منذ ان رأها اول مرة ولعنتها تطارده في كل مكان...
تلاحقه طوال الوقت وتأبى ان تتركه...
بسحرها الفتاك استطاعت ان تأسره...
وبخضار عينيها وجد ضالته...
هي ليست كغيرها من النساء...
هي امرأة لا تصادفها سوى مرة واحده في حياتك...
تعرف كيف تغزو قلبك وتلهبه بنار هواها...
ابتسامتها حياة...
عيناها أمان...
وحضنها وطن...
وما هو سوى غريب متعب يحتاج ان يحتمي باحضانها لينال الهناء...
مقدمة الرواية
في أحد القصور الفخمة، المكان واسع للغاية، مظاهر البذخ واضحة في كل تفاصيل المكان، الإضاءة الساطعة والموسيقى الهادئة اضافت جوا رائعا على المكان، كل شيء يدل على الفخامه و الترف، رجال يرتدون بذلات انيقه للغايه وسيدات يرتدين فساتين سهرة ذات تصاميم فخمه راقيه... أصوات أحاديثهم وضحكاتهم تملأ المكان...
اما هو فكان واقفا يتابعهم من الاعلى... عيناه الزرقاوتان تجول في انحاء المكان... الجمود يسيطر على ملامح وجهه بالكامل... كان يتابع الحفل بذهن شارد... افكاره كلها تتجه نحوها... ينتظر ان تأتي الى الحفل ويراها بطلتها التي تسرق انفاسه وتخطف قلبه...
كان يبحث عنها طوال الوقت في وجوه الحاضرين... لكنها لم تأتِ... عض على شفته السفلى بغيظ منها... فهي كالعاده لن تأتي قبل منتصف الحفل على الأقل...
فهي تحب ان تخطف انظار الجميع حال قدومها الى الحفل... وتصبح حديثهم طوال الليله بجمالها الخلاب وأنوثتها الصارخه...
تنهد بصمت وهو يهبط درجات السلم متجها الى الأسفل... تقدم ناحية والده الذي يقف بجانب عمه والقى التحيه عليهم ثم وقف بجانبهم يتابع الحفل بملل شديد...
( تيم الصالحي... الحفيد الأكبر لعائلة الصالحي احدى اهم وأغنى العائلات في البلاد... في الثانيه والثلاثون من عمره... يعمل ضابطا في الداخليه... ذو شخصيه قويه ومسيطره مع نزعة غرور كبيره... ملامحه وسيمه للغايه فهو اسمر البشره يمتلك شعر ناعم بني اللون وعيون زرقاء...)
اما هي فكانت جالسه امام المرأة تضع اخر لمحة من مكياجها... اغلقت احمر شفاهها وألقت نظره اخيره على وجهها لتتأكد من كمال مكياجها... اخذت زجاجه العطر خاصتها ورشت الكثير منها على رقبتها... نهضت من مكانها وتقدمت ناحية المرأة الطويله الموجوده في الركن الأيمن من غرفتها... وقفت امامها تتطلع الى هيئتها ومظهرها النهائي... ابتسمت بسعاده وهي تلاحظ كمال وحسن مظهرها بدءا من فستانها الاسود الطويل ثم مكياجها الناعم الذي ابرز ملامحها الجميله وانتهاءا بتسريحة شعرها الاشقر المميزه...
اخذت نفسا عميقا وهي تتهيأ للذهاب الى الحفل... لم تكن هذه الليله عاديه بالنسبة لها ابدا...لقد اتخذت قرارها اخيرا... سوف تجعله يعترف لها بحبه اليوم... لقد ملت من المراوغات معه بلا نتيجة مرضيه... يحبها بصمت وهي واثقه من هذا... وهي تعشقه بكل جوارحها وتتمناه لها... مالذي يمنعهما اذا من السير في طريقهما واكمال قصة حبهما هذه...
ألقت نظره اخيره على المرأة ثم خرجت من غرفتها وهي تجر ذيل فستانها خلفها عاقدة العزم على تنفيذ ما خططت اليه اليوم...
( بيسان الصالحي... ابنة عم تيم الصالحي... في الثامنه والعشرون من عمرها... خريجة كلية الاداب... شقراء بعيون عسليه واسعه وجسد طويل رشيق يضاهي اجساد اشهر عارضات الأزياء في العالم...)
في مكان اخر يختلف عن المكان السابق اختلاف السماء والأرض... كانت تقف لوحدها تتابعهم بنظراتها الجذابه... تحمل كأس من الويسكي في يدها... ترتدي فستان ابيض طويل يصل الى كاحلها ذو أكمام طويلة توجد به فتحه صغيرة في منطقة الصدر... شعرها البني الطويل ملتف حول وجهها الأبيض الجميل... كانت عيناها الخضرواتين ترسل الإشارات الى هذا وذاك... وابتسامتها الخلابه توزعها على جميع من يرتاد هذا المكان... ارتشفت بضعة قطرات من كأس الويسكي المحمول بيدها ثم ذهبت ببصرها ناحية احدى الطاولات الموجوده في الصاله...
كان يجلس عليها مجموعة من الرجال يتوسطهم رجل ضخم وسيم يبدو انه في الأربعينات من عمره... كان يبدو متوترا للغايه وهو يلعب معهم القمار محاولا كسبهم... ركزت انتباهها عليه لتجده يحمل خمسة أوراق في يده يبدو محتارا في اختيار ايا منهن لينزل بها على الطاوله... ابتسمت بخبث وهي تضع الكأس على الطاوله التي بجانبها ثم تقدمت بخطوات واثقه ناحيته... وكأنه شعر بوجودها فرفع بصره ليجدها تسير اتجاهه... تفاجئ بها تتقدم منه وتسحب احدى الورقات من يده دون ان تنظر اليها وتنزل بها على الطاوله لتكون هي الورقه الصحيحه وتنهي اللعبه لصالحه...اضمحلت عيناه بدهشه شديده مما فعلته، فكيف عرفت الورقه الصحيحه واختارتها بينما ضرب الطرف الاخر الطاوله بغيظ شديد فهاهو قد خسر مبلغا كبيرا من المال بسببها...
تطلع اليها بانبهار فوجدها تغمز له بعينها الخضراء ثم تتجه خارج الصاله مبتعده عنه وعلى شفتيها ابتسامه خبيثه فقد نجحت هذه المره ايضا في إيقاع صيد جديد بل وثمين ايضا...
اعتصر قبضتي يده بقوه وهو يراها تقف في الحديقة الخارجية للقصر تتحدث مع احد الشباب المدعوين للحفل والابتسامة تعلو ثغرها... كان يراقبها بملامح واجمه وهو يرى مدى سعادتها الباديه على محياها واندماجها في الحديث معه... اشتعلت نيران الغضب داخله وهو يسمع صدى ضحكاتها يصدح في ارجاء المكان... فقد صبره نهائيا فتقدم ناحيتهما بملامح متوعده والشرر يتطاير من عينيه...
وقف امامهما فلاحظ ارتباكها على الفور ليقول بصوت حاد:
أنتما الاثنان ماذا تفعلان هنا في الخارج لوحدكما...؟ تفضلا الى الداخل فورا...
تحدث الشاب باستغراب قائلا:
عفوا! وما علاقتك انت بنا... وباي حق تأمرنا الى ندلف الى الداخل...؟
قوس فمه بابتسامه متهكمه ثم قال بجمود:
الأفضل لك الا تتحدث معي نهائيا... والا سوف افرغ غضبي كله بك...
كانت تتابع حديثهما سويا بملامح جامده من الخارج بينما الفرح والسعاده يسيطران على كل جزء منها في الحقيقه... شعرت بان الوقت قد حان لتتدخل في الموضوع فتنحنحت مصدرة صوتا خافتا ثم قالت بنبرة جاده:
تيم! ما علاقتك انت بنا...؟ اتركنا وشأننا من فضلك...
قلت لك ادخلي الى الداخل... ادخلي ولا تعاندي...
قالها بنبرة صارمه لا تقبل النقاش... رسمت على شفتيها ابتسامة ساخره وهي تقول باستهزاء:
بصفتك من تتحدث معي وتأمرني بهذه الطريقه...
بصفتي ابن عمك...
قالها ببساطه لتقول بعدائية:
لا يكفي...
صمت لوهله ثم قال بنبرة هادئة:
وخطيبك ايضا...
تجمدت الحروف على شفتيها وهي تسمع ما قاله... غزا الارتباك جسدها وسيطر عليه...حاولت ان تتحدث الا انها فشلت في قول اي شيء...
سمعت صوت الشاب الذي معها يقول بصدمه واضحه:
خطيبها...
بينما قبض تيم على يدها وجرها خلفه متجها بها ناحية عمها ووالدها...وقف امامهما وهو ما زال ممسكا بيدها ثم قال بصوت واثق موجها حديثه الى عمه:
عمي... يشرفني ان اطلب يد بيسان منك...
كانت ترتدي ملابسها بينما هو جالس على السرير يغطي جسده العاري الى النصف بغطاء السرير... التفتت نحوه بعد ان اكملت ارتداء ملابسها ثم قالت بلهجه عمليه:
هل تريد مني شيء اخر... ام يمكنني الذهاب...؟
كيف عرفتِ الورقه الصحيحه...؟
سألها بفضول شديد لتجيبه بجديه:
هذا سر خاص بي لا اخبره لأحد...
عاد وسألها قائلا:
كم تريدين من المال...؟
اجري تدفعه الى عماد... لكن...
لكن ماذا...؟
سألها باستغراب لتجيبه موضحه:
اريد حقي من المال الذي كسبته في لعبتك...
ماذا!!! وكم تريدين...؟
نصفه...
قالتها ببساطه ليصرخ بها بصدمه:
نصفه... تريدين نصفه...
ماذا تظن اذا...؟ هذا حقي... لولاي لما كنت ربحت ربعه حتى... بل كنت خسرت فوقه من أموالك الاصليه ايضا...
كانت تتحدث بنبرة عدائية واضحه جعلته يزفر غضبا وهو يأخذ المحفظه خاصته ويخرج منها بضعة وريقات مالية يعطيها لها...
تناولتها منه بسرعه وبدأت تحسبها جيدا بينما تحدث هو بسخريه:
لا اصدق انك نفسها المرأة التي كانت معي منذ لحظات... قبل قليل كنت تتحدثين معي بكل دلع وغنج...فجأة انقلبتِ واصبحتِ عدائية على هذا النحو...
عندما يصل الموضوع الى حقي فانا أتحول الى امرأة اخرى من الأفضل لك الا تتعرف عليها...
هل يمكنني ان اراكِ مره اخرى...؟
سألها بجديه لتغمز له بوقاحة:
يبدو انني أعجبتك للغايه...
وهل لديك شك بهذا...
إطلاقا...
قالتها بثقه كبيره ثم اردفت بجديه:
لن تجدني الاسبوع القادم للاسف هنا... فانا مسافرة في رحلة الى الخارج...يمكنك ان تأتي بعدها وتراني...
قالت كلماتها الاخيره وهي تقترب منه ثم طبعت قبله خفيفه على شفتيه وتحركت مبتعده عنه متجهه الى خارج الغرفه الا انها توقفت في مكانها وهي تسمعه يسألها قائلا:
انتظري لحظه...انتِ لم تخبريني باسمك...
استدارت له وهي تجيبه قائلا:
ليليان... اسمي ليليان...
فصول
رواية كازينو ما
وراء الليالي
رواية
كازينو ما
وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الأول
كانت واقفه امام المرأة تعدل من هندامها و تتأكد من سلامة مظهرها قبل خروجها اليه، ُفتح باب غرفتها ودلفت منه احدى الخادمات التي تعمل بالكازينو والتي تدعى سهام...
التفتت نحوها وهي تسألها قائلة:
خير يا سهام، ماذا تريدين...؟
اجابتها سهام بابتسامتها البشوشه المعتاده:
السيد ريحان يريد رؤيتك قبل ذهابك مع السيد اشرف...
زفرت انفاسها حنقا وهي تستمع الى جوابها ثم هزت رأسها بتفهم وهي تقول:.
حسنا، سوف اذهب اليه في الحال، يمكنك الذهاب الان...
خرجت سهام من غرفتها لتتبعها بعد لحظات ليليان متجهه الى مكتب السيد ريحان...
دقت الباب مرتين ليأتيها صوته سامحا لها بالدخول، ولجت الى داخل غرفة مكتبه وأغلقت الباب خلفها، تقدمت منه وهي تقول بلهجه عملية:
قالت لي سهام انك تريد رؤيتي قبل سفري...
اجلسي اولا...
قالها وهو يشير بيده الى الكرسي المقابل لمكتبه لتجلس عليه واضعه قدما فوق الاخرى، رمقته بنظراتها الهادئة ثم سألته قائله:
ماذا تريد مني سيد ريحان...؟
اعتدل ريحان بجلسته ثم اجابها بجديه:
هناك ضيف مهم سوف يأتي الى الكازينو قريبا، اريد منك انتِ بالذات ان تهتمي به، انه ضيف له نفوذ كبير في الدولة وهذه زيارته الاولى لنا...
متى سيأتي...؟
لا اعلم متى بِالضبط...
عادت وسألته:.
ماذا اذا قرر ان يأتي خلال هذا الاسبوع...؟ انت تعلم اني لست متواجده في الكازينو طوال الاسبوع القادم...
اجابها قائلا:
هذا الاسبوع هو مسافر في رحلة الى خارج البلاد...
هزت رأسها بتفهم وهي تتمتم:
جيد...
أردفت بعدها بجديه:
هل تريد مني شيء اخر...؟
كلا، يمكنكِ الذهاب...
نهضت من مكانها متجهه الى خارج الغرفه الا انها توقفت للحظه وهي تسمعه ينادي باسمها ثم ينهض من مكانه متجها نحوها...
ما ان وصل اليها حتى لامست أنامله العقد الذي يحيط برقبتها ليسألها بنبرة ماكره:
عقد جميل، اهداكِ اياه السيد اشرف اليس كذلك...؟
أبعدت أنامله عن العقد وهي تجيبه بنفور:
نعم، هل لديك مانع...
ابتسم بخبث وهو يقول:
ابدا، بالف عافيه، تستحقين هذا، فانت مجتهده في عملك...
صدرت منها ابتسامه تهكميه ردا على ما قاله ثم ابتعدت عنه وخرجت من غرفة مكتبه متجهه الى غرفتها مره اخرى...
حملت حقائبها و اتجهت خارج الكازينو، فتح الحراس الباب الخارجي لها لتخرج من الكازينو فيلفح الهواء البارد وجهها، اخذت نفسا عميقا وابتسمت بسعاده فهاهي ستتحرر اخيرا من هذا السجن لمدة اسبوع كامل، شاهدت اشرف يتقدم بسيارته نحوها ثم يهبط منها ويتقدم اتجاهها بسرعه، ضمها بقوه فبادلته عناقه وهي تسمعه يقول بشوق شديد:
حبيبتي، اشتقت اليك كثيرا...
ابتعدت عنه بعدها وهي تقول بابتسامه واسعه:
وانا أكثر...
حمل حقائبها ووضعها في سيارته ثم ركبا سويا في السيارة متجهان الى رحلتهما...
انتهت الحفله اخيرا...
قالتها بتعب وهي ترمي بجسدها المُهلك على الكنبه، خلعت حذائها العالي ورمته على ارضية الصاله، لتهتف والدتها بحنق:
لينا! لا تتصرفي هكذا، كم انتِ فوضويه يا فتاة...!
ماما ارجوكي، انا متعبه للغايه...
قالتها لينا بتذمر بينما جلست والدتها على الكرسي المقابل لها وهي تقول بجديه:
جميعنا متعبون، لكننا لا نتسبب بفوضى كالتي تتسببين انتِ بها...
ما ان اكملت جملتها تلك حتى دلف ابنها الأصغر وهو يفك رباطة عنقه ثم يرميها على الكنبه ويتبعها بسترته، جلس بجانب اخته وهو ينفخ بضجر قائلا:
حفلة ممله وأناس مزعجون، لولا والدي لما فكرت بالحضور نهائيا...
رمقته لينا بنظراتها الساخره بينما تحدثت والدته بنبرة ذات مغزى قائلة:
بالتأكيد لن تناسبك حفلاتنا، فانت تفضل حفلات من نوع اخر...
قهقهت لينا بصوت عالي ليرمقها بشار بنظراته الحاده والتي جعلتها تخبئ ضحكتها بسرعه...
على العموم، لقد فاجأنا تيم اليوم، من كان يصدق انه سيخطب بيسان وبشكل مفاجئ هكذا...
قالها بشار بسعاده لتبتسم والدته وهي تقول بارتياح:
الحمد لله انه فعلها، كنت افكر طوال الوقت في الفتاة التي سيتزوج بها، طوال الوقت وانا خائفة من ان يختار فتاة سيئة لا تناسبه، لكن بيسان رائعة وهي تناسبه كثيرا...
ابتسمت لينا هي الاخرى وقالت بجديه:
معكِ حق، بيسان بالفعل رائعه ولا يوجد مثلها...
اردفت الام قائلة وهي توجه حديثها الى بشار:
لقد اطمئنيت على اخيك اخيرا، وأختك متزوجه من رجل محترم ايضا، لم يتبقَ سواك انت، انتبه جيدا حينما تختار زوجتك المستقبليه...
ابتلعت لينا غصتها وهي تستمع الى حديث والدتها، فهي لا تعلم حقيقة ما يحدث بينها وبين زوجها ومدى الجفاء الذي بينهما...
سمعت أخاها وهو يقول بملل:.
اطمئني امي، انا لا انوي الزواج اصلا، انا مرتاح هكذا...
يكون افضل من ان تورط اي فتاة معك...
قالتها الام بحنق ثم وجهت حديثها الى لينا قائله:
متى سيصل زوجك يا لينا...؟
اجابته لينا قائله:
امامه ثلاث ساعات ليصل الى هناك...
سألها بشار:
الى اين هو مسافر...؟
اجابته:
الى روسيا...
لماذا...؟
لحضور احد المؤتمرات الطبية هناك...
هز بشار رأسه بتفهم ثم نهض من مكانه متجها الى غرفته، تبعته لينا هي الاخرى متجهه الى غرفتها فهي ستمكث في منزل عائلتها طوال سفر زوجها...
اوقف سيارته بجانب منزل عمه، التفت لها وابتسامة محبة تعلو ثغره، بادلته ابتسامته باخرى خجوله ثم قالت بنبرة مرتبكه:
ما زلت غير مصدقه لما جرى اليوم...
انا سعيد للغايه، كنت انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر...
قالها بصدق نابع من اعماق قلبه وهو يجول بانظاره حول وجهها الخجول المرتبك...
حقا...؟
سألته وعيناها تتعلق بعينيه ليجيبها بنظراته المحبه:
حقا، هل لديك شك بهذا...؟
أشاحت بوجهها بعيد عنه وأجابته باضطراب واضح:.
لا اعلم...
دَنا بوجهه ناحيتها، رفع ذقنها بأنامله، تطلع الى عينيها العسليتين بحب ثم قال:
بيسان، لا تخبئي عينيكِ الساحرتين عني...
ركزت عينيها العسليتين على عينيه الزرقاوتين ثم سألته بخجل واضح حاولت ان تداريه كثيرا الا انها فشلت بهذا:
لماذا تريد الزواج مني..؟
ابتسم لها وهو يجيبها ببساطه:
لأني احبك...
اضطربت بشده ما ان سمعت اعترافه الصريح بحبها، علا صوت ضربات قلبها الذي بدأ ينبض بجنون...
لم تتوقع اعتراف منه كهذا ابدا، لم تتوقع شيء كهذا في أقصى أمنياتها، تيم الذي تحبه منذ وقت طويل يعرف لها بحبه بكل بساطه...
منذ متى وانت تحبّني...؟
سألته بلهفه لم تستطع ان تخبئها ليجيبها بصدق:
منذ وقت طويل، منذ ان وقعت عيناي عليك في حفلة عيدميلادك الثامن عشر، رأيت حينها اجمل وردة في عائلة الصالحي، وردة يانعه تشع جمالا ودلالا، وأقسمت حينما اني سأكون اول من يقطفها ويرتشف رحيقها...
اخفضت رأسها خجلا من غزله الصريح بها ليرفعه بأنامله وهو يقول بضجر مصطنع:
الم اخبركِ الا تبعدي عينيكِ الساحرتين عني...
اريد ان اخبرك سرا...
سألها وهو يعقد حاجبيه الاثنين بتعجب:
سر ماذا...؟
عضت على شفتها السفلى بتوتر ثم قالت بنبرة خجوله:
لقد خططت منذ وقت طويل لهذه الليله، تقصدت ان انفرد مع هذا الشاب و تراني معه، كنت اريد ان اثير غيرتك واجعلك تعترف بحبك لي...
ما ان اكملت كلماتها تلك حتى أشاحت بوجهها خجلا منه بينما علا صوت ضحكاته في ارجاء السيارة...
توقف عن ضحكاته اخيرا ليقول وهو يغمز بعينه اليمنى لها:
اه يا بيسان كم انتِ شقية ومشاغبه...
قرصها من وجنتها ثم قال بجديه مصطنعه:
وانا ايضا سأخبركِ سرا...
تطلعت اليه وهي تقول بتعجب:
سر!
هز رأسه مؤكدا ما قالته وأكمل قائلا:
لقد تجهزت لهذا الحفله منذ وقت طويل لاعترف خلالها بحبي لكِ واطلب يدك من والدك...
اووه يا الهي، يعني لو لم أنفذ خطتي الغبيه هذه لكنت اعترفت لي بحبك..
هز رأسه مؤكدا كلامها، عاد وسألها بجديه قائلا:
والان دوري، هل لي بان اعرف لماذا قبلتِ ان تتزوجي بي...؟
توترت ملامحها بشده من سؤاله، ضغطت على فستانها بيدها وهي تفكر في طريقة للهرب من الاجابه فهي تخجل من الاعتراف له بحبها، كان يراقب توترها وخجلها منه بخبث ثم سألها:
بيسان، لما انتِ متوتره هكذا...؟
هزت رأسها نفيا وهي تقول بكذب:.
انا لست متوتره، ابدا...
واضح جدا...
قالها بسخريه بينما تحدثت هي قائلة بجديه:
لقد تأخرت كثيرا، يجب ان ادخل الى المنزل...
معك حق...
همت بفتح باب السياره الا انه ضغط على أناملها مانعا اياها من النزول، رمقته بنظراتها المستغربه لتجده يدنو بوجهه اتجاه وجهها ويقتنص قبلة خفيفه مِن شفتيها اذابتها بالكامل، فتحت الباب بسرعه ما ان ابتعد عنها وهبت خارجه من السياره تتبعها صوت ضحكاته العاليه...
لا اصدق ما حدث اليوم، لقد خطب بيسان يا امي، خطبها...
قالتها وهي تدلف الى غرفتها بعصبيه شديده ودموع القهر تجمعت في عينيها...
حبيبتي اهدئي ارجوكِ...
قالتها الام بحزن على حال ابنتها الوحيده، هي تعرف انها تحب تيم منذ وقت طويل، وحاولت قدر المستطاع ان تجذبه نحوها الا انها فشلت في ذلك...
جلست على حافة السرير وهي تخفض رأسها للأسفل بينما انهمرت الدموع الحارقه على وجنتيها...
جلست والدتها بجانبها واحتضنتها بقوه وهي تقول بوجع:
ميرال حبيبتي لا تبكي ارجوكِ، انا لا اتحمل ان ارى دموعكِ هذه ابدا...
رفعت وجهها المغطى بالدموع ناحية والدتها وقالت ببكاء:
كيف تطلبين مني الا ابكي وانا ارى حب حياتي يضيع امام عيني...
حاولت والدتها ان تتحدث بجديه قليلا معها علها تعيد عقلها الى رأسها وتخرجها من تلك الاوهام، فتيم لم ولن يحبها او يفكر بها ابدا...
احاطتها من كتفيها وهي تقول بنبرة حازمه:.
حبيبتي اسمعيني جيدا، تيم لا يفكر بك إطلاقا، هو يحب بيسان وبشده، انا اعلم انك تحبينه وتريدينه لكنه ليس من نصيبك، هو من نصيب اخرى غيرك، سيعوضك الله خيرا عنه، تأكدي من هذا...
هبت بوجه والدتها غضبا وهي تقول:
بالله عليكِ مالذي تقولينه يا امي، اي تعويض هذا الذي تتحدثين عنه، انا احب تيم ولا اريد سواه، لماذا لا تفهمين علي...؟
ماذا افهم يا ابنتي! حتى لو كنتِ تحبينه فهو لا يحبكِ واختار غيركِ، اذا من الأفضل لك ان تنسيه وتبعديه عن افكاركِ...
أشاحت بوجهها بعيدا عن والدتها التي فشلت في إقناعها بما قالته،
ربتت والدتها على كتفها وهي تقول بجديه:
ارضي بنصيبك يا ابنتي...
انتفضت من مكانها وهي تقول بعصبيه واضحه:
كلا لن ارضى، تيم لي وانا احبه ولن أتخلى عنه بهذه السهوله من اجل تلك الحقيره...
شهقت والدتها بصدمه من حديث ابنتها ثم نهضت من مكانها وهي تهز رأسا أسفا:
انتِ لا فائدة منكِ ابدا، سوف تظلين ميرال المتملكه المغروره التي لا تترك احدا بحاله ابدا، لكن صدقيني سوف تخربين كل شيء على نفسك يا ابنتي وتكونين انتِ الخاسره الوحيده في نهاية المطاف...
قالت والدتها كلماتها تلك ثم خرجت من غرفة ابنتها تاركه اياها لوحدها تفكر بعمق وقد حسمت قرارها بشكل نهائي...
تااااابع اسفل