فَلَمَّا كَانَ الفَجْرُ صَفَّقَ الدِّيْكُ بِجَنَاحَيْهِ كَعَادَتِهِ وَصَاحَ، فَسَمِعَهُ ثَعْلَب..
فَأَقْبَلَ سَرِيْعَاً فَرَأَى الدِّيْكَ فَوْقَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ يَهْذِي بِرُقْيَةِ العَقْرَب..
أَنْ انْزِلْ لُنُصَلِّيَ جَمَاعَةً، وَهُوُ إلى السِّحْرِ أَقْرَب..
قَالَ الدِّيْكُ: نَعَم؛ وإلى أَنْ أَنْزِل نَبِّه الإِمَامَ؛ هَا هُوَ ذَا خَلْفَ جِذْعِ الشَّجَرَة.
فَنَظَرَ الثَّعْلَبُ؛ فِإذَا كَلْبٌ كَاسِر..
فَوَلَّى كَأَمْسِ الدَّابِر..
أَجْبَنَ مِنْ صَابِر..
وَأَوْثَبَ مِنْ طَامِر بِن طَامِر...
فَقَالَ الدِّيْكُ: ارْجِعْ لا يَفُوْتَنَّكَ أَجْرُ الصَّلاةِ فِيْ جَمَاعَة! قَالَ: لَقَدْ انْتَقَضَ وُضُوئِي، وَسَأَذْهَبُ لأَتَوَضَّأَ..
وَعَادَ مِنْ حَيْثُ بَدَا... فَقَهْقَهَ الدِّيْكُ وَحَدَا:
تَعْدُوْا الثَّعَالِبُ عَلَى مَنْ لَا كِلَابَ لَهُ وَتَـتَّــقِي صَوْلَـةَ المُـسْـتَـأْسِــدِ الضَّارِي