أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية غزالة في صحراء الذئاب

ولدت لتجد خيوط حديدية قاتلة منصبة لها في كل مكان من حولها، زجة واحدة من القدر جعلتها تلقاه، وكثرت الخيوط من حولها حتى كا ..



03-01-2022 02:03 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [7]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

نظرت له مطولة، وكأنها تتأكد إن كان بكامل قواه العقلية أم لا، وحدقتا عينيها المتسعتين دليل قوى على صدمتها التي تلمع في جوفيها الان، صدمتها تنضح بعدم تصديق ذاك الأبله!، إن كانت شمس رفضت مسبقًا تلك الزيجة، الان وبكل بساطة تجعل الأدوار تنقلب بأعجوبة وتطلب هي الزواج منه!
واخيرًا بعد صمت طال ينتظر فيه يحيى الاجابة التي ستحدد مسار رياحه الراغبة في أى اتجاه ستسير، هتفت هي بنبرة غامضة:.

أنت متأكد من اللى بتقوله ده يا يحيى؟
وكأنها تسأله لتحذره ويعيد تفكيره، ولكنه هدم كل شيئ فوق رأسه بقوله الذي ملؤه الثقة الزائفة:
أه طبعًا يا خالتى متأكد جدًا كمان، هو أنا هأكذب عليكِ لية يعنى؟!
هزت رأسها موافقة بعدم إقتناع، ثم فجأة نظرت له مردفة بقوة:
بنتى مش هاتتجوزك ابدًا يا يحيى
تبلد جسده بصدمة، وتحطمت لؤلؤات أمله وسعادته التي كانت تتقافز، ليهمس غير مصدقًا:
نعم أزاى!
رفعت كتفيها واجابته ببساطة:.

زى الناس، شمس ماتنفعلكش ولا أنت تنفع لها
جز على أسنانه كاملة غيظًا حتى كادت تنكسر ثم قال غاضبًا:
لية يا خالتى هو أنا فيا عيب ولا أية؟
هزت رأسها نافية ببرود، ثم أكملت:
لا لسمح الله، أنا بس بقول أنت تستاهل واحدة أحسن من شمس
رمقها بنظرات حادة وأستطرد بجدية:
بس أنا عايز شمس وهي عايزانى
زمجرت فيه بغضب حاولت كبته:
لأ، ماتتكلمش على لسان شمس.

برقت عيناه السوداء بشرارات حارقة كادت تحرق تلك السيدة من شدة غضبها، ثم صرخ فيها بحدة:
يعنى أنتِ مش مصدقانى يا خالتى، تتوقعى أبن أختك وزى أبنك هيكذب عليكِ؟!
تأففت بضيق، الان فقط علمت سبب رفض شمس لهذا البائس، بالتأكيد إنه يصلها لدرجة غليان بالدم عالية، لكِ الله يا ابنتى...!
حدثت نفسها هكذا في خواطرها قبل أن تقول بملل:
أنا مصدقة إن بنتى كانت رافضاك بس.

غرز يده السمراء في خصلات شعره الأسود بقوة حتى كادت تختلع، ثم اومأ وأكمل بحنق:
ماشى، ماشى يا خالتى براحتك، لكن أحب أقول لك خدى بالك من بنتك كويس
رفعت حاجبها الأيسر واجابته متهكمة:
بنتى مالها إن شاء الله، تكنش بتعمل حاجة من ورايا؟!
أجابها بغيظ واضح:
أه، بنتك مشيها بطال يا خالتى، ويتتسرمح مع أبن الجيران
ثم صرخ بصوت عالى جمع كل معانى الحدة:
بتعيش سن المراهقة دلوقتِ حضرتها!
بسسسس بقا حرام عليك.

جملة شابتها صرخة حادة من تلك البائسة شمس التي كان ينهش في شرفها بلا رحمة، ولكن جملتها لم توقف يد كريمة التي سقطت على وجنتاه الخشنة لتترك اثرًا واضحًا يذكره دائمًا أن لا يتعدى تلك الحدود التي يصنعها الأخرون...
وقف مدهوشًا للحظات يحاول إستيعاب ما حدث، صمت بعد صمت يتلقاه منهم والان الاثنان يدافعان بكل ما يملكان من قوة!
نهضت شمس وقفت قبالته تطالعه بنظرات قوية وحادة قبل أن تقول بغضب هادر:.

أتقي الله بقا، أنت ماشوفتنيش بأعمل حاجة زى دى!
زفر مطولاً، ثانية اثنان ثلاثة، يجب إعداد الكلمات بشكل جيد حتى لا يضيع مجهود هباءً..
ثم غمغم ببرود حاول إفتعاله:
أيوة شوفتك وأنت ف حضنه وعمال يبوسك وأنت مبسوطة أوى
ظهرت الصدمة بوضوح على قسمات كريمة فتابع بأسف مصطنع:
افرض حد غيرى من سكان العمارة جه وشافكم، كان هيبقي منظركم أزاى؟

لم تستطع شمس الدفاع عن نفسها، الكلمات التي يجب أن تدافع بها عن نفسها لتنفي هذه التهمة التي تخوض في الشرف لم تكن بقاموسها يومًا!
بينما أستطرد هو بنبرة توغلتها الشماتة:
يقولوا أية؟ الأب ف السجن عشان قتل، والبنت ماشية على حل شعرها!
لهنا ويكفي، الطاقة اللازمة للصبر نفذت بالفعل، إن يختبروا الطاقة بمقياس ستصيح هي بالأخر وبفضله!
فزمجرت فيه بحدة:
اطلع برررررة، برررررة مش عايزة أشوف خلقتك.

نظر ل كريمة بدهشة كبيرة على صمتها الذي كان حائط متين قوى بُنى بجوار شمس، ليقول بنبرة غاضبة:
وأنتِ ساكتة يا خالتى؟ ساكتة على إلى بنتك بتقوله؟!
لم يلقي اى اجابه، فاستطرد بتوعد شرس:
أنا من النهاردة مش هعمل خاطر لصلة الدم اللي بتربطنا، ومبقاش يحيى لو ما عرفتك أنتِ مين يا ست شمس!
إستدار متجهًا للخارج بخطوات كادت تُقسم الأرض من شدتها...
بينما اسرعت كريمة تمسك بيد شمس بقوة وهي تسألها بجدية:.

الكلام الى كان بيقولوا ده صح؟
فسألتها شمس ايضًا بارتباك:
كلام أية يا ماما؟
هزتها بقوة وعنف قائلة بحدة:
إن الشاب اياه كنتِ ف حضنه وكان، استغفر الله بيبوسك!
هزت شمس رأسها نافية بسرعة، وسارعت مبررة بحزن:
لأ لأ يا ماما، ده كان ماسكنى بالعافية والله مش بمزاجى
أبتعدت عنها والدتها، ولأول مرة لشمس تجد الجوفين اللذان ينبع منهما الحنان لم يصبحا سوى مصدر لغضب هادر سينفجر بوجهها الان...

وفجأة صفعتها والدتها بقوة جعلتها تترنج في مكانها و...

بدءت خلود تقص عليه كل شيئ، من بداية ما حدث معها، تقص عليه رحلة عذابها من بدايتها حتى الان، بألامها واستسلامها، ومحاولاتها، ذعر الاخرين منها، لم تنسي حرفًا واحدًا، وكأنها شريط مُسجل يشهد على تعذيب تلك الفتاة!
لم تتلقي أى معالم صدمة على ملامحه الحادة، وكأنه وجهها على تعابير الهدوء وتحكم فيها حتى لا تتغير ابدًا..

انتهت من حديثها لتنظر له متفحصة ملامح وجهها، تحاول أن تستشف رد فعله القاسي الذي اعتادت عليه، لتجده يصفق بيده عدة مرات، ثم هدأ ونظر لها نظرة لم تفهمها، ثم هتف ساخرًا:
لأ لأ حلو حلوو، مسرحية جميلة
ثم سألها بمزاح غير محبب:
مين الى مألف المسرحية دى؟
لم تتحدث هي، صمتت، تحدتها الحروف وعاندها القدر فصمتت مرة اخرى سامحة له بتخطِ كل الحدود الحمراء، فاردف بنظرات كستها الشماتة:.

اكيد انتِ، أبقي فكرينى أقدم لك ف معهد التمثيل هتبقي رائعة، بس ف السجن ان شاء الله!
عينيها المهددة بدموع عانت من منعها من الخروج، الان سنحت لها بالتعبير عن الألام التي تجيش بصدرها، فبكت بحدة، بكت بكاء مرير لم تعهده امام شخص غريب، ثم نظرت له بعينيها الحمراء وصرخت فيه:
أنت مش مصدقنى لية؟
رفع كتفيه وقال بجدية واضحة:
أنتِ مجنونة، عايزانى أصدق الهبل ده، لية مكشوف عنك الحجاب!؟

بدت ملامحها ساكنة مستسلمة وهي تسأله بقلة حيلة:
طب أعمل لك أية عشان تصدقنى؟
لم يبالى بسؤالها وقال بتهكم مرير:
ولما أنتِ مكشوف عنك الحجاب كدة، لية مابتشوفيش الحاجات الحلوة الى هتحصل ف المستقبل؟ لية بتشوفى الوحش بس إلا اذا كان انتِ بتفذيه!؟
تهمة اخرى تُضاف للتهم الباطلة التي وجهت لها، ولكنه كشف الغطاء عن نقطة لم تلحظها من قبل لما ترى السيئ ولا ترى الجيد؟!
همست من دون وعى:
فعلاً، أول مرة ألاحظ الحته دى!

والله!
قالها بصوت ساخر، قبل أن يتقدم منها ممسكًا بذراعها وهو يصيح فيها بقوة:
أنطقي يا بت أنتِ مفكرانى أهبل هصدق العبط ده؟
اجابته ببكاء لم تجد وسيلة غيره للتعبير:
والله العظيم أنا ما بكذب، ومعرفش الناس الى أنت بتتكلم عنهم دول، ولا أعرف كانوا عاوزين يقتلوك لية، ولا أعرف أنت مين اصلاً!
لا ينكر أنه لمس الصدق في نبراتها، ولكن ما رأه في حياته يحتم عليه عدم تصديق أى شخص بسهولة..
نظرة لها بغموض متساءلاً:.

لأخر مرة هسألك أنتِ متأكدة من كلامك
اومأت مسرعة وهي تقول:
أيوة وربنا شاهد على كل حرف
نهض يمسح على شعره بقوة كمحاولة لضبط تفكيره، إن كان ما سيفعله الان صعب بالفعل ولكن سيحل ويرتب ويجيب على كل تلك الاسئلة التي تدور بعقله الان..
وبصوت صدح في الارجاء قوى نادى:
يا خليل
اتاه نفس الرجل المدعو بخليل على الفور وهو يقول بنبرة هادئة مهذبة:
أيوة يا مراد بيه اؤمرنى؟
تنهد مراد قبل أن يردف أمرًا بشيئ لم تتوقعه خلود:.

روح هات المأذون
عقدت خلود حاجبيها بعدم فهم، لتجده ينظر لها بغموض ثم تابع بابتسامة متهكمة:
عشان هنتجوز أنا والأنسة!

لم تكن تتوقع أن لسانها سيبوح بما كانت تكتمه وتخبأه في مستنقعها الغامض لسنوات، ظهر الندم على قسماتها جليًا وهي ترى اولادها امامها يحدقون فيها وكأنهم ليسوا على قيد الحياة، واخيرًا قطع مالك قوله الضاحك وهو مازال تحت تأثير الصدمة:
يعنى أية الكلام ده
رفعت كتفيها واجابت بلامبالاة مصطنعة:
يعنى زى ما قولت لك
سألها بصوت عالى كاد يهد جدران المنزل:
يعنى ايييية قبل ان واحد يشاركه فيكِ.

بالرغم انها فزعت لغضبه لهذا الحد، إلا انها سيطرت على انفعالاتها بصعوبة وهي تتابع ببرود اصطنعته:
اية الى مش فاهمه بالظبط يا مالك، كنت مفكراك ازكى من كدة
امسك برأسه بقوة، يكاد يشعر انها ستنفجر من كثرة التفكير، والده قَبل ان يشاركه اخر في زوجته، كيف ومتى؟!
لا لا هناك شيئ خاطئ..
وكأن زينة فهمت ما يدور برأسه فقالت مؤيدة بعدم تصديق:
لا لا اكيد ماما مش قصدها كدة يا مالك
وبغيظ مكبوت سألها مالك مرة اخرى:.

أرجوكِ فهمينى براحة، ازاااى؟
صمت لبرهه، تستعيد رباطة جأشها، ومن دون وعى نطقت ما ستندم عليه ايضًا:
يعنى تبادل متعة يا مالك
شهقة غير مصدقة مصدومة في هيئة عاشت طوال حياتها مفتخرة بها
ليهمس مالك ببلاهة:
يعنى اية؟
زفرت غاضبة، ثم سألته بحنق:
عايزنى أوضح لك أكتر من كدة، حاضر
اومأت متابعة بنبرة توغلها الألم لتذكرها تلك الليلة المشؤومة:.

يعنى أبوك قالى في ضيوف جاين لنا، انا استغربت لكن ماعلقتش، جم الضيوف والى كانوا واحد صاحبه ومراته
إبتلعت غصة مريرة في حلقها، وأردفت بصوت اشبه للبكاء:
وطلعت انا ومراته اوضة لوحدنا بنتكلم عقبال ما هما يخلصوا شغل، لاقتها بعد شوية قامت وسابت لى شنطة فيها قميص نوم بس، سألتها اية ده مفهمتنيش حاجة، بعدها نزلت وجه جوزها، لاقيته بيقلع التيشرت وبيقولى يلا البسي القميص ده، صرخت وقولتله انت مجنون مستحيل.

ثم ضحكت بتهكم مكملة:
قولتله جوزى برة يا مجنون أعقل
ثم سألتهم بمرارة:
تخيلوا رد قالى أية؟
بالطبع لم تجد اجابة، فكانوا امامهم كالاصنام محدقة بها فقط، فاستطردت هي ببكاء:
قالى جوزك بيستمتع بمراتى برة وأنا جاى استمتع بيكِ، نمتع بعض يعنى، احنا مش اغراب!
قاطعها مالك مشيرًا بيده بصرخة حادة:
بسسسس كفاية مش قادر اسمع كفااية
صرخت فيه بحدة مماثلة بل زادت:.

أنت مش قادر تسمع مجرد كلام، امال انا الى شوفت اسوء يوم بعنيا اعمل اية؟
هز رأسه نافيًا وهو يركض متجهًا للخارج غير عابئًا بمناداة شقيقته أو والدته النادمة...!،.

كان يحيى يجلس في منزل ما، متوسط ذو اثاث حديث، في الصالون يجلس هو على أريكة ما، يضع قدم فوق الاخرى، وبين يديه السمراء سيجار فاهر، كان يدخن بشراهة وهو محدق بلاشيئ، لا تغفل عن عينه صورتها وهي تطرده للخارج او والدتها وهي تضربه بلا تردد!
ودوت فكرة الانتقام في عقله، يساندها وسوسة صديقه الخبيث بجواره الذي كان يقول بصوت اشبه لفحيح الافعى:
أنا مش عارف أنت أزاى سكت لهم يا يحيى كدة!

هز قدمه بسرعة، وبدء الغضب في الظهور مرة اخرى، ثم اجابه بحدة:
انا نفسي مش عارف، بس ورحمة امى ما هسكت لهم
فتابع الاخر وهو يمط شفتيه:
طبعًا، انا لو منك هنتقم منهم ابشع انتقام
هز رأسه هامسًا بتوعد:
وهو كذلك، هخليهم يتمنوا الموت من خجلهم من الناس
فسأله صديقه باستفسار:
هتعمل اية يعنى يا يحيى؟
نظر له لدقيقة قبل ان يقول متساءلاً بنصف عين:
لية يعنى يهمك ف اية؟
رفع كتفيه يقول بلامبالاة مصطنعة:.

ابدًا، انا كنت بسأل بس عشان لو اقدر اساعدك
ربت على كتفه مكملاً بحب زائف:
أنت عارف كرامتك من كرامتى يا صاحبى
اومأ يحيى ثم نظر له قائلاً بخبث:
أنت فعلاً هتساعدنى يا شبح
سأله بفضول قاتل:
هساعدك ازاى طب؟
اعتدل في جلسته ليصبح مقابلاً له، ثم سأله بجدية:
مش أنت ليك ف الفوتوشوب وحاجة الكمبيوتر دى؟
اومأ مشيرًا لنفسه بفخر متزايد:
طبعًا، ده العبد لله سموه الشبح عشان انا ماشاء الله عليا ف الحاجات دى.

اومأ يحيى وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله، ثم بدء يبحث عن صور لشمس حتى وجدها على هاتفه، فأشار عليها قائلاً بخبث:
بص بقا البت دى
كادت عيناه تخترق الهاتف وهو يحملق بشمس التي كانت ترتدى ملابسها العادية في المنزل، مثل شورت قصير وتيشرت دون اكمام وما شابه ذلك، ثم همس برغبة واضحة ؛
فرسة بنت الاييية، تعرفها منين دى؟
وكزه في ذراعه بنظرات محذرة، ثم قال بحدة:.

عايزك بقا تركبلى صورها على صور كام بنت من بنات الليل كدة، من غير هدوم خالص، بس الى يشوفها يصدق، وتطبعهم لى كدة
اومأ الاخر مسرعًا وعيناه لم تبتعد عن الصور:
اكييد، هات انت بس الصور
اومأ يحيى موافقًا ثم ارسل له الصور على هاتفه والشر والانتقام غشاوة على عيناه..

وقفت شمس تطالع والدتها بأعبن مصدومة وحادة بعض الشيئ لأول مرة، ثم صاحت مستنكرة حديثها اللاذع:
يعنى اية الكلام ده يا امى
اشارت والدتها لها بالصمت، ثم تابعت جادة:
يعنى زى ما سمعتِ يا بنت بطنى، يا تتجوزى يحيى اما اكيد هتفضلى من غير جواز
ثم عقدت ساعديها مكملة بصرامة لاذعة:
وأنا معنديش بنات تقعد من غير جواز
كادت شمس تبكى وهي تتشدق ب:
حرام عليكِ يا ماما، عاوزانى اتجوز يحيى بعد كل الى قاله ادامك.

اومأت والدتها بقوة، تعلم حد الجنون أن شمس صادقة، ولكن إن كانت كرامتهم ستبعثر اكثر من ذلك، فتضحية شمس أهون مليون مرة!
فقالت شمس بتحدى:
وأنا مش هتجوز يحيى لو اخر واحد ف الدنيا
والدتها بصوت بارد خالى من الشفقة:
مش بمزاجك، انا هكلم يحيى واقوله موافقة
ثم صمتت برهه، لتتابع بنصل قاتل:
اهو يستر عليكِ لو رضى، احنا مش ناقصين فضايح!
فضايح اية، انا وشمس هنتجوز وحالاً.

هتف هذه الجملة مالك الذي دلف لتوه عندما وجد الباب مفتوحًا، كانت هيئته لا توحى بالخير ابدًا، من يراه هكذا ترتعد اوصاله على الفور وتنهار حصونه..
بينما قالت كريمة متهكمة:
لا والله، وحضرتك عشان غنى هتجبر بنتى على الجواز منك!؟
نظر لشمس نظرة تفهم معناها جيدًا، نظرة جعلتها تكره الاربع حروف ذاك، الرغبة
فأردف بتصميم اوضح انه لا نقاش بعد الان:
الليلة دى شمس هتكون ليا، جسم وعقل!

03-01-2022 02:10 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [8]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

نظرت كلاً منهما لمالك بذهول حقيقى، أطلق قانون أخر في عهده يحتم على تلك المسكينة أن تكن له مثل اللعبة يحركها يمينًا ويسارًا ملئ ارادته، بينما كانت نظراته تائهه شاردة، ولكن بريق التصميم اللامع لا يختفي ابدًا من تلك الحلكة الغامضة، وكأن كريمة شعرت بلجام لسان شمس، فقالت بجزع:
بغض النظر عن إنك ابن مين بس متقدرش تيجى تفرض نفسك على بنتى!
لم يجيبها ولم تتغير تعابير وجهه بل زادت خشونة، ثم هتف بصوت صلب:.

أنا لما بعوز حاجة باخدها، وهاخد شمس
واخيرًا نطقت شمس ثم هدرت فيه غاضبة:
لأ، قولت لك مستحيل أفهم بقي!
تفوه بحروف دبت الرعب في أوصالها:
أنا مابخدش رأيك، أنا بعرفك عشان تعملى حسابك بس
كثرت عليها المشاكل والصدمات وتشبكت بقوة حتى باتت يصعب حلها، وليس أمامها سوى حلاً واحدًا، أن تُبيدها من أساسها..!
بينما عقدت كريمة ساعديها ورمقته بنظرات جادة وقالت:
اللي عندك أعمله، بنتى مش هتتجوز غير إبن خالتها بس.

تقوش ثغره بابتسامة ساخرة وهو يكمل:
بس اللى عندى مُش هيعجبكم ابدًا
صمت لبرهه ينظر لكلاهما بتدقيق، ثم سألها بضيق شابه بعض الحدة:
ثم إن فضايح أية وعبط أية اللى إبن خالتها ده هيستر عليها عشانها؟
همست بحنق:
ملكش دعوة دى مسائل عائلية يا أستاذ
بالرغم من ما يحترق بداخله ويصدر صريرًا عاليًا كرد فعل لكلام والدته المسموم إلا أنه ضحك بسخرية وهو يتابع بغمزة لشمس:
طب ما أنا ممكن أستر عليها بداله.

صرخت فيه شمس بصوت مختنق:
بس بقي هو حد قال لك عليا إنى قليلة الشرف للدرجة عشان ندور على واحد يستر عليا!
وإنزلقت غشاوة الدموع على عينيها الرمادية لتجذبه أكثر من ذى قبل، وكأنها كان لها مفعول اخر جعلها كالمغيبة تتحرك دون أن تدرى بهول ما سيُحط عليها من تخطيها لتلك الجدران التي هَلكت في بناءها، إتجهت ناحية مالك ليظهر فارق الطول بينهما، ثم اخذت تضربه بقبضتها الصغيرة البيضاء على صدره وهي تزمجر فيه:.

عارف بيقولوا فضايح على أية، على منظرى اللي شافه معاك وأنت حاضنى بالعافية و، آآ
لم تستطع تكملة تلك الكلمة، الكلمة التي تترك قشعريرة واضحة في جسدها بمجرد تذكرها...
ضربته بقوة اكثر وهي تكمل ببكاء:
من ساعة ما شوفتنى وأنت كأنك الملك وأنا جارية عندك!
بدت كأنها تحاول هز جدار صلب قوى لا يتأثر بهمسات رقيقة مثلها، كانت أنظاره مسلطة على عينيها، وكأنها تجذبه لجوفها أكثر وأكثر لتغرقه برغبته الحارقة!

أمسك بقبضتا يدها الصغيرة التي بدت ككرة صغيرة جدًا بين يديه، ثم شدها لتصبح ملاصقة له وأردف بهمس:
أنا فعلاً الملك، ومالكك أنتِ
هنا صاحت فيهم كريمة بحدة:
بس، أبعدى عنه يا شمس، وأنت يابنى سيبها بقا وروح لحالك
لم يتأثر بكلامها ولا صراخها، بنى جدارًا عازلاً ولن يبتعد عن هذا المنزل إلا مع لؤلؤتيه الرماديتين، لقد قرر وأنتهى الأمر!
نظر لشمس الباكية كالطفلة الصغيرة، ثم غمغم بصوت قاتم:.

هي ليلة واحدة وبعد كدة أنتِ اللي هتترجينى أتجوزك!
بمجرد أن خطت الفكرة داخل جنبات عقلها حتى سيطر عليها الهلع، وظهر الرفض كعين الشمس، ثم نظرت له برجاء قائلة:
عشان خاطر أى حاجة حلوة إبعد عنى، أنا مش عارفة أنت مصمم تعذبنى لية!؟
لماذا؟!، هو نفسه لا يعرف إجابة هذا السؤال الذي حرك بداخله الكثير، ولكنه اجابها بما أملاه عليه عقله الباطن:
لإنك عجبتينى ودخلتِ دماغى!

كادت كريمة تتفوه بشيئ اخر حتى قاطعها مالك بصوت حاد:
بس، أنا قاعد بتناقش معاكم لية؟
ثم نظر لشمس التي سألته بتوجس:
يعنى أية!؟
أجابها بطريقته الخاصة، ألا وهي التنفيذ الفَورى على قراراته الغير صائبة، مد يده أسفل ركبتيها والأخرى عند رقبتها ثم حملها عنوة عنها، حاولت الأعتراض أو الصراخ، ولكنه أقترب من اذنيها يهمس بصوت خالى من جميع معانى الرحمة:.

هششش، خليكِ زى الشاطرة كدة، بدل ما أصبح على الحاج صابر ف السجن بطريقتى بقاا
صمتت، صمتت مرة أخرى، وماذا عساها أن تفعل؟! لقد قيدها بما يجعلها على قيد الحياة، والدها الذي تعشقه وتموت قهرًا إن أصابه مكروه..
بينما قالت كريمة بصوت عالى:
سيبها بدل ما أصوت وألم سكان العمارة كلهم هنا
اومأ ببرود وهو يتجه للخارج، ثم رفع كتفيه يقول بجدية:
براحتك، بس ماتنسيش تقولي لهم عن السبب اللى هيخلينى أستر على بنتك الوحيدة!

وإتجه للخارج مغادرًا مع تلك العصفورة التي ترقد على ذراعيه مرتجفة، غير عابئًا بما سيسببه لتلك الأسرة البسيطة!

جحظت عيناها البنية بصدمة، ستتزوج وممن؟، من رجل لا تعرفه، رأته صدفة في حُلم كرهت أسمه تسبب لها في كل هذه المضاعفات، كيف ستربط نفسها بشخص تجهله وكان متزوج من قبل برابط أبدى مقدس، الزواج، ولكن أى زواج هذا من دون موافقتها!؟
وكأنه علم بالسؤال الذي يدور برأسها، فقرر أن يُريحها ولو قليلاً وقال مراد:
طبعًا أنتِ مش محتاجة أقول لك اد اية لازم توافقى على الجواز.

هزت رأسها نافية، وإكتفت بما أراد عقلها ترديده:
أنت مجنون!
نظر لها نظرة أرعبتها، نظرة جعلتها تصمت وتبتلع باقي كلماتها في جوفها، ثم همس بحدة:
أيوة مجنون من ساعة ما كانوا أو كنتوا السبب في موت حبيبتى وأم أبنى اللي كان جاى!
هزت رأسها نافية بغلب، ثم بدء تبكِ مرة اخرى وهي تقول بقلة حيلة:
يا أستاذ مراد أنا متعاطفة معاك جدًا ومع زوجة حضرتك الله يرحمها، لكن أنا ذنبى أية ف ده كله!؟
هدر فيها بصوت كتم شهقاتها:.

ذنبك إنك معاهم، وإنهم بعتوكِ على أساس مُش هكشفك!
في هذه اللحظات أرادت قتل نفسها حقًا، كم مرة ستعيد عليه نفس الجملة!
ام أنه يتعمد احراقها من الداخل وتجاهل كلامها وكأنه هواء!
نظرت له ثم هتفت بصوت هادئ:
لأخر مرة بقول لك أنا ماعرفهمش ابدًا
هز رأسه ولمعت عيناه وهو يقول بجدية:
وده اللي أنا هعرفه، بس بعد الجواز
هزت رأسها نافية بسرعة:
حرام عليك، هتدمر حياتى عشان تتأكد من حاجة أنا مظلومة فيها؟!

رفع كتفيه وقال بلامبالاة اغاظتها:
حقيقي مش عارف، لكن ربك هو اللي رماكِ في طريقى
ثم ثبت عينيه على عينيها اللامعة بالدموع وأستطرد بتهكم:
أعترضى بقا على قضاء ربنا!
نعم، الان تأكدت أنه اختبار من الله عزوجل، ولكنه أختبار يصعب عليها تخطيه بجدارة، واخيرًا، عندما تيقنت أن طوق النجاة لن يطفو على سطح تلك المعضلة أمامها إلا في الوقت المناسب، قررت الإستسلام...!
وسألته بدهاء:
طب أزاى جواز رسمى وأنا مش معايا بطاقة؟

رفع حاجبه الأيسر مجيبًا بسخرية:
لا والله!
ثم أستدار وأمسك بحقيبتها الملقاه على الأرض ثم ألقي بكل شيئ على الأرضية واخرج البطاقة الشخصية الخاصة بها، ثم اشار لها بها وأردف متهكم:
ودى أية دى بقي؟
لم يجد منها اجابة بالطبع، فزمجر فيها غاضبًا:
بلاش كذب من أولها عشان نكون كويسين مع بعض
لم تهتم وسألته ببلاهة مرة اخرى:
طب ازاى! كدة الجواز باطل، لأن مفيش موافقة اهل
تأفف بضيق ثم اجابها بجدية:.

شكلى هتعب معاكِ لكن مش مشكلة، بصي أنتِ بما إنك كملتِ 21 سنة ف خلاص تقدرى تتجوزى من غير ولى أمرك
أبطل لها كل الحجج الممكنة، كلما تبنى جدار سريع يهدمه أسرع! وكأنه يترجم لها معنى الأستسلام الحقيقي الان..
أقترب منها فجأة لتلفح أنفاسه بشرتها القمحاوية، ليشعر باضطراب أنفاسها المختنقة، لا يريد قربها ولا يرغبه، في عُرفه حُرم عليه الزواج عامةً من بعد زوجته، ولكن، المضطر يركب الصعب كما يُقال..

فك الحبال المتينة التي تركت اثرًا واضحًا على يدها، ومع كل لمسة ليدها تسير رعشة غريبة في جسدها بالكامل..
انتهى من فكها ثم نظر لها بلا تعابير واضحة وقال:
قومى واظبطى نفسك عشان المأذون زمانه على وصول!

بمجرد ذهاب مالك من المنزل لم تنتظر زينة اكثر من ذلك وركضت هي الاخرى وكأن المعاناة التي قصتها والدتهم لم تسبب لهم سوى الفرار والهرب من ذاك الذي عكر صفوهم، لم تأبه بوالدتها التي اصبحت تبكى وتندب ندمًا على لسانها ومشاعرها الجياشة التي لم تستطع التحكم بها، ركبت زينة سيارتها، ثم امسكت بهاتفها تتصل بصديقها الذي باتت تكرهه حد العمى، فأتاها صوته الرجولى بعد ثوانى مجيبًا ببرود:.

امممم، اية يا زينة يا حبيبتى
زياد، زياد عايزة جرعة حالاً
أسف يا زينتى بس مش فاضى now
زياد قوووووم لازم تيجى وتجيب لى حالاً أرجوك
زينة هانم بجلالة قدرها بتترجانى، بس اعمل أية يا غالية، ما باليد حيلة!
ماتستعبطش قوم تعالى لى حالاً
في ايدى حته اجنبى مش هقدر اسيبها وماستمتعش بيها عشانك يا زينة بصراحة
هديك اللي انت عايزه بس قوم ارجوك
اى حاجة متأكدة؟
اه اه يلا بسرعة
تؤ بردو مكسل معلش.

لاااااا مش قادرة دماغى، طب قولى فين وانا اروح اجيب
مقدرش، اعتذر.

أغلقت الهاتف وتكاد تبكِ، كرهت اليوم الذي تعرفت فيه على ذاك الشيطان، وكرهت المشاكل التي دفعتها نحو الادمان!، ماذا تفعل الان، الألم اشد من اى شيئ، بدء وجهها يشحب شيئً فشيئ، عادت برأسها للخلف تحاول تهدأة نفسها ولكن فشلت!

ترجلت من سيارتها مرة اخرى بسرعة واتجهت لمنزلهم لتجد والدتها على نفس حالتها تبكِ فقط، لم تعيرها انتباه وحاولت السيطرة على نفسها وتتجه لغرفتها، ولكن أوقفتها والدتها التي سألتها بتوجس:
مالك يا زينة، فيكِ أية؟
اجابتها بحدة وهي تمسك برأسها:
ملكيش دعوة بيا دلوقتِ
كيف لأم تعشق صغارها أن تتظاهر بالامبالاة أكثر من ذلك؟!، أن تُخفي حنانها عنهم وإن كان السبب موجع حد الموت...!

أقتربت منها بهدوء، ومن ثم احتضنتها لتحتويها، تغمرها بحنان حرمتها منه مسبقًا، كعقاب طُبق عليهم بسبب أب متهور أبله، وأم عاقبت نفسها على موجات جنونية لم تكن بيدها يومًا..
فجأة وجدتها تركض وتدمر كل شيئ طالته يدها، تنفث غضبها به، تدمره بدلاً من تدمير خلاياها داخليًا..!
ظلت تصرخ بهيستريا صدمت والدتها:
بس مش قاااادرة بس
لم تكن تتخيل يومًا أن بسببها هي تصل الى هذه الحالة!؟

كادت تقترب منها مرة اخرى، إلا أن زينة دفعتها فجأة بعيدًا لتصطدم بالأرضية بقوة جعلت رأسها تنزف بدماء..
لتُصاب زينة بهلع وهي تصرخ للنجدة:
ماااماااااااا!

يابنى روح شوف أختك بقالها 3 ساعات برة عند صاحبتها!

هتفت عبير والدة خلود بتلك الجملة وهي تقف بجوار أخيها، تلح عليه منذ قدومه ولكنه لا يبالى، وكأنها شفافة لا تتحدث، أو انها ترغب في التنزه، لأول مرة تستشعر العزلة والجفاء بين اولادها، الاولى تضيع والاخر ينام بأريحية، أى اخوة هذه حبالها منقطعة لهذه الدرجة!
تأفف بملل وهو يجيبها ببرود:
يووه يا ماما اتصلى بيها
اجابته على الفور والضيق يعتلى قسمات وجهها:
أتصلت تليفونها مقفول!

رفع كتفيه وهو يتمدد براحة ويقول بلامبالاة:
أكيد بتتسنكح هنا ولا هنا مع شمس، ما أنتِ عرفاها لما يتجمعوا
هز رأسها نافية وبدء صوتها يتهدج متابعة:
لأ لأ، قلبي مش مطمن، وحتى شمس ما بتردش عليا!
نظر للجهه الأخرى وأشار لها بالخرج، ثم هتفت بصوت أجش ؛
طب هبقي أشوفها لما أصحى ان شاء الله، اخرجى الوقتِ
صرخت فيه بغضب:
يابنى أنت معندكش دم، دى أختك!

زفر مطولاً، بالرغم من كل شيئ كلمة والدته البسيطة تقيده لتجعله يصمت، لولا ذلك لكان نهض وأبرحها ضربًا من شدة غيظه، حاول تقيد لسانه السليط وهو يردف بحنق:
يوووه يا أمى سيبينى عايز أتخمد
نام، نام بس مش مسمحاك لو أختك جرى لها اى حاجة
قالت هذه الجملة وهي تتجه للخارج، داعية الله أن ينجى أبنتها من اى شر، وبعدها ترمم علاقتهم من البداية وبطريقة صحيحة، لتجعل حبهم لبعض كأخوة يتوغل بدماء كلاً منهم بلا منازع...!

بينما فتح هو عيناه السوداء، لتظهر نظرة لا يعرف معناها شخص عادى، ثم همس بصوت يكاد يسمع:
هي لسة شافت منى حاجة!

ظلت كريمة تسير ذهابًا وايابًا، لا تخفي من جنبات عقلها صورة أبنتها وهذا المخبول يحملها عنوة وكأنها شيئً ما للهو فقط، قرأت بين سطور عينيها الرمادية خوف وقلق من المستقبل، المستقبل القريب الذي سيحدده ذاك المجهول الذي أقتحم حياتهم فجأة ليقحمهم برغباته المميتة، لمن تشكو؟
زوجها بالسجن!، ام اهلهم الذين تنقطع علاقتهم من الأساس!؟، ام ابن اختها الذي توعد لهم منذ قليل!

بالتأكيد يحيى هو ملجأهم الوحيد، بالرغم ما فعله ولكنه سيظل يربطنا نفس الدم، وعلاقة لا تنتهى بسهولة..
اومأت برأسها مؤكدة على ذاك الكلام وهي تتجه لهاتفها الصغير الموضوع على الأريكة ثم إلتقطته مسرعة لتتصل بيحيى، ليأتيها صوته المتهكم بعد ثوانى:
اية يا خالتى لحقت اوحشكم كدة!؟
يحيى مش وقته الكلام ده
امال وقته امتى، عايزة اية يا خالتى
عايزاك تيجى هنا بسرعة
لية ان شاء الله معقول عايزين تصالحونى وتجوزينى شمس.

اوعدك هوافق على كل حاجة بس لو لحقتها!
يعنى اية لو لحقتيها
يعنى تعالى بسرعة ارجوك مفيش وقت
سلام مسافة السكة
سلام.

أغلقت وهي تتنهد ببعض الأرتياح على قرار وتصرف قد ظنته صحيحًا في هذا الوقت فقط...!

ترتعد أمامه، منكمشة في نفسها وهو يحاصرها عند الحائط الذي احتواها ببرودته، قلبها وجسدها الذي اُهلك من ارتعاشاته كلما اقترب منها يطالبونها بالفرار حتمًا مهما كان الثمن، ولكن أى فرار هذا وهو يحاصرها بذراعيه المفتولتين، وعيناه القوية التي تخترقها لتمزقها من الداخل لأشلاء صغيرة مفتتة، قرء الرعب والذعر بين سطور عينيها، ولكن كأنه لؤلؤتيه يعكسون له ما تشعر به لتزيده نشوة، بالرغم من احتراقه الداخلى إلا انه يظهر مجرد متماسك قوى راغب امامها، يتلبس قناع القوة في ثوانى بمهارة، خرج صوتها متهدج اثر الرعب الذي دب قلبها وهي تسأله بتوجس:.

أنت هتعمل أية؟
سؤال غبى اظهر اجابته المميتة بالنسبة لها مرارًا وتكرارًا، شخص بحالته المرزية وعينيه الغامضة ترى ماذا يريد من فتاة فاتنة اُغرم بعيناها من أول وهلة؟!
اجابها بصوت هادئ بعض الشيئ:
أنتِ خايفة منى؟
اومأت برأسها بلا تردد، تتبعها تأكيد قوى:
جدًا جدًا
لية؟
سألها بوضوح وترها أكثر، لتجيبه بصوت مهدد بالبكاء:
أنت اللي مخوفنى منك.

اقترب منها اكثر، يستنشق رائحة عطرها، دفن رأسه في عنقها ليشعر برجفتها ولكنه لا يبالى، فقد خدره حديث والدته المسموم عن العالم بأكمله..
راحت تترجاه بخوف:
لو سمحت سيبنى أمشي ارجوك
أبعد رأسه عنها لينظر في عينيها بنظرات باتت تكرهها، ثم اخذ يتلمس وجنتاها ليستشعر اشتعالهم وهو يقول:
أنا عايزك اووى
ثم صمت لبرهه يستعيد ما مر به في حياته وتابع بغموض:
أحنا اللي الاتنين محتاجين بعض الليلة دى عشان ننسي.

هزت رأسها نافية وهي تستطرد بصوت متوتر:
لا لا انا عايزة امشى
إحتدت عيناه بقسوة غريبة، وفجأة اقترب منها يلتهم شفتيها بين شفتيها، يتذوق ما كان يتوق لأكله دائمًا منذ رؤيتها، ولكن بقسوة، قسوة اخذها من عالمه ليبليها بها وهي لا ذنب لها..
ابتعد عنها قليلاً مكملاً بأنفاس لاهثة:
قولت لك أنتِ الليلة ليا بس
ثم بدء ينزع ملابسه بصورة سريعة تحت انظارها المذعورة وهي تكاد تفقد وعيها من شدة الصدمات عليها و...


تم تحرير المشاركة بواسطة :زهرة الصبار
بتاريخ:03-01-2022 02:19 صباحا


03-01-2022 02:20 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [9]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

ظلت ترتعش تحت نظرات عيناه الجافة، تبادلا النظرات لثواني، نظراتها كغزالة تخشي مفترسها وتترجاه أن يرحمها، ونظراته كوحش كاسر أراد الأنتقام ولكن ضل طريقه لتقع هي تحت أنيابه..
وهرولت دموعها من بين لؤلؤتيها هربًا من نظراته المفترسة، والجائعة!
لم يرمش ولو للحظة، وكأنه حصن نفسه جيدًا قبل تلك المواجهات، ليصبح قلبه مغلف بالقسوة المميتة..
وللمرة الألف ترجته بغير يأس:
أرجوك سيبني، أرجوك!

ولنفس عدد المرات يجيبها ببرود ثلجى:
لأ، أنا متأكد إنك عاوزانى زى ما أنا عايزك تمامًا
غمز لها بطرف عينيه متابعًا:
بس يمكن أنتِ مكسوفة شوية!
هزت رأسها نافية، وقد عزمت على هزهزة عرش رحمته ولو قليلاً بكلماتها، فقالت مستعطفة:
أنت هتدمر مستقبلي، أرجوك ارحمنى، فكر إن ممكن يكون حد بيعمل كدة ف مراتك المستقبلية، أو اختك!

كلمتها الأخيرة هي التي لمسته بحق، زينة أيتخيل أن يفعل بها شخص مثلما يفعل هو الان، لا لا لن يحدث طالما أنا لازلت على قيد الحياة!
قال لنفسه هكذا قبل أن يرفع رأسه لينظر لها، ليجدها قد اردفت متحمسة لصمته:
اكيد ماترضهاش لحد من عيلتك، كما تدين تدان يا أستاذ مالك
مستحيل حد يقدر يعمل ف أختى كدة
قالها بفم متقوس بسخرية ونبرة واثقة..
بينما نزف جرحها هي بقوة، وكأنه يقول لها صريحة أنتِ والدك بالسجن لن يحميكِ..

نظرت له ولمعت عينيها بكسرة هزته للحظات قبل أن تستطرد بحزن تعمقها:
عشان أنت معاها، لكن أنا ممعايش حد، معايا ربنا
ظل ينظر لها لدقيقة، اثنان، ثلاثة، أى سحر تستخدمه هي لتجعل قسوته تفر مع نسمات الرياح، لتحتل عينيه نظرات الحيرة والقلق..!
أبتعد عنها قليلاً ليستعيد رباطة جأشة، ثم أرتدى قميصه الذي خلعه منذ قليل، و زج القتوم والخشونة في صوته وهو يقول:.

أنا هأسيبك دلوقتِ لإنك لسة مابقتيش مراتى، لكن أوعدك أول ما تبقي مراتى..
صمت برهه يدقق في أهدابها السوداء المنغلقة وأنفاسها المضطربة التي بدءت تتحلى بالهدوء الأن، ثم أردف بخبث:
مش هاسيبك من تحت أيدى
بدءت تفتح عينيها ببطئ، قرر العفوا عنها! أصدر فرمانه بالأفراج عنها واخيرًا، ولكن ما عكر صفوها، أنه إفراج مؤقت!

بمجرد أن إرتكز بنظراته على لؤلؤتيه، ومن ثم شفتيها المنتكزتين، لمعت عيناه مرة اخرى وهو يقول مداعبًا:
ما تفكك، وأوعدك هتجوزك بكرة
ثم عاد يقترب منها مرة اخرى ليشعر بالقشعريرة التي تثبت له في كل مرة أنها ليست كغيرها ابدًا، ثم همس أمام شفتيها:
بس تبقي ملكى الليلة
مستحيل..
قالتها بهمس مماثل، ولكن كان له اثر واضح في إفتعال غضبه، فزمجر فيها:
قولت لك مش بمزاجك يا حلوة.

قطع كلامهم المتناقض صوت رنين هاتف مالك الذي تأفف وهو يخرج الهاتف من جيب بنطاله، ليرى المتصل زينة فأجابها بضيق:
الوو اية يا زينة
الحقنى يا مالك بسرعة
في اية يا زينة
ماامااا يا مالك
انطقي مالها ماماا
ماما وقعت دماغها اتفتحت ومابتنطقش
ايييية، انا جاى حالاً.

أغلق الهاتف، ثم ركض بإتجاه الخارج تحت أنظار شمس المدهوشة من طوق النجاة الذي ظهر فجأة امامها، ليعود وهو يقول مسرعًا:
جهزى نفسك معاكِ لحد بكرة وراجعلك
ثم اكمل ركضه للخارج وهو يصيح فيها بحدة:
انجزى اطلعى عشان ماقفلش عليكِ
أفاقت من دهشتها وهي تومئ مسرعة، تفر هاربة واخيرًا من براثن الذئاب..!

طوال الطريق وهو يفكر في كلام خالته، فكرة تثير الخوف والجنون بين جنبات عقله، وفكرة تثير أطياف سعادته، ستصبح أعينها مكسورة ويتزوجها بوعدًا من خالته إن أنقذها، ولكن السؤال الموجه له الان، هل سيصمت إن علم أن اخر شاركه فيها بهذه البساطة!؟
لا لا لن يحدث ابدًا، وكلام خالته ما هو إلا عصا لتزجه نحوها وتسترضيه..

هذا ما قاله لنفسه وهو يترجل من سيارة الأجرة بخطى مسرعة نحو الداخل، طرق باب المنزل بقوة، فتحت له خالته، فسألها مسرعًا دون أن يعطيها فرصة:
أية اللي حصل يا خالتى؟
أطرقت رأسها بخزى وهي تجيبه بحزن ظهر جليًا في نبرتها:
أخدها وطلع بيها
جحظت عيناه بصدمة، أخذها بالفعل! سرق حلمه من بين يديه بهذه السهولة! سرقه من عقله بأكمله بكل برود، نعم سرقها حتى من عقله، فيحيى لن يفكر بشمس ابدًا إن مسسها غيره..

والحاجز الذي يحتمي به ذاك الرجل مالك هو إرادته في أمتلاك شمس، تلك الأرادة التي اعتقد يحيى أنه فقدها..
وسألها مرة اخرى هادرًا فيها بحدة:
ميييين
رفعت كتفيها وهي تقول بقلة حيلة:
ماعرفهوش، كل اللي أعرفه إنه الساكن الجديد وأسمه مالك جمال
مسح على شعره بقوة حتى كاد يختلعه متجاهلاً ذاك الألم وهو يلومها بغضب:
وسيبتيه!
نظرت له بطرف عينيها قائلة بضيق:
وأنا كان ف ايدى أية أعمله؟
زمجر فيها بغضب شابته الحدة:.

تمنعيه، تقوليله لأ وتدافعى عن بنتك
هزت رأسها وهي تقول بحزن:
هددنى، هددنى هيفضحها وأحنا ماحيلتنلش غير سمعتنا يا يحيى
لا لا، تتعمد إغاظته وحرقه رويدًا رويدًا بالتأكيد، أى أم هذه التي تُفضل الحفاظ على سمعتهم أكثر من أبنتها! تحمى الوجه الخارجى وتترك الأساس ليصدئ!
ظل يصرخ فيها بغضب هادر:
تقومى تسيبى بنتك عشان السمعة، ينعل أبو السمعة يا شيخة
رفعت إصبعها في وجهه قائلة بتحذير:.

أعرف كلامك وأنت بتكلمنى، دى بنتى أنا، يعنى أنا أكتر واحدة تخاف عليها، ومش معنى إنى طلبت منك المساعدة مرة إنك تعمل كدة يا ابن اختى!
ظل يهز رأسه نافيًا بهيستريا، ثم قال بنبرة تموج غضبًا:
بس مش هاسكت والله ما هاسكت
هتعمل أية يعنى يا ابن خالتى
سألته شمس التي دلفت لتوها، سمعت كل حرف من البداية، وصُدمت، صُدمت في والدتها الحبيبة التي تخشي على سمعتهم أكثر منها، ولكن طفح الكيل، ودلفت!
نظر لها يسألها بلهفة:.

عمل لك أية الكلب ده يا شمس
سألتها أمها هي الأخرى وهي تقترب منها محتضنة اياها بتوجس:
عمل فيكِ حاجة يا بنتي؟
تختلف أماكن الألام والطعنات، ولكن يبقي الألم كما هو موجع، مالك برغبته فيها، و يحيى مثله تمامًا، و، والدتها التي تخلت عنها ببساطة!
كلهم يألمونها بشدة، ولكن الطرق إختلفت، قلقت كريمة من إجابتها فقالت بخوف:
أوعي يكون حصل اللي ف بالى يا شمس؟

لم ترد ايضًا، وكأنها تتعمد اثارة شكوكهم فيها اكثر بصمتها هذا، فصاح يحيى بنزق:
أخد اللي هو عايزه منك ورماكِ
نظرت له فجأة تزجره بعينيها الرمادية التي إحتدت فجأة وقالت:
قصدك اللي أنت كنت عايز تاخده قبله!
برقت عيناه وأقترب منها ممسكًا بذراعيها يهزها بقوة:
يعنى أية؟ يعنى أنتِ بقيتي مدام شمس مالك جمال؟
تقوس فمهت بابتسامة ساخرة وتابعت:
لأ بكرة هنوثق عقد الجواز وابقي على اسمه صحيح.

كاد يفقد عقله في تلك اللحظات، ماذا تعى هي! أصبحت لغيره وأنتهي الامر!؟
زادت النيران إشتعالاً بقولها البارد ظاهريًا:
يعنى بكرة، هبقي ليه ومعاه وللأبد!

وصل المأذون مع ذاك الرجل الذي يدعى خليل على عجالة من أمره، فقد كان كل ما يتردد بعقله، أنه يساعد سيده في العمل على الأنتقام ممن آذوه وبشدة وجعلوه مصدر إثارة للشفقة، ف بعمره لن ينسي الأيام التي عاصرها مع مراد وهو يرى بعيناه تدميره النفسي وحالته المرزية، كانت خلود تجلس شاردة، واجمة، نظراتها تائهة وكأنها تبحث عن النجاة، وبالرغم من أنها قررت الأستسلام أمام قدرها، إلا أنها يصعب عليها وبشدة إخضاع جميع حواسها وعقلها تحت تلك الفكرة المشؤومة، الزواج!

جلس جميعهم على كراسي خشبية صغيرة أمام احدى المنضدات المتوسطة التي جلبها خليل، تفحصت نظرات الشيخ المكان ورأى مراد الدهشة فيهم، فقال متنحنحًا بهدوء حذر:
مش يلا يا شيخنا ولا أية؟
اومأ الشيخ بحرج، ثم سارع مبررًا:
أصلى مستغرب يابنى تكتبوا كتابكم ف مكان زى ده!
جز على أسنانه بغيظ، ثم رسم أبتسامة صفراء على ثغره قبل أن يرد بمرح مصطنع:
أه، أصلنا بنحب نكون مختلفين بقي
اومأ الأخر مبتسمًا وقال بصوت هادئ:.

ربنا يباركلكم يابنى
لا ينقصه الحديث عن هذا الزواج، يتغاضي عنه ويحاول الإبتعاد عنه بشتى الطرق، ولكن بمجرد الحديث عنه يشعر أنه مُجبر في التواجد داخل تلك الدائرة اللعينة!، دائرة الخيانة، نعم فهو في نظره الان مجرد خائن لزوجته الراحلة، وإن كانت الحُجة بسببها ولها!
بدء الشيخ بكتب الكتاب تحت أنظار كلاً من خليل و مراد الشاردة نحو تلك المسكينة الصامتة خلود..
حتى سألهم الشيخ جادًا:
فين الشهود ووكيل العروسة؟

قال خليل مسرعًا وهو يشير للخارج:
اهم وصلوا يا شيخنا
دلف ثلاث رجال، ذوى ملابس أنيقة بعض الشيئ، ملامحهم هادئة لا يبدو عليها الإجرام، وواحدًا منهم كبير بالعمر إلى حدًا ما، يظهر ذلك شعيراته البيضاء..
بدء كتب الكتاب، و خلود لم تتفوه بكلمة قط، نظراتها موجهه للأرضية وكأنها تبحث عن شيئً ما فقط..!
بارك الله لكما، وبارك عليكما وجمع بينكما في الخيير.

أستفاقت على تلك الجملة التي كانت مثل الخنجر غُرزت فيها ببرود لتتركها تنزف دون علاج أو أطياف رحمة!
أبتسم مراد ابتسامة شيطانية خبيثة وهو يرمق خلود بنظرات ذات مغزى، بينما هي كبحت شلالات دموعها بصعوبة، هتف خليل بشماته في خلود:
مبروك يا أنسة خلود
اومأت دون أن ترد، فقال الشيخ مبستمًا:
بالرفاء والبنين ان شاء الله
أردف مراد مبتسمًا بمجاملة وهو يشدد على حروف كلماته:.

إن شاء الله، هنعزمك على سبوع الأطفال كمان يا شيخنا
حدقت هي به وكأنها غير مدركة لما يُقال، السبب الرئيسي والذي دفعها للأستسلام هو التأكيد إن كانت مع هؤلاء الأناس ام لا، والان يرغب في الدخول والتعمق بين طيات حياتها اكثر..!
بل يرغب في تكوين روابط متينة بينهم وهي الأطفال!
أى ورطة أصبحت بها رباه!، مؤكد هذه فرصة للتكفير عن ذنوبي!

قالت هكذا في خواطرها التي مازالت تنزف بلا توقف، وكأن الحال تبدل، لا يتراقص قلبها فرحًا بزواجهم، ولكن يتراقص من الألم المتراكم عليه!
فجأة أدركت أن الجميع ذهب ولم يتبقي سواهم، أبعدت عيناها هربًا من نظراته الشماته، لتجده يقترب منها وهو يتشدق بصوت أشبه لفحيح الأفعي:
مبرووك يا، يا مراتى
ملس على وجنتها متغاضيًا عن تقززه منها، ليهمس بخبث:
خايفة كدة لية، ده حتى الليلة ليلتنا يا عروسة!

ترجل مالك من سيارته مهرولاً بسرعة باتجاه باب المنزل، والقلق ينهش فيه دون رحمة، وجد الباب مفتوحًا وزينة تجلس بحوار والدتهم باكية تحاول إيقاف تلك الدماء التي تسيل منها دون توقف بقطعة قماش صغيرة، وما إن رأت مالك حاى صرخت بهيستريا قائلة:
ألحق ماما يا مالك
ركض بسرعة نحوها، وأمسك بمعصمها بجس نبضها، ليجدها ما زالت على قيد الحياة، ولكن، النبض ضعيف..!
النبض ضعيف!

قالها وهو يشرع بحملها دون تردد، ليسمع زينة تستطرد بهلع:
ماما هتروح مننا يا مالك
قال مالك مسرعًا وهو يقترب من سيارته:
عم محمد اجرى افتح العربية بسرعة
ركض محمد والذي كان خادم يقف بجوار زينة، ليفتح باب السيارة ويضع مالك والدته فيها، وزينة بجوارها لم تتوقف عن البكاء للحظة، متناسية ألامها التي كانت تشعر بها منذ قليل!
ادار مالك المقود بسرعة متوجهًا لأحدى المستشفيات الخاصة بهم..

ولم تكف زينة عن النواح، حتى ضرب مالك المقود بيه صارخًا بوجهها:
بس بقا كفاية يا زينة
هزت رأسها نافية مرددة بجنون:
أنا السبب، أنا السبب عمرى ما هسامح نفسي ابدًا
أنتبه مالك لحديثها وسألها بتوجس:
أنتِ السبب لية يا زينة؟
لم ترد عليه وإنما ظلت تردد نفس الجملة بلا توقف، مما أثار شكوك مالك الذي كان ينظر لها بين الحين والأخر، حتى قال في خواطره بحزن:
ياريت مايطلعش اللي ف بالي صح يا زينة!

كان صديق يحيى المدعو الشبح يقف في المنزل الصغير الذي حدده خصيصًا لتلك الأعمال التي تدمر حياة الكثير مثل شمس، يقف في غرفة ما صغيرة أمام جهاز الكمبيوتر ويعمل على صور شمس بدقة شديدة ونظرات كادت تخترق ذاك الجهاز لتحصل على تلك الفتاة التي تثير غرائزه، وبداخله شيئً اخر مختلف تمامًا عن ما قاله لصديقه يحيى دلف شابًا ما الى المنزل وأقترب منه قائلاً بهدوء:.

أية يا شبح اول مرة اشوفك قاعد كل الفترة دى ادام شغل كدة
إبتلع ريقه وهو يجيبه بخبث دفين:
أصله مش اى شغل، ده شغل مهم اوى
اقترب صديقه ينظر على الجهاز، لتبرق عيناه متساءلاً بلمعة في عيناه:
مين الموزة دى ياض؟
اجابه الشبح مبتسمًا بخبث ظهر جليًا في نظراته ونبراته الراغبة:
دى واحدة يحيى جابهالى اظبط صورها
غمز له متابعًا بابتسامة لعوب:
أيوة ياعم يابختك بتمتع عينيك
اجابه الاخر وهو يأخذ نفسًا عميقًا:.

أنا مش بس همتع عينى بيها، ده انا همتع نفسي شخصيًا بيها
عقد الأخر حاجبيه بعدم فهم، ولكنه لاحظ نبراته قبل نظراته وقد تأكد أنه لا ينتوى خيرًا ابدًا..
فسأله مستفسرًا:
ازاى يعنى هتعمل اية؟
تنهد وهو يجيبه بحماس:
هتعرف لما اجيبه واخد منها اللي انا عاوزه، وابقي اخليك تجرب!



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
ارتفاع أعداد المصابين في فرح «غزالة» لـ39 شخصاً.. والداخلية تكشف التفاصيل بعد القبض على «أبو العروسة» Moha
0 431 Moha
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﷺ dody
0 432 dody

الكلمات الدلالية
رواية ، غزالة ، صحراء ، الذئاب ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:36 مساء