رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون
صوته كان كفيل بأشعال نيرات لا تنطفئ بسهولة في صدر مالك، صوته المزعج يجعله يثور، وتجتاحه رغبة عارمة في خنقه في نفس اللحظة! إلتفت له يطالعه بعينيها التي أشتعل وميضها في ثوانى ليزمجر فيه بغضب: ملكش دعوة أطلع أنت منها نظر له باستخفاف قبل أن يشير لكلاهما بحركة تهكمية: وبالنسبة لانهم مش طايقينك، مفيش دم خالص!؟
لو لم يكن كذلك، لما كان شعر بالغليان الحقيقي بين أوردته، وصل احتماله لأقصي حد، وقد قرر إخراجه ليقابل ذاك ال يحيى ليحرقه دون رحمة! اقترب منه يهمس بتهديد وضح كوضوح الشمس: قسمًا بالله لو ما مشيت من هنا لأخليك عبرة للي يسوى واللي مايسواش ولم يكن مالك السُنارى إن لم ينفذ وعده حرفيًا، بكل معانيه وألامه وقوانينه! برغم إهتزاز بسيطة شعر بها امام قسمه الجامد، إلا أنه اخفاها وهو يتابع بحنق:.
دول أهلى، أمشي واسيبهم لية وازاى، لكن انت مين بالنسبة لهم، انت ولا حاجة،! همس بشيئ قد يمكن أن يكون واقع! ولكن واقع غير مرحب به في حُكم مالك السُنارى، وما لم يقبل به لا يسمح له بأختراق اذنيه ثانيًا! صرخ فيه بحدة لفتت انتابه الاخريات: انا اقرب لهم، انا جوزهاااا زوجها! زوجها فعليًا؟!، لا اكيد يكذب، يكذب نعم، لا لن تخط صك ملكيتها لأخر لو كان أخر يوم بعمره..!
أقنع نفسه بهذا الكلام قبل أن ينظر له قائلاً ببرود ظاهرى: كداب، شمس مش متجوزة ومش هتتجوز غيرى وإن قتله الان لن يلومه اى شخص بالطبع، شعور فطرى برغبة قتله فقط!، فجأه بلكمة قوية جعلته يترنج للخلف والدماء تسيل من فمه، لكمه صرحت بمدى غضبه الذي كان يحاول كتمه، ليهتف يحيى بأنفعال حقيقي: انت مجنون بتمد ايدك عليا! اومأ برأسه ببرود متابعًا بتأكيد: واموتك كمان لو جبت سيرة مراتى بكلمة على لسانك القذر تانى.
هز رأسه نافيًا ليهدر فيه: لا انا عايز دليل فعلى عشان أصدق رفع مالك كتفيه مجيبًا بنزق إحتله كليًا: انا مش مضطر اثبت لك، بس لما تجيب البوليس اوعدك إني اوريه قسيمة الجواز اذًا الامر لم يكن كذبة! صك ملكيته على روحها، قبل، جسدها!؟ انتهى ما كان قد يظنه يمكن أن يماطل فيه! هنا صرخت والدة شمس بحدة مقترنة بعدم التصديق: بس بقي اخرسوووا.
نظرت ل شمس نظرة قاتلة لن تنساها شمس يومًا بالرغم من جمودها إلا أنها استطاعت لمسها داخليًا! ثم سألته سؤال لاذع حارق نسبةً لتلك المسكينة: ده جوزك فعلاً يا شمس؟! كادت تحرك شفتيها إلا أن قاطعتها والدتها بحركة من يدها بجدية: بس إجابتك دى تعتبر تحديد مصير نظرة من شمس التي بدت وكأنها عادت لوعيها نحو مالك المنتظر..! ويحيى المتلهف! ووالدتها القاسية في ذاك الوقت! و...
منذ حديثهم اللاذع لم تلمح طيفه في المنزل مرة اخرى.. غادر، غادر ليتخلى بنفسه ليفكر جيدًا! ربما لتحديد شعوره، وربما للهرب منها هي شخصيًا! أما عنها، تجلس في الغرفة التي خصصت لها، خلاياها ترتعش كل حينٍ ومين عندما تتذكر همسته التي تثير رعشتها مراتى... كلمة سهلة النطق، ولكن واسعة التأثير! والسؤال الذي يجب الأجابة عليه حتمًا هل هي فعلاً تكرهه؟! إذا كانت نعم، فماذا عن رجفتها وسط أحضانه المحتمية!؟
ماذا عن رعشة دقاتها المسلوبة نحوه عندما يقترب منها!؟ ماذا عن إفتقادها له في بعض الاحيان!؟ و... بسسسسس صرخت بها وهي تضع يدها على رأسها تضغط عليها بقوة علها تهدئ ذاك الصراع بداخلها.. ثم نهضت متجهة للمرحاض لتستخير من هو أفضل واوعي منها، تستخير ربها في الاستمرار، أو الانفصال عن مراد! دلفت الى المرحاض كالمغيبة تتوضئ بهدوء غير مكتسب..
انتهت ثم اتجهت للخارج مرة اخرى، وقد جلبت طرحة صغيرة تلف بها خصلاته وبدءت صلاتها بتضرع وخشوع تدعو الله أن يهديها للطريق الصحيح... انتهت ثم نهضت ولملمت المصلاة وهي تتنهد تنهيدة طويلة تحمل الكثير.. كادت تتجه لغرفتها مرة اخرى، ألا أن خانتها نظراتها لتزوغ نحو تلك الغرفة من جديد، الغرفة التي اكتشفت فيها شيئً ما ولربما تكتشف شيئً اخر؟!
اومأت وهي تتجه نحو تلك الغرفة بسرعة ثم فتحتها ودلفت مغلقة الباب خلفها، اتجهت الى الدولاب الذي علمت انه سر هذه الغرفة، ولكن لم تجد الدفتر في نفس مكانه.. تأففت بضيق وقد تيقنت أن مراد قد خبأه، ظلت تنظر هنا وهناك، جلبت كرسي صغير ووقفت لتنظر على ما فوق الدولاب، لتجد ظرفًا صغير.. امسكت به بتفحص، ثم بدءت تفتحه بهدوء، لتجد صور شخصية.. فتحتها، وهنا تلقت الصدمة عندما فتحتها! ليلى، شبيه خلود حرفيًا!
نسخة اخرى منها يعيدها الزمن!؟
نظر للهاتف بصدمة، لم يكن يتخيل أن الموضوع سيكشف يومًا! ظنه سيظل سببًا يهدد به تلك المسكينة ولكن سرًا،! تناسي تمامًا الادمان طالبًا منه الاسراع في عمل التحاليل.. وكأنه يطلب منه الاسراع لكشف حقيقة انتقامه! اخيرًا استطاع الرد بصعوبة: آآ دكتور ممكن لو سمحت ماتقولش لحد بس ده موضوع مايتسكتش عليه يا زياد منا عارف يا دوك، بس ارجوك خليه سر بين دكتور ومريضه البنت المفروض تتعالج ما احنا بنعالجها صدقنى.
تمام انا هسكت لانى واثق فيك شكرًا العفوا، مع السلامة سلام اغلق وهو يتنهد ببعضًا من الارتياح، ولكن الشعور الأكثر اجتياحًا هو، الندم! نعم الندم بالفعل، الندم الذي يتوغل خلاياه منذ معرفته أنها لم تكن حامل يومًا..! لم تكن عاهرة كما وصفها!؟ لم تكن كاذبة، لم تكن ايً من تلك الاتهامات التي ألصقها به عنوة! نظر لها ليجدها تنظر له بنفس الهلع الذي يحزنه بحق! قال بشيئ من الهدوء: زينة، حاسه بأية دلوقتِ؟ همست بتعجب:.
الدكتور قالك أية غير حالك كدة!؟ لم يعرف ما الذي دفعه ليجيبها صريحًا: الدكتور قال إنك، إنك مش حامل! اخيرًا غمرها السكون والارتياح، والتوعد له بعد طول عذاب.. ليعود لها تهكمها من جديد وهي تقول: الحمدلله مطلعتش عاهرة زى ماقولت اغمض عينيه التي تفيضان ندمًا صادقًا.. لتنهض هي متحاملة على الامها الجسدية التي ازدادت.. ليعود لها كبرياءها وهي تتابع جادة: انا ماشية، وماعتقدش إنى ف يوم هارجع لك تانى.
ثم نظرت لعينيه مباشرةً وكلماته تخترق اذنيها بلا هوادة كأنه مازال يلقيها الان واستطردت: لان لو الادمان هيموتنى، اهون لى اموت منه احسن لم يدرى ما الذي اجتاحه تحديدًا عند تلك الكلمات التي من حقها ان تنطقها.. ولكنه، اهتز عرش جبروته لها! وفجأة إحتدت عيناه بقسوة ليست جديدة عليه: أنتِ مش هتمشي من هنا صرخت فيه دون تردد بدهشة: انت مجنون! اومأ ببرود مغلف بالاصرار والجدية: ايوة مجنون لأنى هتجوزك رسمى!
نظرت له عبير بطرف عينيها، شيئ ما بداخله اخبرها أن هناك شيئ غير مفهوم بالأمر، حدسها الأموى من اخبرها أن تلح في المعرفة! نظرت له بطرف عينيها متساءلة بريبة: طريقتك اية دى يا تامر نظر للأرضية بتوتر يبحث عن حجة نافعة الان، ثم غمغم بارتباك: يوه، طريقتى الخاصة بقا يا امى سألته مرة اخرى بتصميم: ايوة اية هي دى؟ واخيرًا قد قدم له شيطانه حجة مناسبة ليسرع بالقول:.
بالتتبع يا امى من موبايلها، واحد زميلى خدمنى ف الحته دى اومأت بشك ثم هتفت: ماشي يا تامر ثم نظرت باتجاه غرفتها مرة اخرى وهمست: مع ان قلبي مش مطمنى بس هثق فيك دلفت إلى غرفتها واغلقت الباب خلفها، لتنفرد بحزنها الذي داهمها منذ ما حدث، حزنًا، لا بل ألمًا شديدًا على ابنتها الوحيدة التي كانت تعشقها! بينما تامر في الخارج يتنفس الصعداء، ثم اخرج هاتفه ليجيب على الاتصالات الصامتة التي لم تتوقف بنفاذ صبر:.
ايوة، اية يا صافى، اه كل حاجة اتنفذت زى ما خطتنا تمامًا! ... متقلقيش اتأكدت بس قلبي مش مطاوعنى بردو!
نظراتها تزوغ مملؤوه بالحيرة، الحيرة الحقيقة على مستقبلها الذي سيتحدد من تلك الكلمة التي ستنطق بها! نظرت لها والدتها مكملة بحدة: يلا يا شمس انطقي صدح صوت يحيى متهكمًا كعادته: أكيد ربة الصون والعفاف محتارة تختار بين امها، وعشيقها! فاجئه مالك بلكمه اقوى، يداه تحترقان لضرب ذاك الوغد الذي حذره من قبل، ولم يكن هو الا لينفذ تحذيره! ثم هتف بصوت اشبه للصراخ: مش قولتلك اخرس بقاا برقت عينا يحيى باستنكار حقيقي:.
انت زيدت عن حدك بقاا اقترب وكاد يسدد له اللكمة، ولكن هتاف كريمة الحاد بجنون اوقفهم: بس بقااا زهقتونى ثم نظرت لشمس التي لم تتخلى عن سكونها لحظة وقالت: يلا يا شمس مش هنستنى كتير نظرات مالك الذي يحتويها بها وكأنه يستخدم الوسيلة الصحيحة لجذبها له! ونظرات والدتها القاسية! و، يحيى، الراغبة! كادت تنطق إلا ان قاطعتها والدتها مرة اخرى بصرامة لاذعة: لو اختارتينى انا هتتجوزى يحيى، ولو اختارتى ده، هتنسينى!
طرق قلبها بخوف حقيقي! مالك اهون من يحيى مليون مرة! ودون وعى قالت: مالك، هروح مع، جوزى!
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والعشرون
لم تدرى ما الذي تفوهت به، حماقة لسان نطق دون الرجوع الى عقلها؟! ام رغبة قلب ينقذ نفسه من فقدان لا طاقة له به، غالبًا الشعور الأكثر واقعًا هو حماقة لسان فقط! لسان سيعانى ويشتكى من مرارة فقدان والدتها.. وكأن والدتها قرأت ذلك بين سطور عينيها من قبل فلم تعد مصدومة كثيرًا وهي تنطق باستهانة: بسهولة كدة اتخليتِ عن أمك؟ هزت شمس رأسها نافية وهي تجيبها بنفس النبرة بل ازدادت لوم حقيقي:.
أمى هي اللي اتخلت عنى بسهولة هزت رأسها وهي تقول بشموخ لا يليق بهذا الموقف: لا يا شمس، أنتِ اختارتِ طريقك بعيد عننا، ياريت ماتندميش هزت رأسها نافية وعادت تقول بجدية صادقة: انا هندم فعلاً لو سمعت كلامك وأتجوزت يحيى ده وكأن ثعبان لدغه فصرخ بعنف متعجب في وجهها قائلاً: لية إن شاء الله وماله يحيى!؟ جزت على أسنانها بغيظ ثم حاولت تذكيره بما فعله ولكن، باستخدام بعض التورية:.
لا ابدًا ملهوش، بس مالك هيسترنى، مش هيفضحنى ابدًا، مش هيعمل حاجة تأذيني لا تعلم هذه الكلمات صادقة أم لا! بالتأكيد ليست صادقة، ولكنها وكأنها تمنت ان تصبح صادقة، أن تنطقها بقلبها قبل عقلها! ولكنها بدت كأنها في بحر غريق تتمنى لو يظهر مركب للنجاة فجأة! بينما مالك، قلبه يتراقص على كلماتها المعسولة التي سكرت روحه! دقاته مُزجت بنغمات صوتها مزيجًا رائعًا يشكله أروع احساس..
تدافع عنه امام الجميع، وإن كانت مدافعتها ليست صلبة كما يجب! وكلمات ذاك الأبله يحيى اقنصته من عالمه الوردى الذي لطالما كان يحلم به، ليقترب منه ممسكًا ذراعه بقوة وقال: شيل شمس من دماغك أحسن لك أبعد ذراعه بقوة مماثلة واستطرد: أنت اللي المفروض تشيلها من دماغك، أنت اللي خطفتها مني مش أنا كز مالك على أسنانه بغيظ حقيقي، كلماته أصابته في مكانها الصحيح!
ولكن كيف يمحو صك ملكيته من روحها التي لم يعد يطيق أى شيئ إلا بدونها!؟ هتف مالك بصوته الأجش قائلاً: شمس بقت مراتى خلاص، أنسى كل تخاريفك دي وهنا صدح صوت والدتها القاسي المنغمس في تلك المحبة الكاذبة لإبن شقيقتها: بس اسكتوا، هي هتروح مع اللي هي عاوزاه، أهلها ولا جوزها الغريب وكأن مالك استشف مدى تأثير تكرار تلك الكلمات على شمس الساكنة.. تلك الكلمات التي ستجدى نفعًا بالفعل وستهدم الهالة التي تحيط شمس،!
فسارع بالقول مهددًا: على فكرة أنا اقدر ارجعها ليا بالقانون، وأقول أنكم اجبرتوها هزت كريمة رأسها نافية ثم قالت بصوت حاولت التحكم فيه ليصبح هادئًا: أنت مش محتاج تعمل كدة، لأنها اختارتك أنت خلاص جحظت عينا يحيى بصدمة وهو يغمغم: أنتِ هتسيبيها تروح معاه!؟ رفعت كتفيها واجابت بقلة حيلة: ده جوزها وعندما تمتلئ خزاناتك من غرور لا نهائى.. يعطيك رد الفعل طاقة إيجابية غير مقصودة!
تصبح وكأنك امتلكت زمام الدنيا وما فيها بلا منازع!؟ هذا ما كان يدور بخلد مالك، قبل أن تزين الأبتسامة ثغره وهو يشير لشمس: يلا يا شمس نمشي شمس! أسمًا مألوفًا لديها، ولكنها لم تكن بذاك العالم الذي سلب منها أعز الأشخاص.. كانت بعالم أخر شاردة، تائهه، مكسورة! اى شيئ من هذا، ولكنها لم تكن ابدًا شمس الان! صورة والدها الراحل فقط هي من ترتكز بعقلها.. وكأن ذاكرتها قاصدة تعذيبها!
ترد عليهم بلسان لم تستطع التحكم به، ولكنها لا تشعر بأى شيئ من حولها! سارت من امامهم كمسلوبة الأرادة... يتبعها مالك الذي لم تخلى نظراته من الشفقة... واخر جملة تردد صداها في أذنيها رغمًا عنها أنتِ سيبتيهم بسهولة بس أنا مش هسيبهم يا خالتى!
وقفت تحملق بالصورة، وكأنها تحملق بالمرآة! أغمضت عيناها وفتحتها عدة مرات، ولكن لم تزول تلك الحقيقة بل ازدادت نسبة صحتها! يخلق من الشبه أربعين... الان فقط تأكدت من هذه العبارة... ثبتت صحتها حرفًا حرفًا امام عينيها! ولكن ما جعل القلب يدق ببطئ.. والدقة لا تقوى على التكرار، والدماء تتوقف في تلك الأوردة.. حقيقة ما في الامر، مراد لا يحبها هي، لم يكن يعترف لها هي، لم يراها هي من الاساس!
كان يحتجزها ويحميها كما يقول ليس من أجلها هي! ضربة في منتصف القلب، ولكنها لن تكن نسخة اخرى... لن تكن مجرد شبيهه! سترحل، مهما كانت العواقب! تركت الصورة ولكن ليست كما كانت، بل على الفراش.. وكأنها ترغب في معرفته بسبب رحيلها! ثم سارت متجهة للخارج بخطوات هائمة، اتجهت نحو الغرفة التي تجلس بها، ثم بدءت تلملم الاشياء الخاصة بها حتى انتهت ثم بدلت ملابسها سريعًا غير مهتمة بالمظهر..
خرجت من الغرفة تجر ازدال خيبتها، تشعر بهذه الحركة انها الملم المتبقي من كرامتها! وظلت تحمد الله أنه لم يكن متواجد، حتى خرجت من العمارة... لتصطدم في جدار صلب ودق قلبها بصخب قبل ان ترفع عيناها لترى من الشخص وتتسع حدقتا عيناها رويدًا رويدًا لصدمة شخص لم تكن تتوقعه وهمس طفيف منها: حسام!
ظلت زينة تنظر له بتدقيق، لم تنصدن، تندهش، يتجمد الدم في اوردتها! اى شيئ دال على الصدمة لم يعرف طريقها الان.. بينما ظلت تتفحص ملامحه علها تجيبها على سؤالها الوحيد حقيقة ام إنتقام هذه المرة.. والاجابة على لسانه هو بصوت الجاد: المرة دى بجد مش انتقام يا زينة رفعت حاجبها الأيسر وقالت متهكمة: مش معقول هتصلح غلطتك يعنى!؟ لها الحق تمامًا في تلك السخرية التي تشبعتها كليًا..
ولكن للحق، هو نفسه يتعجب مما قاله لتوه وكانه لم يكن هو! زفر بقوة قبل أن يتابع بضيق إعتراه: مش عارف، لكن اللي عارفه إن إنتقامى أنتهى اومأت وهي تصيح فيه بحدة مناسبة: المفروض بما إن انتقامك ده انتهى اغور انا من هنا بقي لأنى تعبت هز رأسه نافيًا وراح يقول بتصميم: لا مش هتمشي سألته دون تردظ بصوت بدء يرتفع: يعنى اية بقي رفع كتفيه مجيبًا بلامبالاة: أظن كلامى واضح مش محتاج توضيح، مش هتمشي لاننا هنتجوز احمق هو؟!
نعم مؤكد هو احمق، يظنها ستوافق يومًا على عقد نهاية حياتها! زواجها منه يعنى نهاية الحياة بالنسبة لها، تتزوج من معذبها لتترك له كل أنواع التعذيب مباحة لا يتدخل بهم اى شخص! واكدت ذلك وهي تصيح في وجهه نافية: اكيد لا طبعًا مش هوافق هز رأسه بثقة مردفًا: هتوافقى يا زينتى تأففت عدة مرات قبل أن تشير له بيدها قائلة: أنت كنت عايز تنتقم وانتقمت وخلاص، وانا اتعذبت وتعبت، خلصنا بقي ارجوك سيبنى.
رغم تلك الهزة اليتيمة التي شعر بها.. وتلك الدقات التي ازدادت مع كلامها، إلا انه سيطر عليهم بمهارة وهو يقول ببرود: بس أنا بقي بقول أننا هنتجوز والنهاردة رفعت حاجبيها وهي تقول بعند مماثل: وانا بقول لأ ثم استدارت لتذهب من امامه متجهة لتلك الغرفة اللعينة لتجلب اشياءها، إلا انه جذبها فجأة من ذراعها لتصطدم بصدره العريض... كُتمت أنفاسها وتلاحقت دقاتها واختفت دماؤوها من وجهها من هذا القرب.
اغمضت عينيها تبتلع ريقها بصعوبة ثم همست: سيبنى يا زياد هز رأسه نافيًا وهو يجيب بهمس مماثل: طلبك صعب أوى يا أستاذة حاولت ابعاد نفسها عنه وهي تزمجر فيه: قولت سيبنى بقي انت مابتزهقش ضغط على ذراعها اكثر يثبت لها كلامه قبل ان يقول: مفيش حاجة بعوزها وبسيبها ابدًا جزت على اسنانها بغيظ قائلة: بس أنا مش اى حاجة ومش عايزاك إلتمعت عيناه بأعجاب لم يستطع السيطرة عليه ومنعه من الظهور وقال: منا عارف عشان كدة متمسك بيكِ.
ابتعد عنها ثم اولاها ظهره ليأتيها صوته الأجش ثابتًا: أنا هسيبك عشان تفكرى براحتك وتعرفى إن ده لمصلحتك، بس مش هصبر عليكِ كتير تقوس فمها بابتسامة ساخرة مغمغمة: كتر خيرك بصراحة لم تعطه فرصة للرد وانصرفت سريعًا تاركة اياها يبتسم ابتسامة لم يعرف مصدرها تحديدًا!
وفي نفس السجن الذي كان به والد شمس الراحل... رجلاً على مشارف الأربعين من عمره، يرتدى ملابس السجن، جسد متهالك مغطى بملابس السجن الزرقاء، ووجه أسمر لم تختفي من الندبات.. وقف امام الخزانة الخاصة بالملابس، ليخرج منها دفتر صغير.. ظل يتفحصه قبل أن يشير للرجل الواقف بجواره قائلاً بتهكم: اية ده، مش كفاية بنغسل هدومهم، جايبين الدفتر ده نغسله كمان ولا اية رفع الاخر كتفه مجيبًا بلامبالاة:.
ما انت عارف الاهمال، كل واحد عاوز يخلص اللى وراه نظر للدفتر مرة اخرى قبل أن يسأله: متعرفش ده جه هنا ازاى يعنى هز رأسه نافيًا ونظر له قائلاً ببرود: اكيد حد جابه مع الهدوم بالغلط اومأ الاخر قبل أن يسأله مرة اخرى باهتمام: طب متعرفش ده بتاع مين هز رأسه نافيًا وقال بنفاذ صبر: لا معرفش منا زيي زيك بغسل بس مط شفتيه متابعًا: طب اعمل فيه اية يعنى ده مكتوب فيه صفحات كتير أشار له بيده غير مباليًا وهو يتابع عمله:.
يا عم ارميه ف الزبالة وخلص نفسك، لو كان بتاع حد كان حد سأل عليه اومأ الاخر وهو يلقي به في سلة القمامة: على رأيك، محدش عاوزه اكيد ولم يكن يعلم أن ألقي اخر خيط للحقيقة في هذه القمامة!
كان يحيى يسير في احدى الشوارع غاضب، غاضب بحق ويرغب في قتل ذاك الذي يدعى مالك ليرتاح منه للأبد! غاضب من إستسلام والدتها المخزى لتلك الحقيقة التي لم يتقبلها هو...! ولكن لن ولم يسأم ابدًا لطالما ظل في صدره نفس! اخرج هاتفه من جيبه ليتصل ب بسام الذي اجابه على الفور قائلاً بجدية: اية يا يحيى ايوة يا بسام، عايز عنوان غريب تانى يا يحيى لا لا انا عايزه ف حاجة كدة حاجة اية دى.
ماقولتلك حاجة بقي يا بسام هتقولى العنوان ولا اعرفه بطريقتى خلاص هبعتهولك في رسالة ماشي متشكر يحيى ياريت بلاش مشاكل وحوارات تانى لا متقلقش ربنا يستر سلام مع السلامة اغلق الهاتف وهو يتنهد بقوة، وكأنها حركة استعدادية لأحدى مخططاته القادمة! وفجأة وهو ينظر للهاتف كاد يصطدم بشخص ما... رفع نظره ليراها، ليكاد يصطدم ب زينة!
شمس؟! همسة خرجت من بين شفتاه المزمومتين، يجلس لجوارها على الأريكة، منذ قدومهم من منزل والدتها لم تنطق، لم تصيح فيه، لم تنظر له حتى! بقيت ساكنة فقط! وما اصعب ذاك السكون الذي يأسرها لدرجة اشعرته أنها لن تخرج من تلك العزلة ثانيةً!؟ همسته لم تجدى نفعًا، اصبحت وكأنها رقعة لم يكترث لها اى شخص! امسك بذراعه يهزها برفق ليجدها تنظر له بقوة اجتاحت على نظراتها! قوة لم تظهر بعينيها منذ أن رأها!
ابعدت يده عنها وهي تصيح فيه باشمئزاز: ابعد ايدك دى عنى، اوعى تفكر انك تقرب لى تانى، مش معنى انى سبتهم وجيت يبقي انا عشقاك هزت رأسها نافية قبل أن تتابع بسخرية: جنة فرعون ارحم من الجحيم يا استاذ مالك! كلماتها كانت كالسهم المسموم الذي انغرز في قلبه بلا رحمة! بالرغم من القوة التي كانت تقطرها كلماتها.. ولكنه لاحظ تلك الرجفة المسبقة بالبكاء التي كانت تجتاحها!
قطع ذاك النقاش القصير الطرقات العالية على الباب، لينهض مالك متجهًا له، وقبل ان يرى من الطارق كانت العصا الخشبية السميكة تسقط على رأسه لتفقده الوعى و...!
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والعشرون
سقط مالك فاقدًا الوعي، ودلف ثلاث أشخاص مفتلوين العضلات، يغطون وجوههم بغطاء اسود، امسك احدهم بمالك يزحزحونه، ثم اغلق الباب ودلف، في حين كانت شمس على نفس وضعها لم ترمش ولو للحظة، فجأة وجدتهم امامها، ولم تنل فرصة للصراخ فكمموها وفقدت وعيها هي الأخرى، حملوهم بهدوء دون أدنى كلمة ثم توجهوا بهم الى الاسفل، لتنتظرهم سيارة سوداء كبيرة، وضعوهم بها ثم اتجهوا الى مكان ما ملتزمين بالصمت...
وبعد نصف ساعة تقريبًا وصلوا إلى منطقة ما مهجورة، ووضعوهم في جزء ما من المكان يبدو كمصنع مهجور منذ زمن ورموهم بالداخل بجوار بعضهم بأهمال ثم خرجوا مرة اخرى.. ليلتفت واحد منهم اخيرًا نحو الاخر قائلاً بصوته الاجش: اوعى يغفلوا عن عينك، تقف عند الباب لحد مايفوقوا والباشا يجي نشوف هنعمل اية اومأ مؤكدًا ومن ثم اجاب بجدية: اوامرك خرجوا جميعهم تاركين مالك وشمس أسرى لم يفهموا حتى الان سبب اسرهم المفاجئ!
وبعد نصف ساعة اخرى... بدء مالك يفيق رويدًا رويدًا، عفاه المخدر من اغماء يرغب في سلب حياته بأكملها! جفنيه تعاونوا معه في استرجاعه لوعيه قليلاً، فسارع بفتحهما ليجد شيئً ما يضغط على يديه، نظر مسرعًا ليجد يديه مكبلة!؟ وبدء قلبه ينبض بعنف، عنف لم يعرفه إلا قلقًا عليها.. نعم قلقًا على تلك المسكينة التي اقحمها في عالمه عنوة عنها!
واخيرًا نظر لها ليجدها مازالت فاقدة الوعي، وما اصعبه ذاك الشعور الذي امتلكه في تلك اللحظة، عين اختلعت من مكانها لهفًا عليها.. وقلبًا لم يعد يطيق البعد فطار تاركًا اياه جثه هامدة من عشق غير معترف به! حاول الحركة بصعوبة وهو يهمس بحروف تقتطر خوفًا حقيقيًا: شمس، شمس أنتِ سمعانى ولكن لا من مجيب! لم تتحرك، لم تتململ في نومتها! بقيت فقط ساكنة!
وعند تلك النقطة شيئ ما بداخله دفعه للأسراع نحوها رغم يداه وقدماه المكبلة، ليحاول هزها بجسده مغمغمًا: شمس ردى عليّ يا شمسي ماتسيبنيش خايف كدة وكأنها بدءت الاستجابة لذاك النداء المرعوب فبدءت تفتح جفنيها بتثاقل، ليتنهد هو بارتياح قبل أن يقترب وهو يستنشق عبيرها بامتنان: رعبتينى حرام عليكِ لم تعي ما يقوله فسألته بخوف: انا فين!؟ نظر لها بنظرة لم تستطع تفسيرها من كثرة المشاعر ثم قال:.
أنتِ معايا وده المهم، مش هخلي حد يجي جمبك لو هموت! نظرت له تحاول قراءة سطور عيناه، ولكنها كانت مُلغمة بشيئ واحد فقط القلق الحقيقي! لأول مرة تلحظه يلمئ عيناه.. كيف أحتل مكان الغرور والغضب والقسوة فجأةً هكذا؟! سألته مرة اخرى بهدوء متوجس: متعرفش مين اللي ممكن يكون عمل كدة هز رأسه نافيًا قبل أن يجيبها بهمس: للأسف لأ، ولو حد ممكن يعمل كدة هيستفاد أية اصلاً!؟ تابعت بهلع بدء يسيطر عليها بعض الشيئ:.
يعنى اية، هنفضل كدة مستنين قدرنا!؟ هز رأسه نافيًا بتأفف: اكيد لأ بس عاوز أعرف مين الخاطف عشان أقدر افكر على الاساس ده نظر للأعلي وهتفت برجاء حار: ياااارب بينما ظل هو ينظر يمينًا ويسارًا عله يجد منفذًا ولكن لم يجد فنظر لها بغيظ متمتمًا: مفيش أى شباك حتى نعرف أحنا فين! وفجأة اقترب صوت أقدام فارتعشت شمس وتلقائيًا حاولت اخفاء نفسها خلفه وتشبثت بذراعه هامسة: أنا خايفة!
واجابته هو ايضًا كانت نابعة تلقائيًا بحنان لم يعرفه يومًا: متخافيش طول ما أنا معاكِ وفُتح الباب ليدلف من جعل الصدمة ترتسم على وجه كلاهما...!
قلبها كان كالحديقة الزهية التي تلفت الأنظار، غاب عنها ساقيها لتصبح أرض ذبلت زهورها واصبحت بلا فائدة! و حسام كان ساقيه! كان عاشقها الأول والوحيد! من اهتزت له دقاقتها وقرعت شوقًا له! من كان يتقافز قلبها قربًا له! ولكنه رحل! رحل كالجميع والسبب موجع بحد مؤسف، أحلامها المشؤومة التي تُرعب الجميع منها! أى عاشق هذا يترك قلبًا أرتبط به بسلاسل حديدية أبدية ليرحل مع أعتذار بسيط!؟
وقطع تلك الذكريات صوته الأجش وهو يهمس: خلود نظرت له باستهانة مرددة كأنه شيئ غريب: أيوة خلود يا، يا حسام تابع متساءلاً بهدوء متوتر من ذلك اللقاء: أزيك؟ اجابته بنفس النبرة: كويسة، عن اذنك ثم كادت تسير إلا انه اوقفها بسؤاله الغير متوقع: استني طب أنتِ رايحة فين!؟ رفعت حاجبها الايسر قائلة: وأنت مالك يخصك ف أية، أنت اللي جاى بيت مش بيتك هز رأسه نافيًا ومن ثم أكمل بجدية: لأ، أنا جاى لواحد صاحبي ساكن هنا.
وفجأة صدح صوت مراد مغمغمًا بضيق لم يستطع اخفاؤوه من نبرته: حسام، انت اية اللي موقفك هنا! نظر له حسام بهدوء، وخلود، بخوف ليجيب حسام هادئًا كأن شيئً لم يكن: انا كنت طالعلك بس آآ.. وهنا نظر مراد لخلود وللحقيبة بحدة متساءلاً: أنتِ بتعملي أية، وأية الشنطة دى وكأن السخرية مكتوبة لها اليوم فقالت متهكمة: زى ما أنت شايف، ماشية! ترحل! أتتوقع أن يتركها ترحل بعد هذا العناء!؟ ترحل وتتركه عالقًا هكذا لا يفقه شيئ!
بالتأكيد لا.. لن ينطق أحرف الرجولة مرة اخرى ولو بأحلامه إن فعلها بعد كل ما حدث! ولكن لمَ لم يتوقع رغبتها في الرحيل!؟ تلك الرغبة التي اعتقدها ستتقدم في الظهور عن هذا الوقت.. اجابها بنفس السخرية ولكن رافقتها الحدة: ومين قالك إن هاسيبك تمشي كادت تنطق إلا أنه قاطعها بصوت أمر لا يقبل النقاش: لينا شقة نتكلم فيها مش ف الشارع رافق كلامه بفعله، فأمسك بيدها واتجه للأعلي قائلاً لحسام: يلا يا حسام تعالى.
وسار بها للأعلي ولم يترك لها مجالاً للأعتراض او حتى البعد فقد كانت يده قبل كلامه تثبت صحة ذاك الكلام! اما عن حسام قد بدى عاديًا جدًا! وصلوا إلى الطابق في الاعلى، ففتح مراد ودلفت خلود اولاً ثم اشار مراد قائلاً بجدية تليق به: أتفضل يا حسام ثم نظر لخلود بابتسامة ذات مغزى واستطرد: ده حسام، صديق الطفولة يا خلود!
رفعت زينة رأسها بهدوء، لتقابل نظراته المتفحصة التي امتلأت بالأعجاب! نظرت له بتعجب من تلك الأشعة التي غمرتها فجأة منه وقالت: أسفة مكنتش مركزة ادامى خبطت فيك بالغلط ظل مثبتًا نظراته على عينيها البنية وهمس بحالمية: وأحلى غلط كمان يا قمر رفعت حاجبها الأيسر وهتفت متهكمة: لا والله! تنحنح بحرج ثم أردف بابتسامة وهو يمد يده لها لتصافحه: أنا يحيى مدت يدها وقالت بهدوء: زينة إتسعت ابتسامته وهو يتابع: تشرفنا يا قمر.
لوت شفتيها ونظرت له بضيق: أسمي زينة مش قمر قهقه بمرح وقال: ماشي يا زينة متزعليش كدة اومأت بهدوء ونظرت للجهه المقابلة وكادت تسير إلا أنه اوقفها بقوله الجاد: شكلك تعبانة، تحبي أوصلك حته، أنا عربيتى قريبة من هنا رمقته بنظرات متوجسة، ليسارع بالقول مبررًا: والله أنا مش قصدى حاجة، بس مش هتلاقي مواصلات بسهولة وانتِ شكلك تعبانة جدًا يقرأ ما بداخله وكأنه جسدها ما هو إلا عازل هش! يتفحصها ويفهمها بنظرة!؟
سحر هذا أم شاب يبحث عن أى غنيمة فقط وقد حالفه الحظ؟! هذا ما كان يدور بخلد خلود ليقول هو بهدوء خبيث: لو مش حابه براحتك، أنا كان غرضي شريف وأهو نتعرف ف الطريق واخيرًا نطقت بكلمة واحدة وهي تسير للأمام: اوكيه يلا! إتسعت ابتسامته قبل أن يقول بفحيح شيطانى لم تلحظه: يلا يا جميل وها هي قد وقعت فريسة لشباك شيطان اخر لا يعرف للرحمة معنىً!
إتسعت حدقتا عينا مالك وهو يرمق والده الذي دلف الان بذهول! هو وراء ذلك!؟ هو من تسبب له بهذا الرعب وحالة الضعف الذي اجتاحته؟! مؤكد هذا لا يعرف ما هي ( الأبوة ).. ولكن يبقي السؤال عالق بذهنه متعجب، ومندهش، مصدوم ما السبب لفعلته تلك؟! هتف والده وكأنه استشف ما يدور بخلده بمهارة: مصدوم مش كدة؟ سأله مالك بفاه فاغرًا: با آآ، جمال بيه طب أزاى! اجابه ببرود وهو يرفع كتفيه: عادى يعنى يا ملوكى مالك مصدوم لية!؟
اجابه مالك دون تردد بسخرية: أصلي كنت مفكر إن طغيان جمال بيه هيبقي مع أى حد وهيقف عند ولاده هز جمال رأسه نافيًا وقال ببرود ثلجي قهر مالك داخليًا: انا دايمًا بحب افوق التوقعات سأله مالك بصوت أشبه للصراخ: ليييية؟ اقترب منه جمال وهو يقول بتوعد خبيث: عشان أعيد اللي حصل من تلات سنين، فاكر يا حبيب بابا!؟ جحظت عيناه وبدء قلبه يدق بخوف! لا لا يدق بل يهدد بالوقوف الحتمى!
وقبل أن يهتف مالك كان جمال يشير لمن بالخارج امرًا: تعالوا يلا ابدءوا!