رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السادس والعشرون
انتشر هؤلاء المقنعين فى كل مكان بالفندق وبكثافة شديدة وكأن الحرب قد بدأت للتو، أطلقوا الطلقات النارية فى كل مكان مما جعل الجميع ينخفض والبعض الآخر يصرخ من الخوف فهتف قائدهم بصوت مرتفع وغاضب: - لا أريد أن أسمع صوت أحد، ليصمت الجميع وإلا أطلقت الرصاص على الجميع، من يخالف تعليماتى سيكون الموت مصيره ثم أشار إلى مساعده واردف: - اريد السيطرة على كافة المداخل والمخارج الرئيسية للفندق وزرع القنابل بها حتى لا تستطيع المباحث الفيدرالية الدخول، أنشر كافة القوات بالفندق .. لا أريد خروج أحد من غرفته أومأ برأسه وبدأ فى تنفيذ أوامره أما هو فبقى واخذ ينظر بعينيه فى كل مكان بحثاً عن شئ يريده ...
عاود إغلاق باب الغرفة بهدوء ثم إلتفت ليقول بصوت منخفض: - المكان مليان وتقريباً استولوا على الفندق كله واحنا مش معانا سلاح ! تركهم غيث واتجه إلى سريره ورفع مرتبته وسحب من أسفلها حقيبة قماشية كبيرة والقاها أمامهم وهو يقول: - السلاح جاهز.
انخفض رماح وبدأ يبحث فى الحقيبة عن السلاح وبالفعل اخذ رشاش ومسدس وبعض الطلقات النارية ثم اعتدل وهتف: - تمام بما إنكم متدربين عل أعلى مستوى يبقى كلنا هنمسك سلاح ونفكر بالعقل كدا قبل ما نعمل أى حاجة لأن الاعداد مش قليلة ده غير إنهم استولوا على كل الفندق ففرصة إنهم يزرعوا متفجرات ويحولوا المبنى كله لقاعدة ليهم كبيرة جدا يعنى دلوقتى خروجنا من هنا هيبقى عن طريق تفكيرنا مش دراعنا ..تمام !
كانا يستقلان سيارة أجرة فى طريقهم إلى الفندق بعد رحلة سفر طويلة حتى لاحظ طيف شئ غريب فأوقف السائق وترجل من السيارة ورفع رأسه لأحد الشاشات الضخمة الموجودة بأحد الميادين بولاية "لوس أنجلوس" وكان المشهد كالأتى: كانت هناك ناقلة إذاعية تقف وخلفها أعداد ضخمة من رجال الشرطة الأميركية والكثير من المدرعات وعربات التدخل السريع فأوقف أحد المارة وهتف متسائلا باللغة الإنجليزية: - ما الذى يحدث ؟
أجابه هذا الرجل وهو ينظر إلى تلك الشاشة الضخمة: - إستولى الإرهابيون على أحد الفنادق الشهيرة بالولاية ويحتجزون عدد كبير من الرهائن نظر إلى الشاشة بتعجب وبدأ الشك يراوده فقرر العودة إلى السيارة مرة أخرى وأمر السائق بالتحرك إلى هذا الفندق مما أثار دهشة نيران التى هتفت متسائلة: - مش ده الفندق اللى هنروحه ! هز رأسه بالايجاب قائلاً: - عارف، الفندق ده فيه ناس استولت عليه دلوقتى والمكان كله متحاصر وحاجزين رهائن فيه.
عقدت ما بين حاجبيها بتعجب قائلة: - واحنا مالنا ؟ إحنا جايين نخلص مهمتنا - ياستى افهمى، بنسبة 90% غيث وليان فى الفندق ده والمافيا هم اللى استولوا عليه علشان يقتلوهم .. الخوف بقى يكون رماح وفاطمة معاهم هناك يبقى كملت إرتفع حاجبيها وبدأت تفكر حتى نطقت: - بس إحنا هنخش ازاى، اكيد المباحث الفيدرالية مقفلين المكان هناك خالص ومحاصرينه من كل إتجاه نظر إلى الطريق بجواره وردد: - نروح بس وساعتها نشوف طريقة للدخول.
بالفعل وصلا إلى مكان الفندق وكما توقع كان المكان ممتلئ عن آخره بعربات الشرطة ورجال المباحث الفيدرالية والجيش الأمريكى، كان الوضع حرج خاصاً بأن هناك إحدى الشخصيات الهامة بالفندق والتى اتضح أنها سفيرة لإحدى الدول مما زاد الوضع سوءاً ...
نظر إليها بعد ان مرر اصابعه بين خصلات شعره واردف: - عندق حق هنخش ازاى دول حتى حاظرين المنطقة المحيطة بالفندق وكله واقف بعيد، اقطع كم القميص اللى لابسه ده إن ما كان كل ده علشان غيث وليان جلست على مقدمة إحدى سيارات الشرطة واردفت: - اممم الموضوع شكله جد إرتفع إحدى حاجبيه قبل أن يجذبها بعيدا عن السيارة وهو يقول: - قومى من على العربية ياما انتى مش فى رمسيس، وبعدين اكيد شكله جد انتى مقولتيش جديد يعنى.
عقدت ساعديها أمام صدرها وبدأت تفكر فى حل لتلك المعضلة حتى ابتسمت فنظر إليها بنصف عين قائلاً: - انتى بضحكى ؟ هو فعلا الوضع يضحك ولا انا مش واخد بالى من الارجوز اللى بيرقص قدامك ضربته بكتفه بقوة قبل ان تهتف بجدية: - مش بضحك علشان كدا يا ذكى، انا لقيت طريقة ندخل بيها دلك موضع ضربتها بتألم وهتف: - اية انتى ايدك حديد ! براحة شوية وبعدين هنخش ازاى يا ست المخططة الخطيرة.
ابتسمت وبدأت سرد خطتها عليه: - بص يا سيدى شايف المبنى ده ! رفع بصره فوجد مبنى عالى وضخم للغاية فخفض بصره مرة أخرى وردد: - أوعى يكون اللى فى بالى ! إتسعت إبتسامتها وتابعت: - هو اللى فى بالك، تقريباً لسة محدش دخله ولا سيطر على المنطقة كاملة، لو طلعنا واستعملنا حبال هنقدر نحدفها على الفندق ونخش من اى شباك من الازاز ده.
إتسعت حدقتيه برعب شديد وصاح معترضا: - انتى مجنونة ! قولى انك مجنونة ايوة فعلا مجنونة .. واحدة كان نفسها تتسخط قطة وعايزة يطلعلها ديل اكيد مجنونة، بصى بصفتى الدكتور بتاعك فأنا بقولك انتى محتاجة لدكتور نفسى شاطر او روحى للمستشفى علطول - اسمعنى بس قاطعها بحدة: - اسمع اية ياما ! احنا حتى لو نجينا من النطة احتمال ان جسمنا يتشوه ووشنا يبوظ من الازاز ده مليار فى المية ده لو عيشنا أصلا رمقته بنظرة مجهولة قبل ان تردد بغضب: - أدى اخرة اللى يروح مهمة خطر زى دى وميكونش كمل تدريبه، انا هنفذ اللى قولتلك عليه ده .. عايز تيجى معايا اهلا وسهلا تنور ولو القطة خايفة خليها هنا تتفرج على الاكشن من بعيد.
ثم رحلت وتركته فى حالة غليان مما قالته ...
بالفعل ذهبت لشراء كافة متطلباتها واتجهت إلى الاعلى بعدما تخفت من الجميع وقامت بربط الحبل بإحكام وأستعدت للقفز لكنها لاحظت حركة خلفها فأستدارت لتجده فأبتسمت رغماً عنها، نظر إلى الحبل الذى بيدها ثم نظر من فوق المبنى على ذلك الفندق وهتف: - انا معاكى بس قوليلى هنعمل اية بالظبط.
إلتفتت ورددت بجدية: - بص إحنا هننزل عن طريق الحبل ده، هنتعلق وننزل بيه واثناء نزولك تكون رافع رجلك قدام وشك وتكون فى مقدمة جسمك علشان رجلك هى اللى تكسر الازاز ده وبكدا مش هتتأذى ولا هيحصلك حاجة .. فهمت ! رمق المبنى مرة أخرى وابتلع غصة مريرة فى حلقه وهتف بتردد: - فهمت .. انزلى انتى الاول طيب علشان اقلدك ضحكت من طريقته ورددت: - طيب يا طيف، ربنا يستر.
تشبثت بالحبل جيداً ثم نظرت إليه وهتفت بجدية: - انا هنزل وبعدين انت ورايا علطول، هتمسك الطرفين دول كويس وتسيب الحبل ينزلك لتحت وزى ما قولتلك رجلك فى مواجهة وشك أومأ رأسه بالإيجاب وانتظر حتى قامت هى بالنزول بالفعل وكسرت الزجاج ونجحت بالدخول إلى الطابق العلوى بالفندق، أشارت إليه من الداخل فامسك بطرفى الحبل بإحكام ثم نظر إلى الأسفل وسرعان ما اغلق عينيه والتقط أنفاسه بصعوبة وأخيرا قفز ورفع قدمه فى مواجهة وجهه كما أخبرته واصطدم بالزجاج المتبقى ووقع إلى الداخل، نهض من مكانه واخذ يتحسس جسده وهو لايصدق ما فعله منذ لحظات، هتف بصدمة وحيرة: - اية اللى انا عملته ده ! انا حى ؟
إبتسمت واجابته: - ايوة حى، يلا بقى نشوف مكانهم ده لو موجودين أساساً وخلى بالك علشان إحنا مش معانا سلاح أومأ رأسه بالإيجاب وأردف مازحاً: - وأنا اللى كنت بتفرج على أفلام الاكشن واقول بينطوا ويتشعلقوا كدا ازاى، مين كان يصدق أنى اللى اعمل الكلام ده .. تخيلى بعد الاكشن ده كله نتقتل ونموت .. هنبقى حاجة فى منتهى القطط المشمشية رفعت كفها فى وجهها وهى تقول معترضة: - يا ساتر، اهدى بالله عليك متفولش.
تابع رماح بجدية وهو يرسم علامات بمنتصف ورقة صغيرة: - المهم كلنا نغطى ضهر بعض، وزى ما قولت اهم حاجة نسيطر على المكان وميبقاش بينا ثغرة نهائى وبالعقل قاطعته ليان وهى تشير إلى الخارج: - كم الشرطة اللى برا بيقول ان الموضوع صعب ده غير القنوات قدامك اهى بتقول ان اكتر من 200 واحد استولوا على الفندق واحنا اربعة بس .. انهى عقل اللى هيخلينا نقتل 200واحد عارفين ودارسين مداخل ومخارج الفندق كويس ابتسم رماح إبتسامة ذات مغزى واردف: - عندك اقتراح تانى !
تدخل غيث فى تلك اللحظة واردف: - رماح باشا اللى هنعمله ده بنسبة 90% هينتهى بموتنا، دلوقتى مش قصة تدريب ولا اى كلام من ده .. دلوقتى مشكلة انهم دارسين كل حاجة واكيد مليون فى المية استولوا على كل الادوار دلوقتى يعنى بمجرد ما نخرج من هنا لو خلصنا على المسؤولين عن الدور ده هنتجاب بردو لانهم اكيد استولوا على اوضة المراقبة والكاميرات هتجيبنا.
حاولت فاطمة أن تهدأ من حدة الموقف واردفت: - الموضوع ده صعب بس احنا قدامنا حلين .. يا إما نموت واحنا واقفين على رجلنا وبنقاوم او نموت واحنا قاعدين خايفين زى الفيران فى الاوضة هنا، تختاروا اية ؟ تبادلا "غيث، نيران" النظرات قبل ان يقولا فى صوت واحد: - الإختيار الاول ثم تابع غيث وهو ينظر إلى ليان: - واضح إنها نهايتنا.
ثم إبتسم وتابع: - كان شرف ليا انى اتدرب تحت ايدك إبتسمت هى الأخرى واردفت: - انا اللى كان شرف ليا ادرب حد زيك يا غيث كانت تتابعهم فاطمة بإبتسامة واسعة حتى قاطعهم رماح بجدية: - مش وقت تسبيل دلوقتى، اجهزوا نظرت إليه فاطمة ولوت ثغرها وهى تقول بضيق: - مفسد اللحظات السعيدة، يلا يا اخويا.
استعد الجميع وجهزوا أسلحتهم النارية وتقدم رماح ليقوم بفتح باب الغرفة، فتحه برفق ومد رأسه إلى الخارج ليتابع ما يحدث فوجد رجلين الاول يحمل سلاح رشاش ويقف فى بداية الممر والاخر يتجول ذهاباً وإياباً بالممر، دلف إلى الداخل مرة أخرى واخبرهم بما شاهده واستعدوا جميعا للخروج، تحرك غيث بخطوات هادئة ومتمهلة حتى وصل إلى هذا الرجل الذى يتجول وقام بخنقه من الخلف وشدد من غلق ساعده على رقبته حتى انقطعت أنفاسه وسقط أرضا .
فى الجهة المقابلة كان رماح يتابع حركات الكاميرا وتخفى منها ووصل إلى مقدمة الممر وقام بخنق هذا الرجل بسلاحه وشدد من قوة قبضته حتى وقع هو الاخر .
رفعتها ليان لتصل إلى تلك الكاميرا وقامت بفصلها على الفور مما أدى إلى انقطاع إرسال تلك الكاميرا على شاشة غرفة المراقبة فتحرك أحدهم وهتف بقوة: - الطابق السابع انقطع بث الكاميرا به، اذهب وتفقد الأمر - حسنا.
استعد الجميع لقدومهم بسبب إنقطاع الإرسال وبالفعل حضر رجلين يحملان الاسلحة وما ان وصلا إلى الممر حتى اتجه رماح ومعه فاطمة بإتجاه الاول و اتجه غيث ومعه ليان بإتجاه الثانى وقاموا بقتلهم بإستخدام سكين حاد .
وقف رماح وهتف بصوت منخفض: - دلوقتى هنطلع فوق، لازم نسيطر على اوضة المراقبة لان حركاتنا هتبقى فى خطر لو معملناش كدا أومأ الجميع برأسهم وبدأوا فى التحرك لأعلى بحذر مع أخذهم بالإعتبار حركة الكاميرات، كان هذا الطابق عكس الطابق السفلى فلقد كان فيه العديد من رجال المافيا الذين يرتدون الاقنعة السوداء ويحملون الاسلحة الرشاشة الضخمة لكن هذا لم يشكل خطرا على رماح ومن معه فهم على دراية تامة بكافة التحركات وعلى اتم الاستعداد لحدوث اى شئ، همس غيث وهو ينظر إلى هذا الكم من الرجال: - لازم نغير خطتنا، هنستعمل الاسلحة.
أومأ رأسه بالايجاب وردد بجدية: - كله يركب كاتم الصوت للمسدسات، كل واحد فينا هيضرب على واحد منهم ويوجه للتانى .. هم كلهم 7 هنخلص عليهم ونخش الاوضة اللى تقريبا هيبقى فيها اتنين او تلاتة بس، جاهزين ردد الجميع بصوت منخفض: - جاهزين قاموا بتركيب كاتم الصوت لأسلحتهم واطلقوا الرصاص على الجميع بعد إشارة رماح، استمع احدهم داخل الغرفة بصوت سقوط احدهم على الأرض فأمر الرجل الاخر الذى معه بتفقد الامر بالخارج وبالفعل خرج ليتفقد الأمر وما إن خرج من الغرفة حتى قامت ليات بلف رقبته بقوة وكسرتها بينما دلفت فاطمة إلى الداخل واطلقت الرصاص على الشخص المتبقى.
دلف رماح ونطق بإبتسامة: - عاش اوى، كدا نقدر نتحرك فى الفندق من غير ما حد يشوفنا فى الكاميرات وينبه الكل تقدمت فاطمة وضيقت عينيها وهى تقول بتساؤل: - ودلوقتى هنعمل اية ! الفندق ضخم والدورين دول اصغر دورين فى الفندق إنما تحت هيبقى كل دور فيه حوالى 5 ممرات والممر فيه حوالى 15 اوضة وياعالم مستخبيين فين.
هنا تكلم غيث بعدما تقدم خطوتين إلى داخل الغرفة: - الحل اننا نتفرق، كل واحد مننا ياخد طرقة هزت ليان رأسها بالرفض وهتفت بإعتراض: - مش هينفع .. مع بعض هيبقى امان لينا اكتر هنا قاطعهم رماح ونطق بجدية: - كلام غيث صح، لازم نتفرق ثم نظر إلى ليان وتابع بإبتسامة: - وبعدين مش عضو فى المافيا ومتدربة على أعلى مستوى وتقولى كدا.
ضيقت ليان عينيها وهتفت بتحدى: - مش بتكلم عن نفسى انا وغيث، احنا نقدر نحمى نفسنا كويس اوى وياما حمينا نفسنا ونجينا من مواقف اصعب من دى .. انا بتكلم عليكوا إنتوا هنا تدخلت فاطمة كعادتها لتفض الإشتباك بينهم ورددت: - إحنا مش هنتخانق دلوقتى ! وبعدين ليان عندها حق يا رماح، إحنا مهما كنت متدربين وجاهزين فهى تعرف اكتر عنهم وعن تحركاتهم ولازم نبقى مع بعض على الاقل كل اتنين مع بعض.
هنا ابتسمت ليان واردفت: - خلاص انا وانتى و هو وغيث وافقتها فاطمة الرأى بشدة وهتفت: - تمام اوى انا معاكى، يلا بينا فى تلك اللحظة استمعوا لصوت من الاعلى ويبدو أنه صوت وقوع أحد فأجته رماح إلى الخارج ونظر إلى الأعلى ثم عاود النظر إليهم قائلاً: - فيه حاجة فوق ! تقدم غيث وشدد قبضته على سلاحه وهو يقول: - فوق الدور الاخير، تقريباً بيعملوا حاجة تقدم رماح بإتجاه الدرج وهتف بحماس: - يبقى بينا على فوق، اجهزوا.
وبالفعل تحرك الجميع بحذر إلى الأعلى وما إن وصلوا حتى وجدوا ثلاث جثث لعناصر من المافيا فنظر كل منهم إلى بعضه بتعجب وفجأة خرجت نيران ومعها طيف من خلف أحد الحوائط وكادا يطلقان النار لكن اسرعت فاطمة وهتفت: - متضربوش خفض طيف سلاحه واعتلى ثغره إبتسامة ونظر إلى نيران التى خفضت سلاحها هى الأخرى وردد بثقة: - وربنا أنا دماغى دى سم، قولتلك انهم هيبقوا هنا نظر غيث إلى ليان وهتف الاثنان فى صوت واحد: - مين دول.
تقدم طيف وهتف بإبتسامة: - أنا الدكتور النقيب طيف أيمن ودى نيران، شرطة مع بعضينا ان شاء الله، انتوا بقى غيث وليان اللى الدنيا مقلوبة علشانكوا ! هتف رماح بتساؤل بعدما عقد نا بين حاجبيه: - انتوا أية اللى جابكوا هنا ! انا مش فاهم حاجة تقدمت نيران بضع خطوات واردفت: - جينا بتكليف من اللواء أيمن، كلفنا نحمى ضهركم وتابع طيف بنفس الإبتسامة التى لم تختفى: - بالظبط ده اللى حصل ودلوقتى أنا قائد المهمة.
إرتفع حاجبيه ليقول بغضب وإعتراض: - نعم ياخويا ! قائد اية ؟ ضحك طيف واردف: - بهزر يا باشا بس أنا المسؤول انى ارجعكم مصر سالمين غانمين واسم المهمة وكلمة السر اللى هنتواصل بيها "بنت القلب" اتسعدت حدقتيه ونظر إلى فاطمة ثم عاود النظر إلى طيف مرة أخرى وهو يقول بغضب: - بنت اية يا حبيبى !
اتسعت ابتسامته وتابع: - القلب يا باشا .. بالقاف - اللواء ايمن سمى المهمة بنت القلب ؟ هز رأسه بالايجاب قائلاً: - وخلاها كلمة السر بينا كمان وجه أنظاره إلى الجميع وهو يردد: - ازاى يعنى ! هنا اختفت ابتسامته وتحدث بجدية: - مش وقته يا باشا، الدنيا مقلوبة تحت وبرا .. يلا خلينا نخرج من عالم المافيا اللى إحنا فيه ده.
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السابع والعشرون
أشار "رماح" إليهم وبدأ فى سرد خطته للخروج من هذا الحصار: - احنا هنبدأ نستولى على كل دور طول ما احنا نازلين هنقسم نفسنا كل اتنين فى ممر ونتقابل فى نهاية كل ممر وننزل على اللى بعده مفهوم ؟ أومأ الجميع برأسهم ليعبروا عن موافقتهم لخطته وبالفعل بدأوا بالتحرك إلى الأسفل بحذر على ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى كان بها رماح وغيث والمجموعة الثانية تضم فاطمة وليان والمجموعة الثالثة تضم طيف ونيران .
وصلوا إلى الطابق الأسفل وبدأت كل مجموعة بالهجوم على الرجال المقنعين ونجحوا فى ذلك واستمروا بخطتهم حتى وصلوا إلى طابق ولكن كان به الكثير من رجال المافيا المقنعين فاتجه طيف بحذر إلى الأمام ومعه نيران .. رفع الاثنان أسلحتهما النارية الكاتمة للصوت وأطلقا الرصاص على الجميع لكن أحدهم اختبأ خلف الجدار ومن ثم خرج مرة أخرى ولكن تلك المرة وهو يطلق الرصاص من سلاحه الرشاش فقفز طيف ليبتعد عن مرمى الرصاص وكذلك نيران فى الجهة الأخرى وكان صوت إطلاق الرصاص كافى ليعلم الجميع بحدوث شىء.
انتفض قائد رجال المافيا «كريس» المسئول عن الاستيلاء على الفندق وارتفع صوته وهو ينادى على أحد مساعديه: - رينولدز ما الذى يحدث؟ اقترب منه وهتف بقلق واضح: - لقد فقدنا الاتصال بغرفة المراقبة، يبدوا أنهم يقاومون رجالنا بالأعلى خلع قناعه وبرزت أسنانه لتعبر عن مدى غضبه ليقول بغضب شديد: - أرسل الكثير، لا أريدهم أحياء ... أريدهم موتى، هيا.
على الجهة الأخرى بخارج الفندق كانت قوات الشرطة تتواجد بشكل مكثف وفى حالة استنفار أمنى، نظر أحد الضباط «إيدبوان» إلى القائد ذو الرتبة الرفيعة وهتف: - صوت إطلاق الرصاص بالداخل يعنى أنهم بدأوا بقتل الرهائن تحرك القائد «جوزيف» إلى الأمام خطوتين وهو يردد بجدية: - لا لا أظن ذلك، هم ليسوا بهذا الغباء .. إنهم على دراية تامة بأنهم إن قتلوا الرهائن سنداهم الفندق ونقضى عليهم، أشعر بأن إطلاق الرصاص يأتى من بعض الرهائن الذين يحاولون الهروب، ما يقلقنى هو وضع السفيرة بالداخل .. هل حاولت اختراق إحدى الهواتف للرهائن بالداخل.
نظر إلى الأسفل وردد بأسى: - لا .. لقد أغلقوا جميع الهواتف، إنهم يدركون جيدًا ماذا يفعلون، أقترح يا سيدى بأن تتقدم قواتنا وتداهم الفندق هز رأسه بالرفض وضم شفتيه بقلة حيلة قائلًا: - مع الأسف لن نستطيع .. لديهم الكثير من الرهائن بالإضافة إلى السفيرة، ما أريد معرفته الآن من يطلق الرصاص ولماذا !
فى الداخل استطاع طيف إيقاع هذا الرجل بإطلاق رصاصة لتصيب قدمه فأطلقت نيران الرصاص لتقتله فى الحال ..
انتهت الذخائر من رماح فألقى بسلاحه وقفز بداخل إحدى الغرف ليحتمى من طلقات الرصاص المتسارعة، اختبأ خلف أحد الأبواب وصرخ بصوت مرتفع: - غيث أنتَ سامعنى ! لم يتلقَ أى إجابة مما زاد قلقه، لم يعرف ماذا يفعل فهو فى وضع حرج للغاية كما تزايدت أصوات الطلقات النارية بالخارج فعلم بأن الدعم أتى وأنهم هالكون لا محالة لكنه تذكر كلمة طيف باسم المهمة "بنت القلب" فتعجب كثيرًا من هذا الاسم لكنه فى تلك اللحظة علم بأنه لم يختار هذا الاسم بالصدفة وأن له دلالة التقط أنفاسه بصعوبة وردد: - ياترى تقصد ايه ببنت القلب يا طيف، ماظنش إنها تفاهة منك.
فى تلك اللحظة اتسعت عينيه عندما تذكر تلك الجملة التى كانت تعلو باب المصعد بهذا الفندق والتى كانت عبارة عن "the heart of the hotel" "قلب الفندق" والعجيب فى الأمر أن المسئول عن نقل الأشخاص بهذا المصعد هى فتاة ! هز رأسه عدة مرات وهو يقول: - معقولة تقصد اللى فى بالى يا طيف !
نظر من خلف الباب ليجد المصعد على بعد خطوات منه فالتقط أنفاسه وركض بسرعة شديدة إليه وضغط على الزر ثم اختبأ خلف الحائط حتى يستقر المصعد بهذا الطابق لكنه تفاجأ بأحد الرجال يقترب منه فحاول الثبات حتى لايشعر به لكنه علم بمكانه ووقف مقابلًا له واستعد لإطلاق الرصاص فأغلق رماح عينيه مستعدًا للموت، سمع صوت إطلاق النار ولم تصبه أى رصاصة ففتح عينيه ليجد هذا الرجل على الأرض وتقف خلفه فاطمة وعلى ثغرها ابتسامة هادئة فالتقط أنفاسه وهم أن يشكرها قاطعته هى قائلة: - مفيش داعى للشكر يا رماح، واقف بتعمل ايه هنا.
أجابها وهو يتجه إلى باب المصعد: - الرصاص اللى معايا خلص ضمت حاجبيها بتعجب قائلة: - طب أنتَ رايح للأسانسير ليه ؟ - هتعرفى دلوقتى، المهم امسكى الباب ده وأمنى المكان عقبال ما أشوف حاجة لم تعرف بماذا يفكر لكنها فعلت ما طلبه منها ودلف هو إلى المصعد وكما توقع لم يجد الفتاة لكنه ظل يتحسس جدرانه حتى اهتز جزء فالتفت قائلًا: - معاكِ سكينة ؟ أو أى حاجة حديد ! هزت رأسها بالإيجاب ومدت يدها بسكين وهى تتابع ما يفعله تارة وتنظر إلى الخارج لتراقب الموقف تارة أخرى.
حاول خلع هذا الصاج باستخدام السكين ونجح فى ذلك ليكتشف وجود سلاح و زخيرة خلفه كما اكتشف هاتف محمول لكنه مختلف "توجد به Attena " (جهاز إرسال كالذى يوجد فى الراوتر) وورقة صغيرة، قام بفتح الورقة وقرأ ما فيها وكان.
ده سلاح وزخيرة لوقت الشدة، والموبايل ده جهاز إرسال واستقبال للتواصل مع المباحث الفيدرالية واللواء أيمن فى مصر، كلمة السر دايما (بنت القلب) ابتسم رماح ونطق برضا: - الله عليك ياطيف أنتَ وسيادة اللواء فى تلك اللحظة ارتفعت أصوات الطلقات النارية مرة أخرى فهتفت فاطمة بقوة: - يلا يا رماح مفيش وقت.
سحب رماح السلاح وقام بوضع الرصاص به ثم قام بوضع الرصاص المتبقى بجيب بنطاله وكذلك الهاتف المحمول وانطلق إلى الخارج بصحبة فاطمة ليتفاجئ بأحد رجال المافيا أمامهما فأطلق الرصاص وأوقعه أرضًا ثم ركض إلى نهاية الممر ليجد طيف ونيران وليان ولا أثر لغيث فردد بتساؤل: - غيث فين ؟
جاء رد ليان الغاضب: - نعم هو مش كان معاك ؟ - أيوة كان معايا والرصاص خلص منى ولما ناديت عليه ماردش واختفى خالص وضعت كلتا يديها على وجهها وقالت بقلق: - هيكون راح فين يعنى أمسك رماح بكتف طيف وردد بجدية: - هنلاقيه وأنتَ يا طيف قُل لى دخلت أنتَ ونيران الفندق ازاى.
أخبره طيف بطريقة دخوله المجنونة إلى هذا المكان فابتسم رماح وسحب الهاتف المحمول من جيب بنطاله وأردف: - طيب كلم الشرطة وقلهم على طريقة الدخول دى واحنا هنقاوم فيهم على اد ما نقدر لغاية ما تعمل كدا، مفهوم ؟ هز رأسه بالإيجاب وهو ينظر إلى الهاتف: - تمام تمام دلف إلى الغرفة وبقى الجميع بالخارج كل منهم يقف خلف حائط وبدأ إطلاق الرصاص مرة أخرى بين الطرفين ...
اتجه الضابط إيدبوان الى قائده جوزيف ومد يده بالهاتف قائلًا: - سيدى مكالمة من داخل الفندق اتسعت عينيه وأخذ الهاتف على الفور ورد قائلًا: - من تكون ؟ - استمع جيدًا، نحن نقاوم هذا الهجوم الإرهابى على الفندق، أنا ومجموعة من ضباط الشرطة المصريين، هناك طريقة تمكنكم من دخول الفندق بسهولة ...
ظل "كريس" يتحرك ذهابًا وإيابًا وهو يستمع إلى صوت إطلاق النار الكثيف، نظر إلى رينولدز وهتف بغضب: - كم عدد هؤلاء الأوغاد ؟ - عددهم يتخطى الأربعة أشخاص يا سيدى خبط بغضب على الحائط وردد: - كيف ذلك ؟ من أين حصلوا على المساعدة ! أعطينى الهاتف أريد التحدث إلى سواريز أخذ الهاتف منه ونقر عليه عدة نقرات ثم رفعه على أذنه وانتظر الرد ليأتى الرد من سواريز: - ما الذى يحدث ؟
تحرك كريس بعيدًا عن الرهائن وأردف بانفعال: - هناك الكثير منهم ويشكلون خطرًا كبيرًا، أخشى أنهم قاموا بقتل أكثر من نصف رجالنا نهض سواريز من على الكرسى الخاص به وصاح بانفعال: - ماذا ؟ كيف لاثنين أن يفعلوا كل هذا ؟ أخبرنى ! حرك رأسه بحيرة وردد بخفوت: - لا أعلم يبدو أنهم أكثر من أربعة أشخاص، هناك من يساعدهم.
تحرك خطوتين إلى الأمام وهو يفكر فى شىء ثم ردد بهدوء: - هناك من يساعدهم ؟ حسنًا .. تعامل مع الموقف الآن وسأقوم تنفيذ الخطة البديلة
أنهى المكالمة معه ثم نقر على هاتفه عدة نقرات ورفعه على أذنه ليقول بغضب وانفعال: - وائل، نفذ الآن وبعد الانتهاء أخبرنى ...
بدأت قوات الشرطة بالدخول إلى الفندق بنفس طريقة دخول طيف ونيران وظل الجميع يقاوم إطلاق النيران حتى حضر غيث فهتفت ليان وهى تطلق الرصاص فى كل مكان: - كنت فين رفع سلاحه وأطلق الرصاص ثم نظر إليها قائلًا: - هقولك بعدين المهم الشرطة دخلت الفندق ونازلين دلوقتى.
هتف طيف بصوت مرتفع حتى يصل صوته من بين صوت الطلقات النارية: - سيبوا أسلحتكم وخشوا أى أوضة بسرعة .. أنتوا مجرد مدنيين عادى إنما احنا شرطة مصرية هنتصرف أومأ الاثنان رأسهم بالموافقة وأطلقوا عدة رصاصات حتى يستطيعا التحرك إلى إحدى الغرف وبالفعل نجحا فى ذلك، انتشرت قوات الشرطة الأمريكية بالفندق بشكل مكثف بينما توقف الجميع "طيف، نيران، رماح، فاطمة" عن إطلاق النيران وأسندوا المهمة لرجال الشرطة وبالفعل نجحوا فى السيطرة على الفندق وإلقاء القبض على باقى عناصر المنظمة المتبقيين ومن بينهم كريس الذى تفاجأ بكم الشرطة الهائل من حوله ...
انتهت الإجراءات وتم الإفراج عنهم بعدما تأكدوا من هويتهم كرجال شرطة مصريين ووجهوا الشكر لهم لشجاعتهم فى مثل هذا الموقف الصعب وقاموا بالتوجه إلى إحدى المنازل بولاية كاليفورنيا ليجدوا غيث وليان بانتظارهم فهتفا بابتسامة: - عاش يا مصريين ابتسم طيف وعدل لياقة قميصه بتفاخر: - دى أقل حاجة عندنا يا عم غيث وقفت ليان وهتفت بتساؤل: - بس قلتوا ايه للمباحث الفيدرالية ؟
ابتسمت فاطمة وجلست وهى تقول: - قلنا إن أنا ورماح مخطوبين وطيف ونيران مخطوبين وكنا جايين سياحة هنا وحصل اللى حصل ولما طيف ونيران كانوا برا وعرفوا اللى حصل دخلوا الفندق بالطريقة اللى عملوها دى علشان يساعدونا وبس جلس رماح بارتياح ونظر إلى طيف قائلًا: - كلم اللواء أيمن يا طيف وبلغه إننا بخير واعرف منه الطيارة الخاصة هتيجى تاخدنا امتى.
رفع طيف الهاتف ونقر عليه عدة نقرات وهو يقول: - حاضر تمام، هخرج أكلمه برا عقبال ما الأكل يجهز، أنا جعان يا جدعان ياريت لو وزة أو بطة كدا ضحكت نيران وهتفت بتعجب: - وهنجيبلك منين وزة وبطة إن شاء الله ؟ - يا ستى اتصرفى أنتوا ما شاء الله 3 بنات أهم ومصريين كمان يعنى مش هتغلبوا.
اتجه إلى الخارج بعدما أجابه والده ثم تحدث بثقة وسعادة بالغة: - المهمة نجحت يا كبير وكلنا بخير يعنى حط فى بطنك برتقالة صيفى بلاش بطيخة كفاية الكرش اللى عندك أتاه رد والده الذى لم يبشره بالخير: - تمام أوى يا طيف عاش يا رجالة، الطيارة هتوصل بكرا بالليل وهبعتلك كل التفاصيل التانية فى رسالة على الإيميل بتاعك عقد ما بين حاجبيه بتعجب وأردف: - مال صوتك يا بابا ؟
حاول أيمن إخفاء ما حدث على ابنه وأردف بجدية: - مفيش يا طيف بس في شغل كتير وعندى اجتماع فى الوزارة دلوقتى المهم خليكوا فى الشقة اللى أنتوا فيها لغاية ميعاد الطيارة وخلى بالك كويس أوى مفهوم أومأ رأسه بالإيجاب قائلًا: - تمام يا بابا، يلا تشاو أنهى المكالمة ثم نظر إلى الهاتف وهو يرمقه بنصف عين قائلًا: - أقطع كم التيشيرت اللى املهوش كم ده إن ما كان في حاجة ...
دلف طيف إلى الداخل مرة أخرى وجلس على أحد الكراسى بينما تعرف الجميع أكثر على غيث وليان وتبادلوا الحديث حتى لاحظوا صمت طيف على غير عادته فهو دائمًا كثير الكلام وكثير المزاح فهتفت نيران بعدما عقدت ما بين حاجبيها: - ما تشاركنا يا طيف ! مالك جيت من برا سرحان كدا ابتسم على الفور وهتف قائلًا: - معلش صداع جامد، باينلى جالى كورونا يا جدعان ابتعدت فاطمة عنه قائلة: - ايه كورونا !
رفع يده فى الهواء ليشير إليها قائلًا: - مالك خايفة وبتجرى كدا ليه زمانك اتعديتِ خلاص، أنا هخش أنام شوية عقبال ما تتصرفولنا فى أكل هتف رماح وهو يمسك بالتيشيرت الخاص به: - استنى يا طيف خدنى معاك أحسن بقالى قرن منمتش.
انتهى اليوم وخلد الجميع إلى النوم عدا طيف الذى تأكد من نوم الجميع ثم نهض من على سريره واتجه إلى خزانة الملابس وبدل ثيابه وهو يلتفت يمينًا ويسارًا خوفًا من أن يكون تحت رقابة أحدهم، بدل ثيابه ثم أخذ هاتفه ورحل . وقف على مقدمة إحدى الطرق ليتفاجئ بسيارة تقف أمامه ويخرج منها رجلين وقاما بوضع قطعة قماشية على عينيه كى لا يرى وصحبوه إلى الداخل وانطلقا فى طريقهم ...
وصلوا أخيرًا إلى القصر وقادوه إلى الداخل وما إن وصلوا الى ساحة القصر الكبيرة حتى خلعوا تلك القطعة القماشية ليظهر سواريز أمام طيف وعلى وجهه ابتسامة هادئة، ظل يحدق به لفترة ليست بالقصيرة ثم قام والتف حوله حتى عاد أمامه مرة أخرى وأردف: - هل تعرف من يقوم بخداعى كيف ينتهى مصيره ؟ صمت قليلًا ثم تابع بابتسامة: - يكون مصيره الموت.
استقام طيف فى وقفته وهتف بثقة: - أعلم ذلك، لقد جئت برغبتى ... يسرنى التعرف بك ابتسم سواريز ثم اتجه إلى الخادم وأخذ منه كأسين وتقدم بإتجاهه مرة أخرى ومد يده قائلًا: - وأنا يسرنى التعرف بابن اللواء أيمن ضياء، لنشرب فى نخب خطتنا الأولى ابتسم طيف وهتف بابتسامة: - عفوًا لا اشرب الخمر أشار إلى الخادم فتقدم وأخذ منه الكأس وعاود النظر إلى طيف قائلًا: - كما تشاء ..
انتهى اللقاء بينهما وعاد إلى المنزل مرة أخرى وما إن فتح باب الشقة حتى وجد نيران أمامه فردد بتعجب: - نيران ! ايه اللى مصحيكِ لغاية دلوقتى ؟ عقدت ساعديها أمام صدرها وهتفت بشك: - كنت فين ؟ تحرك إلى الداخل وهو يقول: - كنت بشم شوية هوا وبعدين ايه التحقيق ده، ده احنا ظباط زى بعض حتى.
رفعت يدها ووجهت المسدس تجاهه وعادت سؤالها مرة أخرى ولكن تلك المرة بغضب: - كنت فين يا طيف تفاجأ بفعلتها فهتف بدهشة: - ايه اللى بتعمليه ده يا نيران ! أنتِ بتهزرى صح ؟ - لا مش بهزر يا طيف بس أنتَ مقبوض عليك، لو حاولت تقاوم هضربك بالرصاص ارتفع حاجبيه بصدمة ونظر إلى المسدس الذى توجهه إلى رأسه ثم نظر إليها وقال: - مقبوض عليا ؟ يبقى راقبتينى.
ابتسمت وهتفت بقوة: - اه شوفت .. تخيل، محدش كان يتخيل إن طيف الأهبل التافه هو اللى يكون شغال معاهم - بطلى الجنان ده بقى ونزلى المسدس، أنتِ متعظتيش من مهمة زين ؟ شددت قبضتها على السلاح ورددت بغضب: - ششش متتكلمش خالص، شايف الكلبشات دى البسها حالًا ابتسم واتجه تجاهها خطوتين مما جعلها تعود إلى الخلف فزادت ابتسامته وقرر الرحيل فهتفت بغضب: - استنى هنا هضربك بالرصاص.
التفت إليها وهتف بثقة كبيرة: - اضربى، لو فعلا قدها وقد المسدس اللى فى ايدك ده اضربى، بس ماظنش إنك تقدرى تعمليها ثم أكمل طريقه فى إتجاه الباب فصاحت هى مرة أخرى: - قلتلك استنى، هضرب بقولك لم يستمع إليها فشددت من قبضتها على السلاح وصرخت فى آخر تحذير لها: - هضربك بالرصاص لو كملت، بقولك اقف .. اقف فتح الباب دون أن يستمع إليها فارتعشت يديها و...
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن والعشرون
فتح الباب دون أن يستمع إليها فارتعشت يديها و لم تستطع إطلاق الرصاص وخفضت يدها فى الحال لتراه يغلق الباب خلفه، خرج رماح وأيضًا غيث وليان على هذا الصوت ليتفاجئوا بنيران تقف فى منتصف الاستقبال الخاص بالشقة وبيدها سلاحها وتلتقط أنفاسها بصعوبة حيث راودتها تلك الأيام التى تمنت لو لم تتذكرها مرة أخرى.
اتجهت إليها فاطمة وأمسكتها من كتفيها وهزتها بقوة قائلة: - مالك يا نيران في ايه وفين طيف ؟ نظرت إليها بضعف ثم عاودت النظر إلى الأسفل مرة أخرى قائلة: - طيف طلع شغال معاهم، أنا شوفته بيتلفت وبيخرج وبعدين لبسوه حاجة على عينيه وركب العربية معاهم .. طيف استغفلنا كلنا اتسعت حدقتيها وهتفت بعدم تصديق: - لا استحالة طيف يعمل كدا.
هنا تقدم رماح وهتف بقوة ليعبر عن هجومه عليها: - أنا واثق فى طيف زى ما واثق فى نفسى، طيف استحالة يروح يشتغل معاهم من نفسه أكيد حصل حاجة وبلاش حكمك على الأشخاص ده، زين مات بسببك وأنا كنت هموت بسببك كفاية تهورك ده، ليه مافكرتيش إن طيف لما رجع الصبح بعد ما كلم اللواء أيمن رجع وشه متغير ومابيتكلمش .. أكيد عرف حاجة أو حصل حاجة هنا تحدثت ليان قائلة: - فى المنظمة بيستغلوا نقطة الضعف علشان يضغطوا على أى شخص زى إنهم يهددوه بعيلته أو بالموت أو بحد عزيز عليه ومليون فى المية هددوه، أنا معرفهوش غير من يوم واحد بس ومن خلال نظرتى أقدر أقول إنه استحالة يتحد مع المنظمة إلا لو كانوا هددوه بعيلته، احنا بدل ما نرمى التهم عليه المفروض نساعده.
تقدم غيث وأكد على حديث ليان قائلًا: - أنا مع ليان، زى ما ساعدنا إننا نخرج من الفندق ونجانا من الموت يبقى كلنا لازم نساعده ونقف جنبه رمقتهم نيران بتعجب ودهشة شديدة فهى ترى الآن ثقتهم اللامتناهية فى طيف أما هى فلم تعطى لنفسها مبرر واحد فقط على براءته وهذا ما فعلته بالضبط مع خطيبها الراحل زين، فقدت القدرة على النطق وشعرت بأن المكان يلتف من حولها ففقدت الوعى فى الحال مما جعل الجميع يهرول تجاهها بينما حملها رماح ووضعها على سريرها واتجهت كل من فاطمة وليان إليها ليحاولوا إفاقتها وإبقاءها آمنة .
نجحت محاولتهم فى إفاقتها فنظرت إليهم ثم رفعت كفيها ودفنت وجهها وبكت بصوت مرتفع وهى تقول: - سيبونى لوحدى، عايزة أقعد لوحدى لو سمحتم أشار لهم رماح بالخروج وتركها وما إن خرجوا من الغرفة حتى أشار بإصبعه قائلًا: - خلى بالك منها يا فاطمة أنتِ وليان وأنا هاخد غيث وهننزل ندور على طيف علشان نعرف منه اللى حصل ونعرف نتصرف أومأت رأسها بالإيجاب قائلة: - تمام.
انطلق رماح بصحبة غيث للبحث عن طيف وبدآ بالالتفاف حول المنزل ثم بدأوا بالبحث عنه فى المناطق المجاورة حتى وجدوه يجلس على إحدى المقاعد بجوار الطريق، كان يستند بمرفقيه على ركبتيه ويدفن وجهه بين كفيه فاقترب منه رماح وغيث، جلس رماح يمينه وجلس غيث على يساره وبدأ رماح الكلام قائلًا: - ايه اللى حصل يا طيف، جرى ايه .. أنتَ الصبح كنت جاى وشك متغير قُل لى ايه اللى حصل ؟ هددوك ؟
رفع طيف رأسه ليظهر وجهه المغطى بالدموع ثم نهض من مكانه وابتعد قليلًا قبل أن يلتفت إليهم ويقول بحزن: - أنا آسف، غصب عنى والله وفى تلك اللحظة خرج الكثير من رجال المافيا ووجهوا أسلحتهم إلى رماح وغيث فوقف رماح وصاح بغضب: - بتبيعنا ؟ أنتَ مجنون يا طيف ! ايه اللى عملته ده هز رأسه بحزن وتراجع بظهره إلى الخلف وهو يردد بعينان دامعتان: - آسف .. غصب عنى، والله غصب عنى تقدموا وقاموا بتقيدهم بإحكام وغطوا رءوسهم بقطعة قماشية سوداء وحضرت سيارتان وقاموا بوضعهما فى واحدة واتجه باقى الرجال الى السيارة الثانية وانطلقوا بعيدًا ...
سقط طيف على ركبتيه واشتد بكائه وكأنه طفلًا صغيرًا، فشل فى كونه طبيب والآن فشل بكونه ضابط شرطة، كل ما يعرفه الآن أنه لا يستحق هذا العمل فهو ضعيف الشخصية ...
كانت تعد مشروبًا ساخنًا لنيران بينما كانت فاطمة تقف بالخارج تتحدث معها حتى داهم رجال المافيا المنزل وقاموا بتقييدها فأسرعت ليان لتمسك السكين لكى تدافع عن نفسها وعن فاطمة لتتفاجئ بأحدهم يوجه المسدس إلى رأس فاطمة والمنزل ملىء بهم فألقت بالسكين ورفعت يدها معلنة استسلامها فتقدم رجلان منهما وقاما بتقييدها واصطحبوا الاثنين إلى الخارج، فى هذا الوقت شعرت نيران بحدوث شىء مريب بالخارج فنهضت واتجهت إلى الباب بحذر وخطوات متمهلة وما إن وصلت حتى فتحت الباب بهدوء شديد لتتفاجئ بهذا المشهد وهو اصطحاب رجال سواريز لليان وفاطمة إلى الخارج، كانت على وشك الخروج للدفاع عنهم لكنها منعت نفسها من فعل هذا فهى لن تقدر عليهم بهذا الكم وسينتهى بها المطاف إما معهم أو قتيلة .
انتظرت رحيلهم ثم خرجت ووضعت يدها على رأسها فهى لا تعرف كيف تتصرف فهم وثقوا بطيف والآن قام هو بتسليمهم إلى المنظمة، رفعت هاتفها بيدين مرتعشتين وقررت مهاتفة رماح لكنها تفاجأت بأن هاتفه غير متاح فعلمت أنهم أيضًا وقعوا فى قبضتهم
ازداد بكائها ونحيبها على فراق ابنها وقرة عينها فهتف أيمن بقوة: - كفاية بقى يا أسماء أنا جاى من الشغل دماغى مصدعة ومش مستحمل بالله عليكِ رفعت ذراعيها فى الهواء ورددت بحزن: - أعمل ايه، ابنى اختفى مرة واحدة من غير ما يودعنى حتى وحاسة إنه فى مصيبة وقف واتجه إليها وهو يقول: - يا أسماء ابنك بخير وكويس وقلتلك إنى بعته تدريب سرى ومكانش ينفع يقولك، كلها يومين ويبقى فى حضنك تانى.
فى تلك اللحظة رن جرس المنزل فاتجهت رنّة لفتح الباب وعادت إلى والدها قائلة: - بابا باسل برا ضم حاجبيه بتعجب ثم اتجه إلى الخارج ليرحب به: - باسل .. اتفضل ياابنى دلف باسل إلى الداخل وقاده أيمن إلى غرفة الضيوف وأشار إليه بالجلوس وما إن جلس حتى أردف: - ايه سبب الزيارة يا باسل ؟ مش طلقتها وكل واحد راح لحاله.
رفع بصره وتحدث بحزن: - عمى أنا بحب تنّة، أنا غلطان إنى اتسرعت فى حاجة زى كدا ومعترف بغلطى، أنا عايز أرجع تنّة تانى وأوعدك وأوعدها إن أى حاجة تطلبها هجيبهالها حتى لو طلبت حياتى، ادينى فرصة تانية يا سيادة اللواء وأنا هعدل بينهم بس عايزك تقولها أنى بحبها هى .. اتسرعت فى أنى أتجوز علشان يبقى ليا طفل أو طفلة لكن اكتشفت إن بعد تنّة عنى أصعب مليون مرة من إنى أستنى طفل، بالله عليك بلغها وخليها تفكر كويس قبل ما تاخد القرار صمت أيمن قليلًا ثم تحدث بجدية: - تمام يا باسل هقولها وأعقلها .. كويس إنك عقلت وأنا عارف إنك مش هتظلمها علشان أنتَ محترم وإلا ماكنتش جوزتهالك من الأول
سمع طرقات على الباب فاتجه إليه وفتح ليجد "نامى" أمامه ومعها عدة حقائب فدلفت إلى الداخل وعلى وجهها ابتسامة وأردفت: - ازيك يا ميزو، جيبتلك شوية أكل هتاكل صوابعك وراهم ..ملوخية بالأرانب وأرنب و ...، ما تفتح وتشوف أحسن ضحك مازن وأخذ منها الحقائب ليضعها على السفرة ثم نظر إليها قائلًا: - يابنتى ايه التعب ده كله، كل يوم تجيبيلى الأكل كدا وتيجى ؟ أنا جاى عليكوا كدا بخسارة ضحكت قبل أن تقول: - ماتقلش كدا وبعدين مش أحسن من أكل برا اللى كله كورونا، قُل لى بقى ايه أخبار الشغل الجديد.
جلس وبدأ فى إخراج الطعام من الحقائب وهو يقول: - فل الفل، والله مستريح فيه عن الشركة القديمة، ربنا يكرمه طيف هو وسيادة اللواء .. كان له معارف وهو اللى شغلنى، المهم افتحى ايدك رفعت حاجبيها بدهشة قائلة: - أفتح ايدى ! ليه وقف واتجه إليها قائلًا: - افتحى ايدك بس متخافيش مش هضربك يعنى ضحكت ولبت طلبه ثم فتحت يدها فقام برش الكحول على يدها وهتف: - كدا بقيتى تمام، يلا تعالى كلى معايا.
- مش عارفة أنتَ مستنى ايه بس يا فهد ! هتتقدملى لما نعجز يعنى ولا اي؟ قالتها "نيسان" هاتفيًا لفهد الذى أسرع ورد فى الحال: - غصب عنى والله يا نيسان، اليومين دول مليانين مصايب وكله كوم واللى حصل النهاردة كوم تانى، تخيلى 3 رجال أعمال معروفين يتقتلوا فى مكاتبهم النهاردة ده غير محاولة اغتيال اللواء أيمن ومصايب ملهاش نهاية اعتدلت فى جلستها وهتفت بعدم تصديق: - معقولة كل ده حصل النهاردة ؟
ابتسم قائلًا: - تخيلى بقى، سيبك من كل ده .. هانت وهأجى أطلب ايدك من بابا، الأيام دى بس تعدى على خير ونمسك اللى عمل كدا صمتت للحظات بعد أن تذكرت شىء ثم هتفت: - ايه ده هى نيران ليها علاقة بالقضية اللى أنتَ شغال عليها دى - تقريبًا أيوة بس اللواء أيمن مكلفها هى والنقيب طيف بمهمة تانية، سيبك بقى أنا عايز أشوفك بس بعد ما أخلص شغل بكرا نطقت بابتسامة: - عايز تشوفنى ! امممم هنروح فين طيب ؟
- خليها مفاجأة تذكرت شىء فهتفت بقوة: - نروح فين يا رماح أنتَ نسيت إن في حظر تجول من الساعة 7 ؟ خبط ببطن كفه على مقدمة رأسه قائلًا: - اوبس .. نسيت خالص، يحرق الكورونا على الصين فى يوم واحد
دلف طيف إلى الشقة وقام بإغلاق الباب وما إن التفت حتى وجد نيران توجه مسدسها مرة أخرى تجاهه فهتف بعدم تصديق: - نيران ! أنتِ ازاى هنا ؟ ابتسمت بسخرية وهى تشدد من قبضتها على مسدسها بكلتا يديها وأردفت: - كنت فاكر إنهم هياخدونى معاهم ! بس ربك لما يريد علشان أبقى وأنتقم منك تقدم عدة خطوات إلى الداخل وأردف: - بطلى شغلى الأفلام ده ونزلى المسدس علشان نعرف نتكلم.
لم ترمش بعينيها وهتفت بقوة وهى توجه المسدس إليه وتتبعه مع كل خطوة يخطوها: - نتكلم نقول ايه ؟ إنك بعتنا لسواريز وجاى بمنتهى البساطة تقولى بطلى شغل أفلام ! نظر إلى السلاح ثم نظر إليها بجدية قائلًا: - نيران أنتِ عارفة أنا مين وعارفة ومتأكدة كويس إنى مش أنا اللى أبيع حد يخصنى ولا حتى حد مايخصنيش، لو عايزة تسمعى نزلى سلاحك واقعدى ولو عايزة تعيشى طول عمرك ندمانة يبقى اضربى الرصاصة وريحى نفسك وريحينى.
ظلت لحظات تحاول إقناع نفسها بحديثه حتى اقتنعت أخيرًا وبدأت فى خفض سلاحها بهدوء قبل أن تقول بجدية: - ادينى نزلت السلاح، قول اللى عندك ابتسم وبدأ فى سرد ماحدث ...
قبل ساعات أنهى المكالمة ثم نظر إلى الهاتف وهو يرمقه بنصف عين قائلًا: - أقطع كم التيشيرت اللى مالهوش كم ده إن ما كان في حاجة ... فى تلك اللحظة رن هاتفه برقم غريب فنظر إليه بتعجب ورفعه على أذنه قائلًا: - ألو !
أتى صوت سواريز الذى بث فيه الرعب: - مرحبًا طيف، لا أظن أنك تعرفنى ولكنى أعرفك جيدًا رفع حاجبيه ثم بدل لهجته من العربية إلى الإنجليزية وأردف: - من أنتَ وكيف عرفت اسمى ؟ قهقه بصوت مرتفع قبل أن يقول: - أنا من أفسدت عليه خطة القضاء على غيث وليان، عرفتنى الآن ؟ أجابه طيف بغضب: - ماذا تريد ؟
أتاه الرد الذى قلب كيانه وهد ما يفكر به: - أريد ليان وغيث وإلا قتلت جميع عائلتك، هل حدثت والدك اليوم ؟ هل أخبرك بمحاولة اغتياله وانفجار سيارته؟ لا أظن أنه فعل ذلك .. هذه لم تكن محاولة اغتيال حقيقية ولكن كانت لتعرف فقط أنه يمكننا فعل الكثير ويمكننا أن نجعلها عملية اغتيال حقيقية ولكن لجميع عائلتك .. أنتظرك اليوم بقصرى سأرسل لك كيف تقابل رجالى وأين ثم أنهى المكالمة فى الحال
فى الوقت الحالى تابع طيف: - طبعا أنا دخلت ووشى كان أصفر وماكنتش بتكلم وكلكم لاحظتوا ده وبعد ما خلصت دخلت علشان أنام بس رماح مسك فيا
قبل ساعات ابتسم طيف على الفور وهتف قائلًا:
- معلش صداع جامد، باينلى جالى كورونا يا جدعان ابتعدت فاطمة عنه قائلة: - ايه كورونا ! رفع يده فى الهواء ليشير إليها قائلًا: - مالك خايفة وبتجرى كدا ليه زمانك اتعديتى خلاص، أنا هخش أنام شوية عقبال ما تتصرفولنا فى اكل هتف رماح وهو يمسك بالتيشيرت الخاص به: - استنى يا طيف خدنى معاك أحسن بقالى قرن مانمتش.
ابتعدوا عن أعينهم وما إن وصل رماح إلى الغرفة حتى أشار إلى طيف وهتف قائلًا ؛ - في ايه يا طيف ! قُل لى حصل ايه، حد كلمك ؟ نظر إلى الأسفل وردد بأسى: - كلمت بابا صوته كان متغير زى ما يكون في مصيبة حصلت بس مارضيش يقولى حاجة وبعد ما قفلت سواريز كلمنى وهددنى بعيلتى كلها وقالى إنه حاول يقتل بابا وفجر العربية بتاعته ولو مسلمتش غيث وليان هينفذ تهديده ويقتل كل عيلتى واتفق إنه يقابلنى فى القصر بتاعه بالليل وهيبلغنى بكل حاجة.
جلس رماح وبدأ يفكر فى حل لتلك المعضلة حتى أضاءت رأسه بفكرة فنهض قائلًا: - بص يا طيف أنتَ هتسمع كلامه وتروح بس هتاخد جهاز تتبع صغير جدًا تخليه مابين صباعك والخاتم اللى أنتَ لابسه وبكدا محدش هيشوفه .. وأنتَ داخل جنينة القصر ارمى الجهاز لأنهم أكيد هيغطوا عينيك فى الطريق وخلص معاه وبعد كدا طبعًا رجالته هيجوا.
ابتسم طيف وأردف: - وياخدوكم وأنا عن طريق الموقع اللى معايا أقدر أبلغ المباحث الفيدرالية بكل حاجة ويهجموا على المكان أشار بإصبعه فى وجهه قائلًا بابتسامة: - بالظبط كدا بس ياريت ماتكنش خطتهم إنهم يخلصوا علينا مش يودونا القصر حرك طيف رأسه قائلًا: - لا مااظنش لأنى هسلمكم يعنى هتبقى فرصة له إنه يبين مدى قوته قدامكم ويستعرض نفسه شوية قبل ما يخلص عليكم.
ربت على كتفه ليقول بجدية: - عندك حق بس بعد ما يحصل ده تروح على طول متتأخرش قبل ما يخلص علينا وكل اللى اتقال بينا ده هيفضل سر بينى وبينك لغاية ما كل حاجة تتم
فى الوقت الحالى ابتسم طيف وأنهى حديثه قائلًا: - وده اللى حصل وروحت بلغت المباحث الفيدرالية والموضوع اتقلب لأنهم بيدوروا على سواريز ده وطلع ليه كذا اسم وحوار كبير أوى، ها استريحتى كدا جلست على الأريكة وهى تحاول استيعاب ما قاله وما هى إلا لحظات حتى رفعت رأسها وأردفت باعتذار: - أنا آسفة إنى شكيت فيك، واضح إن في مشكلة عندى فى الثقة .. كنت السبب فى موت زين قبل كدا والمهمة باظت ودلوقتى كنت هبوظ المهمة دى وأنتَ كنت هتبقى الضحية.
نهض طيف من مكانه واتجه ليجلس جوارها وبدأ بإخراج الطبيب النفسى الذى بداخله: - حاولى تفرقى بين عدوك وصديقك، ولما تفرقى بينهم خليكِ واثقة فى صديقك حتى لو مليون حد قال إن صديقك ده بيتفق مع عدوك، ثقى فيه لآخر لحظة ... طيب لو اتأكدتى بعينيكِ ! اسألى واعرفى من غير تهور وعن طريق اللى يقوله احكمى لكن متحكميش من أول مرة، متاخديش كل حاجة على أعصابك ... خليكِ واثقة فى كل اللى تعرفيهم مهما حصل.
نظرت إليه وابتسمت قبل أن تقول: - طيف الدكتور رجع تانى ضحك على جملتها وأردف: - ابسطى دكتور وظابط معاكِ فى الفريق، لقطة أنا صح ؟ ارتفع حاجبيها لتقول بابتسامة: - طبعًا.
نظر إليها وهتف بتساؤل: - نيران أنتِ ليه ماضربتينيش بالرصاص ! مع إنى كنت بتحرك قدامك بكل استفزاز .. أنا كنت خايف الصراحة تتهورى وتضربى نظرت إليه بابتسامة قائلة: - يمكن علشان كان عندى شوية ثقة فيك لسة متبقيين ابتسم ورجع بظهره إلى الخلف ليريح ظهره فلاحظ مراقبتها له فأردف وهو ينظر إليها بنصف عين: - مالك بتبصى كدا ليه ؟ ناوية تقتلينى تانى ولا ايه يا بنت السلامونى.
ابتسمت بلطف قبل أن تردد بجدية: - خايفة من المهمة دى، أول مرة أخاف كدا .. خايفة فاطمة ورماح وغيث وليان يحصلهم حاجة، مش خايفة على نفسى اد ما أنا خايفة على اللى حواليا نظر إلى وجهها وهى تتحدث وسرح قليلًا حتى فاق على صوتها العالى: - طيييف ! أنتَ روحت فين ؟ اعتدل فى جلسته وهو يقول: - هاااا معلش كنتِ بتقولى ايه ؟
تذمرت وقالت بضيق: - ايه يعنى سايبنى أتكلم كل ده وفى الآخر ألاقى البيه سرحان اعتدل فى جلسته ووجه بصره إليها وهتف بجدية: - نيران أنا مشوفتش فى حياتى بنت بمية راجل زيك كدا، الصبح واحنا بنهجم على الفندق كنتِ بتتعاملى مع الموقف بجدية كدا ودخلتينا بطريقة مكانش حد عمره هيفكر يخش بيها وكنتِ ... قاطعته بابتسامة: - بتقول الكلام ده ليه.
لوى ثغره وتابع: - مش عارف حسيت إنى عايز أقوله، بصى رغم إن فيكِ حركات مجنونة كدا بتعمليها بس بجد استحملتِ كتير سواء فقدان ذاكرة أو مهمات أو كلام و ... قاطعته مرة أخرى ونظرت إليه بنصف عين قائلة: - طيف عايز تقول ايه بدأ الارتباك يظهر على وجهه لكنه نطق بدون مقدمات: - نيران تتجوزينى ؟