أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود

كانت نبضات قلبها تزداد بخوف اكثر وشعرت كأنه يستمع إلى نبضاتها، نظرت للأرضية وهتفت بنبرات متقطعة قائلة .._ آآ انا بس آآ ا ..



06-01-2022 03:06 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [7]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

تسمرت في مكانها عندما رأت امامها محسن ورجاله وينظر لها وهو يبتسم بشر، صرخت صرخة مدوية قائلة بذعر: عمرر
ثم ظلت تتراجع للخلف وهي واضعة يدها على فمها بصدمة وخوف والدموع في عيونها..
هتف محسن بنبرات تحمل الشماته قائلاً..
وبردو لاجيتك ياخيتي يابت امي وابوى.

في نفس الوقت كان عمر هب من فراشه بفزع بعدما سمع صريخها، فتح الباب بسرعة ثم انطلق إلى الاسفل، رأى شكل شهد وخوفها الشديد ورهبتها ومحسن ورجاله وخمن ان يكون هذا ابن عمها او اخيها، تقدم منهم ونظر لمحسن ورجاله بتفحص بينما نظر له محسن بغضب ثم صاح بغضب عارم قائلاً..
مين دة يا شهد؟!

كانت شهد لا تتحدث، فقط تبكي بصمت وهي واضعة يدها على فمها وجسدها يرتعش بخوف، كانت الصدمة مسيطرة عليها، لم تكن بوضع يسمح لها بالاجابة..
اجاب عمر بهدوء غريب قائلاً..
انت إلى مين وجاى بيتي عايز اية!؟
محسن مزمجراً بغضب: انا اخووها وعايز اخد اختي، يلا يابت
هزت شهد رأسها بالنفي ولم تكف عن البكاء بينما نظر لها عمر بشفقة ولأول مرة وفكر قليلاً بشيئ ما قد يكون به تهور ولكنه سيكون الافضل بالطبع..

قام عمر بحركته المعتادة عند التفكير وضع يداه في جيبه
وهو ينظر لمحسن شرزاً ثم أردف بجدية قائلاً..
شهد مش هاتمشي من هنا
حدق به محسن بصدمة فمن هو ليمنعه من اخذ شقيقته وبهذه الطريقة، تابع بتهديد يشوبه الغضب..
ماليكش صالح يابن الناس احسنلك
ثم اكمل بصياح اكثر، يلاااا يا شههد
ارتجفت شهد من صوته العالي وزاد بكاؤها وعلت شهقاتها وهي تنظر لعمر ثم رجعت للخلف بخطوات بطيئة ووقفت خلفه كأنها تحتمي به وممن، من اخيها!

تنهد عمر ثم تابع ببرود قائلاً: إلى عندك اعمله
ثم صمت لحظة ليفكر لأخر مرة ثم استطرد بهدوء وهو ينظر لشهد..
مراتي مش هتروح مع حد
ترددت كلمة مراتي في اذنها بصدمة، ايعقل هذا!، زوجته وهما حتى الان لا يعرفان سوى اسم كلا منهما، زوجته ولم يجسلوا مرة واحدة حتى يتحدثوا بهدوء، زوجته ودائما ما يعاملها بجفاء وبرود وصرامة، كانت شهد في تلك اللحظات تفكر هكذا ولكن قالت في النهاية هذا افضل من العودة مع محسن والموت..!

بينما حدق به محسن وهو يتلقي صدمة للمرة الثانية، تقدم منهم وعيناه تشع شرارة الغضب ثم جز على اسنانه وهو يقول: مراتك! يعني اييية؟
رد عمر ببرود ولامبالاه قائلاً: مراتي يعني مراتي وياريت من غير مطرود.

اقترب محسن اكثر وود ان يجلب شهد من شعرها ولكن منعه من ذلك جسد عمر العريض الذي كان يفصل بينه وبين عمر، نظر لعمر بغل وكره شديد ثم فجأة لكمة بشدة، لم تهتز لعمر شعره ونظر له بغضب هادر وهو يضع يده على فمه ثم استدار للحظة وفتح الدرج واخرج سلاح!
نظرت له شهد بخوف وصدمة بينما عاد هو ومكانه وهو يرفع المسدس موجهه نحو محسن ورجاله..
عمر بجمود بالغ: هأقتلك يا كلب.

كان محسن لا يتخيل ذلك، اعتقد انه الوحيد المسيطر وانه يملك السلاح والرجال ولكن لم يكن يعلم ان عمر ايضاً بمتلك سلاح ويجيد التصويب..
محسن بنبرات متلعثمة: آآ انت آآ ما آآ ماتجدرش تعمل حاجة
رفع عمر يده الاخر وعمر السلاح ببرود متناهي وصوبه مرة اخرى بأتجاه صدر محسن وهو يقول..
هاتشوف دلوقتي اقدر ولا لا.

حدقه محسن بهلع ثم رفع رجال محسن السلاح ايضاً بينما تقدمت شهد امام عمر ووقفت امام اخيها لتمنع عمر من فعلته فبرغم كل شيئ شهد تحب اخيها وتخشي حدوث اى شيئ لها، نظر لها محسن بتعجب قليلاً وهو يفكر، كان سيقتلها ولكنها تدافع عنه كي لا يُقتل!
شهد برجاء وهي تنظر لعمر: ارجوك لا، دا مهما كان اخويا من لحمي ودمي.

عقد عمر حاجبيه بدهشة يشوبها الغضب ثم اردف بنفاذ صبر: انا مش عارف انتي اييية، كان عاوز يقتلك ودلوقتي انتي بتحطي نفسك مكانه عشان مايموتش
لم يترك الفرصة لشهد لتجادله لانه اصبح يعرفها ولو بنسبة خمسون ف المائة، وجه نظره لذلك المحسن ورجاله ثم هتف بصوت آمر قائلاً..
حظك انك عندك اخت كدة، غوروا من هنا يلاااا برة بيتي.

نظر محسن لرجاله ولعمر ولشهد ثم فكر لثواني ولم يعرف لماذا سار ك مسلوب الارادة وسار مستديراً للخارج بشرود، نظر رجاله لبعضهم ونظر لهم عطيه بمعني هيا ثم تبعوا محسن الذي خرج من المنزل وركب السيارة وادار المقود متجهاً للفندق ولم ينتظرهم حتى، تعجبوا من شروده ثم ركبوا السيارة الاخرى وساروا خلفه...

امام احدى العمارات بالجيزة،
وصلت مها ونزلت من سيارة الاجرة ثم تلفت حولها كأنها تتأكد ان كان احدا ما يراقبها ام لا، اخرجت النقود مت حقيبتها ثم اعطتها للسائق ونظرت بأتجاه البناية وسارت لها، وصلت امام وظلت مترددة لثواني وحسمت قرارها ثم اكملت سيرها ودلفت إلى العمارة وصعدت إلى احدى الشقق وطرقت الباب ثم اخذت تهندم نفسها وتعدل ملابسها وشعرها، ثم فتح الباب لها هذا الذي يدعي حسن..

بمجرد ان رأها ظهرت ابتسامة خبيثة على ثغره ثم قال بصوت آجش..
تعالي يا مها ادخلي
ابتسمت مها ابتسامة بسيطة ثم دلفت واغلق حسن الباب ونظر لها واستطرد قائلاً بخبث: كنت متأكد انك هاتيجي
تلعثمت مها ثم ردت بتوتر ب: آآ عادى يعني آآ انا ماصدقت اتحجج
اومأ حسن برأسه موافقاً ثم جلس على الاريكة واشار لها ان تأتي لتجلس فأقتربت مها وجلست بجانبه ولكنها تركت بينهم مسافة فأتسعت ابتسامة حسن وهو يقول: بس اية القمر دة.

زاد ارتباك مها وهي تحاول ان تبتسم ولكنها فشلت في ذلك، استغل حسن توترها واقترب منها اكثر حتى اصبح لاصق بها فشعرت هي ان نفسها سينقطع واضطربت انفاسها، قالت بتوتر شديد..
اب آآ ابعد ش شوية آآ لو سمحت
اقترب حسن اكثر وجهه من وجهها حتى شعرت بأنفاسه على وجهها وصدرها يعلو ويهبط من فرط التوتر وشعرت ان حلقها جف لم تستطع التحدث اكثر..
اردف وهو يشتم عطرها قائلاً..

ابعد اية دة انا ما صدقت عرفتي تطلقي عشان اشوفك براحتي ونبقي واخدين حريتنا ومحدش يقدر يكلمك.

قبل خديها برقة وحنية زائفة ثم مد يده واخذ يحسس على جسدها بشهوة وهي تبتلع ريقها بتوتر وخوف قليل، مد يده تحت ركبتيها وحملها ثم اتجه بها إلى غرفة نومه ووضعها على الفراش، ثم ظل ينظر في عيناها واقترب اكثر وقبلها قبلات بشغف بث فيها شوقه لها ورغبته، استسلمت هي له وغاصا في الحرام! واصبحت مثل فتيات الليل بالنسبة له...

في الصعيد ( منزل مصطفي )،
كان مصطفي في غرفته يجلس وهو يضع قدم فوق الاخرى ويرتدى جلباب كالمعتاد ولم تسلم ملامحه من الغضب والتفكير والصرامة، زفر بضيق وهو يتذكر حديث اخاها ووالدها عندما اخبروه انهم سيجلبوها له ويزوجوها له بعد تربيتها مرة اخرى، امسك بهاتفه ثم بحث عن رقم محسن وضغط اتصال ووضعه على اذنه منتظراً الرد، اتاه صوت محسن قائلاً بضيق: الووو
اجاب مصطفي: الوو يا محسن لاجيتوها ولا لا؟

صمت محسن ثواني ثم اكمل ببرود..
لا يا مصطفي لا مالاجيناهاش
زمجر مصطفي بنفاذ صبر قائلاً: يعني ايييية مالاجيتوهاش يا محسن!
اية إلى مش مفهوم، مالاجيتهاااش
اغلق مصطفي الهاتف بدون اى كلمة اخرى وهو يتنهد بضيق واغلق عينه وفتحها وهو يزفر محاولاً ان يهدأ نفسه ثم اراح ظهره للخلف وهو يفكر ثم قرر شيئ ما واخرج هاتفه مرة اخرى واتصل بشخص ما واجبه قائلاً بصوت رحب..
مصطفي بيه كيفك
بخير، عايز منك خدمة يا عبدالله.

خير يا مصطفي بيه؟
عايزك تحجزلي تذكرة اول طيارة مسافرة القاهرة ذهاب وعودة
اممم ممكن حاضر بس لية؟
اظن حاجة ماتخصكش بقا يا كوتش
احم ماشي تمام التذكرة هاتكون عند حضرتك من هنا ل بالليل
تمام منتظر، سلام بقا
سلام
اغلق مصطفي ثم اخذ يتذكر شكل شهد ورهبتها الغير متناهيه عندما تراه ورعشة جسدها وكيف كان مستمتع وهو يراها هكذا، تنهد ثم همس بوعيد قائلاً..
مش هاتفلتي مني يا شهد مهما حصل انتي بتاعتي انا وبس..!

في منزل رضوى،.

ظلت رضوى في حجرتها تنهض وتجلس وتسير ذهاباً واياباً وهي تفرك اصابعها بتوتر وتفكر في مها، خطر في بالها افكار كثيرة ولكنها كانت تبعدها من عقلها وتقول ان مها متهورة قليلاً ولكنها عاقلة ويستحيل ان تفعل شيئ كهذا، لم يخطر في بالها ان مها فعلت ذلك بالفعل ووقعت في فخ الشيطان، استغفرت الله وهي تدعو ان لا تكون مها فعلت ما في عقلها ثم جلست وهي تدب على الارض بقدميها وتفكر، قررت ان تنهض وتبحث عنها، نهضت من الاريكة واتجهت للدولاب الخاص بها واخرجت جيبة طويلة جينز وبلوزة طويلة إلى حدا ما من اللون الاصفر وطرحة كبيرة من اللون الاصفر والبرتقالي ولفتها بسرعة ثم اخذت هاتفها وبعض النقود واغلقت الانوار وخرجت من غرفتها لتجد والدتها تجلس في الصالة على مكينة للخياطة التي تعتبرها مصدر رزقها، التفتت لها والدتها ثم هتفت بتساؤل قائلة..

خير يا رضوى على فين؟!
تنحنحت رضوى بتفكير وتوتر قائلة..
آآ رايحة اشترى شوية حاجات من محل الهدوم إلى ف مصر القديمة يا أمي
والدتها بتفكير وهي تومأ برأسها موافقة..
ماشي يا رضوى بس حاولي ماتتأخريش
رضوى بتأكيد وهي تسير: حاضر يا امي
خرجت من المنزل ثم اغلقت الباب وتنفست الصعداء وهي تحدث نفسها بلوم قائلة..
انا اسفة يا امي لأول مرة اكذب عليكي بس مضطرة عشان الحق مها قبل ما تورط نفسها في مصيبة.

اكملت سيرها وهبطت إلى الاسفل واوقفت سيارة اجره وهي لا تعرف من اين ستبدأ بحثها يا ترى...

في منزل عمر،
ظلت شهد تبكي وتصرخ بصوت عالي وبكاء حاد وعمر يقف وهو يمسح على شعره بضيق فهو ايضاً انهان وفي منزله، شعر انه ان تركها هكذا ستخرج كل الطاقة السلبية التي بداخلها، كانت شهد يزداد نحيبها وهي تدب على الارض بيدها بكل قواها حتى شعرت ان يدها توقفت ولم تعد تحتمل الألم ولكن الألم الذي في قلبها اشد من المها الجسدى..
هتفت بشهقات متتالية وهي تقول..

ياريتني ما جيت، ياريتني ماشوفته ولا كان قريبي ولا كنت من العيلة دى
ثم صمتت لحظة واكملت بنفس الصراخ قائلة: يااارب خدني بقا انا تعبت
وضعت يداها على وجهها وظلت تبكي هكذا لدقائق وعمر لم يخرج حرف حتى، فقط كان يقف يتابعها بنظراته فقط، اخرج يده من جيبه ثم تنهد ومط شفتيه بتزمر قائلاً..
خلاص يا شهد اهدى.

حاولت كتم شهقاتها وان تكف عن البكاء ولكن لم تنجح في ذلك واستمرت في البكاء حتى شعرت ان عيناها تؤلمها وان حنجرتها لم تعد تحتمل صريخ اكثر من ذلك، حاولت النهوض ونهضت وهي تمسح دموعها بعدما اصبحت عيناها متورمة من كثرة البكاء كادت تستدير وتغادر الا انها فجأة ترنجت مكانها وسقطت مغشياً عليها..
ركض عمر بأتجاها ولحق بها قبل ان تلمس رأسها الارض واصبحت في احضانه، خبط على خديها برفق وهو يهمس بأسمها..

شهد، شهد فوقي.

ولكن لم تستجيب شهد، اتكأ ومد يده اسفل ركبتيها والاخرى اسفل رقبتها وحملها ثم استدار واتجه للأعلي بخطوات مترقبة، وصل امام غرفته ثم دفع الباب برجله ودلف ثم وضع شهد على الفراش الخاص به، زفر بضيق شديد ثم جلس على طرف الفراش بجانبها واخذ ينظر لها بدقة ويتأمل ملامحها بهدوء، ثم نهض بعد دقيقتان تقريباً ومسك بالعطر الخاص به واقترب منها ووضعه عند انفها لتفيق، بدأت شهد في استعادة وعيها تدريجياً، رن هاتف عمر فأخرجه من جيبه ورأى اسم المتصل فتنهد بخنقة و نهض عمر واستدار تاركاً اياها وغادر الغرفة...

بعد دقائق فتحت شهد عيونها بتثاقل وهي تشعر بالألم في كل انحاء جسدها، نظرت حولها ولم تجد اى شخص في الغرفة، حاولت ان تنهض فجلست ببطئ وهي تدعك عيناها بألم ثم نهضت وهي تستند على اى شيئ يقابلها في الغرفة حتى وصلت امام الباب فتحته ببطئ لتجد عمر امامها، في البداية نظرت له بفزع ولكنها هدأت نفسها ثم نظرت وهتفت بهدوء قائلة..
عمر، اية إلى حصلي وجيت هنا ازاى.

نظر لها عمر نظرات لم تفهمها ولم يجيبها ثم تفاجأت به يمسكها بيد ليعيق حركتها ويكممها باليد الاخرى، شهقت وكادت تصرخ الا انها خارت قواها واثر المخدر عليها، سندها عمر بيده وهو ينظر لها ثم اردف بجمود قائلاً..
مضطر اعمل كدة اعذريني...!

06-01-2022 03:06 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [8]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

اتكأ عمر ببطئ ومد يده تحت ركبتيها ثم حملها، سار بها متجهاً للخارج وهبط للأسفل ثم حاول فتح باب المنزل بصعوبة، وبعد دقيقتان من المحاولة فتحه وخرج وهو يحمل شهد حتى وصل امام سيارته، كان تارك الباب دون ان يغلقه بالمفتاح، مد يده قليلاً وفتح الباب الخلفي ووضع شهد فيه ثم اغلق الباب واستدار وفتح الباب الامامي وركب ثم ادار المقود متجهاً إلى احدى الاماكن وهو يفكر في رد فعل شهد عندما تستيقظ...!

وصل امام احدى الاماكن المهجورة ثم نزل من سيارته واتجه لذلك المكان ليتأكد من عدم وجود اى شخص بالداخل ووزع انظاره في الاماكن المجاورة ولم يجد اى شخص، تنهد بأرتياح ثم استدار عائداً لسيارته وحمل شهد برفق واغلق الباب برجله واتجه لداخل ذلك الكوخ، كان الكوخ مهجور ومترب وسيئ بالمعني الحرفي، كانت على الارض مجموعة من القش، انزل شهد عليها وجلس بجانبها على الارض، اخذ ينظر لها ويتفرس ملامحها بدقة شديدة، كانت تبدو كالملاك وهي نائمة بشعرها البني وبشرتها البيضاء وملامحها البريئة، اقترب منها اكثر وقبل جبينها ثم ابتعد فوراً ونهض وخرج من ذلك الكوخ وركب سيارته ثم ادار المقود عائداً لمنزله وهو يلوم نفسه...

مرت ساعات ورضوى في التاكسي تبحث في كل الاماكن القريبة ربما ترى مها وتكون ظلمتها ولكن خاب ظنها، ظهر اليأس على وجهها بعد بحثها المتواصل لثلاث ساعات ولم تجد مها ابداً، كما طلب منها السائق ان يذهب هو وينزلها في احدى الاماكن ولكنها رفضت ووعدته انها ستعطيه اجرته كاملة فوافق على مضض، زفرت بضيق وتكاد تبكي ثم نظرت للسائق قائلة بأسف..
خلاص لو سمحت ممكن ترجعني تاتي من المكان إلى اخدتني منه؟

اومأ السائق برأسه ثم قال بنفاذ صبر..
ما كان من الاول بقا
رضوى بغضب بسيط: يلا لو سمحت وقولتلك هديك اجرتك
اومأ السائق برأسه موافقاً على مضض وادار المقود متجهاً لمنزل رضوى، سندت رضوى رأسها للخلف وتنهدت تنهيدة تحمل الكثير وهي تفكر اين ممكن ان تكون مها وماذا حدث معها..؟

في منزل حسن،
ابعد حسن الغطاء عنه ونهض من على الفراش ونصفه الاعلي عارى ومها على الفراش تنظر له بهدوء، اتجه للدولاب الخاص به واخرج شورت جينز وتيشرت لبني واغلق الدولاب وسار متجهاً للمرحاض ودلف دون اى كلمة مع مها، بعد دقائق خرج من المرحاض بعدما اغتسل ويمسك المنشفة في يده يجفف شعره، وجه نظراته لمها ليجدها مازالت نفس وضعيتها لم تتحرك ابداً..
تنحنح بهدوء قائلاً: اية يا مها مش ناوية تقومي بقا.

انتبهت مها له كأنها كانت في عالم اخر وهو من اعادها، نظرت له ثم اجابته بشرود قائلة..
انا خايفة جداً يا حسن
رمي حسن المنشفة على الفراش ثم اقترب منها وجلس بجانبها وامسك يدها ثم نظر لها بحنية زائفة وهو يقول..
خايفة من اية بس يا حبيبتي
مها بتوتر: خايفة حد يعرف، وخصوصا يعني اني آآ
حسن بتساؤل: خصوصا انك اية؟
وخصوصا اني لسة متطلقة من فترة قصيرة جداً.

هتفت مها بتلك الجملة وهي تبعد يدها عن يد حسن وبدأت في فرك اصابعها بخوف وهي تنظر للفراش..
نظر لها بطرف عينه ثم استطرد بهدوء مخيف..
مش عايزك تقلقي خالص، انا هوضب كل حاجة ف اقرب وقت
ابتسمت مها على كلامه بحسن نية، لم تكن تعلم ما يقصده حسن بسبب ثقتها الزائدة به، تنهدت ثم اردفت بسرعة..
يلا بقا يادوب اقوم عشان محدش يشك انا اتأخرت لية
اومأ برأسه ثم ابتعد ونهض من على الفراش ووقف امام المرآة يهندم نفسه..

اتجهت مها للمرحاض واغتسلت ثم ارتدت ملابسها واخذت حقيبتها وهاتفها الذي اغلقته منذ وصولها واتجهت للخارج مع حسن، قبلته بأبتسامة ثم هبطت للأسفل قبله حتى لا يراهم اى شخص من البناية مع بعضهم واوقفت سيارة اجرة وركبت متجهة لمنزلهم...

في الكوخ،.

بدأت شهد تستعيد وعيها وهي تمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة، فتحت عيونها لتجد نفسها في مكان غريب، فركت عيونها علها تكون في حلم ولكنها مازالت في نفس المكان وبمفردها، حاولت النهوض وجلست وهي تنظر حولها او تسمع اى شيئ ولكن لا تسمع اى شيئ ولا ترى سوى الظلام الدامس، خفق قلبها في قفصها الصدرى بخوف من ذلك المكان وهي تفكر لماذا كممها عمر وماذا فعل بها ولماذا هي في ذلك المكان ولكن بالطبع لم تعرف الاجابة، هبت واقفة بتعب وسارت للخارج املآ ان تجد اى شخص هنا ولكنها شعرت بخيبة الامل عندما رأت كلاب سوداء فقط تجلس في الشارع، استدارت بسرعة ودلفت للكوخ مرة اخرى وهي تتنفس الصعداء ( لان شهد لديها فوبيا من الكلاب )..

جلست على الارض وبدأت الدموع تعرف طريقها لعيناها وقلبها يدق بخوف، ماذا ستفعل! اين ستذهب، هل ستعيش باقي حياتها في الشارع، ولكن مهلاً كان يجب ان تفكر في هذة النقطة عندما فرت هاربة من بيت اهلها، ولكن ايضاً النتيجة نفسها اذا بقيت وتزوجت هذا الذي يدعي مصطفي سترى اسوء ايام حياتها..

هكذا كان الصراع الداخلي في عقل شهد، بدأت في ترديد بعض الآيات القرآنية لتطمأن نفسها، ظلت هكذا لدقائق او ربما ساعات، يأست من ان يعود عمر مرة اخرى..
شرعت في البكاء بدون صوت ثم حدثت نفسها بخوف قائلة..
يااارب يااارب عمر يجي يارب انا خايفة جدا من المكان دة.

بعد نصف ساعة تقريباً سمعت شهد صوت بعض الاشخاص بالخارج، نهضت ومسحت دموعها والخوف والأمل معاً تسللوا لقلبها، الخوف من ان يكون حرامى او مجرم وامل ان يكون عمر..

فتحت باب الكوخ برفق وهي تحاول ان لا تلفت انتباه من بالخارج، ولكنها فشلت عندما وجدت بعض الرجال في الخارج وينظرون لها، ذعرت من نظراتهم واغلقت بسرعة ووقفت خلف الباب وهي تتنفس بسرعة من خوفها وتوترها، وجدت من يدفع الباب وضعت يدها على فمها وهي تمنع صوت بكاؤها وشهاقتها ان يعلي، ولكن قوتهم وعددهم بالطبع اكثر، دفعوا الباب بقوة وابتعدت شهد من الدفعة لتجدهم ثلاث رجال، متوسطي البنية، يبدو من شكلهم انهم سُكارى، ابتلعت ريقها والخوف يتملكها اكثر وهي ترى في عيونهم تلك النظرة التي تكرهها..

شرعوا في الاقتراب منها وقال احدهم..
اية يا حلوة بتهربي مننا لية بس.

بدا صوت بكاء شهد يعلو شيئاً فشيئ وهي تدعو الله في سرها ان ينجدها من تلك الوحوش التي لا تهاب شيئ، شعرت ان قلبها سيتوقف حتماً من شدة الخوف، اقترب الرجل منها اكثر وهي ترجع للخلف وتنظر له بذعر شديد ثم مسكها من خصرها وقربها له، شمت رائحته المقززة وشعرت انها تريد ان تتقيئ، حاولت ابعاد نفسها عنه ولكنه كان ممسك بها بقوة، امسك بذراعها ثم رماها على الارض وشرع في خلع ملابسه في حين كانت شهد ترتجف وتبكي، صرخت على امل ان ينجدها اى شخص ولكن للأسف لم يسمعها بشرى..

حاول الرجل الاعتداء على شهد وهي تصرخ واصدقائه يرونه ويبتسمون، فهي ليست المرة الاولي او الاخيرة بالنسبة لهم، فجأة وجدوا من يدفع الباب بقوة ويدلف بصياح بعدما سمع صريخ شهد...

في احدى المنازل المشبوهه،.

كان مصطفي نائم على الفراش ًمُغطي وبجانبها فتاة ذات شعر اسود غزير وعيون سوداء وبشرة بيضاء، لا يقال عنها فاتنة ولكنها ليست سيئة ايضاً، كان مصطفي يفرد ذراعه وهي نائمة في احضانه والابتسامة على وجهها، اقترب منها مصطفي ثم قبلها بشغف ورقة وكاد يقترب منها اكثر إلا ان قطع جلستهم الدنيئة هذه رنين هاتف مصطفي، تأفف مصطفي بملل ثم امسك هاتفه من على ( الكمدين ) الذي يجاور الفراش ورأى المتصل عبدالله، ابتسم بخبث ثم ضغط على الزر ووضع الهاتف على اذنه ثم هتف بصوت أجش قائلاً..

الووو عبدالله
الووو يا مصطفي بيه، انا جهزت التذكرة إلى حضرتك قولت عليها
عفارم عليك يا عبدالله، امتي بالظبط؟
النهاردة الساعة 5 الفجر والعودة بكرة الساعة 8 بليل
تمام اوى، تشكر يا عبدالله
الشكر لله
سلام
سلام
ترك الهاتف ثم وجه لنظرة لتلك القابعة بجانبه وابتسم ابتسامة جانبية ثم تابع وهو يقترب منها..
هيييح يا وش السعد
مطت الفتاة شفتيها بعدم فهم ثم ردت ب: في اية يا مصطفي؟!

تنهد مصطفي ثم نهض وبدأ بأرتداء ملابسه وأردف بجدية قائلاً..
انا لازم امشي دلوقتي
زفرت الفتاة ونظرت للجهه الاخرى فهي لا تقدر على الاعتراض، اخرج مصطفي الاموال من جيبه ثم رماهم على الفراش، لمعت عين الفتاة بسعادة فهذا يعد عملها ومصدر رزقها!
خرج مصطفي من الغرفة بعدما لملم كل الاشياء الخاصة به وهبط من الشقة وركب سيارته عائداً لمنزله ليبدأ بتجهيز نفسه للسفر..

هكذا هي حياة مصطفي، بين عمله والمنازل المشبوهه، لا يأبه بوالده ولا اخوته، كل ما يهمه هي رغباته ولهذا السبب تمقته شهد وتتقزز بمجرد ان تراه وهذا ما جعله يصمم اكثر على ان تصبح ملكه وليست لغيره ابداً...

في الكوخ،.

دلف عمر بسرعة إلى الكوخ بعدما سمع صراخ شهد واصوات هؤلاء الرجال، صُدم عندما رأى ذلك الرجل يجرد شهد من ملابسها ويحاول الاعتداء عليها، انقض عليه بسرعة ولكن في البداية منعوه اصدقاء ذلك الرجل ولكن القوى الجسامنية لعمر تفوقهم وغير انهم ليسوا بوعيهم، ضربهم بقوة ثم توجه لذلك الرجل وابعده عن شهد وظل يلمكه بشدة والرجل يتآوه وشهد ابتعدت على الفور وجلست في ركن وهي تضم ركبتيها إلى صدرها وترتعش من الخوف ولم تتوقف ع البكاء الحاد، كاد يبتعد عمر عن ذلك الرجل بعدما ابرحه ضرباً ولكن فجأة وجد من يضربه بشئ حاد من الخلف، تألم بشدة واستدار ليجد احد اصدقاء ذلك الرجل يضربه بمطواه في كتفه، سقط على الارض من شدة الألم وصدمت شهد والرجال ايضاً، اعتقدوا ان عمر ربما يموت، اقتربوا واخذوا صديقهم بسرعة وفروا هاربين لينجوا من عملتهم، فهذه ( محاولة قتل واعتداء )، كانت شهد تنظر لعمر والدموع تهطل من عيونها بغزارة ثم اقتربت ببطئ منه وجلست بجانبه وامسكت وجهه برفق ووضعته على قدمها ثم خبطت على وجنتيه وهي تقول ببكاء..

عمر عمر فوق والنبي قووم
كان عمر يتآوه من الألم ويكاد يغمض عيناه، صرخت شهد بحدة وهي تهزه..
عمر لا ماتغمض عينك لاااااااا...!

06-01-2022 03:07 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [9]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

ظلت تصرخ شهد ب عمر وهي تهزه وتصيح بحدة كأنه يسمعها قائلة..
عمر قووم، لا مستحيل يجرالك حاجة، بقولك ماتغمضش عينك قووم، ياااااارب.

بدأت دموعها في النزول بدون صوت وهي تنظر لعمر الملقي بجانبها كالطفل ف حضن والدته، فكرت لثواني قليلة ثم قررت النهوض والبحث عن اى شخص ليساعدها، رفعت رأس عمر بخفة ووضعتها على الأرضية ببطئ ثم نهضت، كادت تخرج من الكوخ ولكنها فجأة توقفت واعادت النظر لملابسها لتجدها كادت تُمزق، حاولت ان تدارى المكشوف منها بقدر المستطاع ثم خرجت وهي تتلفت حولها ك السارق الخائف من كشف احداً ما له، ظلت واقفة في الطريق العام على أمل ان تجد اى شخص، بعد نصف ساعة تقريباً وجدت سيارة قادمة من بعيد، تنهدت وهي تمسح دموعها، ومن ثم تقدمت ووقفت في منتصف الطريق، اقتربت السيارة اكثر وفرملت فجأة، نزل منها رجل كبير بالسن إلى حداً ما ومعه سيدة يبدو عليها الوقار ذات بشرة بيضاء وترتدى حجاب يظهر خصلات شعرها البيضاء التي تزيدها وقار..

نظر الرجل لشهد بتفحص ثم اقترب منها بهدوء، على عكس توقعات شهد التي اخذت شهيقاً وزفيراً استعداداً لتوبيخه، هتف الرجل بصوت رخيم قائلاً..
خير يابنتي واقفة ف نص الطريق لية
ابتلعت شهد ريقها ثم نظرت لنفسها واعادت النظر له مرة اخرى واجابته بتوتر وخوف قائلة: انا آآ اسفة بس آآ عمر مُصاب وهيموت، ارجوك عايز انقله على اقرب مستشفي
نظر لها الرجل وعقد حاجبيه بتعجب ثم أردف بتساؤل..
اهدى بس عمر مين وهو فين؟!

تابعت شهد بسرعة ونبرات راجية وهي تقول: هفهم حضرتك بعدين ارجوك مفيش وقت
نظر الرجل للسيدة التي كانت تجلس في السيارة كأنه يسألها عن رأيها، ابتسمت السيدة واومأت برأسها موافقة فوجه الرجل نظره لشهد و..
طب يلا هو فين بسرعة.

استدارت شهد بسرعة وعادت للكوخ وهو يتبعها، وصلوا للكوخ ومع كل خطوة لشهد يتعجب الرجل اكثر وما كان يحيره هو وجودهم في هذا المكان المهجور، تفاجئ ب عمر ملقي على الأرض ينزف، اقترب منه واتكأ جس نبضه ليتأكد من استمراره على قيد الحياة، تنهد بأرتياح عندما وجده يتنفس، حاول حمله وساعدته شهد بقدر ما استطاعت ثم توجهوا به للخارج حتى وصلوا للسيارة وضعه الرجل في الكرسي الخلفي وركبت شهد من الجهه الاخرى ورفعت رأسه ووضعتها على قدمها، وركب الرجل سيارته وادار المقود متوجهاً لأقرب مستشفي، نظرت شهد لعمر ودققت في معالم وجهه وملست بأصابعها برقة على وجنتيه وعلى جفنه المغلق وامسكت بيده الخشنة وهي تتحسسها، هبطت دموعها دون ان تشعر وهي تتذكر كل مناقرتهم مع بعض ومساعدته لها..

وصلوا امام المستشفي وترجل الرجل من السيارة وفتح الباب الخلفي ونظر للأمن ثم هتف بصوت عالي قائلاً..
محتاجين ترولي بسرعة
نهض رجل الأمن واخبر الممرضات بخفة وجاء بعض الممرضات والامن وحملوا عمر ووضعوه على الترولي، وشهد ظلت ملازمة له حتى دلفوا ورأه الطبيب وتفحصه سريعاً ثم نظر للمرضة بصوت آمر..
جهزوا اوضة العمليات بسرعة.

توجهوا بعمر إلى غرفة العمليات وبدأو اعداد غرفة العمليات وكادت شهد تدخل معه إلا ان اوقفتها الممرضة قائلة بجدية..
ماينفعش حضرتك تدخلي هنا.

زفرت شهد وتركت يد عمر وهي تنظر له بحزن ثم تراجعت ليدلفوا هما بعمر ويأتي الطبيب ويدلف بعدهم وتُغلق غرفة العمليات، جلست شهد على احدى المقاعد وتلقلقت الدموع في عيونها وهي تدعو الله ان يشفي عمر، شعرت انه ينتمي لها، او شخص قريب منها تخشى فقدانه، وضعت يدها على وجهها وهي تنظر للأرضية بخوف...

في منزل رضوى،
في الصالة تجلس رضوى منتظرة شقيقتها ان تأتي بفارغ الصبر لتعلم اين كانت بعد دخول والدتها للنوم بعد إرهاقها في العمل، كم تمنت ان يكون ما تفكر به خاطئ، بعد قليل شعرت بحركة امام الباب، رفعت نظرها نحو الباب لتجد مها تدلف، توترت مها عندما وجدت رضوى جالسة هكذا..
جزت رضوى على اسنانها بغيظ قائلة..
ممكن اسأل كنتي فين يا مها؟!

اغلقت مها الباب ثم اقتربت من رضوى وجلست بجانبها واجابتها بأرتباك حاولت اخفاؤه..
ما آآ ما انتي عارفة يا رضوى إني كنت بأقدم في شغل
ردت رضوى بتهكم قائلة: بجد، شغل اية دة إلى بيقعد من 10 الصبح لحد 10 بليل
شعرت مها انها في مأزق وان رضوى ستعرف حتماً ان لم تخبرها بسبب مقنع، صمتت وظلت تفكر وهي تنظر حولها ثم استطردت بحزن مصطنع..

: اه صح يا رضوى، ما أصل في واحدة صحبتي تعبت ودخلت المستشفي ف انا اضطريت اروح ازورها بس
لوت رضوى شفتيها بتهكم ثم تابعت بسخرية واضحة..
بجد، امممم ماشي يا مها بس ياريت لو في حاجة ماتخبيش عني لأني اختك مش عدوتك واكتر واحدة تخاف عليكي
اومأت مها رأسها بموافقة ثم رسمت على وجهه بصعوبة ابتسامة صفراء، قالت بهدوء: اه طبعاً طبعاً يا رضوى.

هزت رضوى رأسها وهي تنظر ل مها بشك، تلاشت مها نظراتها بقدر المستطاع وهي تحاول ان تظهر انها تخلع حذائها، بينما نهضت رضوى واتجهت لغرفتها دون كلمة اخرى، رفعت مها رأسها وتنفست الصعداء، ثم نهضت واتجهت لغرفتها واغلقت الباب خلفها لتجد طفلها نائم بهدوء، اقتربت منه ثم طبعت قبلة رقيقة على جبنيه ونهضت مرة اخرى لتبدل ملابسها ب ( بيچامة ) وتنام على الفراش بجانب طفلها بأرهاق شديد...

في المستشفي،
بعد ساعة ونصف تقريباً خرج الطبيب من غرفة العمليات والارهاق بادى على وجهه، هبت شهد واقفة ثم نظرت له وهتفت بتساؤل يشوبه الخوف قائلة..
طمني يا دكتور هو بخير؟
اجابها الطبيب بجدية وتعب: ماتقلقيش هو بخير، والجرح عالجناه بقدر المستطاع، هو بس مطلون ان ما يحركش كتفه الفترة دى عشان مايؤديش لتطورات تانية صعبة
اومأت شهد رأسها موافقة بأرتياح ثم اردفت بهدوء قائلة: شكرا جدا يا دكتور.

شعرت شهد انها استردت روحها من جديد، وها هو عمر المتعجرف المغرور بالداخل مُصاب غير قادر على الحركة بحرية حتى، ولكنها تسائلت لماذا خشيت حدوث شيئاً له، لماذا هبطت دموعها خوفاً من ان يصيبه مكروه، اقنعت نفسها ان هذا بسبب مساعدته لها فقط..
في نفس الوقت مرت ممرضة من امامها، فسألتها بسرعة..
هو انا ممكن ادخله امتي؟!
الممرضة بأبتسامة: اول ما يفوق من البينج وننقله اوضة عادية تقدرى تدخلي
شهد بفرحة داخلية: متشكرة.

اومأت الممرضة ثم استدارات وسارت إلى حيث تريد بينما تنهدت شهد تنهيدة طويلة تحمل الكثير بها، بعد دقائق وجدت الممرضات ينقلون عمر لغرفة اخرى بسرير متحرك، لمعت عيناها واقتربت منه لتجده يتمتم بكلمات غير مفهومة، عقدت حاجبيها وهي تحاول الفهم ولكن فشلت، وصلوا إلى احدى الغرف ووضعوه ف الغرفة وعلقت له الممرضة المحاليل ثم خرجت، اقتربت شهد منه وجلبت الكرسي وجلست عليه ثم امسكت يده وركزت في وجهه لتجد ملامحه الصارمة اصبحت هادئة ومُرهقة، ساكن ومعلق له المحاليل، مغلق العينين وظاهر عليه التعب الشديد، لأول مرة تراه شهد هكذا ضعيف منذ ان عرفته، فعمر الذي تعرفت عليه صارم قاسي متعجرف مغرور قوى..

وجدته يتمتم مرة اخرى ولكن هذه المرة اوضح، اقتربت منه لتسمع ما يقول، لتجده يهمس بتعب قائلاً..
مريم، وحشتيني اوى
كأن دلو من الثلج سقطت عليها وجمدت ملامحها وهي تبتعد بدهشة، ظلت ناظرة له، من هي مريم! هل هي حبيبته، أمازال يحبها لهذه الدرجة يقول اسمها وهو غير واعي، أهي سبب معاملته الجافة والقاسية لها، نفضت تلك الافكار من رأسها ثم ربعت يدها وزفرت بضيق وهي تنظر له بتفكير وخنقة..

في منزل مصطفي،
كان مصطفي يرتدى بنطال جينز وتيشرت على غير عادته استعداداً للسفر، كانت حقيبة سفره جاهزة بجانبه، كان يفعل اتصالاته الخاصة بالعمل ويظبط أموره حتى يستطيع السفر بأطمئنان وحتى اذا اضطر للمكوث هناك اكثر من يوم، هبط والده من الأعلي بهدوء ثم جلس بجانبه وربت على كتفه وهتف بصوت أجش قائلاً..
بردو ماعايزش تجولي لية هتسافر يا ولدى بجا ( بقا )؟!

تنهد مصطفي بضيق وعلم انه لا مفر من اخبار والده، نظر له ثم رد بجمود قائلاً..
مسافر اجيب شهد يابوى
هز والده رجله وهو ينظر له بضيق ثم تابع بغضب قليل قائلاً..
يووه احنا ماوراناش غير شهد دي!
جز مصطفي على اسنانه بغيظ مردداً..
: ايوة يابوى ايوة، شهد ماينفعش تكون لغيرى، شهد ليا انا وبس..
زفر والده بضيق شديد ثم خبط على كتفه بقوة إلى حداً ما وزمجر قائلاً..

اتمني ماتعملش اى حاجة متهورة يا مصطفي عشان ماتصرفش تصرف مايعجبكش ابداً
استدار وانصرف وهو يجر جلبابه خلفه بغضب، بينما تنهد مصطفي وهب واقفاً وصاح بصوت آمر..
هاتوا شنطتي ف العربية
خرج وركب سيارته وهو يشعر ان كل شيئ يسير عكس إرادته تماماً ومن ثم اغلق الباب وهو ينظر للخادم الذي يضع حقيبته في الخلف وادار المقود منطلقاً للمطار..

في المستشفي،
دلف ذلك الرجل الذي ساعد شهد ليجدها غفت على الكرسي وهي بجانب عمر، ابتسم بعفوية ثم اقترب منها وخبط على كتفها برفق ليوقظها، فزعت شهد واستيقظت بخوف وصاحت قائلاً..
لااااااا لااااا
تعجب الرجل من صراخها وفزعها ورجع للخلف بخطوات بسيطة حتى لا يخيفها اكثر بينما نظرت له شهد وزفرت بضيق وخوف، مهلاً ف ما مرت به شهد ليس بقليل، فهذه كانت محاولة اغتصاب وليس بالهين ان تنساها بهذه السرعة..

نظرت للرجل ثم تنحنحت بحرج قائلة
: انا أسفة بس آآ غصب عني
ابتسم الرجل ابتسامة صفراء و رد ب..
ولا يهمك يا بنتي، هو عامل اية؟
شهد وهي موجهه نظرها لعمر بهدوء..
الدكتور قال إنه كويس الحمدلله
اومأ الرجل بأبتسامة ثم تابع بأسف قائلاً..
معلش بقا يا بنتي احنا مضطرين نمشي
لا طبعاً يا عمو انا إلى أسفة اوى لأني عطلتكم كل دة
الرجل بنفس البسمة الطيبة: ولا يهمك، سلام يا بنتي.

شهد بهدوء وابتسامة هادئة: مع الف سلامة، شكرى لطنط كمان
استدار الرجل بهدوء وخرج من الغرفة، ليترك شهد وحدها تنظر لعمر لتجده يحاول تحريك يده، اقتربت منه وامسكت يده وهي تقول..
عمر، عمر انت كويس حاسس بإية؟
تمتم عمر بخفوت قائلاً: انا كويس، اية إلى حصل وانا فين؟
اجابته شهد بهدوء وهي تبعد يدها عن يده و..
محصلش حاجة، انت فالمستشفي.

اراد عمر النهوض، فأقتربت منه بتردد ثم حاولت ان تساعده في الجلوس، نظر لها بهدوء وارتبكت هي من نظرته ومن قربها منه لهذه الدرجة، ابتعدت على الفور وجلست على الكرسي مرة اخرى وارجعت خصلاتها خلف اذنها بتوتر بينما اعتدل عمر في جلسته وتآوه بألم من كتفه..
سارعت شهد بسؤاله: انت كويس؟
اومأ عمر برأسه وهو ينظر للجهه الاخرى بضيق، لم تعلم شهد سبب ضيقه وتعجبت، زفرت بضيق وبعد ثواني وجدته يهتف بحدة..
اطلعي برة يلاا.

شهد فاغرةً شفتيها بصدمة: نعممم!
نظر لها عمر وجز على اسنانه ثم تابع بصراخ: قوولت اطلعي برة غورى مش عايز اشوف وشك
انتفضت شهد بفزع وتلقلقت الدموع في عيونها برهبة حقيقة شعرت بها ولأول مرة من صراخ عمر، لا هذا لم يكن عمر الذي رأته منذ قليل..
استدارت بسرغة وركضت من الغرفة وهي تبكي، تنهد عمر ثم مدد جسده بأريحية وهو يتذكر...

بعد مرور ساعات وصل مصطفي إلى مطار القاهرة وحمل حقيبته ثم اوقف سيارة اجرة وركبها وانطلق إلى مكان ما..
بعد مايقرب من النصف ساعة وصل الى المكان الذي اراده ثم نزل من السيارة واخرج النقود من جيبه واعطاها للسائق لينصرف، وزع نظره في المكان وبعد قليل اتي احدى الاشخاص متخفي، اقترب من مصطفي ثم هتف بصوت تجش قائلاً: مصطفي بيه أهلاً
تنحنح مصطفي بجدية قائلاً..
اهلا، فين المكان؟!

الشخص وهو ينظر حوله عسي يكون احداً ما يراقبه: الهرم، شارع ابراهيم سلطان، البيت رقم 20
ابتسم مصطفي ابتسامة نصر ثم ربت على كتفه بفخر واخرج بعض النقود من جيبه واعطاها لذلك الشخص ثم استطرد بأمتنان قائلاً..
خد دول متشكر يا، عطيه!

قررت شهد ان تدلف إلى الغرفة للأطمئنان على عمر بعد مكوثها في الخارج لأكثر من ساعتين، كانت تريد ان تعرف لماذا فجأة تغير هكذا، فهو يظل الذي ساعدها وآواها في منزله بعدما كانت في الشارع هاربة لا تعرف مآوى ولا ملجأ لها، حسمت قرارها ثم دلفت ببطئ وهدوء، لتنصدم بشدة عندما وجدت احد الاشخاص وهو...




الكلمات الدلالية
رواية ، مواجهة ، الأسد ، إستسلام ، معهود ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:53 مساء