استمروا في ممارسة أنشطتهم اليومية إلى ما بعد الظهر .
ضربت الثورات البركانية والإنفجارت قرية بومبي 6 مرات على مدى يومين , وكان كل انفجار يطلق غازات قاتلة , ورماد , إلى جانب السحب البركانية المحملة بالغازات والأحماض وبخار الماء , ومسببة للعواصف الرعدية والبرق وهطول الأمطار البركانية , واتبعها تدفق للحمم البركانية التي كانت أكثر فتكاً بسبب ارتفاع درجة حرارتها وسرعتها الكبيرة , وعندما انتهى كل شيء , دُفنت قرية بومبي وسكانها على عمق 6 أمتار ( 20 قدم ) تحت الحطام البركاني والرماد ...
بعد أن دفنهم الرماد البركاني لأكثر من 1900 سنة , تم اكتشاف المدينة المنكوبة وسكانها باستخدام تكنولوجيا التصوير في العصر الحديث ...
وجدير بالذكر أن بومبي Pompeii هي أحد المدن الإيطالية التي تقع على البحر المتوسط بالقرب من مدينة "نيبلس" الإيطالية.
وإليكم 10 أشياء مثيرة عن سكان بومبي ..
1- سكان بومبي احترقوا فجأة حتى الموت
- حتى وقت قريب , كان الافتراض الأساسي لموت سكان بومبي هو أن الضحايا عانوا من الاختناق الناجم عن الغازات البركانية القاتلة والرماد , ولكن دراسة حديثة أجراها عالم البراكين جيوسيبي ماسترولورينزووزملاؤه خلصت إلى أن المئات من الوفيات تعرضوا إلى تدفق بركاني شديد الحرارة خلال المرحلة الرابعة من التدفق البركاني , حيث وصلت درجة الحرارة إلى 300 درجة مئوية ( 570 درجة فهرنهايت ) مما أدى إلى مقتل الناس على الفور .2- حوالي ثلاثة أرباع سكان بومبي قد ماتوا على أوضاعهم التي كانوا عليها
- كشف أوضاع وأشكال الجثث التي تم العثور عليها عن كيفية موتهم , فكان بعضهم محاصر في المبان , وآخرون كانوا يحاولون حماية أفراد العائلة , حيث تم العثور على الأطفال والبالغين وقد كساهم الرماد .وقد استخدم العلماء تقنية صب الجبس على الجثث للحفاظ على تفاصيلها , فعلى الرغم من أن الأنسجة الرخوة د تآكلت منذ فترة طويلة , إلا أن الهياكل العظمية بقيت كما هي ولكنها فارغة , لذا فهي ليست تماثيل أو نسخ طبق الأصل ولكنها هياكل محنطة محتفظة بتفاصيل الوجه ووضعية الجسم .
تم العثور فقط على 86 ضحية من ضحايا مومبي من أصل 2000 قتيل , ولكن أعمال الحفر لا تزال مستمرة في مومبي حتى اليوم , وعندما وجد العلماء أن استخدام تثنية الجص يدمر البقايا الهشة , لم يعد يُستخدم مع الجثث .
لم يلاحظ العلماء فقط أوضاع الضحايا , ولكن لاحظوا تعبيرات وجوههم التي أظهرت لحظات الرعب التي عاشوها قبل موتهم .
فمن الضحايا من رفع يديه فوق رأسه في محاولة ضعيفة لتفادي الهلاك الوشيك , بينما تجمد وجه آخر شاغراً فاه في صرخة أبدية .
وهناك ضحية لأم خائفة تحيط طفلها الصغير بذراعيها , وشخص آخر يجلس مغطياً وجهه بيديه كما لو كان يتقبل ما هو آت , بينما يحاول آخرون الزحف على الأرض والهرب من مصيرهم المحتوم , وآخرون تم العثور عليهم وهم يجلسون في وضع الجنين , فضلاً عن البعض الذين عانقوا أحبائهم في لحظة احتضان مأساوية أبدية , وعلى الرغم من أن معظم هؤلاء الضحايا عكست أوضاعهم صوراً مخيفة عن كيفية مواجهتهم لآخر اللحظات المروعة لحياتهم , فقد اختار أحد الضحايا الموت تحت وضع آخر , فقد تم العثور عليه في وضع **ي شاذ , ومن المؤكد أنه تفاجيء كالآخرين بالموت القادم ولم يستطع فعل شيء !
3- بستان الفاكهة في بومبي احتوى على أكثر عدد من الضحايا
- احتوت حديقة الفاكهة في بومبي على أكبر عدد من الضحايا تم العثور عليه في مكان واحد في المنطقة , حيث وصل عددهم إلى 13 شخصاً لقوا حتفهم هناك حيث احتموا , واحتوى بيت الالغاز على 9 جثث , حيث يُعتقد أن السقف قد انهار عليهم وحاصر هؤلاء الأفراد , واحتوت كل من حمامات ستابيان الحرارية وسوق السمك على ضحيتين اخريتين , وكان في السوق عدد أكبر من الضحايا4- كان هناك ضحايا من الحيوانات
- تم العثور على الكثير من جثث الحيوانات في بومبي , فمدينة بومبي كانت مدينة مزدهرة وغنية , وكان العديد من سكانها يقتنون الحيوانات الأليفة كالكلاب , وكان معظم السكان الأثرياء لديهم خيول , وكانت هناك حيوانات للزراعة بالإضافة إلى الحيوانات البرية التي كانت تجوب في شوارع المدينة , ولكن كل تلك الحيوانات لم تنجو أيضاً من ثورة البركان الغاضب .في السوق المسمى Olitorium , تم العثور على خنزير , وكان هناك أيضاً كلب صغير تم ربطه بطوق , ويفترض أنه كان حيوان أليف لشخص ما , ووُجد الكلب مُلقى على ظهره , وساقيه ملتوية كما لو كان قضى لحظاته الأخيرة يتلوى من الألم .
ومؤخراً وجد علماء الآثار أيضاً عدة خيول في إسطبل خاص بفيلا , وقد تم العثور على ثلاثة خيول قد لقت حتفها , ويبدو أنه تم تجهيز اثنين منهما للهرب , ولكن للأسف لم يهرب شيء ذلك اليوم من ذلك القدر المحتوم .
كما اكتشف العلماء في الموقع هياكل عظمية مختلفة لحمير وبغال .
5- الطعام مازال هناك تحت الرماد
- تم العثور على رغيف من الخبز القديم محفوظاً تحت طبقات من الغبار والرماد ,وكان مستديراً ولم يمسه أحد على ما يبدو , ومقسماً إلى ثمانية أقسام , ومختوماً بختم واضح من قِبل الخباز ( في تلك العصور كان على الخباز أن يختم خبزه لتمييز المصدر ) , وحافظ ذلك الرغيف على شكله ونسيجه على الرغم من بقاءه مدفوناً لقرون عديدة على بعد 30 قدم تحت الرماد والأرض , وهذا الاكتشاف يعكس الحياة الطبيعية التي كان يعيشها سكان بومبي وسط هذا الحدث البركاني .
كما سلطت دراسة شاملة من جامعة سينسيناتي الضوء على طعام وشرب السكان المحليين لبومبي , حيث حلل الباحثون مواد المطابخ والحمامات في موقع الحفر , وكانوا قادرين على تحديد المواد الغذائية المتنوعة مثل الحبوب والعدس والزيتون والبيض والمكسرات , وكذلك الأسماء والدواجن واللحوم .
وبالنسبة للمواطنين الأكثر رقياً في بومبي , فقد تم العثور على أطعمتهم المستوردة , مثل التوابل الغريبة , والمحار , وقنافذ البحر , وطيور الفلامينجو ( النحام ) , وحتى الزراف , حيث وجد علماء الآثار بقايا ساق زرافة في مطعم .
وكان لدى سكان بومبي انبهار بالسمك المملح , حيث صنعوا صلصة من أمعاء السمك المملح الذي تُرك ليتخمر ( يتعفن ) على مدار شهرين في الشمس , وقد شبهها البعض بصوص السمك التايلندي , ولكن بالنسبة لبومبي القديمة فقد أُعتبرت تلك الصلصة ( كاتشب ) ذلك الوقت , على الرغم من أن أفضلها كان باهظ الثمن .
6- سكان بومبي كانت لديهم أسنان رائعة
- تكشف الأبحاث الحديثة أن أهل بومبي كانت لديهم أسنان لؤلؤية كبيرة ومثيرة للدهشة بالنسبة لهذه الحقبة , فلم يكن الناس في العام 79 ميلادياً يعرفون شيئاً عن الرعاية السليمة للأسنان , ومع ذلك فإن أسنان أهل بومبي كانت صحية أكثر بكثير من المتوسط , حيث يُشير الباحثون إلى أن أسنان سكان بومبي كانت أفضل من أسناننا اليوم في كثير من النواحي , وربما يرجع هذا إلى النظام الغذائي الصحي لأهل بومبي في ذلك الوقت , والذي شمل الفواكهة والخضروات وانخفاض مستوى تناول السكريات , حتى أن مصادر الفلور كانت في الهواء والماء الموجود بالقرب من البركان .7- لغز الرجلان المتعانقان
وقد أكدت فحوصات الأشعة المقطعية ونتائج الحمض النووي للعظام والأسنان أن الهياكل تعود بالفعل إلى ذكور , وقد أكد الباحثون كذلك أن الإثنين لا تربطهما علاقة قرابة كما هو الحال مع الأخوة والأب والإبن وهكذا , وقد حددت نتائج الحمض النووي أعمارهما , حيث تبيّن أن أحدهما شاباً يتراوح عمره بين 18 إلى 20 عاماً , والآخر ذكر بالغ يبلغ من العمر 20 عاماً أو أكثر .
8- بومبي كانت مدينة فاسقة
- بومبي مدينة تميزت بممارسة ال** والشذوذ بشكل فاضح وعلني , لم يعرف أهلها مفهوم الحياء , وكان ال** شيئاً مهماً في ثقافتهم .
عندما تم اكتشاف بومبي لأول مرة في أواخر القرن السادس عشر من قِبل العمال الذين كانوا يحفرون في المنطقة لتغيير مسار نهر سارنو , فحص المهندس المعماري الإيطلي ( دومينيكو فونتانا ) تلك الآثار التي وجدوها , وكان مندهشاً للغاية من اللوحات الجدارية الصريحة **ياً وغيرها من الأشياء الخاصة بالحياة ال**ية لسكان المدينة , وقام بتغطية كل شيء احتياطياً , وتم إعتبار تلك الآثار فاضحة للغاية ومسيئة للذوق العام والأخلاق في ذلك الوقت .
وظلت القطع الأثرية مدفونة حتى القرن الثامن عشر , حتى بعد عمليات التنقيب المتعمدة في ذلك الوقت , وفي عام 1819 , صُدم " فرانسيس الأول " - الملك المستقبلي لمملكة الصقليتين - بالطبيعة الصريحة لتلك الأشياء الأثرية , فأمر بإخفاءها في خزانة سريّة , وكان الوصول لتلك القطع متاحاً فقط لأكثر السادة نضجاً وأكثرهم أخلاقاً , وبالنسبة لبقية الناس , فلم تكن تلك القطع الأثرية متاحة للجمهور حتى عام 2000 م .
سكان " بومبي " كانوا مولعين بكل ما له علاقة بال** , لدرجة رسم الأعضاء ال**ية على الأثاث , ومصابيح الزيت , وحتى الأجراس , وصُورت الأوضاع واللقاءات ال**ية المثيرة على اللوحات الجدارية وعلى جدران المنازل , وكانت أكثر القطع المشينة التي تم العثور عليها , هو قطعة منحوتة لعلاقة **ية بين ماعز ورجل ذو قرون وأرجل ماعز , وينتمي هذ العمل إلى لوسيوس بونتيبيكس وهو والد زوجة " يوليوس قيصر " .
كانت بيوت الدعارة مشهورة جداً في بومبي القديمة , وكان هناك حوالي 35 منشأة لبيوت الدعارة في وقت ثوران البركان , وقد أُدرجت رسوم الخدمة على الجدران , وتم تصوير تلك الخدمات على لوحات جدارية , وكشفت بعض الكتابات الموجودة على جدران بيوت الدعارة عن تجارب الزبائن بشكل تفصيلي , ولكن على النقيض من الصورة الموجودة على الجدران , بدا أن المشتغلين بال** يعيشون حياة قاتمة , فالغرف بدون نوافذ وتحتوي على أسرة حجرية , وليس هناك وسائل للراحة على الإطلاق .
9- العبد المقيد
- على الرغم من استمرار الحفريات الكثيرة في بومبي , إلا أن التاريخ المظلم للعبيد في بومبي مازال بعيد المنال عن أيدي علماء التاريخ , ولكن من الواضح أن العبودية كانت شائعة في بومبي القديمة , سواء كان العبيد من الخدم أو المحظيات أو المشتغلين بال** , فإن العبيد كانوا متواجدين وبكثرة في مجتمع بومبي .وكما هو الحال في مجتمعات أخرى , كان العبيد عبارة عن ممتلكات بالنسبة للأثرياء , والمالكين يمكنهم أن يفعلوا معهم ما يريدون , وكان لدى العبيد مجموعة متنوعة من الواجبات , ولعل أكثرها إثارة للإشمئزاز هو جمع البول واستخدامه كمادة للتطهير .
كان العبيد يقومون بتجميع البول وأخذه حيث المنطقة التي يتم فيها غسل الملابس , فكانوا يصعدون في أحواض مملوءة بالبول والماء والملابس القذرة , ثم كانوا يقومون بغسل تلك الملابس .
كانت أسوأ صورة للرق في بومبي القديمة , هو ما اكتشفه العلماء خلال عمليات التنقيب في سجن العبيد في بومبي , حيث عثروا على عبد مستلقياً على وجهه ومكبّلاً بالأغلال , ولم يستطع بالطبع الفرار حينما ثار بركان فيزوف ودمّر بومبي .
10 - الرجل صاحب أسوأ حظ في بومبي
- تخيل أنك في فوضى سقوط الأمطار النارية , والرماد , والأبخرة الكثيفة , والأرض ترتجف وتتكسر تحت قدميك , والمباني تتساقط من حولك , وأنهار الحمم البركانية الحارة تتدفق بإتجاهك وتلتهم كل شيء .وتتخيل أنت في وسط هذا أنك ربما ستنجو إذا ما هربت "نعم - سأخرج من هذا " ثم , فجأة .. تم قطع رأسك بواسطة صخرة تسقط عليك ..
هذا ما حدث لهذا المسكين في الصورة , والذي كان صاحب أسوء حظ في بومبي - نحن لا نعرف اسمه - ولكن كل ما يعرفه العلماء عنه أن بقايا هيكله العظمي كان بارزاً من تحت صخرة كبيرة بعد ألفي عام من موته .
واعتقد علماء الآثار أن هذا الرجل كان يفر من المدينة ولكنه كان مصاب بعدوى في ساقه , مما أعاق حركته , ومن المرجح أن ذلك ساهم في الطريقة المؤسفة التي مات بها
جدير بالذكر - أنه لم يتم العثور على رأسه حتى الآن .