لقد ازداد معدل الطول والوزن لدى الأطفال والبالغين بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ويعود ذلك إلى تحسن الحالة الاجتماعية والاهتمام بإعطاء وجبات غذائية أفضل، بالإضافة لتقدم وتطور العناية الطبية والرعاية الصحية من قبل الأهل من جهة ووسائل التثقيف والحملات الطبية والمراكز الصحية من جهة أخرى. تزداد الأسئلة حول معرفة تطور نمو الطفل بشكل طبيعي خاصة خلال السنة الأولى من العمر، حيث تعتمد الأمهات على معرفتهن الشخصية والتجارب السابقة لأطفال جيرانهن والمقارنة مع أطفالهن. وبشكل عام يعتبر وزن الوليد الطبيعى 3.400 غ للذكر و3.200 غ للأنثى عند الولادة، وفي الأطفال الخدج يكون أقل من ذلك، على حين يكون أكثر من ذلك في الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالداء السكري. يحدث نقص بالوزن خلال الأيام الأولى من حياة الرضيع وهى بشكل رئيسي خسارة الماء من أنسجة الجسم وهي حادثة طبيعية تماما، ومن ثم يتبعها زيادة تدريجية بالوزن بعد اليوم الخامس من العمر. ويتضاعف وزن المولود في الشهر الرابع أو الخامس ويصبح ثلاثة أضعافه في نهاية السنة الإولى، ومن السهل معرفة علامات تطور الطفل من خلال الزيادة بالوزن، ويتغير معدل الوزن المتوقع حسب فترات العمر التي يمكن تقسيمها كما يلي: - مرحلة ما قبل الولادة: وتمتد منذ تشكل البويضة وحتى الولادة. والمرحلة الثانية هي مرحلة الوليد: وهي فترة الشهر الأول من العمر ومن ثم مرحلة الرضيع: وتكون خلال السنتين الأوليين من العمر. ومرحلة ما قبل المدرسة وتمتد بين السنتين إلى الست سنوات. وأما مرحلة الطفولة فتمتد بين ست سنوات وعشر سنوات للإناث وبين ست واثنتي عشرة سنة للذكور، ومرحلة المراهقة من 10 - 18 سنة للذكور، 12 - 20 سنة للإناث الطفل وعوامل الوراثة
يرث الطفل عوامل وراثية عديدة من والديه إضافة إلى تأثير العوامل البيئية، وتعتبر العوامل الوراثية مسئولة عن حدوث التشوهات الخلقية، والأمراض الأنزيمية مثل الفنيل كيتون يوريا والفالاكتوزيميا، والمنغولية ومرض، السكري وماشابه ذلك. ويكون عدد الأسنان اللبنية عشرين سنا وتبزغ بشكل مزدوج ولا يبدأ ظهور الأسنان الدائمة إلا في أواخر السنة الخامسة. ويترافق ظهور الأسنان في معظم الأطفال بازدياد اللعاب بسبب الألم وتزداد عادة مص الإبهام لذا يستدعي هذا إعطاء الطفل حلقة مطاطية مع المحافظة على نظافتها. تتطور الحواس عند الطفل منذ وقت الولادة، حيث تستجيب العين للنور والأذن للسمع والأصوات العالية، ويكون حسه بالحرارة ناميا بشكل جيد فالطف يبكى فور ولادته ويرتجف من البرد في حين أنه يهدأ بالدفء. ويمكن أن نجد رمصا قيحيا عينيا لعدة؟ ساعات أو أيام بعد الولادة واستمراره يدل على وجود حالة التهابية، كما أن الجلد يكون مغطى بمادة لزجة تسمى العقي عند الولادة وهذه المادة تنظف بإجراء حمام للطفل، ويتطور حدوث اللون اليرقاني بعد اليوم الأول في بعض الرضع وهو يرقان فيزيولوجى حيث يختفي في نهاية الأسبوع الأول وعلى ذلك لابد من مراقبته جيدا، خوفا من ازدياد الصباغ الأصفر وهو البيلروبين الذي يتجمع في نوى الدماغ ويسبب اليرقان النووي، ويعتبر إنذاره خطيرا على الطفل. يمكن أن يكون الرأس متطاولا بعد الولادة مباشرة بسبب تشكل الحدبة المصلية وتختفي بسرعة وهناك اليوافيخ في الرأس، فاليافوخ الأمامي يكون كبيرا يسمح بنمو الرأس وينفلق بين السنتين الأولى والثانية من العمر، وأما اليافوخ الخلفي فيكون أصغر وينفلق خلال الشهر الأول. ويمكن للثديين عند بعض الأطفال أن يفرزا الحليب خلال الأسبوع الأول أو الثاني ويعود ذلك لوجود هرمونات الوالدة في دم الطفل وهذه الضخامة فيزيولوجية ويحظر فيها عصر الثديين. يصبح الحبل السري بلون أسود غامق ويسقط خلال أسبوع أو أسبوعين وقد تتعرض السرة لحالة التهابية ومن الضروري البدء بعلاجها فورا، ويمكن أن تضعف عضلات البطن وتسبب الفتق السري. يجب إجراء الختان فيما إذا كان المولود ذكرا مع التنظيف اليومي والوقاية من حدوث الالتهاب ويمكن للأعضاء التناسلية الأنثوية أن تنتفخ عند الولادة مع وجود مخاط وسائل مدمى لعدة ايام وهذا يكون طبيعيا وعلى الأم ألا تخاف منه والسبب يعود لانقطاع الاستروجين المار عبر المشيمة مما يؤدي إلى سقوط الغشاء المخاطي للرحم.
العناية الفيزيائية للطفل
يحتاج الطفل لسرير مريح خاص به، مع حدوث تغيير هواء الغرفة يوميا وأن تكون حرارة جسمه 37 ْم، والحمام الشمسي ضروري لجسم الطفل، حيث إن التعرض لأشعة الشمس يجب أن يكون لمدة قليلة"في البدى ومن ثم يزاد بشكل تدريجي مع حماية العينين من التأثر المباشر بالشمس، والتعرض الأول للشمس يجب ألا يكون أكثر من خمس دقائق ولمساحة معينة من الجسم ثم تزداد المدة والمساحة المعرضة. - تعتبر التمارين الرياضية ضرورية لتطور عضلات الطفل وتبدأ بتحريك قدمي وذراعي الطفل وتزاد التمارين تدريجيا. البيئة.. والعاطفة
- تحدث العالم ألدريش عام 1938 عن القواعد الأساسية للطفل، واحتياجاته العاطفية فقال إن التطور الفيزيائي والعقلي للطفل مرتبطان معا، ولا يمكن فصل الواحد عن الآخر حيث يترافق النمو الحركي مع نمو الجملة العصبية المركزية ويتناسب ذلك مع بيئة الطفل التي لها تأثير كبير على مستقبله وصحته العقلية، ويقاس تطور الطفل العقلي ونموه عن طريق النمو الحركي الفيزيائي. لذا فإن العناية الفيزيائية للطفل تعطيه تطورا عقليا جيدا.
والضعف العقلي يمكن أن يؤدي إلى تأخر المشي علما بأن الطفل يمشي في أواخر السنة الأولى، ولكن هناك أسبابا عديدة وغير مرضية تسبب تأخر المشي، فتأخر نمو الطفل في واحد من حركاته لا سيدعو الاهل للقلق فيما إذا كانت بقية الحركات نامية بشكل طبيعي. ويلعب التأثير العاطفي من الأهل للطفل دورا كبيرا، وله انعكاس كبير على تطوراته الفيزيائية وعلى حياته الغذائية المنظمة وراحته، لذا يجب أن يلقى الطفل العناية الكبيرة من الاهتمام والحب والرعاية من والديه، لأن المشاكل العاطفية تؤثر على هضمه للأطعمة، وحدوث بعض الأمراض مثل القرحة الهضمية والتهاب القولون القرحي، كما هو الحال عند الكبار، إضافة إلى المشاكسات في المدرسة، والطفل غير السعيد يحدث لديه عدم توازن غذائي أو فرط تغذية ربما تؤدي إلى البدانة أو سوء تغذية وبالتالي إلى فشل النمو. إن نقص النوم عند الطفل وقلقه وعدم راحته يسبب له التعب المستمر وبالتالي نقص النمو كما أن الأمراض قد تتداخل مع شهية الطفل للطعام وتبقى الحلقة المفرغة المؤدية لنقص النمو ونقص التطور. برنامج لتغذية الرضيع
- إن الإكثار من عدد مرات الرضاعة يزيد كمية الحليب فى ثديي الوالدة بعد الولادة، والأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يميلون للرضاعة مرة كل ثلاث ساعات خلال الأسابيع الأولى، لأن حليب الأم سريع الهضم بالمقارنة حليب البقر مثلا لذا من واجب الأم أن ترضع طفلها من ثدي واحد لمدة عشر دقائق وتعطيه فرصة للتجشؤ وإخراج الهواء ثم ترضعه من الثدي الآخر حتى يشبع، بحيث تكون المدة من عشر دقائق فأكثر، ويجب أن تلم الأم بالقواعد الأساسية للإرضاع، فمثلا يجب أن تترك الطفل على راحته خاصة في فترة الأسابيع الأولى حيث يكون الإرضاع فوضويا وبمثابة التعلم له، وبعد ذلك يكون حليب الأم قد استقر من حيث قيمته الغذائية ويستطيع الطفل الاستمرار دون إرضاع فترة قد تصل إلى أربع ساعات، والإرضاع من الثديين يفرغهما ومن ثم يؤدي إلى زيادة كمية الحليب. إن الوجبة التي يحتاجها جسم الطفل تشمل مواد طعامية أساسية وهى البروتينات والسكريات والدهون والأملاح المعدنية والماء، ويحتاج الجسم لكل هذه المواد في جميع مراحل العمر وتختلف كمية الطعام وشكله حسب العمر، ويجب اختيار الأطعمة بشكل يجعلها سهلة الهضم، وباعتبار كون الحليب سهل الهضم للرضيع ولكونه غذاء كاملا لذا يعتبر وجبة أساسية ويعتبر البروتين مهما لنمو الجسم، ونقصه يسبب ضعفا عضليا ونقصا في النمو وربما يؤدي نقصه الشديد إلى الوفاة، وهناك عناصر غذائية أساسية مثل الفيتامينات والمعادن وهي ضرورية لنمو الطفل وصحته. أهمية الفيتامينات
- يعتبر فيتامين "د" ضروريا للجسم من أجل امتصاص الكالسيوم من الأمعاء لتثبيت الفوسفور على العظام والأسنان، ونقصه يسبب مرض الخرع حيث تصبح العظام لينة وغالبا ماتتقوس. يوجد فيتامن "د" في زيت السمك ويكتسبه الطفل من خلال التعرض لأشعة الشمس ويحوي الحليب 400 وحدة منه وهي الحاجة اليومية للطفل ويجب الانتباه إلى أن إعطاء كميات كبيرة من هذا الفيتامين، تسبب تسمما للطفل. فيتامين "أ" ضروري للنمو وللرؤية ولإبقاء الجلد والاغشية المخاطية بحالة طبيعية، ويوجد في دهن الحليب ومح البيض وفي الكبد والنباتات الخضراء ونقصه يسبب ضعف المقاومة وانتانات متكررة وعمى ليليا وسوء تشكل الأسنان. وأما فيتامين C (س): فيوجد في الفواكه والخضار ونقصه يسبب مرض داء الحفر حيث تنزف اللثة وأنسجة الجسم ويسبب الموت. وقيمته الغذائية موجودة في الليمون وعصير البندورة ويمكن البدء بعصير الليمون منذ الشهر الثالث من العمر بكميات قليلة وتزداد تدريجيا وإذا تناولت الأم الليمون في غذائها فسينتقل إلى الطفل عن طريق الحليب. فيتامين "ب" المركب: يتألف من مجموعة من الفيتامينات، ويوجد في الحليب والبيض والفواكه والخضار، ونقص هذا الفيتامين يسبب نقص الشهية، لذا فلابد أن يدعم غذاء الطفل في عمر مبكر بأغذية حاوية لهذا الفيتامين. - الفيتامين ك: يعطي للأم أثناء المخاض أو للوليد بعد الولادة لمنع حدوث الداء النزفي عند الوليد ويوجد هذا الفيتامين في الخضراوات والكميات الزائدة منه تؤذي الطفل.
وأما فيتامين "ي" فله تأثيرات عديدة على العضلات والأعصاب.
- الأملاح المعدنية مهمة للجسم ويولد الطفل مع مخزون من الحديد يخدمه لعدة أشهر ويدعم بإعطاء أغذية إضافية تحوي الحديد، ويمكن إضافة الحبوب في الشهر الثاني أو الثالث، ونقص الحديد يسبب فقر دم يعطي مظهرا شاحبا للطفل ونقص شهيته ونقص نشاط الجسم ويوجد الحديد في مح البيض والخضار والفواكة ويعطى بشكل وضفات بدءا من الشهر الرابع. ويعتبر الكالسيوم والفوسفور من العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها الطفل من أجل النمو وتوجد في حليب البقر والحبوب. - يعتبر الماء عنصرا أساسيا للحياة ويحتاج الطفل كمية أكبر من الماء أكثر مما يحتاجها الكهل، وفي حالات الإسهال والقيء قد يحدث الجفاف، لذا يجب إعطاء السوائل وريديا، ولأنه من الصعب تحديد عطش الطفل لذا يجب إعطاؤه الماء بشكل منتظم بفواصل متعددة خلال اليوم. الإرضاع الطبيعي
وحليب الثدي المنبع الصافي الذي أرسله الله تعالى كنعمة للأطفال، فقد انتشرت الدعايات في كل مكان عن فوائد الحليب الاصطناعي بحيث أصبح الإرضاع الاصطناعي من أكثر الأسباب المؤدية إلى الوفاة إما بسبب سوء التغذية أو الالتهاب المعوي الحاد وخاصة في البلدان النامية التي تفتقر إلى الوعي الصحي حيث يعطى الحليب الاصطناعي بشكل مخفف ومحدد وملوث عدا عن أنه يحرم الطفل من الصدر الحنون والحليب الدافىء المغذي للجسم. إن إرضاع الثدي هو الغذاء الطبيعي للرضيع حيث توجد فيه كميات كبيرة من الأجسام المناعية تكسب الطفل فوائد ومناعة، وتثبيت فم الطفل على حلمة الأم مع ملامسة جسمها ووضع يديه على ثدييها له فوائد فيزيولوجية عديدة وتزيد الرابطة بين الطفل وأمه حيث يشعر بالأمان والحنان. ويعتبر حليب الأم غذاء ممتازا للرضيع ويختلف بنوعيته تبعا لغذاء الأم وعاداتها، وعلى الأم أن تأخذ قسطا وافيا من الراحة والنوم لأن المضايقات والحالات العصبية تؤثر على نوعية الحليب وينعكس ذلك على طفلها، وليكن اللجوء إلى الإرضاع بالزجاجة عند الضرورة مثل إصابة الأم بمرض السل أو مرض مزمن خطير أو مرض عصبي يمنعهامن إعطاء الحليب. كما يجب الانتباه إلى أن أي دواء يوخذ من قبل الأم يمكن أن يفرز مع الحليب ويؤذي طفلها لذا يجب استشارة الطبيب باستمرار. يمتلىء الثديان كل ساعتين أو ثلاث ساعات وجميع الأطفال يبلعون الهواء مع الحليب مما يسبب لهم الإقياء والانزعاج لذا يجب وضع الطفل بشكل عمودي بعد الرضعة مع الضرب الخفيف على ظهره لمساعدته على التجشؤ، وإخراج الهواء وعلى الأم العناية بحلمتي الثديين وغسلهما قبل وبعد الإرضاع حيث يمكن أن تحدث تشققات بالحلمة تكون مؤلمة وربما تؤدي لخراج الثدي، لذا من الواجب تجفيف الحلمة جيدا، ووضع مرهم مطر كالفازلين إذا احتاج الأمر. - إن جميع المنظمات ووسائل الإعلام تعمل على توعية الأمهات وتؤكد على ضرورة الإرضاع الطبيعي الذي يعطي الغذاء الجيد لجسم الطفل.
الإرضاع الاصطناعي
- إن حليب الأم وحليب البقر متشابهان نوعا ما بنفس المحتويات ولكن باختلاف المقادير وخاصة الاختلاف في الدهون، حيث إن حليب البقر غني بالمواد الأحينية وفيه ذرة الكازيين صعبة الهضم عند الأطفال. إن غلي الحليب لعدة دقائق يقتل الجراثيم وتصبح ذرة الكازيين أسهل هضما، مع ضرورة تمديده عند البدء في إعطائه لجعل هذه الذرة أصغر وأسهل هضما.
وهناك الحليب المبخر من الماء المحفوظ بالعلب وعند استعماله يخلط بالماء المغلي بنسب معينة، والحليب المجفف يتبخر كل الماء فيه ويدخل في التغذية الاصطناعية والحليب المؤنسن يعد بحيث يصبح تركيبه مشابها لتركيب حليب الأم ويستبدل قسم من الدسم الحيواني فيه بدسم نباتي أو عند تمديد الحليب بالماء يجب إضافة السكر لإعطاء غذاء متواز خلال فترة الرضع الباكرة وليكفي حاجة الطفل من الطاقة. فشل كسب الوزن
ويعتبر من مشاكل التغذية عند الأطفال، فعندما يكون الطفل سعيدا ويكسب وزنا ولو بكميات قليلة لايكون هناك خطأ ما، وفي حالات الإرضاع الاصطناعي الذي لا يعطي القوة الكاملة للطفل يمكن هنا إضافة التغذية والأطعمة الصلبة الأخرى، وعندما تطول فترة نقص الوزن يجب فحص الطفل جيدا من قبل الطبيب الأخصائي.