أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية شظايا قسوته أشواك العشق

تحت أضـواء القمـر المنير الذى يسطع بنوره الزهـي ليغطـي الكرة الأرضية، ليملئ القلـوب بالنور والأمل، ولكن القلوب الحالكة.. ..



03-01-2022 11:43 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [22]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية شظايا قسوته أشواك العشق
رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والعشرون

ولحظات مسروقة من السعادة لم تدوم، لحظات مرت عليهم كما تمر نسمات الهواء الناعمة التي ترطب روحك قبل بشرتك، وإحتلهم الفزع، او الاصح - إحتلها - هي الفزع وهم يسمعان صوت جميلة يصدح في المكان بشهقة مصدومة:
يا نهااار اسود، إية اللي انتم بتعملوه ده!؟
نهضت سيلا مسرعة، تكاد تبكِ من موقف مخجل كهذا، يا الله، اي موقف سخيف وضعها به ذاك الصقر؟!
أين هيبتها الان واحترامها لذاتها امام خالتها!

تبخر مع شحنات الرومانسية العبقة التي اغدقها بها سليم بالطبع!
حاولت النطق متلعثمة بصوت اشبه للبكاء ؛
والله يا خالتو، أنا آآ
قاطعتها بخزي وخذلان رسمت خطوطهم بمهارة على ملامحها:
لا لا يا سيلا، متوقعتش كدة ابدًا
ثم نظرت لسليم متابعة بحزن جعلته عنوة يتوغل نبراتها لتضمن التأثير الفعال على مشاعرهم الفياضة:
هي دي اخرة تربيتي يا سليم؟ وإنتِ كدة يا سيلا سبتيله نفسك كدة
صرخت بهلع:
لا لا محصلش.

نظرت للأرض بخزي ثم همست:
متحاوليش تبرري لي أي حاجة يا سيلا أنا شوفتك بعيني وانتِ في حضنه، يا ترى من امتى الكلام ده؟
اجابها سليم هذه المرة ببرود:
يومين بس
وشهقت سيلا من أتهام باطل يؤكد على ألصاقه بها، فركضت باتجاهه تضربه على صدره بعنف وهي تصيح:
حرام عليك أنت بتكذب لية، أحنا ماحصلش بيننا حاجة
أحكم قبضته على يدها ليقول باسف مصطنع:
للأسف يا سيلا مابقاش ينفع نخبي.

وصدح الحكم الذي ينتظره من قاضٍ يعلم أنه يصطنع ما يفعله بمهارة:
خلاص اسكتوا، انتم هتتجوزوا في اقرب وقت، كلامي مفهوم
اومأ سليم مطيعًا بحزن مصطنع:
حاضر يا خالة زي ما تحبي
واستدارت لتغادر تاركة سيلا تنهمر دموعها بانكسار، قبل أن تنهار على الارضة صارخة فيه:
حرااام عليك أنا عملت لك إية عشان تعمل فيا كدة، شوهت صورتي ادامها لية يا سليم لييييية؟
صمتت تبكِ بقهر على سمعتها التي لم ي.

يمسها شيئً خاطئ يومًا والان اصبحت مشوهه بضباب خاطئ، لتكمل مزمجرة فيه:
لية بتعمل معايا كدة، أنا عملتلك إية؟
جعلها تنهض وهو يمسك بيدها، قبل أن يقربها منه عنوةً عنها ويهمس بجوار اذنها:
لإني عايزك!

عاد مجدي للمنزل متجهًا لغرفته على الفور، يشعر بأختناق يكبل عنقه فيكاد يخنقه، دلف الى الغرفة بهدوء ليجد أنوارها مطفئة سوداء كاحلة، نادى بهدوء على زوجته:
رقية، رقية؟

وفجأة إنفتحت الأنوار لتظهر تلك الفاتنة التي تسمى زوجته ترتدي قميصا مغريا بحق من اللون الوردي كوجنتاها، يصل لفخذيها وذو فتحة واسعة عند الصدر، وتترك شعرها الحريري منسدلاً على ظهرها، اقترب منها مجدي مبهورًا بطلتها التي خطفت انفاسه منذ اول وهله تأسره بعشقها، ليهمس:
أية ده!؟
اقتربت منه اكثر حتى اصبحت ملاصقة له تمامًا، ونبراتها غُلفت بشيئً من الأسف، لتقف على أطراف اصابعها حتى تصل لأذنه متمتة:.

أنا اسفة، اسفة على كل حاجة، سامحنى، احنا الاتنين غلطنا
نظر ينظر لها للحظات، بالطبع ينتقل التردد بين جنبات روحه، ولكن يبقى العشق هو المسيطر الوحيد!
اما هي فقد قررت أن تُلقي بسلاحها الاخر، فهمست مرة اخرى بما اذهله:
بعد تفكير ساعات، قررت اقولك، انا حامل يا مجدي
جحظت عيناه بصدمة لتكمل:
اتصدمت زيك وروحت للدكتور واكدت لي، وقالتلي ان الحمدلله الحبوب مأثرتش على الرحم، وعشان انا مبطلاها من بدري حصل حمل.

ومن دون تردد حملها ليدور بها في سعادة، سعادة اخترقت روحه واخيرًا بلا تراجع، سيصبح ابًا، وماذا يريد اكثر من ذلك؟!
دليل عشق بينه وبين معشوقته الاولى والاخيرة!
صاحت به ضاحكة:
مجدي، دوخت
انزلها وهو يردد بهيام:
قلب وروح وعقل مجدي، بعشقك يا روكا
ابتسمت بسعادة لتبادله العشق:
وانا بموووت فيك
احتضنها وكأن قلبيهما يمتزجا سويًا بعشق ربطهم بسلاسل ابدية!

لو كانت تعلم أن ذاك الطفل سيجعل علاقتهم بتلك المتانة والسعادة، لما فعلتها، ابدًا!

جلست سيلا تبكِ في غرفتها قهرًا، قهرًا حقيقيًا لم يفارقها منذ ما حدث وعيناها تذرف الدموع، دموع الندم على عشقًا شوه صورتها العظيمة دومًا!
عشق؟!
هل عشقته بالفعل!
نعم عشقته، عشقه الذي اعترفت به في وقتًا خاطئًا توغل روحها ليسري بجوار دماءها!
اسمه الذي صُك بين جنبات جدرانها اثبت ذلك!
وغيرتها التي لم تُخفى من تلك الحمقاء دارين اثبتت ذلك!
ولكنه، لم يبادلها ذلك العشق؟!

دلفت جميلة بهدوء لتنهض سيلا مسرعة وهي تمسك يدها مترجية اياها:
خالتو والله صدقيني محصلش أي حاجة بيني وبين سليم اي حاجة
ابتسمت جميلة بصدق لتهمس:
عارفة يا حبيبتي
سألتها مصدومة:
عارفة ازاي يا خالتو؟
ربتت على يدها لتقول بعدها بحنان:
أنا واثقة في تربيتك، وعارفة انه ممكن يكون محصلش حاجة، بس بصراحة زهقت من سليم عاوزة ادبسه وخلاص
نظرت لها سيلا بصدمة لتهمس ببلاهه:
نعم!
لكزتها في كتفها مستطردة بخبث:.

إنتِ ملاحظتيش ان انا وهي بنطبل لبعض واحنا الاتنين عارفين ان محصلش حاجة، بس لانه هيموت ويتجوزك فضل يعمل كدة
وجهر قلبها بانتصار، انتصار على فوزها في معركة - الحب - فجلست على عرش قلب محبوبها بانتصار!
ترى هل اتضحت خيوط عشقه لهذه الدرجة وهي وحدها التي لم تراها!؟
تنحنحت جميلة بجدية مصطنعة وقالت:
قومي الخدم جهزولك اوضة فوق، إطلعي ارتاحي فيها عشان هنبدء تجهيزات الفرح
اعترضت بخفوت:
بس يا خالتو؟
هزت رأسها قائلة:.

وافقي يا سيلا انتوا الاتنين بتحبوا بعض بس بتأوحوا بقاا
تنهدت سيلا قبل ان تقول بجدية:
مش هاتجوز بدون موافقة اهلي
اومأت جميلة مؤكدة:
اساسًا مش هاينفع لإنك ممعاكيش بطاقة
وبعد مجادلات وإقناع دام لساعة تقريبًا، تحاول فيها جميلة أن تقنعها بكل الطرق لتتنهد سيلا بقلة حيلة:
موافقة يا خالتو!

يا أيتها النفس المطئنة إرجعي الى ربك راضيةً مرضية.

صدح صوت الشيخ في منزل نصار القاضي في عزائه، معلنًا وفاته!
مات من كان يلملم شمل تلك العائلة، مات من كان هو كل شيئ بتلك العائلة!
مات المسمار الذي كان ينصبهم جميعًا في كفة واحدة!
وعزت يقف يستقبل التعازي بحزن عميق، حزن اتضح بشدة على ملامحه الرجولية!
والبكاء يصدح بأرجاء المكان!
بكاء وحدة على روحًا طيبًا تحملت الكثير ولم تحمل ذرة من الكره لشخص يومًا!
...

وقف بعيدًا الى حدًا ما نفس الرجل الذي اراد اخبار نصار بكل شيئ قبل وفاته!
يتذكر اخر لقاء بينه وبين نصار...
فلاش باك
في إية يا فهمي قلقتني يابني
قالها نصار وهو مازال مسطح على فراشه
ليرد فهمي بخفوت:
انا عايزك بس تهدى يا ريس قبل ما اقولك اي حاجة
اومأ نصار مؤكدًا:
قول متقلقش، مفيش مصيبة اكبر من اللي احنا فيها
تنهد قبل أن يكمل بما صدم نصار:
ابن اخوك عثمان، موجود وعايش
جحظت عيناه بصدمة حقيقية قبل أن يسأله ؛.

ازاي يعني!؟
زفر فهمي قبل أن يبدء بقص كل شيئ عليه، حتى انتهى فقال ؛
انا كنت ايد عزت اليمين في كل حاجة، عشان كدة أصريت احكي لك
ظل نصار ينظر امامه بشرود وحزن حقيقي...
كل هذه الفترة كان يعيش بمجرد كذبة!
كذبة فعلت به هذا!
ترى ماذا يفكر فيه حفيده الان؟!
تأوه بألم وهو يصرخ واضعًا يده على قلبه، وبعدها بفترة في تلك المستشفى اللعينة، رحل من تلك الدنيا!

مر شهرًا اخر، شهرًا كاملاً يستعدوا فيه لزفاف سيلا وسليم ، سيلا التي كانت تتجنب سليم بكل الطرق كعاقبًا له على جوفًا من العشق الذي اصبح ظاهرًا بوضوح وهو لم يعترف به حتى الان!
اصبح يفور على هيئة كلمات ومشاكسات ومغازلات كثيرة!
وطُرق الباب فاتجهت سيلا له تفتحه بهدوء وهي تهندم من وضعية حجابها حتى وجدت يوسف
ابتسم وهو يقول بمرح:
صباح الخيرات يا قمر، طنط جميلة موجودة صح؟
اومأت مؤكدة قبل أن تسأله:.

مين حضرتك؟
اجابها وهو يعدل ياقة قميص بغرور مصطنع:
أنا يوسف الدسوقي، اخو دارين الدسوقي، إنتِ سيلا مش كدة
رفعت حاجبها الأيسر وهي تسأله:
وعرفت منين بقا إن انا سيلا؟
اجابها بنفس الابتسامة:
اصل مفيش بنت عايشة معاهم غيرك أنت يا قمر
ضحكت سيلا لتسمح له بالدخول قائلة بترحاب:
طب اتفضل يا يوسف
وهنا تقدمت جميلة وهي تقول بلوم:
كدة يا يوسف كل الغيبة دي
تقدم منها وهو يحتضنها بحنان مرددًا:.

معلش يا خالتو انا كنت جايلك ساعتها بس لما عرفت ان دارين راجعة كان لازم ارجع معاها وقتها
اومأت ثم جلسا سويًا وسيلا خلفهم في الخارج في الحديقة، لتسأله جميلة مستفسرة ببعض الحزن:
احكي لي اية اللي حصل مع دارين يا يوسف؟
تنهد قبل أن يرد بفتور:.

بعد ما مشيت من هنا كانت عادي، عدت فترة وفجأة اتعرفت على واحد اسمها فهد الدمنهوري، فضلوا يتكلموا وبيتعرفوا وده كله من ورانا طبعًا، لحد ما دارين حبته، وفجأة بردو زي ما دخل حياتها زي ما طلع منها بدون اي اسباب او مبررات، دارين بقت تشرب سجاير وتسهر للصبح في ديسكو وبتعمل حاحات كتير في الدرى، لحد ما اكتشفت كنت هاموتها في ايدي بس ماما لحقتها، وقررت تسافر بيها امريكا فترة عشان نفسيتها تعبت اكتر بعد ما عرفت أن سليم هايتجوز بعد كام يوم.

مطت جميلة شفتيها بأشفاق لتردد بعدها هي وسيلا في آن واحد:
ربنا معاها يااارب
ياارب
وظلوا هكذا يتحدثون ويمرحوب، لا تخلو الجلسة من ضحكات سيلا على نكات يوسف التي كان يغدقها بها في وسط الكلام...
حتى جاء اتصال لجميلة فنهضت مغمغمة بهدوء ؛
هاسيبكم شوية يا ولاد هاروح ارد على التليفون وجاية
اومأ يوسف ليرد:
براحتك يا خااالة.

جلسا في الحديقة سويًا، تحيطهم الأزهار الطبيعية من كل جانب، تحت ضوء الشمس الحارق - عادةً - في صعيد مصر
ضحكت سيلا على مزاحه المعتاد، والذي يجذب الناس له كمغناطيس طبيعي، إزدادت جمال بالإضافة لعيناها البنية التي تعطي بريق لامع في الشمس، لتقول بعدها ضاحكة:
لا إنت دمك خفيف أوي يا يوسف
غمز لها بطرف عيناه الزيتونية وأجاب:
من بعض ما عندكم يا قمر، وهو انا اطول اضحك القمر
مغازلة!
وهي تقبلت المغازلة يومًا من شاب؟!

بالطبع لا، دائمًا ما تستقبلها على وتيرة ساخرة وحانقة..
ولكن الان وجود يوسف تمثل لها في طيف أخوي حنون حُرمت منه يسكن روحها المشتاقة!
نهضت لتمسك بالكوب فسقط منها دون قصد على يدها البيضاء..
صرخت متأوهه وهي تمسك يدها، ليركض هو نحوها والفزع تعبيره الوحيد يسألها:
مالك يا سيلا، وقعت على ايدك كتير؟
هزت رأسها نافية ودموعها على حافة عيناها وقالت بألم:
لا بس حاسه إيدي بتلسعني جدًا.

بدء يحسس على يدها بحركة دائرية وهو ينفخ في يدها، حركة مباغتة ولكن اثارت قشعرية جسدها، بجوار همسه الحنون:
معلش، هتخف هي بسيطة الحمدلله
ومن ثم سألها بهدوء:
عندكم مرهم للحروق هنا؟
هزت رأسها نافية:
لا مفيش داعي عشان مانقلقش خالتو جميلة
ابتسم على حنان وحب تقافز من بين بحر عيناها البني...
حنان يشع به ينشب بين حشائش روحها كنيران من الحب الجميع لا تنطفئ!
ومسح على يدها بحنان متابعًا:.

سلامتك معلش هاتخف بسرعة ان شاء الله
هو يواسي ويحنو، يُقبل ويصرح لنفسه حقوقًا لم تكن له يومًا!
وعلى الطرف الاخر الصقر يزداد غليان الدماء داخل أوردته...
وصدح صوته كأنذار حاد لسيلا التي فزعت من صراخه:
سيلاااااااااا
ابعدت يدها على الفور بحركة تلقائية، حركة كان مصدرها الأساسي والوحيد تحذيراته التي علقها بعقلها بمسمار الشدة!

واقترب منها من دون مقدمات يمسكها من يدها - المحرقة - يجرها خلفه، كادت تقع وهي تنادي عليه:
سليم براحه طيب هقع
لم يرد عليها بالطبع..
وقاعدة راسخة تعلمتها عندما يغضب الصقر، يطيح بمن امامه بقسوته المعتادة
فألتزمت الصمت!
وصل بها إلى غرفة فدلف وهي معه ومن ثم أغلق الباب...
وشيئً ما طار في الأفق يحذرها
هما بمفردهم!
فهمست:
سليم أنا آآ
ظل يقترب منها وهي تعود للخلف، كل خطوة ترجعها وهو يتقدم مرتان مثلها بسرعة غريبة..

حتى إلتصقت بالجدار تتشبث به، فاقترب اكثر منها وهو يسألها بحدة:
إنتِ إزاي تجعدي تهزري معاه كدة، لأ وسيباه يمسك يدك، ما كنا فضينا لكم الڤيلا بالمرة احسن؟
هزت رأسها نافية بثبات ظاهري:
إية اللي أنت بتقوله ده، أنت عارف إن يوسف كمجرد أخ بس
صرخ فيها وهو يضع يداه على شفتاها:
أنا معرفش غير أني هبجى جوزك كمان يومين ولازم تحترميني في غيابي قبل وجودي، ولا إنتِ متعرفيش حاجة اسمها احترام!؟

ودموع من المفترض أن تكون اعتادت على كلامه - الدبش - تهبط من عيناها!
ومن ثم هتفت بصوت مبحوح:
إيدي بس آآ
قاطعها بصرامة:
امسحي دموعك
وكأنها استوعبت موقف الضعف الذي زُجت به فحاولت ابعاده قائلة بصوت جاد حزين:
وطالما أنا مش عارفة الاحترام ماتتجوزنيش، ويلا ابعد
وكعادته من دون تفكير أهان:
أكيد انا مش هموت من ساعة ما شوفتك عشان اتجوز واحدة كانت خدامة عندي، لكن المضطر يركب الصعب بقاا.

إبتلعت تلك الغصة المريرة في حلقها، ودموعها لم تتوقف، فصرخت فيه:
ملكش دعوة بيا، أنت مش جوزي وانا خلاص رجعت في كلامي مش موافقة على الجوازة دي
رفع كتفه ببرود ظاهري بالرغم من الاهتياج بداخله لدموعها ؛
خالتك اللي بتحبيها هي اللي جررت مش أنا يا هانم
ظلت تبكِ بعنف وهي تضربه بقبضتها الصغيرة على صدره الصلب، تردد باهتياج:
إنت مابتعرفش تعمل حاجة غير ترمي كلامك الدبش ده بس.

ظل ينظر لعيناها التي كادت تصبح حمراء، ليمسك يدها بقبضته، وباليد الاخرى رفع وجهها، لينقض على شفتاها الوردية بقبلة عاصفة، وابتعد بعدها يردف بحزم:
عشان أعرفك إنك مرتي، وإن دِه مخ صعيدي، مايجبلش حد يشاركه ممتلكاته
ولو أخ، وإنتِ ضمن ممتلكات الصجر، الصعيدي جوي!

03-01-2022 11:44 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [23]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية شظايا قسوته أشواك العشق
رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون والأخير

جلس سليم في غرفة مكتبه، يدب بقدمه على الأرض بقوة، والأفكار تتدفق في رأسه، وليست الأفكار وحدها، بل موجات من الذكريات الحارقة، لهيب يشتعل بصدره يدفعه لفض تلك الزيجة!
ولهيب مشتعلاً من العشق ضده يلتف حول دقاته فيحرقها إن اخطأت مسارها يومًا!
فلاش باك...

وفي شركة سليم الخاصة، جلس على مرسي مكتبه الذي يملأ به منكبيه العريضين، وضيق ما بين حاجبيه وهو ينظر لذاك الرجل - الذي كان يراقب سيلا للخاطفين - والذي كان يرتعش امام هيبة الصقر الجادة والحادة..
سأله سليم بصوته الأجش:
قول في أية خلاك تيجي لي الشركة مخصوص؟
نظر الاخر للأرض بخزي ليهمس:
أنا جاي وطالب السماح من الصجر
واشتم رائحة واضحة للخيانة!
فسأله بحدة اكثر:
انطق في اية عملت اية؟

اجابه بصوت يكاد يسمع متلعثمًا ؛
من فترة كدة يا باشا...
وقص عليه كل شيئ يعرفه منذ اختطاف سيلا وما حدث بالكامل!
وكأنه أسقط النيران على فتيلاً حارقًا فنهض سليم يصيح فيه بغضب الدنيا وما تملكه:
انت بتقول اية، طب ازااااااااي!
رفع كتفيه ليجيب بتوجس:
معرفش يا باشا، أنا فضلت اعترف لك كمنها بنت عيلة معروفة يعني، دي عيلة القاضي مش اي حد
وهنا سقطت الكلمة كالصاعقة على اذن سليم، هي أبنة عمه!

من كان يهينها مرارًا وتكرارًا من لحمه ودمه!؟
ولكن سرعان ما تذكر، أهلها هم السبب بوفاة والديه!
عاد الرجل للخلف يهتف بجزع ؛
أمشي يا سليم بيه؟
اومأ سليم وهو يزفر حادًا:
امشي غور، عشان اعترفت بس ده اللي أنقذك مني
وللحق هذا ما جعل الرجل يعترف بذاك السر، منذ ان مر الشهر وهو يفكر أن يقص على الصقر دومًا، ولكن يخشى ما سيحدث!
وفي نفس الوقت يخشى أن تسبقه سيلا وتعترف للصقر فتكون دماؤوه الثمن!

وعاد الصقر للمنزل ليجدها في الوضعية التي وجدها فيها..
فتحدث لسانه نيابةً عن غضبه الأعمى!

باك...
مسح على شعره عدة مرات، وبداخله شعوران متضاربان، احداهما يأمره بالابتعاد، والاخر يأمره أن يكمل لينتقم!
ولكن كلاهما اصطدما بصرخة عشقه القوي لها!
وبررت دقات قلبه المنزعجة
هي ليست لها علاقة، وأهلك ايضًا لم يكن لهم علاقة، هذا القدر!
ظلت تتردد كلمة القدر بأذنيه...
ذاك القدر الذي جعل الصقر يسقط في بيرًا لا ينتهي من العشق!

جلس فهد عدو سليم اللدود، يدخن بشراهة وهو يحدق بالفراغ بشرود آسره مؤخرًا، أسرًا لا ينتهي من إنتقام اعمى تحول لعشقًا اعمى!
تقدم منه احدى الرجال يسأله بجدية:
نفسي افهم يعني اية مش هننتقم يا فهد، سليم ده تقريبًا سابنا شوية بس عشان نعرف نعيش، لكن هيدمرنا!
هز رأسه نافيًا:
لا، انتقامه انتهى، واحنا كمان انتقامنا انتهى
صرخ فيه بنفاذ صبر:
انتهى اية هو احنا انتقمنا اصلاً عشان ينتهي!؟

رمقه بنظرات حادة قبل أن يقول بجمود:
امال اللي انا عملته في خطيبته السابقة ده اسمه اية، انا دمرتها!
هز رأسه نافيًا بأصرار حقود:
اهوو سابها ياخويا وهايتجوز غيرها
صمت برهه ليقول فجأة بتعجب:
اوعى تكون حبيتها يا فهد؟!
والصمت كان خير اجابة دلت على العشق الذي رآه حسن شيئً سخيفًا من زوايته الحقودة!
اومأ بأسف وهو يهمس:
للأسف اه يا حسن، حبيتها اوي
ثم نظر له نظرات ذات مغزى وقال محذرًا:.

على الله اعرف انك عملت حاجة يا حسن، على الله!
اومأ حسن وهو يتنهد بغيظ:
ماااشي يا فهد مااااشي
ثم نهض وهو يزمجر:
اشتغل بقاا من الاول وجديد ياخويااا
اومأ فهد بابتسامة شاردة:
هاشتغل يا حسن، هاشتغل!

نادوووووو
صاح بها ياسين وهو يدلف من باب منزلهم المتوسط، المنزل الذي يحتويهم بدفئة وحنانه، عشقهم الذي بُني عليه أساس ذاك المنزل، جدرانه مستندة على قوة صبرهم وتحملهم وإيمانهم!
دلف ليجدها تمسك احدى المجلات ودمعة عاربة كادت تسقط من عيناها، اقترب منها يسألها بلهفة:
مالك يا حبيبتي
هزت رأسها نافية لترد:
مفيش يا حبيبي، أنت جيت امتى
اشار لها وهو يتابع بهدوء:
لسة داخل، قولي بقا مالك فيكِ إية؟

عضت على شفتاها السفلية تكتم شهقاتها، لتقول بعدها بصوت مبحوح:
حازم
ضيق ما بين حاجبيه ليمسك بالجريدة وكان الخبر كالتالي
إعلان فلاس رجل الأعمال الشاب الشهير حازم المنياوي بعد ازمة مالية !
نظر لها ليسألها بنبرة ذات مغزى:
زعلانة عليه بعد كل اللي عمله فيكِ
هزت رأسها نافية بلامبالاة:
لا، كل واحد اخد جزاؤه!
كز ياسين على أسنانه والغيظ يكاد يفتك به ليردف بعدها:
آآه لو تسيبني اتصرف معاه، لكن أنتِ اللي منعاني للأسف.

اومأت مؤكدة وهي تتحسس ذقنه بشرود فرح:
خلاص يا حبيبي، ده مهما كان اخويا، مقدرش ادمره بأيدي، المهم تاكل اية بقاا؟
ضيق عينيه وهو يهمس بعبث:
إنتِ متأكدة من سؤالك ده؟
اومأت ببلاهه:
اه طبعًا، قولي يلا تحب تاكل اية النهاردة
واقترب منها في لمح البصر ليصبح فوقها، يقبل كل جزء تطوله شفتاه، عيناها ووجنتاها وجبينها، وعند وصوله لشفتاها إلتهمها بنهم وشوق حقيقي، قبلة بث فيها شوقه وعشقه الأبدي لها!
ليبتعد بعدها لاهثًا ؛.

هاكلك إنتِ
وعاد لرقبتهم يقبلها ويداه لم تترك ملابسها تعبث بها..
وهي كانت مغمضة العينين والحمرة لا تخفى من وجهها الأبيض، دقاتها تعلو شيئً فشيئ من القرب الذي اصبح بمثل لها دائرة الامان!
وعلم ياسين بكل ما حدث معها، باعتداءهم الوحشي عليها، بحقه الذي سلبه غيره مسبقًا ولكن ذلك لم ينقص عشقه ذرة، بل ازداده حنانًا وتدفقًا اكثر!
لتهمس بعدها بصوت متقطع:
ياسين!

ونهض وهو يحملها مكملاً إلتهامه لباقي عبراتها بين شفتاه، ليتجه نحو غرفتهم!

كانت رقية تقف شاردة في الشرفة، تبتسم بشرود على حياتها التي اصبحت تحسد نفسها عليه..
التي اصبحت مزينة بالصلاح والسعادة..
تحسس على بطنها التي بدءت بالبروز، نبته عشقهم المنتظرة...!
بالطبع أي حياه لا تخلو من بعض المشاجرات الخفيفة، ولكن ليست المشاكل جزءً اساسيًا منها!
وشعرت بيداه تُقيدها من الخلف لتبتسم له ملتفته:
جيت يا حبيبي
اومأ بنفس الابتسامة الحالمة:
اه يا روح حبيبك
تنهدت وهي تسأله بشفقة:.

طلقتها يا مجدي؟
اومأ وهو يبتعد ليجلس على الفراش يخفي وجهه بين يداه:
اه، دفعلتها كل تكاليف المصحة، وطلقتها وسيبت ورقة طلاقها لأمها ومشيت
اومأت وهي تنظر له، بينما هو شارد يتذكر ما حدث مع تلك التي تسمى بدور
فلاش باك...
اتجهت بدور الى تلك الساحرة التي تسمى باتعة تسألها عن حقها في حبيبها الذي وعدتها ألا يرى غيرها!
ودلفت بخوف الى المكان الذي تقطن به لتجد مكان شبه خالٍ من السكان!

بثبت بروحها بعض الشجاعة المزيفة وهي تحاول اكمال ما جاءت له وخاصةً بعد موافقة والدة مجدي على ذهابها لتلك المشعوذة!
وما إن رأت المرآة حتى سألتها بثبات ظاهري:
يا حجة، إنتِ اخدتي الفلوس وسحرك ده ماجبش اي نتيجة خالص
نظرت لها الاخرى من اعلاها الى امحص قدميها لتشير لها:
تعالي يابنتي، إنتِ اللي جوزك مجدي مش كدة
اومأت بدور مؤكدة بلهفة:
اه شوفيلي حل بقا يا حجة الله يباركلك.

اومأت الاخرى وهي تضع من مياة بجوارها في كوبان، مدت احداهما لبدور لتقول بصوت اجش:
اشربي ده، وخلي جوزك يشرب ده لما تروحي، وهاتدعيلي
كادت بدور تنهض، ولكنها رمقتها بنظرات جادة وأردفت:
لا لازم تشربيه ادامي
اومأت بدون أن تفكر بعواقب ما تفعل فسقطت فاقدة الوعي في الحال...
ليظهر رجل وامرأتان يحملانها متوجهين بها الى غرفة بالداخل..

ليشرعوا في تمزيق ملابسها لإيحاءها أنهم اعتدوا عليها، وبدءت عملية إستئصال الكلية، ليتضح فيما بعد انهم تجار اعضاء وليست مشعوذة فقط!
لتستيقظ هنا وتجد نفسها مُلقاة ارضًا بملابسها الممزقة!
وتظل تصرخ وتهزي بهيستريا ليلاً ونهاراً حتى احتجزت في مستشفى للأمراض العقلية!

ومرت الأيام، ايام يتجاهل فيها سليم قلبًا يقرع شوقًا له، وفي ذات الوقت يحاول اقناع نفسه انها ليس ذنبها!
واقتنعت روحه وقلبه العاشق بما به صلاحًا لمعشوقته الوحيدة..
وجاء يوم زفافهم، زفاف الصقر الحافل الذي عرفته المدينة باكملها!
يوم إرتدت هي فيه فستانها الأبيض الذي يضيق من الاعلى ليتوسع من الاسفل، وطرحة رقيقة تحيط بوجهها الأبيض، وللحق كانت أية من الجمال!
...

ولم يشعر سليم بالوقت وهو ينظر لها، يشعر كما لو انه يمتلك كنزًا ثمينًا يجب الحفاظ عليه..
ولمَ لا، هي جوهرته وماسته الهشة الغالية، انتهى الزفاف لتتأبط ذراعه وهي تحتضن أبيها واختها وجميع اهلها!
نعم، لقد علم الجميع أنها مازالت على قيد الحياة، محايلات كلاً من سليم وسيلا وجميلة على عزت جعلته يوافق على مضض، وخاصة بعد تلك الوصية التي اوصاها فيها اباه ان يلملم شمل العائلة وخاصةً سليم!
...

اصبحوا في منزلهم تفرك هي اصابعها بخجل حقيقي يتملكها، اقترب منها وهو يهمس بجوار اذنها يتلمس اذنها بشفتاه المتلهفة عن قصد:
كنتِ زي القمر النهاردة، يا بنت القاضي.

ابتسمت بخجل وهي تتذكر عندما واجهها، عندما قاطعها بسبب تلك الحقيقة، عندما اعلن ثورته وغضبه الذي زاله العشق على الفور...
وشعرت به يقترب اكثر فأكثر، وكانت كتفها الذي تعرى ما إن ازال حجابها برفق اول من حظى بقبلاته الحميمية...
قشعر بدنها وهي تحاول دفعه مغمغمة ؛
سلييييم
ابعد يدها وهو يقتنص قبلة طويلة وعميقة من شفتاها الوردية ويداه الاخرى تعبث بأزرار ذاك الفستان، ليبتعد بعدها وهو يقول لاهثًا:.

لا بقولك إية، من ساعة ما عرفتك وإنتِ كل ما اقرب منك سليم سليم كأنه اسم شركة، النهاردة انا بس اللي هقول سيلا
ليقبل عيناها متابعًا:
سيلا
ووجنتاها مكملاً:
سيلا
وعند شفتاها إلتهما بنهم وعشق تدفق من لمساته، ليصدمها باعترافه الذي لطالما انتظرته:
بعشقك يابنت القاضي
وعند تلك النقطة التي شردت بها سقط الفستان من عليها بفعل يده..
ليحملها متجهًا بها الى غرفتهم، يأكلها بشوقًا كتمه بداخله لفترة طويلة..

ليكملا رحلة عشقهم التي لن ولم تنتهي، ابدًا!
تمت
الجزء التالي
نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد كاملة

03-01-2022 11:45 مساء
مشاهدة مشاركة منفردة [24]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية شظايا قسوته أشواك العشق
نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد كاملة
اقتباس من الرواية

وفي يوم صباحًا، كانت سيلا قد أعدت الافطار لكلاً من سليم و مرسين
تحسست ظهرها الذي كان يؤلمها بسبب نومتها على الارضية في غرفة الخدم.. مسحت الدمعة التي كادت تفر هاربة من بين أسر جفنيها ثم دلفت ببطئ دون ان ان تطرق الباب كعادتها...

ولكن فوجئت ب مرسين التي كانت تُقبل سليم بشغف شديد وهو يحيط خصرها بيداه...
نغزة قوية مرت عاصفة على ذلك القلب، ولكنها لم تكن عشقًا.. بل كانت لنفسًا اصبحت ذليلة بعد أن كانت ملكة العالم وما فيه!!!
وما إن رأتها مرسين حتى اقتربت منها تدفعها للخلف بعنف مزمجرة:
-أنتِ متخلفة يابت أنتِ، في حد يدخل اوضة البهاوات من غير أذن كدة ؟! ولا جاية تتصنتي!!
هزت سيلا رأسها نافية وبصوت مبحوح حاولت الرد:
-لا بس كنت آآ شايله الصينية م معرفتش أخبط
رفعت مرسين يدها...
فصول نوفيلا أشواك العشق
نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الأول

صباحًا، كانت سيلا تركض وهي تخفي خلف ظهرها هاتف سمر الخادمة الجديدة التي جلبها لها سليم لتساعدها فاتخذتها صديقة مقربة لها..
حتى سمعتها تهتف بضجر شابه الحياء:
-امانة لاتديني التليفون ياست سيلا
هزت سيلا رأسها نافية بابتسامة خبيثة:
-تؤ تؤ، لازم اقرأ رسايل سي مروان الاول يا سمووورة!
ثم عادت تركض مرة اخرى بسرعة لتهتف سمر مسرعة بحذر:
-براحة ياست سيلا لايكون في حمل ويحصل حاجة و...

ولكنها صمتت عندما رأت غمامة الحزن التي طافت في سماء عيناها، كأمطار تهطل بغزارة لتُنمي أرض الألم المشققة حد الصرع...!
اقتربت منها سمر تعض على شفتاها مرددة بأسف:
-حقك عليا ياست سيلا، والله ما كان قصدي افكرك
هزت رأسها نافية، وبصوت ماج الألم به كرتوش طبيعية في لوحة سوداء قالت:
-لا يا سمر عادي، بس متقلقيش أنا مش حامل، ومش معقول بعد ما بقالي 5 سنين متجوزة ومفيش حمل يبقي هاحمل دلوقتي!

ابتسمت سمر بحبور وهي تهمس:
-ومين عالم، ربنا قادر على كل حاجة
تنهدت سيلا بقوة، وبصوت أخترقته سهام الألم بسمومه القاتلة ردت:
-أنا وسليم مينفعش مع بعض يا سمر، الدكتور قال كدة في اخر مرة، مش هنخلف مع بعض!
إنتفضت سمر قبل أن تجيب على صوت سليم الذي دلف المنزل لتوه، لتنهض مسرعة تحييه:
-حمدلله على السلامة يا سليم بيه.

اومأ سليم موافقًا برأسه دون رد، ليتجه نحو غرفته بخطى شبه مسرعة، فأسرعت سيلا خلفه بهدوء متوتر بعض الشيئ...

دلفت خلفه ثم أغلقت الباب، ليخلع هو الچاكيت بصمت فاقتربت هي منه تعاونه وهي تهمس له برقة:
-شكلك تعبان النهاردة!؟
اومأ مؤكدًا وقد بدأ يفتح أزرار قميصه العلوية ابتسمت هي وكادت تهتف بشيئ ما ولكنها توقفت فجأة وهي ترى أحمر شفاه على قميصه!
إتسعا بؤبؤي عيناها وهي تهمس بصوت جامد:
-أية دا يا سليم؟!
نظر هو لمَ تنظر فعقد ما بين حاجبيه وهو يتأفف بضيق:
-مش عارف.

شعرت وكأن الدنيا تنهار من حولها، حلمها، صبرها، حياتهم سويًا يتفكك ترابطها بسلاسل العشق ليبقى كل شيئ مجرد رماد!
وسرعان ما تكونت الدموع بعيناها وهي تقول بشراسة:
-مش عارف، مش عارف ولا مش عايزني انا اعرف يا سليم!
تنهد بعمق وهو يجادلها ببرود:
-وانا مش هعوزك تعرفي لية! إنتِ عارفة إن لو في حاجة أنا مش بخاف
أصبحت تضربه على صدره بقبضتاها الصغيرة وهي تصيح ببكاء حاد:.

-أنت مش عايزني اشوف واعرف خيانتك، الروچ دا بتاع البت صح، كنت معاها، كنت معاها يا سليم، عملت زي ما خالتك عاوزة صح!
أمسك يداها يكبلها بقوة، ثم زمجر غاضبًا فيها ؛
-اهدي بقا وبطلي جنان، هي مين دي اللي كنت معاها! أنا مكنتش مع حد، شيلي الوسواس دا من دماغك
ثم نظر في عيناها مباشرةً وهو يكمل محذرًا:
-عشان لو فضلتي كدة أنا هاديكِ سبب حقيقي تعملي عليه كدة يا سيلا
تهديد صريح...!

واضطراب حي تمرغ بين جوانح شعورها يخمد ثوران الانثى داخلها..
ولكن رغم ذلك ضغطت على روحها الممرغة ارضًا وهي تخبره بصوت أجش:
-مستحيل، لان ساعتها هيبقى أنا كمان من حقي أشوف واحد واتجوز وأخلف منه!
شهقت بعنف من زجه المفاجئ لها بجسده نحو الحائط حتى إلتصقت بالحائط وكأنها تحتمي به ثم إرتجف جسدها رغمًا عنها وهو يخبرها بحدة أخفت نبرة التملك الواضحة:
-إياكِ...
وضع أصبعه على شفتاها متابعًا بنفس النبرة:.

-إياكِ اسمعك بتقولي الكلام دا تاني..
ثم رفع وجهها نحوه بعنف قبل أن يستطرد بصوت جامد لا يقبل النقاش:
-إنتِ ملكي، ليا أنا بس، ومفيش راجل في الدنيا هيلمسك غيري!
أنهى جملته بقبلة عاصفة وكأنها صك الملكية وسط تلك النزاعات، كانت قبلته عنيفة حادة ولكن سرعان ما لانت وهو يستشف دموعها...
كانت دموعها تهبط بصمت إلى أن تعالت شهقاتها تغطي سكون ظللته حلكة الليل، فمد أصبعه يمسح دموعها وهو يهمس لها بجوار اذنها:.

-هششش، لو ولادي مش هيكونوا منك أنتِ يبقى مش عايزهم!
أحتضنته بقوة متشبثة بعنقه، وكأنه طوق النجاة، وسبيل الحياة، ورابط الروح في تلك الدنيا..
لتردد كالأطفال بشفاه مزمومة:
-أوعى تسيبني يا سليم، أنا بحبك اووووي والله
أبتسم في حنو وهو يردف:
-وأنا بعشق أمك والله، ومستحيل أسيبك دا أنتِ روحي، هو في حد بيسيب روحه!
أحتضنته بقوة أكبر لتجده يلتصق بها أكثر ليدفن وجهه عند عنقها وهو يهمس لها باشتياق:.

-وحشتيني، وحشتيني اوي على فكرة
نظرت له بنصف عين وهي تتابع بغيظ:
-امممم، عشان كدة كنت بعيد عني اسبوعين من ساعة ما جينا من عند الدكتور!
أخذ يملس على وجهها بأصبعه برقة بينما عيناه ترسمان ملامحها بمهارة ريشة عاشق مرصعة بالدفئ، ثم تنهد مستطردًا:
-كنت محتاج أحدد حاجات كتير اوي وأفكر كويس، عشان محدش فينا يندم بعد كدة.

اومأت موافقة بابتسامة منكسرة، وأغمضت عيناها بقوة تكتم تلك الكهرباء التي سرت على طول عمودها وهي تستشعر يداه التي مست ظهرها عقب عبثه بأزرار ذاك الفستان...
ليسقط عنها ببطئ، فحملها هو بين ذراعيه بتمكن هامسًا:
-بحبك...
كانت أخر ما سمعته منه قبل أن يذوبا معًا في رحلة جديدة من عشقًا بات أسرًا لهم رغم ضرباته، لم تخلو من كلماته المعسولة التي بات يحاول إتقانها مؤخرًا!

وقف رجلاً ما في احدى الأركان لمكتب كبير يطغي عليه السواد تمامًا كحلكة قلوب من به...
يولي ظهره للباب الذي فُتح لتوه ليدلف شخصًا وهو يخبره بجدية هادئة:
-اوامرك يا باشا
سأله بخشونة دون أن ينظر له:
-حطيت رجالة وره سليم ومراته وخالته؟!
اومأ الرجل مؤكدًا بثقة:
-طبعًا يا باشا، ومرسين مستنية منكم إشارة عشان تنفذ
اومأ موافقًا وبنبرة خبيثة تابع:.

-عشان تكسر سليم الصقر، لازم الضربة تجيله من قلب بيته، قبل ما تكون في الشغل
اومأ الرجل موافقًا، ليكمل هو وقد بدأت ابتسامته تتخذ حيز الظهور على محياه المقعرة حقدًا:
-خلي مرسين تبدأ التنفيذ، وخليك معاها خطوو بخطوة ماتديلهاش الامان بردو
اومأ الرجل موافقًا وبصوت مطيع رد:
-امرك يا باشا
ثم أستدار ليغادر مسرعًا، فيما همس هو وقد إرتجفت حروفه عقدًا للهب الشيطاني:
-مسيرك تقع يا سليم ومحدش هايسمي عليك!

ليلاً...
كانت جميلة خالة سليم تجلس في حديقة المنزل مع مرسين والتي اتخذت وظيفة سكرتارية سليم بأعجوبة بعد إلحاح وتنكر منها بحسن النية...
أشارت لها جميلة نحو كوب القهوة وهي تقول:
-اشربي يا مرسين القهوة لاتبرد
اومأت مرسين قائلة بابتسامة هادئة:
-ميرسي يا طنط، انا قولت بس اجي اطمن على حضرتك
ربتت جميلة على كتفها في حنو هامسة:
-كتر خيرك يا مرسين تسلمي.

ابتسمت مرسين في حياء مصطنع وصمتت، بينما كانت نظرات جميلة تلاحقها بترقب كجنود تحاول إحياء ساحة الحرب...
بغض البصر عن كون هناك قلبًا ينزف او لا!
فجهنم تنتظر بصيرة قد عُميت برغبات الدنيا..!

بينما في الاعلى في غرفة سليم وسيلا...
كانت سيلا متمددة على ذراعي سليم تبتسم في حنو..
تدفقت سيول العشق، وتناثر لمعان اللهيب، وقد اختلطا برحاب قلوبًا تذوب بها كمياه تراكمت بغزارة..!
رفع سليم وجهها له يشاكسها بعبث:
-عارفة يا سولي
أستندت بيداها على صدره العاري تسأله:
-امممم؟ قول يا قلب سولي
اتسعت ابتسامته وهو يخبرها بحنق مصطنع:.

-أنا مكنتش عايز اضايقك، لكن خلاص، أنتِ تخنتي اوي، بقيتي شبه المفتش كرومبو، وانا خلاص السن له احكامه، والعمود الفقري اتكسر 44 مرات من ساعة ما اتجوزتك
إتسعت حدقتا عيناها وهي تهتف صارخة فيه بشراسة:
-أنا شبه المفتش كرمبو يا سليم! ولا أنت اللي شخشخت (عجزت) يا روحي
مط شفتاه مشاكسًا:
-بقيتي بيئة اووي يا حبيبتي، بارك الله فيما رزق
نظرت لجسدها الذي لم يمتلئ على الاطلاق، ثم همست بجزع:.

-بقا انا عشان ربنا يعني مديني شوية عز، خلتني المفتش كرومبو دا انا حتى بيضة وكيوت كدة مش شبه شيكابالا! يلا هتروح من ربنا فين، هو اللي عند ربنا بيروح!
ضحك سليم وهو يحتضنها، ليجدها تتحسس صدره بشرود وهي تهمس بصوت آلفه الألم كظله:
-عارف يا سليم، كان نفسي أجيب ولد منك عشان يبقي شبهك في كل حاجة، وبدل ما يبقي عندي هتلر واحد يبقوا اتنين
نهض فجأة سليم يطل عليها بعضلاته المفتولة لتشهق هي متوجسة:.

-أية يا سليم مالك هتعمل اية يا حبيبي اوعى تتهور
أنقض عليها فجأة يكتسحها بجبروت عاشق مل البُعد الذي كاد يقتضيه حيًا، قبل أن يهمس لها بخبث:
-هانجيب هتلر يا حبيبتي!

بعد مرور أسبوعان...
كان سليم يرتدي ملابسه ليتجه لعمله، بينما هي ممدة على الفراش تحدق به بصمت، إلي ان قالت فجأة:
-بردو مش هتقولي الروچ دا كان بتاع مرسين ولا لا يا سليم؟!
تنهد بقوة قبل أن يجيبها بصوت أجش:
-أنتِ عارفة إن مرسين مش بتهدى يا سيلا، لازم تتأقلمي وتبطلي شك بقااا
نهضت جالسة وهي تزمجر بغيظ:
-يعني مفروض أشوف الروچ بتاعها على قميصك واسكت! ولا أأجرلكم شقة تاخدوا راحتكم فيها؟!

فجأة كان أمامها يمسك خصلاتها السوداء يشدها بقوة حتى تأوهت بصوت عالي لونه اشباه بكاء قادم..
ثم قال بحدة:
-سيلا، أنا مش هاسمح إنك تتجاوزي حدودك او تقللي مني! وأنتِ عارفة كدة كويس فمتحاوليش تخليني افقد اعصابي!
أبعدت يده بشراسة مرددة:
-مش هاسكت يا سليم، مش هاسكت لحد ما تطرد البت دي من الشغل
أشار لها بأصبعه وهو يستطرد بصوت قاتم:
-مش هاطردها يا سيلا، انسي!
ولم يعطيها الفرصة بل غادر دون أن يرمي السلام حتى..

فأسرعت هي لتنهض وترتدي ملابسها مسرعة للحاق به...

وفي الأسفل ما إن رأت جميلة سليم الحانق سألته بقلق:
-مالك يا سليم حصل أية يا حبيبي!؟
تنهد بقوة ثم أجاب بنفاذ صبر:
-سيلا بقت مقرفة اوووي وشكاكة، أنا تعبت منها ومن الغم دا، مكنتش متوقع إنها نكدية اوي كدة
هزت جميلة رأسها نافية بعدم رضا:
-حاول تراضيها يا سليم
ثم أكملت بنبرة ذات مغزى:
-دي الست بتحس بجوزها يا حبيبي..
اومأ موافقًا ثم استدار وهو يخبرها:
-انا هاروح لمرسين اشوفها.

اومأت موافقة، وبقلبًا يتمني ذلك نهرته بهدوء:
-واقعد مع البنت واهتم بيها شوية يا سليم، دي البنت شاكه انها حامل!
عند تلك الكلمة تحديدًا لم تعد سيلا تحتمل تلك السموم التي تغرز بها فسقطت على السلم حتى وصلت للارضبيو لتصطدم بها بقوة فاقدة الوعي...!




الكلمات الدلالية
رواية ، شظايا ، قسوته ، أشواك ، العشق ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:44 مساء