الضخمة .
- هذه المدينة المختفية الآن بين الرمال كانت مدينة مزدهرة في الماضي منذ آلاف السنين , والآن هجرها سكانها هرباً من الرمال الزاحفة عليهم من الصحراء الشاسعة , وأصبحت منازل المدينة القديمة الآن في حالة خراب ..
- وبينما تختفي المدينة ببطء تحت الرمال , مازالت" شنقيط " .. لديها الآن بضعة آلاف من السكان , الذين مازالوا يريدون التمسك بآخر ما تبقى لهم من كنوزهم الثمينة من المدينة .. وإحدى تلك الكنوز .. هي المخطوطات الإسلامية القديمة النادرة !
شنقيط في الماضي
- كانت شنقيط مركزاً تجاريا مهماً في القرن الـ 11 , حيث كانت تقع عند مفترق طرق التجارة قديماً , وكانت قوافل الصحراء تستخدم المدينة كواحة , لعرض بضائعهم , والسماح لآلاف الإبل بأخذ إستراحة للرعي وشرب الماء , وفي وقت لاحق , أصبحت مكان لتجمع الحجاج في طريقهم لمكة لإداء فريضة الحج أو العمرة , ومع مرور آلاف الرجال المتعلمين بتلك المدينة , أصبح هناك تبادل للأفكار العلمية والدينية فيما بينهم , فإزدهرت سمعة تلك المدينة الصغيرة , وسرعان ما أصبحت وجهة العلماء ورجال الدين لعدة قرون , فسافر الناس من جميع أنحاء غرب أفريقيا إلى شنقيط , لدراسة القانون , والدين , وعلم الفلك , والرياضيات , والطب , ومختلف العلوم .وماذا بعد ؟
- قبل نصف قرن من الآن , يقال انه كانت توجد حوالي 30 مكتبة , بها وحدات تخزين , تحوي الآلاف من المخطوطات القديمة , ولكن ما بقى منها الآن 5 فقط !
يراقب تلك المكتبات القديمة نفس العائلات التي ورثت كنوزها الأدبية لأبنائها عبر الأجيال , ولكن وجود تلك المخطوطات النادرة على رفوف قديمة في بيئة الصحراء القاسية ووسط الغبار .. يجعلها تتداعي ببطء .
- وقد حاولت الحكومة الموريتانية السعي للحصول على تلك المخطوطات الإسلامية النادرة , بحيث يمكن الحفاظ عليها , ولكن العائلات التي تحميها ترفض مشاركة تراثها مع احد , لأن الأمر بالنسبة لهم هو شرف عظيم للحفاظ على هذا التراث عبر الأجيال , ولكن مع ذلك , فهم يخرجون تلك المخطوطات لأي سائح لرؤيتها .
" هل تتخلى عن يدك أو قدمك ؟ ..إنها جزء منا ! " هكذا قال " سيف الإسلام " , ( مدير الدرسة الثانوية المحلية ) , والذي يملك 700 مجلداً في مجموعته .
- وتشير التقديرات أن هناك ما يصل إلى 300,000 من المخطوطات القديمة النادرة , وهناك بضعة آلاف فقط تم تنظيفها وحفظها في المتحف الوطني بشكل صحيح .