أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

المنتدى للقرائه فقط -- للمشاركه انتقل الى منتديات جنتنا الجديده -forums.janatna.com





رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر

وقف طيف وأدار وجهه للجهة الأخرى وهو يقول لنفسه:- وبعدين بقى فى الحالة الغريبة دى ! أنا عدى عليا حالات كتير أوى لكن أول م ..



15-03-2022 09:39 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [7]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن

رن جرس المنزل فأسرع طيف إلى الباب لأنه يعلم بحضور صديقه مازن وبالفعل وجده أمام الباب فضمه باشتياق قائلًا:
- مازن ليك وحشة يا جدع
ربت مازن على ظهره وهو يقول:
- وأنتَ كمان والله يا طيف، حمدلله على سلامتك يا وحش
ابتعد عنه ليقول بإبتسامة:
- الله يسلمك، ادخل ادخل ايه البرد اللى برا ده.

دلف مازن إلى الداخل وهو يقول:
- أمال فين سيادة اللواء
أجابه طيف وهو يغلق الباب:
- راح على المديرية ياعم .. الساعة دلوقتى 10 الصبح
خرجت "أسماء" بعدما ارتدت حجابها وهتفت قائلة:
- ازيك يا مازن يا حبيبى نورت البيت والله
ابتسم مازن وهو يجيبها:
- بنورك يا أمى والله، الله يخليكِ
تابعت لتقول بإبتسامة:
- اطلعوا والأكل مش هيطول إن شاء الله هيخلص على طول.

ابتسم مازن ليقول باحترام:
- براحتك يا ست الكل
صاح طيف:
- لا براحتك ايه بسرعة يا ماما بالله عليكِ أحسن بقالى شهرين معدتى مادخلهاش أكل حلو
ربتت أسماء على كتفه لتقول بحنو:
- يا حبيبى ياابنى .. حاضر متقلقش .. على طول.

صعد مازن بصحبة طيف إلى شقته بالأعلى، اقترب طيف وفتح الباب بهدوء ثم نظر إلى مازن وأردف مازحًا:
- ادخل برجلك اليمين وسمى قبل ما تدخل أصل مدخلتهاش من شهرين وزمانها اتسكنت أشباح وعفاريت
نظر إليه مازن بتوجس فهو يخاف كثيرًا من الأشباح ويخفق قلبه عندما تتردد سيرتهم حوله، أردف بقلق:
- ايه يا طيف اهدأ عليا كدا عفاريت ايه وبعدين احنا الصبح.

ابتسم طيف ليتابع بعد أن ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه:
- اديك قلت احنا الصبح يعنى ميعاد نومهم نقوم احنا داخلين الشقة ونقلق نومهم تخيل رد فعلهم بقى
لوح بيده فى الهواء وهو يتراجع إلى الخلف وردد بحنق:
- لا ياعم، تعالى ننزل تحت أحسن
ضحك طيف بصوت مرتفع وتقدم ليسحبه من يده كالأطفال وهو يقول:
- تعالى ياعم ده أنا لو برعب ابن أختى مش هيخاف كدا.

تقدم مازن ودخل إلى الشقة بحذر وهو ينظر إلى الأعلى فلاحظه طيف ورجع ليسحبه من يده مرة أخرى وهو يردد:
- يلا يا مازن متخافش محدش هينط عليك من السقف، خسارة المهندسين
نظر إليه مازن بنصف عين وأردف:
- اهدأ كدا وخف عليا مش ناقصك أنتَ كمان
ضحك طيف وخبط بكفه على كفه الآخر ليقول:
- حاضر يا سيدى قلى بقى ايه الأخبار بينك وبين نامى، لسة فعل أمر ولا بقت ماضٍ ونامت الحمدلله ؟

ارتفع حاجبيه ليردد:
- وحشنى قلشاتك الغريبة .. لا غريبة فعلًا
ابتسم وربت على كتفه قائلًا:
- حبيبى يا أبو المزاميز، قلى بقى الفرح هيبقى الشهر الجاى ولا اللى بعده .. اصدمنى وقلى كمان أسبوعين
حرك رأسه بالنفى بعد أن اختفت إبتسامته وأردف باستياء:
- أنا ونامى سيبنا بعض وفسخنا الخطوبة
فغر شفتيه بصدمة بعد أن ارتفع حاجبيه للأعلى وردد بعدم تصديق:
- ايه ! سيبتوا بعض ليه ؟ ياابنى أنا كل ما أسألك أنتَ وهى عاملين ايه الاقيكم متخانقين يا إما فسختوا الخطوبة ؟ متحسسونيش إن الغلط منى أنا.

ابتسم مازن إبتسامة خفيفة ثم تابع:
- نامى متنفعنيش، كل يوم نكد على قرف ورغم كدا كنت بعاملها كويس وبعمل أى حاجة علشان أضحكها ولما الاقيها بتتصرف تصرف مجنون أقولها كدا غلط تقولى مالكش دعوة وخليك فى حالك دى حياتى ! مش المفروض مخطوبين وهنبقى لبعض يعنى تهمنى ؟ بقت غريبة شايفة نفسها وبس .. المشاعر بقت هى اللى بتمشيها مش عقلها، كذا مرة الاقيها بترد على شباب ولما أسألها بتقولى أنا أدمن فى بيدج روايات وبيسألوا على ميعاد الرواية وكذا .. ماعترضتش لكن إنها تطنشنى خالص علشان تكمل الرواية ! ده أنا فى عيد ميلادها جبت هدية وقلتلها أنا عازمك على العشاء علشان أديها الهدية قالتلى أنا بقرأ رواية ولسة مخلصتهاش وماجتش ! عايزنى بعد ده كله أكمل معاها ؟

ربت طيف على كتفه محاولًا تهدئته وتحدث بهدوء:
- اهدأ يا مازن، معظم البنات كدا .. هم دماغهم كدا غريبة وعندهم طولة بال رهيبة يعنى مثلًا مين فاضى يقرأ روايات ولا يكتب روايات .. كلهم ناس فاضية يا إما بيهربوا من مشاكلهم والواقع بتاعهم بإنهم يقرأوا روايات أو يعملوا حاجات تانية
ثم ابتسم وتابع:
- عاجبك كدا ادينى بقيت أقول حكم ومواعظ
ضحك مازن قبل أن يهتف بغمزة:
- طيب ياعم الحكيم مفيش قطة كدا ولا كدا خطفت قلبك !

حرك رأسه بالإيجاب ليقول بجدية واضحة بعد أن ارتسمت إبتسامة على ثغره:
- طبعًا فيه
تعجب مازن ليقول بلهفة:
- مين القطة دى ؟
ابتسم طيف وتابع:
- القطة المشمشية اللى بتظهر على الفيس بوك وبتعيط دى عارفها ؟

ضم ما بين حاجبيه ليقول متعجبًا:

- نعم ! أنا أقصد واحدة ست يا زفت أنا مالى ومال القطة المشمشية اللى بتعيط ؟
انتبه وخبط ببطن يده على مقدمة رأسه وهو يقول:
- اخ .. يا جدع ما تقول بنى آدمة افتكرتك بتتكلم عن القطة بجد، لا ياعم مفيش قطة خطفت قلبى وبعدين هحب ازاى وأنا فى كلية الشرطة، أنتَ عبيط ياض !

كان نائمًا حينما ألقت عليه وعاء كبير ملىء بالمياه المثلجة فهب من نومه يصرخ:
- اعااااا
ثم وجدها هى تقف أمامه وتعابير وجهها جامدة غير متأثرة فصاح بغضب شديد:
- أنتِ غبية ! حد يرمى على حد تلج كدا وهو نايم ؟
أجابته بنفس الجمود المسيطر على وجهها:
- المرحلة التانية من التدريب دلوقتى، قوم يلا وحصلنى على برا
ضم ما بين حاجبيه ليقول بضجر:
- مرحلة تانية ايه ! ما أنا بتدرب طول اليوم ودلوقتى الساعة 2 بالليل عايز أنام والجو برا تلج تدريب ايه فى الوقت والجو ده ؟
تابعت دون أن تطرف عينيها:
- أنا مستنياك برا، مش هكررها تانى.

وتحركت إلى الخارج ليبقى غيث وحده لا يستطيع التفكير، ليس بيده حيلة ولا يعلم لماذا كل تلك التدريبات الشاقة، لم يظن يومًا بأنه سوف يصل إلى هذا الطريق دون تمهيد فهو كان فى طريقه إلى منزله فى يوم من الأيام لكنه فوجئ بأشخاص تكبل يده وآخرون يقومون بتخديره حتى فقد الوعى تمامًا ليستيقظ هنا فى هذا المكان الغريب لا يعلم أين هو ولماذا هو دون عن غيره !

أسئلة كثيرة تدور برأسه لكنه فى النهاية استجاب لطلب ليان وقام بتبديل ملابسه وخرج ليجدها بانتظاره فى الهواء الطلق، كان المكان أشبه بالصحراء لكن هناك خيمة كبيرة على شكل مركز تدريب قوى وضخم ...
كان الهواء شديد للغاية وبارد إلى حد كبير فكانت درجة الحرارة أقل من الصفر !
خرج غيث وهو يفرك بيده كثيرًا ويتحرك بصعوبة بسبب برودة الجو، وقف أمامها متحدثًا:
- أدينى جيت، هاا.

ابتسمت لتقول بوجهها الجامد ذو الملامح المتجمدة:
- اقلع هدومك
فغر شفتيه بصدمة كبيرة ليصرخ قائلًا:
- نعم ! أقلع ايه يا أختى ؟
تابعت بجدية تلك المرة بعد أن اختفت إبتسامتها:
- أنا كلامى واضح .. اقلع هدومك
حرك رأسه غير مصدق لما تقوله فصاح بغضب:
- أقلع ايه أنتِ مش شايفة الجو عامل ازاى ! ده أنا لابس وهتجمد تقومى قايلالى اقلع ؟

أجابته بعد أن أخذت نفس:
- دى مرحلة تدريب ولازم تخلصها، ودلوقتى هتقلع هدومك بالذوق ولا بالعافية ؟
تردد قليلا لكنه استجاب لطلبها وخلع ملابسه بصعوبة ووقف وهو يضم يده على صدره من شدة البرد فتابعت بجدية:
- والبنطلون
فغر شفتيه غير مصدق لما تقوله فهتف مجددًا:
- لاااا .. كله إلا البنطلون، تدريب ايه اللى هتدربه من غير بنطلون يا ليان ! اقصرى الشر كدا وسيبى الليلة تعدى على خير.

لم تستطع تلك المرة كتم ضحكتها فابتسمت لتضيف:
- متقلقش هو البنطلون بس ومش هتقلع حاجة تانية .. وعد
نظر إليها بنصف عين ليقول:
- طيب أما نشوف آخرتها
خلع بنطاله فابتسمت وهى تنخفض لتحمل وعاء كبير ملىء بالمياه الباردة وألقته بقوه شديدة عليه فصرخ بصوت عالٍ:
- يااااااااح يابنت المجنونة، اهااااا
صاحت تلك المرة بجدية:
- اقف عادى بلاش الشغل ده.

هتف وهو يضم يده إلى صدره وجسده يرتعش من البرودة:
- لااا ما أنا مش أقلع هدومى ويترش عليا مياه متلجة فى الجو التلج ده وتقوليلى اقف عادى، ده أنا ركبى بتخبط فى بعض
أغلقت عينيها لتتابع بهدوء:
- قوم اقف وخد نفس طويل .. حاول تحس بالهوا، خليك جزء من الهوا ده، هتلاقى نفسك جزء منه فعلًا والبرد مش مأثر فيك
نظر إليها بنصف عين وهو يقول:
- أنا سمعت فين الجملة دى قبل كدا ! اهااا فلاش .. سمعتها فى فلاش بس ساعتها كان بيخترق الحيطة أنا كدا هخترق قوانين الطبيعة .. جزء من الهوا ايه أنتِ بتهزرى ؟

حركت رأسها بالنفى لتردد بهدوء شديد:
- جرب بس .. حاول خد نفسك عادى وبعد كدا خد كذا نفس طويل ورا بعض .. استلقى الهوا بجسمك وحس بيه وسيب نفسك خالص
رفع حاجبه متعجبًا ثم أضاف:
- آخد كام نفس طويل ؟ هى سيجارة ! طيب ربنا يستر
ثم حل ذراعيه وفردهما فى الهواء الطلق وأخذ يتنفس بهدوء ونفذ ما طلبته منه .. كان الأمر فى البداية شديد الصعوبة لكنه بدأ فى التأقلم وبدأ هذا الهواء لا يشكل مصدر إزعاج له بل تقبله بغير برودة وكأن درجة الحرارة طبيعية !

ارتسمت إبتسامة على وجه ليان ورددت:
- برافو غيث، دلوقتى تقدر تروح تكمل نومك
هتف بضيق:
- نوم ايه ماخلاص طيرتى النوم من عينى يا شيخة ...

فى وقت سابق،،

- ها قلت ايه فى العرض بتاعى ؟
قالها خالد السنباطى مبتسمًا بعدما أنهى سرد خطته على وائل الذى تردد كثيرًا هل يقبل أم يكمل طريقه ويقوم بقتله وقتل البقية !
ظل يجوب بنظراته المكان وهو يفكر بإمعان شديد حتى ابتسم وتكلم بهدوء:
- موافق بس بشرط
ارتشف الخمر من كأسه وارتفع حاجبيه وهو يقول:
- شرط ايه ؟
تابع وائل بنفس الإبتسامة:
- تعرفنى على أكبر رأس فيكم ومش بس كدا، تسفرنى برا مصر وأتابع الشغل من هناك بعد ما العملية تتم.

ترك كأسه وحرك رأسه بالإيجاب ليقول:
- وهوَ كذلك، بكرا جهز نفسك علشان تقابل أكبر رأس فينا بس خلى بالك ... ده ماعندوش هزار، لو فكرت مجرد تفكير بس إنك تعمل أى حاجة هيخلص عليك وأنتَ بتفكر لسة مانفذتش حتى
هز رأسه بعد أن وقف واستعد للرحيل:
- متقلقش، أنا مش غبى للدرجة دى .. هستنى تليفون منك، تشااو.

ترك الطعام واتجه إلى الحمام ليغسل يديه فصاح طيف:
- ايه يا ابنى دى مش أكلتك قمت ليه ؟
أجابه مازن من الداخل بصوت عالٍ:
- مش أكلتى ايه يا عم ده أنا واكل تقريبًا حلة محشى، أنا هيطلعلى كرش
ضحك طيف وردد والطعام يملأ فمه:
- وماله ياعم الكرش مش عيب، على رأى المثل .. يا محافظ على رشاقة جسمك بكرا القبر يتفتح ويستلقى كرشك.

جاء مازن من الداخل ورفع حاجبيه بتعجب وأردف:
- يخربيت أمثالك يا أخى جبت المثل ده منين؟
ابتسم طيف وهو يضع ملفوف "ورق العنب" فى فمه ويقول:
- مش مهم منين، المهم العبرة
جلس وألقى عليه المنشفة وهو يقول:
- طب كفاية أكل يا بتاع العبرة أحسن يطردوك من الشرطة بعد ما كرشك يدلدل
- طيب يا سيدى هقوم أهو، على عينى والله بس نعوض فى العشا.

فغر شفتيه بصدمة ليقول:
- يخربيتك يا جدع، صحيح ماقلتليش أنتَ واخد إجازة كام يوم
أشار طيف بيده ليقول:
- أربعة، أربع أيام وهرجع شهر وهنزل يومين وإلخ
هز رأسه بتفهم ليضيف:
- اهااا ربنا معاك.

انتهى طيف من تناول الطعام ودلفت رنّة بكوبين من الشاى فابتسم مازن وأردف:
- تسلمى يا رنّة، عاملة ايه فى المذاكرة
عبس وجهها ونطقت بضيق:
- زفت الزفت، المواد صعبة جدًا
حرك وجهه بالإيجاب وهو يضيف:
- المواد صعبة بس أنتِ اتجدعنى وإن شاء الله تبقى دكتورة زى أخوكى
حركت رأسها لتردد بهدوء:
- أنا علمى رياضة مش علوم.

ارتفع حاجبه بدهشة ثم نظر إلى طيف لينطق متسائلًا:
- ايه ده هى رنّة علمى رياضة !
خبط بيده على يده الأخرى قائلًا:
- اه تخيل، كلنا كنا علمى علوم إلا الهانم دخلت علمى رياضة قال ايه علشان بتحب الرياضة .. يا شيخة حبك برص هو في حد بيحب الرياضة
نظرت له شزرًا لتقول بعد أن التوى ثغرها:
- على أساس اللى دخلوا طب ولعوا الدنيا
رفع حاجبيه بصدمة وهو يقول:
- ايه قصف الجبهة ده يا رنّة ده أنا أخوكى حبيبك برضه، ماشى أنا زعلان وهروح أخدلى طلقة هناك علشان أموت وأنا مش راضى عنك.

ضحك مازن من طريقته فاقتربت رنّة من طيف وأردفت:
- ايه يا طيف اللى بتقوله ده بعد الشر عنك، أنا بهزر يا أخى
هز طيف حاجبيه بمرح ليقول مازحًا:
- ما أنا كمان بهزر يا نغمة

فى تلك اللحظة رن جرس المنزل فأسرعت تنّة لتفتح الباب بعد أن علمت من ينتظر خلف الباب .. زوجها الذى غاب عنها أكثر من تسعة أشهر، فتحت الباب بلهفة فاقترب منها ببطء فارتمت بين ذراعيه بعينان دامعتان
- وحشتنى أوى يا باسل، وحشتنى أوى
ابتسم باسل بعد أن ربت على رأسها وهى ما زالت تضع رأسها على صدره وأردف بحب:
- وأنتِ والله يا تنّة، ربنا يعلم وحشتينى اد ايه.

جاء صوت طيف الذى حضر على الصوت:
- يااااه باااسل كفارة يا جدع
ضحك باسل واقترب منه ليصافحه ويتبادلون الأحضان وحضرت أسماء على الصوت فصاح باسل وهو يقترب منها:
- حماتى ازيك
ثم قبل يدها وتابع:
- وحشتينى والله
ابتسمت أسماء بعدما ربتت على كتفه بحنو قائلة:
- وأنتَ يا ابنى والله، حمدلله على سلامتك.

ظلوا يتبادلون الحديث والسلام حتى صاح طيف بنبرة مرحة:
- حماتك بتحبك ياعم، حظك إنك جيت فى اليوم اللى جيت فيه من كلية الشرطة وفي محمر ومشمر
ضحك باسل ثم تابع بتساؤل:
- بس ايه حكاية كلية الشرطة دى ؟
وقف طيف ليصعد إلى صديقه مرة أخرى وأردف:
- دى حكاية طويلة، ريح أنتَ بس من السفر وبالليل لينا قعدة
هتفت تنّة بجدية وهى تربت على ظهره:
- اطلع يا باسل خدلك دش كدا وأنا هحضرلك الأكل وأطلعهولك
ابتسم باسل وهو يربت على ظهرها قائلًا:
- طيب يا حبيبتى.

عاد طيف إلى صديقه مازن وصعد باسل إلى شقته فهى خاصة به هو وزوجته تنّة لكن عند رحيله تنتقل رنّة للبقاء مع شقيقتها فى تلك الشقة ..

انتهى باسل من حمامه وخرج ليجد تنّة أنهت تحضير الغداء فابتسم قائلًا:
- تسلم ايدك يا حبيبتى
اقتربت منه وهى تقول:
- الله يسلمك يا حبيبى، قلى بقى مالك متغير كدا من ساعة ما جيت، حساك تعبان أو في حاجة
تبدلت ملامحه وحاول إخفاء ما به ليقول مازحًا:
- حاجة ايه يا قلبى، أبدًا مفيش بس السفر بقى وتعبه .. مش هناكل يا قمر بقى ولا ايه؟

هتفت بسعادة لتجيبه:
- لا هناكل طبعا يا حبيبى، يلا الأكل جاهز
اقترب باسل من السفرة وما يدور برأسه ليس له حل، كيف سيخبرها بما جاء لأجله ! كيف سيخبرها بزواجه ؟
لم يعرف باسل طريقة للإجابة عن تلك الأسئلة فقرر ترك هذا الأمر ليوم آخر...

15-03-2022 09:40 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [8]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل التاسع

أصر مازن على الرحيل فوافق طيف وأوصله إلى الخارج ثم عاد إلى والدته وربت على كتفها قائلًا:
- تسلم ايدك يا قمر أنتِ، الأكل تحفة
ابتسمت أسماء ثم ربتت على رأسه بحب وحنو لتقول:
- مطرح ما يسرى يمرى يا حبة عين أمك
ابتسم طيف وهب واقفًا ليقول بجدية:
- أنا هطلع أريح شوية وعايزك تصحينى على الساعة 5 كدا علشان رايح مشوار الساعة 7
هزت رأسها بالإيجاب لتجيبه مبتسمة:
- ماشى يا حبيبى، اطلع ريح وأنا هصحيك

- لازم يكون عندك ضربة مضادة لأى ضربة تيجيلك، بمعنى لازم تتوقع الضربة وهتبقى فى أنهى مكان فى جسمك وفى نفس الوقت لازم تصدها ..
قالتها ليان وهى تتحرك ذهابًا وإيابًا فى ساحة التدريب الكبيرة فهتف غيث بعدم فهم:
- مش فاهم قصدك ! هتوقع الضربة ازاى ؟
توقفت ونظرت إليه بجمود وهى تجيبه:
- بالتدريب، هتتوقع بالتدريب.

ثم اقتربت منه حتى أصبحت مواجهة له وأردفت بجدية:
- أنا دلوقتى هضربك ضربة ولازم تتوقعها كويس
ضم حاجبيه ليقول بقلق:
- طب خفى ايدك بالله عليكى أحسن ايدك تقيلة أوى
أسرعت بلكمه لكمة قوية وهى تضيف:
- قلتلك تتوقع الضربة جاية امتى وفين وتصدها
وقف تلك المرة بجمود بعد ما توعد لها وهتف بحماس:
- أنا جاهز.

لم تنتظر وجاءت لتلكمه لكنه صد لكمتها وقبض على يدها بإحدى يديه فقفزت فى الهواء وركلته بقوة بقدمها فى صدره ليقع متألمًا على الأرض
وقفت وتابعت بجمود وجدية حادة:
- مش لازم تكون ضربة واحدة بس، متفتكرش بإنك لو صديت الضربة يبقى كدا خلاص، الضربة التانية بتبقى أقوى من الأولى بمراحل .. لما تصد الضربة الأولى لازم تكون جاهز أكتر للضربة التانية لأن أى حد فاهم بيضرب الضربة الأولى خفيفة علشان اللى قدامه يتطمنله وبعدين يضرب الضربة التانية وساعتها دى بتكون الضربة اللى بجد، قوم يلا واستعد
فرك غيث صدره بألم وهو يتمتم:
- دى شكلها هتهرينى ضرب النهاردة،ربنا يستر
صاحت بصوت مرتفع:
- قووم !

مرت الساعات وصعدت أسماء إلى الأعلى لتوقظ ولدها، دلفت إلى غرفته واقتربت من سريره وهزته برفق وهى تقول:
- طيف ! طيف ! .. يا طيف
فتح طيف عينيه نصف فتحة ليقول بنبرة نائمة:
- اممم .. أيوة يا ماما
تابعت أسماء بحب:
- قوم يا حبيبى الساعة بقت 6
فتح طيف عينيه واعتدل ليقول بتعجب:
- ايه 6 ! مش قلتلك 5 يا ماما ؟

ابتسمت أسماء وربتت على كتفه بحب قائلة:
- الساعة دلوقتى 5 يا حبيبى، قلتلك كدا علشان تصحى
ابتسم طيف بعد أن قبل يدها وأردف:
- طيب يا ست الكل تسلميلى، هقوم آخد دش وأنزل على طول
ربتت أسماء على يده لتقول:
- ماشى يا ضنايا، تروح وترجع بالسلامة.

نهض طيف بتثاقل واغتسل ثم ارتدى ملابسه وكانت عبارة عن بنطلون جينز اسود وقميص أبيض فوقه الجاكيت وضع عطره ثم نزل واستقل سيارته واتجه إلى العيادة الخاصة به ...

وصل طيف إلى العيادة وكانت الساعة السادسة والنصف، صعد إلى الأعلى وفتح الباب وبدأ يتذكر ذكرياته مع هذا المكان الذى طالما تمنى منذ صغره أن يعمل به ويصبح طبيبًا فى هذا المجال لكن سرعان ما تلاشى كل شىء ..
ابتسم وهو يتفحص المكان بعينيه وفجأة وُضعت يد على كتفه من الخلف فصرخ وهو يلتفت ليجدها نيران فالتقط أنفاسه وهتف بعتاب:
- ايه ده يا نيران أنا قطعت الخلف، مفيش يا ساتر ولا احم حتى.

ابتسمت نيران لتقول بلطف واعتذار:
- أسفة ماقصدش
أشار طيف بيده لتجلس فنفذت واتجه هو الآخر الى المكتب ليجلس أمامها مباشرة، ابتسم بخفة ليقول معتذرًا:
- أسف سافرت كدا وكان في ميعاد ما بينا بس كل حاجة جت بسرعة
حركت رأسها بتساؤل:
- ليه حصل ايه يا دكتور، وايه الغيبة الطويلة دى أنا قلت أنتَ هاجرت ولا حاجة
ضحك طيف وبدأ فى سرد ما حدث عليها وأنهى حديثه قائلًا:
- بس كدا وأدينى أهو أربع أيام إجازة.

فغرت شفتيها بصدمة غير مصدقة لما يقوله طيف وأردفت بتساؤل:
- شرطة ؟ يعنى أنتَ مش هتبقى دكتور تانى !
حرك طيف رأسه بالنفى قائلًا:
- لا هبقى ظبوطة عقبال عندك، صحيح ايه الأخبار عندك والدنيا مشيت معاكى ازاى فى الشهرين اللى فاتوا دول
نظرت إلى الأسفل بحزن قائلة:
- أهو كنت عايشة.

رفع طيف حاجبيه إلى الأعلى ليردد بإبتسامة:
- لا لا مش وقت حمادة هلال خالص .. ما أنا عارف إنك كنتِ عايشة، عايز تفاصيل، الذاكرة هل في جديد أو حصل حاجة بينك وبين أهلك كدا يعنى
ابتسمت وبدأت فى سرد ما حدث خلال الشهرين الماضيين:
- العلاقة بينى وبين أهلى اتحسنت شوية وبقيت أتفاهم معاهم واحدة واحدة وبابا بقى يعاملنى بهدوء واتغير خالص الصراحة أما رماح بقى فهو هيموت علشان نرجع زى زمان مخطوبين بس أنا طبعا رافضة، ساعات بيجيلى ومضات كدا إنى فى مكان واسع وماسكة مسدس وبطارد حد بس مش فاهمة ايه ده، تقريبا الحلم ده بيجيلى كل يوم بس زى لحظة كدا.

ضم ما بين حاجبيه متعجبًا وأردف:
- ماسكة مسدس وبتطاردى حد ! ازاى يعنى
ضغطت على شفتيها لتقول بغموض:
- مش عارفة، يادوب مكان ضلمة واسع زى شارع كدا وأنا ماسكة مسدس وبجرى وراه وبصحى على طول
حرك رأسه مستفهمًا:
- وأنتِ زمان ايه اللى يخليكى ماسكة مسدس ! حاجة غريبة
حركت رأسها بالإيجاب لتردد:
- فعلًا حاجة غريبة ومالهاش تفسير بس اتعودت على الأحلام دى خلاص.

رجع بظهره إلى الخلف وأردف بجدية:
- طيب أنتِ ناوية تعملى ايه ولا بتخططى لايه
رفعت كتفيها بعد ما لوت ثغرها بحزن وأردفت:
- مش عارفة، هكمل حياتى خلاص عادى .. أنا خلاص اتأقلمت على الوضع الجديد
ضم ما بين حاجبيه ليقول متسائلًا:
- طب ورماح !
ابتسمت بسخرية وهى تردد:
- مش عارفة، مش عارفة إذا كان برىء فعلًا ولا كان له دخل فى اللى حصلى زمان.

رسم طيف إبتسامة مصطنعة على ثغره وهو يقول:
- خير إن شاء الله، معلش بقى بطلنا دكترة .. هنركز فى الشرطة
رفعت حاجبيها لتقول مبتسمة:
- عادى يا دكتور أنا خلاص مابقتش محتاجة دكتور نفسى، أنا بقيت كويسة جدًا
وقف ليقول بنفس الإبتسامة:
- طب الحمدلله .. أشوف وشك على خير
وقفت نيران هى الأخرى لتمد يدها لمصافحته وهى تقول:
- اتشرفت بمعرفتك يا دكتور
- الشرف ليا يا نيران.

رحلت نيران وضيق طيف عينيه وهو يحدث نفسه بقلق:
- باين عليكِ الكذب أوى وأنتِ بتتكلمى ! المرة دى ركزت فى عينيكِ وأنتِ بتتكلمى وزى ما اتوقعت كلامك كله كدب حتى لما قلتِ مش عارفة إذا كان برىء ولا له علاقة باللى حصلى زمان اتوترتِ جامد ! ياترى مخبية ايه عنى، بابا شكله عنده حق بس أنا هعمل ايه ؟ ماظنش في حاجة تتعمل خلاص ...

كانت المعركة حامية بين غيث وليان التى كانت مدربة على أكمل وجه وكانت تصد الضربة وتضرب أخرى فى نفس الوقت وأخيرًا أوقعته أرضًا للمرة الرابعة ثم هتفت بإبتسامة هادئة تلك المرة:
- حلو أوى، المرة دى تعبتنى .. قوم يلا
وقف غيث وهو ينفض الأتربة من على بنطاله فانطلقت بسرعة شديدة لتركله لكن اعتدل غيث بحركة أسرع وأمسك بقدمها ليصد ضربتها وهو يقول:
- مش كفاية ضرب كدا ونروح ناكل لقمة ولا ايه ! أنا على لحم بطنى من الصبح.

ثم ترك قدمها فتقدمت بإبتسامة وهمست فى أذنه قائلة:
- طيب يلا علشان الأكل جاهز
ثم ربتت على ظهره وتحركت فى إتجاه المخيم الكبير
نظر إليها غيث وهو يعض على شفته السفلى ليقول:
- قمر بنت الايه.

نفض الغبار من على ملابسه وتحرك إلى الخيمة هو الآخر ليجدها بانتظاره وأمامها الطعام فسحب أحد الكراسى وتقدم ليجلس أمامها، بدأ فى تناول الطعام لكنه لاحظ أنها تتابعه بنظرات غريبة فرفع حاجبيه ليردد بإبتسامة:
- أنتِ صايمة ولا ايه، مش بتاكلى يعنى
ابتسمت بصفاء وأردفت بتساؤل:
- غيث هم ليه اختاروك أنتَ !
ضم ما بين حاجبيه ليقول متعجبًا:
- هم مين ؟

رفعت كتفيها لتقول بهدوء:
- مش هينفع أقولك بس أنا مستغربة، ليه دون عن كل الناس اختاروك أنتَ ؟ ومتحاولش تسألنى لأنى مش هجاوبك
ترك الطعام ورجع بظهره إلى الخلف ونظر إليها بنصف عين وهو يقول:
- طيب هسهلها عليكِ، احنا مع الطيبين ولا الأشرار
فكرت قليلا فى سؤاله لكن حركت رأسها لتقول:
- هتصدقنى لو قلتلك معرفش !

تعجب غيث من صراحتها وانفتاحها فى الحديث على عكس الأيام الماضية فهى كانت دائمًا خالية المشاعر، قليلة الإحساس، جامدة الوجه و غير محبة للحديث .. كانت وكأنها إنسان آلى لكن الآن مختلفة تمامًا عما مضى .. إبتسامتها مشرقة، وجهها خالى من العبوث، تضحك كثيرًا و تتحدث !
ضمت ما بين حاجبيها لتردد باستفهام:
- مالك سرحت فى ايه ؟

عاد من شروده مرة أخرى ليرسم إبتسامة على ثغره ويقول:
- مش عارفة ازاى احنا مع الخير ولا الشر ! احكيلى أنا هنا ليه وأنا هفهمك لو أعرف حاجة
وقفت وأعطته ظهرها وتحركت خطوتين لتقول بتردد:
- ماينفعش يا غيث، لازم متعرفش حاجة لغاية ما تخلص تدريبات
ثم التفتت لتنظر إليه قائلة:
- أوعدك بعد ما التدريبات تخلص هفهمك أنتَ هنا ليه وعلشان ايه بس تساعدنى .. موافق ؟
ابتسم لها بلطف وأردف:
- موافق

دلف إلى داخل قصر كبير بصحبة خالد السنباطى وأخذ ينظر حوله حتى نكزه خالد قائلًا:
- أعرفك بدكتور قاسم، اللى كنت عايز تتعرف عليه
نظر وائل أمامه ليجد رجلًا يظهر عليه الشموخ والكبرياء وحوله الكثير من الحرس الخاص به فردد بقلق:
- أهلًا يا دكتور، أنا ...
تحدث قاسم بكبرياء مقاطعًا وائل:
- وائل محمد خالد الأيمن، اشتغلت فى كذا مجال لكن فشلت وبعدها قررت تشتغل فى الممنوع علشان تعيش .. قتلت مراتك بعد موت ابنك وقررت تقتل كل اللى كان له علاقة بشغلك الممنوع ده ..
رفع وائل يده ليتحدث:
- أنا ...

قاطعه قاسم مرة أخرى بتعالٍ:
- مشكلتك يا وائل إنك فاكر نفسك ذكى وفاكر إنك هتقدر تعمل اللى فى دماغك .. أنتَ كنت تحت عينى طول الفترة اللى فاتت بس سيبتك بمزاجى، أولًا الفهد خان اللى بينا فسيبتك تخلص عليه ثانيًا مش هتعرف تخلص على حد تانى طول ما أنتَ تحت عينى ... دلوقتى خالد فهمك اللى هيكون بينا، ناوى تنفذ وننسى كل اللى فات ولا أخلص عليك وساعتها يبقى أنتَ ماطولتش شامى ولا مغربى.

تردد كثيرًا فى الرد حتى تأكد من إنهاء قاسم حديثه فهتف بثقة:
- أولًا الشغل ده اللى بعدنى عن ابنى وخلى مراتى تقتله ففكرت التفكير ده .. الفهد يستحق ودى خلصنا منها، أنا مش هطلب منك تثق فيا بس كل اللى هقوله إنى فكرت تانى واكتشفت إنى حسبتها غلط وإنى من اللحظة دى الراجل بتاعك ... طبعا أنتَ مش هتثق فيا بس عايز الشغل بينا هو اللى يثبت وأهمها العملية اللى كلمنى فيها خالد، كل اللى بطلبه منك حاجة واحدة بس
حرك قاسم رأسه ليقول متسائلًا:
- حاجة ايه.

تابع وائل بجدية:
- الأمان، عايزك تضمنلى الأمان
ابتسم قاسم بتعالٍ شديد ليردد:
- أنتَ فى أمان طول ما دماغك بتفكر صح، وقت ما دماغك تفكر غلط ساعتها ماضمنلكش الأمان
ابتسم بثقة وأردف بهدوء:
- وهوَ كذلك، أنا جاهز للعملية ...

ظل جالسًا فى مكتبه لأكثر من ساعة يفكر ولم يصل لشىء واضح فقرر نسيان الأمر والتركيز على ما هو مقبل عليه فهذا الأمل لا يعنى له شيئًا، كان ماضٍ يخص عمله السابق فلا داعى للإفراط فى التفكير به
ترك كرسيه وأغلق العيادة وركب سيارته متجهًا إلى المنزل مرة أخرى لكن حدث ما لم يكن يتوقعه، توقف محرك السيارة فحاول إدارتها مرة أخرى فلم تدور، خرج منها ونظر إليها وهو يتمتم:
- مش وقتك خالص على فكرة، وجاية تعطلى فى الشارع الضلمة ده ! ربنا يستر مايطلعليش عفريت من هنا ولا هنا.

فتح مقدمة السيارة وفرك برأسه وهو ينظر إلى أجزائها ليحاول معرفة ما بها وظل على تلك الحالة لأكثر من عشر دقائق وفجأة وضعت فتاة غاية فى الجمال يدها على ظهره فصرخ بصوت مرتفع والتفت ليجدها أمامه فابتسم:
- أنتِ عارفة لو كنتِ حد تانى كنت عاتبتك على الخضة دى يا أنسة
ابتسمت بهدوء لتقول:
- أنا شايفاك من ساعة ما العربية عطلت فقررت أجى أساعدك.

ضم ما بين حاجبيه ليقول متسائلًا:
- شايفانى منين لا مؤاخذة ده المكان مقطوع وكله حتت زراعية
ابتسمت بطريقة مريبة أخافته ورددت:
- اه ما أنا كنت قاعدة فى الزرع هناك
تذكر فى تلك اللحظة جميع قصص وروايات الرعب التى قرأها وصاح بخوف:
- بالله عليكِ اوعى تكونى النداهة، أنا غلبان والله .. بصى خدى العربية بس سيبينى أعيش
ضحكت من طريقته وأضافت:
- نداهة ايه شكلك بتتفرج وبتقرأ رعب كتير.

نظر إليها بقلق وهو يردد:
- والله على حسب ما حضرتك تحبى .. أحيييييه لا استنى أنا قرأت إن النداهة بتطلع أكتر للدكاترة وأنا دكتور ... أبوس ايدك أنا غلبان وبجرى على يتامى .. ده .. ده أنا كنت رايح أبيع العربية بس .. بس
رفعت حاجبيها لتردد بإبتسامة هادئة:
- أنتَ متوتر وخايف كدا ليه أنا مش النداهة والله، أظن مفيش عفريتة بتحلف
نظر إليها بنصف عين قائلًا:
- اممم صح مفيش عفاريت بتحلف بس ايه اللى مقعدك يعنى فى الزرع ده ! قاعدة ترعبينى لما أجى صح ؟ ما اللى عملته فى مازن الصبح هيطلع عليا.

ضحكت بصوت مرتفع من طريقته الغريبة وهتفت:
- مش ممكن أنا ماضحكتش كدا فى حياتى، أنا ياسيدى أبقى بنت صاحب الأراضى دى كلها وعادى باجى اتمشى فى الزرع وأسرح شوية وشوفتك قلت أما أساعدك
لوح بيده فى الهواء وهو يردد:
- والله تبقى ساعدتينى بجد لو قلتيلى على أقرب ميكانيكى هنا
حركت رأسها وهتفت قائلة:
- للأسف مفيش ميكانيكى قريب من هنا
نظر إليها طيف بقلق وهتف بخوف:
- أمال هتساعدينى ازاى يعنى ؟إنى أوصل للآخرة بدرى صح ! يالهوى على حياتك اللى هتضيع يا طيف ده أنتَ لسة فى عز شبابك.

ضحكت مرة أخرى وأردفت:
- ياسيدى مالك خايف كدا ليه والله أنا بنى آدمة عادية، أنا بفهم فى العربيات وكدا وهعرفلك الغلط فى ايه وسع أنتَ بس كدا
نظر إليها ثم نظر إلى سيارته وتحرك ليتيح لها فعل ما تريده فتقدمت وانخفضت لتفحص السيارة وبعد عدة دقائق نظرت إليه قائلة:
- معاك عدة هنا علشان أعرف أفك الحاجة دى !
حرك رأسه بالإيجاب وتحرك إلى السيارة وجذب صندوق صغير وتقدم إليها وهو يردد:
- خدى، كل حاجة هتلاقيها عندك.

ابتسمت وتناولت منه الصندوق الصغير وبدأت فى حل عقدة الكثير من الأشياء وفحصها وظلت على حالتها لأكثر من نصف ساعة وظل طيف يتابعها بتعجب من سرعتها وفهمها وأخيرًا أغلقت الغطاء ونظرت إليه بإبتسامة هادئة قائلة:
- دور بقى كدا
انطلق إلى سيارته وقام بإدارتها وفؤجى بدوران المحرك وعملها فابتسم ونظر إليها بعدما خرج من سيارته وأردف:
- الله ينور يااسطى .. لا عااش بجد، بس ايه الشطارة دى ؟
ضحكت وأردفت بهدوء:
- عادى ده سهل بالنسبة ليا، أصل أنا خريجة هندسة ميكانيكا.

فغر شفتيه بصدمة ليقول بعدم تصديق:
- لا بجد ! ما شاء الله
ثم نظر إلى ملابسها ولاحظ إتساخها وتشحمها فصاح بقلق:
- يالهوى هدومك باظت، أنا اسف على البهدلة دى بقى
نظرت إلى ملابسها ثم نظرت إليه ورسمت إبتسامة خفيفة قائلة:
- لا عادى مفيش حاجة المهم إن العربية اتصلحت، أى خدمة.

ابتسم طيف وتقدم ليقترب منها وهو يقول:
- شكرا يا هندسة على المساعدة دى، لولاكى كان زمانى بعيط هنا وأنا مستنى مازن يجى ياخدنى
ضحكت بصوت مرتفع فتابع:
- يلا الحمدلله، متعرفناش .. أنا طيف دكتور نفسى ومشروع ظابط شرطة
رددت بنفس الإبتسامة الهادئة:
- وأنا فاطمة مهندسة ميكانيكا ومشروع نداهة...

15-03-2022 09:41 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [9]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل العاشر

رددت بنفس الابتسامة الهادئة:
- وأنا فاطمة مهندسة ميكانيكا ومشروع نداهة
ضيق نظراته وهو يهتف بقلق:
- قولى إن دى دعابة وبتهزرى ومش مشروع نداهة بجد
ضحكت وخبطت بيدها فوق يدها الأخرى لتجيبه:
- ياسيدى أنا بهزر مالك خدت الموضوع جد كدا ليه
عادت الإبتسامة إلى وجهه مرة أخرى ليقول:
- طيب ياستى، شكرًا على العربية وشكرًا على الرعب اللى رعبتيهولى، يلا همشى بقى.

ابتسمت وابتعدت من أمام السيارة وأشارت إليه قائلة:
- طريق السلامة
ركب سيارته وانطلق بها بعد أن رمقها بإبتسامة توديع وهتف بصوت خفيض:
- أيوة هى وقعت قلبى ورعبتنى بس قمر، هو في مهندسات حلوين كدا ! ايه ده مالك يا طيف ازاى ماعرضتش عليها إنك توصلها لبيتها ده المكان مافيهوش بيوت خالص .. طب أرجع ولا ايه ؟ لا أحسن تكون النداهة بجد وتلاقينى جاى تقول ده أنتَ لقطة وتموتنى .. أنا أمشى أحسن.

- غيث ركز، لازم تجمع كل تركيزك فى إنك تكشف اللغز .. أيوة احنا بنلعب بس اعتبره تدريب
قالتها ليان وهى تجلس أمامه ويلعبا لعبة لكشف الألغاز فهتف بثقة:
- عرفت، هيبقى الطريق اللى فى اليمين أحسن علشان ده فيه منخفض واللى على الشمال فيه جبال وممكن يكون في حد مستخبى وراها
هتفت بإبتسامة هادئة:
- برااافو .. يلا قول لغز وأنا هحله.

ابتسم غيث وفرك برأسه ليفكر ثم تذكر شىء فأسرع قائلًا:
- ايه الحاجة اللى لو حطيناها فى التلاجة متسقعش !
ضمت ما بين حاجبيها وأخذت تفكر فصاح بإبتسامة:
- ايه يا ليان مش عارفة تحلى اللغز أمال ايه ركز وتدريب
حاولت التفكير لكن لم تصل إلى إجابة فهتفت:
- لا مش عارفة الصراحة
ضحك بانتصار قبل أن يردد:
- الحاجة اللى لو حطيناها فى التلاجة متسقعش هو الفلفل الحار شوفتِ سهلة ازاى.

ضحكت وخبطت بيدها على يدها الأخرى لتقول مازحة:
- لا أنتَ شكلك عايز شوية ضرب من بتوع الصبح
- الله مش أنتِ اللى قلتى قول لغز بس عجبك متنكريش، قولى أيوة بلاش تكبر بقى
ضحكت من طريقته التى طالما ميزته فهو يمزح دائمًا ولا يحمل العبء رغم ما يمر به وشردت لعدة ثوانٍ فهتف غيث:
- ليااااان ! روحتى فين ؟
فاقت من شرودها لتقول بإبتسامة:
- لا أبدًا كنت بفكر فى لغز
ظل الحديث بينهما قائم وكانت تلك الليلة فريدة من نوعها لأنها جمعت بين ضحكاتهم ولعبهم ومرحهم ...

مرت عشرة أشهر حدث خلالهم الكثير ...
كانت التدريبات أشد صعوبة عما مضى بالنسبة لغيث لكنه كان سريع التعلم خاصة وأن مَن تدربه ليان ذات الوجه الجميل والإبتسامة الصافية والمهارة القوية فى الدفاع عن النفس وأساليب القتال، كانت التدريبات فى البداية جسدية ولكن انتهت بالتدريب على إلقاء الرصاص والتصويب وعدة مهارات أخرى ...

أصبحت نيران شخصية مرحة أكثر وأصبح حديثها مع الجميع أكثر ود وهذا ما أسعد عائلتها كثيرًا لأنها عادت نيران من الماضى وليست تلك التى فقدت الذاكرة لكن ما أراحهم حقًا هو عدم عودة الذاكرة إليها فهى تحمل ماضٍ أليم إليها ...
سافر باسل مرة أخرى ولم يخبر زوجته تنَّة بزواجه بسبب صعوبة هذا عليها وعليه أيضًا وقرر إخبارها لكن عند عودته المرة القادمة
نجحت رنّة بالثانوية العامة وحصلت علي مجموع 94% وهذا ما جعل جميع من فى المنزل سعداء وأطلقت أسماء الزغاريط فى فرحة شديدة وكان ذلك اليوم مبهجًا ولكن كانت سعادتهم غير كاملة بسبب عدم وجود طيف ...

أنهى طيف دراسته بكلية الشرطة التى كانت عامًا واحدًا لانه حاصل على مؤهل عالى طب وحصل على رتبة نقيب
أنهى مصافحة شقيقته تنّة وأيضًا والدته التى أطلقت زغروطة عالية بسبب إنهاء ولدها غيابه وعودته إليها مرة أخرى ثم توجه إلى شقيقته رنّة وهو يقول بصوت مرتفع:
- مبروووك يا بشمهندسة.

ارتمت فى حضنه قائلة:
- الله يبارك فيك يا طيف، وحشتنى والله وكان نفسى تبقى معايا يوم النتيجة
تركها طيف وتوجه إلى شنطته وأخرج منها شنطة قماشية جميلة وصغيرة يوجد بداخلها صندوق طويل نسبيًا وصاح بمرح:
- عوضتك عن عدم وجودى بهدية حلوة أهو، خدى شوفى
أخذت من يده الحقيبة بحماس وفتحتها لتتفاجئ بمحتواها وصاحت بفرحة عارمة:
- الله أيفون.

ثم انطلقت فى حضنه مرة أخرى فربت على كتفها بإبتسامة:
- يلا ياستى مارضتش أجى غير لما أشتريه، موبايل أنا نفسى مش شايله .. مش خسارة فيكِ يا حبيبتى
صاحت أسماء بسعادة:
- ربنا يخليك يا ضنايا وتجيب وتهادى على طول
اقترب منها طيف وقبل يدها بود قائلًا:
- تسلميلى يا أحن واحدة فى الدنيا دى كلها، بقولك ايه أنا لازم أروح المشوار ده
ضمت ما بين حاجبيها بتعجب وهى تردد:
- مشوار ايه ؟

ابتسم وهو يضيف:
- هروح لبابا المديرية أسلم عليه
ربتت أمه على كتفه بحنو قائلة:
- طيب يا حبيبى وأنا وأخواتك هنحضر الأكل عقبال ما تيجى
- اشطا أوى .. سلام.

قاد سيارته بنفس هيئته بذى الشرطة الذى يرتديه وانطلق إلى المديرية وما إن وصل حتى ترجل منها ودلف إلى الداخل ومنه توجه إلى مكتب والده، وصل إلى المكتب وتحدث بجدية إلى الأمين:
- سيادة اللواء جوا ؟
حرك الأمين رأسه وردد:
- أيوة يا باشا ثوانى هبلغه
دلف الأمين إلى الداخل وأخبر اللواء أيمن بوجود ابنه فأمره بالسماح له بالدخول وبالفعل دلف طيف إلى الداخل وعلى وجهه إبتسامة وما إن رأى والده حتى وقف واستقام بجسده وأدى التحية وهو يهتف بجدية:
- تمام يا سيادة اللواء.

ضحك أيمن بصوت مرتفع وتقدم وضم طيف بحب شديد وربت على ظهره قائلًا:
- حمدلله على سلامتك يا سيادة النقيب
ثم اعتدل فى وقفته وأردف بهدوء:
- كويس إنك جيت، عايز أعرفك باللى هيدربك الفترة الجاية
رفع حاجبيه متعجبًا وأغلق عينيه وفتحها عدة مرات ليقول:
- هاا ! أنا دماغى هنجت، تدريبات ايه ماأنا كنت بتدرب فى الكلية وخلاص.

تحدث أيمن وهو يتجه إلى كرسيه مرة أخرى:
- أيوة عارف، دى تدريبات مختلفة تقدر تقول زى بتاعة القوات الخاصة والصاعقة، عايزك تكون جاهز لأقصى درجة
لوى ثغره بعدم رضا وأردف:
- يابختك المايل يا طيف، يعنى هقعد كام شهر كمان ؟
ابتسم والده وهو يضيف:
- لا دى شهرين بس ومش هتبعد كمان، يعنى كل يوم تدريب وتروح البيت عادى كأنه جيم بالظبط.

حرك رأسه بتفهم ثم جلس على الكرسى المقابل لوالده وتحدث:
- طيب تمام، مين بقى المسئول عن تدريبى
اتسعت إبتسامة والده قائلًا:
- حد أنتَ عارفه كويس أوى
اتسعت عيناه وقال بتردد:
- بالله عليك يا شيخ ما تقول إنه رماح
رفع والده سماعة الهاتف الموضوع أمامه وانتظر قليلًا ثم نطق بنبرة جدية:
- مستنيك فى مكتبى دلوقتى.

قام بوضع السماعة ونظر إلى طيف ليقول بإبتسامة:
- هتعرف مين دلوقتى
فى تلك اللحظة دق الباب فصاح أيمن بصوت مرتفع:
- ادخل
كان ما توقع طيف، دلف الرائد رماح إلى المكتب وأدى التحية وهو يقول:
- تمام يا باشا، سعادتك عايزنى فى حاجة
أشار إلى الكرسى المقابل لطيف وهو يقول:
- اقعد.

جلس رماح ورمق طيف بنظرات غير مفهومة ثم نظر إلى اللواء أيمن منتظرًا حديثه ..
قطع ذلك الصمت صوت أيمن الذى هتف بنبرة هادئة:
- طيف جاهز من بكرا يا رماح للتدريبات اللى كنت قلتلك عنها، زى ما فهمتك قبل كدا عايزه جاهز فى شهرين بالظبط، مفهوم !
أومأ رماح رأسه بالإيجاب مرددًا:
- تمام يا باشا من بكرا هنبدأ
وجه أنظاره إلى طيف ليقول بجدية:
- تمام .. روح مع رماح على مكتبه دلوقتى وهيفهمك الدنيا هتمشى ازاى.

حرك طيف رأسه وهو يقول بصوت غير مسموع:
- ايه يا بابا أنا جاى أسلم عليك تقوم تلبسنى فى تدريبات ومع رماح كمان
رفع أيمن حاجبيه ليقول متسائلًا:
- بتقول حاجة يا طيف
رسم إبتسامة مصطنعة ليرد عليه:
- لا أبدًا يا باشا، أستأذنك
ثم وقف هما الاثنين وأدوا التحية وانطلقوا إلى الخارج ...

أشار رماح إلى طيف واتجه إلى المكتب الخاص به ثم جلس على مقعده وأشار إلى طيف بالجلوس فنفذ الأمر، ابتسم رماح إبتسامة واسعة وهتف بفخر:
- دلوقتى أنا رئيسك فى الشغل وأنا المسئول عن تدريبك وطبعا هنا تنفيذ أوامر يعنى تنسى مهنة الطب دى خالص وتركز فى اللى هقوله تمام ؟
صمت طيف قليلًا ثم رسم إبتسامة مصطنعة وهو يردد:
- تمام طبعًا، فاهم يا باشا وجاهز لأى حاجة.

تابع رماح بنفس الإبتسامة:
- تمام كدا، دلوقتى هنتقابل فى مركز التدريب الساعة 6 الصبح وممنوع منعًا باتًا التأخير .. التدريب هيفضل مستمر لغاية الساعة 3، هتيجى أنتَ من التدريب على هنا تتابع شغلك عادى فى المديرية وهتروح البيت الساعة 8 بالليل، ده هيبقى سير شغلك الشهرين الجايين لغاية ما تخلص تدريبات وساعتها هبلغك بالجديد .. اه نسيت أقولك ... انسى تمامًا إنك ابن سيادة اللواء أيمن علشان هنا مفيش أنا ابن كذا .. هنا كله بيشتغل بالأوامر ومفيش وقت لشغل الحضانة ده، تمام ؟
شعر طيف بالضيق وزفر بهدوء ليجيبه قائلًا:
- تمام يا رماح باشا .. اللى تؤمر بيه.

حرك رأسه برضا وأشار إليه قائلًا:
- تمام أوى، تقدر تروح النهاردة ونتقابل بكرا فى مركز التدريب الساعة 6، العنوان هتلاقيه فى الورقة دى
وقف طيف وأدى التحية
- تمام يا باشا ..
خرج طيف من مكتبه وزفر بقوة وهو يحدث نفسه بضيق:
- كانت ناقصة كمان .. شكلك ناوى تعذبنى يا بابا علشان كدا اختارت رماح، يا مستنى إنك تستريح فى الإجازة يا مستنى الميت يرقص فى الجنازة.

تقدمت للكمه لكنه تصدى للضربة فضربته الأخرى فانخفض وتلاشاها .. كانت المعركة حامية بينهما إلى حد كبير، لكمها غيث بقوة فصدت ضربته فرفع قدمه بحركة سريعة ومثل أنه سيضربها فجهزت نفسها لتلاشيها لكنه فاجأها بإلتفافه السريع ومد قدمه وهو يسحبها أسفله ليوقعها أرضًا بقوة ...
تألمت بشدة فانطلق إليها بقلق ورفعها وهو يقول بخوف:
- ليان أنتِ كويسة ! أسف والله.

ابتسمت ورفعت يدها لتمسك بكتفه قائلة:
- متقلقش أنا كويسة، حلو أوى أنتَ دلوقتى بقيت جاهز وخلصت فترة تدريبك .. طالما أخيرًا عرفت توقعنى يبقى كدا مهمتى انتهت .. مبروك يا غيث
وقف ومد يده ثم سحبها لتقف هى الأخرى وأردف بهدوء:
- ايه ده يعنى كدا خلاص ! تدريبى خلص يعنى مش هشوفك تانى
حدقت به بأسى شديد وانهمرت دمعة من عينيها لتقول:
- أيوة .. للأسف.

مد يده ومسح دموعها وأردف:
- طيب بتعيطى ليه دلوقتى ! هم هيموتونى ولا ايه
ضحكت من بين بكائها ونظرت إلى عينيه وشردت فيهما فابتسم غيث وتابع:
- ليان أنا كنت .. كنت مستنى اللحظة المناسبة اللى اعترفلك فيها، ليان أنا ..
انتبهت وسألت بلهفة:
- أنتَ ايه ؟
- أنا
- هااا.

ابتسم وهو يقول مازحًا:
- أنا جعان أوى
ضربته بيدها بقوه فى كتفه فتألم وهو يتراجع الى الخلف وردد:
- اهااا ياستى بهزر .. ايدك تقيلة
حركت رأسها وزفرت بضيق ثم عاودت النظر إليه قائلة:
- معلش ما أنتَ اللى استفزتنى
اقترب منها مرة أخرى بعد أن ارتسمت إبتسامة خفيفة على ثغره وأردف بحب:
- بجد، ليان أنا كنت محتار اعترفلك امتى بس جه الوقت طالما التدريب خلص .. ليان أنا .. أنا ...
نظرت إليه بشوق ولهفة واضحة فتابع:
- أنا بحبك.

انطلقت وارتمت بين أحضانه وتعلقت به بحب فضمها هو الآخر وربت على ظهرها ...
اعتدلت ثم نظرت إلى عينيه وعيناها مليئة بالدموع لتقول فى كلمة واحدة:
- اهرب !
ارتفع حاجبيه بتعجب وأردف بتساؤل:
- أهرب ايه ؟ مش فاهم حاجة، معقولة إجابة السؤال اللى سألتهولك قبل كدا ؟
تابعت بتردد شديد:
- أيوة يا غيث .. أيوة، لما قلتلى احنا مع الخير ولا مع الشر، فضلت أسأل نفسى السؤال ده كل يوم بس دلوقتى عرفت الإجابة .. احنا مع الشر يا غيث .. مع الشر.

حرك رأسه بعدم فهم ليردد بتساؤل:
- أنا مش فاهم حاجة، أنتِ قلتيلى هتفهمينى كل حاجة بعد التدريب .. التدريب خلص أهو فهمينى بقى
انهمرت دمعة أخرى من عينها وأخذت تتحرك ذهابًا وإيابًا دون أن تتحدث، كانت نظراته تتابعها بغموض شديد حتى وقفت واقتربت منه بهدوء وهى تقول:
- هحكيلك كل حاجة من البداية بس طالما حكيتلك يبقى هيقتلونى ... لأنى ... لأنى مش المفروض أقولك على أى حاجة وأنا كدبت عليك علشان تكمل التدريب بس هقولك وخلاص.

اقترب منها ورفع صوته قائلًا:
- هم مين دول اللى يقتلوكى ! وليه
أغلقت عينيها للحظات ثم فتحتها مرة أخرى وبدأت تسرد له:
- هحكيلك كل حاجة ... أنا كنت بنت عادية زى أى بنت .. بابا مات وأنا صغيرة وماما ماتت بعده بفترة صغيرة، ماكانش ليا غير أخويا مصطفى كان كل حاجة بالنسبة ليا .. كان الأب والأم والأخ وكل حاجة .. كان بيتعب ويلف ويشتغل علشان يأكلنى ويعلمنى لكن الحال مابيدومش، فى يوم اتعرف على حد ودله على شغل مشبوه ..

هو مش مخدرات ولا حاجة بس تبع منظمة دولية مجهولة ... كل شغل المنظمة دى إنك تقبض مقابل إنها تخلص على أى حد وفى أى دولة، وطبعا لازم يكون ليهم رجالة فى كل دولة ومدربين على أعلى مستوى .. أخويا اتعرض عليه الشغل ووافق وقرر ياخدنى معاه، هو اتدرب وأنا اتدربت فى سنى الصغير ده واتعلمنا كل حاجة لغاية ما هو خلص تدريبه وبعتوه مصر تانى يخلص كام مهمة اغتيال وفعلًا فضل عايش بعيد عنى لمدة سنتين وأنا هنا فى أمريكا كل اللى بعمله إنى بتدرب لغاية ما وصلنى خبر موته، ساعتها قررت أكمل لوحدى وفضلت كل يوم أخرج طاقتى فى التدريب لغاية ما بقيت على أعلى مستوى وبقيت أنا اللى بدرب اللى بينضم لينا لغاية ما جيت أنتَ .. اتطلب منى أدربك وأجهزك على أعلى مستوى.

فغر شفتيه بصدمة شديدة وأغلق عينيه ليستوعب ما قصته عليه، فتح عينيه وأردف بهدوء:
- طيب المفروض بيدربوا اللى بينضم ليهم .. أنا ماانضمتش
تابعت ليان:
- ما هم آخر فترة بسبب قلة اللى بينضموا قرروا يشوفوا أكفأ الناس وأكترهم صحة ومالهمش حد ويخدروهم ويسفروهم على هنا زيك كدا ويدربوهم وبعد كدا يقولوا ليهم على سبب التدريب واللى يرفض يهددوه يا إما يقبل يبقى شغال معاهم وتحت عينيهم يا إما يخلصوا عليه ...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 1956 زهرة الصبار
رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر زهرة الصبار
96 3578 زهرة الصبار
رواية أسرى القلب زهرة الصبار
22 2468 زهرة الصبار
فوائد البطيخ للأطفال الرضع.. يصحح الإبصار ويفيد القلب لهلوبة
0 658 لهلوبة
العلاقة بين ممارسة ال** وصحة القلب.. فائدة متبادلة من نوع خاص princess
0 491 princess

الكلمات الدلالية
رواية ، القلب ، ملاكي ، أحمر ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 04:38 صباحا