رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد كاملة تقديم الرواية
طريق المخاطر له مسار واحد، ذهاب بلا عودة، تعب بدون راحة، لن تسمح لك نفسك بأن تتوقف لأنها اعتادت على ذلك، ولن تستريح نفسك إلا بنهاية هذا الطريق والذي عادة ما تكون نهايته الموت، ما سيحزنني حقا في نهاية هذا الطريق هو فراق من أحب.. أمي.. زوجتي الحبيبة سهوة.. طفلتي الجميلة.. شقيقتي المشاغبة، حقا ستكون نهاية الطريق راحة لنفسي لكنني سأفتقد كل هؤلاء، كتابتي لتلك الكلمات هو لشعوري باقتراب النهاية فهل ستكون تلك الرحلة هي نهاية الطريق؟ ما نقوم به عبارة عن سلسلة رحلات في مواجهة العديد من أنواع الإجرام أطلق عليها أنا "سلسلة عالم المافيا" يوسف رأفت... يوسف باشا رأفت بطل رواية القاسيان هيبقى معانا في الجزء الثالث بشكل أساسي، و أعدكم إن شاء الله بجزء قوي جدا ومليان تشويق.
تنويه: الجزء الأول هو: بنت القلب، والجزء الثاني هو: كن ملاكي. روابطهما تحت خالص في المكان المخصص للأجزاء اقتباس من الرواية
لم يقدر على تهدئة أنفاسه السريعة التي كان لها صوت مخيف مرعب، كانت نظراته تجوب المكان بحثًا عن وسيلة نجاه بينما كان الآخر يقيد حركة يده بإحكام، كان هذا الرجل قوي الجسمان يلف ذراعه حول رقبته بقوة محاولا خنقه حتى لا يتمكن هو من الهرب وبيده الأخرى يلصق فوهة مسدسه برأسه دون رحمة ، لم يجد «طيف» وسيلة للهرب فأي محاولة تعني إنتهاء حياته وحياة زوجته في اقل من ثانية لذلك تحدث بصوت متحشرج يخرج بصعوبة وهو ينظر بضعف إلى «نيران» التي كانت تقف قبالتهم وتحاول ترجي هذا الرجل ذو القلب المتحجر :
- أمشي يا نيران .. أنا مش مهم هو عايزني أنا بس .. المهم الخسارة متبقاش كبيرة ، انتي حامل .. بالله عليكي أمشي ضمت هي وجهها بين كفيها بألم شديد وهي تبكي بصوت مرتفع واخيرا تحدثت بصوت ضعيف يأبى الخروج : - مش هقدر اسيبك وامشي يا طيف ، لو هتموت فأنا هموت معاك .. طريقنا كان من الأول واحد وهيفضل واحد حتى لو نهايته موتنا إحنا الاتنين.
اغلق عينيه بأسى شديد لتخرج عبرة من طرفيها قبل أن يتابع مجددا طلبه منها بصوت هادئ يتنافى مع هذا الموقف العصيب : - أنا موافق على كلامك بس ابننا ملوش ذنب ، لو لوحدك هوافقك تكون نهايتنا مع بعض لكن كدا صعب ، علشان خاطري امشي علشان الخساير تبقى قليلة ، هو قال لو مشيتي هيخلص عليا أنا بس لكن لو فضلتي هيقتلنا إحنا الاتنين ، بالله عليكي اتحركي يا نيران هزت رأسها بتوتر شديد وزادت دموعها في الانهمار وهي ترجع بظهرها للخلف لكي تنفذ طلبه الصعب ، وصلت إلى باب هذا المخزن ورددت بصوت ضعيف للغاية من بين بكائها : - أنا آسفة يا طيف مقدرتش احميك ، أنا آسفة .. غصب عني والله .. غصب عني فصول رواية خط أحمر الجزء الثالث
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الأول
لم يقدر على تهدئة أنفاسه السريعة التي كان لها صوت مخيف مرعب، كانت نظراته تجوب المكان بحثًا عن وسيلة نجاه بينما كان الآخر يقيد حركة يده بإحكام، كان هذا الرجل قوي الجسمان يلف ذراعه حول رقبته بقوة محاولا خنقه حتى لا يتمكن هو من الهرب وبيده الأخرى يلصق فوهة مسدسه برأسه دون رحمة، لم يجد «طيف» وسيلة للهرب فأي محاولة تعني إنتهاء حياته وحياة زوجته في اقل من ثانية لذلك تحدث بصوت متحشرج يخرج بصعوبة وهو ينظر بضعف إلى «نيران» التي كانت تقف قبالتهم وتحاول ترجي هذا الرجل ذو القلب المتحجر:.
- أمشي يا نيران، أنا مش مهم هو عايزني أنا بس، المهم الخسارة متبقاش كبيرة، انتي حامل، بالله عليكي أمشي.
ضمت هي وجهها بين كفيها بألم شديد وهي تبكي بصوت مرتفع واخيرا تحدثت بصوت ضعيف يأبى الخروج: - مش هقدر اسيبك وامشي يا طيف، لو هتموت فأنا هموت معاك، طريقنا كان من الأول واحد وهيفضل واحد حتى لو نهايته موتنا إحنا الاتنين اغلق عينيه بأسى شديد لتخرج عبرة من طرفيها قبل أن يتابع مجددا طلبه منها بصوت هادئ يتنافى مع هذا الموقف العصيب:.
- أنا موافق على كلامك بس ابننا ملوش ذنب، لو لوحدك هوافقك تكون نهايتنا مع بعض لكن كدا صعب، علشان خاطري امشي علشان الخساير تبقى قليلة، هو قال لو مشيتي هيخلص عليا أنا بس لكن لو فضلتي هيقتلنا إحنا الاتنين، بالله عليكي اتحركي يا نيران هزت رأسها بتوتر شديد وزادت دموعها في الانهمار وهي ترجع بظهرها للخلف لكي تنفذ طلبه الصعب، وصلت إلى باب هذا المخزن ورددت بصوت ضعيف للغاية من بين بكائها:.
- أنا آسفة يا طيف مقدرتش احميك، أنا آسفة، غصب عني والله، غصب عني.
على الجهة الأخرى بداخل هذا المخزن بعد خروج «نيران» منه إبتسم هذا الرجل بإنتصار قبل أن يقول بثقة: - لقد فعلت الصواب وانقذت حياة زوجتك وطفلها، أنت الآن لي وحدي، لن تموت إلا على يدي، سأنال هذا الشرف، الأمر بسيط وليس معقدًا كما اعتقدته ابتسم «طيف» ورفع اتجاه بصره إلى الاعلى حيث رأس هذا المجرم الذي يقيد حركته بالكامل وقال بعدم خوف:.
- واضح إن أنا ورجالتي علمنا عليك وعلى كل اللي تبعك علشان كدا شايف إنه شرف ليك قتلي، خليك عارف بس إنك كل ما تقتل حد مننا هتلاقي مكانه ألف، أنا مش خايف منك، أيوة أنا مربوط وانت اللي معاك السلاح بس أنت دلوقتي اللي خايف مش أنا، اقتلني علشان أي تأخير فيه ضرر ليك انت.
ضحك الآخر بسخرية وبحركة قوية دفعه فسقط أمامه على الأرض قبل أن يوجه سلاحه إلى جسده دون رحمة وقبل أن يتحرك «طيف» أطلق هو رصاصة من مسدسه لتستقر في صدره لتتحول قوته واصراره إلى ضعف، سقط بجسده على الأرض وتنفس بصعوبة وهو ينظر الى السقف قبل أن يظهر في الصورة «ظافر» الذي كان واقفًا ومبتسمًا لما فعله به، تحرك خطوة تجاهه وقال بثقة شديدة:.
- نحن أكثر قوة منكم، أنت الآن جريح وضعيف، عليك أن تدرك ذلك، كانت الرصاصة الأولى لإضعافك أما الثانية فستنهي حياتك على الفور رفع مسدسه مرة أخرى تجاهه وأطلق رصاصته الثانية لتهدأ أنفاسه وتسقط يده بجوار رأسه وسط الدماء التي خرجت من جسده بغزارة معلنة إنتهاء كل شيء...
قبل شهر انتهت الطبيبة من الكشف على «نيران» وخرجت مبتسمة إلى «طيف» الذي كان يجلس قلقًا فهو لأول مرة يوضع في هذا الموقف، نهض مسرعًا وقال بلهفة وهو ينظر إلى الطبيبة: - طمنيني يا دكتورة عليها هي كويسة هي والجنين ولا ايه إبتسمت الطبيبة قبل أن تشير إليه بالجلوس وهي تقول بهدوء:.
- أهدى يا سيادة الرائد، نيران بخير والجنين الحمدلله بخير ومفيش أي داعي للقلق هي بس تستريح وبلاش مجهود جامد وهتبقى بخير إن شاء الله تنفس بأريحية وعاد بظهره إلى الخلف لكنه سرعان ما عدل من وضعية جسده مرة أخرى وهو يقول بلهفة: - صحيح يا دكتور هي حامل في ولد ولا بنت؟ إبتسمت الطبيبة وهي تنظر إلى إلى «نيران» التي خرجت من الداخل ثم حولت بصرها إليه مرة أخرى وهي تقول: - أنت عايز ولد ولا بنت؟
نظر إلى زوجته وردد بإبتسامة وحب: - اللي يجيبه ربنا أنا راضي بيه بس نفسي في بنوتة قمر زي أمها إتسعت إبتسامة الطبيبة وقالت بهدوء: - إن شاء الله خير، هي لسة في بداية التالت وصعب تحديد ** الجنين دلوقتي لكن بداية الخامس او السادس هقدر بسهولة أحدد، متستعجلوش هز رأسه بالإيجاب ونهض من مكانه ثم اتجه إلى «نيران» وأمسك يدها بحب قبل أن ينظر إلى الطبيبة ويقول: - شكرا جدا يا دكتور، بعد اذنك.
رحل بصحبة زوجته واتجه إلى سيارته ليستقل هو المقعد الأمامي خلف المقود بعدما فتح لها الباب الامامي بجاوره وساعدها على الدخول، ما إن استقر في جلسته حتى نظر إليها بإبتسامة وحب قائلًا: - مش قادر استنى لغاية اما اشيل النونة بين ايدي كدا واهديها لما تعيط، ياااه هو مينفعش نسافر بالزمن ليوم الولادة علطول؟ ضحكت هي من لهفته وعدم قدرته على الإنتظار، وضعت يدها على يده بحب وهي تقول:.
- الأيام بتجري يا حبيبي، هتعدي بسرعة وهتلاقي نفسك يوم الولادة وهتكون مرعوب وخايف وبتدعي إن ربنا يخرجني بالسلامة أنا والنونة إبتسم لمجرد تخيله وقال بهدوء: - لغاية ما يجي اليوم ده متتحركيش خالص وانسي إنك كنتي ظابط شرطة نهائي، اديكي خدتي اجازة يعني معندكيش حجة هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول بموافقة: - متقلقش بس صحيح استغربت انك عايز بنوتة، افتكرتك زي المعظم عايزين أولاد.
رفع كتفيه بحركة تلقائية وهو يجيبها بهدوء:.
- اللي يجيبه ربنا أنا راضي بيه بس أنا عايز بنوتة علشان نفسي يكون ليا بنت ده غير إن البنت بتبقى حنينة وحبيبة أبوها، هصحابها واحسسها إني اخوها وصاحبها قبل ما أكون أبوها، هربيها واخليها تلجألي في أي موقف، تحكيلي كل حاجة لأنها واثقة إني هقف جنبها وهساعدها، بصي خليها في وقتها ويلا بينا اروحك علشان بابا لو مروحتش المديرية خلال نص ساعة هيصدر أمر بالقبض عليا، ابويا وانا عارفه.
خرج من المرحاض وهو ينشف المياه من على وجهه ثم اتجه إليها وجلس بجوارها بهدوء قبل أن يبعد خصلات شعرها عن وجهها حتى يستطيع النظر إلى وجهها البرئ أثناء نومها، إبتسم تلقائيا عندما رأى براءة وجهها وجمالها فتقدم وطبع قُبلة على جبينها وهمس باسمها: - ياسو، ياسمين حبيبتي حركت رأسها بخفة قبل أن تفتح جزء بسيط من عينيها وهي تقول: - أيوة يا حبيبي فيه حاجة؟ إبتسم بحب وهو يضم وجهها بين كفيه قائلًا:.
- قومي يلا إحنا بقينا الضهر وبعدين النهاردة آخر يوم في شهر العسل وأكيد يعني أنتي مش عايزة تضيعيه في النوم أسرعت واعتدلت في جلستها قبل أن ترسم إبتسامة على وجهها قائلة: - اكيد طبعا، عايزين نستغل اليوم ده قبل ما نرجع لهم الشغل تاني أحسن إحنا ورانا شغل مينتهيش وشايلة همه من دلوقتي وضع يده على يدها وقال بإبتسامة: - أنسي الشغل دلوقتي وخلينا في وقتنا مع بعض، يلا قومي خدي دش عقبال ما أطلب الفطار.
نهضت من مكانها وهي تقول بسعادة بالغة: - حاضر يا حبيبي.
وصل إلى مديرية أمن القاهرة بعدما قام بإصال زوجته إلى المنزل ثم صعد إلى الأعلى واتجه إلى مكتب اللواء «ايمن» الذي قام بمهاتفته وطلبه بمكتبه لأمر هام، طرق الباب ثم دخل على الفور ليتفاجئ بوجود «رماح، فهد، زين» فابتسم وقال مازحًا: - اوباا أيه ده فهد وزين؟ الاتنين العرسان هنا! ده الموضوع شكله كبير بقى هنا تحدث اللواء «ايمن» وهو يشير إلى المقعد المقابل لهم:.
- أيوة الموضوع مهم جدا، أقعد علشان تفهم كل حاجة نفذ أمره وجلس على مقعده قبل أن يوجه بصره بإتجاهه قائلًا: - اديني قعدت، أيه بقى الموضوع المهم ده يا سيادة اللواء؟ شبك أصابع يديه أمامه على المكتب ونظر إلى كلٍ منهم قبل أن يقول بجدية:.
- فيه فريق بيتكون لتنفيذ عمليات ضد الاوكار الإرهابية في العريش والشيخ زويد، الفريق ده اتطلب مني اكفئ الظباط علشان يبقوا في قيادته وطبعا اختارتكم انتوا علشان رجاتي وانا واثق إنكم قدها، السفر هيبقى النهاردة الفجر وطبعا محدش يعرف خالص انتوا رايحين فين واللي يسأل تقولوا سفر لمهمة بدون ذكر أي تفاصيل، هتتجمعوا في منطقة ، وبعدين هتيجي عربية تاخدكم للمطار علشان هتسافروا بطيارة خاصة وكل التفاصيل بخصوص الفريق والعمليات اللي هتنفذوها هتعرفوها في وقتها.
صمت قليلًا ثم بدل نظراته بين «زين» و «فهد» وقال بإبتسامة: - معلش بقى يا عرسان، اللي جاي صعب ومحتاج تركيز والمهمة دي خطيرة علشان كدا اختارتكم انتوا بالذات، حد عنده سؤال؟ رفع «طيف» يده فأشار له اللواء «ايمن» بيده كي يتحدث فتحدث هو على الفور قائلًا: - بس الفريق ده معانا حد تان... قاطعه اللواء «ايمن» بجدية وقد عرف سؤاله:.
- قولت كل حاجة هتعرفوها في وقتها رفع «طيف» حاجبيه وردد بخفوت: - امال أيه حد عنده سؤال طالما مش هتجاوب نظر إليه «ايمن» وقال بتساؤل: - بتقول حاجة يا طيف؟ رفع «طيف» رأسه وقال بإبتسامة: - لا أبدا بقول تمام سعادتك اللي تؤمر بيه هز رأسه بالإيجاب وقال بجدية:.
- اها تمام، اتفضلوا روحوا اجهزوا للسفر واها قبل ما أنسى، المهمة مش يوم او يومين، اعملوا حسابكم على فترة طويلة هتقضوها هناك يعني تاخدوا كل اللي يلزمكم، اتفضلوا.
نهض الجميع وتحركوا إلى الخارج قبل أن يتجه «طيف» إلى «زين» ويقول مازحًا: - عاش من شافك يا عريس، ما شاء الله وشك نور بعد الجواز، انت هكرته ولا أيه ضحك «زين» بصوت مرتفع قبل أن يقول بمرح: - قر قر اديني هسافر واسيب العروسة كام شهر رفع «طيف» أحد حاجبيه وقال بإبتسامة:.
- أقر ليه ياعم ما أنا متجوز ووشي منور وزي القمر اهو وبعدين العروسة لازم تتعود على حياة رجل الشرطة وبالذات اللي شغال تحت أيد اللواء ايمن، تصدق إني إبنه وكنت قاعد بفطر معاه الصبح ومجابش سيرة مهمات خالص، بيحب يفاجئني هنا، يا مستني طبع بابا يتغير يا مستني الطويل يبقى قُصَيّر ارتفعت ضحكات «زين» الذي خبط بيده على يده الأخرى قبل أن يقول بمرح:.
- يخربيت أمثالك ياجدع، سيادة اللواء لو سمعك دلوقتي مش هيهمه إنك إبنه وممكن يحبسك هز رأسه بالإيجاب وأكد على حديثه قائلًا: - تروو عندك حق، ربنا يجعل كلامي خفيف عليه أقترب «رماح» منهما وقال بجدية وهو يشير بيده: - ياريت نبطل رغي وضحك ونروح نحضر شنط السفر ونجهز علشان مش عايزين تأخير رسم «طيف» إبتسامة وهمية على ثغره قبل أن يقول بهدوء:.
- حاضر يا باشا لا تقلق هنكون موجودين في المكان المحدد في الوقت ومش هنتأخر بدل نظراته بينهما بعدما لوى ثغره ثم استعد للرحيل وهو يقول بعدم رضا: - طيب أما نشوف.
رحل «رماح» ونظر «زين» حوله وهو يقول متسائلًا: - امال فهد اختفى فين ده لسة خارج معانا! ضحك «طيف» وقال مازحًا وهو يخبط بيده على يده الأخرى: - مستحملش ياعيني راح يبلغ العروسة علطول، صعبان عليا الواد ده، مكملش اسبوع ونص جواز وهيتجر معانا رفع «زين» أحد حاجبيه وهو يقول معترضًا: - على أساس إني شبعت جواز يعني ولا أيه منا لسة عريس وهتجر معاكوا.
هز «طيف» رأسه بالنفي وهو يقول بإبتسامة: - أنت عريس بقالك شهر إلا يومين أو يوم إنما الغلبان ده يادوب كمل اسبوع ويومين بالعافية، الصراحة انتوا الاتنين غلابة وانا غلبان معاكم علشان مراتي حامل وهسيبها، نبقى ناخد اوضة هناك ونقعد نعيط فيها براحتنا، خلينا نروح نجهز اشيائنا علشان منتأخرش ورماح يبهدلنا.
رحل الإثنين ليكونوا على استعداد تام للسفر فجر اليوم، وصل «طيف» إلى المنزل ووضع يده بداخل جيب بنطاله ليخرج المفتاح لكنه لم يجده فضغط على الجرس ولم يسحب يده إلا عندما فتحت شقيقته «رنة» الباب وهي تقول معترضة: - يابني هو اللي بيفكرك بمفتاح عربيتك مش بيفكرك بمفتاح البيت؟ لأمتى هتفضل تنسى المفتاح! دلف إلى الداخل وهو يدفعها بخفة قائلًا:.
- لغاية ما لسناك الطويل ده يتقص، وسعي من وشي أحسن أنا عندي مهمتين أصعب من بعض ومش عارف هخلصهم إزاي رفعت أحد حاجبيها وهي تقول متسائلة: - اوبا يبقى عايز تقنع ماما بحاجة وبما إنهم مهمتين يبقى هتقنع ماما ونيران صح؟ هز رأسه بعدم رضا وهو يتجه إلى الداخل قائلًا: - ناصحة، أيوة صح ربنا يستر بقى اتجه إلى الداخل ثم توجه إلى المطبخ ليجد والدته تقوم بإعداد الغداء فتقدم وقبل يدها وهو يقول بإبتسامة:.
- مساء الخير على أجدع أم في المجرة والمجرات المجاورة، أيه الجمال ده وشك منور النهاردة.
ضيقت نظراتها لبضع ثوانٍ قبل أن تقول بتعجب: - انت جاي بدري وبتبوس ايدي وبتقول كلام حلو يبقى عايز تقول حاجة أو تطلب طلب صح ولا لا يا طيف؟ رفع أحد حاجبيه بتعجب وفرك فروة رأسه بحيرة قبل أن يقول بإبتسامة مصطنعة: - أيه الجمال ده يا ماما ده أنتي لو مهكرة شخصيتي مش هتفهميني بالسرعة دي، الصراحة أيوة فيه حاجة هقولهالك بس عايزك هادية كدا وريلاكس اشطا؟ تركت ما بيدها والتفتت بالكامل له قبل أن تقول بتساؤل:.
- حاجة أيه دي؟ أنا ريلاكس أهو قولي عملت مصيبة أيه اتسعت ابتسامته قبل أن يجلس على المقعد الموجود بالداخل ويقول بهدوء: - لا لا مصيبة أيه يا ماما أنا كبرت على المصايب، أنا تم تكليفي بمأمورية وهسافر وممكن السفر ده يطول شوية، اسبوع شهر شهرين على حسب يعني سحبت هي مقعدًا آخر وجلست أمامه قبل أن تقول معترضة: - أنا مش موافقة من قبل ما تناقشني رفع حاجبيه بدهشة قبل أن يقول بجدية:.
- مش موافقة ايه يا ماما هو أنا طالع رحلة؟ ده تبع الشغل، انتي عايزاني اترفد وبابا يحولني للتحقيق! هزت رأسها بالرفض وهي تقول بلهجة متوترة: - لا المهمات الطويلة دي مش بترجع منها سليم يا طيف، اعتذر عن المهمة دي وخلي ابوك يشوف حد تاني، أنا قلبي مش متطمن لوى ثغره قبل أن يقترب بمقعده أكثر منها ثم ضم كف يديها وقبله بحب وهو يقول بإبتسامة:.
- يا حبيبتي ده شغلي مينفعش اعتذر واخلي بابا يطلب حد تاني، لازم ابقى اشطر واحد في شغلي واقوم بكل المهمات اللي بتطلب مني علشان ابقى ناجح كرجل شرطة، انتي مش عايزة ابنك يبقى بطل ولا أيه! وبعدين مفيش حاجة هتحصلي غير اللي ربنا مقدرهولي ما ممكن مروحش المهمة وافضل جنبك ويجي اجلي واموت! اسرعت وقبضت بيدها الأخرى على يده وهي تقول بلهفة:.
- بعد الشر عنك يا حبيبي، خلاص يا طيف أطلع المهمة، طبعا عايزاك بطل وبطل الأبطال كمان بس خلي بالك من نفسك وارجعلي علشان مش هقدر اعيش من غيرك إبتسم ابتسامة خفيفة ورفع يدها مرة أخرى ليقبلها قبل أن يردد بهدوء: - إن شاء الله هرجع زي ما برجع كل مرة، يلا بقى هقوم علشان اقول لنيران على المهمة واجهز حاجتي اللي هسافر بيها ربتت على يده بحب وقالت بابتسامة:.
- طيب يا حبيبي عقبال ما تجهز كل حاجة اكون أنا واختك حضرنا الأكل.
تركها وصعد إلى الأعلى وما إن وصل إلى الباب حتى طرقه بخفة وانتظر قليلا فلم يجد إجابة فعاد ليطرق الباب مرة أخرى لكن دون رد، رفع أحد حاجبيه بتعجب وهو يقول متسائلًا: - اممم ياترا نيران بتاخد شاور ومش سامعة الصوت ولا نايمة! أنا اتصل بيها وخلاص وبالفعل قام بمهاتفتها وما هي إلا ثوانٍ حتى أجابته وهي تقول بتساؤل: - طيف حبيبي - حبيبتي انتي فين؟ عقدت حاجبيها بتعجب قبل أن تجيبه بتساؤل:.
- في البيت هكون فين يعني، بتسأل ليه؟ رسم إبتسامة ساخرة على وجهه وهو يقول مازحًا: - لا أبدا مفيش أصلي بخبط على باب الشقة بقالي ساعة - أيه؟ ما هي إلا ثوانٍ وفتحت له الباب وهي تقول معتذرة: - سوري يا حبيبي أصل ماما طلبت مني أجيب الخلاط علشان نعمل الصلصة وكنت بدور عليه جوا الدولاب ومسمعتش صوت خالص - خلاط؟ لا عادي بس الخلاط اللي تحت باظ ولا أيه؟ هزت رأسها بالإيجاب وهي تجيبه:.
- اها طلع ريحة وحشة ولما رنة حاولت تصلحه باظ خالص ضحك بصوت مرتفع تلقائيًا قبل أن يقول مازحًا: - يخربيت فقرها البت دي، خلاص نزلي الخلاط عقبال ما اخد شاور محترم كدا هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول بجدية: - طيب يا حبيبي مش هتأخر عليك.
دلف إلى الداخل وبحث بعينه عنها في كل مكان إلى أن وجدها تشاهد التلفاز فاقترب منها بهدوء إلى أن أصبح خلفها مباشرة وصرخ قائلًا: - عفريييت نهضت من مكانها وهي تصرخ برعب: - اعااااا التفتت فوجدته زوجها فقالت بعدم رضا وهي توبخه: - أيه اللي عملته ده يا زين حرام عليك قلبي وقع ضحك بصوت مرتفع واتجه ليجلس بجوارها أمام التلفاز وهو يقول:.
- معلش يا حبيبتي بس أنا عندي نقطة ضعف وهي إني مقدرش أشوف حد قاعد لوحده ومندمج ومخضهوش، قوليلي مسلسل أيه ده جلست مرة أخرى بجواره ونظرت إليه قائلة: - ده مسلسل the walking dead اهو بسلي نفسي عن غيابك تبدلت ملامح وجهه ولوى ثغره وهو يحاول رسم إبتسامة خفيفة على وجهه:.
- تسلي نفسك عن غيابي! امممم احم احم طيب يا قلبي أنا كنت جاي أبلغك إني هسافر النهاردة الفجر في مأمورية وهغيب فترة كدا يعني تقدري تقولي اكتر من شهر ظلت موجهة بصرها تجاهه لبضع ثوانٍ قبل أن تعاود النظر إلى شاشة التلفاز مرة أخرى وهي اقول بعدم رضا: - اهااا طيب، امال لو مكنتش لسة متجوز بقى كنت هتعمل ايه لوى ثغره بحزن واقترب منها ثم وضع يده على يديها بحب وهو يقول بهدوء:.
- يا حبيبتي احنا بقالنا حوالي شهر في شهر العسل وده كتير على ظابط شرطة بسبب شغله، إحنا فضلنا مع بعض شهر بحاله، لازم تبقي عارفة إن شغلي صعب ولما أقولك عندي مهمة تقفي معايا وتشجعيني علشان اقدر امسك نفسي واستحمل وأنا بعيد عنك أثر حديثه بها كثيرا مما دفعها لأن تنظر إلى عينه مباشرة وهي تقول بحنو وحب شديدين: - أنا دعم وسند ليك في أي وقت يا حبيبي، روح مهمتك وكمل شغلك وانا هستناك وادعيلك ترجعلي بخير.
وضعت يدها على وجهه وتابعت بحب: - قوم خد شاور عقبال ما اقول لهانم تحضر الغداء وابدأ احضرلك شنطة سفرك سحب يدها التي كانت على وجهه وقبلها بحب قبل أن يقول: - تسلميلي يا حبيبة قلبي، ربنا يخليكي ليا ويديمك في حياتي.
ارتدى ملابسه واتجه إلى غرفته فلم يجد زوجته بها فقرر تجهيز ملابسه حتى تأتي، فتح حقيبة كبيرة وبدأ بوضع ملابسه بها بطريقة منظمة وأثناء اندماجه بما يفعله دلفت «نيران» إلى الغرفة وعقدت ما بين حاجبيها بتعجب وهي تبدل نظراتها بين «طيف» وتلك الحقيبة التي يقوم بوضع ملابسه بها وأخيرا تحدثت وقالت متسائلة: - بتعمل ايه يا طيف وايه الشنطة دي؟ أوعى يكون اللي في دماغي صح.
التفت وجلس بجوار تلك الحقيبة وهو ينظر إليها بأسف قائلا: - اللي في دماغك صح، سيادة اللواء كلفنا إننا هنكون في قيادة فريق تم تشكيله علشان ينفذ عمليات مداهمة لأوكار إرهابية في العريش ولازم نسافر النهاردة الفجر، وكمان بلغنا إن فترة سفرنا هتطول يعني شهر شهرين، كان نفسي تبقي معايا بس أنتي حامل، تتعوض في مهمة تانية ان شاء الله اتجهت إليه وجلست بجواره قبل أن تضع يدها على يده وتقول بحب:.
- يعني هتسيبني شهر! مش هوحشك؟ ابتسم «طيف» والتفت بجسده بالكامل حتى يصبح مواجهًا لها وقال بحب: - طبعا هتوحشيني ومش عارف هقضي الفترة دي كلها من غيرك إزاي بس أنتي عارفة الشغل شغل والموضوع المرة دي شكله جد شوية، كل يوم في اخر اليوم هكلمك فيديو ونرغي علشان منوحشش بعض مرضية كدا هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول بإبتسامة: - مرضية بس خلي بالك من نفسك، أنا مش معاك علشان انقذك زي كل مرة.
رفع أحد حاجبيه وقال بإعتراض: - مكانوش مرتين انقذتيني فيهم يا نيران! وبعدين جوزك زي القطط ب تسع أرواح، هقوم أكمل باقي الهدوم علشان ابقى جاهز على السفر علطول نهضت هي واسرعت إلى خزانة الملابس وهي تقول معترضة: - ريح أنت، أنت لسة جاي من الشغل وأكيد تعبان، أنا هحضرلك شنطك ومش هنسى حاجة نهض هو الآخر واتجه إليها وهو يقول برفض: - لا يا قلبي أنتي حامل ريحي خالص وأنا هجهز كل حاجة، مش عايزك تتعبي أنتي ولا بنتنا.
رسمت إبتسامة خفيفة على ثغرها وهي تقول بهدوء: - يا حبيبي انا لسة في بداية الحمل ومش تعبانة أوي ولسة خفيفة، ريح أنت وأنا في عشر دقايق هكون مجهزة كل حاجة هتاخدها معاك قفز على السرير واراح ظهره من التعب وهو يقول مازحًا: - لو مكنتيش تحلفي بس.
مر اليوم وتم تجهيز كل شيء ومع دقات الساعة الثانية مساءً إلتقى الجميع في نقطة التجمع واخذتهم سيارة إلى المطار حيث الطائرة الخاصة التي ستنقلهم إلى مدينة العريش وبالفعل انطلقت الطائرة بهم لتعلن عن بداية تحدي جديد ومهمة جديدة أكثر صعوبة.
وصلت الطائرة إلى مدينة العريش وخرجوا منها جميعًا وهم ينظرون حولهم بسعادة إلى أن تحدث «رماح» قائلًا:.
- اجهزوا يا رجالة، كل اللي فات كان يادوب مواجهات غير مباشرة ويعتبر مش حاجة قدام اللي داخلين عليه، المهمة دي والعمليات اللي هنعملها بتعتمد بشكل كبير على التدريبات اللي اتدربناها ومواجهات مباشرة يعني اللي هيفوز هو اللي أكتر خبرة علشان كدا كل يوم هنتدرب تدريبات شرسة علشان نبقى أقوى واشرس منهم بمراحل، جاهزين ردد الجميع في صوت واحد: - جاهزين يا فندم.
تحركوا بجوار بعضهما البعض إلى أن التقوا باللواء «كامل» الذي استقبلهم بترحاب شديد وأخبرهم بمكان إقامتهم وانهى حديثه قائلًا: - دلوقتي يا رجالة العربية دي هتاخدكم علشان توديكم المقر وتريحوا ساعتين من السفر علشان بليل فيه اجتماع مع القيادة علشان تفهموا طبيعة العمليات اللي هتتم وتشكيل الفريق هز «رماح» رأسه بصفته قائدهم وردد بجدية: - تمام سعادتك تؤمرنا بحاجة قبل ما نتحرك؟
- لا اتفضلوا انتوا، كلامنا كله بليل في الاجتماع.
على الجانب الآخر في منطقة شبه جبلية تقدم هذا الرجل الذي كان يظهر على وجهه الجدية وسار بخطوات ثابتة إلى أن وصل إلى هذا الركن الحجري الذي كان يجلس به أحد الأشخاص والذي يبدو أنه قائدهم، تقدم وجلس على ركبتيه ونظر إلى الأسفل قبل أن يأمره القائد «كارم» بالتحدث: - تحدث يا أبا هشام، ما الذي أتى بك إلى هنا رفع بصره بهدوء شديد قبل أن يجيبه بثقة:.
- وصلتنا رسالة من أبا مصعب ويقول بها بأن قيادة الفريق الذي تقوم الشرطة بتجهيزه قد وصلوا منذ دقائق وينتظر أمرك بخصوصهم هز رأسه بحركات ثابتة قبل أن يقول بهدوء شديد: - أبلغه بأن يتوكل على الله ويقوم بإزالة رأس الأفعى قبل أن تصبح تهديدا علينا وعلى رسالتنا، يجب تفجير سيارتهم قبل وصولها إلى مقر إقامتهم ولا تنسى أن تخبره بتصوير تنفيذ تلك العملية حتى تصبح تحفيزًا لإخواننا المجاهدين.
نهض «ابا هشام» من مكانه وخفض رأسه وهو يقول بجدية: - حسنا، سأقوم بإبلاغه الآن.
سارت السيارة لمسافة طويلة جدا وظلت في طريقها لأكثر من ساعة قبل أن يظهر أحد الأشخاص الذين يخفون وجوههم من خلف أحد الجبال، رفع سلاحه الذي سيطلق منه الصاروخ أعلى كتفه وبجواره رجل آخر يمسك هاتفه ويقوم بتصوير ما يحدث، مرت ثوانٍ قبل أن تظهر السيارة في مرمى بصرهم فاستعد الأول ووجه الصاروخ بإتجاه السيارة وتحرك بسلاحه معها بهدوء وفجأة ضغط على الزر لينطلق الصاروخ ويصيب السيارة ليجعلها جمرة من نار...
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثاني
انتهت من تجهيز حقائب السفر بمساعدة زوجها وجلست بتعب وهي تقول بحزن: - يااه مش مصدقة إن شهر العسل خلص بالسرعة دي! هنرجع للشغل ووجع القلب تاني ابتسم واتجه إليها ثم قام بإبعاد الحقيبة حتى يستطيع الجلوس بجوارها وما إن جلس حتى أمسك يدها بحب وهو ينظر إلى عينيها بابتسامة مشرقة واردف بحب:.
- حبيبة قلبي شهر العسل خلص لكن حياتنا مع بعض مخلصتش، مع بعضنا نقدر نخلس حياتنا كلها عسل مش الشهر ده بس، طول ما إحنا مع بعض سواء في الشغل أو في حياتنا الزوجية هنكون دعم لبعض ونصنع فرحتنا وحبنا بادينا، الجواز مش شهر عسل بس، لا ده مشاركة طول العمر تبخر حزنها وابتسمت تلقائيا وكأن كلامه كالسحر الذي بدل حالها دون أن تشعر، مالت برأسها لتسند على صدره وهي تقول بحب:.
- بحب كلامك اللي كله تفاؤل وأمل ده، بتحسسني إني ملكة علشان متجوزة رجل الاحلام اللي هو حلم لأي بنت، أنا أكتر واحدة محظوظة في العالم ده كله علشان أنت ملكي، عندك حق لسة قدامنا حياة طويلة مع بعض فيها نتشارك فيها فرحتنا ونعمل ذكرايات سعيدة بينا لف ذراعه حول ظهرها وسند برأسه على رأسها بحب وهو يقول: - ربنا يجعل حياتنا كلها حب وسعادة - يارب.
في تلك المنطقة الجبلية عاد «ابا هشام» وعلى وجهه ابتسامة واسعة وسار إلى الداخل حتى وصل إلى القائد «كارم» وردد بسعادة: - تمت يا ابا عابد، تحولت سيارة هؤلاء الطواغيت إلى جمرة من نار تهللت اساريره ونهض من مكانه ثم اتجه إليه وهو يقول بسعادة: - عظيم، وماذا عن فيديو تنفيذ العملية؟ تنفس بأريحية وهو يقول بثقة:.
- لا تقلق يا اميرنا، تم ارسال الفيديو ل أبا مصعب وقام بدوره في نشره على كافة وسائل التواصل فرك كفي يده ببعضهما وتراجع بظهره وهو يقول بسعادة: - هذا أسعد خبر سمعته هذا العام، ستكون ضربة موجعة لهم ثم تحولت ملامحه وتقدم مرة أخرى وهو يقول بتساؤل: - أخبرني ما أسماء هؤلاء الطواغيت؟ هز رأسه وهو يعقد ما بين حاجبيه واردف:.
- لا أتذكر لكن كان بينهم ضابط يدعى طيف، هذا الاسم الذي اتذكره، لا تقلق سيتحدث الجميع عنهم وسنعرف أسمائهم جميعا.
قبل ساعة استقلوا جميعًا السيارة وسارت مسافة طويلة إلى أن توقف السائق عن الحركة بسبب وجود سيارة شرطة بمنتصف الطريق ويقف أمامها أحد الضباط، تقدم هذا الضابط باتجاه السيارة قبل أن يخفض رأسه وينظر من نافذة السيارة وهو يقول بجدية: - بعد اذنكم انزلوا نطق «رماح» بصفته القائد وقال متسائلًا: - ننزل؟ أنت مين وبصفتك أيه سادد الطريق وعايزنا ننزل ليه؟ هز الضابط رأسه وتحدث قائلًا بجدية:.
- أنا المقدم يوسف رأفت، ممكن تنزلوا وهفهمكم كل حاجة! تعجب الجميع من هذا الموقف وانتظروا أمر رماح بالنزول فهز رأسه وأشار إليهم بالخروج، خرجوا جميعا من السيارة وتقدم «رماح» إلى الأمام وهو يقول بتساؤل: - ممكن بطاقتك يا يوسف باشا علشان أتأكد إن كلامك صح وإن ده مش كمين؟ إبتسم «يوسف» وأخرج بطاقته بهدوء ثم مد يده بها إليه وهو يقول: - اتفضل يا سيادة المقدم.
تناولها منه ونظر إليها لبعض ثوانٍ قبل أن يعيدها إليه مرة أخرى بعدما تأكد من هويته ثم قال بتساؤل: - اتفضل يا سيادة المقدم إحنا سامعين وضع «يوسف» بطاقته في جيب بنطاله مرة أخرى وقال بهدوء: - هيحصل تبادل في العربيات، هتاخدوا انتوا العربية دي وهتمشوا من طريق تاني وانا همشي من الطريق اللي المفروض كنتوا هتمشوا انتوا منه رفع أحد حاجبيه وهو يهز رأسه قائلًا بتساؤل: - أنا مش فاهم حاجة! ليه كل ده.
ضم «يوسف» كفيه أمامه وهو يقول بهدوء: - للأسف مش مسموح ليا أقول السبب، دي أوامر من سيادة اللواء كامل ودلوقتي ياريت سيادتك تنفذ الأمر ساد الصمت لثوانٍ قبل أن ينفذ «رماح» تلك التعليمات وأمر من معه بالتحرك الى السيارة الأخرى بينما اتجه المقدم «يوسف» إلى سيارتهم الأولى وتحرك بها مبتعدا عنهم...
تحركت السائق بالسيارة وسار لأكثر من ساعة بسبب اتخاذه طريق آخر واخيرا وصل بهم إلى المقر الخاص بالتدريب وهذا الفريق، ترجل «طيف» من السيارة وفرد ذراعيه في الهواء وهو يقول بتعب: - يا ضهري، أخيرا وصلنا ده أنا جعان نوم وضع «زين» يده على رقبته وردد بإرهاق شديد: - اها والله فعلا الواحد عايز ينام، أنا كان فكري إننا نصاية وهنوصل مكنتش اعرف ان الطريق هياخد ساعة ونص.
رمق «فهد» المكان من حوله قبل أن يقترب منهما وهو يقول بجدية: - هو الطريق كان هياخد نصاية فعلا لكن تقريبا مشينا من طريق تاني بعد ما قابلنا المقدم يوسف، اشمعنا يعني ما كنا نكمل في طريقنا الاصلي! لوى «طيف» ثغره قبل أن يقول بعدم فهم: - مرضيش يقول السبب بس أكيد هنفهم ده حصل ليه المهم بس أنام وبعدين نفهم ونحفظ ونعمل اللي عايزينه.
دلفوا إلى الداخل وقام أحد الضباط بالترحيب بهم واخبرهم بأن إقامتهم ستكون هنا ولن يتحركوا إلا لأداء المهام فقط وقام بإعطاء كل إثنين منهما غرفة بها سريرين وبعض الاحتياجات التي سيحتاجونها، قرر «طيف» البقاء مع «زين» بغرفة وبالتالي تبقت الغرفة الثانية ل «رماح» و «فهد»، دلف «طيف» إلى الغرفة وجر حقيبته ثم تركها بجوار سريره قبل أن يلقي بجسده على السرير بأريحية شديدة وهو يقول بتعب:.
- ياااه ده أنا كنت نسيت السرير بيتنام عليه إزاي ترك «زين» حقيبته وجلس على سريره وهو يقول: - عايزين نلحق ننام ساعتين قبل ما الاجتماع بتاع بليل يبدأ ونبقى قاعدين متنحين بس الاول عايز اخد دش هو مفيش حمام هنا ولا ايه؟ نظر «طيف» حوله قبل أن يقول: - مش عارف، انزل اسأل المقدم فارس وهو هيقولك على مكانه وضع يده على رأسه بتعب واردف: - لسة هنزل تحت؟ طيب.
تركه ورحل بينما نزع هو هاتفه من جيب بنطاله وضغط على زر جانبي لثوانٍ حتى يقوم بفتحه فهو قام بإغلاقه قبل الانطلاق بأمر من اللواء «ايمن» واخبرهم بعدم فتحه إلا بعد أن يصلوا إلى وجهتهم، أضاءت شاشة الهاتف وضغط على الشاشة عدة ضغطات وقبل أن يتصل ب «نيران» وصلته عدة رسائل بوجود العديد من المكالمات الفائتة من زوجته ووالدته وأيضا شقيقته الصغرى وصديقه مازن، ضيق ما بين حاجبيه بتعجب وهو يقول بتساؤل:.
- أيه يا جدعان انتوا كلكم قررتوا تتصلوا بيا النهاردة في وقت واحد ولا أيه! لم يعطي إهتمام وقرر أن يهاتف زوجته ليطمأنها على حاله وقبل أن يضغط على الرقم الخاص بها ظهر اسمها على الشاشة ليعلن عن إتصال هاتفي منها فابتسم واجابها على الفور وهو يقول مازحًا: - أنا لو بفكر في قطة مشمشية مكانتش هتقول مياو، لسة كنت هتصل بيكي أتاه صوتها المرعوب والذي يحمل الخوف الشديد:.
نهض واعتدل في جلسته وهو يقول بدهشة: - مالك يا نيران! أنا كويس أيوة، اهدي بس كدا وفهميني أيه اللي بيحصل ظلت تتنفس بسرعة وصعوبة كأنها أنهت للتو سباقًا للعدو واردفت بنبرة متقطعة وضعيفة: - فيديو تفجير العربية بتاعتكم مالي الفيسبوك والتلفزيون وقالوا إن ضحايا التفجير الإرهابي ده خمس اشخاص، مجند و أربع ضباط واعلنوا اساميكم، أعلنوا إنكم استشهدتوا في التفجير.
رفع حاجبيه بصدمة وفرك في فروة رأسه وهو يقول بعدم تصديق: - يعني أنا ميت دلوقتي؟ - أيوة التلفزيون ناشر صوركم واساميكم ده غير صوركم اللي مالية وسائل التواصل، مصر كلها عرفت إنكم ميتين مسح بكف يده على وجهه وردد بعدم فهم: - طيب إزاي وليه قالوا كدا واحنا اصلا بخير ولسة واصلين المقر دلوقت... قطع حديثه ووقف على الفور وهو يردد بجدية:.
- المقدم يوسف! اقفلي يا نيران دلوقتي وهكلمك تاني، محدش يعرف إني كلمتك نهائي لغاية ما اعرف أيه اللي بيحصل تمام؟ - تمام بس كلمني علطول متتأخرش هز رأسه وهو يتجه إلى الخارج: - حاضر حاضر.
أنهى المكالمة واتجه إلى فوجد «زين» يتحرك باتجاه الغرفة وهو يقول: - انا عرفت الحم... قاطعه وهو يتجه إلى غرفة «رماح، فهد»: - تعالى بسرعة فيه حاجة مهمة رفع أحد حاجبيه بتعجب وتبعه إلى الغرفة دون أن يتحدث، دلف إلى الداخل دون أن يطرق الباب ونظر إلى رماح وهو يقول بجدية: - سمعت يا باشا باللي حصل؟ عقد «رماح» ما بين حاجبيه وهو يهز رأسه قائلًا بتساؤل: - أيه اللي حصل؟
قص عليه ما عرفه من «نيران» وانهى حديثه قائلًا: - السؤال هنا بقى هل المقدم يوسف عمل كدا علشان كان عارف باللي هيحصل؟ وهل كدا العربية اتفجرت بيه هو! أنا مش فاهم حاجة فكر «رماح» قليلا بالأمر قبل أن يقول بتخمين:.
- ممكن فعلا اللي حصل ده علشان عارفين إن ممكن حاجة تحصل بس عرفوا إزاي أصلا؟ بصوا إحنا نريح دلوقتي ومحدش يفتح موبايله نهائي وانت يا طيف قول لنيران متعرفس حد خالص إنها كلمتك وبعد كدا أقفل موبايلك، أكيد هنفهم كل حاجة في اجتماع بليل هز «طيف» رأسه بالإيجاب وهو يقول بجدية: - تمام.
عادا إلى غرفتهما مرة أخرى وجلس «زين» على سريره وهو يقول بحزن: - يا ترا ياسمين اختي ونايا عاملين ايه لما سمعوا الخبر! زمانهم منهارين من العياط دلوقتي عاد «طيف» بظهره إلى الخلف وسند على وسادته وهو يقول بأسى: - ومين سمعك، زمان ماما واخواتي مبهدلين نفسهم عياط دلوقتي والصراحة بابا لو عارف باللي بيحصل ده ومقالش لماما وسابها بعياطها كدا أنا هخليها تطلب الطلاق منه.
ضحك «زين» رغما عنه وهز رأسه وهو يقول: - يخربيت فقرك ضحكتني وانا مليش نفس.
قامت بإغلاق التلفاز ثم نزلت إلى الأسفل حيث «اسماء» واقتربت منها وجلست بهدوء قبل أن تقول بتساؤل: - ماما أنا يعني شيفاكي قلقانة لكن مش بتعيطي أو اللي حصل مأثر فيكي، أنتي تعرفي حاجة نظرت إليها قبل أن تضع يدها على يديها وتقول بحب: - أيوة يا حبيبتي، أيمن مفهمني إن كل اللي بيحصل ده من ضمن مهمة وإن طيف وكل اللي معاه بخير بس أنا بردو قلقانة لأن صوره مالية التلفزيون وده فال وحش.
إبتسمت «نيران» وربتت على يديها قبل أن تقول بهدوء: - أنا كلمت طيف انتبهت لها وهي تقول بلهفة: - طيف؟ هو كويس وكلمك ازاي! تابعت التحدث بنفس الإبتسامة: - كلمني وقولتله على الأخبار دي بس مكانش يعرف أي حاجة عنها تقريبا سرية ضمن الخطة اللي بجهزوا ليها، متقلقيش هو بخير وطمني عليه وبعدين قفل موبايله تاني، ممكن جاله تعليمات بكدا.
تنفست «اسماء» الصعداء ووضعت يدها على كتف «نيران» وهي تقول بإبتسامة: - ربنا يطمنك يا نيران يا بنتي ريحتي قلبي، ربنا يطمنا عليه ويرجعهولنا سالم ابتسمت نيران وامنت على دعائها: - اللهم امين.
وصلا إلى شقتهما التي قام «نائل» بشرائها حديثا قبيل زواجهما وفتح هو الباب ثم قام بحمل الحقائب ودلف إلى وقبل أن تدخل هي اوقفها بإشارة من أصبعه ثم وضع الحقائب واتجه إليها، اقترب منها ووضع يدا أسفل ظهرها ويده الأخرى أسفل ركبتيها ثم حملها بحركة سريعة وهو يقول بإبتسامة حب وهو ينظر إلى عينها: - بقى ينفع بردو تخشي شقتك لأول مرة على رجليكي يا عروسة! حاوطت رقبته بيديها واردفت بحب:.
- أنا كنت بختبرك بس بشوفك رومانسي ولا لا بس الصراحة نجحت في الاختبار بإمتياز ابتسم وقرب رأسه منها حتى التصقت انفه بأنفها واردف: - لا ميغركيش، أنا اينعم اتشقلطت في حياتي كتير بس ده ميمنعش إني اكون رومانسي مع الانسانة اللي بحبها وسيطرت على قلبي، اللي جاي دلع وحب بس، عايزك تتعودي بقى.
ابتسمت بسعادة لأن الله عوضها عن الحنان الذي فقدته عندما توفى والدها ونظرت إلى عينه مباشرة نظرات حب وعشق، شوق ورغبة، بينما كان ينظر هو إليها وهو يشكر الله على عوضه الجميل فهو قد ذاق مرارة الشقاء وعاش اوقاتا صعبة فقد فيها كل شيء إلا أن عوض الله كان جميلًا، ظلت تلك النظرات بينهما إلا أن قال هو مازحًا: - يلا بينا نخش جوا كفاية وقوف أحسن ضهري مبقتش حاسس بيه.
ضحكت هي بصوت مرتفع وسندت برأسها على صدره بحب وقد نسيت العالم من حولها فهي لا تتذكر ولا تفكر إلا به هو فقط.
مر الوقت واستمع «طيف» لصوت يأتي من بعيد ويقترب أكثر وأكثر: - طيف! طيف قوم! طيف فتح «طيف» عينه بصعوبة ليتفاجئ بزين الذي كان يقرب وجهه منه كثيرا فصرخ من الفزع: - اعاااااا ابتعد «زين» ورفع أحد حاجبيه وهو يقول بتعجب: - أيه يابني شوفت عفريت ولا أيه أمسك «طيف» بالوسادة ثم قام بإلقائها عليه وهو يقول بعتاب:.
- بعد كدا متصحينيش وأنت مقرب وشك مني كدا علشان تلقائي بتسرع حتى ماما لما كانت بتصحيني وتقرب وشها مني كدا كنت بقوم مخضوض واصرخ زي ما شوفت ضحك «زين» وخبط بيده على يده الأخرى وهو يقترب مرة أخرى من السرير قائلًا: - يخربيت الضحك، طيب ياعم حاضر مش هصحيك بالشكل ده تاني بس المهم قوم وانزل خد دش بسرعة وغير هدومك علشان الاجتماع كمان ساعة بالظبط ورماح نصاية وهيجي يبهدلنا.
فرك عينيه بتعب ثم ردد بهدوء: - ونبي بلاش تجيب سيرته أحسن بيجي على السيرة في تلك اللحظة فتح «رماح» الباب ودلف إلى الداخل وهو يقول بعدم رضا: - انت لسة مقومتش! الاجتماع بعد ساعة نظر «طيف» إلى «زين» وردد بسخرية: - مش قولتلك حاول «زين» منع ضحكاته ونظر «رماح» إلى «طيف» وهو يقول متسائلًا بعدم فهم: - قولتله أيه؟
نهض «طيف» من مكانه وتحرك بإتجاه «رماح» وهو يجيبه: - قولتله إن الاجتماع بعد ساعة وهو مش مصدق، متقلقش يا باشا انا نصاية وهبقى جاهز.
مرت من الوقت ساعة واتجه «رماح» ومن معه إلى غرفة الاجتماعات السرية وجلسوا ليدخل بعدهما مباشرة اللواء «كامل» ومعه ضابط آخر، استقر الجميع في مقاعدهم قبل أن يميل اللواء «كامل» إلى الأمام وهو يقول بجدية:.
- شايف في عنيكم أسئلة كتير وكل حاجة هجاوبكم عليها، أولا بالنسبة لتغير العربيات ده إجراء امني للحفاظ على حياتكم لأن من الممكن يكون خبر تشكيل الفريق ووصولكم وصل للجماعات الإرهابية هنا وفعلا ده حصل والعربية اتفجرت وساعتها قررنا ناخد اللي حصل ده لصالحنا ونضحك عليهم الكل، أعلنا إنكم اتقتلتوا في الحادث ده علشان يفكروا إنهم فازوا وبعدها هنداهم مواقعهم ونعلن إن عملية القضاء عليهم تمت بقيادة رماح طيف فهد زين وانهم عايشين وبكدا نبقى ضربناهم ضربة قوية وضحكنا العالم كله عليهم.
هنا اعتدل «رماح» في جلسته وردد متسائلا: - بس سعادتك اهلنا اكيد لما شافوا الخبر فيه منهم اللي انهار واللي عيط واللي مستحملش، ده فيه ضرر عليهم ابتسم «كامل» ونظر إلى «رماح» بثقة وهو يجيبه: - اللواء أيمن في القاهرة قال لأهلكم على الحقيقة وانكم بخير وقالهم يتظاهروا بالحزن عادي والحقيقة محدش يعرفها غير لما نعلن إحنا.
تنفس الجميع الصعداء فهم كانوا في حالة قلق من تفكيرهم بحزن عائلتهم لكن كلمان اللواء «كامل» اشعرتهم كثيرا بالراحة وحمستهم لإكمال تلك المهمة هنا تحدث «طيف» وقال بجدية: - بس سعادتك فيه نسبة ولو بسيطة إن خبر إننا بخير يطلع من أي حد بدون قصد! ضحك اللواء «كامل» وعاد بظهره إلى الخلف وهو يقول بثقة:.
- ده لو الموضوع طول، إحنا هننفذ المهمة النهاردة وتحديدا بعد ساعتين من دلوقتي والخبر بعدها هنعلن عنه تفاجئ الجميع بحديثه واكمل هو بجدية: - ودلوقتي هعرفكم مهمة الفريق والمهام اللي هتنفذوها، الفريق هيبقى بقيادتكم طبعا ثم أشار إلى الضابط الذي دلف معه إلى غرفة الاجتماعات وتابع:.
- ومعاكم الرائد بارق بما انه شغال هنا وعارف طبيعة الشغل والمهمات اللي من النوع ده وهيساعدكم كتير، طبعا الفريق كله هيبقى بقيادة المقدم رماح لكن في غيابه هيبقى الرائد طيف وكذلك في غيابهم هيبقى القائد هو الرائد زين وبعده فهد وبعده بارق، في الوقت اللي مفيهوش مهمات هتتولوا تدريب الفريق اللي معاكم ودول هتتعرفوا عليهم النهاردة في المهمة، كدا فهمتوا كل حاجة هشرحلكم بقى طبيعة المهمة اللي هتتنفذ بعد ساعتين بالظبط..
بدأ اللواء «كامل» في سرد الخطة بالكامل وسط تركيز الجميع إلى أن أنهى حديثه قائلًا: - حد عنده سؤال؟ انتظر للحظات قبل أن يجيب «رماح» نيابة عن الجميع: - لا سعادتك مفيش أي أسئلة هز رأسه بالإيجاب وقال بجدية وهو ينهض من مكانه:.
- تمام أوي، بارق هيعرفكم اكتر عن المكان بس مش دلوقتي، دلوقتي هو هيوديكم لمكان اللبس والأسلحة علشان المهمة اللي هتنفذوها ومتنسوش التحرك هيبقى الساعة 11 بالظبط رددوا جميعا في صوت واحد: - أوامر سعادتك.
رحل اللواء «كامل» ووقف «بارق» وهو يقول بإبتسامة: - شرف ليا إني اشتغل مع ظباط شرطة زيكم بكل تاريخكم سواء المهمات اللي نفذتوها برا مصر أو القضاء على عبدة الشياطين في مصر شكره الجميع وقاموا بتعريف نفسهم له حتى يعرف من معه في الفريق حق معرفة واخيرا تحدث «رماح» وقال بجدية:.
- تمام يا بارق إحنا دلوقتي المفروض نروح اوضة اللبس علشان نجهز للمهمة، يادوب نلحق علشان ميبقاش فيه تأخير هز رأسه عدة مرات وهو يقول بجدية: - أيوة أيوة سيادتك عندك حق، اتفضلوا معايا هوديكوا على مكان اللبس والأسلحة.
بالفعل قادهم إلى غرفة الملابس الخاصة بالشرطة وأداء المهمات وارتدوا ملابس سوداء تماما تتناسب مع هذا الظلام حتى لا يلاحظهم أحد وبعد أن ارتدوا ملابسهم قاموا بدهن وجههم بمادة سوداء حتى تمنع ظهور وجههم في الظلام ويتم كشف المهمة قبل تنفيذها، انهوا كل ذلك ثم خرجوا ليجدوا خمسة صفوف من رجال الشرطة من القوات الخاصة، كانت اجسامهم عريضة وعضلاتهم بارزة لتعبر عن مدى قوتهم واستعدادهم التام للفتك بالعدو، كان يوجد في كل صف عشرة رجال وما إن رأوا القادة المكلفون بهذا الفريق حتى اعتدلوا في وقفتهم ونظروا امامهم دون أن يحيد بصرهم ليعبروا عن مدى جدية المهمة المكلفون بها، اتجه بقية القادة «طيف، زين، فهد، براق» ووقفوا في صف أمام هؤلاء الرجال ونظروا جميعا إلى «رماح» الذي نظر إلى وجه كل منهم بجدية قبل أن يقول بصوت مرتفع يحمل الجدية:.
- المهمة اللي متكلفين بيها مش هزار ولا أي مهمة، إحنا متكلفين بمهمة صعبة لكن مش صعبة على رجالة الشرطة، الفريق ده بإذن الله هيعمل رعب لكل الارهابيين اللي هنا وهيعمل رعب لأي حد يفكر انه هيقدر يدمر البلد دي، أنا واثق فيكم واحد واحد لأنك علشان تكون واقف قدامي دلوقتي هنا يبقى أنت قد المسؤولية وقادر تنسف أي حد يمس رملة من البلد دي، ولا أنا غلطان يا رجالة؟ ردد الجميع في صوت واحد: - مش غلطان يا فندم.
ابتسم وردد بصوت مرتفع أكثر: - جاهزين لأي مهمة هنعملها حتى لو كانت مستحيلة؟ رددوا جميعا في صوت واحد يقشعر له الأبدان: - جاهزين يا فندم هز رأسه عدة مرات وتحرك أمامهم ذهابا وإيابا وهو يسرد الخطة عليهم:.
- إحنا هنتحرك في مجموعة واحدة وبعدين في نقطة معينة هنتقسم ل خمس مجموعات، كل مجموعة هيبقى فيها 11 واحد، كل مجموعة هتبقى في مدرعة، المجموعة الأولى بقيادة الرائد طيف، المجموعة التانية بقيادة الرائد زين، المجموعة التالتة بقيادة الرائد فهد، المجموعة الرابعة بقيادة الرائد براق، المجموعة الخامسة والأخيرة بقيادة المقدم رماح اللي هو أنا، كل قائد هيشرح للمجموعة بتاعته هنعمل ايه بالظبط أثناء الطريق وفي نقطة الانفصال كل مجموعة هتبقى جاهزة تتعامل لوحدها مع الهدف المحدد، ومش هقولها تاني، مهمة النهاردة صعبة يا رجالة وهيترتب عليها حاجات كتير أوي بس رغم الصعوبة أنا واثق فيكم واحد واحد يا رجالة وإن شاء الله ربنا هينصرنا، جاهزين؟
- جاهزين يا فندم - جاهزين! - جاهزين يا فندم تنفس بأريحية وردد بجدية وصوت هادئ: - توكلنا على الله.
تحركوا جميعا ودلفوا إلى داخل المدرعات التي انطلقت بهم وكان عددهم خمس مدرعات بكل مدرعة مجموعة من رجال الشرطة، فتح «طيف» خريطة كبيرة ووضعها أمام مجموعته بداخل المدرعة وردد بجدية: - ركزوا يا رجالة انتبه له الجميع فأشار إلى مكان بالخريطة وتابع:.
- المكان اللي هنروحه فيه مخزن عادي والمخزن ده مفيهوش أي حاجة ومخزن قديم لكن مهمتنا مش المخزن، مهمتنا النفق اللي تحت المخزن، النفق ده هم بيتحركوا منوا وفاكرين إن محدش يعرفه لكن إحنا عارفينه وهيبقى مفتاح العملية دي، إزاي بقى؟ بصوا، النفق ده بيبدأ بطريق واحد وبعدين بيبقى ضيق جدا وضلمة وبعدين بينقسم لطريقين، طريق بيودي لأوضة فيها غرفة تحكم لو حد فيها داس على زرار واحد بس هيفجر 3 مدرعات وهم بيهجموا على المكان والطريق التاني بيودي بالظبط لنص المكان اللي هنهجم عليه ده، المهمة هتبقى كالتالي، مجموعتنا ومجموعة الرائد زين هيوصلوا للمخزن ده، مجموعتنا هتنزل الأول وهنوصل لمكان الأوضة دي ونتعامل مع كل اللي فيها ومجموعة الرائد زين هتاخد الطريق التاني لنص المكان اللي هنهجم عليه، هنخلص مهمتنا وبعدين نرجع من النفق تاني ونروح الطريق التاني ورا المجموعة بتاعة الرائد زين، اول ما نبقى على وصول الرائد زين هيدي إشارة لباقي المجموعات علشان يبدأوا اشتباك وطبعا هيتشغلوا واحنا نطلع من النفق ونحاصرهم في النص، بالعربي كدا هنعملهم ساندوتش، إحنا جوا وبعدين هم وبعدين إحنا برا بردو وفي الحالة دي هنعصرهم بس لازم كل حاجة تتم صح يعني العملية كلها متوقفة علينا إحنا، لو حد من الإرهابيين دول قدر يتواصل مع حد هناك كل المهمة هتبوظ، طبعا فاهمين كويس.
رددوا جميعا: - فاهمين يا فندم ابتسم وردد بجدية: - حد عنده سؤال؟
رفع أحد الضابط يديه فأشار إليه طيف بأن يتحدث فقال بجدية: - سعادتك بتقول دي اوضة، عندي سؤالين الأول إزاي دي اوضة واحنا مجموعتنا كبيرة مش محتاجة العدد ده كله والسؤال التاني هو إن ازاي النفق ضيق وهيشوفونا على بعد مسافة قبل ما نقرب وساعتها مش هنعرف نتصرف إبتسم «طيف» وقال مازحًا:.
- هو المفروض اجاوبك على سؤال واحد بس أما التاني مش مطلوب مني اقولك ليه الخطة كدا بس هقولك علشان أنا جدع، بص يا بطل، السؤال الاول بالنسبة لمصطلح اوضة فهي مش زي اوضة بيوتنا، الأوضة هنا كبيرة جدا تقدر تقول قد بيتين جنب بعض بس علشان مربعة خدت مصطلح اوضة وفيها أكتر من 15 شخص يعني محتاجين العدد بتاعنا، أما بالنسبة للسؤال التاني فالنفق بيبقى ضيق وقبل الأوضة دي ب100 متر بيوسع تاني ونقدر نمشي فيه ونهايتة بتبقى باب يعني محدش هيشوفنا نهائي وهنعتمد على عنصر المفاجأة، كل حاجة وضحت كدا؟
هز الضابط «معتز» رأسه بالإيجاب وهو يقول بإبتسامة: - وضحت سعادتك.
وصلوا إلى نقطة الانفصال واتجهت المجموعة الأولى بقيادة الرائد «طيف» والمجموعة الثانية بقيادة «زين» إلى المخزن الذي يوجد بداخله النفق المظلم، ترجل «طيف» من المدرعة ومن خلفه مجموعته وكلٍ منهم يحمل سلاحه الرشاش وتحركوا في مجموعة منتظمة وفي مقدمتهم الرائد «طيف» الذي ما إن وصل إلى باب المخزن حتى رفع يده وأشار إلى والامام فتحرك اثنين من المجموعة ووقفوا على يمين الباب الخاص بالمخزن فأشار بيده مرة أخرى ليتحرك إثنين اخرين ويقفوا على يسار الباب فتحرك هو ومن معه قبل يفرد كفه بالهواء وينزل به بمعنى هجوم فدفعوا اثنين منهم الباب ودلفوا إلى الداخل وهو يرفعون اسلحتهم الرشاشة بحذر ليدلف من خلفهم الاثنين الاخرين ومن خلفهم «طيف» وباقي المجموعة، في تلك اللحظة التي داهموا فيها المخزن نهض رجلين مسلحين من مكانهما والتفتا حتى يطلقان النار إلا أن رجال الشرطة كانوا أسرع منهما واطلقوا الرصاص باتجاهما على الفور ليسقطوا قتلى على الأرض، انتشرت المجموعة في المكان ليتأكدوا من عدم وجود أحد وما إن تأكدوا حتى أتجه «طيف» ومعه ضابط آخر ورفعوا بوابة حديدية بأرضية المخزن ليظهر أمامهم سلم رخامي يقودهم مباشرة إلى النفق...
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث
كان هو أول النازلين إلى هذا النفق المظلم وتبعه بقية رجال الشرطة ومن خلفهم مجموعة الرائد «زين»، تحرك بخطوات ثابتة وحذرة في هذا النفق بعد أن أضاء كشاف يدوي والصقه بالسلاح لينير المكان من حوله وكذلك باقي مجموعته الذين كانوا على أتم الاستعداد لما هو قادم، ساروا لمسافة طويلة حتى ضاق بهم المكان فبدأوا بانحناء جسدهم إلى أن ضاق المكان بشكل كبير لم يتوقعوه فقرروا الزحف، كانت حركاتهم في الزحف سريعة بسبب تدريبهم على هذا الأمر ولم يشكل هذا الأمر عائق لهم رغم ضيق المكان، زحفوا مسافة طويلة إلى أن وجدوا مفترق الطرق فأشار «طيف» بيده لمن خلفه ليتوقفوا جميعا قبل أن يعطيهم أمر آخر بالتحرك خلفه ناحية الطريق الأيمن ثم تابع زحفه في هذا الطريق ومن خلفه باقي مجموعته.
كان الطريق تلك المرة أطول كثيرا وبدأ العرق يتصبب من جبينهم لكن التعب لم يظهر على وجوههم بل كانوا كلما اقتربوا خطوة كلما زاد حماسهم لتنفيذ تلك المهمة، زحفوا لمسافة طويلة إلى أن بدأ النفق يتسع مرة أخرى حتى أصبحوا يسيرون على أقدامهم مرة أخرى وفجأة أوقفهم «طيف» بإشارة من يده ثم رفع يده في الهواء ونزل بها عدة مرات وهو يشير إلى الأمام بمعنى هجوم ثم ركض بسرعة وهو يحمل سلاحه وما إن ظهرت تلك البوابة الخشبية أمام وجهه حتى رفع قدمه ودفعها بكل قوة لتسقط إلى الداخل وقبل أن ينهض من بالداخل قفز هو إلى الداخل وأطلق الرصاص من سلاحه ليسقط أحدهم بينما أمسك الجميع بأسلحتهم وأخذوا موضعًا، دلف بقية المجموعة إلى الداخل واحدا تلو الآخر وكان من دلف قبلهم يطلقون الرصاص بغزارة حتى يقومون بالتغطية عليهم، اشتعل الموقف كثيرا وتبادلوا الرصاص بغزارة ومع كل دقيقة تمر كان يسقط أحد هؤلاء الأعداء فنظر «طيف» لساعته ليجد أنه تأخر كثيرا في تنفيذ مهمته فهو كان عليه أن ينهي كل هذا قبل عشر دقائق من تلك اللحظة وهذا قد يهدد بفشل المهمة بأكملها لذلك قرر المخاطرة وأشار بيده إلى أحدهم وقال بصوت مرتفع من وسط إطلاق الرصاص:.
- غطيني بسرعة - أوامر سعادتك.
وقف هذا الضابط ورفع سلاحه ليطلق الرصاص بغزارة لكي يعطي فرصة ل «طيف» كي يتقدم وبالفعل هذا ما حدث وتحرك طيف إلى الحائط الآخر وأطلق الرصاص على أحدهم ثم تقدم بخطوات حذرة ليتفاجئ بأحدهم يقف كي يطلق الرصاص من سلاحه لكن رد فعله كان سريعا وأطلق الرصاص عليه واوقعه قتيلا في الحال وتقدم بحذر بعدما أشار إلى ضابط شرطة بأن يلتف من الجهة الأخرى واثناء اعطائه الأمر ظهر أحدهم من الجهة الأخرى وكاد أن يطلق الرصاص عليه إلا أن هذا الضابط الذي أمره بتغطيته قد أنقذه وصوب الرصاص عليه، هز «طيف» رأسه ثم أشار بيده بمعنى هجوم وبالفعل خرج بقية رجال الشرطة واطلقوا الرصاص في الجهة الأخرى دون أن يحتموا في شئ ومع تقدمهم اوقعوا الكثير منهم، اسرع الاخير منهم ناحية بوابة حديدية في نهاية هذا المكان لكن «طيف» صوب سلاحه تجاهه بسرعة وأصابه في قدمه فسقط على الأرض وهو يصرخ من الألم.
تنفس «طيف» بأريحية واتجه إلى تلك البوابة الحديدية ثم أشار إلى أحد الضباط وقال بجدية: - اتحفظ عليه فتح البوابة وصعد سلم حديدي ليجد نفسه في مكان اشبه بالصحراء وبه سيارة كانت تنقل هؤلاء الإرهابيين، رفع هو جهاز اللاسلكي الخاص به وتحدث قائلًا: - من القاعدة ألف إلى القاعدة باء، من القاعدة ألف إلى القاعدة باء تمت المهمة بنجاح، يمكنك العبور.
على الجهة الأخرى تلقى «رماح» هذا النداء فتنفس بأريحية لأنه أعتقد أن المهمة لم تنجح بسبب تأخر المجموعة الأولى، رفع جهاز اللاسلكي وتحدث قائلًا: - من القاعدة باء إلى القاعدة ألف، تلقيت ندائك.
بدأت المدرعات تتحرك مرة أخرى بأمر من «رماح» وما إن وصل حتى بدأ إطلاق الرصاص بغزارة وخرجت مجموعات الشرطة وبدأوا في اشتباك عنيف وأثناء ذلك أرسل أحد الضباط الإشارة إلى «زين» كي يتحرك.
على الجانب الآخر أسرع «ابا مصعب» إلى سلاحه الرشاش وهو يقول بصوت مرتفع: - اقتلوهم، لا أريد ضابط منهم على قيد الحياة أتى أحد رجاله وهو يهرول تجاهه بسرعة وهو يقول بخوف شديد: - رجال الشرطة عددهم كبير يا أبا مصعب نظر إليه بعنين متسعتين وقال بقسوة: - وايه يعني عددهم كبير؟ “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين” إحنا مش هنخاف منهم، النصر أو الشهادة.
أمر بقية رجاله بالقتال ثم عاد بظهره إلى الخلف وركض من الجهة الأخرى بإتجاه سيارته وما إن استقلها حتى وجد من يوجه سلاحه الرشاش إلى رأسه فالتفت ليجد «زين» الذي زينت الإبتسامة وجهه وهو يقول بسخرية: - رايح فين يا أبو مصعب؟ بتهرب! ياجدع ده أنا لسة سامعك جوا بتقول النصر أو الشهادة؟ انزل انزل امال فارد صدرك وعامل فيها بطل ليه طالما أنت فار كدا.
لم يستطيع التحدث وكأن لسانه قد أُلجم فتابع «زين» بسخرية: - أيه القطة كلت لسانك؟
توقف صوت إطلاق الرصاص واستسلم بقية الإرهابيين بعدما ألقوا بأسلحتهم وقام «زين» بتكبيل يد «ابا مصعب» واتجه به إلى الخارج حيث بقية رجال الشرطة ومن ثم وقف أمام المقدم «رماح» وقال بإبتسامة: - اتفضل يا باشا، قائدهم هدية بدون مصاريف شحن، كان بيقول خطاب تحفيزي وبعدها طلع يهرب بس قفشته زي الفار ضحك «رماح» وربت على كتفه قائلًا: - عاش يا بطل، عاش يا رجالة.
عادت مجموعة الرائد «طيف» من النفق مرة أخرى وقاموا بزرع متفجرات في بداية ونهاية النفق وما إن خرجوا وابتعدوا عن المكان حتى ضغط «طيف» على الزر ليتم غلق هذا النفق نهائيا وعلى الجهة الأخرى قامت مجموعة الرائد «زين» بتفجير هذا الطريق من النفق وصعدوا إلى المدرعة لينطلق الجميع في طريقهم إلى العودة حيث القاعدة الخاصة بهم بعد تحقيق انتصار ساحق على الإرهاب.
صعدت «نيران» معها إلى الأعلى حيث شقتها بعدما استضافتها وهتفت بسعادة: - وحشتيني اوي يا بت يا نرد، بقى كدا يا ندلة متسأليش عليا الفترة اللي فاتت دي كلها؟ جلست «نرد» على المقعد وفردت ذراعيها وهي تقول بإبتسامة: - معلش يا نيرو والله غصب عني أصل كان عندي مكافحات الشهور اللي فاتت، بس الاول قبل ما انسى والقطة تفطس فتحت حقيبتها واخرجت القطة الخاصة ب «نيران» وهي تقول:.
- أي خدمة رجعتلك قطتك يا ستي اتستعت عينيها بعدم تصديق وتقدمت إليها قبل أن تفرد ذراعيها وهي تأخذها منها قائلة بعدم تصديق: - مستحيل! يااه سوتي وحشتيني اوي ضمتها إلى صدرها بحب وتابعت: - ياااه أنا كنت نسيت إن عندي قطة أصلا، وحشتيني اوي يا سوتي إبتسمت «نرد» لسعادتها وتنهدت في ارتياح وهي تقول:.
- هيييح اكتر حاجة بتفرح الواحد التقائه بصديق الماضي، عايزة اقولك إن سوتي في اول شهر قعدته معايا مكانتش راضية تاكل خالص إلا بسيط وكانت مش عايزة تقعد معايا بسبب زعلها إنك مش معاها بس بعدها اتعودت وبقت تحبني واتصاحبنا رفعت «نيران» قطتها عاليا بذراعيها وهي تبتسم لها بطفولية واردفت: - سوتي أصلا قمر ومش هسيبها تاني، خليها تسليني عقبال ما طيف يرجع ثم تذكرت واعتدلت في جلستها وهي تقول:.
- صح مقولتيش بقى كنتي مختفية فين! أنا كنت ببعتلك السلام مع اخوكي رماح ابتسمت بسعادة ونهضت من على المقعد وسرعان ما جلست مرة أخرى بعدما غيرت وضعية جلوسها ثم مالت على ابنة خالتها ورددت بصوت هادئ ومنخفض نسبيا:.
- مش هتصدقي اللي حصل، جاسر ابن خالتنا كان يعرف بنت كدا ملزقة وانتي عارفة إني بحب جاسر من زمان المهم فضلت اراقبه في صمت وهو بيقابلها وكدا لغاية ما سابها بعد ما عرف انها ليها مصلحة في قربها منه وساعتها بقى قررت اخش حياته واخليه يحبني ومع شوية نصايح من جروب هتشقطيه يعني هتشقطيه ولو مشقطيهوش بالمطواه غزيه بقى يعشقني وحددنا ميعاد جوازنا بعد شهرين من النهاردة واديني جيتلك اهو اقولك واعزمك أول واحدة.
رفعت «نيران» قدمها ومالت هي الاخرة على ابنة خالتها وقالت بسعادة وحماس: - يابنت الايه عاش، ألف مبروك يا لمضة أخيرا اتلميتوا على بعض بدل ما كنتي فاضحانا بسببه ارتفعت ضحكاتها وضربتها بخفة على كتفها قائلة: - الله يبارك فيكي يا نيرو يا قلبي، اها صحيح ألف مبروك على الحمل، مقولتيش ولد ولا بنت - الله يبارك فيكي، لسة في أوائل التالت لسة معرفش بس طيف عايز بنوتة ربتت على كتفها بابتسامة وحب وهي تقول:.
في تلك اللحظة ارتفع صوت وصول رسالة على هاتف «نيران» ففتحته على الفور فهي تنتظر خبرا بنجاح أول مهمة مُكلف بها الفريق والذي من بينهم زوجها وحبيبها «طيف»، ما إن رأت الرسالة حتى تهللت اساريرها واسرعت لتجلب الريموت قبل أن تفتح شاشة التلفاز، ضغطت على ازرار الريموت وجلبت قناة إخبارية لتجد ذلك الخبر المبهج.
استطاعت قوات الشرطة مداهمة أحد أكبر الاوكار الإرهابية بالعريش وقتل ما يزيد عن أربعون عنصر مسلح والقاء القبض على سبعة أشخاص من بينهم قائدهم «ياسر ربيع» المعروف ب «ابو مصعب» والجدير بالذكر أن هذه المهمة تمت بقيادة المقدم رماح النعماني والرائد طيف أيمن والرائد زين الجيار والرائد فهد أمجد وهم من تم الاعلان عن مقتلهم صباح اليوم لتكون ضربة قوية ضد الإرهاب الأسود.
ألقت «نيران» بالريموت ورفعت يدها بسعادة إلى الأعلى وهي تقول بسعادة: - يس يس نظرت إليها «نرد» ورددت بعينان ضيقتان وهي ترسم إبتسامة على وجهها: - أيوة ياستي طيف بيداهم أوكار إرهابية واتشهر ده غير قضية عبدة الشياطين اللي مصر كلها عرفتها واتشهر بالفيديو بتاعه رفعت «نيران» كفيها في وجهها وهي تقول مازحة:.
- الله أكبر، أنتي جاية تقري عليه ولا أيه يابت أنتي خليكي في جاسر حبيب القلب بدل ما تلاقي اللي يقر عليه رفعت يديها وهي تقول مسرعة وبابتسامة: - لا وعلى أيه الطيب أحسن.
هرول «ابو هشام» إلى الداخل بسرعة شديدة فلاحظه «كارم» يتجه إليه وهو بتلك الحالة فنهض مسرعا من مكانه وهو يقول بقلق شديد: - ما الذي يجعلك تركض بهذا الوجه الخائف ابا هشام؟ التقط أنفاسه بصعوبة وتحدث بتعلثم وخوف شديد قائلًا: - داهمت الشرطة موقع أبا مصعب وتم إلقاء القبض عليه وقتل الكثير من إخواننا المجاهدين اتسعت عينيه بصدمة شديدة وهو يقول بعدم تصديق: - ماذا؟ متى حدث هذا؟ تكلم!
هز رأسه بعشوائية وهو يجيبه بنفس النبرة الخائفة والمرتعدة: - منذ نصف ساعة فقط، لم يتبقى أحد سوى القليل وتم إلقاء القبض عليهم، ماذا سنفعل؟ وضع يديه على رأسه وظل يتحرك في الغرفة وهو يحاول التفكير بشئ وفجأة توقف وعاد إلى «ابو هشام» مرة أخرى وردد بلهجة آمرة: - اجمع الرجال وجهز السيارات، سنتحرك بعد صلاة الفجر، لن نبقى هنا بعد اليوم فأبا مصعب من الممكن أن يدل الشرطة على مكاننا.
وصلوا جميعا إلى المقر الخاص بهم وبدلوا ملابسهم قبل أن يتجهوا إلى ساحة متوسطة ليجلسون بها ويتناولون العشاء ولا مانع من التحدث لبعض الوقت فهم في حاجة إلى القليل من الراحة.
جلسوا وبدأ «طيف» في تقطيع خضار الخيار بينما بدأ «زين» في غسل الجرجير وكان لكلٍ منهم وظيفة يقوم بها إلا أن «طيف» أمسك هاتفه ثم ابتسم ابتسامة ماكرة قبل أن ينظر إلى «بارق» وهو يقول: - كمل تقطيع الخيار يا بارق، هخش اطمن اهلي زمانهم قلقانين عليا دلوقتي هز رأسه بالإيجاب واستلم منه الطعام وقبل أن ينهض «طيف» أسرع «زين» قائلًا:.
- استنى يا طيف خدني معاك ده زمانهم مقطعين نفسهم من العياط عليا، خد يا بارق بعد ما تقطع الخيار كمل غسيل الجرجير هز «بارق» رأسه بحسن نية ووافق على طلبهما فنهض الإثنين وقبل أن يرحلا نهض «فهد» هو الآخر بعدما وجد مكالمة من زوجته وردد: - بعد ما تخلص الخيار والجرجير يا بارق حط زيت وشطة على الجبنة القريش علشان اطمنهم في البيت احسن زمانهم بيحضروا لجنازتي.
ضحك «بارق» ورفع كتفيه وهو يقول: - ومالوا سيبها وانا هعملها ربت «رماح» على كتفه وقال بإبتسامة: - ولا يهمك يا بارق أنا معاك وهقطع الطماطم واساعدك يا بطل في تلك اللحظة اضائت شاشة هاتفه برقم «فاطمة» فمرر أصابعه في فروة رأسه وقال بتردد: - بقولك أيه يا بارق خلص كل دول وقطع الطماطم بقى أحسن... توقف عن الحديث وردد بجدية: - انا بوضحلك ليه! قطع الطماطم يا بارق، ده أمر.
إبتسم «بارق» وقال بمرح: - تمام سعادتك، أنا هخلص الأكل كله وهبلغكم.
خرج «طيف» إلى الخارج وتحدث مع والدته وطمأنها على حاله ثم أنهى المكالمة وهاتف زوجته قبل أن يرفع الهاتف على أذنه ويقول بحنو: - وحشتيني يا قلبي ابتسمت بسعادة وعادت بظهرها إلى الأسفل وهي تقول بصوت هادئ: - وانت اكتر، متتصورش فرحتي لما شوفت الخبر على التلفزيون وانك بخير وأول مهمة نجحت مرر أصابع يده في فروة رأسه وقال بابتسامة: - عيب عليكي ده أنا دخلت عليهم دخلة أسد و...
ثم صمت قليلًا قبل أن يقوب بتعجب وحاجب مرفوع: - أيه صوت النونوة ده؟ أنتي رجعتي تنونوي تاني يا نيران! ضحكت بصوت مرتفع واسرعت لتوضح له قائلة: - لا يا طيف دي سوتي ضيق ما بين حاجبيه وقال بحيرة: - سوتي دي صاحبتك؟ هزت رأسها بالنفي ووضحت أكثر:.
- وصاحبتي هتنونو ليه يا طيف! سوتي دي القطة بتاعتي اللي بابا اداها لنرد بنت خالتي علشان كنت ساعتها فاقدة الذاكرة، نرد جابتهالي النهاردة وفرحت جدا اهو تعوض غيابك عني وتسليني الفترة دي تذكر هذا الأمر ونطق وهو يجلس بأحد الأركان بالخارج: - اهااا افتكرت وبعدين القطة هتعوض غيابي! بقى هي دي اخرتي، ماشي يا نيران خلي القطة تنفعك أسرعت واعتدلت في جلستها وهي تقول بتوضيح:.
- قطة أيه اللي تعوض غيابك يا طيف أنا أقصد يعني تسليني عقبال ما ترجع، أنت طبعا اغلى عندي من القطة إتسعت إبتسامته وقال بحب: - لولا إني بعيد عنك دلوقتي كنت رزعتك قُبلة على الكلمتين الحلوين دول بس تتعوض لما أرجع يا قطة قلبي عادت بظهرها إلى الخلف مرة أخرى وردد بابتسامة وحب: - ترجع بالسلامة يا معزة عمري - معزة تاني! هو أنا شكلي معزة بجد ولا أيه يا حبيبتي! أنا بدأت أشك والله.
تعالت ضحكاتها لأكثر من دقيقة قبل أن تقول بإبتسامة: - مش القصد يا حبيبي بس ده كان أول تشبيه شبهناه لبعض أول ما اتعرفنا ف بتيجي كدا بقى عبث في الاحجار التي توجد بالأرض وهو يقول بإبتسامة: - ومالو يا قلبي معزة معزة يلا هسيبك بقى واروح اساعد بارق احسن دبسناه كلنا في العشاء وشكله هيشتمنا.
سندت برأسها على صدره بينما وضع هو ذراعه اسفل رأسها ونظر إلى إلى وجهها فوجدها نائمة، ظل مسلطا نظره على وجهها بابتسامة هادئة لم تختفي وتذكر اول يوم له بالشركة عندما رأها تلج إلى خارج المصعد وتتجه إلى مكتبها، لم يكن يتخيل حينها أنه سيعشقها إلى هذا الحد وأنها ستسرق قلبه هكذا، تذكر شجاره الكثير معها ومقالبها الكثيرة له ثم تعمق في النظر إلى وجهها الآن فهي قد اختلفت تماما عن طريقتها القديمة وهي الآن من تمتلك قلبه، تذكر مواقف كثيرة معها وبعدما انتهى من تفكيره بها مال برأسه عليه وقبلها بحب ففتحت هي عينها لتجده يقبلها بهذا الحب فابتسمت وقالت بهدوء شديد:.
- أنت لسة منمتش يا حبيبي هز رأسه بالنفي واجابها بحب شديد: - مش جايلي نفس للنوم طول ما أنا شايفك قدامي، فضلت سرحان فيكي وعمال افكر فيكي طول الوقت، عايز أشوفك قدام عيني طول الوقت، مش عارف أنتي خلتيني أحبك بالشكل ده إزاي، هو أنا كدا طبيعي! رفعت بصرها ونظرت إلى عينيه وهي تقول بسعادة: - مش عايزة اقولك إنك وانت معايا بتوحشني وببقى عايزة اشبع منك ومن وجودك معايا طول الوقت، هو أنا كدا طبيعية!
ضحك على جملتها الأخيرة وبيده الأخرى أبعد خصلات شعرها عن وجهها وهو يقول بحب: - يمكن إحنا شايفين نفسنا مش طبيعيين في إحساسنا بس كل اللي أقدر أقوله هو إننا بنعشق بعض علشان كدا فرحانين بالشكل ده إننا مع بعض، مش عايزك تبعدي عني في يوم من الأيام ولا تزعلي لأني مش هيبقى قصدي ازعلك نهائي رفعت يدها اليسرى ووضعتها على وجهه وهي تقول بهدوء: - أنا مش هزعل منك ولو زعلت هيبقى غصب عني وزعلنا مش هيطول.
- ربنا ما يجيب زعل خالص يا حبيبتي، حتى لو زعلتك اوعدك إني اجي اصالحك علطول في نفس اليوم ومش هسيبك تنامي زعلانة ابدا.
ما اصعب أن يفقد المرء والدته والاصعب هو أن تحل أخرى مكانها لتدير شئون المنزل حينها لن تكون كما كانت الأم الموجودة من قبل فهي لن يكون بقلبها رحمة لأطفال تلك الأم السابقة، لن تهتم أو تعتني بهم كما كانت تفعل أمهم في السابق، يكون شاغلها الوحيد هو نفسها وزوجها أما هؤلاء الأطفال ليسوا من ضمن عائلتها التي أصبحت حديثًا منها، هؤلاء الأطفال لن يشعروا بحزن وصدمة فراق والدتهم مرة واحدة فقط بل ألف مرة وهم يقارنون تلك السيدة الجديدة بوالدتهم التي تركتهم على حين غرة، الخطأ الحقيقي من الآباء الذين يقررون الزواج بعد وفاة زوجاتهن من أخريات لا توجد بداخلهن الرحمة.
سار الأب البالغ من العمر ثلاثون عاما باتجاه غرفة طفله وفتح بابها بهدوء شديد ثم ولج إلى الداخل وحدق بطفله النائم لبضع ثوانٍ قبل أن يتراجع عن ما في رأسه فسرعان ما فتح الباب مرة أخرى وخرج من الغرفة وقام بإغلاق بابها، عاد إلى غرفته فوجد زوجته تجلس على طرف الفراش وهي ترفع أحد حاجبيها منتظرة منه أن يتفوه بشيء وفهم هو مقصدها من تلك النظرات فقال وهو يفرك خصلات شعره بيده اليمنى:.
- خليها لبكرا، الواد نايم عبثت ملامحها واكفهر وجهها وظهر عليه الغضب قبل أن تميل بجسدها استعدادا للنوم مرة أخرى وهي تقول بهدوء يشبه فحيح الأفعى: - أنا كنت عارفة إنك مش هتحل ولا هتعقد، إبنك يشتمني ويغلط فيا وأنا في مقام أمه ومش عاملي إحترام، أقوله يا حبيبي أنا زي مامتك يقولي أنتي عقرب وعمرك ما هتبقي نص ماما! أنا معنديش مانع بس خلي في علمك أنت ولا هتلمسني ولا هتقرب مني غير لما تعلمه الأدب.
لم يصدق هو ما قالته لذلك أسرع وقال بلهفة وهو يتقدم بخطوات مسرعة إليها: - ولا تزعلي يا حبيبتي، طالما زعلانة كدا أنا هخشله دلوقتي واعلمه إزاي يحترمك ويعتبرك أمه بس أنتي بلاش تضايقي نفسك، هو لازم يبقى في الأول كدا وبعد كدا هياخد على الوضع ويتعود رفعت كتفيها وابعدت يده من على جسدها وهي تقول بلهجة تشبه التهديد: - قولتلك مش هتلمسني غير لما كرامتي ترجعلي.
أبعد يده عنها واسقام في وقفته قبل أن يستدير بكامل جسده ويتجه إلى غرفته مرة أخرى، تلك المرة فتح الباب بقوة ثم ضغط على زر الإضاءة لينير الغرفة، حدق بغضب في طفله النائم واتجه إليه ثم هزه بقوة لكي يوقظه وهو يقول يغضب شديد: - اصحى يا ابن ال، قوملي كدا ذعر الفتى من صراخ والده في وجهه وايقاظه بتلك الطريقة مما جعله يقضي حاجته في بنطاله من شدة الخوف، رفع عينه ونظر إلى والده ببراءة وهو يقول بذعر شديد:.
- فيه أيه يا بابا والله معملتش حاجة باغته الأب بصفعة قوية على وجهه وهو يقول بغضب شديد والشرار يتطاير من عينيه: - بتغلط في طنط فريدة ليه! أنت جبت قلة الأدب والبجاحة دي منين! بتقولها أنتي عقربة؟ ثم صفعه مرة أخرى وبشكل اقوى مما جعل بشرته تحمر بشدة من أثر الصفعة وصرخ ببكاء شديد وهو يدافع عن نفسه قائلًا بصوت متشنج ومتقطع: - والله يا بابا ما حصل، والله، والله ما قولت كدا، دي هي اللي قالتلي أنت عقربة زي أمك.
صفعه الاب مرة أخرى بقوة وهو يقول بصوت مرتفع وغاضب هز المكان من شدته: - أخرس! مش كفاية قليل الأدب لا وكمان كذاب! أنا هعلمك الأدب اعتدل في وقفته ثم خلع حزام بنطاله وانهال عليه بالضرب المبرح وسط صراخ الطفل المرتفع الذي تنخلع لأجله القلوب: - خلاص يا بابا ونبي، اهاااا ونبي خلاص، والله معملتش حاجة، ونبي ونبي اهاااا.
وقفت هي تتابع ضربه له بسعادة وابتسامة واسعة وانتظرت لفترة حتى يؤدبه ثم تدخلت وحالت بينه وبين طفله وهي تقول بمكر شديد: - خلاص يا خالد مش للدرجة دي حرام عليك كدا هيموت في أيدك تراجع بظهره خطوتين ومازال بصره مسلط على طفله وهو يلهث من الجهد الذي بذله في تلقين ابنه درسا كما يعتقد هو، انخفض ببصره ونظر إلى زوجته وهو يقول بهدوء يتنافى مع انفعاله منذ قليل: - يلا بينا، هو كدا اتربى.
رحل هو وهي وبقى الطفل «معاز» يتلوى في فراشه من شدة التألم فهو تلقى ضربًا صعبا للغاية بواسطة حزام والده الجلدي الغليظ، ظل لأكثر من نصف ساعة يبكي بصوت مسموع وكان بكائه أشبه بالصراخ ولكن مع الوقت هدأ بكائه قليلا ثم نظر إلى جسده فوجده مزرقا بشكل كبير من آثار الضرب، أصدر انينا خافتًا وهو يتذكر والدته التي كانت تطمأن عليه كل ليلة، كانت تدخل غرفته لترى إن كان نائما بلا غطاء أم لا فكانت تلف جسده بالكامل كي لا يشعر بالبرودة أثناء الليل أما الآن فالوضع اختلف كثيرا فبدلا من الاطمئنان ايقظه والده لكي يضربه بوحشية شديدة على ذنب لم يقترقه.
نهض من على سريره بصعوبة وسار بخطوات بطيئة إلى الباب بسبب تألم جسده، دلف إلى المرحاض وغسل وجهه ثم نظر إلى غرفة والده وزوجته فوجدها مغلقة ويصدر ضحكات مرتفعة من داخلها، انهمرت دمعة من عينيه وقبل أن يدخل إلى غرفته توقف للحظة وقد خطر بباله شيء، التف بجسده مرة أخرى ونظر إلى الباب الخاص بتلك الشقة وفكر كثيرا قبل أن يتخذ القرار النهائي بالفرار فهو لم يعد يحتمل زوجة والده التي تقوم بسبه وضربه طوال النهار ووالده الذي يقوم بضربه بوحشية أثناء الليل، أتجه بخطوات شبه سريعة إلى الباب وقام بسحب أكرته وفتحه، رفع بصره ونظر إلى صورة والدته التي كانت مُعلقة على الحائط وبكى بحرقة شديدة ولكن قطع بكائه ضحكات والده وزوجته من داخل غرفتهما فاسرع واتخذ القرار بالرحيل وركض إلى الخارج دون حتى أن يغلق الباب...