رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل التاسع والعشرون
فغرت شفتيها من الصدمة لما قاله لأنها كانت تتوقع ما سيقوله لكنها كانت تكذب نفسها، أحمر وجهها ولم تعرف طريق للرد وكأن لسانها قد ألجم كاد يتحدث مرة أخرى لكنهما سمعا طرقات على الباب فتعجب طيف فمن المستحيل وصول أحدهم الآن كما أن هناك حراسة منهم بالأسفل كى لا يتعرضوا للخطر، وقفت نيران وهتفت: - هفتح أنا خليك وقف وتابعها بعينيه وهمس: - خلى بالك.
فتحت نيران الباب لتجد رجلين مجندين يبدو أنهم ضباط شرطة، هتف أحدهما قائلًا: - نحن هنا لحمايتكم حتى تنتهى القضية تقدم طيف بخطوات متمهلة وهو يرمقهم بتعجب وحيرة، من تركهم بالأسفل لا يرتدوا هذا الزى ! تقدموا خطوتين فصاح طيف بصوت مرتفع وهو يسرع إلى مسدسه - خلى بالك يا نيران دول مش شرطة حاولت التراجع قبل تقدمهم لكن أحدهما أطبق على معصمها وقيد الآخر حركتها قبل أن يوجه الأول سلاحه إلى رأسها قائلًا: - اترك سلاحك.
كان طيف يوجه مسدسه تجاههما بقلة حيلة بينما أفسحا هما الطريق ليدخل سواريز وعلى وجهه ابتسامة انتصار، وقف وهتف بثقة كبيرة: - هل تعلم أن المباحث الفيدرالية لم تتمكن من إلقاء القبض على منذ أكثر من عشرين عامًا ! هل كنت تظن حقًا أن سقوطى سيكون على يدك أيها المصرى ! كنت أعلم بنيتك منذ البداية لذلك قمت بزراعة المتفجرات فى كل مكان وقيدت أصدقائك بالداخل وعند قدوم المباحث الفيدرالية .. بووووم، حذرتك فى البداية ولم تستمع لذلك تحمل عواقب فعلتك ..
رفع هاتفه على أذنه وهتف بجدية: - ها يا رأفت عرفت مكانه ؟ - للأسف يا أيمن باشا، وائل اختفى نهائى ومالهوش أثر فى أى مكان ظهر الغضب على وجهه وصرخ قائلًا: - ازاى يهرب ! ازاى تسيبوه ؟ - والله يافندم احنا فتشنا كل الأماكن اللى كان بيتردد عليها ووزعنا صورته على كل اللجان ومش ساكتين تحرك من مكانه وردد بنفس الغضب: - مش عايز حد يقعد، عايز وائل ده فى خلال 24 ساعة مفهوم ! - مفهوم سعادتك
أنهى رماح حديثه وهو يحاول فك عقدته: - بس ده كل اللى حصل يعنى دى كانت خطة بينى وبين طيف بس ماكنتش أتخيل إنهم عندهم خطة بديلة ابتسمت فاطمة بسخرية قبل أن تقول: - ادى المكان كله بقى مزروع قنابل ومتفجرات وبمجرد ما الشرطة تيجى هنبقى فتافيت يا أبو التفكير كله نظر حوله محاولًا إيجاد طريقة للهروب ليتفاجئ بضحك غيث الذى نظر إلى ليان قائلًا: - تخيلى بقالنا كل ده بنهرب ودى تبقى نهايتنا.
ضحكت ليان هى الأخرى قائلة: - قلتلك اتوقع أى حاجة لغاية ما وقعنا فى نفس القنبلة مع بعض أضاءت رأسه بفكرة فهتف بجدية: - ليان هاتى البتاعة اللى عاملة بيها شعرك رفعت حاجبيها لتقول بدهشة: - تصدق، ازاى مفكرتش فى كدا.
رفعت يديها المكبلة بصعوبة وسحبت المشبك المعدنى الصغير وألقته إلى غيث الذى التقطه وقام بوضعه من خلال فمه بمدخل الكلبش الذى بيده وحاول فتحه عن طريق لف فمه بعدة حركات، حاول عدة مرات حتى فقد الجميع الأمل إلا أنه هتف بقوة وهو يشهر يديه فى الهواء فصاحت ليان: - أيوة بقى التدريب بتاعى عامل شغل.
ابتسم رماح قائلًا: - طيب فكنا وبعدين احتفل يا غيث أسرع وحل قيود ليان ثم اتجه إلى رماح وحل قيوده فنهض رماح على الفور وحل قيود فاطمة وأثناء فعله ذلك غمز بعينيه قائلًا: - كدا خالصين، أنقذتينى فى الفندق وأنا أنقذتك هنا.
نظرت إليه بنصف عين قائلة:
- على فكرة غيث هو اللى أنقذنا، لسة مش خلصانين بدل نظراته بين وجهها والكلبش الذى يحاول فكه من يدها حتى انتهى وهتف: - ماشى يا ستى مش خالصين، ليكِ إنقاذ عندى لوت ثغرها لتقول مازحة: - مش لو عشنا تأفف بضجر وهو يرمقها قائلًا: - هنعيش بس قدمى المشيئة
نظر طيف إلى نيران ثم نظر إلى سواريز وقال بحذر: - اتركها، أنا من قمت بخداعك، اقتلنى أنا قهقه بصوت مرتفع وخبط بيده على يده الأخرى وهو يردف: - أخبرتك سابقًا بأننى سأقوم بقتل عائلتك وأصدقائك، سأقوم بقتلها أولًا ثم أنهى حياتك لاحظ طيف شىء يحدث بالخارج وما إن تأكد منه حتى ابتسم بارتياح وهو يقول: - ليس وحدك من تظن نفسك ذكيًا ويمكنك الانتصار، بالعربى اللى أنتَ مش هتفهمه أنتَ اتبقلشت يا معلم، هل تتذكر وائل ذلك الذى وثقت به وجعلته رجلك فى مصر ؟ سأخبرك بقصة قصيرة عنه
قبل أيام انطلق إلى الأعلى دون أن ينتظر رده، وصل أخيرًا أمام شقة بالطابق السادس لكنه لم يطرق الباب بل ركله بقدمه ففتحه على مصرعيه مما جعل "وائل" ينتفض من مكانه ووجه نظره إليه قائلًا بخوف وزعر: - طيف ! في ايه.
انطلق إليه بخطوات سريعة حتى وصل إليه وأطبق على ياقة قميصه ثم دفعه للخلف بقوة حتى التصق بالحائط وهتف بنبرة قاسية وحادة جحظت من خلالها عيناه وتشنجت قسمات وجهه:
- فين أختى يا وائل يا أيمن .. انطق بدل ما أدفنك هنا ارتفع حاجبيه بدهشة وأردف بنبرة قلقة وخائفة: - أختك ! وأنا ايه علاقتى بأختك يا طيف حاول التقدم للأمام لكن أعاده طيف إلى الحائط مرة أخرى بقوة وأردف بنفس الحدة: - أختى رنّة اللى خطفتوها النهاردة حرك رأسه بعشوائية وهو يردد مدافعًا عن نفسه: - والله ماليش علاقة باللى حصل، أنا لسة عارف منك حالًا أهو.
زاد طيف من قبضته على ياقة قميصه وزاد من قوة ضغطه عليه فى الحائط وكشر عن أنيابه قائلًا بتهديد:
- الكلام ده مش عليا .. مفيش حد بيخطف غير اللى أنتَ شغال معاهم وأختى لو جرى ليها حاجة أقسم بالله لأعيشكم فى جحيم نفذ صبره فبحركة سريعة منه تخلص من قبضته ثم دفعه بقوة إلى الخلف ورفع إصبعه فى وجهه محذرًا: - طيف أنا متدرب إنى أضرب ألف زيك بس أنا عاملك احترام، أقسم بالله أختك معرفش حاجة عنها ولا ليا علاقة باللى حصل ومستعد أعمل اللى عايزه علشان ترجع.
رمقه بنظرات مجهولة و بدأ يصدق ما يقوله جلس على الأريكة ليضع وجهه بين كفيه بحزن فاقترب وائل منه وجلس بجواره وشرد فى نطقة بالفراغ وهو يقول: - الكلام اللى هقوله ده يفضل بينى وبينك يا طيف، يمكن فى يوم من الأيام يتحقق وأقدر أنفذه، بعد موت ابنى قتلت مراتى اللى عذبته ومرحمتهوش ..
وعدت نفسى وعد وهو إنى هقلبها نار جهنم على كل اللى كان له علاقة بشغلى القديم، أعلنت الحرب على كله .. الأول كنت بادئ بغشم وغباء بس بعد ما خالد السنباطى كلمنى وقالى إنه هيعرفنى على الرأس الكبيرة قلت دى فرصة علشان ده يوصلنى لأكبر راس فيهم واللى هو أكيد برا مصر، الأول كنت حاسس إنى هفشل بس نجحت وفعلًا وصلت واتدربت تحت ايدهم وبقيت الراجل بتاعهم فى مصر، فى أول لقاء مع سواريز فكرت أقتله بس مكانش معايا سلاح وأى مخاطرة كنت هتقتل وكأنى معملتش حاجة بس أنا مستنى الوقت المناسب اللى أسافر فيه مرة تانية وساعتها أخلص عليه وأبقى قتلت أكبر راس فيهم وبكدا أبقى نفذت الوعد اللى وعدته لنور الله يرحمه وبعدها مستعد أموت وأنا مستريح.
ضم طيف حاجبيه قائلًا: - يعنى ده كله تخطيطك علشان تقتله ! طب لو طلب منك تقتل حد مننا ؟ ابتسم بسخرية قائلًا: - سواريز مش عايز يقتل حد منكم ده بيلعب عليا وعليكم فى نفس الوقت، منه يخلينى دبلة فى صباعه وكمان يشتتكم، اللى هو عايزنى أقتلهم فعلًا هيقولى عليهم بس امتى وازاى ده اللى معرفهوش بس أنتوا نفذوا الإجراءات علشان ميشكش فى حاجة وللمرة التانية هقولك يا طيف .. الكلام اللى قلته ده سر بينا تمام ؟
فى الوقت الحالى ابتسم طيف وتابع: - الآن انظر خلفك حاول الالتفات لكنه تفاجأ بانقضاض وائل عليه وقيده ثم وجه المسدس إلى رأسه قائلًا: - كم اشتقت لتلك اللحظة، دع رجالك يتركونها وإلا فجرت رأسك أشار برأسه إلى رجله فتركها لتتجه إلى الداخل وتحضر سلاحها، ابتسم سواريز وأردف: - تتخذون دور البطل دائمًا أيها المصريون.
ابتسم طيف قائلًا: - لأننا بالفعل أبطال، المباحث الفيدرالية لم تتمكن من إلقاء القبض عليك لكننا فعلنا .. أبطال ولا مش أبطال يا سواريز ! كرهت برشلونة بسببك يا اخى اختفت ابتسامته وأغلق عينيه وأطبق جفنيه بقوة قبل أن يقول بثقة شديدة بثت القلق فى قلب طيف ووائل: - لن ينتهى الأمر بتلك البساطة، ليونيل حضر الكثير من رجال سواريز من الخارج ومن كل مكان ووجه ليونيل المسدس إلى رأس وائل وهو يقول: - اتركه وإلا أطلقت الرصاص على رأسك.
ابتسم وائل بسخرية وغمز لطيف الذى لم يفهم ماذا يقصد بحركته تلك لكنه عرف فى تلك اللحظة حيث صاح وائل قائلًا: - وعدت ابنى وعد وجه وقت تنفيذه ثم أطلق الرصاصة التى اخترقت رأس سواريز وأوقعته أرضًا وفى تلك اللحظة أطلق ليونيل رصاصته التى استقرت برأس وائل وأسقطته هو الآخر وسط بركة من الدماء...
أسرع طيف ورفع سلاحه وحضرت نيران من الداخل وبدآ بإطلاق الرصاص على هذا الكم من الرجال، قفز طيف إلى الداخل واختبأ خلف الحائط وهتف بصوت مرتفع: - نيران ارجعى حاولت التراجع لكنها لم تستطع فالرصاص يتطاير من حولها وهى فى مرماه، لم تستطع إلا إطلاق الرصاص والدفاع عن نفسها حتى تصيبها رصاصة فصرخ طيف: - نيران حاسبى.
لم تستجب لطلبه فأسرع وأطلق الرصاص وتقدم ليسحبها وما إن وصل إليها حتى وجد ليونيل ساقطًا على ظهره وقد أصابته رصاصة فى قدمه ويوجه سلاحه تجاه نيران فصرخ طيف وتقدمها ليبقى هو درعها وأطلق الاثنان رصاصهما فى آن واحد، أصابت رصاصة طيف رأسه وأصابت رصاصة ليونيل صدر طيف فصرخت نيران وأمسكت بمسدسه وتقدمت بشجاعة كبيرة وأطلقت الرصاص على الجميع حتى سقطوا جميعًا قتلى.
ألقت بسلاحيها واتجهت إلى طيف ورفعت رأسه لتقول بدموع: - طيف فوق، أنتَ هتبقى كويس بدأت الدماء تخرج من فمه قبل أن يبتسم ويقول مازحًا: - عمرك شوفتِ دكتور بقى ظابط مع المريضة اللى هى برضو ظابط !
ازدادت دموعها فى السقوط عندما رأت الدماء تخرج من فمه فصرخت قائلة: - طيف امسك نفسك أنتَ هتبقى كويس، أنتَ طلبت منى الجواز صح ؟، أنا موافقة بس خليك عايش .. طيف أنتَ اللى وقفت معايا وقت تعبى وأنتَ اللى ادتنى الأمل لما كنت فاقدة الثقة فى كل الناس .. لو أنتَ حبتنى قريب فأنا حبيتك من زمان، من 3 سنين من ساعة ما كنت أنا المريضة بتاعتك.
أجابها بضعف ومازالت الابتسامة على وجهه: - وأنا ماكنتش عايز أسمع غير الجملة دى، طول عمرى بشوف المشاهد دى فى الأفلام والروايات .. ماكنتش متخيل إنى هبقى مكانهم فى يوم، تفتكرى هموت ! وضعت يدها على فمه ورددت بحزن ودموع: - ششش متقولش كدا، أنتَ هتبقى كويس وهتقوم.
فى تلك اللحظة دلف رماح ومعه فاطمة وغيث وليان فذعروا من هذا المشهد فأسرع رماح وصاح بقوة: - حصل ايه ! لم تجبه نيران وظلت موجهة بصرها إلى طيف والدموع تتساقط من عينيها فأسرع رماح وسحب الهاتف الذى حصل عليه من المصعد بالفندق وقام بطلب الشرطة الأمريكية وأخبرهم برغبته فى عربة إسعاف فى أسرع وقت...
- أنا حاسس إن في طعم دم فى فمى ! قالها طيف بضعف بينما يلتقط أنفاسه بصعوبة فرددت نيران وهى تمسح على جبينه: - مفيش حاجة، المهم امسك نفسك كدا .. أنا عارفة إنك تقدر بدأ يقاوم ألمه وصعوبة تنفسه وأردف: - حاسس إن روحى بتتسحب منى، أنا كدا بموت صح ؟
ازداد بكاءها ومسحت على رأسه بحب قائلة: - لا يا طيف أنتَ كويس، والله أنتَ كويس وهتبقى كويس إن شاء الله وترجع تهزر وتملأ الدنيا ضحك هزار تانى بدأ جسده يرتعش وهتف بخفوت: - أنتِ عارفة اللى مزعلنى ايه ؟مش هاكل ورق عنب تانى.
ابتسمت نيران فتابع طيف بعدما سقطت الدموع من عينيه: - ماما هتوحشنى أوى .. قليلها أنى كنت بحبها أوى وقولى لرنّة إنى خلاص مش هنسى المفاتيح فى البيت تانى، وقولى لتنّة ترجع لجوزها .. باسل بيحبها، وقولى لبابا ابنك حاول يبقى زى ما اتمنيته ومات بطل .. وأنتِ ادعيلى يا نيران، حسيت معاكِ بإحساس محستهوش قبل كدا، إحساس بالأمان، إحساس بالراحة .، إحساس غريب مش قادر أفسره ولا أوصفه .. تقريبًا إحساس الحب، أنا حبيتك يا نيران .. حبيتك بكل حاجة فيكِ، هزارك كلامك طيبتك تهورك جنانك كل حاجة.
كانت ليان تبكى على كتف غيث الذى ضمها كى يشعرها بالأمان وكذلك فاطمة التى وضعت يديها على وجهها وبكت بشدة من هذا الموقف فاتجه إليها رماح وربت على كتفها وهو يتابع هذا المشهد بتأثر شديد فهو لم يتوقع حدوث هذا الأمر.
أنهى طيف حديثه قائلًا: - أنا حاسس إن نفسى بيتس..حب، لا اله إلا الله محمد رسول الله ثم ارتعش جسده بقوة قبل أن يهدأ تمامًا ويغلق عينيه لتصرخ نيران صرخة مدوية وهى تهز وجهه: - طيييف قوم يا طيف .. أنتَ اللى هترجع تقولهم كل ده، هترجع علشان نبقى مع بعض، ماكنتش عارفة إن بداية الحكاية اللى بدأت بيك كدكتور هى اللى هتنتهى بيك برضه، قوم يا طيف .. طييييف !
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثلاثون والأخير
نظرت إلى نقطة بالفراغ وشردت، انفصلت عن هذا العالم بما فيه، شغلت تفكيرها بما لم يحن ميعاده، لم تستمع إلى صوته من حولها فتعجب كثيرًا من هذا الأمر مما جعله يمسك بكتفيها ويهزها بلطف كى يفيقها من هذا الشرود: - نيران !
فاقت على صوته وحركته المباغتة فابتسمت بلطف قائلة: - سورى سرحت شوية رفع إحدى حاجبيه ليقول متسائلًا: - ايه روحتِ فين كدا ده أنا ناديتلك أكتر من خمس مرات نظرت إلى الأسفل بحزن وأردفت: - بفكر ثم رفعت رأسها ونظرت إلى عينيه وتابعت: - خايفة يجى اليوم اللى يحصلك فيه حاجة وتبعد عنى يا زين، الشغل اللى احنا بنشتغله ده خطير أوى .. النهاردة فى لحظة كنت هتروح منى لولا ربنا ستر وأنقذتك فى الوقت المناسب لكن ياعالم هيحصل ايه تانى سواء ليا أو ليك .. أنا خايفة أبعد عنك أوى، مش متخيلة الحياة من غيرك هتبقى ازاى.
أمسك بيدها وربت عليها بلطف وأردف: - محدش بياخد أكتر من عمره يا نونو، والحياة مبتقفش على حد علشان كدا عايزك توعدينى وأنا أوعدك إن لو حد فينا حصله حاجة التانى يكمل وميستسلمش، اوعدينى أطرقت رأسها ورددت بحزن: - مع إن ده هيبقى صعب عليا أوى بس أوعدك يا زين، أنا مقدرش أرفضلك طلب أبدًا.
أنهت هذا السطر من مذكراتها بتلك الجملة: "لم أكن أتخيل يومًا بأن ما عشته من خوف وقلق سيتحقق يومًا، وأنا من سأحققه، انتهت حياته وهو يرانى على تلك الحالة .. اتهمته بالخيانة وتسببت فى مقتله والآن أقوم بتنفيذ وعدى له، ما أسوأ هذا الشعور، أبتسم أمام الجميع وعندما أعود إلى غرفتى يبدأ الألم فى التسلل إلى قلبى، هل أنا قاتلة ؟ هل لا أستحق الحياة ؟ إن كنت أحتاج إلى طبيب نفسى أثناء فقدانى لذاكرتى فأنا أحتاج الآن إلى الكثير منهم ومع ذلك لن ينتهى الألم، كم أشتاق لتلك الفترة التى كانت ذاكرتى بها بيضاء تمامًا، كان قلبى سليم، أما الآن فأنا حطام .. انتهت حياتى بالفعل، ليتنى لم أتذكر شيئًا فكل ما تذكرته هو الألم .. الألم فقط ولا شىء غيره".
كانت فى الوقت الحالى أشبه بهذا اليوم، هى للمرة الثانية تكون سببا فى مقتل حبيبها، كانت مدمرة تماما.. تبكى بحرقة شديدة، كانت النيران تحرق قلبها وداخلها، أصبحت اسمًا على مسمى "نيران"، لم تشعر بتهدئة فاطمة وليان من حولها، كانت وحدها فى هذا العالم الذى كانت فيه من قبل، فقدت القدرة على النطق والحركة، لم تعرف بأنها ضعيفة إلى هذا القدر فهى دائمًا ما كانت تظن نفسها قوية بما تفعله بعملها لكن بالنهاية هى بشر وأيضًا أنثى، خرجت أنفاسها بصعوبة وكانت تكافح لإخراجها بينما كان الجميع بانتظار خروج الطبيب من غرفة العمليات .
ساعات مرت وكأنها سنوات لم تريد الانتهاء، بقى الجميع على أعصابهم، قاما "غيث، رماح" بإحضار الطعام للجميع لكن "نيران" رفضت وهزت رأسها بالرفض دون أن تتحدث فأشار رماح بعينه لفاطمة كى تحاول إقناعها على شرب هذا "العصير" كى لا تتعرض للإغماء وبالفعل حاولت فاطمة معها.
- علشان خاطرى اشربى شوية بس، أنتِ هتقعى من طولك كدا نظرت إليها نيران واشتد بكاءها لتقول بحزن شديد: - أنقذنى من الموت، ضحى بنفسه علشانى ومخافش من الرصاصة ... أنتِ عارفة أنا كنت بنقذ زين على طول لغاية ما قتلته بغبائى وتهورى دلوقتى طيف هو اللى أنقذنى وأنا برضه اللى قتلته بغبائى وتهورى، مسمعتهوش ورجعت زى ما قال، وقف قدامى علشان ياخد الرصاصة مكانى، طيف لو حصله حاجة أنا هنتحر انهمرت الدموع من عينيها لتأثرها بحزن صديقتها وربتت على كتفها بحنو قائلة: - إن شاء الله يبقى بخير ويرجع كويس ويبقى معاكِ على طول زى ما كان دايمًا نظرت إلى الأسفل ورددت ببكاء: - يارب.
خرج الطبيب من غرفة العمليات فاتجه الجميع تجاهه عدا نيران التى تابعت من بعيد دون أن تتحرك من مكانها، هز الطبيب رأسه قائلًا: - اطمئنوا، إنه بخير الآن لكنه سيبقى تحت المراقبة والعناية حتى تمر مرحلة الخطر نظر إليه رماح وهتف متسائلًا: - هل حالته مستقرة ؟ هز رأسه بالإيجاب ليقول: - نعم ولكنه لم يعبر مرحلة الخطر بعد، لا تقلق سيصبح بخير قريبًا ابتسم رماح قائلًا: - شكرًا لك.
خرج طيف من غرفة العمليات نائمًا على العربة التى ستتوجه به إلى غرفة العناية المركزة بالمستشفى وكانت تتابعه نيران بدموعها التى لم تهدأ فى حين نظر رماح إلى هاتفه وردد: - اللواء أيمن بيكلمنى علشان المفروض الطيارة هتتحرك النهاردة والمفروض ميعرفش حاجة باللى حصلت امبارح دى !
نظرت إليه فاطمة ولم تعرف بماذا تجيب لكنها اقترحت عليه: - كلمه قُل له اللى حصل علشان يبقى عارف باللى حصل فى المهمة بس قُل له إن الإجراءات مع المباحث الفيدرالية لسة مخلصتش وهنتأخر يومين كمان هز رأسه موافقًا على اقتراحها وأجاب على الهاتف وسرد ما حدث كاملًا عليه ليعبر اللواء أيمن عن صدمته بما سمعه قائلًا: - يااه كل ده حصل ؟ يعنى وائل كان بيعمل كل ده علشان يقتل سواريز ونجح فى كدا ... الله يرحمه، الحمدلله إنكم بخير وكويس إنك اتصرفت فى موضوع طيف والمنظمة ده والمباحث الفيدرالية قدرت تسيطر على الموقف.
- أيوة يا باشا الحمدلله المهمة تمت بنجاح بس في مشكلة، الإجراءات لسة مخلصتش واحتمال نتأخر يومين كدا عقبال ما كل حاجة تبقى واضحة والقضية هنا تتقفل ضم أيمن حاجبيه بتعجب وأردف: - إجراءات ايه ! أنا هكلم معارفى والقيادات يخلصوا كل حاجة مع الحكومة الأمريكية علشان تقدروا ترجعوا النهاردة على الطيارة الخاصة نظر رماح إلى فاطمة ولم يعرف بماذا يجيب فردد بتلعثم: - بس .. مش لازم النهاردة سعادتك فيه كام حاجة كدا لسة مكملتش و ...
قاطعه اللواء أيمن ليقول متسائلًا: - رماح في حد حصله حاجة ؟ لم يجد رماح مهربًا من إخباره بالحقيقة فردد بخفوت: - للأسف سعادتك، الوقت اللى هجم فيه سواريز ورجالته على طيف ونيران حصل ضرب نار بعد موت وائل وسواريز وطيف اتصاب برصاصة وهو دلوقتى فى المستشفى.
لم يشعر أيمن بالخوف هذا من قبل فعندما أخبره رماح بما حدث انخلع قلبه من مكانه على ولده الوحيد وهتف بلهفة: - وهو عامل ايه يا رماح ؟ طمنى عليه ردد رماح بهدوء كى يبث الطمأنينة فى قلبه: - متقلقش سعادتك هو بخير ولسة خارج من أوضة العمليات دلوقتى والدكتور طمنا - تمام تمام يا رماح، أنا هتصرف وأجى بس المهم محدش يعرف الخبر ده مفهوم هز رماح رأسه بالإيجاب قائلًا: - تمام سعادتك
قبل ساعات دلف أيمن إلى غرفة طفلته "تنّة" ليجدها تبكى كعادتها فاقترب من سريرها وجلس بجوارها ومسح على رأسها بحنو وابتسم قائلًا: - متعيطيش يا حبيبتى، باسل لسة ماشى وطالب يرجعلك هزت رأسها بالنفى قائلة ببكاء: - وأنا مش عايزاه يا بابا.
أمسك بيدها وأردف بنبرة أبوية حنونة: - بصى يا تنّة، الدنيا دى عمرها ما ادت كل حاجة بس فى نفس الوقت بتدى كل حاجة، يعنى أنتِ مبتخلفيش بس ربنا رزقك بعيلة ومكان وأهل بيحبوكى، جوزك اتجوز عليكِ بس بيحبك وبيعشقك كمان، باسل مش قادر يعيش من غيرك .. هو ندمان، أى راجل بيبقى نفسه فى طفل يشيل اسمه بيبقى نفسه فى طفل يقوله يا بابا وساعتها مش بيفكر غير ازاى يحقق ده بغض النظر هو هيعمل ايه لكن هو والله بيحبك وده اللى شوفته فى عينه النهاردة، أنا عارف إنك عاقلة وهتفكرى فى كلامى .. باسل هيعدل بينكوا ومستعد يجيبلك لبن العصفور بس أنتِ ترضى، مش معنى إنه اتجوز غيرك يبقى مش بيحبك، في غيرك كتير عايشين مع أزواجهم اللى متجوزين واحدة واتنين وكمان تلاتة، فكرى فى كلامى يا تنّة وأنا واثق بإنك هتاخدى القرار الصح.
فى الوقت الحالى لم تهدأ عن التفكير بالأمر، كيف ستقبل بوجود زوجة ثانية ! كيف ستقبل بكونه مع أخرى غيرها، مجرد التفكير بهذا الأمر يؤلمها كثيرًا فماذا عن عيش هذا الواقع ! وضعت وجهها بين كفيها واستمرت بالتفكير، هل تعطى نفسها فرصة ! هل تتقبل الوضع مؤقتا كل هذة تساؤلات طرحتها على نفسها لتنتهى بالقرار الأخير وهو نعم ستعيش هذا الأمر وتختبر مدى تأثيره عليها فإن استطاعت بقت وإن لم تستطع رحلت، هذا هو القرار الصائب بالنسبة لها ...
مرت عدة أيام تخطى فيها طيف المرحلة الصعبة وفاق أخيرًا أثناء تواجد الممرضة لتطمئن على حالته فأسرعت وأبلغت الطبيب الذى حضر بدوره على الفور واطمأن على حالته وأخيرًا سمح بدخول نيران إلى غرفته .. دلفت نيران إلى الغرفة واقتربت من سريره، جلست أمامه ورددت بابتسامة: - حمدلله على سلامتك يا طيف ابتسم بلطف قائلًا: - الله يسلمك يا نيران، ماكنتش أظن إنى هبقى عايش، بس تقريبًا أنا زى القطط بسبع أرواح ولا أقولك بلاش أقول زى القطط .. شكلك عديتينى ضحكت وأمسكت بيده بكلتا يديها وأردفت بحب: - مش قلتلك هترجع وتهزر وتبقى كويس.
رفع يده الثانية بضعف ووضعها على يديها بحب وأردف: - المهم إنك بخير، صحيح أنا سمعت وأنا بفرفر إنك قلتِ إنك بتحبينى من زمان زمن ساعة ما كنت دكتور وحوار كدا ابتسمت ونظرت إلى الأسفل بخجل قبل أن تردد: - متكسفنيش بدل ما أضربك مكان الرصاصة ارتفع حاجبيه ليقول متعجبًا: - أنتِ عنيفة كدا ليه، على رأى المثل انقذ القطة المسكينة تقوم ضرباك بالسكينة - ايه المثل ده أول مرة أسمعه وبعدين بهزر طبعًا.
ابتسم وهز رأسه قائلًا: - لا اتعودى على الأمثال الغريبة من دلوقتى ده أنا عندى قايمة محدش يعرفها غيرى نظرت إلى الأسفل ثم رفعت بصرها ونظرت إليه قائلة: - شكرًا علشان أنقذت حياتى لم يجبها وظل محدقًا بها بابتسامة وكأنه غرق فى سحر وجهها وكذلك هى التى لم تتحمل تلك النظرات فقبضت على يديه بقوة تعبيرًا منها على الحب ووعد بالبقاء.
دلف أيمن ومعه الجميع "رماح، غيث، ليان" واطمأنوا على حالته وهنا هتف طيف قائلًا: - شوفت يا بابا ابنك شبح أهو وخلص على رجالة سواريز ثم نظر إلى نيران وتابع: - مش كلهم يعنى نيران كان ليها نصيب آخر حبة بعد ما وقعت زى القطة المشمشية على الأرض.
نظر اللواء أيمن إلى الجميع وردد بفخر: - برافو عليكوا يا جماعة، أنتوا نفذتوا مهمة شبه مستحيلة، أنا فخور بيكم جدًا وهيوصل تقرير باللى عملتوه فى المهمة للوزارة وإن شاء الله تاخدوا ترقية ثم نظر إلى غيث وليان وتابع: - أما أنتوا فأحب أشكركم على مساعدتكم لينا ولمصر، بمجرد ما نرجع مصر هناخد شوية معلومات كدا من ليان عن آلية تعامل المنظمات هنا وخلاص ده غير إن فيه مكافأة هتتصرف ليكوا على مساعدتكم وتقدروا تعملوا بيها مشروع وتكملوا حياتكم
نظر كل منهم إلى الآخر بابتسامة وقاموا بشبك ايديهم بحب فينتظرهم تحقيق الكثير فى مصر ...
بعد مرور ثلاثة أشهر - عدل من ياقة قميصه وأنهى ارتداء بدلته ثم نظر إلى صديقه "مازن" قائلًا: - ها كويس كدا ولا في حاجة مش مظبوطة رفع مازن إصبعه فى الهواء دليل على جودة ملابسة وهيئته وأردف: - فل الفل يا باشا، ايه الشياكة دى ابتسم طيف واردف مازحًا: - سبحان الله طول عمرى أقولك هتتجوز أنتَ و نامى امتى لغاية ما أنا اللى اتجوزت قبلك، روح منك لله يا شيخ أنتَ ناوى تتجوز على سن التسعين ولا ايه. ضحك مازن واتجه ليعدل من هيئة شعره وأردف: - هانت ياعم كلها شهر وأحصلك متقلقش كلنا لها يا وحش ثم اتجه إليه وردد: - ألف مبروك يا طيف ابتسم طيف وضمه وهو يردد: - الله يبارك فيك يا مازن.
نظرت "رنّة" إلى شقيقتها وأردفت: - تنّة هو ليه معظم المعازيم ظباط تفحصت تنّة المكان بعينها وأردفت: - يمكن علشان أبوكى لواء وأخوكى رائد مثلًا - يمكن، أنا هقوم أخرج أشم شوية هوا برا عقبال ما طيف يجى.
نهضت من مكانها واتجهت إلى الخارج ووقفت لتستنشق الهواء الطلق حتى قطع ذلك الهدوء "ذاخر" الذى اقترب منها وأردف: - ايه الصدفة دى رمقته نيران بتفحص قبل أن تقول بتعجب: - أنتَ ! ابتسم ونظر إلى محل نظرها وأردف: - أيوة أنا، صحيح متعرفتش عليكِ، المرة الوحيدة اللى شوفتك فيها كانت فى المستشفى ابتسمت وأردفت: - أنا رنّة.
تعجب قليلًا من اسمها لكنه أخفى ذلك وأردف بابتسامة: - وأنا ذاخر، صحيح مقولتيش أنتِ تقربى للعريس ولا لمين - أنا أخت العريس ارتفع حاجبيه بصدمة: - أنتِ أخت طيف ! أومأت رأسها بالإيجاب لتقول: - أيوة وأنتَ أجابها بابتسامة هادئة قائلًا: - أنا أبقى أخو نيران تفاجأت هى الأخرى بكونه شقيق "نيران" فأردفت بدهشة: - بس ازاى وأنا مشوفتكش خالص طول فترة الخطوبة أو الفترة دى هز رأسه بتفهم وتابع: - أيوة أصل أنا فى كلية الشرطة، طول الفترة دى كنت هناك وكدا، المهم تشرفنا ابتسمت بلطف قائلة: - ثانكس.
مر الوقت وحضر طيف وبدأت فقرات الزفاف بحضور الجميع ...
نظرت ليان إلى غيث ورددت بحب: - نفسى أعيش الجو ده وأبقى عروسة ابتسم بحب وأمسك يدها وقبلها بلطف قبل أن يقول: - إن شاء الله يا قلبى، زى ما حققنا حلمنا وفتحنا المطعم قريب أوى هنتجوز وساعتها هعملك أكبر فرح فى مصر كلها.
حضر باسل واقترب من تنّة وهتف بحب: - معلش اتأخرت يا حبيبتى، كنت بجيبلك ده ثم فتح صندوق أحمر صغير ليكشف عن الخاتم الذى بداخله ثم سحبه وأمسك بإصبعها ليضعه به بلطف و رفع يدها ليقبلها ابتسمت بحب وأردفت: - تعيش وتجيبلى يا باسل رغم عشقها له إلا أن هناك جزء ما بداخلها لا يتقبل الأمر لكنها كانت تخفى هذا وكان يساعدها هو على ذلك بمعاملته اللطيفة كما أنه دائمًا ما يجعلها تشعر وكأنها أميرة ونجح فى ذلك بامتياز.
اقترب طيف من والدته وقبل يدها قائلًا: - ربنا يخليكِ ليا يا حبيبتى وتفرحى بأحفادى ضمت رأسه بين كفيها وأردفت بحب: - ويخليك ليا يا حبة عينى وأفرح بولادك وتبقى بخير دايمًا يارب اعتدل ونظر إلى والده وردد: - متقلقش يا بابا هخلفلك عيل ولا اتنين يكملوا مسيرة الشرطة ضحك أيمن وأردف: - أيوة ده العشم برضه، روح يلا لعروستك بدل ما تقبض عليك، أنتَ متجوز ظبوطة يعنى حرس نظر إليها وأردف مازحًا: - مجنونة و تعملها، أروحلها قبل ما تتهمنى بالخيانة العظمى.
نظرت فاطمة إلى رماح وأشارت إلى القاعة قائلة: - الجو ده مش واكل معاك فى حاجة نظر رماح حوله ثم عاود النظر إليها قائلًا: - ياكل معايا فى ايه مش فاهم رفعت حاجبيها لتقول بغضب: - نعم يا حبيبى ! ابتسم بلطف قائلًا: - بهزر با بطوطى بتاخدى الكلام جد كدا ليه، خلاص أنا حددت الفرح كمان شهرين بالظبط ارتفع حاجبيها وقفزت بسعادة بالغة كالأطفال لتقول بعدم تصديق: - بجد ولا بتهزر ابتسم بحب قائلًا: - لا بجد يا حبيبتى، هانت.
حانت فقرة الرقص الخاصة بالزفاف ...
سندت برأسها على صدره لتشعر بحرارته ونبضاته، أغلقت عينيها وتركت العالم من حولها حتى نطق هو: - بحبك رفعت رأسها ونظرت إلى عينيه وأردفت بحب: - وأنا كمان بحبك يا طيف، تعرف أنا كنت بتمنى اليوم التانى يجى علشان أروحلك العيادة، مش عارفة كان في حاجة كدا شدانى ليك ابتسم وسند برأسه على رأسها وأردف: - مش هتصدقى لو قلتلك إنى كمان كنت بستنى ميعاد الجلسة بتاعتك علشان أشوفك سندت برأسها على صدره مرة أخرى وظلت على تلك الحالة حتى هتف طيف قائلًا: - ما كفاية رقص وفرح لغاية كدا بقى ونروح شقتنا.
رفعت رأسها وأردفت: - لسة بدرى يا طيف، الناس تقول ايه لما نمشى من الفرح بدرى كدا نظر إليها وردد بجدية: - نقولهم ورانا مهمة خطيرة ضمت حاجبيها بتعجب: - مهمة ايه دى ابتسم قبل أن يعتدل فى وقفته ويمسك بيدها استعدادًا للرحيل: - مهمة بنت القلب فى عالم المافيا، يلا يا نيران المهمة خطييرة
تمت الفصل التالي رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الختامي بداية عهد
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الختامي بداية عهد
فتحت عينيها بصعوبة بعد ان تحسست جوارها فلم تجده، ظلت تجوب ببصرها المكان باحثة عنه فلم تجده، اعتدلت وبحثت عن هاتفها لكى تهاتفه لكنها تفاجئت به أمامها يفرك بالمنشفة رأسه بعد أن خرج لتوه من الحمام بعد جلسة استحمام دافئة، نظر إليها بإبتسامة وحب قائلًا: - صباح الجمال يا حبيبتى إبتسمت بحب قبل ان تنهض من مكانها، اتجهت إليه وطوقت رقبته بزراعيها لتقول بحب: - صباح النور يا حبيبى.
ابتسم وهو يطوقها قائلاً: - انا طلبت الفطار وزمانه جاى دلوقتى، خشى خدى دش عقبال ما يجى علشان نفطر وننزل نلف براحتنا استجابت لطلبه واتجهت إلى الداخل بينما بقى هو وأمسك هاتفه ليتصفح حسابه على فيسبوك فوجد الكثير من التفاعلات على الصورة التى تجمعه بنيران فى حفل الزفاف فأبتسم عندما وجد تعليق من شقيقته الصغرى «رنة» وكان: " ركز يا عريس مع عروستك وسيبك من الفيس دلوقتى ".
ضغط على زر "رد" وقام بكتابة: " ملكيش دعوة يا لمضة " ثم ترك هاتفه وبدأ ينتقى ملابسه التى سيخرج بها مع «نيران» فأخرج تيشيرت صيفيًا باللون الاحمر وبنطال قصير "برمودا" باللون الأسود وشرع فى إرتداء تلك الملابس قبل أن يستمع لصوت طرقات على الباب فأتجه ليفتحه فوجد النادل قد أحضر الفطور فأخذ منه الطعام واردف بإبتسامة: - شكرا.
خرجت نيران بعدما انتهت من حمامها وأردفت: - على الرغم من إننا فى شهر العسل بس مش بتفائل بالفنادق ضحك من جملتها الأخيرة وردد مازحًا: - انت هتقوليلى، اخر فندق دخلناه كنا متشعلقين على حبل ودخلنا من الشباك وكان يوم مهبب، سيبك من الزكريات الهباب دى ويلا تعالى نفطر.
- لا يا ماما مش هقعد فى الشقة لوحدى أنا، يعنى تنة سافرت أمريكا مع باسل وانا هونس العفاريت فى اوضتى ! قالتها «رنة» بإعتراض على إصرار والدتها ببقائها فى شقة شقيقتها «تنة» فأستسلمت أسماء لها قائلة: - خلاص يا رنة هتقعدى معانا هنا، اتصليلى بأخوكى وهاتيه علشان وحشنى قطبت جبينها بتعجب قبل أن تقول: - اية يا ماما فيه اية ما هو كان معاكى امبارح فى الفرح - ملكيش دعوة يا رغاية واتصليلى بيه علشان مكسلة اقوم اجيب الموبايل استجابت لطلب والدتها وقامت بإحضار الهاتف على الفور ..
نظر إلى يافطة المطعم الخاص به وأيضا «ليان» وهتف بسعادة: - ها أية رأيك يا ليان، اظن كدا احسن بعد التعديل إبتسمت وهى ترمق اليافطة بإعجاب شديد: - روعة يا غيث، عقبال ما تبقى سلسلة مطاعم اقترب منها بإبتسامة وردد: - ان شاء الله يا حبيبتى، مع بعض هنقدر ابتسمت ثم غيرت مجرى الحديث لتقول بجدية: - عملت اية فى الطلبيات ؟ - كلمت المصانع كلها واتفقت معاهم وكل الحاجة هتوصل النهاردة علشان الطلبية القديمة قربت تخلص هزت رأسها بتفهم: - حلو اوى
هتف بجدية واضحة وهو ينظر إلى اللواء أيمن: - معلش سعادتك أنا كان عندى سؤال مش لاقى إجابته لغاية دلوقتى إبتسم «ايمن» قبل ان يترك مقعده ثم اتجه ليجلس على المقعد الذى يقابله وردد: - مع انى عارف انت هتسأل فى أية بس قول - مهمة "بنت القلب" سعادتك خدت الإذن بالمهمة دى ازاى خصوصًا إنها برا مص..
قاطعه بنفس الإبتسامة التى لم تفارقه: - كنت عارف ان ده هيبقى سؤالك، هجاوبك ياسيدى ... أنا اتنقلت إدارة المخابرات ولكن بشكل سرى علشان كدا دايما متواجد معاكم هنا ولما عرفت بحوار غيث وليان عرضت عليهم المهمة كلها وادونى الصلاحية فى انى اكملها وطبعا ملقتش أحسن من رجالتى علشان ياخدوا المهمة دى وده اللى حصل ثم رفع سبابته فى وجهه وردد بجدية: - طبعا الموضوع ده ميعرفهوش حد خالص حتى طيف ابنى حرك رأسه متفهما ليجيبه بجدية قائلًا: - تمام سعادتك اللى تؤمر بيه، محدش هيعرف عن اللى حضرتك قولته.
انتهى اللقاء بينهما وخرج متجها إلى مكتبه لكنه تصادف ب«فاطمة» فردد بإبتسامة: - صباح الخير يا بطوط إبتسمت بحب وأردفت: - صباح النور، اية كنت بتعمل اية عند اللواء أيمن ردد بجدية وهو يتجه إلى مكتبه وهى من خلفه: - مفيش كان بيسألنى عن قضية قديمة كدا المهم قوليلى فطرتى ولا اجيب فطار رددت بإبتسامة وقد تهللت أساريرها: - لا طبعا هفطر معاك إبتسم قائلًا: - ماشى يا ستى.
ثم رفع سماعه هاتفه وقام بإبلاغ أحدهم بإحضار الطعام ثم نظر إليها وردد: - قاعدين هنا فى المديرية وطيف ونيران مقضينها فى شهر العسل رفعت يدها إلى السماء ورددت: - عقبالنا يارب عاد بظهره إلى الخلف وردد مازحًا: - للدرجة دى واقعة فى دباديبى.
قطبت جبينها بضيق قبل أن تجيبه قائلة: - نصيبى المهبب اللى خلانى أحبك حاول نيل رضاها مرة أخرى فتقدم ومال بجسده للأمام قائلًا: - احلى نصيب، انا كنت غبى علشان مكنتش واخد بالى من القمر ده إبتسمت إبتسامة هادئة قبل ان تردد: - أيوة كل بعقلى حلاوة كل
انتهى طيف من طعامه ليتفاجئ برنين هاتفه برقم والدته فأسرع ليرد قائلًا: - ايوة يا ست الكل - ازيك يا طيف يا حبيبى عامل اية وعروستك عاملة أية إبتسم بحب وهو ينظر إلى «نيران» واجابها: - انا بخير يا حبيبتى ونيران بخير - طب هاتها مد يده بالهاتف لنيران التى إلتقطته منه وأجابت بإبتسامة: - ايوة يا ماما، انا بخير .. تسلميلى يا ست الكل.
اطمأنت "أسماء" على العروسين وانهت المكالمة وسرعان ما أُضيئت شاشة طيف مرة أخرى ولكن برقم والده فأسرع ليرد قائلًا: - سيادة اللواء، انا بخير وزى الفل، عايز نيران ! طب خد معاك اهى إلتقطت الهاتف منه مرة أخرى وردت بإبتسامة: - ايوة سعادتك - اية سعادتك دى ؟ فى المديرية هنا تقولى كدا لكن غير كدا انتى بقيتى مرات ابنى يعنى تقوليلى يا بابا.
إبتسمت بلطف لتجيبه: - حاضر يا بابا اللى تشوفه - طمنينى الواد طيف زعلك ! نظرت إليه ورددت بإبتسامة: - هو لحق، لا متقلقش يا بابا هو كويس معايا وكل حاجة، متقلقش طيف فى عينى - ربنا يسعدكم يارب.
انهى اللواء أيمن المكالمة الهاتفية وتوالت المكالمات من والد نيران وأيضًا والدتها وبعد إنتهائهم نظر إليها وردد: - يلا بقى يا شعلة قلبى خلينا نتمتع بشهر العسل ده، انا محضرلك "program" "برنامج" هايل تحمست لجملته الأخيرة ورددت بإبتسامة: - حاضر يا طيف ربع ساعة هجهز نفسى وننزل.
مرت ساعة كاملة كان يشاهد فيها «طيف» التلفاز منتظرًا انتهائها، نظر إلى ساعته وهتف: - اية يا نونى انتى لو بتفصلى الفستان اللى هتخرجى بيه كان زمانك خلصتى وقفت أخيرًا والتفتت إليه لتكشف عن جمالها وجمال فستانها الذى أثر طيف فوقف واقترب منها وطوقها بحب قائلًا: - أية الجمال ده، بقى الجمال ده ملكى أنا بس.
توردت وجنتيها ونظرت إلى الأسفل فرفع رأسه بهدوء وهو يضيف: - وكمان بتتكسفى، أنا هحسد نفسى ومش بعيد نموت مولعين قطبت جبينها قبل أن تقول بضيق: - لازم تجيب سيرة الموت، ضيعت اللحظة الرومانسية يا طيف أمسك بيدها وقام بسحبها بهدوء للخارج وهو يقول: - طيب يلا نخرج بقى خلينا نشم الهواء ونعيش اللحظة اللى الرومانسية اللى ضاعت دى.
خرجا من الفندق ونظر إليها بحب وهو يسرد عليها البرنامج الذى أعده: - بصى يا ستى إحنا هنركب يخت ونقعد فى نص البحر اربع او خمس ساعات لغاية ما تزهقى وبعدين الدنيا هتليل هنرجع نتعشى فى أفخم مطعم فى الغردقة وبعدين نخرج نتمشى شوية قفزت فى الهواء وهى تصفق بيديها بسعادة بالغة: - الله انا متحمسة اوى إبتسم وسحبها وهو يقول: - انتِ لسة شوفتى حاجة، ده لسة قدامنا شهر بحاله هبسطك على الاخر.
بالفعل إنطلقا باليخت إلى أن ابتعدوا كثيرا عن الشط حتى أنه اختفى عن أنظارهم واستقر فى وسط المياه، جلست «نيران» تتأمل المياه التى تعطى مظهرًا جماليًا يريح القلوب، أغلقت عينيها واستشعرت الهواء الذى يداعب وجهها، شعرت بأنها تخلصت من كافة ضغوط الحياه بينما هو تأملها فى تلك الحالة ولم تغادر إبتسامته عن وجهه وهو يراها هكذا، تحدث أخيرا وأردف: - أية رأيك ؟
إبتسمت بسعادة وهى تنظر حولها: - تحفة، الجو هنا روعة ويريح الأعصاب نظر إلى البحر واردف: - البحر اكتر مكان جميل فى الكون ده كله، على اد ما هو يخوف بس مليان أسرار عاد لينظر إليها ليجدها تتأمل وجهه بإبتسامة فردد: - اية بتبصيلى كدا لية رفعت كتفيها قبل أن تهز رأسها قائلة: - مش عارفة، بحب ابصلك .. مش بقدر امنع نفسى بلاقينى فجأة كدا سرحانة فيك.
اقترب أكثر منها وضمها بحب قائلًا: - انتِ عارفة ! زمان كنت أسمع عن قصص الحب المجنونة وكنت اقول هل فعلا ممكن حد يحب بجنون كدا ويعيش قصة حب محصلتش لغاية ما حبيتك يا نيران، حسيت إنك بيتى اللى ساكن فيه، الأكسجين اللى بتنفسه .. مش عارف انا حبيتك كدا امتى وازاى بس اللى متأكد منه هو انى عمرى ما اقدر استغنى عنك، انتِ اللى القدر جمعنا صدفة وانتِ اللى هحافظ عليكى لانك أجمل صدفة فى حياتى.
شعرت وكأنها ستطير فوق المياه لجمال ما سمعته، نظرت إلى عينيه نظرة عاشق غارق ثم مالت برأسها على صدره وظلت تتابع هذا المشهد المبهج فى جو من الحب والسعادة...
أسدل الستار عن النهار واشتد ظلام الليل وهم فى مكانهم، غفوت على صدره بينما هو ظل يداعب خصلات شعرها حتى وجد الظلام من حوله فهتف بهدوء: - نيران ! نونى فتحت عينيها بهدوء وهى ترفع برأسها لتنظر له، إبتسم بحب وأردف: - الدنيا ضلمت تحبى نبات فى المياه ولا نرجع ونكمل اللى كنا متفقين عليه ! اعتدلت فى جلستها ونظرت للمكان من حولها ثم رددت بخوف: - لا نرجع انا بخاف من البحر فى الليل اصلا.
إبتسم ثم أشار إلى سائق اليخت وهتف: - رجعنا يا عم خميس ثم عاود النظر إليها وردد بحب: - تعرفى إنك لما بتكونى صاحية من النوم بتبقى قمر أوى إبتسمت بخجل قبل ان تحتضن كفه بيديها قائلة: - اللى يشوفك زمان ميشوفكش دلوقتى وانت رومانسى اوى كدا عدل لياقة قميصه بتباهى وأردف: - لا عيب عليكى ده انا فى الرومانسية معنديش ياما ارحمينى وبعدين انتِ لسة شوفتى حاجة ! ده لسة قدامنا شهر بحاله يعنى هتزهقى.
ضحكت ثم عادت لتستند برأسها على صدره مرة أخرى حتى عادا إلى الشاطئ، ساعدها على النزول من اليخت وقام بإصطحابها إلى أحد المطاعم وتناولوا العشاء فى جو رومانسى رائع، قام النادل بوضع الطعام أمامهم فهمّ يتناوله بنهم شديد فهو لم يتناول الطعام منذ الصباح، أشار إلى الطعام وردد: - ونبى مهما عملوا مفيش احسن من اكل البيت، يلا شهر عسل بعيدن انتِ يا قلبى اللى هتتحفينا فأكلك ابتسمت قبل أن تتوقف عن تناول الطعام ورددت بهدوء: - متبقاش واثق أوى كدا.
ضيق عينيه وهو يهتف بقلق: - يعنى أية ؟ أوعى يكون اللى فهمته صح اتسعت إبتسامتها لتقول بقلق خوفًا من رد فعله: - للأسف اللى فهمته صح، انا ثور لاهِ فى برسيمه، بس بعرف أعمل اندومى لوى ثغره ليرد معترضًا: - اندومى ! اكتر حاجة بكرهها فى الكون، مبتعرفيش تعملى حاجة خالص خالص ؟ رفعت كتفيها وهى تردد بإبتسامة: - خالص خالص.
- ما شاء الله يا قلبى، طيب افرضى انا مكنتش بعرف اطبخ كان زمان معدتنا باظت من الاكل ده صح ؟ تركت الطعام وابتسمت بسعادة وهى تصفق بيديها: - أية ده انت بتعرف تطبخ ؟ الله - ومالك مبسوطة كدا لية، تكونيش بتخططى إن أنا اللى اطبخ وانا مش واخد بالى هزت رأسها بالنفى قائلة: - لا يا حبيبى مش قصدى بس انت اللى هتعلمنى.
إرتفع حاجبيه بتعجب ثم فكر قليلًا قبل أن يجيب: - اشطا انا موافق بس هتكملى تدريبى تحمست من جملته الأخيرة وهتفت بصوت شبه مرتفع: - اتفقنا، ديل نظر إلى الجميع من حوله ثم عاود النظر إليها قائلًا: - ششش يامجنونة الناس هتبص علينا وطى صوتك وبعدين لو حد عرف أنى اللى هعلمك الطبخ مش هتبقى حلوة ليا ولا ليكى وهنتهرى نميمة وتريقة - ياسيدى فكك.
إنتهوا من تناول الطعام وهموا بالانصراف عائدين إلى الفندق، نظرت «نيران» حولها وخطر ببالها فكرة فقفزت وهى تمسك بزراعه قائلة: - طيف طيق يلا نعمل مسابقة جرى ونشوف مين هيوصل الفندق الاول إرتفع حاجبيه وهو يرمقها ويرمق الطريق من حوله ثم أردف: - بطلى جنان يا نيران الناس هتقول علينا هربانين من مستشفى المجانين ومش بعيد يحدفونا بالطوب هزت ذراعه وهى تستعطفه قائلة: - بليز يا طيف علشان خاطرى فكر قليلًا فى طلبها ثم إبتسم ليجيبها: - ماشى يلا بينا.
بدأوا فى الركض إلى الفندق، نظرت إليه وهتفت بسعادة: - ايوة بقى هوصل قبلك رفع حاجبيه بإبتسامة قائلًا: - انتى شايفة كدا ! طب ماشى ثم أسرع فى الركض حتى سبقها ووصل أمام الفندق قبل أن تصل هى وقفز كالاطفال وهو يشير إليها بسعادة: - ههاااو وصلت قبلك.
وصلت إليه وبدأ الإثنان فى الضحك سويًا وانطلقوا إلى داخل الفندق بجانب بعضهم البعض وأثناء دخولهم لاحظ طيف تلك الجملة فوق المصعد الكهربائى "the heart of the hotel" "قلب الفندق" نظر إلى تلك الجملة ثم نظر إلى نيران وهتف بقلق: - هى الجملة دى هنا ! مبتفائلش بيها من ساعة اللى حصل نظرت هى حيث ينظر وضحكت قائلة: - انا قولتلك أية الصبح ؟
فى تلك اللحظة فتح باب المصعد وخرج منه رجل يبدوا عليه البنيان القوى ويرتدى بدلته، كان يتحدث إلى تلك السيدة أثناء مروره من أمام طيف ونيران فتابعه طيف بعينه وتقدم خطوتين تجاهه وهو يردد: - اوبا مش قولتلك يا نيران مش بتفائل بالجملة دى عقدت ما بين حاجبيها وهى تردد بتعجب: - مين ده ؟ انت تعرفه إلتفت نصف إلتفاتة وردد بإبتسامة واسعة: - أعرفه ؟ ده انا اعرفه ونص، اجهزى يانونى .. مهمة بنت القلب الموسم التانى بدأت ياروحى. تمت الجزء التالي رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد