أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر

وقف طيف وأدار وجهه للجهة الأخرى وهو يقول لنفسه:- وبعدين بقى فى الحالة الغريبة دى ! أنا عدى عليا حالات كتير أوى لكن أول م ..



15-03-2022 09:31 مساء
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 

t22110_6635

وقف طيف وأدار وجهه للجهة الأخرى وهو يقول لنفسه:
- وبعدين بقى فى الحالة الغريبة دى ! أنا عدى عليا حالات كتير أوى لكن أول مرة يجيلى حد مجنون بجد
عاود النظر إليها مرة أخرى ليقول:
- طيب بصى، عايزك تقولى أنا إنسانة أنا إنسانة أنا مش قطة قوليها كتير أوى وأنتِ مغمضة عينيكِ واتخيلى نفسك بتجرى فى مكان واسع وكبير أوى وقولى أنا إنسانة وكرريها كتير لغاية ما أقولك اقفى، تمام ؟
حركت رأسها وبدأت فى تنفيذ طلب الطبيب طيف وأغلقت عينيها وبدأت تقول
" أنا إنسانة إنسانة أنا مش قطة أنا إنسانة أنا مش قطة، ميااااااووو مياااااو "

وضع طيف يده على وجهه ثم نطق بصوت عالٍ:
- خلاص وقفى
فتحت نيران عينها ونظرت للطبيب بعد أن انهمرت الدموع من عينيها لتقول:
- شوفت يا دكتور، مفيش فايدة .. انا حاسة إنى كنت قطة واتسخطت بنى آدمة...
إهداء عبد الرحمن أحمد

إلى عائلتى وأصدقائى
إلى من آمن بقلمى و تغلغلت كلماتى بداخل قلبه فدعمنى حتى وصلت إلى تلك اللحظة من حياتى
إلى من شبه أعمالى بالقمامة و سرَّب اليأس إلى نفسى فى لحظات.

إلى الكاتبة الكبيرة "الشيماء محمد(شيمو)" التى كانت لها دور كبير فى دعمى للإستمرار فى الكتابة
إلى "حنين محمد" التى تابعت أول حرف لأول رواية لى ومازالت حتى الأن تدعمنى بقوة شديدة وكانت سبباً كبيراً فى تطورى.
إلى أختى التى أعتز بها "هدير محمود" التى لولا دعمها لما أصبحت ما أنا عليه الأن
إلى أختى "أمال عبدالمحسن" التى طالما دعمتنى وآمنت بقلمى وكانت مصدر الأمل لى دائماً
‏إلى عائلتى الثانية، أدمن صفحة الشيماء محمد: دكتور أحمد، زينب، رانيا، رجاء، بوسى، إسراء - فاطمة - أسماء
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الأول

استلقت أمامه وقالت بحزن وهى تنظر إلى سقف الغرفة:
- بحسهم كلاب، كل ما بشوف راجل بحسه هيهوهو فى وشى يا دكتور، لما باجى أتكلم مع حد ببسبسله كأنى بنادى لقطة، بعامل الناس كأنهم حيوانات وكله بقى يتجنبنى بسبب كدا، أقولك على حاجة يا دكتور ؟
حرك طيف رأسه بالإيجاب ليقول:
- قولى يا نيران
أسرعت نيران لتقول:





- أنا متخيلاك معزة قدامى دلوقتى وحسيتك هتقول ماء من شوية.

رفع طيف حاجبيه بتعجب لكنه لم يعلق ونطق قائلًا:
- طيب كملى يا نيران وايه تانى ؟
عاودت النظر إلى السقف مرة أخرى لتقول:
- مابقتش عارفة أتعامل مع حد يا دكتور، كل شخص بقى متسجل فى دماغى على هيئة حيوان مختلف، الغريب إنى بعامل الحيوانات على إنهم بشر، حاسة إنى اتجننت .. خسرت صحابى كلهم علشان افتكرونى مجنونة، أنا مش مجنونة يا دكتور .. أنا حاسة إن أنا تعبانة وكل حاجة فى دماغى بالشقلوب .. علشان كدا جيتلك تساعدنى.

حرك طيف رأسه ونطق متسائلا:
- أنتِ بتحبى ايه فى الحيوانات ؟
أسرعت نيران بالرد:
- بحب القطط طبعًا ونفسى أتسخط قطة
رفع طيف حاجبيه مرة أخرى وحاول كتمان ضحكاته قدر المستطاع حتى لا تشعر بشىء، أجابها بتلقائية:
- تتسخطى قطة ؟
حركت رأسها بالإيجاب قبل أن تقول:
- ايوة، ماتمنتش قبل كدا تتسخط معزة ؟

- لا الصراحة .. أنا بنى آدم وده شرف ليا .. الحيوانات ماعندهمش عقل .. لازم تفتخرى إنك إنسانة، ايوة طبعا القطط حلوة مقولناش حاجة بس تحبيها تربيها مش تتمنى تكونى منهم يعنى
لوت شفتيها قبل أن تقول بثقة:
- كلامك مغيرش فيا حاجة ! انا لسة عايزة أكون قطة

وقف طيف وأدار وجهه للجهة الأخرى وهو يقول لنفسه:
- وبعدين بقى فى الحالة الغريبة دى ! أنا عدى عليا حالات كتير أوى لكن أول مرة يجيلى حد مجنون بجد
عاود النظر إليها مرة أخرى ليقول:
- طيب بصى، عايزك تقولى إنا إنسانة أنا إنسانة أنا مش قطة قوليها كتير أوى وأنتِ مغمضة عينيكِ واتخيلى نفسك بتجرى فى مكان واسع وكبير أوى وقولى أنا إنسانة وكرريها كتير لغاية ما أقولك اقفى، تمام ؟
حركت رأسها وبدأت فى تنفيذ طلب الطبيب طيف وأغلقت عينيها وبدأت تقول
" أنا إنسانة إنسانة أنا مش قطة أنا إنسانة أنا مش قطة، ميااااااووو مياااااو "

وضع طيف يده على وجهه ثم نطق بصوت عالٍ:
- خلاص وقفى
فتحت نيران عينها ونظرت للطبيب بعد أن انهمرت الدموع من عينيها لتقول:
- شوفت يا دكتور، مفيش فايدة .. انا حاسة إنى كنت قطة واتسخطت بنى آدمة
جلس طيف مرة أخرى أمامها وبدأ الحديث
- بصى يا نيران أنتِ دلوقتى مشكلتك إنك متخيلة إن كل البشر حيوانات وإنك حيوانة زيهم وده بالبلدى كدا اسمه هروب من الواقع أو بمعنى أصح حصلك حاجة أثرت عليكِ جدا علشان توصلى للمرحلة دى علشان كدا عايزك تحكيلى كل حاجة عنك من ساعة ما وعيتى على الدنيا لغاية دلوقتى تمام ؟
حركت رأسها بالإيجاب وأغلقت عينيها لتبدأ سرد ما تتذكره عن حياتها ...

أنا نيران أمجد السلامونى، عندى 22 سنة وخريجة كلية التجارة .. الحكاية بدأت من سنتين بالظبط لما حبيت زميلى فى الكلية وكنا بنحب بعض أوى بس هيثم كان فقير جدًا وأنا من عائلة كبيرة وغنية.. هيثم اتقدملى بس للأسف بابا رفضه فقررت أهرب مع هيثم لكن هو رفض وقالى إن بابا جرحه فى الكلام وإنه مش هيتجوزنى وسابنى، فضلت منهارة ومش عارفة أعمل حاجة خالص غير إنى أعيط وبس وخلصت دراستى ومن ساعتها حاسة اللى حكيتهولك ده، مش طايقة البنى آدمين وبحسهم حيوانات.

تعجب طيف من حديثها وشعر أن هناك شىء أكبر وأن ما تقصه عليه كذب للهروب من الحقيقة فصاح قائلًا:
- على فكرة أنتِ بتكدبى ومفيش حاجة من دى حصلت ومش ده اللى حصل
وقفت نيران ونظرت إليه بغضب شديد لتصرخ فيه قائلة:
- أنا مش كدابة، أنت على فكرة دكتور بهايم مش بنى آدمين .. أنا غلطانة إنى جيت لواحد زيك يا .. يا معزة
وتركته فى حالة دهشة وتعجب ورحلت على الفور، بقى طيف على هذه الحالة ينظر إلى الباب بتعجب وقال لنفسه:
- مش أنت اللى دخلت طب نفسى استحمل بقى، هى كانت ناقصة مجانين على الصبح أصلًا
نهض طيف وخرج من الغرفة الخاصة به متجهًا إلى الخارج ليتاكد من عدم وجود أحد فلم يجد ..

دلف إلى الغرفة مرة أخرى ومنها توجه إلى الشرفة وأخذ ينظر إلى السماء ثم أخفض رأسه ليتابع الشارع وما يحدث به ليتفاجئ بجلوس نيران أسفل البرج وتضع يدها على وجهها ويبدو أنها تبكى !
- مالها دى ! ومالها قاعدة كدا ليه ؟ هى بتعيط ولا اية !ليحدث نفسه: وأنا مالى .. طب ما أنزل اشوفها، ما تتحرق ياعم دى هزقتك .. بس أنت برضه دكتور نفسى وعارف المريض بيمر بايه انزل ساعدها
كانت الحرب قائمة بداخل طيف حول النزول أو البقاء لكنه قرر فى النهاية التوجه إلى الأسفل ومساعدتها ..
تحرك طيف ودلف إلى المصعد ومنه توجه إلى الدور الأرضي وخرج الى الشارع متجهًا إليها، تحرك بهدوء حتى اقترب منها وقال بحنان:
- ممكن أعرف بتعيطى ليه ؟

نظرت إليه بغضب وأردفت:
- وأنت مالك، أعيط زى ما أنا عايزة
لم يعلق طيف واقترب منها ليجلس بجوارها، ظل بجوارها لا يتحدث وهى أيضًا لا تتحدث حتى نطق أخيرًا:
- تعرفى إن المكان هنا هادى أوى ومريح
نظرت إليه ثم عاودت النظر أمامها مرة أخرى دون أن تنطق فتحدث مرة أخرى قائلًا:
- أنا أسف علشان قلتلك إنك بتكدبى
نظرت إليه بعينان دامعتان:
- انا فعلا كنت بكدب .. أنا أسفة
ابتسم ونظر إليها قبل أن يقول بهدوء:
- طيب ممكن تحكيلى بقى بس المرة دى متكدبيش عليا ؟

فرت دمعة من عينيها قبل أن تقول بحزن:
- هتصدقنى لو قلتلك إنى مش عارفة أنا مين !
حرك رأسه بعشوائية متسائلًا:
- ازاى مش فاهم !
مسحت دموعها ثم أردفت:
- صحيت من النوم لقيتنى من عائلة غنية واسمى نيران ومعرفش أى حد، كل اللى عرفته إنى فقدت الذاكرة ومحدش راضى يقول أكتر من كدا .. كله بيعاملنى كأنى طفلة صغيرة وأنا بعاملهم كأنهم حيوانات .. مش فاهماهم ولا هم فاهمينى، حاولت أنتحر أكتر من مرة لكن فى كل مرة بينقذونى على آخر لحظة، أنا مش طايقة الحياة .. أنا لو فاقدة الذاكرة يبقى أموت احسن.

كان سعيدًا لصراحتها فى الحديث وكان يستمع لكل كلمة تقولها حتى انتهت فأردف بهدوء متفهم:
- مش أى حاجة حلها الموت، لنفترض إنك فقدتى الذاكرة كدا الحياة انتهت ؟! الطفل لما بيتولد ويلاقى نفسه مش عارف أى حاجة ولا عارف حد ومش عارف يتكلم ومعندوش أى معلومة بيروح ينتحر ! ولا بيتعلم ويعيش حياته ويكملها ويكتسب خبرات ويتعرف على ناس جديدة ويعمل علاقات وإلخ
قاطعته قائلة باستنكار:
- بس أنا مش طفلة صغيرة، الطفل بيبقى قدامه عمر طويل يقدر يعمل كل ده لكن أنا عندى 22 سنة ! هبدأ تانى من السن ده ؟ أخلص تعليم لما أبقى عجوزة بقى ؟

حرك رأسه بالنفى قائلًا:
- مش ده القصد، القصد إنك تتقبلى ده بمعنى تعيشى حياتك وتتعرفى على كل اللى حواليكى من الأول تانى، مش معنى إنك فقدتى الذاكرة يبقى الحياة انتهت، كملى واتقبلى كدا ... من عوامل سعادة الإنسان تقبله لنفسه ورضاه عن نفسه، يعنى دايما كدا تبصى لنفسك وتفتكرى حاجة إيجابية عملتيها وتفضلى تكرريها فى دماغك هتلاقى نفسك سعيدة ..تتقبلى حالتك مهما كانت.

حركت رأسها بحزن قائلة:
- مش عارفة، إحساس إن كل اللى حواليا عارفينى وبيسلموا عليا وبيهزروا معايا وأنا معرفهمش أصلا إحساس وحش أوى، حتى لما بصارحهم وأقولهم انا حسّاكم حيوانات وكدا بيزعلوا مش مقدرين تعبى، حتى أهلى بحسهم بيعاملونى بحذر أوى زى ما أكون عملت مصيبة قبل ما أفقد الذاكرة
ابتسم طيف قبل أن يقول:
- طيب ما تجربى تعيشى حياتك عادى وتضحكى وتهزرى مع الكل، جربى كدا عيشى بنى آدمة طبيعية النهاردة بس وهستنى بكرا منك تيجى وتقولى نجحتى ولا لا .. هااا ؟ اتفقنا.

نظرت إليه بتفكير بضع ثوانٍ قبل أن تجيبه:
- موافقة بس لو مانجحتش
وقف طيف ونظر إليها قائلًا:
- ساعتها هتيجى برضه علشان نبدأ رحلة العلاج
رحل وتركها تفكر فى حديثه وكيف تنفذ ذلك ..

طيف أيمن ضياء، شاب فى الثلاثين من عمره، تخرج من كلية الطب النفسى جامعة القاهرة، شخصية مرحة ويملك العديد من الأصدقاء، الابن الأكبر للواء أيمن ضياء ...

انطلقت بسيارتها متجهة إلى الفيلا وهى تفكر فى حديث الطبيب طيف حتى قررت فى النهاية تنفيذه، وصلت نيران إلى الفيلا لتجد الجميع بالداخل " أعمامها وأبنائهم وأبناء خالتها وأصدقاء والدتها وأصدقاء والدها " كانت الفيلا وما حولها مزدحم بالكثير من الأشخاص التى لا تعرفهم نيران جيدًا بسبب ذاكرتها التى اختفت ولم تعرف سبب اختفائها حتى الآن، لا تصدق ما يقيل بأن ذاكرتها قد اختفت فى حادث .. كل ما تصدقه هو أن هناك شىء غامض وستكتشفه قريبًا فى منزل الحيوانات هذا !
دلفت إلى داخل الفيلا وصاحت بمرح:
- مامى .. مش تقوليلى إن الحفلة هتبدأ بدرى كدا علشان الحق أجهز نفسى
نظرت والدتها "أنهار" إليها بتعجب فهى لأول مرة منذ فقدانها للذاكرة تقوم بمنادتها هكذا، ابتسمت أنهار قائلة:
- أنتِ قلتِ مامى !

حركت رأسها بالإيجاب لتقول مبتسمة:
- أيوة يا مامى، مستغربة ليه ؟
ضمتها الأم بحب شديد ثم اعتدلت ونظرت إلى عينيها قائلة:
- تعالى معايا، لازم تبقى أجمل واحدة فى الحفلة دى .. عندى ليكِ فستان كنت جايباه ليكِ وكنت هديهولك لكن حصل اللى حصل ده بس أهو جه الوقت .. تعالى يا حبيبتى
تحركت نيران مع والدتها وفى داخلها سعادة لاتعرف مصدرها لكن من الواضح أن تنفيذها لما قاله طيف صحيح وأن طريقتها الجديدة ستساعدها كثيرًا على تخطى تلك الأزمة ...

شعر بملل شديد فقرر زيارة والده فى مكتبه بمديرية أمن القاهرة، وصل طيف إلى المديرية وأذن له أمين الشرطة بالدخول بعدما أخذ الإذن من اللواء أيمن، دلف إلى داخل المكتب ليجد والده يجلس ويقول بتعجب:
- طيف ! أنت مش المفروض عندك شغل ؟
جلس وهو يقول مازحًا:
- المفروض بقى يا سيادة اللواء بس اعمل ايه مفيش مرضى، الناس كلها بقت عاقلة وأنا اللى شكلى هتجنن
حرك أيمن رأسه باستنكار ليقول:
- دلوقتى ندمان ! ماأنا قلتلك ادخل كلية الشرطة علشان تطلع لأبوك لكن أقول ايه بقى .. أصريت تدخل طب وياريت طب عادى، ده أنت دخلت قسم المجانين
- خلاص بقى يا حاج أنت هتقعد تقطم فيا .. اللى حصل حصل وبعدين أنا حابب الشغل اللى فيه بس اللى مزعلنى قلة الشغل بس، مابيجيش حالة غير كل يومين مثلًا وبيحضروا جلسة ومش بيكملوا، ما تشغلنى معاك هنا إنشالله أمين شرطة.

أشار أيمن إلى الباب ليقول بجدية:
- شايف الباب ده ؟
حرك رأسه بالإيجاب ليقول:
- ايوة شايفه
تابع والده حديثه:
- قوم واخرج ومتنساش تشده وراك، مش فاضيلك عندى شغل
وقف طيف ليقول مازحًا:
- بتطردنى من مكتبك يا سيادة اللواء ؟ ماشى ماشى .. حسابنا فى البيت
- يلا بدل ما أنادى لرمزى ياخدك على الحجز
رفع حاجبيه بتعجب قائلًا:
- تسجن ابنك ! لا وعلى ايه أنا ماشى يا باشا.

رحل طيف وهو يفكر هل يعود إلى العيادة الخاصة به أم يهاتف صديقه مازن ليجلس معه لبعض الوقت، انتهى به التفكير بأن يتصل بصديقه وبالفعل هاتفه وحدد معه ميعاد بعد ساعة من الان فى "المقهى" الذى اعتادوا الجلوس فيه ..
استقل سيارة "ميكروباص" وجلس فى طريقه إلى صديقه، كانت الرائحة فى السيارة لا تطاق .. لا يعلم مصدر تلك الرائحة فصاح قائلًا:
- اية ياأسطى أنت دافن حد فى العربية ولا ايه؟
نطق السائق بغضب:
- جرى ايه يا أخ أنت هى ناقصة هزارك فى أم اليوم المقرف ده ؟

- خلاص ياعم أنا غلطان، وبعدين وطى صوت الأغانى اللى أنت مشغله ده شوية هتطرشنا
نظر إليه السائق بغضب ثم أخفض الصوت وهو يقول:
- أنا اصطبحت بوش مين النهاردة بس يارب
نطق طيف بصوت منخفض:
- أكيد اصطبحت بوشك اللى محتاج يتنجد ده، هتخلوا الواحد يتنمر على المسا.

صاح السائق مرة أخرى قائلًا:
- بتقول ايه يا جدع أنت ؟
- بستغفر ربنا فى سرى ياعم، ايه مانع الإستغفار فى العربية كمان ؟
تابع السائق طريقه حتى أوقفه طيف قائلًا:
- بس على جنب هنا ياأسطى
وقف السائق ونزل طيف من السيارة وما إن نزل حتى استنشق الهواء من جديد وأخذ يتنفس الصعداء ...

انطلق إلى المقهى وما إن وصل حتى صاح مازن بتعجب قائلًا:
- ايه ياابنى اللى بهدلك كدا !
نطق طيف بغضب ليقول:
- أم المواصلات وسنينها أنا مش عارف يعنى العربية هتخلص امتى فى سنتها دى، قلت أجرب أركب ميكروباص وحلفت ما هركبه تانى
تحدث مازن ضاحكًا:
- اقعد بس وهدى أعصابك يا عم وبعدين غريبة إنك تكلمنى دلوقتى والمفروض ده وقت شغلك يعنى
عاد بظهره إلى الخلف وهو يقول:
- مفيش شغل ياعم .. يادوب واحدة مجنونة جت النهاردة ومشيت ومش هتيجى تانى زى اللى قبلها
- اعترف إنك دكتور فاشل.

نظر إليه طيف إليه بنصف عين ليقول:
- تنمر يعنى وكدا ! ماشى يا ابن أم مازن على الأقل مابنتش برج اتصالات وخليت الشبكة توصل بالسالب والكلام يتعكس فى الإشارة
فرك مازن فروة رأسه قبل أن يقول:
- ايه القصف ده ياعم أنا بهزر يا طيف مابتهزرش ياجدع، قلى هتتفرج على ماتش الأهلى فين النهاردة ؟
أجابه طيف بعد أن فكر:
- مش عارف، لو بابا مجاش هكلمك ونتفرج عليه مع بعض
- خلاص اشطا، صحيح ماقلتليش هى حلوة ولا لا ؟

ضم طيف حاجبيه متعجبًا:
- هى مين دى ؟
غمز له قائلًا:
- المجنونة بتاعة النهاردة
ابتسم طيف قائلًا:
- اهاااا وأنت مالك، خليك فى أبراج الشبكة بتاعتك يا هندسة وبعدين صحيح ماقلتليش اتخانقت أنت ونامى ليه
تبدلت ملامحه ليقول بغضب:
- ياعم دى مستفزة، من ساعة ما اتخطبنا وهى كل ما تكلمنى واتس تاخد اسكرين شوت لكلامنا وتنزله على الجروب الزفت اللى اسمه بسبسة او نرمشة ده
قهقه طيف قائلًا:
- قصدك دندشة
- وات ايفر بقى، ناس مريضة أصلًا .. مسكت موبايلها بالصدفة لقيتها مشهورة فى الجروب وكل كلامنا نازل بقى وضحك وآخر مسخرة وقلة أدب روحت هابب فيها وبقالى أسبوع مش برد عليها.

اعتدل طيف ليقول بجدية:
- اهدأ بس كدا وروق أعصابك هم البنات كلهم كدا، وبعدين تلاقيها كانت بتعمل كدا من فراغها ومتقصدش حاجة
صاح مازن بغضب:
- فراغ ايه ؟ فراغ تقوم فاضحة كل اللى بينا على جروب ! فراغ تقلب كل الشاتات هزار وضحك وتريقة على كلامنا والكومنتات مستفزة
ربت طيف على كتفه قبل أن يقول:
- اهدأ بس وأنا هكلمهالك النهاردة
ثم وقف وهو يقول:
- أنا هروح الشقة أجيب البطاقة نسيتها فى المكتب وبعدين أروح ولو كدا هكلمك نتفرج على الماتش مع بعض اشطا ؟
- تمام اشطا.

رحل طيف متجهًا إلى مكتبه واستقل سيارة أجرة وما إن خرج منها حتى تفاجئ بما وجده !
وجدها تجلس أسفل البرج ويبدو أنها تنتظره
نطق طيف بصوت منخفض:
- نيران !

اللى مستنيين الاكشن خلو بالكم طويييل علشان الرواية طويلة وفيها من المصايب ألف...
تاااااابع اسفل
 
 



15-03-2022 09:32 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [1]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثاني

صرخت فى طفل زوجها صرخة مدوية:
- اييييه مش قلتلك تنضف الأرض كويس ؟ الأرض زفت لييه

تراجع الطفل نور ذو الثمانية أعوام بضع خطوات خائفًا من العقاب الذى سيناله من زوجة أبيه، اقتربت منه وأخذت تضربه بعصا خشبية كبيرة دون رحمة، كان يصرخ ويتألم لكنها لا تتوقف عن ضربه
- أنا لما أقولك على حاجة تعملها بذمة مش تكروتها كدا، فاهم

نطق الطفل من بين بكائه وتألمه:
- فاهم فاهم، كفااية أبوس ايدك

تركته ونظرت إليه بغضب شديد لتقول:
- نص ساعة لو مالقتش الأرض دى بتلمع هكسر عضمك

رحل طيف متجهًا إلى مكتبه واستقل سيارة أجرة وما إن خرج منها حتى تفاجئ بما وجده !
وجدها تجلس أسفل البرج ويبدو أنها تنتظره
نطق طيف بصوت منخفض:
- نيران !

توجه إليها بهدوء حتى وصل إليها وأصبح أمامها مباشرة
- بس بس
رفعت رأسها لتقول مبتسمة:
- اية ده يا دكتور أخيرًا اقتنعت إنى قطة وبقيت تبسبسلى ؟
وضع يده على رأسه وقال بهدوء:
- حصلينى على المكتب فوق يا نيران، قصدى يا قطة
شعرت بالسعادة البالغة لكلماته التى ألقاها وتحركت خلفه ...

وصل طيف إلى مكتبه بعدما فتح باب شقته التى تشبه العيادة الطبية، جلس وأشار إلى نيران بالجلوس فجلست
ظلت صامتة حتى نطق طيف قائلًا:
- كنا ماشين كويس حصل ايه بقى يا نيران ؟ مش اتفقنا إنك تحاولى تتعاملى عادى ؟

تبدلت ملامحها إلى الحزن وأردفت:
- حاولت يا دكتور .. روحت وحاولت أتعامل مع ماما صح لغاية ما جابتلى فستان علشان أقضى معاهم الحفلة اللى عاملينها لكن بمجرد ما شوفت الفستان قلتلها فين الفروة وفين الديل بتاع الفستان لقيت ملامحها اتغيرت وبقت تبصلى على أساس إنى مجنونة، أنا مش قادرة أتعامل معاهم كأنى بنى آدمة، مش عارفة

أشار إليها طيف بالاستلقاء على الشازلونج فنفذت ما طلبه وجلس أمامها وبدأ الحديث:
- بصى يا نيران، بما إنك مش قادرة تعملى كدا وثابتة على كدا يبقى هنمشى فى طريق تانى، 90% من اللى بيحصلك دلوقتى أكيد حصل بسبب اللى حصلك قبل فقدان الذاكرة .. أنا مش من تخصصى إنى أرجعلك الذاكرة بس هساعدك باللى أقدر عليه، أنتِ دلوقتى تغمضى عينيكِ، عايزك تغمضى وتحسى بالهوا اللى حواليكى، عايزك تبقى كأنك أنتِ والهوا جزء واحد .. مش سامعة غير صوتى أنا بس .. صوتى الهادى اللى بيقل لحظة ورا لحظة

بدأ صوته يقل بالتدريج ..
وتابع:
- عايزك تتخيلى نفسك فى مكان ضلمة، أنتِ واقفة لوحدك بس وبتدورى على ضوء ضعيف فى وسط الضلمة دى .. دورى كويس أوى ..بصى فى كل مكان

كانت تنفذ مايقوله لحظة بلحظة وأخيرًا وجدت ضوء خفيف وسط هذا الظلام فصاحت:
- لقيت الضوء
تابع طيف قائلًا:
- اتحركى ناحيته بهدوء، حاولى توصلى لمصدره
بدأت فى تنفيذ ما يقوله وبدأت تتحرك فى خيالها حتى كادت أن تقترب لكن ظهرت العديد من الكلاب التى تنبح بصوت مخيف وعالٍ فصرخت نيران وفتحت عينيها وهى تقول:
- لالا كلاب، لاااا

- اهدى اهدى، مفيش حاجة .. اهدى يا نيران أنتِ هنا مفيش كلاب

نظرت حولها وبدأت تهدأ رويدًا رويدًا فتحدث طيف مرة أخرى:
- عايزك تقوليلى بقى كلاب ايه اللى شوفتيها ؟
نطقت نيران بخوف واضح:
- مش عارفة .. أنا بمجرد ما قربت من النور ده لقيت فجأة كلاب كتير ظهرت وفضلت تهوهو وشكلهم مخيف أوى

ابتسم طيف لأن ما تمناه حدث وبدأت ومضات الذاكرة تعود إلى نيران، نطق بإبتسامة:
- طيب يا نيران تقدرى تروحى دلوقتى، حلو أوى الشوط اللى أخدناه النهاردة
ضمت حاجبيها بتعجب:
- شوط ايه يا دكتور اللى أخدناه !؟

- معنى إنك شوفتى كلاب يبقى أخر مشهد شوفتيه قبل فقدان الذاكرة كان كلاب بتهاجمك وده كويس جدًا لو استمرينا على كدا كذا جلسة هتقدرى تسترجعى ذكريات كتيرة ومرة ورا مرة هترجعلك الذاكرة

اعتدلت وهى تنظر إليه بتفكير ثم نطقت:
- طيب ما نكمل يمكن أفتكر كل حاجة
حرك رأسه بالرفض قائلًا:
- مش هينفع، غلط عليكِ شوفتِ أنتِ صرختِ ازاى لو كملنا مش هتقدرى تستحملى ده غير عقلك اللى مش هيستوعب كم الأحداث اللى هتتراكم عليه وده هيؤذيكى جامد

وقفت بعد أن استوعبت ما قاله وقالت قبل أن تتحرك إلى الباب:
- طيب يا دكتور شكرًا، هاجى بكرا فى نفس الميعاد ده تمام ولا ايه ؟
ابتسم طيف قائلًا:
- تمام جدا، ولغاية ما تيجى اتعاملى على طبيعتك معاهم ومتضغطيش على نفسك فى حاجة أنتِ مش عايزاها .. تمام ؟
حركت رأسها بالإيجاب:
- تمام يا دكتور

دلفت إلى داخل الفيلا بعدما تخطت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، تفاجئت بوالدها بانتظارها وعلى وجهه علامات استفهام فتجاهلته وحاولت صعود الدرج كى تصل إلى غرفتها لكن أوقفها صوته الأجش الغاضب:
- كنتِ فين لغاية دلوقتى

التفت لتقول بهدوء شديد:
- كنت عند الدكتور
ضم أمجد حاجبيه ليقول متعجبًا:
- دكتور ! دكتور ايه ؟
تابعت نيران بنفس هدوئها وثباتها:
- الدكتور النفسى بتاعى
- من امتى وأنتِ بتروحى لدكتور نفسى ؟
ابتسمت ابتسامة ساخرة قبل أن تقول:
- من ساعة ما صحيت لقيت نفسى وسط ناس ماعرفهمش وبيقولوا إنهم أهلى، من ساعة ما قلتولى إنى فقدت الذاكرة روحت لكذا دكتور والنهاردة دكتور جديد

ازداد غضبه ونطق قائلاً:
- أنتِ بتتكلمى كدا ليه؟
حركت رأسها بعشوائية لتقول:
- ماله كلامى ! لازم أنحنى وأنا بتكلم ولا ايه مش واخدة بالى
كاد أن يصفعها لكنه تمالك نفسه فى اللحظات الأخيرة فهى لم تخطئ فى شىء .. هى فقط لا تتذكر أيام الماضى حتى تتحدث إليه باحترام وتعامله كأب
امتص غضبه وأردف بهدوء:
- اطلعى على أوضتك

ابتسمت له والتفت وهى تقول:
- كنت طالعة
قالتها ببرود شديد ثم صعدت إلى الأعلى وتوجهت إلى غرفتها لتتفاجئ بشقيقها الأصغر بانتظارها
ضمت نيران حاجبيها بتعجب قائلة:
- ذاخر ؟ ايه اللى مقعدك هنا ؟

ابتسم ذاخر وأشار إليها بالجلوس فجلست، بدأ حديثه قائلًا:
- أنا عارف إنك شايفه إن كل اللى فى البيت غريب .. ده طبيعى أنا لو كنت مكانك كنت هبقى كدا، إنك تصحى مش فاكرة حاجة خالص وتكتشفى إن ليكِ أهل وعيلة وكله بيعاملك على أساس ماضيكِ وأنتِ مش فاكرة حاجة دى حاجة صعبة أوى حتى لو عدى سنين .. أيوة عدى سنة بس أنتِ برضه صعب عليكِ وأنا مش زيهم واخد منك جنب وبتجنبك .. أنا عايز أقولك إنى مش أخوكى الصغير بس .. أنا سندك وأى حاجة هتطلبيها هنفذها مهما كانت، أنا عمرى ما هبقى زيهم من ناحيتك .. أنا جنبك حتى لو أنتِ حسانى غريب

ابتسمت نيران لتقول بحب:
- أنت عارف يا ذاخر، أنت الوحيد اللى حساك فعلا أخويا وواثقة مليون فى المية إنى زمان كنت بحبك أوى وبعتمد عليك
ابتسم ثم نهض وربت على كتفها وهو يقول:
- تصبحى على خير
ورحل على الفور

- اهدأ على البنت شوية يا أمجد، اللى هى فيه صعب برضه
رفع يده قبل أن يقول:
- أهدأ ايه أكتر من كدا ! كنت هضربها النهاردة بس لحقت نفسى فى آخر ثانية لما افتكرت اللى هى فيه بس برضه عدى سنة ازاى كل ده متعودتش على الأمر الواقع ده ؟

حركت أنهار رأسها بالنفى:
- لا متعودتش بالعكس دى حالتها بتسوء أكتر وحكاية إنها تدور على دكتور نفسى كويس حلو جدًا وهيساعدها فى إنها تبقى كويسة
نظر إلى زوجته بحزن قائلًا:
- تفتكرى ؟

- أيوة أفتكر .. نيران محتاجة لدكتور نفسى يساعدها بس اللى مخوفنى بجد هو يوم ما يرجعلها الذاكرة .. هنرجع لنقطة الصفر
أغلق عينيه وهو يقول:
- ساعتها ربنا يحلها من عنده

تحرك بحذر شديد تجاه هذا المنزل المهجور حاملًا مسدس بيده وخلفه الكثير من رجال الشرطة، أشار إليهم بالوقوف ثم أشار إلى رجلين ليتقدما معه .. تقدم ومعه الرجلين وركل الباب بقدمه ثم أشار إلى باقى رجال الشرطة بالتقدم، تقدم بضع خطوات إلى ساحة المنزل وباقى رجال الشرطة ينظرون فى الجهات الاخرى بينما يسيرون، ظلوا يتحركون فى جميع أدوار المنزل ويداهمون منازله المهجورة حتى وقف الرائد  رمّاح  ووضع سلاحه فى مخمده ليقول بغضب:
- هربوا .. أكيد في حد بلغهم أكيييد

جاء النقيب فهد من خلفه ليقول:
- مفيش حاجة فى الدور اللى تحت يا باشا
هز رأسه وهو يقول:
- تمام بلغ بانسحاب القوة

عاد إلى منزله المكون من ثلاث طوابق فى أحد الأحياء المتوسطة بعدما شاهد المباراة مع صديقه المقرب مازن .. كان المنزل عبارة عن ثلاثة طوابق وكان الطابق الاول للأب أيمن ضياء والأم أسماء مدحت والطابق الثانى لشقيقته الكبرى تنة وشقيقته الصغرى رنة والطابق الثالث لطيف، يجتمعون طوال اليوم فى الطابق الأول وعند الخلود إلى النوم يذهب كل منهم إلى الطابق الخاص به ...

عاد إلى المنزل وصعد الدرج ليتجه إلى الطابق الخاص به إلا أن أوقفته والدته قائلة:
- ايه يا طيف اتأخرت كدا ليه؟

ابتسم طيف وتحدث وهو ينزل إلى الأسفل مرة أخرى:
- اتفرجت على الماتش مع مازن ولعبنا شوية، قليلى صحيح في عشا ؟علشان أنا جعان جدًا
هزت رأسها بالإيجاب لتقول:
- أيوة الاكل فوق عندك فى الشقة، اطلع غير هدومك كدا وكل ونام علشان شغلك بكرا

ابتسم طيف قائلًا:
- حاضر يا ماما، تصبحى على خير
- وأنتَ من أهل الخير يا حبيبى

كانت أمه رغم كبره تعامله كأنه طفل صغير وكان يسعد بذلك كثيرًا بسبب عشقه الشديد لطفولته ...
تحرك إلى الأعلى لكنه وقف أمام شقة شقيقتيه لأنه تفاجئ بأن باب الشقة شبه مفتوح، وضع يده على الباب ونظر إلى الداخل فظهرت تنّة وصرخت بوجهه فصرخ طيف مفزوعًا ثم دفعها وهو يقول بغضب:
- منك لله يا شيخة قطعت الخلف

ضحكت تنّة بصوت عالٍ لتقول:
-I'm so sorry يا طيف بس أنا مراهنة رنّة بإنى أخضك وصورتها فيديو علشان لما تصحى أوريهالها ومايمنعش إنى أشيرها وأكسب فولورز على حسابك

ابتسم ابتسامة واسعة قبل أن يقول بثقة وهدوء:
- شكلك نسيتِ إن الراوتر معايا وأنا اللى بغير الباس بتاعه وهيتخرب بيتك على الباقات يابنت أسماء

أسرعت لتقول:
- ايه ده يا طيف ده أنا بهزر معاك، أنتَ تعرف عنى كدا برضه

نظر إليها بنصف عين قائلًا:
- أيوة للأسف أعرف .. يلا هطلع بقى علشان جعان أكل ونوم وخشى نامى يا أختى يا كبيرة يا تافهة

ضحكت قائلة:
- مين اللى بيتكلم ! طيف الطفل ؟ أنا أول مرة أشوف طفل بيتكلم

نظر إليها نظرة خالية من المشاعر ونطق قائلًا:
- الطفل هيحترم أخته الكبيرة وهيطلع ينام، كلمة زيادة هيبقى خبر عاجل شاهد أخ يقتل أخته الكبرى منور كل الجرايد بكرا

تراجعت تنّة إلى الداخل وهى تقول مازحة:
- لا وعلى ايه، تصبح على خير يا دكتور طفل
ألقت كلمتها وأسرعت بغلق الباب قبل أن يقترب منها، خبط بيده على يده الأخرى وصعد إلى الأعلى

كانت جملة الطبيب طيف تتردد فى رأسها
 معنى إنك شوفتِ كلاب يبقى آخر مشهد شوفتيه قبل فقدان الذاكرة كان كلاب بتهاجمك
بقيت تفكر وتفكر وتتحدث إلى نفسها قائلة:
- ياترى ايه الكلاب اللى هاجمتنى دى ! وهل الكلاب دى سبب فقدانى الذاكرة ؟ طب ليه مش عايزين يقولولى هنا الحقيقة ! أنا لازم أفتكر كل حاجة بس هفتكر ازاى ازااى !
أغلقت عينيها وحاولت أن تتذكر لكنها لم تستطع فأحكمت إغلاق عينيها وحاولت مرة أخرى التذكر وكأنها تجبر عقلها على التذكر حتى نجحت بالفعل ...
ظهرت ومضات سريعة حيث كانت تركض بسرعة شديدة وتنظر خلفها لتجد أكثر من كلبين يركضون خلفها، ومضات سريعة تظهر ثم تختفى من جديد حتى اختفت تمامًا فحاولت مرة أخرى لكن تلك المرة أصابها صداع شديد فأمسكت برأسها وهى تتألم ثم فتحت عينيها وقالت
- ياترى ايه الكلاب دى ... أنا لازم أفتكر، مش هفضل عايشة غريبة كدا ... لازم أفتكر
ظلت تحدث نفسها وتفكر لكن أرهقها التفكير وغرقت فى النوم

كان الجو عاصفًا وشديد البرودة حيث كان الطفل نور يجلس بشرفة المنزل بعدما عاقبته زوجة أبيه نعمة بأن يبيت فى هذا الجو البارد وأغلقت باب الشرفة جيدًا، كان الطفل يجلس ويضم قدميه ويضع رأسه بينهما ويرتجف من شدة البرد ... أخذت دموعه تتساقط .. كان جسده الضعيف لا يتحمل هذا البرد القارس المصاحب لسقوط الأمطار، ظل الطفل على هذه الحالة حتى ضعف نبضه وبدأت أنفاسه تهدأ وابتسم عندما وجد والدته أمام عينيه تقترب منه بهدوء وعلى وجهها ابتسامة حب وما إن اقتربت منه حتى ضمته إلى صدرها وهنا شعر نور بالدفء وانقطعت أنفاسه لتصبح تلك الابتسامة التى تزين وجهه هى آخر تعابير وجهه ...

لحد هنا الهدوء النسبى راح والحلقة الجاية بداية عواميد الاكشن وللمرة التانية الرواية يعتبر بدايتها من الحلقة الثامنة...

15-03-2022 09:35 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [2]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

أشرقت شمس يوم جديد على طرقات الباب فأسرعت "كريمة" والدة مازن لتفتح الباب فوجدت "نامى"
- نامى حبيبتى اتفضلى
دلفت نامى ثم نظرت إلى كريمة قائلة:
- ازيك يا ماما عاملة ايه؟
ابتسمت كريمة قائلة:
- الحمدلله يا حبيبتى خشى أنتِ واقفة ليه
اختفت ابتسامتها لتقول:
- معلش هو مازن فين ؟

- جوا فى أوضته .. صحى خد دش وبيغير هدومه جوا علشان يروح الشغل
ابتسمت مرة أخرى لتقول:
- طيب ممكن أدخله؟
- طبعا يا حبيبتى ادخلى
أسرعت نامى وطرقت باب الغرفة ليأتى صوت مازن من الداخل:
- ادخل
فتحت نامى الباب ودلفت إلى داخل الغرفة فألتفت مازن ليجدها أمامه فنظر إلى الجهة الأخرى ليكمل ما يفعله فنطقت نامى بهدوء قائلة:
- أنا أسفة، أنا عارفة إنى غلطانة وأوعدك متتكررش تانى
نظر إليها بعتاب ليقول:
- اللى عملتيه ده مستفز ويعصب، ليه الخلق كلها تعرف الكلام اللى بينى وبينك ! عايزة ضحك وهزار وتبقى أشهر واحدة فى الجروب على حساب خطوبتنا وكلامنا مع بعض ؟

هربت دمعة من عينيها قبل أن تقول:
- والله بسبب الفراغ اللى أنا فيه بس عرفت إن ده غلط خلاص ومش هتتكرر تانى وسيبت الجروب كمان، ممكن تسامحنى ومتزعلش بقى ؟
اقترب منها ليقول بحب:
- طيب يا ستى طالما مفيش بسبسة ومش هتعملى كدا تانى يبقى خلاص مش زعلان .. سيبك بقى من كل ده .. أنتِ وحشتينى الأسبوع ده
ابتسمت نامى لتقول بخجل:
- وأنتَ كمان
- طيب ما تجيبى قُبلة بالمناسبة دى بقى
اختفت إبتسامتها لتقول بصرامة:
- اتلم.

لوى شفتيه ليقول:
- حاضر ياستى هتلم، هانت كلها كام شهر ونتجوز
ضحكت لتقول مازحة:
- كام سنة قصدك
ضم حاجبيه قبل أن يقول:
- كام سنة ؟ ليه هستناكى لما تتمى 30 سنة ولا ايه يا قلبى ؟
حركت رأسها لتقول بهدوء:
- كلما كنت أسرع فى إنجاز كل شىء كلما أسرعت فى أن تتزوجنى
نظر مازن إلى ساعته ليصرخ قائلًا:
- كلما تأخرت عن الشغل كلما اتخصم منى فلوس، وسعى يخربيتك

فاقت نيران على صوت طرقات باب غرفتها فقالت بصوت شبه نائم:
- ادخل ...
دلفت شقيقتها الكبرى "نيسان" واقتربت من سريرها وهى تقول:
- ايه يا نيران أنتِ كل ده نايمة؟، الساعة بقت 12 الضهر
فركت فى عينيها بضعف لتقول:
- وايه المشكلة يعنى أنتوا هنا ديوك يعنى بتصحوا تأدنوا الفجر ولا ايه؟
رفعت إحدى حاجبيها لتقول:
- لا مش ديوك يا نونو وقومى يلا خطيبك تحت.

فركت بعينيها مرة أخرى ثم خبطت بيدها على رأسها مرتين لتقول:
- أنا دماغى باظت ولا ايه ؟ اللى سمعته ده بجد ولا مقلب من مقالبك
- مقلب ايه يا نيران، خطيبك رمّاح تحت
اعتدلت لتقول بتعجب:
- هو أنا جالى فقدان ذاكرة تانى ولا ايه ! رماح ابن خالتى يبقى خطيبى ؟ اللى هو ازاى يعنى ومحدش قالى قبل كدا ليه .. ده عدى سنة
جلست شقيقتها لتقول:
- ما هم ماكانوش عايزين يقولوا ليكى غير بعد فترة علشان تستوعبى كل حاجة واحدة واحدة ودلوقتى جه الوقت.

وضعت يدها على وجهها لتقول:
- يارب أنا عملت ايه فى حياتى علشان يطلع رماح الغتت ده خطيبى
أسرعت نيسان لتقول:
- عيب متقوليش على خطيبك كدا وبعدين ده ابن خالتك برضه وظابط اد الدنيا
- ما أنا عارفة إنه ظابط وابن خالتى ياست حمادة هلال أنتِ ... بصى عندى فكرة، أنا متنازلة ليكِ عنه .. روحى اخطبيه أنتِ
ضمت حاجبيها لتقول بجدية:
- قومى يا نيران يلا وبلاش دلع، مستنينك تحت.

ثم وقفت ورحلت على الفور ..
بقت نيران مكانها تفكر فى ما سمعته منذ لحظات فحدثت نفسها قائلة:
- هو فيه حد باصصلى فى حياتى! بابا اللى شبه القرود ده ولا ماما اللى فيها شبه من المعزة اللى شوفتها امبارح ولا نيسان اللى شبه الديك الرومى ولا ذاخر اللى .. لا ذاخر بحبه ... أقوم أخد شاور وأنزل للى مستنينى تحت ده

وصل طيف إلى مكتبه وجلس ثم نظر إلى سقف الغرفة ليقول محدثًا نفسه:
- وبعدين بقى يا طيف هتفضل كدا تقعد باليومين والتلاتة مايجيش مرضى وتفضل قاعد زى قلتك كدا ! طيب أعمل ايه ما أنا اللى اختارت الطريق ده .. لازم يبقى ليا شغل تانى جنب شغلى ده .. على الأقل أحدد نص اليوم بتاع بالليل للعيادة ونص اليوم بتاع الصبح للمشروع التانى ده بس ياترى مشروع ايه بس ...

فتحت باب الشرفة لتجد الطفل "نور" نائم على الأرض فركلته بقدمها قائلة:
- قوم يلا يالا .. قوووم
لم يجيبها نور تلك المرة فلقد رحمه الله من عذابها المستمر له، انخفضت وأخذت تفيقه لكنه لا يستجيب فانتفضت وركعت جانبه لتسمع نبضات قلبه، شعرت بالصدمة الشديدة بعدما علمت أنه فقد حياته وأخذت تقول بتوتر وقلق:
- يالهوى هقول لأبوه ايه لما يرجع من السفر؟، هتصرف ازاى دلوقتى .. كان لازم يعنى أنيمه فى البرد ده أهو مات، يارب اعمل ايه بس وأتصرف ازاى !

نزلت إلى الأسفل لتجلس على الفور دون أن تلقى السلام عليهم فابتسم رماح ونطق قائلًا:
- عاملة ايه دلوقتى يا نيران
ضمت شفتيها لتقول:
- اممم حلوة
قام بعد أن أشار للجميع بتركهم وحدهم فتركه الجميع وجلس بجوارها ليقول مبتسمًا:
- بصى أنا كنت عايز أقولك من زمان بس خفت عليكى من كمية الناس اللى اكتشفتيهم فى حياتك بعد فقدانك الذاكرة .. بس دلوقتى أكيد أنتِ بقيتى أحسن ... احنا مخطوبين لبعض من قبل فقدانك الذاكرة بسنة وكنا بنحب بعض من زمان أوى من واحنا أطفال.

رفعت نيران حاجبيها بتعجب لترد:
- أطفال ! مش عارفة أرد أقول ايه والله بس كل اللى أعرفه إنى مش هعيش حياتى الجديدة على ذكرى حياتى القديمة
ضم رماح حاجبيه متعجبًا ليقول:
- مش فاهم قصدك
ابتسمت لتقول بهدوء شديد:
- أقصد إنى مش هقبل أعيش كدا على ذكريات الماضى وأقبل باللى حصل فى الماضى قبل فقدانى الذاكرة يا إما ترجعلى الذاكرة وأعيش حياة زمان يا إما أعيش حياتى دى على مزاجى .. أظن فهمتنى يا ابن خالتى.

هز رأسه بالإيجاب قائلًا:
- فاهمك يا نيران علشان كدا أنا هسيبك على راحتك وأنتِ مع الوقت هتفهمى كل حاجة
- أنتَ عارف الحاجة الوحيدة اللى عايزة أعرفها ايه ؟ هى إنى ازاى فقدت الذاكرة .. بس أظن كان فيه كلاب كانت بتجرى ورايا قبل ما أفقد الذاكرة ويحصل اللى حصل
تبدلت ملامح وجهه ليقول بقلق:
- كلاب ! أنتِ جبتى الكلام ده منين ..ااا... مفيش حاجة زى دى، دى كانت حادثة عربية.

ضحكت بصوت عالٍ لتقول:
- شكلك متفق معاهم تخبوا عليا بس على ايه يا سيادة الرائد .. أنا عندى حس بوليسى برضه ومش عارفة ليه مش مطمنة وحاسة إنكم مخبيين مصيبة عنى
حرك رأسه عدة مرات بعشوائية ليقول:
- مصيبة ايه ! أنتِ مكبرة الموضوع أوى، مفيش حاجة من اللى فى دماغك دى وبعدين سيبك من الدكاترة اللى بتروحيلها دى هيضروكى
وقفت كى تستعد للرحيل وقالت باختصار:
- أنا حرة، بعد إذنك بقى علشان عندى ميعاد مع الدكتور
تركته قبل أن يتكلم مما جعله فى حيرة وقلق مما سمعه للتو منها...

ارتدت ملابسها وانطلقت بسيارتها فتبعها رماح بسيارته وظل خلفها حتى توقفت وصعدت إحدى العمارات السكنية فخرج هو الآخر من سيارته وتحرك خلفها، اقترب من العمارة ونظر إلى الداخل فهتف حارس العمارة قائلًا:
- ايه يا بيه عايز حاجة ؟
اقترب منه رماح وهو يقول:
- هو فيه دكتور هنا فى العمارة ؟
حرك رأسه بالإيجاب قائلًا:
- أيوة يا بيه دكتور طيف أيمن فى الدور السابع
- طيب تمام شكرًا.

التفت ليرحل لكنه تذكر شىء ما ولابد أن هذا الاسم ليس مجرد صدفة فأسرع إلى الحارس مرة أخرى وهو يقول:
- هو الدكتور اسمه طيف أيمن ضياء ؟
- أيوة يا بيه ابن سيادة اللواء أيمن ضياء
هنا ابتسم رماح ليقول فى نفسه " مش لاقية دكتور غير ابن رئيسى فى الشغل يا نيران ... ربنا يستر لأن كدا الدنيا باظت"

بينما بالأعلى داخل العيادة تجلس أمامه ويتحدثا ..
- ها وبعدين
أكملت حديثها قائلة:
- طبعا اتصدمت لإنى ماكنتش أعرف إنى مخطوبة وجايين بعد سنة يقولولى ولما اتكلمت معاه اتأكدت من شكوكى وهى إنهم كلهم مخبيين عنى حاجة كبيرة معرفش ايه هى وليه مخبيين
ثم أكملت حديثها وقصت عليه حوارها كاملًا مع ابن خالتها وما إن انتهت حتى حرك طيف رأسه وبدأ فى تحليل حديثها
- حلو جدا كلامك وموزون، وأحسن جملة قلتيها هى إنك هتعيشى حياتك دى بمزاجك وهو ده المطلوب إنك تتقبلى حياتك دلوقتى وتمشيها حسب رغباتك أنتِ .. تنسى الماضى اللى أنتِ المفروض ناسياه ده وتبدأى تبنى حياة جديدة وده تقدم كويس.

حركت رأسها مؤيدة لتردف:
- بس أنا عايزة أفتكر يا دكتور، مش عايزة أعيش غريبة .. حتى لو بنيت حياة جديدة هبقى وحيدة وسطهم برضه
ابتسم طيف ليقول مازحًا:
- عايزة تفتكرى لمجرد إنك مش عايزة تعيشى غريبة ولا فضول إنك تعرفى الأكشن اللى حصل وخلاكي تفقدى الذاكرة
ابتسمت قائلة:
- الصراحة الاتنين والفضول هيموتنى .. عايزة أعرف مخبيين ايه عنى.

عاد طيف إلى الجدية مرة أخرى فى حديثه ليقول:
- متتشوقيش كدا إنك تعرفى لأنك متعرفيش اللى حصل ايه .. ممكن اللى حصل ده لما تعرفيه تتصدمى صدمة عمرك وتتمنى ألف مرة إنك متعرفيش وإنك تفضلى فاقدة الذاكرة ... خلاصة اللى عايز أقوله إنك لازم تمشى خطوة خطوة متستعجليش علشان متتصدميش
حركت رأسها قبل أن تقول:
- حاضر يا دكتور، أنتَ عارف أنا روحت لدكاترة كتير أوى كل دكتور كلامه كان زى التانى لكن أنتَ الوحيد اللى كلامك بيريحنى شوية وبحسه موزون علشان كدا قررت أكمل معاك.

ضحك طيف ليقول مازحًا:
- حصلنا الشرف يا ست نيران و بالمناسبة صحيح أنتِ أول مريضة تستمر معايا .. كل مريضة كانت بتحضر جلسة ومتجيش تانى
ابتسمت له قائلة:
- طيب حلو أوى بس بلاش مريضة دى والنبى أحسن بتحسسنى إنى مجنونة .. قول زبونة بتنجانة أى حاجة تانية
- ولا تزعلى نفسك يا ست بتنجانة .. قصدى نيران
ضحكت نيران فضحك طيف هو الآخر فى محاولة منه لتخفيف الضغط عنها.

عاد الأب"وائل الأيمن" على الفور من سفره بعدما أخبرته زوجته بموت طفله الصغير وانطلق إلى غرفته، فتح الباب ببطء ليظهر طفله على السرير وجسده مغطى كاملًا فاقترب ببطء شديد حتى جلس على السرير وكشف وجهه بحذر، ظهر وجه طفله البرىء فاخفض رأسه وأجهش بالبكاء وظل صوته يعلو ولا يتوقف حتى دلفت زوجته"نعمة" وعلى وجهها علامات حزن كاذبة ودموع مصطنعة واقتربت منه بهدوء وربتت على كتفه لتهدئه فرفع رأسه ونظر إليها باستفسار قائلًا:
- حصل ايه ؟

أتقنت دور الحزن وبدأت فى سرد قصتها الكاذبة
- صحيت من النوم عادى الصبح وخبطت على باب أوضته علشان يصحى لكن ماسمعتش رد فقلقت وفتحت الباب ودخلت أصحيه واتفاجئت إنه مابيصحاش .. من الصدمة مابقتش عارفة أعمل ايه وأول ما تمالكت أعصابى كلمتك على طول
- اخرجى طيب سيبينى معاه شوية
ربتت على كتفه ونطقت قبل أن تتحرك إلى الخارج:
- طيب يا حبيبى.

خرجت وتركته مع طفله الصغير وحدهما، عاود النظر إلى طفله بعينان دامعتان وهو يقول:
- أسف يا نور، أسف علشان سيبتك معاها لوحدك كان عندى إحساس إنها هتؤذيك لكن قتلتك .. أنا واثق مليون فى المية إنها هى اللى عملت فيك كدا زى ما واثق إن ده عقاب من ربنا ليا علشان اللى عملته فى حياتى .. أنا أسف يا نور، أنا اللى قتلتك مش هى .. قتلتك لما اتجوزت واحدة زيها وسيبتك معاها تعذبك وأنتَ تشتكى وماصدقكش .. قتلتك لما روحت أشتغل فى المخدرات وأمك الطيبة أم قلب طيب ماتت بسببى علشان ماسلمتش بضاعة فى وقتها، قتلتك لما سيبتك لوحدك وفضلت ماشى فى الطريق ده كل همى أكبر وفعلا كبرت بس خسرتك ... سلم على أمك وقلها إنى قريب أوى هاجى بس بعد ما أدوقهم كلهم من نفس الكأس، بعد ما أحرق دمهم وأقتلهم واحد واحد .. بعد ما أقلبها نار جهنم عليهم كلهم، أشوف وشك بخير يا نور.

وقف وائل وسحب مسدسه ثم تحرك للخارج بخطوات ثابتة ونظر إلى زوجته بغضب ورفع سلاحه فصاحت نعمة بخوف:
- ايه ده يا وائل هتعمل ايه؟
لم يجيبها بل ضغط على الزناد لتنطلق الرصاصة من مسدسه وتخترق جسدها على الفور
صاح غاضبًا:
- دى علشان قتلتيه
ثم أطلق رصاصة أخرى وصاح:
- ودى علشان عذبتيه
ثم اطلق رصاصة أخيرة
- ودى علشان حرقتى قلبى عليه
التفت لينظر من الخارج إلى طفله البرىء وصاح قائلًا بحرقة:
- هقلبها نار جهنم عليهم .. هقلبها نار جهنم عليهم يا نور.

- مش عارف والله يا باشا حصل ايه، البيت كان مهجور كأن حد بلغهم بإننا جايين
صاح اللواء أيمن بغضب شديد:
- أنا مش هينفع معايا الشغل ده يا رماح، أنتَ مش شايف شغلك كويس الفترة الأخيرة ودى تالت عملية تفشل .. لو مش اد الشغل اقعد فى البيت وحد مكانك يمسك القضية
نظر رماح إلى الأسفل ونطق قائلًا:
- أوعد سعادتك إن المرة الجاية مش هيفلتوا من أيدى ومش هتتكرر تانى
جلس اللواء أيمن على مكتبه مرة أخرى ليقول:
- طيب يا رماح أما نشوف أخرتها، اتفضل.

أدى التحية ليقول قبل أن يخرج مسرعًا:
- تمام يا باشا
خرج مسرعًا ليظهر الرائد "رامى" متحدثًا:
- رماح رايح فين عايزك فى مكتبى
أجابه رماح وهو يتحرك:
- طيب هروح مشوار كدا بسرعة وأجيلك
تعجب رامى من طريقته لكنه أثر عدم التحدث ..

انطلق فى طريقه حتى وصل إلى البرج الذى يعمل به طيف وأوقف سيارته ثم صعد إلى الأعلى ووصل إلى عيادته ثم طرق الباب فجاءه الصوت من الداخل:
- ادخل
دلف الرائد رماح إلى الداخل فوقف طيف وهو يحاول أن يتذكر هذا الوجه الذى سبق وأن رأه من قبل لكنه لم يستطع فمد يده ليصافحه فصافحه الأخير فأشار له طيف بالجلوس وبالفعل جلس رماح فنطق طيف مستفهمًا:
- حضرتك جاى جلسة صح ؟
ابتسم وحرك رأسه بالنفى ليقول:
- لا، أنا جايلك بخصوص مريضة عندك...

15-03-2022 09:37 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [3]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الرابع

دلف الرائد رماح إلى الداخل فوقف طيف وهو يحاول أن يتذكر هذا الوجه الذى سبق وأن رأه من قبل لكنه لم يستطع فمد يده ليصافحه فصافحه الأخير فأشار له طيف بالجلوس وبالفعل جلس رماح فنطق طيف مستفهمًا:
- حضرتك جاى جلسة صح ؟

ابتسم وحرك رأسه بالنفى ليقول:
- لا، أنا جايلك بخصوص مريضة عندك
ضم طيف حاجبيه ليقول متعجبًا:
- مريضة ؟ حضرتك تقصد مين ؟
- أقصد نيران أمجد السلامونى .. تعرفها طبعا
ابتسم طيف بعدما ربط كافة الخيوط ببعضها:
- طبعًا أعرفها زى ما متأكد إنك تبقى ابن خالتها الرائد رماح .. صح كدا ؟
ضحك رماح بخفة ليقول:
- ما شاء الله هى لحقت حكتلك ؟

رفع كتفيه ليقول:
- زى ما أنتَ عارف دى المريضة بتاعتى وطبيعى تحكيلى كل حاجة علشان أقدر أعالجها .. ماقلتليش حضرتك تؤمرنى بايه وايه سبب الزيارة دى ؟
نظر رماح إلى سقف الغرفة ثم نظر إلى طيف قائلًا:
- أنا جاى أتفق معاك اتفاق
تقدم طيف بجسده ليسند بيده على مكتبه وهو يقول:
- اتفاق ايه ؟
نظر إلى الأسفل وأكمل حديثه:
- إنك متساعدش نيران إن ترجعلها الذاكرة وتكون مجرد دكتور نفسى ليها وبس.

ابتسم طيف وحرك رأسه بعشوائية ليقول:
- ها وبعدين
رفع رماح كتفيه قائلًا:
- بس كدا، أهم حاجة متساعدهاش فى إنها تفتكر حاجة وبما إنك الدكتور بتاعها تقدر تشيل من دماغها فكرة إنها تفتكر الماضى ده خالص يعنى بالمختصر المفيد عايزك تعالجها نفسيًا لكن تخليها تبعد عن فكرة رجوع الذاكرة دى نهائى وتبلغها المعلومات اللى هقولهالك وبالمقابل اللى أنتَ عايزه، شوف عايز كام وهيتحطلك المبلغ فى حسابك.

وقف طيف وتحرك وهو ينظر إليه بغضب حتى نطق:
- أنتَ عارف، أنا بتمنى دلوقتى إنى كنت أوافق على كلام أبويا وأدخل شرطة علشان أرد عليك الرد اللى يليق لكن للأسف مش هرد عليك وهعمل احترام إنك ظابط شرطة وعلى فكرة أنا هساعدها ترجعلها الذاكرة وبعد كلامك ده أنا رغبتى فى إنها تفتكر كل حاجة زادت، ولحد كدا متعطلش نفسك يا سيادة الرائد.

وقف رماح وعلى وجهه إبتسامة يخفى خلفها براكين من الغضب .. تقدم خطوتين باتجاه طيف قائلًا:
- طيب يا دكتور، اللى تشوفه
ثم رحل على الفور تاركًا طيف وحده يفكر فيما حدث منذ لحظات قليلة.

عاد طيف إلى مقعده وهو يحدث نفسه ..
- يا ترى وراك ايه يا رماح ! إنك تيجيلى هنا وأنتَ أكيد عارف أنا أبقى ابن مين وتطلب منى طلب زى ده يبقى فيه مصيبة نيران كانت تعرفها قبل فقدانها للذاكرة .. ياترى ايه اللى حصل وايه اللى بيحصل، أنا لازم أروح لبابا يمكن يعرف حاجة عن الظابط ده.

تحرك طيف بالفعل وسحب مفاتيح سيارته ونزل إلى الأسفل ثم انطلق أخيرًا بسيارته بعدما أحضرها اليوم بعد أكثر من يومين صيانة بسبب حادثة خفيفة .
وصل إلى مديرية أمن القاهرة وصعد إلى مكتب والده، دلف إلى المكتب بعدما أخبر أمين الشرطة اللواء أيمن برغبة طيف فى الدخول .
ما إن دلف طيف إلى المكتب حتى نطق والده قائلًا:
- اه ما هو أنتَ فاضى بقى علشان تنطلى كل يوم هنا.

ابتسم طيف ليقول بعد جلوسه:
- لا المرة دى جاى علشان عايز أسألك على حاجة
ضم اللواء أيمن حاجبيه سائلًا:
- حاجة ايه ؟
- تعرف الرائد رماح النعمانى
ظهرت علامات الدهشة على وجهه ليقول:
- أيوة رماح ده شغال تحت ايدى بتسأل ليه.

هنا ابتسم طيف ليقول:
- شغال تحت ايدك ؟ قلتلى، لا أبدًا أصله جالى المكتب من ساعة بالضبط وحاول يرشينى
انتبه والده لحديثه وتقدم بجسده قبل أن يقول:
- يرشيك ؟ أنتَ ! ما تفهمنى بدل ما أنتَ بتنقطنى كدا
اعتدل طيف وبدأ فى سرد ما حدث:
- جتلى مريضة من يومين وفاقدة الذاكرة و ...

سرد طيف القصة كاملة على والده وأنهى كلامه مردفًا:
- وبس بعد ما قلتله كدا مشى وسابنى وجيت علشان أسألك عنه
ظهرت علامات الدهشة على وجهه ليفكر فى ما قاله طيف لكنه أسرع ليقول:
- تجنبه خالص، دى تلاقيها مشاكل عائلية وأكيد دى مش رشوة هو عايز يحافظ على بنت خالته وممكن اللى حصلها قبل فقدانها الذاكرة صعب وهو مش عايزها تفتكر علشان متتأذيش.

وقف طيف ليستعد إلى الرحيل ثم لفظ جملته الأخيرة:
- وأنا هكمل معاها وأساعدها لأن ده شغلى ومش هسمع كلامه لأنى كدا أفتح بقالة أسهل .. سلام
لم يتحدث اللواء أيمن بل تابع رحيله بنظراته فقط.

خرج طيف من مكتب والده وتابع طريقه فى الرحيل لكنه تفاجئ بالرائد رماح فى طريقه ونظر له بإبتسامة خفيفة فضحك رماح ليقول فى نفسه:
- جاى يشتكى لأبوه .. ده طفل مش دكتور بس دى حاجة كويسة أما نشوف أخرتها معاه
ثم نطق بصوت عالٍ:
- نورت المكان يا دكتور طيف
جاء رده دون أن يلتفت:
- منور بأصحابه.

فى فيلا أمجد السلامونى،،

- ها يا نيران قلتى ايه؟
حركت رأسها بالرفض قائلة:
- لا مش موافقة .. ماليش فى جو الحفلات ده، ناس منافقة بتيجى تنافق وتحتفل وناس تانية معرفهمش ..لا لا
وضعت يدها على كفيها لتقول بهدوء:
- يا حبيبتى ده عيد ميلادك، وأنا نفسى أعملك حفلة حلوة تخرجك من المود اللى أنتِ فيه ده .. وافقى علشان خاطرى، عيد ميلادك كمان يومين خلينى ألحق أجهز الحفلة.

أمسكت رأسها بسبب ذلك الصداع الذى يلازمها ثم أجابت والدتها:
- طيب يا ماما موافقة
ابتسمت والدتها وقالت بسعادة بالغة:
- كنت متأكدة، كل سنة وأنتِ طيبة يا حبيبة قلبى
ثم رحلت وبقيت نيران تفرك بفروة رأسها وتتذكر ما حدث اليوم فى جلسة الطبيب طيف،،

- حاولى ترجعى لنفس المكان تانى متخافيش من الكلاب، اتحركى مابينهم عادى متخافيش
نفذت ما قاله وبدأت تسير بحذر شديد وحولها نباح كثيف لكنها تماسكت وبدأت تعبر إلى الجهة الأخرى لتظهر فيلا ضخمة منيرة يجاورها من اليسار حديقة كبيرة يتوسطها الكثير من الأشجار المثمرة ويجاورها من اليمين ملعب تنس وأمامها حمام سباحة كبير .. بدأت تتحرك فى حذر حتى ظهر صوت ضخم فى رأسها، متسيبهاش تعيش .. اقتلها، بقولك اقتلها .. اثبت عندك متحاولش تدافع عنها يا إما هتحصلها هى كمان .. سيب الكلاب عليها
صرخت نيران بصوت عالٍ فوقف طيف ليحاول تهدئتها ...

فاقت من ذكرياتها على هذا الصداع الذى لا يترك رأسها منذ ذلك الصباح ولا تتحمله، أسرعت إلى هاتفها وأحضرت رقم "طيف" ثم ضغطت على زر الاتصال

ما هى إلا ثوانٍ حتى أجابها طيف قائلًا باستغراب:
- نيران ! ازيك .. فيه حاجة ولا ايه؟
أجابته نيران بتألم شديد:
- الحقنى يا دكتور أنا من ساعة ما مشيت من عندك وأنا عندى صداع رهيب .. مش قادرة خالص وأخدت مسكن لكن مفيش فايدة
- طيب اهدى بس، تعرفى تيجيلى العيادة دلوقتى ؟
أجابته على الفور:
- أيوة أعرف، مسافة السكة وأبقى عندك

كانت الأجواء ممطرة وصوت الرعد يشق صمت الليل لكن أسرعت نيران إلى سيارتها وانطلقت فى طريقها إلى طيف وبعد دقائق قليلة وصلت أخيرًا إلى العيادة وما إن وصلت حتى فقدت الوعى قبل أن تطرق باب المكتب ...

فى مكتب الطبيب طيف،،

فتحت عينيها بصعوبة على ذلك الصوت الذى يأتى من بعيد ..
- نيران .. نيران .. نيران
بدأت تتعرف على الصوت بعد وقت قصير وظهر وجه طيف أمامها وهو ينادى عليها محاولًا إفاقتها فتحدثت بضعف:
- أنتَ مين
ضم طيف حاجبيه بتعجب شديد قائلًا:
- نعم ! فوقى كدا يا نيران .. أنا طيف الدكتور بتاعك.

بدأت تتذكر وتستوعب ببطء ما هى فيه واعتدلت فنطق طيف بعد أن التقط أنفاسه:
- الحمدلله إنك بقيتى كويسة وقعتِ قلبى
تحدثت نيران بضعف:
- حصل ايه ! أنا كل اللى فاكراه إنى كلمتك وجيت على هنا ولسة هخبط على الباب ماحستش بنفسى
ابتسم طيف ليقول مازحًا:
- لقيت صوت حد وقع على الباب برا قمت أفتح لقيتك بتمسى عليا ونايمة على الأرض روحت شايلك وفضلت أفوق فيكى واديكى اهو .. خلينا فى المهم الصداع راح؟
حركت رأسها بالرفض قائلة:
- لا لسة ودلوقتى عمال يزيد أهو ومش قادرة خالص.

أحضر طيف الكرسى الخاص به ثم جلس أمامها ونطق قائلًا:
- نامى واستريحى خالص عايزك تبصى للسقف
نفذت ما أخبرها به فتابع:
- غمضى عينيكِ .. عايزك تركزى مع صوت الرعد والمطر ده وتحاولى تربطيه مع أحداث حصلت قبل كدا، ركزى كويس أوى

أغلقت عينيها وبدأت تنصت لصوت المطر الغزير وصوت الرعد الذى يقتحم المكان كل دقيقة، تنفست بهدوء شديد، كانت الأجواء صامتة ماعدا صوت المطر الغزير وصوت الرعد الذى يرعبها كثيرًا، مرت ومضات من الذاكرة أمامها كأنها تحدث الان، كانت تتحرك بسرعة شديدة تحت الأمطار الغزيرة بعد أن خرجت من سيارتها واتجهت إلى تلك الفيلا التى رأتها من قبل لكن تلك المرة كانت سعيدة وعلى وجهها إبتسامة رضا ...تتحرك إلى الفيلا هربًا من ضوء البرق المخيف وصوت الرعد الذى يرعبها، وصلت أخيرًا إلى الباب لتتفاجئ بأنه مفتوح فتحركت ببطء وحذر إلى الداخل وتركت صندوق صغير على المنضدة ثم تابعت تحركها للداخل حتى سمعت ذلك الصوت.

- التسليم مش هينفع فى المكان ده، الشرطة مراقبة الدنيا كويس أوى واللواء أيمن ضياء هو اللى متابع القضية دى بنفسه ومشغل كذا ظابط تحت ايده علشان يتابع كل صغيرة وكبيرة ومن ساعة العملية اللى فاتت والواد اللى اتمسك وهو مركز اوى.

- الحل إنكم تستنوا دلوقتى لغاية ما أشوف صرفة، المخدرات مش لازم تدخل مصر غير لما أديكوا الضوء الأخضر علشان العملية تتم بنجاح خصوصًا إن الكمية المرة دى كبيرة جدًا.

كانت تستمع فى صدمة حتى خرج أحد الرجال من المكتب ثم لمحها فأمسكها على الفور فصرخت بصوت عالٍ ... وصرخت أيضا فى الحقيقة بصوت عالٍ فاقترب منها طيف وأيقظها على الفور ثم نظر إليها قائلًا:
- اهدى أنتِ فى أمان .. خدى اشربى واحكيلى افتكرتِ ايه.

أخذت منه الكوب وارتشفت المياه ثم بدأت فى سرد ما تذكرته تمامًا والحديث الذى سمعته فى تلك الغرفة...

شعر طيف بالصدمة لما سمعه للتو منها ونطق متسائلًا:
- متأكدة إنك سمعتى اسم اللواء أيمن ضياء ؟
حركت رأسها بالإيجاب لتقول:
- أيوة متأكدة وكان بيحذر منه كأنه يعرفه كويس أوى
وقف طيف وأخذ يتحرك ذهابًا وإيابًا دون أن يتحدث فصاحت نيران:
- كفاية خيلتنى بحركتك دى، من ساعة ما حكيتلك وأنتَ متوتر ليه كدا ؟
نظر إليها طيف ليجيبها قائلًا:
- علشان اللواء أيمن ضياء ده يبقى أبويا فهمتِ ايه اللى موترنى ؟

ضمت حاجبيها لتقول بصدمة:
- يبقى أبوك ؟
- أيوة أبويا، مش عارف فى ايه .. حاسس بمصيبة بتحصل او حصلت ولسة بتحصل لغاية دلوقتى
ثم اقترب من نيران وتابع قائلًا:
- متعرفيش الفيلا دى ؟ مشوفتيهاش قبل كدا ؟
حركت رأسها بالنفى:
- لا مشوفتهاش قبل كدا خالص
وقف طيف مرة أخرى وأخذ يتحرك ذهابًا وإيابًا حتى تذكر شىء فأسرع إلى هاتفه وأحضر رقم والده على الفور وقام بالاتصال به ...

أجابه والده
- طيف ! أنتَ فين ؟
أسرع طيف ليقول:
- بابا أنا عايز أعرف عنوان الرائد رماح النعمانى
- نعم ؟ عايز عنوانه ليه ؟
تابع طيف:
- هبقى أقولك بعدين بس هات عنوانه دلوقتى ضرورى
- طيب طيب هبعتلك عنوان الفيلا بتاعته فى رسالة
أردف طيف بإيجاز:
- طيب تمام.

أنهى المكالمة وانتظر رسالة والده وماهى إلا ثوانٍ حتى وصلته رسالة بالعنوان فأسرع إلى نيران قائلًا:
- يلا يا نيران
حركت رأسها بتعجب قائلة:
- يلا ايه! أنا مش فاهمة حاجة
أمسك يدها ليسحبها وهو يقول:
- هتفهمى، يلا بينا

انطلق طيف ومعه نيران وتحرك تحت الأمطار متجهًا إلى سيارته، نظر خلفه ليجد نيران تتقدم ببطء وتحتضن جسدها بيديها فى محاولة لتدفئته من البرد الشديد فخلع الجاكيت الخاص به وعاد ليضعه عليها ثم تقدم إلى سيارته وأشار إليها قائلاً:
- اركبى
هتفت نيران بنبرة هادئة:
- أركب ليه ما تفهمنى ؟
- هتفهمى كل حاجة بس اركبى دلوقتى
استجابت لطلبه ودلفت إلى السيارة فأدار طيف المحرك وانطلق مسرعًا...

طرق باب غرفة شقيقته فهتفت من الداخل:
- ادخل !
دلف ذاخر إلى الغرفة وجلس على طرف سريرها ثم نظر إليها قائلًا بجدية واضحة:
- نيسان أنا عايز أسألك سؤال
ضمت حاجبيها لتقول بتعجب:
- طالما بدأت كلام باسمى يبقى في مصيبة، انطق يا وش الخير
لم يتأثر بكلامها بل تابع بنفس لهجته الجادة:
- هى نيران فقدت الذاكرة ازاى وجاوبينى بالحقيقة علشان أنا عارف إنكم بتقولوا كدا علشان مخبيين حاجة كبيرة.

حاولت نيسان تغيير مجرى الحديث وقالت مازحة:
- اااه وبعدين يا ذاخر، أنتَ قلتلى إنك داخل كلية الشرطة بعد ما تخلص السنة دى صح ؟ بتطلع مهارات الضابط من دلوقتى ما شاء الله عليك بس والله تنفع
هتف ذاخر بجدية شديدة:
- نيسان متحاوليش تتوهى الموضوع وجاوبينى، أنا فاكر يوم ما نيران مشيت ليلة الحادثة كانت عندك فى الأوضة وخرجت على طول ولما سألتها رايحة فين كانت ماسكة علبة هدايا فى ايدها وكانت فرحانة ... وقالتلى هتقولى لما تيجى علشان تلحق وركبت عربيتها ومشيت، بعدها بكذا ساعة جالنا تليفون إنها عملت حادثة وفى المستشفى لكن اللى يحير العقل بقى إنها عملت حادثة لكن عربيتها سليمة .. تخيلى يعنى مش عارفين تكدبوا صح، قلتوا ليها إنكم صلحتوا العربية فى حين إن العربية كانت تانى يوم قدام الفيلا سليمة .. ها هتقولى ولا لا.

ابتسمت إبتسامة ساخرة لترد بإعجاب:
- لا ما شاء الله عليك مركز، طيب هقولك يا ذاخر بس بعد ما توعدنى إنك مش هتقول لحد نهائى خصوصًا نيران
أردف مسرعًا:
- أوعدك
حركت رأسها بالرفض قائلة:
- لا لا وعدك مش كافى، أنا ماضمنش إنك تروح تقولها خصوصًا إنها مقربة منك أوى والوحيد اللى بتتكلم معاه فى الفيلا هنا.

- عايزانى أعمل ايه طيب علشان تصدقى إنى مش هقولها حاجة
ابتسمت قائلة:
- هتسجل ريكورد محترم كدا تقول فيه إنك مسئول عن أى حاجة تعرفها نيران عن اللى حصل ليلة الحادثة علشان بمجرد ما نيران تعرف كل حاجة هقولهالك التسجيل هيروح لبابا وأنتَ طبعًا عارف بابا وشدة بابا، ممكن يمنعك من دخول كلية الشرطة ويحرمك من حلمك الوحيد ... ها قلت ايه
فكر جيدًا فى حديث شقيقته ثم نطق مترددًا:
- امممم ... موافق، هاتى موبايلك

فى سيارة طيف،،

كان يقود بسرعة كبيرة لم يسبق له وأن سار بتلك السرعة مما أرعب نيران التى أسرعت تقول بخوف:
- هدئ السرعة شوية، الدنيا مطر وممكن نعمل حادثة
نظر إليها طيف ثم عاد لينظر إلى الطريق وهو يقول:
- خلاص وصلنا اهو.

ثم تحرك بسيارته إلى اليسار وسار فى ذلك الطريق الطويل وما إن وصل إلى منتصفه حتى تحرك إلى اليمين ثم وقف بسيارته أمام فيلا ضخمة ... نظر إلى نيران التى كانت مترددة وخائفة فى آن واحد ثم نطق قائلاً:
- يلا بينا
فتح باب سيارته ثم ترجل منها فاتبعته نيران بخوف شديد، سارت حتى وقفت إلى جواره ورفعت نظرها لترى تلك الفيلا ...

نظر إليها طيف وهو يقول بجدية:
- هى دى الفيلا يا نيران !



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 2136 زهرة الصبار
رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر زهرة الصبار
96 3827 زهرة الصبار
رواية أسرى القلب زهرة الصبار
22 2601 زهرة الصبار
فوائد البطيخ للأطفال الرضع.. يصحح الإبصار ويفيد القلب لهلوبة
0 736 لهلوبة
العلاقة بين ممارسة ال** وصحة القلب.. فائدة متبادلة من نوع خاص princess
0 528 princess

الكلمات الدلالية
رواية ، القلب ، ملاكي ، أحمر ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:14 مساء