تطل علينا سورة الكهف مرة أخرى بعجائبها وأياتها العظيمة..
فسنتكلم في هذا البحث الصغير عن شخصية الملك ذي القرنين ذكر الله ذا القرنين وأثنى عليه بالعدل وأنه بلغ مشارق الأرض ومغاربها,وملك الأقاليم وقهر أهلها وسار فيهم بالعدل والسلطان.
الصحيح انه كان ملكاً من الملوك العادلين وقيل أنه كان نبياً,وقيل رسولاً,وأغرب من قال ملكاً من الملائكة.
ولكن خلاصة القول أن ذو القرنين كان ملكاً صالحاً رضي الله عمله وأثنى عليه في كتابه وكان منصوراً
وقيل أن سيدنا "الخضر"كان وزيره ,حيث ذُكر أن سيدنا الخضر عليه السلام كان في مقدمة جيشه وكان عنده بمنزلة المشاور مثل الوزير .
وقيل أن ذو القرنين قد أسلم على يد سيدنا "إبراهيم" عليه السلام وطاف معه بالكعبة المكرمه هو وإسماعيل عليه السلام.
سبب تسميته ذو القرنين:
وقد إختلف العلماء المسلمين في سبب تسميته "ذو القرنين" ,فقيل لأنه كان في رأسه شبه القرنين.
وقال بعضهم لانه ملك فارس والروم,وقيل لأنه بلغ قرني الشمس غرباً وشرقاً,وملك ما بينهما من الأرض .
من هو ذو القرنين؟
لا تعرف هوية ذي القرنين على وجه الدقة، وقد قيل أنه الاسكندر الأكبر، وقيل أنه كورش الكبير وثمة دراسة حديثة تقول بأنه اخناتون الفرعون المصري، بينما رأى آخرون أنه ملك عربي ممن عاشوا قبل الإسلام، والكثيرون أو بالأحرى كل غير مسلم يرى أن الشخصية مجرد أسطورة، ويستندون في ذلك على عدم وجود أي دليل تاريخي ملموس يناسب حجم إنجازات هكذا شخصية عظيمة مفترضة.
المفسرين لم يصلوا إلى نتيجة مقنعة في بحثهم عن ذي القرنين، القدماء منهم لم يحاولوا التحقيق، و المتأخرون حاولوه، و لكن كان نصيبهم الفشل. و لا عجب فالطريق الذي سلكوه كان طريقا خاطئا. لقد صرحت الآثار بأن السؤال كان من قبل اليهود- وجهوه مباشرة أو أوعزوا لقريش بتوجيهه -فكان لائقا بالباحثين أن يرجعوا إلى أسفار اليهود و يبحثوا هل يوجد فيها شيىء يلقي الضوء على شخصية ذي القرنين، إنهم لو فعلوا ذلك لفازوا بالحقيقة
لكن أبو الكلام أزادهو من إلتفت إلى تلك النقطة في البحث..
هل توصل أبوالكلام أزاد إلى شخصية ذو القرنين؟
أهتمأبو الكلام ازاد بالرد على من يقول بأنهالإسكندر المقدوني.. بأنه لا يمكن أن يكون هو المقصود بالذكر في القرآن، إذ لا تعرف له فتوحات بالمغرب، كما لم يعرف عنه أنه بنى سدا، ثم إنه ما كان مؤمنا بالله، و لا شفيقا عادلا مع الشعوب المغلوبة، و تاريخه مدون معروف.وكان مشركاً ووزيره فليسوفاً وقد كان بين زمانهما أيد من ألفي سنة , كما عنى بالرد على من يقول بأنه عربي يمني.. بأن سبب النزول هو سؤال اليهود للنبي عليه الصلاة و السلام عن ذي القرنين لتعجيزه و إحراجه. و لو كان عربيا من اليمن لكان هناك احتمال قوي لدي اليهود- على الأقل- أن يكون عند قريش علم به
و أمسك أزاد بالخيط و هذا هو الذي اتجه إليه أزاد، و أمسك بالخيط الدقيق الذي وصل به إلي الحقيقة.. و قرأ و بحث و وجد في الأسفار، و ما ذكر فيها من رؤى للأنبياء من بني إسرائيل و ما يشير إلى أصل التسمية : "ذي القرنين" أو " لوقرانائيم" كما جاء في التوراة.. و ما يشير كذلك إلي الملك الذي أطلقوا عليه هذه الكنية، و هو الملك "كورش" أو "خورس " كما ذكرت التوراة و تكتب أيضا "غورش" أو "قورش".
يقولأزاد : " خطر في بالي لأول مرة هذا التفسير لذي القرنين في القرآن،و أنا أطالع سفر دانيال ثم اطلعت علي ما كتبه مؤرخو اليونان فرجح عندي هذا الرأي، و لكن شهادة أخري خارج التوراة لم تكن قد قامت بعد، إذ لم يوجد في كلام مؤرخي اليونان ما يلقي الضوء علي هذا اللقب. تمثال كورش ثم بعد سنوات لما تمكنت من مشاهدة آثار إيران القديمة ومن مطالعة مؤلفات علماء الآثار فيها زال الحجاب، إذ ظهر كشف أثري قضي علي سائر الشكوك، فتقرر لدي بلا ريب أن المقصود بذي القرنين ليس إلا كورش نفسه فلا حاجة بعد ذلك أن نبحث عن شخص آخر غيره ".
الكشف الأثري المذهل:
إنه تمثال علي القامة الإنسانية، ظهر فيه كورش، و علي جانبيه جناحان، كجناحي العقاب، و علي رأسه قرنان كقرني الكبش، فهذا التمثال يثبت بلا شك أن تصور "ذي القرنين" كان قد تولد عند كورش، و لذلك نجد الملك في التمثال و علي رأسه قرنان" أي أن التصور الذي خلقه أو أوجده اليهود للملك المنقذ لهم "كورش" كان قد شاع و عرف حتى لدي كورش نفسه علي أنه الملك ذو القرنين.. أي ذو التاج المثبت علي ما يشبه القرنين..
فمن كورش أو قورش إذا ؟
إنه من أسرة فارسية ظهر في منتصف القرن السادس قبل الميلاد في وقت كانت فيه بلاده منقسمة إلي دويلتين تقعان تحت ضغط حكومتي بابل و آشور القويتين، فاستطاع توحيد الدولتين الفارسيتين تحت حكمه، ثم استطاع أن يضم إليها البلاد شرقا و غربا بفتوحاته التي أشار إليها القرآن الكريم، و أسس أول إمبراطورية فارسية، و حين هزم ملك بابل سنة 538 ق.م. أتاح للأسري اليهود فيها الرجوع لبلادهم، مزودين بعطفه و مساعدته و تكريمه. كما أشرنا إلي ذلك من قبل..
و ظل حاكما فريدا في شجاعته و عدله في الشرق حتى توفي سنة 529 ق.م. سد يأجوج و مأجوج إنما نسميه بهذا لأنه بني لمنع الإغارات التي كانت تقوم بها قبائل يأجوج و مأجوج من الشمال علي الجنوب، كما يسمي كذلك سد "ذي القرنين" لأنه هو الذي أقامه لهذا الغرض..
و يقولأزاد : " لقد تضافرت الشواهد علي أنهم لم يكونوا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية، تدفقت سيولها من قبل العصر التاريخي إلي القرن التاسع الميلادي نحو البلاد الغربية و الجنوبية، و قد سميت بأسماء مختلفة في عصور مختلفة، و عرف قسم منها في الزمن المتأخر باسم "ميغر" أو "ميكر" في أوروبا.. و باسم التتار قي آسيا، و لاشك أن فرعا لهؤلاء القوم كانوا قد انتشروا علي سواحل البحر الأسود في سنة 600 ق.م. و أغار علي آسيا الغربية نازلا من جبال القوقاز، و لنا أن نجزم بأن هؤلاء هم الذين شكت الشعوب الجبلية غاراتهم إلي "كورش" فبني السد الحديدي لمنعها"، و تسمي هذه البقعة الشمالية الشرقية ( الموطن الأصلي لهؤلاء باسم "منغوليا " و قبائلها الرحالة "منغول"، و تقول لنا المصادر اليونانية أن أصل منغول هو "منكوك" أو "منجوك" و في الحالتين تقرب الكلمة من النطق العبري "ماكوك" و النطق اليوناني "ميكاك" و يخبرنا التاريخ الصيني عن قبيلة أخري من هذه البقعة كانت تعرف باسم "يواسي" و الظاهر أن هذه الكلمة ما زالت تحرف حتى أصبحت يأجوج في العبرية.. " و يقول : " إن كلمتي : " يأجوج و مأجوج " تبدوان كأنهما عبريتان في أصلهما و لكنهما في أصلهما قد لا تكونان عبريتين، إنهما أجنبيتان اتخذتا صورة العبرية فهما تنطقان باليونانية "كاك Gag" و "ماكوك Magog" .
الدراسة الحديثة ..تقول أن "ذو القرنين" هو "إخناتون"
ذو القرنين هو "إخناتون" الفرعون المصري؟ هذا ما جاء في كتاب (فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج) للباحث "حمدي بن حمزة أبو زيد "
عكف الباحث على دراسة التاريخ المصري ... فانكشفت بين يديه الكثير من الأسرار التي لم يكن يتوقع انه سيميط اللثام عنها يومًا من الأيام، فتساقطت أمامه الواحدة تلو الأخرى ..
توصل الى شخصية ذو القرنين الحقيقية (اخناتون)، وعرف دينه وسيرته وسرّ اختفائه من مصر الذي حيَّرَ المؤرخين والعلماء واعتبروه السر الأعظم في الحضارة المصرية القديمة، وقاده ذلك الى الإجابة بحرفية الباحث العلمي المتميز على الكثير من التساؤلات : من هو الفرعون الذي ولد في عهده موسى؟ ومن هو الفرعون الذي بعث اليه موسى؟ من هو الفتى المؤمن من آل فرعون؟ ومن ذلك الرجل الذي سعى الى موسى ليخبره بأن القوم يأتمرون ليقتلوه؟ ومن هي زوجة الفرعون المؤمنة؟ ومتى وقعت جميع هذه الأحداث؟ .. وغيرها من الأسرار. هل تعرفون ان كل ذلك موجود في التاريخ المصري وموثق في النقوش والآثار، ولكن للأسف فإن من تصدر لدراسة الآثار المصرية وأنشأ تخصص المصريات انما هم اجانب قارنوا بين بعض ما اكتشفوه وما ذكر لديهم في التوارة والإنجيل ولم يدرسوا القرآن الكريم الذي احتوى على كم هائل من قصص هذه الحضارة، في ظل غياب واضح للمتخصصين العرب في المصريات.
هذا ما استطعت جمعه عن شخصية ذو القرنين
بالطبع أنا لم أتطرق إلى البلاد والأقوام التي زارها ولا اين هي العين الحمئة او مكان سد ياجوج ومأجوج
لان هذا سيحتاج بالطبع إلى موضوع أكبر
ولكن سنحكى هذا في قصة أخرى ومناسبة أخرى
وفي النهاية في رأيي أن كلام "أبو الكلام أزاد" هو الاقرب للحقيقة وأن "ذو القرنين" كان هو الملك "كورش" فما رأيكم؟