قيل إنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ والشعر، فقالت لأبيها وزير السلطان: زوجني هذا الملك، إما أن أعيش، وإما أن أكون فداءً للبنات وسببًا لخلاصهن. وكانت تقص عليه كل ليلة حكاية، ثم تسكت عندما يدركها الصباح عند موقف مشوِّق، مما جعل السلطان يستبقيها لسماع حكاياتها الباقيات.
تعود أقدم مخطوطة وصلت إلينا من ألف ليلة وليلة إلى القرن الحادي عشر الهجري. وقد كُتبت بلغة أقرب للعامية ومسجوعة أحيانًا، وتتجه بخطابها القصصي إلى الإنسان العادي، ولم تتقيد بقواعد النحو العربي، ولم يُعرف لها مؤلف. ولذلك عُدَّت أدبًا شعبيًا.
تصور ألف ليلة وليلة حياة الحكام والتجار وحياة الفقراء والكادحين، وتشيع فيها أجواء العجائب وعوالم الغرائب.
ويشكل انتصار الخير على الشر محورًا أساسيًا في هذه الحكايات التي تكتظُّ بأجواء السحر وعوالم الجن. ففي حكاية مصباح علاء الدين، يتحول الشاب المتواضع علاءالدين بمساعدة الجني إلى ثري، يتغلب على الوزير الشرير، ويتزوج من ابنة السلطان. ويتكرر في هذه القصص تحول البشر بفضل السحر إلى حيوانات مختلفة. وتكثر فيها قصص المغامرات المثيرة، مثل رحلات السندباد، وما شاهده من عجائب المخلوقات مثل طائر الرخ، والسمكة التي التبس أمرها على الملاحين فرسوا عليها ظنًا منهم أنها جزيرة في البحر.
لقد جعلت الأُطر والسياقات القصصية والغرائب من ألف ليلة وليلة عملاً أدبيًا نقله المترجمون، وألهم الأدباء والفنانين، وشغل الدارسين. فقد ترجمها غالان إلى الفرنسية عام 1804م، وترجمها إلى الإنجليزية برتُن بين عامي (1882 و1885م)، ثم تُرجمت بعد ذلك إلى مختلف اللغات.
وظهرت أول طبعة عربية لألف ليلة وليلة عام 1814م عندما طُبعت في كلكتا، ثم طُبعت في القاهرة بمطبعة بولاق عام 1835م. وفي عام 1984م صدرت طبعة محققة قام بها د.محسن مهدي. وفي عام 1990م، صدرت ترجمة إنجليزية اعتمدت نسخة الدكتور محسن مهدي قام بها حسين هنداوي. كما أصدر أندريه ميشيل وجمال الدين بن الشيخ ترجمة جديدة لألف ليلة وليلة باللغة الفرنسية عام 1993م.