مصاص الدماء!
مجرد سماعنا لتلك الكلمة ..مؤكد اننا نرى امامنا صوراً لدماء..أنياب..رجلا يتحول ليلا إلى خفاش..عباءة سوداء..صليب..مياه مقدسة..وتد خشبي ..توابيت..وبالطبع بعض الثوم )
مصاص الدماء شخصية إحتلت الجانب اللأكبر في أساطير الشعوب وخيال الأدباء ..
فنحن الآن نعيش في عصر التكنولوجيا والعلم ..ولكن الكثيرون يبدون مهوسيين بروايات وأفلام مصاصي الدماء منذ فترة طويلة ..
وقصة مصاص الدماء مازلت تنمو في شعبيتها وأخذت تطور شيئاً فشيئاً حتى وقتنا الحالي.!
ولكن ما سبب هذا الهوس بها؟
فثقافة مصاصي الدماء تتناقض تماما مع العصر الحديث وهذا التقدم العلمي الذي نعيشه حاليا ..!
ولكن بالرغم من ذلك ...نجد متعة كبيرة في ترك هذا العالم العلمي والغوص في اعماق الماضي البعيد والغامض ..ونقحم أنفسنا في الاساطير الاوربية والشعبية القديمة ..لنخرج بطلا نائم في تابوته منذ مئات السنين !
ما هي صفاتهم ؟؟
مصاصي الدماء يوصفون غالباً على انهم كائنات بغيضة كريهة الرائحة كالجثث,تبدو كطفيليات تعيش على دماء عوائلها ..
عبارة عن جثة يُعتقد أنها تعود للحياة ليلاً لتمتص دماء الناس.
وتروي الأساطير أن مصاص الدماء يتحصل على احتياجه من الدم الجيد بعض ثقب رقبة ضحاياه النائمين. يفقد الضحايا القوة ويموتون ليصبحوا هم أنفسهم مصاصي دماء.
و لديهن قدرات خيالية تفوق قدرات البشر ,كالطيران والإختفاء,السرعة والقوة ,والتخاطر وقراءة الأفكار ..وغيرها ..
وكذلك فإن جميع مصاصو الدماء لهم أنياب طويلة كما ذكر في أغلب الحكايات الفلكلورية ،وتظهر عندما يمصون الدم وأظافر طويلة ويميل لون بشرتهم إلى الأبيض الشديد لانهم أموات بطبيعة الحال.يميل لون أعينهم إلى الرمادي
وتظهر بعض القصص الشعبية أن مصاصات الدماء كن مخنثات, وبعض مصاصي الدماء لا يحبون الشمس وبعضهم لا يستيطع المكوث بها. مصاصو الدماء لهم القدرة على Mind controling التحكم بالعقول، يتحكمون ويتلاعبون بعقول البشر وبأمكانهم جعلهم يفعلون ما يريدون لهم مصاصو الدماء
وبوسعهم تحويل البشر إلى مصاصي دماء مثلهم عبر عضهم على الرقبة ثم شق رسغ مصاص الدماء وجعل المرء يشرب دمه، بذلك يتحول إلى مصاص دماء بعد الوفاة.
يتغذى مصاصو الدماء على الدماء، وهناك أنواع من الدماء منها الدماء النقية وهي عبارة عن دماء من مصاص دماء آخر أبواه مصاصين للدماء أو دماء غير نقية وتكون من أنسان أو من مصاص دماء أحد أبواه مصاص دماء أو يكن قد عض من قبل مصاص دماء وهذه المعلومات مستقاة من الحكايات الفلكلورية والشعبية.
ما أصل الحكاية ؟؟
بالطبع معظمنا يعرف ان أصل قصة (دراكولا ) المشهور..هو رواية للكاتب ( برام ستوكر) في عام 1897م ..
وقد بنى الكاتب شخصية دراكيولا على شخص حقيقي هو أمير والاشيا القاسي والتي حولت مصاص الدماء القديم الطفيلي القذر إلى شخصية خارقة الذكاء ,شرير إلى حد ما ..
برام ستوكر |
ومع ذلك فنجد أن مصاص الدماء حسب الروايات هو البطل التراجيدي صاحب اللعنة الأبدية المشهورة ,فهو سريع الزوال تحت ضوء الشمس فلا يخرج بالنهار ,وكذلك يموت عن طريق غرس الأوتاد الخشبيه بقلبه ..
وعلى الرغم من وسامته الخالدة فنجده وحيداً لا يستطيع أن يجرب تجربة الحب والرفقة الحقيقية مع إمرأة بشرية ..!
أصل دراكولا في التاريخ
بعيدا عن الروايات وعن قصة (برام ستوكر ) المشهورة ..
تعالوا نبحث عن أصل هذا الكائن في التاريخ القديم .. فبالطبع سمع معظمنا عن (الكونت فلاد تيبيس)
الكونت فلاد دراكولا
الكونت فلاد دراكولا او فلاد تيبيس كان أميراً لمقاطعة والاشيا القريبة من البلقان التي تقع حالياً ضمن أراضي رومانيا لثلاث فترات في 1448، 1456-1462، و1476
كان يحكم منطقة ولاشيا بالبلقان في القرن الخامس عشر. وفي هذه الفترة كانت الحرب مستعرة مع الأتراك وقد أنشأ ملك المجر سيجيسموند جماعة سرية تتخذ لها رمز التنين (دراك في الرومانية) هكذا فإن اسم (فلاد التنين) كان هو (فلاد دراكولا) ،و كانت الحرب مستمرة بين الأمراء المسيحيين وبعضهم، وبينهم الأتراك الزاحفين بقوة، وقد شهدت الحرب هزيمة حملة فارنا الصليبية التي حاولت طرد العثمانيين من أوروبا عام 1431.
قصر فلاد دراكولا في رومانيا
وبعد السيطرة على ولاشيا بدأ عهد الرعب الذي اشتهر به، خاصة أن الإعدام بالخازوق هو أبشع أساليب الموت، والخازوق هو عبارة عن رمح يدق في مؤخرة الشخص حتى يخرج من رقبته، وكان يدهن طرف الخازوق بالزيت ويدخله ببطء شديد حتى يضمن ألا تموت الضحية فورا، أما الأطفال فكان يضعهم على خازوق يخرج من صدور أمهاتهم.وقد ضمن ولاء سكان ولاشيا وفرض نفسه كقوة مطلقة بقتل أكثر من مئة ألف من السكان بالخازوق حتى باتت ولاشيا عبارة عن مقبرة ومستنقع الموت ،حيث كانت هذه متعته الشخصية والدماء تنسال من المخزوقين وهم أحياء لتملئ الوعاء وليغمس قطعة الخبز ويأكلها. وكان يضع الخوازيق لإرعاب اعدائه خارج المدن التي يهاجمها وارتفاع الخازوق يحدد مكانة الضحية، وقد أحس السلطان محمد الثاني بفظاعة المخوزق عندما وجد الجثث لعشرين ألف أسير تركي معلقة على خوازيق خارج حدود ولاشيا عندما وصلها بالجيش، لكن نجح السلطان محمد الفاتح في الانتصار وهرب فلاد إلى المجر. وكانت تلك بداية انتهاء عهد الرعب الذي نشره فلاد حيث لم يكتفي بالخوازيق بل كان أيضا يقطع الآذان والانوف والحرق والشي والحيوانات المفترسة ودق المسامير بالرأس..
وفاته..
بالنسبة للكنيسة كان فلاد بطل قومي وقد لقي تأيد من البابا لمحاربته الأتراك وقوف دون انتشار الإسلام وامتداده واستطاع حماية دولته وحماية المسيحية من زحف العثمانيين الكاسح، إلا أن الأتراك نجحوا في النهاية في غزو ولاشيا وقد انتحرت زوجته بأن رمت نفسها من القلعة إلى مياه نهر أرجيس بدلا من الاستسلام للأتراك، ووقع هو في الأسر ويقال أنه كان يقضي وقته في السجن بأن يسلخ الحيوانات حية أو يضع الطيور على خوازيق، وفي النهاية لقى نهايته على يد قتلة قد أرسلهم الشاه وقد قطع رأسه ووضع في العسل ليحفظ وجه على حاله وأرسل إلى الشاه ليكون دليل موته، وقد وضع جسده على خازوق ليكن عبرة بعد ما أستعمل هذه طريقة الخازوق نفسها لإرهاب شعبه في ديسمبر 1476.
هذا كان ملخص لشخصية وحياة الكونت (فلاد دراكولا)الذي اعتبره الكثيرون جد مصاصي الدماء !
هل صدق الناس حكايات مصاصي الدماء؟
نسجت قصص حول مخلوقات مشابهة لمصاصي الدماء في أنحاء متفرقة من العالم. لكن معظم روايات مصاصي الدماء بدأت في أوروبا الشرقية ودول البلقان مثل ألبانيا واليونان والمجر ورومانيا. وهناك اعتقادات خُرافية كثيرة عن مصاصي الدماء، إذ يُعتقد أن الناس الذين يموتون انتحارًا أو بطريقة قاسية أو الذين أدانتهم الكنيسة يصبحون مصاصي دماء. ويُنسب للأساطير الشعبية أنه يمكن القضاء على مصاص الدماء بخرق قلبه بوساطة وتد خشبي. وقد نبش بعض الناس في أوروبا في نهاية القرن السابع عشر الميلادي وحتى بداية القرن التاسع عشر الميلادي القبور بحثاً عن مصاصي الدماء.
وقد سجلت في عدة ثقافات وحضارات في أنحاء مختلفة من العالم تواجد بشكل ما لشخصيات مشابهة لمصاصي الدماء
ووفقاً لتكهنات المؤرخ الأدبي براين فورست فان في مصاصي الدماء والعفاريت الماصة للدماء هي "قديمة قدم الإنسان نفسه وربما تعود إلى عصور ما قبل التاريخ"...!
وإلى هنا كي لا اطيل عليكم ..أنتهينا من الجزء الأول من هذا الموضوع ..وكان عبارة عن مقدمة عن مصاصي الدماء
في الجزء الثاني بمشيئة الله سنقرأ عن الحوادث الموثقة تاريخيا عند بعض القرى في اوروبا وغيرها والتي نسبوها إلى مصاصي الدماء..وأشياء أخرى مثيرة ربما لم تقرأوها من قبل !
إلى اللقاء..قريبا بإذن الله..