- مجموعة من الرجال الأشداء , ضخام الجسم , بشرتهم حمراء مائلة للأبيض مع شعر أصفر ذهبي ناصع , يرتدون خوذات ذات قرون , ويحملون الفوؤس , ويبحرون وينهبون القرى والبلاد ... هذا ما نتخليه عند ذكر كلمة " فايكنج " vikings.. ولكن ليس هذا هو كل شيء , فلقصتهم بقية .. وهذه 22 حقيقة مثيرة للدهشة قد لا تعرفها عن شعبالفايكنج وأسلوب حياتهم .
- الحقيقة أن هؤلاء الرجال الذين أبحروا إلى إنجلترا وقاموا بغزو الكثير من البلاد , لم يطلقوا على أنفسهم إسم ( الفايكنج ) , ولكن هذا الإسم الذي إرتبط بهم لآلاف السنين , لم يظهر في كتب التاريخ حتى منتصف عصرهم خلال القرن العاشر الميلادي . ويُعتقد أن أصول كلمة " فايكنج " جاءت من كلمة " فيك " وهو ما يعني " خليج صغير " في لغة المناطق الشمالية , كما ان هذه الإسم من الممكن ان يكون مصدره منطقة من النرويج تُسمى " فيكين " , حيث عاش الفايكنج بها في الأصل .
- عصر الفايكنج من أكثر العصور الخصبة في التاريخ , ولكن عدد قليل من يعرف كيف بدأت فعلاً .. ولحسن الحظ لدينا هنا الجواب ... بدأ كل شيء في 8 يونيو عام 793 م , عندما ركب محاربو الفايكنج قواربهم من النرويج إلى شواطيء لينديسفارن في شمال إنجلترا . وعلى الرغم من أن سكان هذه الجزيرة الصغيرة كانوا على إستعداد لإستقبال الفايكنج بصدر رحب , ولكن الفايكنج كان ردهم قاسياً للغاية , فقد دمروا الجزيرة وقتلوا معظم سكانها , وأخذوا الأرض لهم .
- كان الفايكنج يحبون السفر عبر البحار إلى أراضٍ جديدة , ومعظم الناس يعتقدون أن الفيكنج سافروا فقط عبر الجزر البريطانية والبلاد الاوروبية الأخرى , ولكن في الحقيقة وصل الفايكنج إلى أبعد من ذلك بكثير ,فقد وجد الباحثون أدلة على أن الفايكنج وصلوا إلى شمال إفريقيا وفلسطين وحتى بغداد , ولكنهم بالطبع لم يستطيعوا إحتلال تلك البلاد في الشرق العربي بسبب قوة الإمبراطورية الإسلامية وقتها . - كما أبحروا عبر مضيق جبل طارق وشبه الجزيرة الإيبيرية , وقامو بغزو الجزيرة ونهبوها وإستولوا على مدن مثل لشبونة وإشبيلية وقادس في الأندلس وسانتياغو دي كومبوستيلا ( أسبانيا حالياً ) وجزر البليار , بل وإحتجزوا ملك نافار " غارسيا هنيغيز " كرهينة , ولكن في نهاية المطاف تمت هزيمتهم من قبل جيوش المسلمين .
إقرأ : 5 حقائق لا تعرفها عن علاقة الفايكنج بالمسلمين ولكن فيما بعد كانت هناك علاقة طيبة وتجارة واسعة بين الفايكنج والمسلمين تبادلوا فيها الكثير من البضائع الثمينة في هذا العصر , حتى أن الخليفة العباسي قد أرسل " أحمد بن فضلان " إليهم كسفير لبلاد المسلمين في رحلته المشهورة لبلاد الفايكنج . إقرأ : أحمد بن فضلان ورحلة إلى بلاد الفايكنج
4 - النهب والإحتلال
- على عكس الإعتقاد الشائع .. فإن عدد قليل جداً من الفايكنج من كانوا ينهبون أو يغيرون على الأراضي الأخرى , غير ذلك كان معظم شعبالفايكنج يشتغل بالزراعة والتجارة , وعلى الرغم من أن النهب والنصب قد يكون سمة مميزة من حياة تجار الفايكنج , إلا نهم كانوا من أكثر التجار إنتشاراً في العالم خلال ذلك العصر , بينما كانت الزراعة هي المهنة الرئيسية لمعظم رجال الفايكنج في وطنهم .
5 - ما هي لغة الفايكنج
- تحدث الفايكنج شكلاً من أشكال اللغة النوردية القديمة , وهي لغة أثرت على خلق اللغات الحديثة في السويد والدنمارك والنرويج وأيسلندا , وفي الواقع , فإن اللغة الأيسلندية هي أقرب لغة إلى اللغة النوردية القديمة , ومازالت موجودة حتى وقتنا هذا , فهناك مدينة واحدة في السويد مازالت تتحدث النوردية القديمة تُدعى بلدة "ألفدالن " , وقد تم إستخدامها كلغة مكتوبة في تلك المدينة حتى عام 1950 , وبسبب هذا ظلت تلك المدينة مقطوعة تقريباً عن العالم الخارجي حتى وقتٍ قريب , مما مكّن ثقافة الفايكنج من البقاء على قيد الحياة .
6 - الخوذات
- على الرغم من إنتشار المسلسلات والأفلام التي تتحدث عن الفايكنج في عصرنا هذا , ويظهر فيه الفايكنج يرتدون خوذات ذات قرون , إلا أنه في الواقع لم يرتدي الفايكنج خوذات قرنية , حيث لا توجد أدلة تشير إلى أن الفايكنج ارتدوا خوذات مزودة بزخارف أو أشكال من أي نوع . ولكن ما عزز تلك الأسطورة , هو عثور علماء الآثار الأوائل الذين إكتشفوا آثار الفايكنج على قرون كانت مدفونة جنباً إلى جنب مع الخوذات , وإتضح فيما بعد إنها قرون كانت تُستخدم في الشرب , وكانت تُدفن مع أدوات المتوفي كنوعاً من الطقوس .
7 - النظافة
- بخلاف ما ذكره " أحمد بن فضلان " عن الفايكنج في رحلته إلى بلادهم ’ في أنهم كانوا قليلي النظافة , فقد أظهرت الدراسات التاريخية أن الفايكنج قد أخذوا النظافة على محمل الجد , فقد تم العثور في مواقع آثار الفايكنج على ملاقط بدائية , وشفرات حلاقة , وأمشاط , ومنظفات الأذن مصنوعة من العظام والقرون , كما إستحم الفايكنج مرة واحدة على الأقل في الأسبوع , وأغتسلوا في الينابيع الساخنة الطبيعية عندما كانت متاحة أمامهم , إلا أن المؤرخين أرجعوا رأي " إبن فضلان " إلى أنه كان رجلاً مسلماً حثه الإسلام على الوضوء 5 مرات في اليوم , والإغتسال في ماء نظيف جاري , وكذلك الإغتسال عند الجنابة, والسواك وغير ذلك , لذا بالنسبة له كان الفايكنج قليلي النظافة .
8 - شعر الفايكنج
- غالباً ما كان يُعتقد , وخاصة في الثقافة الشعبية , أن الفايكنج كانوا يفضلون الشعر الأشقر , إلا أن سادة الفايكنج في الحقيقة كانوا يفضلون تبييض شعورهم بإستخدام الصابون الذي يحتوي على هيدروكسيد الصوديوم , وكذلك شعر الوجه خضع لنفس العملية في بعض مناطق الفايكنج .
9 - الرياضة عند الفايكنج
- الفايكنج كانوا أول من مارس رياضة التزلج , وقد مارسوه للمتعة , حتى أنهم إتخذوا إلهاً للتزلج وأسموه " أولر " . وكانوا مولعين بلعبة كالاتليكر knattleikr - وهي لعبة مشابهة لهوكي الجليد اليوم , وكانت شعبية جداً في الفايكنج الذين عاشوا في أيسلندا - وكانت تتكون من مضرب , وكرة , وصناديق للأهدف , ورئيس للفرقة .
- كان الفايكنج أيضاً ولعين بلعب مباريات الطاولة , وخصوصاً لعبة هنيفاتفل Hnefatafl , وهي لعبة إستراتيجية مماثلة للعبة الشطرنج , تتم على لوحات مقسمة إلى مربعات مختلفة الألوان بإستخدام تماثيل , تمثل إثنين من الجيوش المتنافسة , وكانت ذات إنتشار واسع بين الفايكنج ولازالت تُلعب حتى اليوم .
- كان للفايكنج نظامهم الخاص في إدارة قوانينهم ونظام حياتهم , وكانوا ملزمين بحضور إجتماع يُعرف " بالحدث أو المسألة " حيث يتم حل جميع المسائل القانونية , وكان هذا الإجتماع يُعتبر حدثاً كبيراً في مجتمع الفايكنج , ويمكن أن يستمر لعدة أيام , وتُقام فيه الأسواق والمهرجانات , كما كان يُسمح للنساء بالذهاب إلى هذا الإجتماع لتقديم خدماتهن .
12 - الطلاق عند الفايكنج
- النساء في شعبالفايكنج كانوا يُجبرون على الزواج عند عمر 12 عاماً تقريباً , ولن كان لدي المرأة في الفايكنج الحق في الطلاق أيضاً , ولكي تتطلق كان عليها أن تحضر شاهدين لإخبارهما عن إنفصالها . كانت الأسباب المحتملة للطلاق عند الفايكنج تشمل إساءة المعاملة من الزوج , أو كسل الزوج عن العمل في مزرعته , أو حتى غزارة شعر صدره .
13 - القوانين واللوائح عند الفايكنج
- على الرغم من أن الفايكنج لم يكن لديهم أية قوانين مكتوبة , إلا أن تأثيرهم على النظام القانوني لا يزال على قيد الحياة حتى اليوم , وخاصة في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية , كما كانت لديهم لوائح تتعلق بضبط القوانين في القرى , وجدير بالذكر أن كلمة " Law " القانون " , هي في الواقع كانت كلمة لشعب " الفايكنج ".
14 - عقاب النسر الدامي
- كان الفايكنج معروفين بطرقهم الوحشية , وإسترتيجياتهم الحربية القاسية , وحبهم لإراقة الدماء - الكثير من هذا صحبح - , ولكن يعتقد البعض أن بعض تلك القصص كاذبة , ولكن العديد من القصص تدعي أن الفايكنج كانوا يعاقبون المجرمين والأعداء بطريقة " النسر الدامي - أو نسر الدم " , حيث يتم شق ظهر الشخص المُعاقب , وتكسير ضلوعه وثنيها إلى الأمام , وإخراج الرئتين بما يشبه شكل الأجنحه , ومنها سُميت بالنسر الدامي , لإن الشخص الي يتم تعذيبه بتلك الطريقة يبدو كطائر له جناحين ! ثم يتم بعد ذلك صب الملح على هذا الجزء المفتوح من الجسم , والسماح للطبيعة بأن تأخذ مسارها ... ومع ذلك فلا توجد أدلة حقيقية تشير إلى وجود هذا الفعل الوحشي في عصر الفايكنج .
- إعتقد الفايكنج أن الذين ماتوا في المعارك ذهبوا إلى فالهالا ( العالم الآخر ) - وهي أرض يحكمها أودين وفقاً لثقافتهم الشعبية - حيث يساعده الذين ماتوا في التحضير لـ راجناروك ( نهاية العالم ) . وقد تم دفن أبرز المحاربين عن طريق وضعهم في سفينة ثم إغراقها بعد وضع أكوام من الأحجار بها , وأحيانا كانت تشمل تلك الطقوس , وضع العبيد في السفينة كتضحية .
- كانت تجارة الرقيق أو عبيد السُلاف مزدهرة في مجتمع الفايكنج , فكانوا يأخذون الناس من الطبقات الدنيا من الرجال والنساء والأطفال من الجزر الأوروبية التي قاموا بغزوها وبيعهم كعبيد , ومع ذلك لم يتم بيع العبيد بشكل عشوائي في الشوارع , بل كانت تنظم لهم أسواق رقيق هائلة في جميع أنحاء اوروبا والشرق الأوسط ليتم بيعهم فيها .
17 - الأساطير في الثقافة الشعبية للفايكنج
- كانت ثقافة الفايكنج غنية بالأبطال الخارقين والآلهة المتعددة , مثل أساطيرثور , لوكي, أودين , وفريجا . كما أن ثقافتهم تزخر بالعديد من الأساطير عن محاربين كانت لديهم القدرة على تغيير أشكالهم والتحول إلى حيوانات خلال المعارك , وكان يُسمى هؤلاء بإسم " "بيرسيركيرس The Berserkers " . وجدير بالذكر أن الكاتبة J.K Rowlingقد إستمدت شخصية فينرير غريباك - الرجل المذؤوب في روايات هاري بوتر - من تلك الأساطير عن رجال الفايكنج الذين يتحولون لحيوانات . وعلى الرغم من أنه ليس هناك دلائل حقيقية لفكرة تحول بعض الفايكنج المحاربين لذئاب ضارية او أية حيوانات أخرى , إلا أن هناك بعض الحقيقة التي ترتبط بكلمة " بيرسركيرس " في لغة النرويج , حيث تترجم حرفيا ً إلى عبارة " تغيير الشكل " , حيث يُقال ان بعض محاربي الفايكنج كانوا يرتدون جلود الحيوانات عند ذهابهم إلى للمعركة .
- طوال تاريخهم , أثبت الفايكنج أنهم كانوا من أقوى المحاربين في التاريخ , وقد أخذوا هذا الدور على محمل الجد ! فبمجرد ولادة طفل في عالم الفايكنج , كانوا يتحققون من قوته , وصحته , وإمكانياته , وكان الهدف من ذلك هو توفير محاربين أقوياء للفايكنج , لتحسين قوتهم وسبل معيشتهم , وإذا كان الطفل لا يصلح لهذا الأمر , فإنهم يتركونه خلفهم ويتخلوا عنه , وأحيانا كانت تبلغ القسوة مداها فيلقونه في البحر !
- في المحيط القطبي الشمالي يعيش نوعاً من الحيتان التي تسمىحوت النروالأو حريش البحر , وهي حيتان صغيرة , تتميز بنابها الطويل الذي ينمو من أفواهها . وكان الفايكنج يصطادون هذه الحيتان من أجل لحومها ومن أجل الزينة أيضاً , إذ يستخدمون أنيباهم كزينة , ومع ذلك فقد إستخدموا تلك الأنياب في خداع الناس من البلاد الأخرى في أوروبا , إذ كانوا يبيعون إليهم تلك الأنياب بأسعار باهظة مدعين أنها قرون الحصان الخرافي " وحيد القرن " .
20 - حجر الشمس
- واحدة من الطرق التي إستخدمها الفايكنج في تحديد الإتجاهات من أجل السفر والإبحار كانت إستخدامهم لـ " حجر الشمس " , وهو حجر يتكون من الكريستال عادةً , ولديه خصائص إنكسار الضوء , بحيث يستخدم في معرفة إتجاه الشمس سواء كانت السماء غائمة أو بعد الغروب , وربما تعتقد أن هذا الحجر سحري أو مجرد أسطورة , ولكن تمكن الباحثون من محاكاة عمله بالفعل .
21 - كانوا يحملون النار معهم !
- واحدة من الأسباب التي ساعدت الفايكنج على السفر لمسافات بعيدة , كانت قدرتهم على جلب النار معهم أينما ذهبوا ! فكانوا يفعلون ذلك عن طريق وضع نوعً من فطر ينمو في لحاء الأشجار يغلي في البراز البشري السائل لعدة أيام , حيث يحتوي البراز على النترات التي تجعل النار تشتعل بمعدل بطيء جداً , بما يجعل الفطر يتحول إلى دخان بدلاً من إشتعاله , وبذلك يتمكنون من حمله وإشعال النار فيه أينما ذهبوا وفي أي وقت .
22 - كيف إنتهت قصتهم ؟
- يرجع المؤرخون نهاية عصر الفايكنج إلى سببين أولهما هو قلة غارات الفايكنج حتى توقفها نهائياً , حيث تباطأت غزواتهم وتوقفت مع تغير الزمن , فلم تعد الغارات أمراً مريحاً لهم او مرغوباً , وتُشير الأدلة التاريخية أن عام 1066م كان علامة على إنتهاء عصر الفايكنج , وذلك في معركة ستامفورد بريدج , حيث تمت هزيمة ملك النرويج هارالدار هاروري , وقتله , عندما حاول إستعادة جزء من إنجلترا , وكان هذا هو آخر توغل للفايكنج في أوروبا . السبب لثاني , يعود إلى الدين .. فعندما أصبحت الكنيسة الكاثوليكية أكثر بروزاً في أوروبا , تكيف الفايكنج مع المسيحية وقواعدها وأنظمة الملوك والمثل العليا الجديدة , فتركوا الغزوات والحروب وعاشوا في أرضهم , وبقى منهم الآن الدنماركيين والسويديين والنروجيين الآيسلنديين وسكان جريند لاند .