أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية غزالة في صحراء الذئاب

ولدت لتجد خيوط حديدية قاتلة منصبة لها في كل مكان من حولها، زجة واحدة من القدر جعلتها تلقاه، وكثرت الخيوط من حولها حتى كا ..



03-01-2022 08:38 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [16]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

صدمة، كلمة تجسد معناها أمامه بكل مراحله منذ قدومها بهيئتها تلك، واحتضانها، وظهورها المفاجئ الذي سيقلب كل الموازين في حياته رأسًا على عقب! لتزيد الصدمة ألونًا صادمة عند حضور شمس وهمسها المصعوق:
انا خلص!
والمشهد وهي تحتضنه كان كفيل لمنع الحروف من الخروج من فاهها!.
نظرت للأرضية بخجل واخراج، وداخليًا تحترق فعليًا!، والسبب مجهول؟!
ثم تنحنحت:
انا آآ.

قاطعتها سمر التي ابتعدت عن مالك لتقف تنظر لها من اعلاها إلى امحص قدميها نظرة جعلتها تتبعثر داخليًا من كم الاستحقار الذي لمحته! والاهم سؤالها المفاجئ:
مين دى؟!
كيف تجيبها وهي اساسًا لم تعتاد تلك الاجابة انا زوجته!
زاح عنها مالك الحرج عندما جذب سمر من ذراعها يسألها بحدة:
انتِ اللي اية اللي جابك هنا؟
حاولت ابعاد يده وهي تجيبه بدلع غير محبب:
اية يا بيبي منا قولتلك وحشتنى
صرخ فيها بحدة:.

اخرسي، الشويتين بتوعك دول بقوا حمضانين اوى
عقدت حاجبيها بحزن مصطنع:
تؤ تؤ اخص عليك يا مالك، ده انا مراتك بردو
واتتهم شهقة شمس المفزوعة! وعيناها تسأله ألف سؤال، زوجته!؟ كيف!؟ متى؟! لما تزوجتنى اذًا!
نظر لسمر مرة اخرى ثم قال وهو يجز على أسنانه بغيظ:
قصدك طليقتى ويلا غورى من هنا
نظرت لشمس بتحدى وسألت مرة اخرى ببجاحة:
طب مييين دى؟
إحتدت عينا مالك وقبل أن يجيبها كانت تلقي سمومها في روح شمس:.

اه اكيد دى واحدة من اياهم بتروقلك مزاجك صح
جرح أخر يُضاف لقائمة جروحها السوداء، اما يكفيها ألامه لها لتأتى هي وتزيدها؟!
نظرت له بجزع وقالت:
لا انا مش كدة ولا عمرى هكون كدة
أمسكها مالك من ذراعها بقوة ألمتها ثم قال أمرًا:
سمر لمى الدور وغورى أحسن لك
نظرت لشمس بغيظ مكبوت وقالت:
مش قبل ما اعرف مين الزبالة دى.

كادت شمس تصرخ بها لتدافع عن نفسها، إلا أن مالك وكأنه اصر أن يدافع هو عنها هذه المرة فاستطرد بحدة موجهًا حديثه لسمر:
دى مش زبالة، الزبالة اللي بيبقوا أمثالك
لم تصدق أذنيها، كلماته رنت عليها كالموسيقي الهادئة التي لم تسمعها من قبل!
بينما نظرت له سمر بحدة ثم قالت بتهديد واضح:
صدقنى هتندم يا مالك
اومأ وهو يرد ببرود ثلجي:
سمعت الكلمة دى كتيير، بس هندم فعلاً لو سمحتلك تبقي ف حياتى.

أبعدت يده ثم اتجهت للخارج وهي تغمغم غاضبة من هزيمتها، ولكن الحالية:
مش هستسلم بسهولة كدة يا حبيبي، باى باى يا ملوكى
زفر بضيق وهو يمسح على شعره الأسود هامسًا:
داهية تاخد المعفن
وما إن نظر لشمس التي لم يسمع صوتها حتى الان حتى وجدها تتقدم منه هادئة ومن ثم هتفت:
انا عايزة أتطلق يا مالك!

ركض ليجدها مُلقاه على الأرض فاقدة الوعي، لم يعرف كيف ركض صوبها ليحملها مسرعًا ودقاته تتعالي بقلق، وضعها على الأريكة في الصالون ثم ظل يدور حول نفسه بحيرة مرددًا:
اعمل اييية اعمل اييية
خبط رأسه بطرف إصبعه متأففًا:
صح هفوقها هفوقها
ركض باتجاه المطبخ ثم جلب زجاجة من المياة، يجهل سبب خوفه وقلقه!؟
خوف من فقدانها بشكل عام وينحدر هو في جوف مظلم!؟ أم خوف من نوع اخر؟
لا لا هو فقط خوف لفقدانها في منزله..

هز رأسه وكأنه يقنع نفسه بتلك الاجابة، ثم اقترب منها و رش قطرات من المياة على وجهها الأبيض الذي شحب مؤخرًا..
وبدءت هي تستعيد وعيها تدريجيًا، تحاول فتح جفنيها بتثاقل ولكن كأن عيناها لا ترغب بذاك النور الذي يهدمها!
وما إن رأته حتى حاولت النهوض مفزوعة وهي تسأله:
أنت عملت اية؟
عاد لقناعه البارد عندما وجدها بخير، فهتف بهدوء مستفز:
عملت اية يعنى يا زينتى، ما أنتِ كنتِ ادامى لو عايز اعمل كنتِ حسيتى.

نظرت له من اعلاه الى اسفل قدميه نظرة ود لو يخلعها من عينيها، وهمست:
هتفضل طول عمرك حقير
بادلها الهمس ببرود:
ومنك نتعلم يا حبيبتى
حاولت النهوض وهي تقول:
انا همشي
ولكن ترنجت مكانها وسقطت مرة اخرى على الأريكة ليتابع هو بجدية:
اهدى انا هطلب الدكتور
هزت رأسها نافية وهي تستطرد بألم سيطر على قسمات وجهها بأريحية:
لا لا انا كويسة، ماما هتلاحظ غيابي.

وكانه لم يستمع لها نهض واخرج هاتفه من جيبه ثم اتصل بالطبيب المعرفة الذي يلجأ له في هذه الحالات الطارئة:
الووو دكتور
ايوة يا استاذ زياد ازيك
بخير، حضرتك فاضي تيجي البيت عندى معلش
خير مين تعبان
لا دى آآ يعنى واحدة قريبتى تعبانة شوية قولنا نتطمن
تمام ان شاء الله نص ساعة وتلاقينى عندك
في انتظارك شكراً
الشكر لله مع السلامة
سلام
أغلق الهاتف وهو ينظر لها ليجدها تتنهد اكثر من مرة بالثانية!

هو يعذرها، بالرغم مما يفعله بها يعذرها فهى تتخطي كل المراحل التي حاولت شقيقته تخطيها مسبقًا...!

جلسا النصف ساعة كلاً منهم ينظر للأخر كل دقيقة، كل منهم تموج افكاره بضعف، زينة تحاول تخيل صورة شقيقها عندما يعلم، وهو يصارع الشعوران بداخله، شعور يؤنبه على ظلمه لتلك الفتاة، وشعور يزيده نشوة ورغبة في الانتقام، مضت النصف ساعة سريعًا وبالفعل سمعوا طرقات على الباب فنهض هو بهدوء يهندم ملابسه ثم اتجه للباب وفتحه ليرحب بالطبيب الذي يعادل عمر والده:
اهلاً يا دكتور هاشم اتفضل.

اومأ الطبيب بابتسامة هادئة، وجدوا زينة جالسة بهدوء لينظر لزياد متساءلاً:
خير اية المشكلة؟
تنحنح زياد بجدية:
كانت واقفة عادى وفجأة اغمي عليها
اومأ الطبيب ثم اقترب ليفحصها وبعد دقائق انتهى لينظر لزياد بابتسامة هادئة:
مفيش حاجة تقلق
سأله زياد مستفهمًا:
الاغماء كان بسبب اية يا دكتور؟
هز رأسه ثم نظر لزينة مكملاً:
أنا شاكك إن المدام حامل، هنعمل تحاليل ونتأكد!

كانت تجلس وحيدة على فراشها، منذ خروجها من تلك المستشفي وهي تقيم بالمنزل امتثال لأوامر الطبيب، حتى كادت تشعر انها بالسجن حقًا..!
وما يجعلها داخليًا تحترق هو تجاهل ولديها لها؟!، او حتى السؤال منهم!
وكيف تنتظر منهم الاهتمام وهي من جعلتهم يعتادوا على التجاهل!
هي الان تحصد ما جنته فقط!
وجدت جمال يدلف إلى الغرفة، تنحنحت بضيق وكأن الهواء انقطع من الغرفة..

لتجده يقترب ليجلس بجوارها ويقول بابتسامة باتت تكرهها:
ازيك يا ام العيال؟ عاملة اية؟
اجابته مقتضبة:
كويسة، خير؟
رفع حاجبه الأيسر متابعًا بتهكم:
في واحدة تقابل جوزها حبيبها كدة
غمغمت بضيق:
قول المصلحة اللي جاى عشانها على طول ياريت
اومأ مبتسمًا باستفزاز:
عندك حق، ندخل مباشر
اومأت لتنظر له باهتمام لتجده يهتف ببجاحة غير مفاجئة عنه:
عايزك تكتبي كل حصتك ف الشركة بأسمى.

حدقت به غير مصدقة، انتهت كل محاولاتها للصبر مع وصل حد جشعه لأولاده! غلي الدم بعروقها وهي تصرخ فيه بجزع:
انت مجنون، انت عارف انى كتبته باسم مالك
رفع كتفيه بلامبالاة مجيبًا:
عارف، عشان كدة أفضل إنك انتِ اللي تقنعيه، دى مليارات مش لعب عيال
هزت راسها نافية بأصرار:
ماتنساش انها كانت شركة والدى، يعنى انا حرة التصرف فيها زيي زيك.

وحلق في سماء الغيظ والكره، ولم يعد يرى امامه سوى شياطين تزين له تلك الأموال، نهض بغضب ليسألها بتحذير:
متأكدة من اللي أنتِ بتقوليه ده!؟
اومأت بتأكيد:
طبعًا متأكدة
هز رأسه وهو يتجه للخارج:
تمام، ماترجعيش تقولى إنى ما حذرتكيش بقاا!

بمجرد أن دلف مراد إلى الغرفة حتى فاجئته بسؤالها الغير متوقع تمامًا بالنسبة لها، لا بل تدخلها في حياته من الأساس غير متوقع، انحرافها لطريق مبتعد عنه هو الشيئ الصحيح، :
كنت بتكلم مين عشان كدة خرجت؟
ضيق عينيه مجيبًا باستغراب:
وانتِ مالك؟
زفرت بغضب قبل أن تزمجر فيه:
لا مالي ع فكرة
سألها ببرود وهو يعقد ساعديه مستمتعًا بذاك النقاش:
مالك أزاى بقي؟

نظرت له بتحدى، وتفوه لسانها بما تجيب به اى زوجه طبيعية تعيش حياتها بكل مراحلها وليس جزءً وجزء:
انا مراتك ماتنساش
عضت على شفتاها بندم حقيقي، اعتراها الضيق مع انه حقها!
ولكن حق لم يعطيها صاحبه مفتاحه!
بينما هو، لم يعرف يحزن ام يبتسم، يبتسم لما قرأه بين سطور عيناها من، غيرة نسائية فطرية!
ام يحزن لأنها دلفت وفرضت سيطرتها على قلبه، او بدءت تمسك مقاليد حكم ذاك القلب الذي يقرع كلما اقترب منها!
همست بارتباك:.

أنا آآ م
قاطعها بسؤاله الجاد:
من امتى اكتشفتِ انك مراتى
كادت تجيب بحزن:
لا أنا بس كن آآ
قاطعها مرة اخرى بنفاذ صبر:
عمرك ما كنتِ ولا هتكونى مراتى فعلاً، دى مجرد ورقة بينا لا راحت ولا جات
اومأت وهي تبتلع تلك الغصة المريرة في حلقها، هي من تسبب في فك القيود التي بنتها بينهم، لتأخذ المقابل اذًا!
رفع اصبعه في وجهها بتحذير:
اوعى تدخلى في حياتى مرة تانية
اومأت وقد ترقرت الدموع في عينيها بلمعة غريبة:
أسفة.

أولاها ظهره متجهًا للخارج بخطوات هادئة دون أن يرد عليها، ليجد الباب يطرق، اقترب منه ليفتح حتى وجدها تأتى خلفه، نظر له بطرف عينيه وقال أمرًا:
ادخلى جوة ماتطلعيش غير لما أقولك
اومأت بهمس قلق:
حاضر
دلفت هي فأكمل هو سيره وفتح الباب، حتى صدم من...

كانت شمس تجلس في الصالون، من المفترض أنها تشاهد التلفاز، ولكن يبدو أن التلفاز هو من يشاهدها وانقلبت الأية!
نظراتها هائمة تحدق بلاشيئ، وقفزت لذاكرتها ما حدث وزاد من تعجبها..
فلاش باك
أنا أسف
قالها بهمس رقيق، ولكنه سقط على اذنيها كالصاعقة الرعدية التي زلزلتها داخليًا، الكثير من المشاعر المختلطة اجتاحها عند تلك اللحظة!

لقد تحقق المستحيل، جبلها الشامخ الذي منذ ان عرفته لا يهتز، اليوم اهتز وليست هزة عادية، بل لها هي!؟
وكأنها لم تستوعب فقالت ببلاهة:
أية!؟
والأغرب فعليًا تكراره لأسفه:
أسف، أسف
أغمضت عينيها تحاول السيطرة على رفرفة اجنحتها ثم استطردت:
على اية ولا اية
تنهد وكأن شخصية اخرى هي من تسيطر عليه الان واجاب:
على كل حاجة، بس صدقينى فعلاً انا مش عارف اية اللي بيحصلى وانا معاكِ.

ونظر لها نظرات ادهشتها، نظرات ممتلئة بالحنان، الهدوء، الأسف، والاعجاب!
ام انها فسرتها خاطئة؟! اكيد نعم!،
مد يده يتحسس وجهها مرة اخرى برقة وهو يهمس بالأخيرة:
تعبتينى معاكِ يا، شمسي
لا لا من المؤكد أنها تحلم، شعرت وكأنه جوف من الحنان فُتحت ابوابه الان فقط!
ابتلعت ريقها بتوجس وقالت بما لا يتناسب مع ذلك الموقف:
انا خايفة
ضيق ما بين حاجبيه وسألها:
من اية؟
اجابت بلا تردد بطفولة محببة:
منك، أنت بتتحول.

ضحك بقوة على جملتها، للحظات شعر أنها طفلته وليست زوجته!،
تحمل من البراءة ما يكفي لأعوام، بينما هي سرحت في ضحكته الجذابة، كيف لم تلحظ وسامته تلك من قبل!
استفاقت لنفسها على صوته الخبيث:
اول مرة ألاحظ انى حلوو كدة
احمرت وجنتاها بخجل، لقد شرح ما عليه حالها، ولكنها تصنعت عدم الفهم وهي تقول:
مش فاهمة!
اجابها وهو يقترب من عينيها الرمادية:
ده اللي ظاهر في عينيكِ.

نظرت للجهه الأخرى لتهرب من اختراق عينيه ثم نهضت مسرعة تقول بتوتر:
الاكل اتحرق
باك
تسللت الأبتسامة لثغرها بمجرد أن تذكرت ما حدث تلقائيًا، قطع شرودها صوت طرق الباب الذي باتت تكرهه، لتنهض بهدوء متجه له، فتحت فلم تجد اى شخص نظرت يمينًا ويسارًا ثم اتكأت واخذت الظرف الذي لمحته على طرف الباب تتساءل بتعجب:
ده اية ده!

اغلقت الباب ثم بدءت تفتحه بهدوء لترى ما به، لتجحظ عينيها بصدمة من هول ما ترى وكأن الصدمة حليفتها فقط!

03-01-2022 08:42 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [17]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

دوامة من الأفكار عصفت بها لتجعلها تكاد تشعر بالدوار، صورة لتلك التي تدعى سمر ومالك في أوضاع مُخلة، وتحت بخط اليد..
قولت أبعتلك ذكريات لينا أكيد اشتقت لها زى ما أنا اشتقت لها، فاكر دى أمتي يا ملوكى؟ يوم صباحيتنا، وحشتنى
حبيبتك سمورة
الدماء تحترق داخل أوردتها؟!، لا لا ما تشعر به الان اسوء من ذلك، معشوقته تغازل زوجها!

وكأنها استوعبت تلك الكلمة الان بكل ما تحمله من معانى في طياتها، من غيرة فطرية وحقد ل درتها!
في نفس اللحظات وجدت مالك يتقدم منها بهدوء حذر ثم سألها:
مين اللي كان هنا؟
لم تعرف ما الذي دفعها لتخبئ ذاك الظرف خلف ظهرها بحركة مباغته، ثم نظرت واجابت متوترة:
آآ ده آآ ده ال الزبال كان بياخد الزبالة
نظر لها بنصف عين متساءلاً:
متأكدة انه الزبال يا شمس
اومأت بسرعة وهي تقول بسخرية مصطنعة:
اه اكيد امال هيكون اية يعنى.

أقترب منها ببطئ وهي تفرك يدها التي تحمل الظرف اكثر وكأنها تلومها على تلك الحركة، بينما شيئ ما بداخلها سعيد بهذه الحركة!
سألها بصوته الأجش:
أنتِ مخبية أية ورا ضهرك؟
تصاعدت الدماء لوجهها بخوف، شعرت انها تحلق في سماؤوه هو التي لا رحمة فيها الان!، وهي من زجت نفسها بها..
هزت رأسها وحاولت إخراج صوتها مليئ ببعض الثقة:
مش مخبية اى حاجة
نظر لها بعينين ممتلئتين بالثقة الحقيقية وتابع:.

كدابة، مخبية حاجة، للأسف عنيكِ فضحاكِ دايمًا
جهلت كيفية الكذب عليه، ولأول مرة تبحث بين جنبات عقلها عن كذبة تحاول النجاح فيها، ولكن فشلت! فصمتت..
بينما استطرد هو بجدية:
شمس، أنا حفظتك خلاص، بطلى كذب وطلعى اللي أنتِ مخبياه
فغرت فاهها بصدمة، فهي الان وكأنها شفافة امامه، يكتشفها بهذه السهولة!
وفي لمح البصر كان يختطف منها الظرف بابتسامة منتصرة وهتف:
اخدته بردو.

بينما تحول وجهها لألف لون ولون، وكأنه بكل يظهر التوتر اكثر واكثر..
فتح الظرف أمامها وهو ينظر لها بين كل حين ومين، صُعق من تواجد تلك الصور معها هي!
أستفاق من صدمته سريعًا وقال متساءلاً بذهول حقيقي:
جبتِ الصور دى منين؟
رفعت كتفيها وردت وهي تنظر للأرضية وكأنها تحدثها:
معرفش
صدح صوته صارخًا فيها، وكأنه قد علم بالوسيلة الوحيدة التي تجدى نفعًا معها:
انطقي جبتِ الصور دى منين؟

إبتلعت ريقها بازدراء وحاولت النطق مبررة:
أنا فعلاً معرفش هما جم منين
سألها مسرعًا بصوت حاول اخراجه هادئًا:
امال وصلوا ازاى لأيدك الصور دى
سارعت بالقول:
والله الباب خبط ولاقيتهم ادام الباب، لكن حتى ماشوفتش الشخص اللى جابهم
اومأ بريبة وعاد يسألها وكأن دوره السؤال فقط:
خبتيهم لية أول ما جيت؟

هذه المرة لا يمكنها التبرير، وعجز لسانها عن النطق وكأنه لن يطاوعها على كذبة غير معترف بها ولكن استطاعت السيطرة عليه بنطقها الكاذب:
عشان خوفت تتضايق
جهر القلب باعتراض، وكأنه يسألها الاعتراف!
ولكن لما تخفي عن نفسها السبب، غيرة بالفعل، غيرة فطرية من اى مرأة تجاه من يهتم بها أو معجب بها، ليست غيرة بدافع، الحب!
هذا ما اقنعت نفسها به وهو يحدق بها يحاول أن يستشف ما يدور بخلدها فسألته ببلاهة:
في اية؟!

أشار بأصبعه في وجهها محذرًا وتشدق بقسوة قائلاً:
ماتتدخليش ف حاجة تخصنى، وياريت ماتنسيش أنتِ هنا لية
ألم جديد داعب جرحها الذي لم يشفي بعد، لتغلق جفنيها امره إياهم بعدم السماح لتلك القطرات بملامسة وجنتاها، ليزمجر فيها هو بحدة:
مفهوم كلامى
اومأت برأسها مسرعة لينظر لها من اعلاها الى اسفل قدميها وهمس بغيظ:
غبية
ثم غادر متجهًا إلى غرفته تاركًا اياها تلعن اليوم الذي اعتقدت فيه انه سيتغير ولو قليلاً...!

صُدم مراد من تواجد والدة خلود التي كان يظهر على قسمات وجهها الغضب جليًا، وكأن الشياطين فقط تتقافز امامها الان، وأتي هو ليزيد الطين بلاً كما يقولون ليسألها ببلاهة:
مين حضرتك؟
اجابت بصوت عالى وحاد:
اه ما أنت متعرفنيش، هتعرفنى ازاى وانت ماجتش تطلبها من أهلها زى الناس عشان تشوفنا
وصل له مقصدها على الفور، ولكن مع وصوله انهارت كل مخططاته!
كيف أتت لهنا ومتى؟! ومن أخبرها؟!

مؤكد ذاك الأحمق الذي يدعى اخاها، حاولت إستنساخ صورة جيدة عنه لها فقال بتهذيب:
طيب من فضلك تهدى شوية
صرخت فيها بحدة وهي تشير بيدها:
أنت مجنون، عايزنى اهدى وبنتى في بيت واحد منعرفش عنه حاجة
للأسف أبنك عارف كل حاجة
قالها في قرارة نفسه بغضب حقيقي، ولكن كتمه وهو يتابع بهدوء:
طب أتفضلى نتكلم جوة بالهداوة
دلفت وهي تنادى بصوت عالى:
خلود، تعالى هنا يا بنت بطنى يا تربيتى يا محترمة يا حبيبتى.

كانت خلود بالداخل ترتجف، تخشي تلك المواجهة الأن، لم تكن ولن تكن مستعدة لها ابدًا، هذه المواجهة لن تجدى سوى خسارة أهلها، وللأبد!
خرجت بخطوات مترددة، تقدم واحدة وتؤخر الاخرى، إن خيروها بين الموت وهذه المقابلة ستختار الموت بلا تردد
وما إن رأتها والدتها حتى اقتربت منها مسرعة، ومدت يدها لتصفعها إلا أن يد مراد كانت الاسرع لتمسكها قبل أن تصل لوجه خلود التي اغمضت عينيها بخوف، فغمغم مراد معتذرًا:.

أنا أسف، بس مبحبش حد يمد أيده على مراتى
كادت تصرخ به مرة اخرى إلا انه قاطعتها بصوت هادئ اجبرها على الإنصات له:
ارجوكِ اسمعينى، انا عارف أن الموقف وحش وإنك من حقك تتقهرى مش تزعلى بس، وأنك ممكن تعملى كتير، لكن أنا بعتذر لحضرتك مع انى عارف إن الاعتذار مستحيل يفيد، بس عشان خاطر اى ذكرى حلوة لخلود عندك سامحيها وسامحينى
ينصب الخيوط ليتمكن منها، يطلب السماح ليفعل ما يشاء!
على عكس توقعاته قالت بسخرية:.

لا والله، والمفروض انى اقولك خلاص يابنى مسمحاكوا تعالى يا بنتى ف حضنى
هزت رأسها نافية بقوة:
لا، انا عمرى ما توقعت اللي حصل ده منها هي، الضربة جاتلى ف نص قلبي
كانت خلود تبكِ بصمت، تبكِ على مصيبة قدمت لها على طبق من ذهب، على عقاب على شيئ هي لم تتخيل حتى ان تفعله!
نظرت لوالدتها واخيرًا وياليتها لم تنظر لتقابل تلك النظرة القاتلة وحاولت التبرير:
ماما صدقينى انا آآ..
قاطعتها والدتها بعنف وغضب هادر:.

بس اوعى تنطقي ماما دى تانى، انا مش امك ابدًا
استدارت وهي تشير لها بصوت آمر:
يلا تعالى ورايا
كادت خلود تسير خلفها بالفعل وتتمسك بطوق النجاة، ولكن نظرة مراد التحذيرية ذكرتها بكل شيئ لتتجمد قدماها في الأرض، فقال مراد بجدية:
انا اسف مرة تانية، مراتى مش هتروح حته بعيد عنى، والقانون يسمحلى بكدة
اومأت والدتها بغيظ حقيقي وقالت موجه حديثها لخلود:
يعنى مش هتيجى؟

نظرت خلود للأسفل بأسف حقيقي، لتزمجر والدتها بما هز كيانها:
خليكِ براحتك، خليكِ بس قلبي وربى غضبانين عليكِ ليوم الدين
واستدارت لتغادر على عقبيها، ثم صدع صوت الباب خلفها، لتنهار خلود على الفور وهي تشهق بصوت عالى، لقد انهار كل شيئ وانتهى الأمر، اتم انتقامه!
ظلت تضربه بقبضتيها على صدرها بقوة صارخة فيه بهيسترية:
انت السبب، انت السبب في حاجة
امسك يدها بهدوء يقول مهدئًا:
اهدى، اهدى ارجوكِ.

تابعت الصراخ بأكثر حدة حتى شعرت أن احبالها الصوتيه ذُبحت حرفيًا:
ماتقوليش اهدى، منك لله مش مسمحاك
احتضنها ليهدأها، يحتويها، يعتصرها بين ذراعيه عله يسحب منها تياراتها السالبة، ثم همس بجوار اذنها بما اذهلها:
أنا اسف، انا بحبك.

الصدمة حرفيًا لم تعد نافعة عما كان يشعر به زياد من هول كلمات ذاك الطبيب الذي دمر أنتقامه لتصبح هي التي انتقمت واذهلته وليس هو، ولم تكن هي افضل حالاً منه ابدًا، فقد كانت حدقتيها متسعتين، وفاهها فاغرًا حتى شك بهم الطبيب فقال متساءلاً:
في اية يا جماعة مالكم؟
حاول زياد مداراة تلك الصدمة سريعًا بابتسامة الصفراء:
مفيش يا دوك، شكرًا لتعبك
اومأت الطبيب بهدوء ثم تابع وهو يمد يده له ب الروشته:.

دى ڤيتامينات عشان لو طلع حمل فعلاً تاخدها، وانا اخدت منها عينة هعمل التحاليل وتيجى تستلم النتيجة النهاردة بليل كدة
اومأ زياد، ثم سأله بجدية:
مينفعش اعرفها من حضرتك ف التليفون ف اسرع وقت
اجاب مؤكدًا:
اكيد، ساعتين بالظبط واتصل اكون اتأكدت وقولتلكم، وألف مبروك مقدمًا
اومأ زياد وبداخله يغلي:
الله يبارك فيك، شكرًا
العفوا.

قالها ذاك الطبيب الذي اشعل الاجواء وهو يلملم ما يخصه، انتهى ثم حمل حقيبته وغادر بهدوء يوصله زياد لباب المنزل، ذهب الطبيب لترتجف زينة مكانها خوفًا من رد فعله الصادم..
لتجده يقترب منها بهدوء مخيف:
ابن مين؟
هزت رأسها نافية بتوجس وقالت:
معرفش
سألها مرة اخرى ولكن بصوت اقوى واعلى:
بقول ابن مييين، غلطتى مع مين قبلي
بادلته الصراخ بجرأة لم تعرف من اين أتتها:
انت كنت اول واحد تلمسنى وانت عارف
هز رأسه نافيًا بسخرية:.

الطب ماخلاش لحد حاجة
جحظت عيناها بصدمة قائلة:
يعنى اية!؟
لم يجيبها وانما اقترب منها فجأة يضربها بعنف، يخرج كل طاقته السلبية في ضربها، لم يأبه لصراخها ولا استنجادها بأى شخص، لم يكن يرى سوى خداعه امامه، حتى شعر بها جسد لا روح به، تنزف من شدة ألامها وجروحها!
هز بقلق عارم:
زينة!
ولكن، لا مجيب، سكون غريب يتبعه صرخته من اعماقه بخوف حقيقي و...

بس مش كتير كدة اللي هيحصل يا جمال بيه
قالتها سمر التي كانت تجلس هي وجمال في نفس الكافيه الذي شهد مخططاتهم الدنيئة لتدمير مالك!
تضع قدم فوق الأخرى لتظهر نصف قدميها البيضاء، بينما هو يجلس وقد رُسم الغيظ والغضب على محياه..
هز رأسه نافيًا وهو يجيبها بزفرة قوية:
لا مش كتير، انا ادرى
نظرت له بنصف عين وكانها تؤكد عليه انه يظل أبنه:
بس دى حاجة مش سهلة على مالك يا جمال بيه
تأفف وهو يصيح فيها بحنق ؛.

يووه، انتِ هتقرفينى يا سمر
هزت رأسها متابعة بهدوء حذر:
انا بفكرك انك كدة عملت حاجة كبيرة مش سهلة، يعنى مش مجرد قرصة ودن
اومأ وهو يؤكد بخبث:
ايوة وهو ده اللي انا عاوزه
رفعت كتفيها مستطردة بقلة حيلة:
ماشي اللي يريحك يا جمال بيه
اقترب من المنضدة قليلاً وهو يخفض صوته مشيرًا لها بهمس يشبه فحيح الأفعي:
اسمعى بقا اللي هقوله كويس
نظرت له واومأت بابتسامة:
كلى اذان صاغية يا برنس.

وبدء يقص عليها خطته التالية، التي لم يراعى في قوانينها أنه يظل من لحمه ودمه!
ولكن الجشع لا دين له!، ..

كان مالك في غرفته، تحديدًا على فراشه المتوسط، يتسطح بأريحية وهو يحتضن تلك الصور بين ذراعيه، تهاجمه الكثير من الأفكار بلا رحمة..!
وكأن سهم تلك الشيطانة قد اصاب مكانه الصحيح، ليجعله يتردد ولو قليلاً!
كانت ذكرياتهم معًا تعوم في ذاكرته قاصدة الحنين لزوجته القديمة!
همس بحرارة وهو يتحسس تلك الصور وكأنه يشتكى لها:
مش عارف أعمل أية مخنووق.

وكأن الاجابة كانت ذكرى لوعد قطعه على نفسه لتلك الملعونة، وعد زاد من موجه الامل للعودة لها..
عمرى ما هبعد عنك ابدًا يا سمر مهما حصل طول ما فيا نفس
ولكنه الان ابتعد!، ابتعد وانتهى الامر..
ولكن ماذا سيحدث إن عاد لها مرة اخرى؟!
لن يحدث شيئ!
بينما في الخارج شمس لم يكن حالها افضل منه، تكاد تبكِ وهي تتذكر كلامه الجارح لها، كيف اعتقدت انه تهاون قليلاً، من مجرد ضحكة منه سقطت لسابع أرض مرة اخرى!

صدح صوت عالى تعلمه جيدًا بالأعلى، نهضت بترقب تجاه باب المنزل وفتحته بهدوء وسارت على اطراف اصابعها لتتلصص لتسمع ما يُقال...
وبالفعل النداء كان لها، ولكن، يا ليتها ما سمعت ما قيل..
وسقطت مغشية عليها من هول ما اخترق اذنيها بلا رحمة!

03-01-2022 08:44 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [18]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية غزالة في صحراء الذئاب
رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

صوت إصطدام قوى في الخارج ازعج إنفراده بنفسه، فنهض مسرعًا للخارج، ألف فكرة وفكرة تداهمه حول شمس..
وصل ليجد الباب مفتوح، اسرع للخارج ليراها مُلقاه على الأرض فاقدة الوعى، سقط قلبه ارضًا لجوارها قبل جسده، وجحظت عيناه وهو يجلس في مستواها يناديها بهلع:
شمس، شمس فوقى.

لكن لا مجيب، غابت في عالمها الخاص الذي لم يسلب منها ما تحبه، وضع يده أسفل ركبتيها والاخرى اسفل رقبتها ليحملها متجهًا للخارج مرة أخرى، وضعها على الأريكة وركض للمطبخ ليجلب زجاجة ماء ثم جلس لجوراها مرة اخرى، يصعب عليه تحديد ما يشعر به الان، ولكن يتمثل في شرارات هلع و، خوف!

رش عليها قطرات الماء وكأنه مع كل قطرة يدعوها أن تسرع في الاستيقاظ، واخيرًا بدءت تحرك جفنيها بتثاقل، حركتها تلك جعلت أنفاسه تنتظم ولو قليلاً، ظل يلمس وجنتاها بملمس يده الخشنة ونظراته ترجوها قبل لسانه أن تفتح عيناها:
أفتحى عينك، خلى شمسي تظهر
وكأنما جفنيها أستجابا النداء، لتشرق عينيها الرمادية بشمسها المشعشعة معلنة عن بدء رحلة جديدة، قد تكون مفعمة بالعذاب!

وبمجرد أن رأت وجهه، كانت رسالة لها بأنها قد عادت لهذا العالم، وٱرتكزت تلك الجملة التي قطعت نياط قلبها متفننة في تسبب الألم الشنيع لها..
أبوكِ مات يا شمس، مات وسابنا لوحدنا الديابة تنهش فينا
تركهم بالفعل!
تركهم بلا عودة معلنًا إنهدام حصونه الروحانية!
تركهم الدافع القوى للصبر والبريق اللامع للإيمان!
نهضت مسرعة وهي تصرخ بجزع حقيقي:
لالالالالالا بابااااااااااا.

صرخة كادت تهز جدران المنزل، ممتلئة بالألم الحقيقي، الألم الذي نبع منها بوضوح وكأنها لا طاقة لها لتخبأه بعد الان!
دموع، لا لا شلالات أقل ما يُقال عنها، عصفت بعينيها، لتدميها بحزن تعمق منها بحق، تتبعها شهقات متتالية وهي تود القيام ؛
لا لا بابا ماسابنيش، لا مش هيسبنى بسهولة أغرق لوحدى
كلماتها نابعة من عقلها قبل قلبها، بالفعل وكأن طوق النجاة ابتعد عنها لتهوى في عرض البحر، وحدها!

أمسكها مالك من ذراعيها محاولاً تهدأتها وقد قرع قلبه بفزغ حقيقي على حالتها تلك، حالة جديدة يكتشفها فيه ولكن أضغف واسوء..
همس برجاء حار لأول مرة يجتاح نبرته الرجولية الجامدة:
شمس اهدى، حصل أية!؟
تهدئ!
هي لن تعرف للهدوء معنًا بعد الان، مات من كان يبعث في روحها الهدوء..
نظرت له بعينيها الحمراوتين وهي تصرخ فيه بحدة مفرطة:
ابعد عنى اوعى ايدك
لم يستجيب لكلامها وهو يهز رأسه نافيًا بأصرار:.

اهدى الاول، مش هسيبك بحالتك دى
حاولت إفلات يداها من قبضته وهي مستمرة في الصراخ بوجهه بهيسترية:
ابعد عنى، ملكش دعوة بياااا انت السبب
سألها وقد بدء غضبه في الظهور:
انا السبب ف اية أنتِ اتجننتِ
لم تكف عن محاولة تحرير نفسها من بين يديه، لتنوح بصوت جمع فيه مقاومتها وصراخها:
باباااا مااااااااااات، مااااات وسابنى لوحدى
الان فقط فهم سبب ذاك الأنهيار، ولكن لم يكن يتخيل أن والدها يعنى لها كل هذا!

أن كل هذا ال، الالم والحب سيتدفقا منها معًا له فقط!
ربما لأنه شعور فطرى لم يشعر به يومًا نحو والده..
وهي لم تكن في وضع يسمح لها بالانتظار حتى يستوعب ما رمته به فابعدت يدها بقوة لما تعرف من أين اخترقتها لتهرول للأسفل غير عابئة بمناداته ولا ركضه خلفها!

تناقض ما بين شعوران يشعر بهم زياد الان، شعور ينهره، أنت من فعلت بها ذلك يا احمق، دمرتها والان قلبك يهرع هلعًا إليها خشيةً فقدانها!
وشعور المنتصر المتلذذ بتعذيب معذبته السابقة، التي فاجئته بضربة في منتصف قلبه مميتة!
احداهما نابع من القلب، والأخر مؤكد نابع من العقل الشيطانى..
ملقاه امامه لا حول بها ولا قوة، يهزها، يضربها برفق، يحاول أن يعيدها لوعيها! ولكن لما الرفق الان، لقد انتهى كل شيئ!

ظل يصرخ بهيسترية مرددًا:
زينة قومى، مينفعش يجرالك حاجة دلوقتِ، لسة ماصفيناش حسابنا
وبالطبع لن ترد، نهض مسرعًا ليجلب زجاجة من المطبخ وبداخله أمل أن تكون فقدت الوعى فقط من الألم!
ظل يرش الماء بكثرة على وجهها وهو يردد دون وعى:
فوقي بقا، فوقي أرجوكِ
لم يكن يعلم تحديدًا لما يرجوها!؟ ليكمل إنتقامه الذي لم يتحقق نصفه حتى، ام..
لا لا هو فقط من اجل انتقامه المحتوم.

اومأ وهو يؤكد ذلك لنفسه، بدءت تتأوه بخفوت وهي ترمش بعينيها، ليهمس هو بحماس محركًا اياها:
ايوة قومى يلا يا زينة
ومن دون قصد ضغط على جرح ما سببه هو له عند ظهرها لتصرخ هي من شدة الألم الحقيقي الذي شعرت به:
آآه كفاية ضهرى
ابعد يده مسرعًا وهو يغمغم بخشونة:
مش قصدى
بدءت تحاول الجلوس وهي تبكِ، تبكِ من الألام التي تحيط روحها قبل جسدها، روحها التي زُهقت من كثرة التعذيب المقصود منه او الغير مقصود من أهلها!

تقدم مرة اخرى وكاد ينطق إلا انها تزحزحت للخلف هاتفة بخوف لأول مرة يلمع في جوف عينيها:
لأ ارجوك كفاية مش قادرة هموت
نهض ممسكًا بيداها ليرفعها للأعلى، لن يهتز شعور الشفقة لها مرة اخرى..
او يمكن هذا ما أقنع نفسه به!
جلست على الفراش وهي تأن بألم لمس روحه بحق، نظر لها محذرًا وقال:
خليكِ هنا هروح اجيب الاسعافات الاولية واجى تانى
اومأت بطاعة اكتسبتها من الالم، طاعة لم تعرفها يومًا!.

تقدم بعد دقيقة منها حاملاً بيده علبة الأسعافات الأولية، وجلس بجوارها وبدء يداوى جروحها، تحت نظراتها المتعجبة، أهو مجنون أم حنون!؟
الفارق نقطة!
يؤلمها بتفنن ليعالجها!؟
وصدح صوت هاتفه معلنًا اتصال من شخصًا ما، تأفف وهو ينهض متجهًا لهاتفه، ليرى أسم الطبيب يلمع امامه على شاشة هاتفه، ولمعت معه شرارات الغضب التي كُتمت للحظات..
بدأ قلبه يدق بصخب، هل مرت الساعتان بهذه السرعة؟!

ابتلع ريقه ورد على الهاتف بهدوء حاول إختلاقه:
الووو يا دكتور
ايوة يا استاذ زياد
التحاليل اتعملت بسرعة كدة؟
انا مابستعجلش كدة إلا ف الحالات الطارئة
اية النتيجة؟
أنا أسف، بس طلع شكى غلط، مدام زينة مش حامل، الاغماء كان نتيجة لتعرضها للأرهاق بس
ويا ليتها كانت حامل بالفعل!
سيجد مبررًا لفعلته، ولكن الان ما المبر!
سمع صوته المُصر على صدمته:
بس يؤسفنى اقولك حاجة اسوء
حاجة اية؟

من التحاليل أكتشفنا إن مدام زينة مدمنة مخدرات!

محدقة به ببلاهة فطرية في موقف كهذا، يحبها!
هي سمعتها بالفعل لم تكن تحلم، قلبها الذي رفرف بأنتصار أكد لها!
عيناه ونظراته الثاقبة أكدت لها!
دقاته التي تشعر بها أسفل يدها تدق بصخب لتشعرك أنها على وشك التوقف!
كلها دلائل مؤكدة على ما قاله لتوه، ولكن ماذا عنها!؟
وكأنه استشف ما يدور بخلدها فأراد معرفة تلك الاجابة:
مالك؟!

انتشلها من صدمتها المؤقتة لتلاحظ الوضع التي هي به، اعتدلت سريعًا في محاولة للأبتعاد عنه، عن أى لمسة منه!
وقفت مقابله تقول له بهمس:
أنت مجنون
رفع حاجبه الأيسر مجيبًا بمشاكسة:
مجنون بيكِ
عادت لحدتها وهي تهتف مزمجرة:
لتكون مفكر أن هصدق كلامك التافه، وأسكت عن اللي أنت اتسببت فيه بينى وبين ماما!؟
هز رأسه نافيًا وقال بإتزان رجولى يليق به:
أنا مبعملش كدة عشان أنسيكِ اللي حصل، لأنى مغلطتش لما طالبت بحقي في مراتى.

مراتى!
كلمة داعبت مشاعرها المحصنة بسلاح التهديد للأختراق والتوغل داخل خلاياها!
معه حق!، ولكن فعلت هي معه بالمثل، هذا حق لم تأذن له به!
وكأنه تذكرت فاستطردت بجدية شابتها الحدة:
لأ، أنا مش مراتك، احنا بينا حتت ورقة لا راحت ولا جات، ماتتدخلش تانى فيا ابدًا
أغمض عينيه بقوة يهدئ ثورته، وصله مغزاها من ترديد نفس كلماته..
ارادت ان تسدد له الصاع صاعين، ولكن هنا، في منزله وفي مملكته..

هو فقط من يحكم ويتجبر، لا يرد له اى شخص ما فعله!
نظر في عينيها بقوة وتابع:
لأ، أنا اتدخل براحتى، انا هنا الراجل والحاكم والمتجبر، مش أنتِ
اى ظلم هذا الذي يتفوه به علنًا،!
نظرت له بقوة مماثلة وقالت:
انا مش تحت أمرك، أنت قولت كلمتك بحبك، وانا بقولك، بكرهك يا مراد
ثم استدارت لتغادر والغضب لم يكف عن ملاحقتها، لا تعرف جملتها صادقة ام كاذبة ولكنها تشعر انها انتقمت بها!،
ليهمس هو بابتسامة غريبة:.

طول عمرك بتقولى كدة وقت الغضب، يا ليلاي!
هو لم يقصدها هي، لم يرها هي!
كان قناع الحب واهى امام عينيه، لم يرى خلود، بل كانت ليلى!

جيتِ يا أمي..
هتف بها تامر شقيق خلود وهو يترقب والدته التي دلفت لتوها الى المنزل، رؤية ملامح وجهها تتشبع الغضب، والألم، والحسرة والحزن معًا،
تبعث بداخل روحه شعور الأنتصار لتحقيق ما اراد، هو فقط اراد هذا، اهتزاز صورتها امام اغلى شخص...!
كما اهتزت صورته هو امام حبيبته عندما فشل في الدفاع عن حبهمها كما هُيئ له!
لتجلس والدته بجواره بهمدان مغمغمة:
وياريتنى ما جيت
سارع بالقول مسرعًا:.

بعيد الشر عنك يا ست الكل، انا حبيتك تروحى عشان تطمنى عليها وتشوفى بنفسك أنها رافضة الرجوع تمامًا
اومأت برأسها موافقة وهي تردد بحسرة:
حتى انا رفضت تيجى معايا
نهض وهو يفتعل الغضب بهدر:
ياريتك كنتِ سبتينى أموتها بأيدى واغسل عارنا
هزت رأسها نافية بسرعة وهي تقول بحزن شابه العاطفة الأمومية:
لا، هي اختارت طريقها واتجوزته، مش عايشة معاه بالحرام، لكن ده مش هيقلل من غضبي عليها للممات
اومأ بهدوء مصطنع واستطرد:.

معلش يا أمي، ربنا يعوضك خير
اومأت متمتمة:
ان شاء الله
ثم نهضت متجهه لغرفتها وهي تجر جسدها بصعوبة، ولكن فجأة توقفت وهي تنظر ل تامر متساءلة:
لكن مقولتليش أنت جبت عنوانها منين
لم يكن هذا السؤال متوقع ابدًا..
سؤال داهمه ليفتت جمعه لنفسه، اعتقد أن الصدمة ستلهيها عن هذا السؤال!
ولكن فشل!
حرك لسانه بصعوبة مجيبًا بتوتر:
آآ أنا آآ جبته بطريقتى يا أمى
و...

كانت شمس تقف امامه والدتها في صالة منزلهم جامدة، بلا حراك، الصدمة كثرت ووالدتها تؤكد لها ما سمعته، منهارة حرفيًا!
الصدمة كثرت والتماسك انتهى!
اى تماسك هذا، لقد تفتت روحها لقطع متناثرة هنا وهناك، ولكن دموعها تأبى النزول، تأبى الضعف، بالرغم من تقطع قلبها داخليًا، يأمرها بالانهيار بالتعبير عن ذاك الالم..
ولكن لا من مجيب، هذا الصمت اكبر من عذاب الانهيار!
حاول مالك هزها برفق وهو يقول:.

شمس، شمس ردى عليا عيطى زعقي اصرخى اعملى اي حاجة
لا ولن ترد، تمسكت بالصمت الذي اعتصر قلبها بقبضته، يأمره السكووون!
هنا قالت والدتها من بين شهقاتها:
اخرج برة، انت اية اللي جابك هنا برررررة مش عايزين حد
كز على أسنانه بغيظ حقيقي، لولا حالتهم تلك التي تقيده، لكن رد عليها رد لاذع، ولكن التزم الهدوء بقوله:
لو سمحتى تهدى انا آآ...
قاطعهم صوت يعرفونه جيدًا، ولربما يكرهونه، يقول برفق غير محبب:.

ماسمعتش، ياريت تنصرف وانا هاعتنى بأهلى بطريقتى!



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
ارتفاع أعداد المصابين في فرح «غزالة» لـ39 شخصاً.. والداخلية تكشف التفاصيل بعد القبض على «أبو العروسة» Moha
0 431 Moha
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﷺ dody
0 432 dody

الكلمات الدلالية
رواية ، غزالة ، صحراء ، الذئاب ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 07:28 مساء