أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية عندما يعشق الرجل

مقدمة الرواية - تعريف الشخصياتعائلة رشاد السيوفىزوجته (فيريال ) لديه ثلاثة أبناء1-محمود زوجته (كوثر)ابنه(مالك )2-سليم تز ..



26-11-2021 01:37 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [10]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الحادي عشر

الجزء الأول
قبلها بشوق جارف ...لم يبعدها عنه الاطلبا للهواء ...
-اشتقت إليك... قالها أسامة بانفاس لاهثة وهو يبعد شفتيه عنها ...
نظرت دينا إليه بصدمة وذعر حتى ان مقلتيها كادتا ان تخرجان من مكانهما من صدمتها ...
ظل ينظر إلى عيناها بهيام وعشق كم عشقها وسيظل عاشق لها إلى آخر نفس فى عمره فيكفيه بعدا عنها ... اما هى فكانت نظراتها مرتجفة مصدومة ... صدمتها جعلت لسانها يشل وبسرعة ابعدته عنها بيدين مضطربتان مرتجفة ...وركضت بسرعة وهى تلهث جراء المشاعر التى أشعلت جسدها الخامد منذ زمن طويل ...ركبت سيارتها وانطلقت بأقصى سرعة لديها
نظر إلى آثارها بأعين حزينة ...وذهب وهو مطاطا الرأس

وقف أمام شرفة غرفته المفتوحة وهو ينفث دخان سيجارته ...خالعا سترة البذلة وقام بفتح نصف أزرار القميص الأبيض الذى يرتديه ...عيناه كانت جامدة ...يعلم انها عنيدة لكن لم يتوقع اسلوبها الفظ ولا طريقتها ...كم احزنه ذلك ...ولماذا هى ترفضه ...وهل هو شخص يرفض ...لقد قابل الكثير والكثير من الفتيات وكلا منهن كانت تتمنى نظرة واحدة منه ...لقد كان دائما الرجل الذى تتمناه اى فتاة ...وسيم ...طويل القامة وصاحب جسد رياضى دائم الاهتمام بنفسه ...عيناه خضراء ...وفوق كل هذا ثرى ومن عائلة السيوفى ...كل هذا كان كفيلا بأن يجعل اى فتاة تركع تحت اقدامه...لكن هو رغم كل هذا لم يهتم باى امراة لم يحب اى واحدة من مما كانت أمامه...قابل الكثير لكنه لم يشعر مع اى واحدة منهن بشئ رغم سنواته الثلاثون ...حتى هو اعتقد بأنه لن يحب يوما ولن توجد امراة تجعل مالك السيوفى يحبها ...حتى انه لم يعرف ما معنى الحب هذا واعتقد بانه شى لا وجود له ...هو لم يكن ناسكا ولم يكن منعزلا عن ال** الآخر ولا ينكر بأنه قد قام ببعض العلاقات العابرة ...لكن عندما راءها تغير كل شى ...احب كل شى بها ...عنادها عجرفتها حتى لسانها الطويل الذى لا يرحم ...قطع أفكاره دقات خفيفة على باب الغرفة تبعها دخول الحاجة فيريال ...توجهت نحو السرير الذى يتوسط الغرفة بخطوات بطيئة وجلست عليه ...نظرت إلى حفيدها وقالت ...لقد رأيت أنوار الغرفة مضاءة لذلك قلت انه من الأفضل أن أخبرك اليوم بدلا من الغد
فنظر إليها باهتمام يحثها على المتابعة فقالت وهى تضع كف على كف ...لقد اتصلت الحاجة زينب منذ دقائق واخبرتنا ردها ...فنظر إليها بلهفة وانتظار متابعتها ...
فقالت بخفوت ...لقد وافقوا على الخطوبة وبعد عدة ايام سنقوم بتحديد كل شى
التف بجسده نحو النافذة ونظر إلى السماء والنجوم ...فأطلق تنهيدة طويلة ...لم يكن خائفا من عدم موافقتها ...لأنهم شاءوا او أبو لن يستطيعوا الرفض ...يعلم ان جدتها اعجبت به كثيرا وأن جدتها هى الموافقة ...يعلم انها ربما تكون مجبرة لكنها شاءت او أبت لن تكون لغيره هذا البحر الهائج لن يكون لأحد غيره
قالت جدته بهدوء ...حسنا لقد ابلغونا بردهم...إذا ما هو قرارك وكيف ستسير الأمور ...
فالتف إليها ونظر إليها بجمود ...ستعرفين كل شى فى وقته

 

ايقظتها نسمات الهواء الباردة فى الليل تملمت فى مكانها وهبت جالسة على طرف السرير وابتعدت بسرعة عندما تذكرت طفلتها المريضة ... وخرجت من الغرفة مسرعة تدعو الله بالا يصيبها شئ فقد نامت بعد خروج حسام من الغرفة غاضبا ومشاجرتهما مع بعضهما ونسيت تماما طفلتها المريضة ...دلفت إلى الغرفة أضاءت أنوار الغرفة ...وهالها ما رأت ووضعت أصابع يديها على فمها بذهول...لقد كان حسام ناءم بجوار الطفلة وهو يحتضنها إليه بشدة على السرير الصغير ...لم يفعلها يوما لم يكن قريبا يوما من الطفلة ...بكت بصمت مما رأت هذه اول مرة تراه هكذا بقرب ابنته ...هل حن قلبه عليها ؟...حتى عندما أنجبت ميا لم يحتضنها او حتى يحملهابين يديه كاى اب يحمل طفلته ...ما الذى حدث الآن ...من دون ان تشعر كانت دموعها تنساب ...هل هو بسبب السعادة لقربه من ميا ام هو حزن لأنه حرم طفلته من قربه ...اقتربت من السرير ببط ووقفت عند جانب السرير ناحية الطفلة ...نظرت إلى يديه الكبيرة التى تحتضن يد الطفلة التى لا تكاد تظهر بين يديه ...نظرت إلى ملامحهما رغم أن ميا كانت تشبهها إلا انها كانت تحمل ملامح كثيرة من والدها ...كانا الاثنان مغمضا العينان...وميا تزم شفتاها بشدة مثل والدها تماما ...ملامحهما هادئة ...جلست على طرف السرير بهدوء لكى لا تيقظ اى منهما ووضعت أطراف أصابعها على جبين الطفلة تتحسس حرارتها ...حمدت الله لانخفاض الحرارة تماما حتى ان تنفسها أصبح منتظما وأفضل ... نظرت إلى ملامحه لقد كانت دافئة وهادئة ...حسام صاحب ملامح محببة شعر اسود وبشرة خمرية وعينان بنيتان طويل القامة رغم انه لا يمارس الرياضة وقليلا جدا كانت تراه عندما يتمشى على مشاية الركض الآلية عندما يكون غاضبا او به شى إلا أن جسده متناسق ...لا تنكر بانه كان جيدا معها عند بداية الزواج ولكنه انقلب فجأة بعد زواجهما بفترة ...احيانا كثيرةكانت تشعر بحبه وربما عندما كان يقترب منها كانت تشعر بدف قلبه ...قليلا جدا ما كان يكون قاسيا عند علاقتهما ...تعلم انه شخص متقلب المزاج لكن الفترة الأخيرة أصبح يقوم بضربها ونعتها داءما بابنة عاهرة حزنت من ظلمه لها تحملت من أجل ميا ودعت الله بأن يصلح حاله لقد كانت تفكر دائما فى الطلاق لكن لم تكن تحمل الشجاعة لنطقها لكن اليوم لم تستطع الكتمان أكثر عندما كادت ابنتها تموت بين يديها ...دهشت من تمسكه بها اليوم حتى انها احيانا كانت تلاحظ غيرته من ماهر ...جحظت عيناها وقالت فى نفسها ...هل حقا يحبنى ام انه مجرد امتلاك ...انه احمق لم يشعر يوما بحبها له لا يعلم بأنها عندما تتركه ستكون أكثر شخص محطم فى هذا الانفصال ...لكن لو فقط يصبح أكثر هدوءا وتفهما لو ينسى تماما من تكون والدتها ولا يفكر غير بها وبالطفلة لو يشعر بحبها ...حينها سيعيشوا هم الثلاثة بسعادة بعيدا عن اى شى ...هى لا تريد غير الاستقرار وزوج محب ...منذ أن أنجبت ميا وهى كانت تدعو ربها بالا يكون حظ الطفلة مثلها والا تحرم من والدها مثلها ...ارادت وتمنت دائما ان يكون حسام قريبا من ميا ويشعرها بحبه. ...حقا سيكون أبا رائعا. ...لكن فقط لو يعطى لنفسه فرصة ...مالت بجسدها قليلا على السرير وقربت أصابع يديها على وجهه وكادت ان تلمسه لكن عندما شعرت بأنفاسه وحركته التى تدل على انه سيستيقظ أبعدت يديها بسرعة وأغلقت عيناها بشدة مدعية النوم ...فتح عيناه ببطء وتثاب بتعب نظر إلى طفلته الصغيرة الناءمة بابتسامة عذبة وهى تمسك بيديها الصغيرة إصبع يديه ... نظر الى الساعة على حائط الغرفة الوردى وجدها العاشرة مساء ...لقد نام لأكثر من ثلاث ساعات ...رأى بثينة نائمة حدق إليها وابتسم فهو متأكد بأنها تدعى النوم ...فالذى ايقظه هو رائحة عطرها وقربها منه ...أبعد يد الطفلة الممسكة باصبعه ببط وقام بسحب الغطاء ودثرها جيدا ...ثم ابتعد عن السرير وتحرك نحو النافذة الكبيرة واغلقها عليه ...وأخرج سيجارة واشعلها أخذ نفسا عميقا منها ...بعد مشاجرته مع بثينة خرج من الغرفة غاضبا وأثناء سيره فى الممر سمع بكاء الطفلة التى استيقظت بسبب صراخهما...فى البداية كان سيذهب لأخبار بثينة لكى تحمل الطفلة لكنه دخل الغرفة وبدون ان يشعر حملها بين يديه لأول مرة شعر بشعور غريب لم يشعره يوما أخذ يهدهدها ويقبلها إلى ان نامت ونام هو أيضا بجوارها ...مشاعر غريبة تخلخلت قلبه عندما حملها بين يديه أراد أن يشعرها بالأمان والدف. ...لم يكن يتوقع أن زواجه من بثينة سيثمر لإنجاب طفلة ...فى البداية تزوج من بثينة فقط من أجل ان يعزز مكانته وثروته بين شركات عائلة السيوفى ...لكن من اول يوم فى زواجهم وهو شعر بانها أصبحت ملكه هو فقط ...حاول أن يمنع نفسه بالا يحبها ولكنه وقع فى عشقها فى النهاية منذ ان أصبحت ملكه وجسدها أصبح له وهو لم يعد يقترب من اى امراة اعتزل جميع الناس فلا واحدة منهن كانت تحمل رائحة عطرها ...
مجرد نطقها اليوم بكلمة الطلاق جعلته يجن جنونه ...بهذه السهولة تريد أن تتركه وتذهب إليه ...ابدا لن يحدث لن يتركها ...اطفى سيجارته بحذائه...ثم خرج من المنزل ...فتحت عيناها عندما سمعت صوت إغلاق الباب معلنا عن خروجه ...أمسكت الهاتف بايدى مرتجفة ضغطت بعض الأرقام وانتظرت الرد

 

وصلا الاثنان إلى المنزل وكعادته ترجل من السيارة ولم يفتح لها باب السيارة ...ترجلت هى الأخرى وتبعته داخل المنزل ...صعد السلالم وتوجه مباشرة إلى غرفته ...دلفت إلى الغرفة وجلست على طرف السرير بتعب ...رغم صمته إلا انها شعرت بغضبه العاصف الذى لم يظهره منذ ان خرجا من منزل أخت جده الحاجة زينب ...و كان وجهه مكفهر أرادت سواله لكنها لم تجرؤ ...اخرجها من شرودها رنين الهاتف فاجبت بخفوت
- بثينة...مرحبا كيف حالك ...
-أجابت عليها بسرعة ...لست بخير ... لقد طلبت الطلاق من حسام اليوم
-فردت أروى بذعر. ...ماذا ...كيف ...ما الذى حدث -لقد كادت ميا تموت منى لولا مشيئة الله أولا ...وتلك الطبيبة ثانيا ...ارتعبت وخفت من ان يحدث شئ لابنتى
-حسنا ...أهدءى ...ماذا كان رده
-رفض ...وقال اياكى بأن تنطقى هذه الكلمة مرة اخرى
-حسنا ...ماذا ستفعلى
-ردت بخوف وبكاء ...لا اعلم انا خائفة للغاية ...حسام ليس سهلا
-ارجوكى كونى قوية من أجل ميا ...وسافكر بشئ واخبرك...وتابعت بتشجيع ...كونى قوية
-حسنا ...إلى اللقاء الآن ميا استيقظت ثم تابعت بسرعة ...سأتصل بكى غدا
فأجابت بهدوء ...حسنا سأنتظرك
أغلقت الهاتف وهى تأخذ نفسا عميقا ثم ذفرته بقوة ...حزينة لما يحدث لبثينة ولا يوجد أحد بجوارها حقا انها مسكينة
قطع شرودها صوت دقات على الباب تبعه دخول سيف بجسده القوى وهو مازال مرتديا تلك البذلة ...فنظرت إليه بغضب وقالت ...ألم يكن يجب أن تدخل بعد ان ااذن لك
فرد عليها ببرود وهو رافع أحدحاجبيه ... انه منزلى أدخل متى أشاء ...قال كلمته وهو مصر على اغضابها ثم دلف مباشرة إلى غرفة تبديل الملابس
تاففت بغضب ...هل سيظل هكذا معها ...بطريقته الباردة تلك ...حقا لقد تعبت منه
تأخر خروجه من تلك الغرفة ...وسمعت صوت تدفق المياه فعلمت انه يأخذ حماما
خرج من الحمام وهو يرتدى سروال فضفاض من القطن وتى شيرت باكمام طويلة لونه ابيض ويجفف شعره بمنشفةعلى رأسه ...رفعت نصف عيناها إليه تحاول أن تتجنب النظر إليه ...فنظر إليها بجرأة ولم يبعد عيناه عنها ...فابعدت نظرها عنه بسرعة ونظرت بتعالى للجهة الأخرى ...فابتسم لفعلتها. ...فألقى المنشفة على كرسى طاولة الزينة واقترب من الطاولة يلعب بيديه ما يوجد على الطاولة من مستحضرات تجميل ...ثم أمسك مشط صغير وقام بتمشيط شعره المبلل...تعجبت من وقفته الطويلة تلك ...فيبدو وكأنه يريد قول شئ ولكنه لا يعرف كيف ...
فألقى المشط بقوة على الطاولة جعلتها ترفع نظرها إليه بجمود ...والتف بجسده ينظر إليها متفحصا
فقال وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله بتعالى ...يبدو أنك ومالك أصدقاء
رفعت رأسها إليه باستغراب من سواله فقالت بتحدى. ...نعم وأكثر من أصدقاء ...مالك شخص رائع...اى امراة تتمناه
فرفع أحد حاجبيه بوجه مكفهر غاضب من ردها الجرى ذلك فقال وهو يصتك على أسنانه ...اى امراة تتمناه ...وتابع باستهجان. ...وهل كانت زوجتى العزيزة أيضا تتمناه
جحظت عيناها من سواله ...كيف يقول هذا فقالت وهى تحاول ان تستجمع قوتها ...مالك بالنسبة لى مجرد أخ وصديق لا أكثر ولا شأن لى بتفكيرك ذاك
فقال بعد ان هدأت ملامحه ...إذا مع من كنتى تتحدثين منذ دقائق
اتسعت حدقتا عيناها أكثر ...هل أصبح يتنصت عليها ...فقالت بغضب ...كيف تتجرأ وتتجسس على
فقال بابتسامة باردة ...يبدو انكى تريديننى ان أعيد عليكى كلامى مرة اخرى ...فأشار بيديه بغضب ...انتى زوجتى ...وهذا منزلى ...أفعل ما أريده
فهمت واقفة من على السرير وقالت بهدوء منافيا تماما لغضبها ... ولكن لدرجة التنصت على ...وقالت بصوت عالى ...تبا انا لست زوجتك ...لذلك لا تنطقه مرة أخرى
فقال ببروده المعتاد ... يمكنكى ان تذهبى وتسالى الجميع ان كنتى زوجتى ام لا هل هناك إثبات أكثر من ذلك بانكى زوجتى ...ام انكى تريدين إثبات آخر
ذعرت من كلمته الأخيرة ...ما الذى يقصده بذلك
رأته يقترب منها كالاسد بكل رشاقة حتى وقف أمامها وشعرت بانفاسه لدرجة انها لم تستطع التنغس جيدا وتحولتا عيناها الذهبية إلى لون غامق من الرعب ...وضع يديه خلف ظهرها وقربها منه بتملك حتى ان جسدها اللين اصطدم بجسده الصلب ...وأمسك بذقنها ورفعه إليه ونظر إلى عيناها المرتعبة فابتسم لخوفها. ...انزل رأسه حتى التقط شفتاها الوردية بفمه...شعرت بأنها بدون إرادة وهو ما يدير كل شى ...قبلته كانت عنيفة ثم بعد ذلك أصبحت أكثر رقة ...ولكنه أصبح
أكثر تطلبا. ...أصبح يمرر بيديه على جسدها حتى ان يديه وصلت لسحاب فستانها ...ارتعبت من لمساته وابعدته عنها بقوة لا تعرف كيف وصلت إليها ...والتفت بجسدها بسرعة محاولة إخفاء اضطرابها ومشاعرها الجامحة التى انتشرت فى أنحاء جسدها ...انتغض جسدها جرا غلقه العنيف للباب وخروجه

 

الجزء الثانى

هل نستطيع أن نعيد حلقة الماضى لكى نصلح ما افسدناه سابقا ...هل يفيد الندم بعد انتهاء كل شى ...حتى البكاء لم يعد يجدى...كلمة ياليت لا تفيد الحاضر ولا المستقبل
-لا تتركنى. ...أرجوك ...لا تتركنى وتذهب
صوت نحيبها كان يعلو أكثر مع رجاءها...انتفض من نومه مذعورا وحبات العرق تملئ وجهه وقلبه يعلو وينخفض بسرعة ...استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ...وهو ينطق الشهادتين ...فتحرك وجلس على السرير ثم قرب يديه من جانب السرير وأمسك بعصاه واستند عليها ثم تحرك مبتعدا من على السرير ...خرج من الغرفة وهو يمسح حبات العرق بمنديل من القماش ...ثم توجه مباشرة نحو المطبخ فتح الثلاجة أخرج منها زجاجة من المياه الباردة ...قربها من فمه وشربها على دفعة واحدة ابعدها عنه ثم وضعها على الطاولة التى تتوسط المطبخ ...خرج من المطبخ وجلس على اول كرسى قابله فى الصالون الكبير الذى يتوسط المنزل ...استند برأسه التى تملاها الشعيرات الرمادية على عصاه ...وهو يقول بندم واعين تكاد تنزل دموعها ...ياليتنى لم اتركك...ياليتنى لم اتركك ...ظل يرددها بألم
رجع بذاكرته لأكثر من ثلاثين عاما
استقبلته وهى ترتدى قميص باللون الأحمر عارى الظهر وفتحة الصدر كبيرة على شكل دائرة...نظرت إليه مبتسمة ثم ساعدته فى خلع سترة بذلته ...حتى قربت من أذنه وقالت بهمس ...اشتقت إليك
ضحك بصوت عالى وقال...فيروز تتدلل على إذا هناك شئ ...رغم إننى أكثر اشتياقا منها لرؤيتها
فقالت بغنج وهى تهم بفتح ازرار قميصه العلوية ...وهل هناك سبب لافعل كل هذا
فابتسم وقربها إليه بشدة وهو ينظر إلى عيناها الزرقاء ...لا ...ولكن أرى بعيناكى الكثير
فابعدت يديه عن ظهرها العارى وقالت بدلال ...حسنا ...فلتاكل أولا وبعد ذلك سنتحدث
نظر إلى طاولة الطعام بشهية كبيرة فهى قد حضرت له ما لذ وطاب من الطعام ...اكل بنهم لقد كانت ابنة سليمان محترفة فى صنع الطعام رغم أنها دائما كانت مدللة والدها ...انهى طعامه ...ثم تحرك مبتعدا عن الطاولة فانخفض إليها ووضع احدى يديه أسفل قدمها وأخرى خلف ظهرها وحملها
فقالت بانزعاج وهى تضم شفتاها إليها بقوة ...ما هذا هل أنهيت طعامك هكذا بسرعة ...ألم يعجبك طعامى
فقال وهو يقطب حاجبيه إليه بشدة ...ابدا ...ثم حرك حاجبه الأيمن بابتسامة ...لقد كدت اكل اصابعى من مذاق الطعام الشهى
فقالت بدلالها الذى لا يليق على أحد غيرها ...ألن تتناول التحلية إذا ...لقد أعددت الكثير
فقال بأعين تلتهب عشقا ...امامى الحلو كله ...وأذهب لأكل تحلية ...امامى المهلبية بالقشطة وأبحث عن غيرها ...ثم تابع وهو ينظر إليها بمكر ...أريد أن أتناول التحلية فوق ما رأيك
دفنت رأسها بين عنقه من الخجل ثم انطلق هو بها إلى غرفتهما...يعلمها معنى العشق
تحركت مبتعدة عن السرير ...ثم دلفت إلى الحمام أخذت حماما باردا ثم خرجت ...رأته مستندا على ظهر السرير عارى الصدر وينظر إليها بهيام
فقالت بخجل ...لماذا تنظر إلى هكذا
فقال مبتسما ...هل تعتقدي بأننى قد شبعت من الحلوى بعد
فقالت وهى تحاول أن تبدو صارمة ...سليم يكفى ...لقد أصبحت كسولاللغاية حتى عندما ذهبت إلى الشركة اليوم ذهبت بعد عناء لكى اوقظك
فقال بحنان ...كيف يكون أمامى القمر واتركه ...ثم فرد زراعيه يقول بدلال ...تعالى إلى يا بطة
فقالت بملل ...ياالله يا سليم الا يمكنك أن تكون جادا ابدا ...أريد أن أتحدث معك
فقال بجدية مصطنعة ...حسنا انا استمع إليك
فقالت وهى تنظر إلى أصابع يديها بارتباك ...أريد أن أخبرك بشئ لكن عدنى بالا تنزعج وقبل كل هذا وتابعت وهى تنظر إليه بخوف ...لا تتركني
تغيرت ملامحه ونظر إليها بتركيز وصمت يحثها على المتابعة
فقالت بارتباك ...سليم ...انا حامل
تحاولت نظرته الحنون إلى وجه مكفهر وقال بهدوء كاذب ...كيف حدث ذلك
انزعجت من كلمته حتى ان دموعها كادت أن تسقط ...ورددت كلماته بألم ...كيف حدث ذلك ...نحن متزوجان انا زوجتك لذا من الطبيعى ان أكون حاملا
فنهص من على السرير وأمسك بسرواله الملقى على الأرض وقال وهو يرتديه ...أعلم ...لكننا لم نتفق على ذلك ...لم نتفق على الانجاب الآن
فقالت بدموع ...لكننى أريد ان أكون أما
فقال بقلب جامد ...يجب أن ينزل هذا الطفل ...وكيف حدث هذا انا وانتى كنا ناخذ احتياطتنا جيدا
فقالت بألم وصوت ضعيف ...لن اجهضه. ...انا أريده ...وأيضا لم يعد ينفع فنظر إليها بغضب وتابعت رغم نظراته ...انا فى الشهر الثالث لم يعد ينفع
فقال بغضب عاصف وصوت عالى ...ماذا ...إذا انتى كنتى تعلمين ...كنتى تخدعينى يا فيروز ...ماذا أكون انا أمامك
فقالت وهى تقترب منه وتبكى بشدة...أنت ...أنت أغلى شيئا عندى ...لكنى أريد ان أكون أما ...
فقال وهو يبتعد عنها ...انتى لم تفكرى إلا بنفسك ...انتى أنانية ...ثم التقط قميصه وخرج من الغرفه غاضبا
فتبعته بضعف بدء يظهر على وجهها وتنفسها بدء يضطرب وقالت بصوت عالى ...انا لست أنانية انا أريد ان أكون أما
فرد عليها بوجه مكفهر وهو ينزل درجات السلم ...إذا اجعليه ينفعك
فقالت بشهقات وبكاء ...سليم لا تتركنى وتذهب ...لقد وعدتنى...لا تفعل أرجوك
وضعت يديها على قلبها تحاول التنفس وهى تقول برجاء ...أرجوك ...لا تتركنى ...لا تتركنى ...وتذهب
عودة للحاضر
وضع يديه على وجهه ويقول بألم وحسرة على ما مضى ...ياليتنى لم اتركك ...يا عمرى وحياتى. ...ياليتنى لم اتركك يا فيروز ...لقد خسرتك وخسرت ابنى ...ياليتنى لم اتركك ...مسح دموعه الخائنة بسرعة ...فلم يعد ينفع الندم ...لقد انتهى كل شى ...لقد خسر ماضيه منذ ان ماتت وخسر حاضره ومستقبله مع ابنه ...بسبب هروبه

 

نظرت إلى القلادة الذهبية التى كانت بين يديها لقد كانت على شكل فراشة صغيرة ...وضعتها فى صندوق المجوهرات بين مجوهراتها الثمينة ...وقالت وهى تبتعد عن كرسيها ...هل حان الوقت هل أعود إلى مصر واعطيها له ...ام انه لم يحن الوقت بعد ...
فقالت بحنين واعين حزينة ...ياالله يا فيروز ثلاث وثلاثون عاما على موتك ...حقا لقد كنتى من الأشخاص القليلين الجيدين فى هذا العالم ...لقد ساعدتينى كثيرا... ولكن هل لو كنتى مازلتى على قيد الحياة كان سيحدث هذا كله لى
رجعت بذاكرتها إلى ذلك اليوم المشئوم منذ ان بدء يظهر عليها المرض وحالتها تصبح أكثر تدهورا ...منذ أكثر من ثلاثين عاما اتصلت بها فيروز ببكاء وهى تستنجدها وتطلب منها المجى
-روز ...تعالى ارجوكى إلى بسرعة ...سليم ترك المنزل ...وأبى ليس هنا ...انا خائفة من ان يحدث شئ لى
هداتها ثم أغلقت معها الهاتف الأرضى ...وما هى إلا دقائق حتى دخلت إلى المنزل الذى كان بابه مفتوحا ...وجدتها نائمة على الأرض وآثار الدموع على وجهها وعيناها حمراء من البكاء ...ساندتها حتى اوصلتها إلى غرفة النوم ...وضعتها على السرير ببط
فقالت فيروز ببكاء ...لقد تركنى عندما علم اننى حامل ...
فقالت روز بذعر...ماذا ...حامل كيف هذا ...انتى ...انتى مريضة ...جسدك لن يتحمل الحمل ولا تعب الولادة
فقالت بنحيب وهى تدفن وجهها فى الوسادة ...ماذا أفعل ...فأنا لن اشفى من مرضى ابدا اعلم اننى سأموت رغم كل شئ ...لآخر مرة أريد ان أشعر بطفل يتحرك فى رحمى أريد ان أشعر بالامومة حتى لو كانت لمدة أشهر ...كما اننى وحيدة والدى ما الذى سيحدث له أن مت سيبقى وحيدا وساتركه ...لكن هكذا هو لن يبقى وحيدا ...لكن لا أريد ان اخسر سليم ...فازدادت شهقاتها وبكاءها ...سليم سيتركنى. ...لم يلتفت إلى ...انه غاضب منى وبشدة ...اضطرب تتفسها...وقالت وهى تحاول استنشاق الهواء ...انا ...انا لست أنانية قالتها وغرقت فى ظلام دامس ...أسرعت إليها روز تحاول ان تويقظها لكى لا يحدث لها شى لكنها فشلت ...فامسكت بسرعة سماعة الهاتف وضغطت بعض الارقام ...
ما هى إلا دقائق إلا وقد وصلت فريدة أخت سليم ومعها زوجها الطبيب عادل ...
فحصها عادل جيدا ...وجعلها تفيق ...فنظر إليها بعتاب ولوم. ...لماذا يا فيروز ...لماذا فعلتى هذا ...ألم نتفق ان ننتظر قليلا حتى تتحسن حالتك
فنظرت إليه فريدة باستفهام. ...فقال ...فيروز حامل يافريدة
شهقت فريدة بقوة وقالت بذعر ...ماذا ...أليس هذا خطيرا ...كيف ...انتى
فقاطعتها فيروز بسرعة وهى تقول بالم ...لم يعد يفيد اى شى ...لقد انتهى الامر وانا حامل بابن اخيكى يا فريدة ...وتابعت وهى تحاول النهوض فساعدتها روز على الاستناد على ظهر السرير ...وأنا لن اجهضه ...لذلك إياكم ان تنطقوا تلك الكلمة ...شئت ام أبيت انا مريضة وساموت فى اى وقت ...سواء أصبحت حاملا ام لا ...على الأقل سأترك ذكرى منى ...
فقال عادل بحزن ...فيروز قلبك لن يتحمل ألم الحمل ولا الولادة ...ولقد اتفقت معك قبل أن تتزوجى بسليم ان ننتظر قليلا
فقالت ببكاء ...أعلم ...لكنى ...لكنى ...أشعر بأننى سأموت فى اى وقت ...لذلك أريد ان أنجب من سليم قبل موتى انا احبه ...حالتى تسوء ...ولا تتحسن ...فقالت بصراخ. ...لذلك أرجوكم ارحمونى. ...ثم نظرت الى عادل برجاء واعين منتفخة حمراء وقالت ...أرجوك أبحث عنه ...أخبره بأننى أحتاجه ...أكثر من اى وقت
نظر إليها الجميع بشفقة فالكل يعلم بحالتها التى تتدهور أكثر ...
عادت بذاكرتها إلى الحاضر
دلفت ايملى إلى الغرفة ...واقتربت من روز ببط ...وهى تقول ...اشتقت اليكى أيتها الجميلة
فالتفتت إليها روز بابتسامة عريضة ...حبيبتى اشتقت اليكى أيضا ...متى اتيتى
فقالت بابتسامة مماثلة ...منذ دقائق. ...واخبرونى انكى تجلسين فى غرفتك
فقالت وهى تنظر إلى صندوق المجوهرات المفتوح ...نعم لقد كنت أقوم بتنظيف بعض الأشياء
فاتجهت نظر ايملى إلى الصندوق وقالت بانبهار وهى تمسك بالقلادة. ...ياالله انها جميلة للغاية ...هل هى لكى
فقالت روز بهدوء بابتسامة صغيرة ...لا انها ليست لى ...انها لصديقة لى ...ثم تابعت بشرود. ...لكن لا أعلم هل حان وقت إعادتها ام لا
فردت ايملى باستغراب وهى تضم حاجبيها. ...صديقة لكن هل رأيتها سابقا معك
فقالت روز بخفوت ...لا لم تريها. ...لقد ماتت منذ زمن طويل
فقالت ايملى ...إذا إلى من ستعيدينها
فامسكت روز يد ايملى واجلستها على الاريكة الصغيرة التى تتوسط الغرفة وجلست هى امامها على أحد الكراسى وقالت بابتسامة محاولة تغير الموضوع ...انسى امر تلك القلادة ...واخبرينى كيف حالك ...وماذا عن ذلك الوسيم هل مازال مختفيا. ...
فقالت ايملى بحزن وهى تضع اهتمامها فى أصابع يديها ...لا لم أره منذ ذلك اليوم ...لم ياتى كعادته
فربتت روز على يديها وهى تقول بابتسامة ...ما رأيك ان تذهبى انتى إليه ...أن كنتى حقا تشعرين بشئ تجاهه
فهبت ايملى واقفة وقالت بارتباك ...كيف ...لا ...وماذا عن كبرياءى كيف اذهب إليه هكذا ...ربما هو لا يريد الاقتراب انا اعرف وليد شخص لعوب وربما كنت أحد نزواته وعندما لم يرى منى اى استجابة رحل
فقالت روز وهى تضع يديها على كتف ايملى ...هل تعتقدين ذلك ...حقا
فنظرت ايملى للفراغ بأعين حائرة ...فهى لم تعد تعرف اى شئ منذ ان قابلت ذلك ال وليد

 

ظل يتقلب على السرير بغير هدى ...فهو لم يغمض له جفن منذ ان قام بتقبيلها لقد أراد ورغب بالمزيد ...ما ان قربها إليه ليلة أمس حتى اشتعلت النار فى جسده نار حارقة تاججت فى قلبه وجسده ...لكنها قامت بصده بسرعة ...لماذا أليست زوجتى ويحق لى بالمزيد كاى رجل متزوج ...فجلس على السرير مستندا على ظهره واضعا يديه خلف رأسه ...هل يمكن انها مازالت تفكر فى ليلة الزفاف وتركى لها لكنى كنت ساعوضها ليلة أمس ...هب جالسا على طرف السرير ...وقال وهو ينفض تلك الأفكار عن رأسه وينهر نفسه بقوة ...انسى يا سيف ...أنت لم تكن تريد تلك الزيجة منذ البداية ما الذى حدث هل أعجبتك الفتاة ...الحقيقة نعم انها جميلة كما أيضا هناك شى يخبرنى انى اعرفها حتى قبلتى لها تخبرنى انها لم تكن الأولى بالنسبة لى معها ...أقسم أنى اعرفها رائحتها ليست غريبة على لقد قابلتها من قبل لكن ...أين ومتى انا لا أتذكر ...تحرك مبتعدا عن السرير وخرج من الغرفة دق مرة واحدة على باب غرفة نوم أروى ثم دلف مباشرة ...كانت تهب من الخروج من الحمام وهى مرتدية قميص بحمالات وطويل لكنه أظهر مفاتنها ...تراجعت للخلف فزعة ما ان رأته أمامها وهى تبرقه بنظرات غاضبة ...نظر إلى جسدها الممشوق بجرأة ...فاشتعلت نيرانه أكثر ...فخرج من الغرفة صافعا بابها بقوة ...ويقول بتافف وصوتاغاضب ...ياالله ...ما الذى تريده تلك المرأة منى ...
أخذت نفسا طويلا ثم زفرته بقوة ...فرفعت أحد حاجبيها وهى تضع يديها على خصرها وقالت ساريك ...وقفت أمام باب غرفته ودقت دقات خفيفة وانتظرت قليلا ففتح لها الباب ينظر إليها باهتمام ...فانخفضت قليلا بجسدها وامسكت بيد الحقيبة الكبيرة التى كانت بجوارها وقالت بنفس لاهث من ثقل الحقيبة ...ابتعد لكى اضعها لك فى الداخل ...فافسح لها المجال للعبور والدخول وهو يتبعها بنظره بتعجب ...وضعت الحقيبة فى أحد أركان الغرفة ووقفت وهى تقول مبتسمة ...أولا هذه هى آداب الدخول عندما تريد أن تدخل لغرفة شخصا ما عليك أن تطرق الباب أولا حتى تدخل بعد أن يسمح لك
فرفع أحد حاجبيه باستهجان وتهكم ...فتابعت هى بقوة وهى تشير إلى الحقيبة ...ثانيا هذه الحقيبة بها ملابسك ...سأقوم بترتيبها لك عندما تخرج لكى لا تتعب نفسك بالدخول المستمر إلى غرفتى
فشخر بقوة وهو يكرر كلمتها بتهكم...غرفتك
فقالت بتأكيد وغرور ...نعم غرفتى ...سأبقى بها طوال فترة بقاءى هنا وانت من اخترت هذه الغرفة لك منذ البداية إذا الأخرى لى
فقال بمرح. ...لكن الغرفة التى تجلسين بها هى لكلينا. ...فأشار لها وله وقال ...لى ولك الستى زوجتى
فاكفهر وجهها بقوة وانتصب جسدها فى مكانه وقالت ...ماذا وقبل ان تنطق اى كلمة اخرى تصاعد رنين الهاتف خلفها ...فنظرت اليه ثم توجهت نحو الهاتف امسكته بيديها وهى تنظر الى رقم المتصل بحيرة ...كل هذا وهو يتتبع حركاتها بعيناه ...أستغرب من تأخرها فى الرد على الهاتف فاكفهر وجهه وهو يتسال من يمكن ان يكون المتصل ...فاقترب منها وأخذ منها الهاتف من بين يديها على حين غرة فانتفضت مفزوعة ...أمسك الهاتف وفتح زر التشغيل وقام بتشغيل مكبر الصوت منتظر الرد ...فرد صوت انثوى ...أروى ...لماذا تاخرتى فى الاتصال على ...لقد كنت أنتظرك ...أروى هل تسمعينى. ...فأخذت منه الهاتف بقوة ووضعته على اذنها وقالت وهى تنظر إليه بشمئزاز...يبدو أن هناك عطل فى الاتصال ...دقائق وسأتصل بك مرة أخرى ...أغلقت الهاتف وهى ترمقه بقوة
فقال بهدوء ...من هذه التى اتصلت
فقالت ببرود ...وهل يهمك
فقال ببرود مماثل وابتسامة على ثغره ...نعم ...فتابع بتهكم...الستى زوجتى
غضبت من ترديده المستمر لتلك الكلمة فقالت ...لا اظن انه يهمك
غضب من طريقتها فتوجه نحو الحمام وما كاد يفتحه..حتى اوقفته وهى تقول بشجاعة...هل تعلم ان لديك أخت من والدك اسمها بثينة
فالتف بوجهه نحوها وقال ببرود تام ...ليس لدى أخوة والدتى لم تنجب غيرى وبعدها ماتت ...ثم دلف إلى الحمام مغلقا بابه بقوة ...جعلها تنتفض


دخلت كافترية المشفى ...وهى تبحث بعيناها عنه حتى وجدته يجلس على طاولة ما يرتشف قهوته ...فاقتربت منه ووقفت أمامه مباشرة وهى ترمقه بغضب ووعيد وقالت وهى تضع يديها على الطاولة ...حقا لقد كان يوما اسود عندما قابلتك وتعرفت على أختك
غضبها الذى ظهر فى عيناها جعله يسعل بشدة فقال ببراءة ...لماذا ...ما الذى فعلته أروى ...وفوق كل هذا ما الذى فعلته انا ...انا لم أقترب منك
فجلست على الكرسى الذى بجواره وقالت بهدوء كاذب ...ماهر ...تعالى انظر فى عيناى واخبرنى أنك لم تكن تعلم ان قريبك هذا هو العريس
فقال بارتباك ...حسنا ...انا حقا لم أكن أعلم انه هو العريس
فرمقته بقوة جعلت عيناها الزرقاء رغم جمالها مرعبة لمن ينظر إليها ...فقال متراجعا بخوف ...حسنا لم أعلم غير البارحة أقسم لك
فقالت بهدوء وهى تصتك على أسنانها ...حسنا يا ماهر ...عليك ان تثبت لى أننا حقا أصدقاء
فقال ببلاهة واستفهام. ...كيف ؟
فابتسمت وقالت وهى تقترب منه حتى أصبح وجهها قريبا من أذنيه ...كما تعلم جدتى عنيدة وهى تريد أن تزوجنى
فقال مؤكدا ...نعم أعلم
فتابعت هى بخبث ...لذلك جدتى أخبرتهم بموافقتنا على الخطوبة ليلة أمس بعد ذهابهم ...لذلك انا لم يعد بيدى شئ
فقال بتركيز...إذا ما المطلوب
فابتسمت أكثر وقالت ...المطلوب ان تقنع عريس الغفلة ان يقول انه غير موافق ...ويستطيع ان يقول الأسباب التى يريدها
فقهقه ماهر عاليا حتى انه هم واقفا من كثرة الضحك ...وقد كانت جميع الأعين عليهما بسبب صوت ضحكاته العالية ...فنظرت اليه ريم بغضب ...فقال وهو يحاول تهدءة نفسه ويحاول اخذ نفسه ...هل تعتقدين ان الأمر بهذه السهولة ...فنظرت اليه باستفهام
فاقترب منها وقال ...هل تعتقدين أن مالك سيتركك ...ريم لقد انتهى الامر ...ريم انتى لن تكونى الا لمالك ...لقد اصبحتى فى رأسه ...أن كنتى تعتقدين أن سيف عنيد وهمجى كما تقولين ...فمالك رغم هدوءه أكثر عنادا من سيف نفسه وحينها سترين الهمجية بعينها
فهمت واقفة وهى تضع يديها فى سترتها الطبية وقالت بوجه غاضب ...ماذا ...انا لن أتزوج به هل فهمت ثم تابعت بتحذير ..أخبر صديقك إلا أراه أمامى والا
لن يعرف ما سافعله به ...قالت كلماتها وذهبت مبتعدة
فامسك كوب القهوة وقال ...فليعينك الله يا مالك
...
ترجل من سيارته ...فتحرك مبتعدا وهو يغلق ازرار سترة بذلته الزرقاء ...وقام بتعديل نظارته الشمسية حول عينيه ...وهو يقول بابتسامة تكاد تصل إلى أذنيه ...لقد بدأت الحرب
فدلف إلى المشفى بخطى واثقة وغرور وكعادته شكله وهالته التى تنتشر حوله كانت تجذب الأنظار إليه ...
دخل الى رواق المشفى بخطى سريعة وهاله ما رأى ...ريم تمسك بتلابيب الرجل بيديها بقوة حتى انها قامت بصفعه وهى تلقى عليه ابشع الألقاب ...وصدم كل من كان يلتفت نحوهم ويتابع المشهد وهى تقوم بامساك رجل وصفعه فتحول وجه الرجل الى اللون الاحمر من الغضب ...فاندفع هو بسرعة بين الحشود المتجمعين الذين يشاهدون ذلك المشهد ...رفع الرجل يديه ليرد إليها الصفعة إلا أنه اندفع و امسك بيديه بقوة وهو يضغط على معصم الرجل حتى كاد أن يكسرها وقال بغضب عاصف...إياك ان تفكر ان تفعل هذا ...فترك يد الرجل بقوة ...ثم امسك بيديها ...فنظرت اليه بعيناها الزرقاء ...فقال بهدوء كاذب وهو يصتك على أسنانه ...اياكى ان تفتحى فمك بكلمة ...ارشدينى إلى مكتبك ...توجها حيث المكتب وادخلها بهدوء بعد أن أبعدت يديه عنها بقوة وقالت بغضب لا يليق ابدا مع تلك الأنوثة المتفجرة ...كيف تسمح لنفسك بالتدخل هكذا ...من تكون
فقال بابتسامة ماكرة ...انا خطيبك وقريبا جدا سأكون زوجك
فضربت بقدميها الأرض بقوة وهى تقول ...تبا ...تبا ...انا حقا أكرهك
ظهر العبوس على وجهه وكاد ان يهم بالكلام إلا أنه قاطعه دخول ماهر المفاجئ وهو يقول بلهفة ...ما الذى حدث هل تشاجرتى مع الرجل ...انه يريد تقديم شكوى. ...هل قمتى بضربه يا ريم
فقالت بازدراء ظهر على وجهها ...نعم ...ولو كنت أستطيع لقمت بقطع رأسه أيضا
فقال ماهر بهدوء ...وما الذى جعلك تفعلين هذا ...ما الذى فعله الرجل
قالت ريم بسرعة ...لقد قام بضرب زوجته ...انه همجى كيف يفعل هذا ...المراة فى حالة خطرة ...فقلت له بأننى سأقوم بعمل محضر له ...لكنه رفع صوته على ...اعتقد بأننى ساخاف منه ...لكنه لا يعلم جيدا من تكون هى ريم ...ثم تابعت بتهكم ...وماذا أيضا يريد تقديم شكوى ...بل انا من سأقوم برفع قضية عليه ...
كل هذا وكان مالك يستمع لكلامهما بهدوء ...لكن ان يجرؤ الرجل على رفع صوته عليها فهذا غير مسموح به ابدا ...فخرج من الغرفة بسرعة صافعا بابها بقوة
جعل كلا من ريم وماهر ينتبهان إلى خروجه ...فقال ماهر وهو يمرر يديه على وجهه بغضب ...تبا لك يا ريم ...ما الذى سيفعله ذلك الأحمق أيضا ...فخرج ماهر خلف مالك بسرعة ...

 

الجزء الثالث

ركض ماهر وراء مالك ...حتى استطاع اللحاق به وايقافه
فقال ماهر بهدوء وهو يمسك معصم مالك...إلى أين انت ذاهب ...فاوقفه أمامه
فقال مالك بوجه مكفهر غاضب ...كيف يتجرا ذلك الحقير على رفع صوته عليها ...وفوق هذا حاول صفعها أمام عينى
فاجلسه ماهر وهو يقول ...حسنا اهدئ انا ساتصرف ...ثم قال بابتسامة محاولا تغير الموضوع وتهدئة مالك فهو يعرفه تمام المعرفة عندما يغضب لن يهمه للمكان ولا الزمان ...ما هذا هل ريم جعلتك عصبيا. ...يبدو أنك قد وقعت ولم يسمى عليك أحد
فأخذ مالك نفسا طويلا وزفره بقوة وهو يقول ...يبدو أن تلك الفتاة ستجعلنى اجن ...
فجلس ماهر بجواره وهو يربت على ظهره ...ريم فتاة جيدة ...لكنها تخاف فقط من الحب ...من خلال معرفتي بها وقربى منها خلال تلك السنين ...عرفت انها أضعف مما يظنها الجميع ...ثم تابع بتأكيد ...وأنا متأكد بأنك أكثر شخص مناسب لها ...لكن عليك ان تكون هادئا
عبس مالك لهذه الكلمات حتى وان كان يسانده ...فهو لا يريد لأحد أن يتحدث عنها حتى لو كان هذا الشخص هو ماهر ...رغم ان كلامه معقول فهو فعلا يشعر بضعفها الذى تحاول أن تخفيه أمام الجميع بصراخها وعنادها...لكنه سيكسر كل تلك الحواجز التى تقف بينهما واوله عنادها ...
**************************************************************************
ترجلت من سيارتها ووقفت مباشرة أمام معرض كبير للسيارات يحتوى على سيارات من الطراز الحديث و القديم ...لا تعرف كيف واتتها الشجاعة وجعلتها تأتى هكذا ...أين كبرياءها الذى تحدثت عنه ليلة أمس ...منذ أن أختفى فجأة وهى لا تعلم عنه شيئا...لقد نجح وليد فى جعلها لا تستطيع الابتعاد عنه ...لقد كان مثل ظلها لا يفارقها...بعد ان قبلها وتعدى على عذرية شفتاها واختفى ... كيف يسمح لنفسه بأن يختفى هكذا ...لا تعرف ماذا ستقول عندما تقابله او ماذا حتى ستفعل ...ياالله لم تتوقع يوما بأنها ستضع فى موقف كهذا يوما ...دخلت المعرض بخطى بطيئة مرتجفة قابلها رجل فى منتصف العمر يسألها ان كانت تبحث عن سيارة معينة
فقالت بارتباك ...انا أريد مقابلة السيد وليد شخصيا
ذهب الرجل ...انتظرت حتى أتى مرة اخرى يخبرها ...بأن السيد وليد ينتظرها ...تبعته حتى وقفت أمام مكتبه ...فتح لها ثم دخلت ...رأته جالسا خلف مكتبه بكل عنفوان وكبرياء حتى رفع نظره إليها ...وهو يشبع عيناه منها لقد اشتاق إليها ...لكن هذا أفضل له ولها ...فهو لن يسمح بقلبه اللعين ذاك بالحب او حتى التفكير بها بطريقة مختلفة عن من سبقوها. ...اقترب منها ولم يكن يعلم انه سيتالم عندما يبتعد عنها هكذا ...نظرت إليه بكبرياء منافى تماما لشوقها وتوقها الشديد له لو تستطيع الركض إلى احضانه وتخبره كم هى تحبه وكم تألمت لبعده عنها ...لو تستطيع ان تقول انها اشتاقت لقربه...ظلت اعينهما تتحدث لدقائق فهو رغم ما كان يدور فى رأسه وقلبه من مشاعر إلا أنه كان جامد وقاسى وهو يمرر عيناه عليها بنهم ... ترتدى بذلة عملية رمادية اللون ...إلا انها كانت فاتنة جدا ومثيرة جدا ...لو تعلم انها مهما ارتدت ستظل المرأة التى يرغب بها اى رجل حتى هو نفسه رغبها عندما راءها اول مرة لقد كانت بالنسبة له مجرد تجربة ...مجرد امرأة صعبة المنال صدته بقوة ومنعته عنها ...لكن طبيعته الرجولية المغرورة المتكبرة لم تسمح بذلك فكيف لامرأة ان تقف أمامه ولا تهيم عشقا به ...اقترب منها ليوقعها فى شباكه وبعد ذلك سيتركها ...لكنه لم يعلم انه هو من سيقع ...لذلك قرر الانسحاب بهدوء قبل ان يوذيها...
فهو قد شعر بانجذابها نحوه ...وهى لن تقبل بأقل من الزواج ...وهو ليس الشخص المناسب للزواج وتكوين عائلة ... فهو ليس المسؤول ولا الجاد من أجل هذه الحياة ...لقد عاش حرا من دون قيود طيلة عمره ...وهذا أحد الأسباب لبقاءه فى هذه البلد ...ورفضه الشديد لكى يعود إلى مصر رغم انه أصبح أكثر قوة وأكثر ثراء من ذى قبل ...قطعت هى الصمت التام فى هذه الغرفة وهى مازالت واقفة فى مكانها منذ دخولها ...فهو لم يطلب منها حتى ان تجلس ...وقالت بهدوء تام منافى تماما لتوقها له فاجلت حنجرتها ...كيف حالك ...لم أرك منذ عدة ايام
فقال هو بغرور بصوته الخشن ...لقد كانت لدى أعمال ...ثم أمسك بقلمه الذهبى وتابع بعدم مبالاة ...هل تحتاجين إلى شئ
نظرت إليه تحاول كتم دموعها ...تحتاجين إلى شئ ...هذا كل ما استطاع قوله
فنظر إليها ببرود منتظرا منها الكلام ...فاجلت حنجرتها وهى تبلع ريقها بصعوبة ...لا ...لكن ...لكن كنت فقط ...صمتت قليلا وهى تلعن نفسها على مجياها إليه هكذا ...ما الذى جعلها تأتى ...وما الذى ستقوله الآن
تبا ...
فرد عليها هو بعد ان شعر بارتباكها وصمتها وهو يلعب بقلمه الذهبى الذى بين يديه ...أعلم انكى ربما احتجتى إلى ...واننى قصرت فى مساعدتك ...كما اوصانى حازم ...لكن حقا كنت مشغولا قالها باسف
فردت عليه بقوة وهى تضغط على الحقيبة التى بين يديها ...لا داعى للأسف ...انا ممتنة لك حقا وأن احتجت لك فى اى شى سأخبرك ...قالتها ثم ذهبت بسرعة ...تحاول كبت دموعها حتى تستطيع الخروج من هذا المكان وبعد ذلك ستطلق العنان لها
ما ان خرجت حتى أسند رأسه وظهره على ظهر كرسى مكتبه بضعف ...لقد ابعدتها هذا أفضل لك ولها يا وليد ...هى لا تستحق الألم الذى ستحصل عليه من قربك منها ...لكنه ما زال يشعر بالحزن والضيق ...يشعر وكان صخور الكون بأكمله فوق صدره وهو لا يستطيع تحريكها ...
دلفت إلى سيارتها وهى تلقى الحقيبة التى كانت بين يديها فى السيارة بغضب ...وهى تبكى وتلعن نفسها على غباءها لمجياها إليه هكذا ...صرخت بقوة وهى تضرب على مقود السيارة ...وهى تقول ...ما الذى فعلتيه بنفسك يا ايملى ...فقالت بشهقات ...لقد أحببته ماذا أفعل

 

نظرت إلى انعكاس صورتها فى المرآة برضا ...فهى ستذهب الآن إلى حفل زفاف هايدى صديقتها رغم أنها احيانا لم تكن تطيقها إلا انها ستذهب فأكيد مازن سياتى إلى حفل الزفاف اليوم ...
نظرت بابتسامة عذبة إلى ريم التى تجلس خلفها وتراقبها...فنور ستبقى مع ريم لعدة ايام لحين عودة والدها من سفره أراد أخذها معه ولكنها رفضت. ...وهو لم يوافق إلا عندما أخبرته انها ستبقى مع ريم فى منزل جدتها ...
التفتت نور إلى ريم وقالت بخجل وهى تضع يداها على وجهها ...كيف أبدو ...
فابتسمت ريم وقالت بتأكيد ...غاية فى الجمال ...لا اظن انه يوجد من هى اجمل منكى
فجلست بجوار ريم وتقول وهى تعض على شفتيها من التوتر والخجل ...هل تعتقدى اننى ساعجبه. ..او ربما سيطلب يدى اليوم ...فتابعت وهى تقفز على السرير بصراخ...ياالله ...انا احبه
عبست ريم بشدة فهى لا تعلم هناك شعور غريب يعتملها فى صدرها بأن هناك شئ سيحدث اليوم ...دعت فى صمت بأن يكون شعورها هذا خطأ والا يحدث شئ ...
هداتها ريم وهى تمسك بين يديها حذاء بالون الأحمر الصارخ عالى الكعب وهى تقول ...حسنا انزلى واكملى تانقك أيتها الجميلة ...ارتدت نور الحذاء ونظرت إلى ريم بحب ...انا أحبك يا ريم انتى رائعة حقا
فقالت ريم بضحك وغرور كاذب ...أعلم
وما كادت تخرج نور من الغرفة حتى اوقفتها ريم ...انتظرى. ...انتظرى نسيت شئ
فقالت نور باستفهام. ...ماذا ...؟
فاقتربت ريم منها وهل ترفع يديها التى تحمل آل ماشاء الله ...هذه
فقالت نور بسرعة ...لا ...لا ...انا ارتدى هذه وهى تشير إلى قلادتها الصغيرة التى تزين عنقها
فقالت ريم ...لماذا لا تخلعيها وترتدى هذه انها جميلة
فقالت نور باسف ...لن أستطيع لقد وعدت والدى بالا اخلعها ابدا ...وذهبت وهى تودع ريم ...بعد ان قابلت الحاجة زينب التى كعادتها وضعت يديها المزينة بعدد من الاساور الذهبية من جمال نور التى كانت تخفيه خلف نظارتها وبنطالها القماش التى كانت ترتديه ...وهى تقول ...ماشاء الله ...ما هذا الجمال أين كان يختفى ...
فضحكت ريم ونور بشدة ...والأخيرة ركضت من أجل الزفاف
...
أخذ الغرفة ذهابا وايابا وهو يضع يديه فى جيب بنطاله ...لا يعلم هل يذهب إلى ذلك الزفاف ام لا ...هل علمت انه هو العريس ام لا ...كيف هو حالها الآن ...الكثير والكثير من الأسئلة كانت تدور فى رأسه وجميعها ستجعله يجن...لم يومن يوما بالحب من اول نظرة لكن عندما راءها أمن به ...وأصبح عاشقا لها ...حسم أمره أخيرا وهو يقول ...لقد انتهى الأمر سأذهب وليحدث ما يحدث ...سحب بذلة سوداء من الدولاب ارتداها بسرعة وخرج ...
...
دلف إلى القاعة الكبيرة للحفل ...لقد أعدت باهتمام شديد ...بحث بعيناه عنها لكنه لم يجدها بين الموجودين ...يدعوالله إلا تأتى لكى لا تصدم او يحدث لها شى ... اقترب منه العروسان ذلك الأحمق الكاذب وتلك الأفعى التى تسمى صديقة ...قاما بالترحيب به بشدة ...فهو فخر لأى شخص بان ياتى حازم مراد السيوفى لحفلة زفافه ...ابتعدا عنه وهما يعتذران من أجل استقبال باقى الضيوف ...وهو بادلهم بالنظر إليهم باشمءزاز وقرف. ...جلس على أحد الطاولات ينظر إلى الباب بلهفة ...حتى دلفت فراشته الصغيرة الحالمة ...بفستانها الأسود الطويل عارى الكتف ...جمالها جعله يقف ينظر إليها بعشق ابدى لا يعتقد بأنه سيزول يوما ...لم يكن هو وحده من سرقت أنفاسه بل كان هناك غيره كثير ينظرون إليها بهيام حتى ان البعض منهم فرغ فاهه ...لقد كانت جميلة جميلة للغاية وتلك الابتسامة التى تظهر أسنانها زادتها جمالا وخجلا...
...
بعد خروج نور بدأت ريم بتنظيف غرفتها وتجميع الملابس التى القتها نور بإهمال ...حتى وقع نظرها على بطاقة الدعوة وهى تقول ...ياالله تلك المهملة نسيت بطاقة الدعوة فقالت بفضول. ...فالنفتحها لنعرف من هو عريس الغفلة الذى يقبل بهايدى زوجة له ...أقسم أن والدته كانت تدعو عليه
فشهقت بقوة وجحظتا عيناها وهى ترى اسم ذلك المنحوس ...مازن ...فجلست على الكرسى بثقل وهى تقول بخوف... انه العريس ...ياالله ماذا أفعل ...ماذا أفعل ...ماذا أفعل ...ماالذى سيحدث لنور الآن ...يارب ...يارب ...ماذا أفعل
ومن دون ان تشعر أمسكت هاتفها وضغطت بعض الأزرار ...انتظرت حتى أتاها الصوت فقالت بسرعة ...ماهر ...أرجوك تعالى إلى احتاجك ...
فرد عليها الصوت بغضب ...ما الذى تريديه من ماهر فقالت بشدة ...من أنت وأين ماهر
فقال الصوت بغضب لم يقل ...انا مالك ماذا هناك ...هل بكى شى
-تبا ...هذا ليس وقتك ...قالتها بتافف
فرد عليها بصوت عالى ...ريم ...قلت لكى ماذا هناك تحدثى
فقالت وهى تلوم نفسها ان الوقت ليس وقت الشجار ولا الصراخ ...فقالت بهدوء ...هل تستطيع ان تساعدنى
وبدأت تقص عليه كل شئ ...فأخذ منها العنوان وذهب حيث أخبرته ...وهو يعدها بأنه سيحضر نور إليها سالمة .
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 12

26-11-2021 01:38 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [11]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الثاني عشر

دلفت إلى قاعة الحفل كاميرة متوجة بكل ثقة ...فكيف لا وهى بهذه الفتنة والجمال ...كانت جميع الأعين عليها بفستانها الأسود الطويل وحذاءها الأحمر ...شفتاها ازدادتا إثارة من أحمر الشفاه الجرى وابتسامتها الخجولة ...والكحل الأسود الذى يبرز لون عيناها الرمادية بمهارة فرغم أن عيناها رمادية إلا انها كانت تلمع بالحياة ...وقفت بثقة تبحث بعيناها عنه بلهفة ...حتى اقتربت منها هايدى وهى تتمختر بفستانها الأبيض الذى كان على نقيض تماما من فستانها الأسود ...أظهر صدرها العارى بمهارة ومفاتن جسدها الممتلئ فى الأماكن المناسبة ...فكانت هايدى مثالا للاغراء لأى رجل ...فهى تعرف كيف تجذب إليها اى شخص إرادته بكل سهولة ...وقفت أمامها هايدى وهى تقول بغرور وتكبر وابتسامة صفراء ...أوه حقا نور انا سعيدة انكى اتيتى إلى الحفل عزيزتى.

فقالت نور بابتسامة مجاملة ...مبارك هايدى
فقالت هايدى بابتسامة تكاد تصل إلى اذنيها ...أوه نور شكرا لك ...ثم تابعت بمكر ...هل تعرفين من هو العريس المحظوظ الذى سيتزوجنى

فضحكت نور بخفوت وهى تقول بصوت منخفض لم تسمعه هايدى...بل تقصدين منحوس
فقالت هايدى باهتمام ...نور هل قلتى شئ
فقالت نور بابتسامة صفراء ...لا ...انا اقول فقط اننى لم أتشرف برؤية الرجل المحظوظ قالتها بسخرية
فرفعت هايدى حاجبيها وهى تقول بدهاء...حالا سترينه. ...مع اننى متأكدة انكى تعرفينه
فصمتت نور بتفكير ...من ممكن ان يكون

ثوانى وذهبت هايدى وعندما عادت ...عادت وهى تمسك بيدى مازن بتملك وهى تقترب من نور ...لا لا يمكن أن يكون ...قالتها نور فى نفسها وهى تنظر إليهما وعيناها تزداد اتساعا ...وقفا الاثنان أمامها ومازن يضع عيناه أرضا كشخص مذلول مهان ...ثم قالت هايدى بابتسامة ...أعرفك مازن ...زوجى ... شعرت وكأنها ضربتها أحد الصواعق القوية ...
لو كان قام أحدهم بإسقاطها من مكان شاهق الارتفاع ...كان سيكون أقل إيلاما مما تشعر هى به الآن ...شعرت وكان عظامها قد كسرت إلى قطع مبعثرة

قطعت هايدى صمتها وهى تقول بغرور وهى تعلم جيدا بشعور نور الآن ...ماذا يا نور ...ألن تقومى بتهناتى وتقولي لى مبارك انا ومازن
ضغطت نور بقوة على يديها واصتكت على أسنانها محاولة تهدئة نفسها وقالت بقوة كاذبة ...مبارك قالتها بوجع ...ماان خرجت من القاعة حتى وضعت يديها على فمها تحاول منع شهقاتها من الخروج ...ودموعها التى على وشك السقوط ...هل لهذه الدرجة كان يتلاعب بها ... لا لن تبكى هنا ...لا عليكى ان تكونى اقوى من هذا ...قالتها تحاول أن تماسك نفسها ... كيف يفعل هذا بها ركضت و إحدى يديها على فمها والأخرى تمسك بها فستانها الطويل ...تعثرت بضع خطوات إلا انها ثبتت مرة اخرى ...ركض ورائها مهرولا. ...تاركا عروسه الغاضبة التى تصرخ ما ان رأته يركض وراء نور ...يعلم انه جرحها لكن يجب ان يوقفها ...استطاع اللحاق بها أخيرا قبل أن تخرج من المبنى تماما ...أمسك بكوعها لكى يمنع هروبها. ...نور... نور انا آسف قالها باسف لم تتوقعه منه ابدا بعد الإهانة التى شعرت بها بعد أن حطم كل أحلامها معه ...ثم تابع ...نور هل ستكونين بخير
فقالت وعيناها تلمع بالدموع التى تترقرق بهما وبختناق فى حنجرتها ...لا يجب عليك ان تقلق إذا كنت سأكون بخير ...لا يحب عليك سوالى إذا ماكنت سأكون بخير ...سأكون بخير قالتها بصراخ وهى تبعد يديه عنها ...ابعدته بيديها وهى ركضت وتقول بألم ووجع ...سأكون بخير ...سأكون بخير ...يجب أن أخرج من هنا ...يجب أن أخرج من هنا ...
ركضت حتى خرجت من مبنى القاعة تماما ...وقفت قليلا وعيناها تتحرك بالمكان بغير هدى وخوف ...وبعد ذلك واصلت ركضها إلى ان وصلت للطريق العام للسيارات ...وسقطت على الارض صامتة ...تندب سوء حظها العاثر ...تحطمت إلى اشلاء ...أرادت البكاء أرادت الصراخ لكن دموعها أبت النزول لكى تريحها من آلامها ومما تشعر به من وجع ...

عاد إلى قاعة الحفل مطاطا الرأس هل اخطاء عندما ترك نور واختار هايدى ...ياالله لماذا يشعر بتأنيب الضمير هذا تجاه نور ...لقد جرحها نعم جرحها بعد أن اوهمها بحبه وعشقه لها ...
ما ان دخل حتى رأى وجه هايدى يكاد يشتعل غضبا ...فقالت وهى تصتك على أسنانها مقتربة منه ...حسابك معى لما فعلته الآن وتركك لى ...
فارتدت هايدى بسرعة قناع السرور والمحبة وعادت للترحيب بالضيوف بصدر واسع ...فهى لن تسمح لأحد بأن يفسد ليلتها السعيدة تلك ...لكن كما يقولون هل تأتى الرياح بما تشتهى السفن ...
أغلقت باب سيارتها بعنف وركضت حيث القاعة وهى تقسم ...بأنها ستقوم باقتلاع رأسى العروسين السعيدين ...وستجعل ليلتهم السعيدة تلك سوداء عليهم وعلى كل من سيقف أمامها ...رغم أن مالك أخبرها وأكد لها بأنه لن يعود من دون نور ...إلا انها لم تتحمل البقاء والانتظار وصديقتها طعنت وغدرت من ذلك الوغد مازن ...وتلك الشمطاء هايدى...حتى ان جدتها صرخت بها عند خروجها فى ذلك الوقت ...فهى تعلم حفيدتها جيدا لن تجعل الأمر يمر بسهولة هكذا ...
دلفت إلى القاعة بأعين تكاد تخرج لهيبا. ...تبحث عن صديقتها وقبل كل هذا عن العروسان المنحوسان ...رأت هايدى تبتسم بكل غرور وارياحية بعد ما فعلته بصديقتها. ...وهى تقسم بأنه من الاكيد أن ريم خرجت او اخذها مالك منكسرة ...لكن قبل أن تذهب للبحث عن صديقتها عليها ان تقوم بإنهاء شيئا ما اولا ...
فاقتربت ريم من هايدى بهدوء ...فالتفت إليها الأخرى مبتسمة وهى تقول ...أوه ريم ...انا لم أقم بدعوتك ما الذى أتى بك ...لكن لا مشكلة ...سعيدة بانكى اتيتى لتهناتى بزواجى

فقالت ريم باستهزاء. ...بالطبع يجب على تهناتك. ...وأشارت إلى النادل بيديها الذى يقوم بتوزيع المشروبات ...فأتى إليها ملبيا نداءها بسرعة ...فامسكت أحد الكاسات الممتلئ بالشربات. ...وقامت برشفه على وجه هايدى بسرعة محولا معظم فستانها ناصع البياض إلى اللون الأحمر وشعرها المصفوف بعناية أصبح مبلالا ...فشهقت الأخرى بقوة مذهولة ...وخرجت ريم غير مهتمة لا بشهقات المدعوين العالية ولا بصراخ العروس وضربها للأرض بقدميها وبكاءها ...فكل هذا تستحقه ...وها هى ليلة هايدى التى تمنتها دائما حولتها ريم إلى كارثة ...باغراق العروس بكوب الشربات الأحمر ...

بعد ان رأى حزنها والمها...وخروجها منكسرة تبعها بسرعة ...وما كاد يقترب منها عندما سقطت على الطريق حتى وجد سيارة تصطف أمامها ويترجل منها رجلا ...يساعدها على دخول السيارة ...تبعنه بآلية وكأنها تعرفه ...فقام هو بسرعة ...بركوب سيارته وتتبعهما ...

قاد سيارته بهدوء وهو يسرق النظرات إليها وهى تضع رأسها على زجاج السيارة وعيناها تخلو من اى تعبير ...توقع عندما يجدها كما طلبت منه ريم ...انه سيجدها تبكى اوتصرخ او حتى تقوم بضرب العروسان لكنه لم يتوقع ابدا صمتها ذلك ...خرجت منها شهقة ضعيفة استطاع سماعها ...فطلبت منه بخفوت وصوت ضعيف وهى تضع يديها على وجهها تحاول كبت دموعها ...أرجوك اوقف السيارة
فاوقفها مالك بسرعة ملبيا طلبها ...ترجلت منها ما ان توقف على جانب الطريق ...وتبعها هو الآخر ...ما ان خرجت حتى سقطت بجسدها واضعة يديها على قدميها ...قرب يديه منها يحاول أن يربت على كتفها ...لكنها ما ان شعرت بيديه على وشك الاقتراب منها ...حتى قالت برجاء وبكاء ...أرجوك ابتعد ...أريد أن أبكى
لبى طلبها وابتعد بضع خطوات عنها مفسحا المجال لها للبكاء وما ان ابتعدت حتى اجهشت فى البكاء تبعتها اه طويلة من صدرها ...جعله يشعر بمدى حزنها ...صرخت بكل قوة لديها علها تخرج الألم من صدرها ...ظلت تبكى كما لم تبكى من قبل ...
وضعت يديها على قلبها وهى تقول بوجع وألم وبكاء مرير يقطع نياط القلب ...الألم فى صدرى ...احساسه كاننى أفقد انفاسى فقالت ببكاء ...لكننى لم أكن أريد البكاء ...فصرخت بقوة ...لا أريد ان أبكى ...
كان يراقبها من بعيد بعد أن توقفت السيارة ...سمع صراخها وبكاءها العالى ...لو يستطيع ان يركض إليها الآن وياخذها بين احضانه ...لكى يقسم بأنه لم يستحقها ...وأنها أغلى من ان يمتلكها شخص كذلك المعتوه مازن ...كانت كلمتها التى قالتها لتعبر عن ألمها كالسهم المشتعل الذى استطاع اختراق قلبه بسهولة ...تاركا إياه بندبة لن يستطع الزمن تضميدها ...قبض على يديه بقوة حتى ظهرت عروقها وعيناه ازدادتا ضيقا من غضبه ...يقسم بأنه لن يمر الأمر بسهولة على ذلك ال مازن فحتى كسر عنقه لن يكون كافيا ليشفى غليله ...ومازاده غضبا أكثر تبينه لملامح من اخذها...تبا مالك من دون الجميع هو من يكون معها اليوم بالذات ...لم يره منذ وقت طويل منذ ان سافر لم يقابله لكن اليوم بالذات راءه..ومع من مع آخر شخص يتمنى أن تبقى معه نور ...عدوه الدود مع من عشقها يواسيها لفقدانها
حبيبها السابق الذى تركها ...لكى يستطيع هو أن يحل محله ...اشتدت قبضته أكثر وهو يلعن بغضب مكتوم ...تبا ...تبا لماذا يا حازم دائما ماتاتى متأخرا ...

صعد سيارته ما ان راءهما يركبان السيارة بعد أن رأى نور قد هدأت قليلا ...تبعهما مرة أخرى ...حتى وصل مالك إلى أحد المنازل ...ترجلت نور منها بعد ان شكرته ...وبعدها دلفت إلى المنزل...
اشتدت انعقاد حاجبيه بتساول . ...ما هذا هذا ليس عنوان منزلها ...إذا ماذا يكون هذا المنزل ...حسنا لن أتحرك من هنا إلا عندما أعلم كل شئ ...قالها حازم فى نفسه وهو يشتد بقبضته على المقود ...فهو سواء بقى او ذهب ...فهو لن يستطيع النوم بعد ما حدث أمامه اليوم ...ظل يراقب بعيناه السوداوان كسواد الليل وقوف مالك إمام سيارته وكأنه ينتظر أحدا ...حتى رأى سيارة صغيرة تدخل إلى المنزل إلا أن مالك اوقفها مانعا دخولها .

اوقف السيارة أمامه ...ومن ثم اتجه إلى باب السيارة فتحها بغضب مكتوم ...ثم أمسك بذراعها بعنف وهو يخرجها من السيارة ...وهو يقول بأعين حادة غاضبة...ألم أقل لك إلا تخرجى واننى ساحضر نور اليكى ...ثم شدد من قبضته أكثر وتابع بصراخ ...لماذا خرجتى وما الذى فعلتيه ريم اتقى شرى. ..انا حتى الآن لا أريد ان اريكى وجهى الآخر الغاضب ...هل فهمتى قالها بصوت عالى جعل صوته يترنن فى ارجاء الشارع الخالى من اى أحد
للحظة ارتعبت ريم من صوته الغاضب وشعرت بالخوف الذى بدء يدب فى اوصالها. ...حتى انها تألمت من قبضته تلك على ذراعها وهى تقسم انها ستتركك أثرا لن يختفى بسهولة ...فنظرت إلى يديه التى تمسك بذراعها بألم ...انتبه إلى قبضته فتركها وهو يضع يديه على عيناه يحاول تهدءة نفسه ...فهى من أخرجت الجانب السى منه وهى من تحملت. ...فنظر إليها بأسى وقال بهدوء ...ريم ... ارجوكى استمعى إلى ما أقوله لك ...فأنا لا أريدك أن ترى غضبى فانتى لن تتحمليه ...لذلك كل ما اطلبه منك افعليه
فقالت بصوت غاضب ...من أنت لتتحدث معى هكذا ...هل تهددني ...أفعل ما تريده ...ثم أشارت باصبعها أمام وجهه وقالت بأعين ازدادت غضبا حتى أصبحت عيناها الزرقاء إلى لون بنفسجى من الغضب وهى تقول بتحذير. ...إياك ان تمسكنى بهذه الطريقة مرة أخرى والا لن ترى ما سافعله بك ...هل فهمت
فرد عليها بصوت كالجليد يحاول اغاظتها رغم غضبه لطريقتها تلك فى التعامل معه ...يعلم انه اخطى فى غضبه عليها ...لكن هى أنثى عليها ان تكون رقيقة وهادئة ...لماذا حبيبتى ...لا تخجلين منى ...فأنا وانتى سنكون زوجين خلال مدة قصيرة ...حبيبتى ...رددها بمحبة ...
فسبت ولعنت هى بصوت منخفض سمعه هو جعل حاجبيه ينعقدان بشدة فهو يكره ان تلفظ هى مثل تلك الألفاظ النابية وأمسك يديها برفق وحنو يقربها منه حتى أصبحت قريبة منه شعرت بدقات قلبه العالية وقال بحب ... حبيبتى ...لا تفسدى انوثتك بالشتاءم ...والسلوك الرخيص ...فانتى أرقى من ان تقولى مثل تلك الألفاظ ...فمهما فعلتى ستظلين إمرأة طاغية الأنوثة ...كلماته تلك جعلت قلبها يخفق بشدة وبلعت ريقها بصعوبة وهى مذهولة وصادمة حتى وجهها تحول إلى اللون الأحمر ...ظلا ينظران إلى بعضهما البعض لثوانى وعيناه الخضراء تحتضن عيناها الزرقاء بتملك ...لم تخرج من تاملها به إلا وهى تلمح ابتسامته المنتصرة تلك التى ظهرت على ثغره عندما لاحظ حمرة خجلها ...فابعدته بيديها بقوة ...ومن ثم فرت هاربة إلى داخل المنزل ...أخرج منه ضحكة عالية تبعتها ابتسامة جعلت عيناه تلمعان بحب ...ابتسم لهروبها ...وهو متأكد ان وراء تلك النمرة الشرسة امراة أقل ما يقال عليها حنون دافئة ... صعد سيارته منطلقا بها وهو تكاد ابتسامته تصل لأذنيه لما حدث.

انعقد حاجبيه فى عقدة متسائلة ...قبض على مقود السيارة وهو يقول مفكرا ...ما قصة ذلك ال مالك أيضا ...هل يتلاعب على كلا الفتاتان هو الآخر . ...لكن انا اعرف مالك جيدا ليس من ذلك النوع ممن يتلاعبون بالفتيات فحتى عندما كنا فى المرحلة الثانوية حاولن الكثير من الفتيات التقرب منه ولكنه كان يرفضهن جميعا ...إذا كيف عرف نور ...ولماذا أتى إليها فى ذلك الوقت تماما وكأنه كان ينتظر لكى ياتى إليها ...تبا أكاد اجن من التفكير ...ثم زفر بقوة واخرجها فى تنهيدة طويلة وهو يقول ...ياالله
...
مالك وحازم الاثنان يعرفان بعضهما بحكم أن والديهما أبناء عمومة. ...وأيضا كان مالك دائما الند الذى يقف أمام حازم فى كل شى فى الدراسة فى ممارسة الرياضة حتى فى المسابقات التى كانت تقام بين المدارس وكانت النتيجة تحسم أحيانا لصالح مالك ...فمنذ أن كانا صغيران وكل منهما يرغب ان يكون أفضل من الآخر ...رغم ان مالك لم يكن يهتم بتلك المنافسة كثيرا ...ورؤيته لمالك قريب هكذا ل نور سيجعل الصراع يعود بين هذان الاثنان
...
دلفت إلى المنزل ثم إلى غرفتها مباشرة وهى تحمد الله لعدم مقابلتها لجدتها التى ستلاحظ كل شئ تحاول تهدئة نفسها من تلك المشاعر التى بدأت تشعر بها ...دخلت إلى الغرفة وجدت جدتها تحتضن نور بقوة إليها وتمسد على ظهرها بحنو وهى تقراء الفاتحة والمعوذتين وأية الكرسى تحاول تهدءتها ...اقتربت منهما وهى تنظر إلى جسد نور الذى تحتضنه الحاجة زينب إليها والأخرى تشهق بقوة ...اقتربت أكثر ثم جلست بجوارهما على السرير وهى تقول بحزن ...نور ...لا تبكى عليه انه لم يكن يستحقك...ثم سحبتها من جدتها واخذتها بين أحضانها وهى تقول بحزن وبكاء بعدما شعرت ببكاء نور الذى يزداد...لا تحزنى ...لا تبكى يا نور ...لم يكن يستحقك

 

نظرت إلى النجوم التى تتلألأ فى السماء والقمر الذى يتوسط تلك اللوحة الجميلة التى من صنع الله ...ضمت جسدها اليها بقوة تحاول تدفئة نفسها من نسمات الهواء الباردة ...فالشتاء على وشك القدوم ...اغلقت النافذة الكبيرة ...وذهبت الى المطبخ اعدت لها كوبا من القهوة الساخنة لعله يدخل الدف إلى جسدها وقلبها الباردان...وجلست على الأريكة التى تتوسط غرفة نومها ...ومن دون ان تشعر وضعت أصابع يديها على شفتيها وهى تتحسس مكان قبلته ...ضمت جسدها اليها وقالت بدموع ...ما الذى أتى به بعد كل هذه السنين لماذا أتى الآن ...لماذا عدت يا أسامة ...بعد ان تركتني ...ماالذى اتى بك ...اخرجتها باختناق من فمها وهى تغلق عيناها بشدة ...فتحت عيناها فجأة وهى تقول يجب أن اذهب ...يجب أن افهم ...يجب أن أتحدث معه ...تحركت مبتعدة عن الأريكة ثم توجهت نحو الدولاب الذى أخرجت منه فستان بلون الأحمر القانى...جمعت شعرها القصير على شكل ذيل حصان وارتدت حذاء منخفض الكعب ...ثم خرجت من الشقة ثم من البناية متوجهة إليه ...وهى مصممة على معرفة سبب مجيئه بعد كل هذه السنين ...

-ها هى الأوراق التى تثبت ملكية دينا للشقة ويوجد أيضا أوراق أخرى تثبت نقل ملكية المبنى السكنى إليك ...قالها سيف وهو يقرب مجموعة من الأوراق إلى أسامة الذى يجلس أمامه فى مكتبه الموجود بالشركة الكبيرة
-حسنا ...قالها أسامة وهو يتناول الأوراق ...ثم تابع وهو ينظر إلى سيف ...جيد ...ولكن كنت أريد أن اجعلك تقوم بنقل الملكية إلى دينا وليس إلى عندما أعود
فشبك سيف يديه أمامه وهو يقول ...تستطيع أن تفعل انت هذا ...لقد ابتعدت تماما عن دينا عندما علمت أنك على وشك القدوم لكى افسح لك المجال معها ...ثم قال وهو يتحرك مبتعدا عن كرسى مكتبه ...أسامة ...دينا تستحق شخص يحميهاحقا ...لا أريدك ان تجرحها يا أسامة ...هل فهمت هذه المرة لن ينفع الهروب والابتعاد عنها ...وخصوصا أنك تريد حقا العودة إليها ...لقد اهتممت بدينا طوال فترة غيابك ليس لأنك طلبت منى ذلك فقط ...لا بل أيضا لأننى اتخذت دينا أختى التى لم تلدهاأمى ...هذه المرة حقا أن جرحتها انا من ساقف أمامك ...قالها بتاكيد
ظهرت شبه ابتسامة على وجه أسامة ...وهو يعلم جيدا ان سيف اعتبر دينا صديقة وأخت له ...لكن عندما سافر فى الوقت التى احتاجت دينا فيه إلى شخص بجوارها ...لم يكن يستطيع العودة لذلك طلب من سيف الوقوف بجانبها والاطمئنان عليها ...لكن كانت نتيجة ابتعاده هذا ارتباط وتعلق دينا أكثر بسيف ...ربما صديقه لم يلاحظ ذلك ...لكن هو نفسه لاحظ ذلك ...لكنه لن يسمح لها بأن تبتعد ولا حتى بأن تكون لغيره ...سيف الآن أصبح متزوجا لذا عليها ان تنسى أمره تماما وهو كفيل بأن يفعل ذلك ...
نظر سيف إلى أسامة باهتمام وصمت ...فضحك أسامة شبه ابتسامة وقال ...ماذا ...لماذا تنظر إلى هكذا
فقال سيف وهو يرفع أحد حاجبيه بشدة ...منذ أتيت وانا أريد ان أسألك سؤالا او بالأحرى عدة أسئلة
فقال أسامة بخفوت...اسأل
فقال سيف بصوت خشن...ما سبب عودتك الآن بالذات ؟...ولماذا عدت بعد تلك المدة الطويلة؟ ...ولطالما أنت كنت بعيد عن دينا طوال تلك الفترة لماذا اخترت الآن بالذات لكى تعود .؟ ...لماذا كنت تهتم بها هكذا رغم أنك تركتها .؟...هل حقا تحب دينا ...؟.ام ...انها مجرد تسلية بالنسبة إليك ؟
أبتسم أسامة لاسءلة صديقه الكثيرة تلك فهو حتى لا يستطيع الإجابة عنها ...فقال بتاكيد ...ساجيبك على سوال واحد فقط وهو ...انا لا حب دينا فقط بل انا عاشق لها ...وعدت لكى تكون زوجتى واعيدها إلى كما السابق ...انا من خسرت حبها وانا القادر على ارجاعها إلى ...أما عن سبب غيابى كل هذه المدة فأنا لا أستطيع ان اجيب عليه ...لكن ما أستطيع أن أقوله هو دع الأمور للأيام ستكشف كل شئ


كاد سيف أن يتكلم لكن رنين الهاتف الموجود على المكتب قطعه ...فامسك السماعة بيديه وقال بتركيز ...مرحبا ...حسنا ...
أغلق السماعة وهو يرفع أحد حاجبيه ناظرا إلى أسامة بتركيز
فقال أسامة مستغربا ...هل هناك شئ
فأكد سيف برأسه وهو يقول ...دينا بالأسفل وتريد مقابلتى
للحظة صمت أسامةثم قال ...حسنا سأذهب قالها وهو يتوجه نحو الباب
فقال سيف ...لن ينفع خروجك الآن ... فهى دقائق وستكون أمام مكتبى لقد ركبت المصعد ...إلا تريد ان تقابلها يا أسامة
فقال أسامة بحزن وارتباك ...لا أريد ان اقابلها هنا وبالذات الآن
فقال سيف بسرعة ...حسنا ...يوجد غرفة هناك تستطيع البقاء بها لحين خروجها ...ويوجد بها باب ثانى للخروج اذا اردت الذهاب
توجه أسامة حيث أشار سيف مغلقا الباب حتى شعر بدخولها ...فوقف منتبها لكل ما يحدث بينهما وما تقوله حتى عقد حاجبيه بخشونة لما سمعه ...

بعد لحظات سمع دقات خفيفة على الباب تبعها دخول دينا ...اقتربت منه بارتباك وهى تمد يديها لتحيته. ...فحياها باحترام ...وارشدها حيث طقم الاراءك الجلدية الموجود فى أحد جوانب المكتب قرب الباب الذى دخل إليه أسامة ...
جلست بهدوء ثم نظرت إليه بحزن لكن سريعا ماقامت بتغير نظرتها تلك ثم قالت فى نفسها بحزن تحاول كبته هل حقا هى حزينة لزواج سيف لأنها تمنته زوجا لها بسبب انها احيانا حقا شعرت بانه ربما يتاخذها زوجة له ...فهى كانت تريد الامان وهو اراد الاطمئنان وأم تمسد على شعره فى اوقات حزنه ام انها حزينة لأنها خسرت شخصا كان الأمان والسكن بالنسبة إليها ...ام هل أتت لكى ترى سيف فقط ...ام من أجل فقط السوال على أسامة الذى أتى بعد غياب سبعة أعوام ...ينفث بقوة لكى يشعل نار المشاعر التى خمدت فى جسدها منذ زمن ...حقا لم تعد تعرف شئ الكثير والكثير من الأسئلة تدور فى رأسها بغير هدى ...حتى عندما جلست لم تعرف كيف تبدأ الكلام او ماذا تقول ...لكن كل ما هى متأكدة منه انها حقا شاكرة وممتنة لسيف لوقوفه بجانبها وأنه كان درعها الواقى ضد اى صعاب واجهتها منذ ان توفى والدها وخسروا كل أموالهم وقف بجوارها فى الوقت الذى تخلى عنها الجميع فحتى أقاربها عندما علموا بأن كل ما كان يمتلكه والدها خسره وأنه قد افلس حتى ابتعد عنها الجميع كل شى خسرته شركة والدها الذى اسسها بمجهوده الخاص حتى الفيلا التى كانت تعيش بها ولم يتبقى لها غير شقة قديمة فى احد الاحياء الشعبية كانت ملكا لوالدتها ...ولكنها لم تكن تملك ما يجعلها تستطيع الاستمرار واطعام نفسها ...بعد موت والدها جراء أزمة قلبية إصابته عندما علم بخسارة كل شى ...لكنه انقذها بحث عنها ووقف بجوارها فحتى المحل الصغير الذى تملكه هو من ساعدها فى إنشاءه بماله الخاص وبعد أن أصبح عملها بالمحل يتحسن وحصلت على الأموال حتى عرضت عليه ان تعيد إليه ما دفعه لكنه رفض وحتى انه قام بكتابته باسمها ومن يومها وهو ملكا لها وبعد ذلك قام بنقلها إلى الشقة التى تعيش بها حاليا حقا انها أكثر من شاكرة له لو تستطيع ان تقدم حياتها له فهى لن تبخل يوما ...

رفعت رأسها إليه بابتسامة صغيرة حزينة وممتنة فى نفس الوقت فقالت هى بسرعة بدون مقدمات بصوت منخفض بنبرتها الدافئة ...شكرا لك

اعتدل فى جلسته ناظرا اليها مستفهما
ثم تابعت بنفس الابتسامة ...أعلم انها ربما قد أتت متأخرة ...لكن حقا شكرا لك سيف ...لولاك لما عرفت ما الذى كان سيحدث لى ...لقد كنت الأمان الذى لم أحظى به يوما منذ وفاة والدى ...ثم قالت بدموع تتلألأ فى عيناها ...حقا شكرا لك ...وأيضا مبارك على زواجك رغم أنها أيضا جاءت متأخرة لكن اتمنى لك السعادة دائما...متأكدة أنك ستكون زوجا راءعا محبا ودافءا ...أنت الرجل الذى تمنيته زوجا لى حقا ...أنت الرجل الذى تستطيع اى امرأة ان تشعر بين احضانك بالأمان والاحتواء وعدم الخوف من اى شئ ...ثم همت واقفة وهى تقول ...أعلم إننى لو عشت عمرى بأكمله أقول لك به شكرا ...لن يكون كافيا لما فعلته معى ...اعلم إن منزلى سيكون دوما مفتوحا لك فى اى وقت تحتاجنى إليه به ...فكان يكفينى سابقا اننى اول شخص تلجأ إليه حتى لو كنت حزينا ...
قالت كلماتها المتاججة بالمشاعر وخرجت وهى تشعر بأنها أخيرا استطاعت أن تبوح بما كانت تشعر به نحوه ...فهذا على الأقل سيريحها عليها ان تنسى وحتما ستنسى...عليها ان تخرج تماما من حياة سيف والا تسمح لأسامة بالاقتراب منها ابدا عليها ان تنساه تماما ...
بهتت ملامحه لما سمعه الآن من بوحها لمشاعرها بجرأة له ...جلس فى مكانه كالصنم لا يستطيع الحراك ...ياالله ...كل مافعله معها وبناء على طلب أسامة وقربه منها جعلها تحبه ...حتى انها قالت ذلك الآن. ...تحرك من مكانه بسرعة متوجها إلى الباب لعله يلحق بها ليخبرها ان كل مافعله كان باموال اسامة وهو من ارشده لمكانها. ...هو السبب فى كل هذا ...هو نفسه لم يكن يفعل شى الا بأوامر أسامة ... لكنها كانت اختفت تماما
عاد إلى مكتبه يضرب كفا بكف لم سمعه ...فتذكر بسرعة أمرا جعله يشعر بالحزن والاختناق أكثر ...هل من الممكن أن يكون سمع كل هذا ...توجه نحو الغرفة التى بها أسامة ...لكنه وجد الغرفة فارغة دليل على انه خرج من هنا لكن متى وهل يمكن أن يكون قد سمع كل شى ...ياالله ماذا أفعل ...حتى هو قد اخطاء لتقربه الشديد منها حتى أصبحت متعلقة به ...نعم لقد كان يذهب إليها لكى يريح نفسه من ما مر به فى يومه ...لقد كان يذهب حقا عندما كان يحتاج إلى ام تحنو وتمسد على ظهره فى ظل المتاعب والمصائب التى كان يواجهها ...لكنه لم يحسب عواقب كل هذا ...

وقف بسيارته فى أحد المناطق النائية بعد خروجه من مكتب سيف ...غاضب لما سمعه منها اليوم وكلماتها تتردد فى رأسه بجنون ...
((أنت الرجل الذى تمنيته زوجا لى حقا ...أنت الرجل الذى تستطيع اى امرأة ان تشعر بين احضانك بالأمان والاحتواء وعدم الخوف من اى شئ ))
((أعلم إننى لو عشت عمرى بأكمله أقول لك به شكرا ...لن يكون كافيا لما فعلته معى ...اعلم إن منزلى سيكون دوما مفتوحا لك فى اى وقت تحتاجنى إليه به ...فكان يكفينى سابقا اننى اول شخص كنت تلجأ إليه حتى لو كنت حزينا ))
تبا... صرخ بها بقوة جعلت الكلاب تبتعد راكضة...وضع يديه على رأسه محاولا منع الألم الذى بدء يشتد فى رأسه ...هل يصرخ ام يبكى ...ام يذهب يضرب صديقه بسبب ما قالته ...ام يلوم نفسه هو لأنه تركها ...سقط بجسده بوهن على الأرض ...وقال بألم ...لم يكن بيدى تركها ...هل ستبتعدين عنى بعدما أتيت اليكى ...هل حقا أصبحت ماضى بالنسبة اليكى
سقطت دمعة حزينة من عيناه ...لا يعرف ماذا يفعل ...هل حقا فات الأوان ...رغم كل ما فعله ...نعم لقد كان بعيدا عنها لكن قلبه كان معها هى دون غيرها ...رغم بعده إلا أنه كان يتابع أخبارها ...

 

كانت تجلس على كرسى طاولة الزينة تمشط شعرها ...فقالت بفرحة فى عيناها ...ابنة ياسين حقا جميلة ...سعدت عندما رأيتها ...لم أرها منذ ان اتيتم بها من لندن وهى رضيعة منذ ان توفيت روز ... ثم تابعت باسى ...حقا انه شى محزن ان تموت روز وتترك رضيعتها. ...لا تعلم كم السعادة التى كانت تشعر به روز عندما علمت انها حامل وأيضا بفتاة ...لكن لم تكتمل تلك الفرحة بالنسبة لها ولياسين
ظل يستمع إليه بتجهم وصمت لما تقوله كله وهو ينظر إلى صفحات الكتاب الذى يمسكه بين يديه وهو جالس على السرير يراقبها ويراقب تعابير وجهها ...ويقول فى نفسه ...ماذا ستكون ردة فعلك يا نورا ...إذا علمتى ان روز لم تمت وأنها ما زالت على قيد الحياة وأننا أخذنا الطفلة عندما انجبتها فى نفس اليوم دون علمها ...دعا ربه فى صمت ...إلا ياتى هذا اليوم ابدا ...فهو يعلم جيدا كيف ستثور نورا عليهم جميعا ...
حتى قالت بعفوية وهى تبتعد عن المقعد وتنظر إلى ساعة الحائط ...حقا لا أعلم لماذا تأخر حازم هكذا ... هل هناك الكثير من القضاياة لهذه الدرجة يا مراد
فرفع وجهه إليها بدون تعبير وابعد نظارته عن عيناه وهو يقول ...لا تقلقى يا نورا ابنك لم يعد صغيرا لكى تقلقى عليه ...
زمت شفتاها بشدة وهى تجلس بجواره على السرير وتمسك يديه بدف وحنان ...مراد أرجوك لا تقسو على حازم ...انا لا أريده ان يبتعد عنى مرة أخرى
فقربها إليه يحتضنها بشدة وقال وهو يقبل فروة رأسها ويستنشق عبيرها الذى سحره منذ ان قابلها ...لا تقلقى ابنك شخص قادر على تحمل المسؤولية لذا لا تقلقى
ثم قال بشوق قاتل وابتسامة ...نورا لقد اشتقت اليكى
فضحكت بشدة وهى تبعده عنها ...مراد ألن تكبر ...ابنك اطول منك ...أيها العجوز
فاكفهر وجهه بشدة وهو يقول بغضب ...لا انا لم اكبر ...وما شانى انا بابنى الآن ...فاعتدل فى جلسته وقال ...نورا ليس لأن حازم عاد هذا معناه ان تهملينى. ...انا زوجك ولدى متطلبات ...هل فهمتى...ثم اشتدت عيناه أكثر وهو يامرها مشيرا إلى إصبعه ...تعالى اقتربى واجلسى هنا ...
فنظرت إليه بتكبر وهى تقول ...لا ...سأنتظر حازم فى غرفته حتى ياتى ...وخرجت غير أبية بزمجرته وغضبه ...فقال ...حقا تلك المرأة تحتاج إلى تهذيب رغم كبر سنها ...ثم أبتسم ...لكنها ستظل مدللتى دائما مهما كبرت
فعادت إليه تحاول كبت ضحكاتها وهى تقول ببراءة ...حسنا سأنتظر حازم هنا ...ثم نظرت إليه بخجل رغم سنها الذى يزيد عن الأربعون ...حسنا ما الذى كنت تريده
فضحك بشدة لخجلها الذى لن يختفى يوما عنها ...وقال بدلال ...قلت أن تأتى إلى هنا ...إلى أحضان العجوز الذى سيريكى ...من هو العجوز ...

 

وقف أمام نافذة مكتبه الكبير يحاول استنشاق الهواء لعله يخفف من ضيق أنفاسه ...لمدة أسبوع هى لم تأتى إلى العمل وحتى لم تخرج من ذلك المنزل منذ ان دخلت اليه ...بطريقته الخاصة استطاع معرفة لمن هذا المنزل وايضا سبب بقاءها به فعرف انها صديقة لريم قريبة سيف ...لكنه قلق للغاية عليها لا يعرف كيف أصبح حالها الآن هل يمكن ان يكون أصابها شى ...حقا لقد جن لم يعد ينام جيدا منذ تلك الليلة اللعينة بسبب ذلك المعتوه مازن ...حتى هو الآخر لم ياتى إلى العمل ...فيبدو انه مازال يستمتع مع تلك الافعى ...لكن عندما فقط يعود سيفصل رأسه عن جسده حتى لا يفكر مرة أخرى بتلاعب باى فتاة على هذه الأرض ...فقط يعود وحينها هو سيتصرف لكى يجعله يندم على اليوم الذى فكر فيه فقط على النظر إلى نور
دلفت إلى الغرفة مهرولة وهى تلقى بحقيبتها بإهمال على أحد الكراسى الموجودة فى الغرفة ...ومن ثم اندفعت حيث السرير الذى تجلسا عليه كلا من ريم ونور ...فقالت بحزن ...نور هل انتى بخير ...ما الذى فعله معك ذلك الحقير
فنظرت إلى ريم بلوم وهى تعاتبها. ...وماذا عنك انتى أيضا ...لماذا لم تخبرينى ...غير اليوم بما حدث
فقالت ريم بهدوء ...لا تقلقى ...نور بخير ...هل تعتقدين انها منزعجة من أجل ذلك الحقير لا ...لقد أصبح صفحة قذرة وقمنا بتمزيقها
ثم نظرت أروى إلى نور مرة أخرى تبحث عن اى شئ فى وجهها على انها أصبحت بخير
حتى قالت نور بابتسامة صغيرة رغم شحوب وجهها ...لا تقلقى على انا بخير ...انا حقا لست منزعجة عليه او غاضبة ...انا حزينة فقط اننى لم أكن أشعر بخداعه لى ...
فنظرت أروى بهدوء وحنان ...حسنا ما الذى فعلتيه عندما رايتهما
فقالت ريم بأسى ...لم تفعل شئ تلك الحمقاء ثم تابعت بتفاخر لكن انا فعلت
فضيقت أروى عيناها إليها بشدة ونظرت إليها بتسأل
ضحكن ثلاثتهم بشدة حتى ان أروى كادت أن تختنق ودمعت عيناها ...عندما قامت ريم بوصف كل ما فعلته داخل القاعة ورشفها الشربات على وجه وفستان العروس ...حتى انها وصفت شكلها وشهقاتها العالية عندما فعلت ذلك ...وذهول المدعوين من فعلتها تلك
ظلا الثلاثة يتجاذبن أطراف الحديث المختلفة ...حتى لم يعدن يشعرن بالوقت ...

دخلت إلى المنزل بهدوء ونظرت فى ارجاءه وهى ترى الظلام يحيطه. ...حتى تيقنت انه لم يعد بعد إلى المنزل ...جلوسها مع ريم ونور جعلها لم تشعر بالوقت ...حتى نظرت الى الساعة التى بيدها وجدتها الحادية عشر فشهقت بقوة وودعتهما ورحلت ...ليس لانهما ليسا كاى زوجين فهذا يعطيها الحق بأن تتأخر هكذا ...لكنها حقا كانت تحتاج لتلك الجلسة مع صديقتيها ...كل ما كانت تحلم به مع سيف لم تجده ...يبدو انه لن يشعر بحبها له ابدا وسيظلان هكذا ...لكن هل تتحمل ام تطلب منه الانفصال لكى لا تجرح أكثر ...وهى ترى عدم المبالاة فى عيناه ...دارت عيناها فى أرجاء المنزل حتى اقتربت من الاباجورة الموجودة بجوار الكرسى فى الصالة ...مدت يديها تبحث عن مفتاح الإضاءة حتى شعرت بيد على يديها ساخنة ...فابعدتها بسرعة ووضعتها بتلقائية على فمها خوفا وجحظتا عيناها ...فاضيءة الأنوار ...ونظرت بذعر إلى سيف الجالس على ذلك الكرسى بتهجم واضح على وجهه...
ظلا الاثنان ينظران إلى بعضهما البعض لثوانى...هو بقسوة وحدة وهى بخوف وذعر ...وهى تقسم فى نفسها لو كانت النظرات تقتل لكانت سقطت صريعة فى الحال جراء نظراته التى تكاد ترسل قطع من الحمم البركانية إليها ...فقطع هو ذلك الصمت وهو يقول ببرود وبغضب مكتوم ...أين كنتى
بلعت ريقها بصعوبة من نظرته التى ازدادت قسوة رغم البرود المحيط بها ...فقالت بخوف ونبرة ضعيفة ...لقد كنت ...لقد كنت ...عند ريم
فرفع احد حاجبيه وهو مازال على جلسته المسيطرة المرعبة تلك ...فقال بتهجم و وجهه مكفهر غضبا ...عند ريم حتى هذا الوقت ...وقد قاربت الساعة على منتصف الليل ...ثم تابع بنبرة ساخرة ...الاتعتقدى انه كان يجب عليكى ان تستاذنى من زوجك ...يا زوجتى العزيزة
رعبها وخوفها اختفيا وحل محلهما الغضب والنفور ...عندما نطق بتلك الكلمة الساخرة المستفزة...فقالت وعيناها تلمعان غضبا ...لماذا استأذن...؟ ...ثم تابعت بنفس نبرته الساخرة ...ومن من ؟
فرفع أحد حاجبيه وقد ازداد غضبه أكثر حتى ظهرت ملامح هذا الغضب أكثر على وجهه وخطوطه تشتد انعقادا ...وبرز عروق عنقه النافرة بقوة ...
فنظرت إليه بتحدى أكثر ...رغم أن قلبها يكاد يخرج من مكانه بسبب دقاته ...لو تستطيع الهرب الآن تقسم انها لكانت فعلت ...وقالت بنبرة متحدية مستفزة ...كما تعلم انا وانت لسنا كاى زوجين لكى نلعب انا وانت ...لعبة الزوج والزوجة تلك ...لذلك فلتريح نفسك ...وتريحنى انا أيضا ... من ذلك الإدعاء الكاذب ...لذلك مابينى وبينك سينتهى
نهرت نفسها بقوة على غباها لنطق تلك الكلمات الحمقاء...وهى ترى تعابير وجهه تلك
هب واقفا من على كرسيه ...وهو يظهر سيطرته وقوته ...ونظرته تحمل غضبا وقسوة ...مثل الأسد الذى خرج أخيرا من مخباه ...وهو على وشك الانقضاض على فريسته التى انتظرها طويلا ...أمسك بكتفيها بيديه ...وهو يقربها منه حتى اقترب من اذناها. ...وقال وهو يصتك على أسنانه يقوم بتهجاءة كل كلمة يقولها بغضب ...فل تكررى ما قلتيه مرة أخرى
تألمت من قبضته الفولاذية تلك حتى انها لا تستطيع ابعاده ابدا عنها ولا حتى تخفيف قبضته التى تكاد تكسر عظام كتفيها بين يديه ...حاولت حتى نجحت فى ابعاده عنها وقالت بشدة بعينى متحدية لا تستطيع التخلى عن تعبيرها ابدا وصوت عالى ...لقد قلت انا لست زوجتك ...لذلك لا تقترب منى مرة أخرى

 

فوضع إحدى يديه على جبهته مفكرا ...حتى ظهرت ابتسامة شيطانية على وجهه ...حسنا ساثبت لكى انكى زوجتى والآن ...قالها مؤكدا ...وهو يضع إحدى يديه على ظهرها والأخرى أسفل قدميها حاملا إياها ...وكأنها لا تزن شيئا ثم صعد بسرعة درجات السلم ...لدقيقة الصدمة الجمتها ...جعلتها لا تستطيع أن تفكر ماذا تفعل ...وبقوة دفاعية وآلية ...ضربته على صدره بقوة ...لكن لم ينفع وكأنها تحاول إسقاط او تحريك حائط متينا...وقف أمام الغرفة دافعا بابها بقدمه بعنف ...ودلف الى الغرفة ثم ألقى جسدها على السرير بعنف ...تألمت من شدة القاءه لها ثم حاولت تحريك جسدها مبتعدة تحاول النهوض ...إلا انه قبض على جسدها بجسده بأكمله يمسك يديها بين يديه ...ثم أخفض رأسه ملتقطا شفتاها بشفتيه بتملك وشدة وغضب ...
حاولت تحريك قدميها ويديها وأبعاده عنها ...ولكنها لم تفلح ...كأنها تحاول تحريك جبل حتى خارت
.فشعرت بقبلته التى أصبحت أكثر رقة وأصبحت تستجيب له
...تبا لذلك القلب الخائن الذى لن يرحمها يوما ..فحتى جسدها أصبح يستجيب له ويطلب المزيد ...فقالت لا لا ...ساجعله يكتفى بهذا ...لا لن يحصل على بتلك الطريقة ...فابتعد بفمه عنها طالبا للهواء وهو ينظر إلى عيناها الذهبية كأنه فى صحراء ولم يرتوى بعد ...فقالت بانفاس لاهثة وحزن وصوت مكتوم ...هل تريد الحصول على هكذا بدون ارادتى
صعق من كلمتها حتى ان قبضتا يديه اشتدتا على معصمها...

أبعد يديه وجسده عنها بفتور. ...تاركا لها السرير والغرفة ...صافقا بابها بقوة ...فجلست على السرير تضم قدميها الى احضانها وهى تقول ببكاء شديد ...انا أحبك نعم أحبك ...لكن ليست هذه هى الطريقة التى تمنيتها لكى تحصل على ...لو كنت فعلت هذا كنت ساكرهك ...فتابعت بصوت مبحوح...أريدك أن تثبت لى أولا أنك تحبنى ...أنك حقا تستحق انتظارى وحبى لك يا سيف ... لا اريد ان اكون مجرد امراة لاشباع رغباتك فقط ...اريد ان اكون لك كل شى مثلما انتى بالنسبة الى كل شى
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 13

26-11-2021 01:38 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [12]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الثالث عشر

وقفت تنظر من خلال النافذة العريضة لغرفة حضانة الأطفال ...برداءها الأبيض الذى زادها نقاء واشراقا...وعيناها الزرقاء تتلألأ من السعادة وهى تداعب أحد الأطفال وتضحك له وتفعل حركات كرتونية بوجهها ويديها ...وكأن الطفل كان يفهم حركاتها فيضحك ويحرك قدميه ويديه بعشواءية ...وقفت منسجمة تماما مع هذا الطفل وغيره من الأطفال الذين يملاءهم البراءة والنقاء ...كم تعشق الوقوف فى هذا المكان ولو قليلا عندما لا يكون لديها اى عمل فى المشفى ...هذا هو المكان الوحيد الذى تجد فيه نفسها ...ريم كما لم يعرفها أحد من قبل ...الرومانسية الحالمة النقية البعيدة تماما عن تلك المرأة سليطةاللسان العنيفة ...التى تحلم فقط بطفل تحمله بين يديها وتدغدغه وتحتويه ...تريد ان تعوضه عن ما فقدته هى من احتواء وأمان لم تجده ويبدو انها ستظل تبحث عنه ...أن كانت يوما ستفكر فى الزواج فلن يكون إلا من أجل ان تنجب طفلا ...لا يوجد رجل محب لامرأة جميعهم كاذبون سيبنون لكى أحلام وقصور وبعد ذلك سيتركوكى محطمة ...ومن دون ان تشعر وجدت ذاكرتها ترجعها للماضى لأكثر من عشرون عاما.

ركضت بسرعة تختبئ فى غرفتها ...عندما بدأ شجار والديها المعتاد والصراخ وهما يلقيان على بعضهما أفظع الألقاب ...فسمعت صوت العديد من الأشياء وهى تتحطم ...ووالدها يصرخ ويسب ...ووالدتها تصرخ ببكاء شديد ...وكلما كانت تزداد شدة شجارهم وصراخهما كانت تنكمش أكثر بجسدها الصغير فى أحد الأركان وتضع إحدى يديها على اذنها تحاول أن تمنع وصول تلك الأصوات إليها والاخرى تضعها على فمها تحاول منع شهقاتها وبكاءها ...حتى أمسكت أحد الدمى الوردية الموجودة بالغرفة تضمها إليها أكثر لعلها تجد فيها الأمان وتحميها من ذلك الصراخ الذى بالخارج ...حتى شعرت بالهدوء وأن الأصوات قد توقفت ...فانتظرت قليلا ثم تحركت مبتعدة من مكانها تفتح باب غرفتها الوردية ببط ... حتى لمحت والدتها تجلس على الأرض تبكى ووجهها ملئ بالكدمات وآثار الضرب ...أرادت الذهاب إليها لكى تحتمى بها لكنها خافت من ان تقوم والدتها بأبعادها عنها او حتى الصراخ بها ...فاغلقت باب غرفتها ...وجلست على السرير تنظر بعيناها الزرقاء الدامعة فى المكان ...فمدت يديها الصغيرة تبعد خصلات شعرها الحمراء عن عينيها ...وهى تقول بطفولية وببراءة تحاول ان تطمان نفسها ...وتعطيها الأمان ...لن تبكي يا ريم ...انتى كبيرة ...لا تخافى انه يحدث دائما وهما انتهيا من شجارهما وسيعودان جيدين ...لذا لا تخافى

عادت بذاكرتها ...بعد أن خانتها دموعها وبدأت بالسقوط ...رغم انها بكت كثيرا ...وأصبحت معتادة على التذكر. ...إلا انها كلما تذكرت ما كان يحدث بين والديها ...تتخيله وكأنها تراه أمامها ...هوت بجسدها على أرضية الرخاميةالبيضاء للمشفى. ...تضع يديها على وجهها و تزداد شهقاتها أكثر وأكثر ...
عندما كان عمرها سبعة أعوام ...والدتها طلبت الطلاق فهى لم تعد تتحمل العيش مع والدها وتركتهما...رغم أن والديها قد تزوجا عن حب إلا أنهما لم يستمرا مع بعضهما ولا أحد علم سبب شجارتهم تلك ...شعرت بجسد يقترب منها ويجلس بجوارها ويستند بجسده على الحائط. ...حتى قال بانزاعاج ...ماذا أفعل يا ريم ...هل أقوم بإلغاء قسم الأطفال ...لكى لا أرى حزنك هذا ...عندما أبحث عنكى ويقول لى أحدهم انكى فى قسم الأطفال انزعج وانا أعلم انكى لن تتوقفى عن بكاءك هذا
فرفعت رأسها إليه بعينان حمروان وهى تقول بشهقات. ...ماذا أفعل يا ماهر ...لا أستطيع أن انسى ...وأنا لا أستطيع الا أتى إلى هنا ...انه المكان الوحيد الذى أجد فيه السعادة

فنظر إليها بحزن ...فهو يعلم جيدا بمشاعر ريم والشرخ الكبير الذى حدث فى شخصيتها منذ ان انفصل والديها ...شئ صعب ان تكبر ولا تجد والديك حولك فى الوقت الذى احتجت إليهم به ...
فنظر إليها باهتمام وهو يتحرك واقفا بسترته الطبية البيضاء ويرتدي تحته قميص باللون الأبيض وبنطال بذلته الزرقاء فقال بتذكر ...ريم. .نسيت صحيح ان أسألك ...لماذا لم تأتى منذ أكثر من عشرة ايام ...هل نور ما تزال حالتها سيئة ومد إليها يده لكى يساعدها على الوقوف ...لكن كعادتها رفضت مساعدته ووقفت هى بنفسها وقالت وهى تقوم بتعديل سترتها الطبية ...لا تقلق نور بخير وانا سأعرف كيف اجعلها تنسى ذلك الوغد قالتها بغضب
فنظر إليها بانزاعاج وقلق ...ريم ما الذى تفكرين فى فعله ...أروى اخبرتنى بما فعلتيه بالعروس ومن دون ان يشعر أطلق ضحكة حاول منعها بشدة وهو يتذكر ما قالته له أروى وهى تصف ريم وما فعلته فى حفل الزفاف ...فنظرت إليه بأعين حادة محمرة جعله بسرعة يوقف ضحكته وهو يقول باسف ...آسف ...ثم تابع بجدية مصطنعة...حسنا ما الذى تفكرين بفعله ...يا رئيسة العصابة

فقالت بغضب ...انا رئيسة العصابة ...وتابعت وهى تبتعد عنه مغيظة إياه ...لن أخبرك
فركض وراءها وهو يقول بفضول. ...حقا ما الذى
تنوين فعله ...فوقفت أمامه تقول بابتسامة ثقة وهى تضع يديها فى جيبى سترتها ...هل تعرف طبيب المخ والأعصاب ...ذلك الطبيب الذى طلب مقابلة تعارف منى منذ أكثر من ثلاثة أشهر
فقال باهتمام وتركيز وهو يقف أمامها ...نعم أعرفه وأظن انكى رفضتى طلبه بسرعة ...ثم نظر إليها وعيناه نصف مغمضة بلؤم وقال ...ولكن ما الذى ذكرك به الآن
فقالت بابتسامة أظهرت أسنانها البيضاء ...لقد رجعت فى كلماتى ثم تابعت وهى تعد صفات ذلك الطبيب ...انه طبيب مشهور ...وماهر فى عمله ...ووسيم ...وطويل القامة ...ثم تابعت بابتسامة رضا وتنهيدة ارتياح جعلته يعقد حاجبيه فى شك ...فوق كل هذا هو طيبب...سيكون ثناءى رائع مع نور
فقال بحدة وسرعة ...هل جننتى ...ريم ما الذى تخططين له
فقالت بنفس ابتسامتها وهى تشبك أصابع يديها مع بعضهما ...أخطط ان أوفق رأسين فى الحلال
ففرغ فاهه وقال ببلاهة...ماذا
فنظرت إليه بغضب ثم أغمضت عيناها وفتحتهما وقالت بهدوء وهى تسير أمامه ...لقد قرأت مقولة ما ...تقول لكى تستطيع ان تنسى المرأة رجل عليها برجل آخر ...ثم تابعت مفكرة ...اظن أن مضمونها هكذا ...
فقال وهو يصتك على أسنانه ...هل تعلمين هذه أكثر مقولة غبية فى هذا العالم ...لانكى بهذه الطريقة ستظلمين الطرف الآخر ...لانكى ستستخدمينه لكى تجعلى صديقتك تنسى ذلك الآخر الذى خدعها...أليس كذلك
فاومات برأسها ...نعم
فقال ...لا هذا خطأ ...انكى تريدين مساعدتها حقا ساعديها بأن تنساه أولا وبعد ذلك تستطيعى ان توفقى راسين فى الحلال كما تقولين
فقالت بحدة ...لا ...انها أكثر طريقة صحيحة ...وأنا هكذا اساعدها
فقال بهدوء ...ريم ما تفعلينه ليس صحيحا
فقالت وهى ترفع حاجباواحدا ...لا شأن لك
ثم سارت مبتعدة عنه عدة خطوات ...فمرر أصابع يديه بين خصلات شعره السوداء بغضب ...تبا ...لقد أصبح رأسها يابسا للغاية ...انها حقا حفيدة الحسينى بجدارة
فلحق بها بخطوات سريعة حتى وقف أمامها وقال بهدوء ...حسنا أين ستقابليه ...وكيف ستجعلين الأمور تسير
فقالت ...ساقابله فى مطعم (...)غدا...وساخذ معى أروى ...
فزفر بقوة وهو يضع يديه فى خصره وقال بحدة ...لقد جننتى وما شان أختى فى كل هذا يا ريم ...
فنظرت إليه وعيناها تلمع شرا منه لكنها أغمضت عيناها محاولة تهدئة نفسها وذهبت من أمامه بكل غرور وكأنها لا تراه ...وهذه المرة هو لم يحاول اللحاق بها ...وقف فى مكانه وهو يقول بقلة حيلة ...حسنا يا ريم ...

جلس على مكتبه يتفحص بعض الأوراق الخاصة بالعمل ...حتى دخل عليه خادمه يخبره أن السيد سليمان أتى ويريد مقابلته فطلب منه ادخاله بسرعة ...استند سليم على عصاه ووقف يرحب بالضيف بحبور...دخل الحاج سليمان إلى غرفة المكتب بهيبة...فرحب الاثنان ببعضهما وخرجا من المكتب وجلسا فى الصالون الموجود فى غرفة الجلوس ...
فقال سليمان بهدوء وهو يرتشف من فنجان قهوته ...كيف حالك يا سليم
-بخير ...ثم تابع بحنو. ...وكيف حال سيف
فضحك سليمان ...بخير ...انه أفضل منك لا تقلق
ظلا الاثنان صامتان وكل منهما يرتشف قهوته ...حتى قال سليمان بأعين خبير وابتسامة ...بالتأكيد انت تفكر الآن عن سبب مجى إليك أليس كذلك
فنظر سليمان إليه موكدا لما قاله وقال بابتسامة ...حقا سيد سليمان دائما تستطيع قراءة افكارى من دون ان اقول شئ تعرف ما أريده ...
فضحك سليمان بخفوت وقال بهدوء ...سليم اتمنى أن تتحسن علاقتك بابنك. ...أريده ان يفهم كل شئ ...أنت لم يكن لك ذنب بموت فيروز ثم تابع بألم ...ابنتى كانت مريضة منذ ان ولدت ...ورغم أنك كنت تعلم بمرضها إلا انك وافقت على الزواج بها ...أعلم ان فيروز كانت أنانية فى اتخاذ قرار الحمل من دون ان تخبر أحدا لكن ...شعر بخصة فى حلقه فتوقف قليلا ثم تابع ...لكن ...لكنها كانت تفكر فى وفيك ...فى أيامها الأخيرة تابعت مع أكثر من طبيب والجميع أخبرها أن حالة قلبها ليست سيئة ...لذلك قالت ستحاول ولو كان مقدر لها أن تكون على قيد الحياة ستكون حتى ولو أصبحت حاملا ...لكنك عندما علمت شعرت بأنها خانتك او انها أنانية لأنها اتخذت القرار وحدها ...لذلك هى لآخر نفس بها كانت تتخذ لك الأعذار ...كانت تعلم جيدا انها جرحتك ...وفى شهورها الاخيرة حقا احتاجتك وقالت لى بأنك ستسامحها عندما تحمل طفلك بين يديك ...برغم آلامها لكنها كانت سعيدة لأنها ستترك شيئا منها ...ترقرقت الدموع فى عينى سليم حتى كاد أن يبكى لكنه تماسك بسرعة ودفن وجهه بين كفيه وهو يفكر انها كانت دائما تفكر به هو لكنه لم يتحمل أن تخبره بأنها حامل وأنها اتخذت قرارها من دون حتى ان تخبره ...بعد موته تاكد انه هو من كان الانانى فى علاقتهما تلك ...هو من كان يفكر بنفسه ...هو الذى هرب بدلا من أن يبقى بجوارها مع انها كانت تحتاجه ...أخذ نفسا قويا ثم زفره بقوة ...وقال بألم ...أعلم ...أعلم انه ما كان على تركها ...أعلم إننى كنت انانى. ...وعندما عدت ...ابتعد وهو يعطيه ظهره متابعا بألم وصل لاضلعه ...كان ابنى قد كبر ولم يعد بحاجتى ...
-سليم ...سيف لا يكرهك ...انه فقط حزين لأنك ابتعدت عنه ...حاول ...حاول يا سليم ان تقربه منك ...واروى هى من ستساعدك فى هذا ...أروى فتاة طيبة ...هى من ستجعل سيف يفهم كل شى والدليل ما فعلته يوم الحادث ...

التقى حاجبى سليم باستفهام ...ما الذى تقصده ...انا لا افهم شيئا
فقال سليمان بهدوء ...تعالى أجلس وانا سأخبرك بكل شى
جلس سليم كما طلب منه الحاج سليمان ...فتابع سليمان بصوت منخفض ...هل تتذكر الحادث الذى تعرض له سيف عند بداية عمله فى الشركة
فنظر إليه سليم بانتباه يطلب منه المتابعة ...فقال سليمان ...بعد ان انهى سيف الجامعة بدء العمل فى أحد الشركات التابعة لى كموظف مبتدأ ...لكنه استطاع إثبات جدارته خلال عدة سنوات حتى وصل إلى المكانة التى هو بها الآن ...فصمت الحاج سليمان قليلا وقال ...كما تعلم انا لدى الكثير من الأعداء ...الجميع اعتقد انه بموت فيروز لم يعد لدى وريث وأن كل شئ سيعود إلى اخوتى وحتى ان ورث سيف منى سيرث القليل ...لكن عندما راءه الجميع بدأ يقبض سيطرته أكثر وأكثر على الشركات حتى ان أخى الأكبر (عزت )قام بكتابة عدد من الأسهم باسمه حتى أصبح خطرا يهددهم جميعا ...وما زاد الأمر عندما قام عزت بجعل سيف يدخل فى مناقصة كبيرة باسمه ...المهم الان كل هذا جعل سيف عدو لدود لعدد كبير من أصحاب النفوذ
فقال سليم بحدة ...من هم هل عرفت أحد منهم ...اظن أنك اخبرتنى انك لم تصل لمعرفة اى شخص منهم حتى الآن
فقال سليمان بسرعة مقاطعا له ...سليم ...أرجوك اجعلنى أتابع وبعد ذلك يمكنك أن تتحدث ...
اغمض عيناه ومن ثم زفر بقوة ...وهو يستمع لباقى حديث الحاج سليمان
فتابع سليمان بهدوء ...بعد ذلك قاموا بمراقبته جيدا ووضعوا يوما لقتله ...ثم نظر إلى سليم وقال ...هل تعرف من الذى أنقذ حفيدى فى ذلك اليوم ...هل تعرف من الذى اتصل بك لإنقاذ سيف هل تتذكر ...
فقال سليم محاولا التذكر ...اظن انه ...انه ...كان صوت فتاة
فقال سليمان موكدا ...نعم انه صوت فتاة ...هل تعرف من تكون ...فنظر إليه سليم متساءلا. ...فتابع سليمان ...لقد كانت أروى هى من اتصلت بك
جحظتا عيناى سليم بتعجب ...فاكمل سليمان ...فى ذلك اليوم لولا مجيءك يا سليم ...لكان ضاع منى سيف للأبد ...رغم انه قد أصيب إلا انك انقذته من الموت ...وأيضا أنت ...فنظر إلى قدمه المصابة من ذلك الحادث ...أنت أيضا لم تخرج سليما من ذلك الحادث
فرد سليم شاردا فى ذلك اليوم وهو يضع يديه على قدمه المصابة التى أصابتها أحد الرصاصات وهى التى سببت ذلك العجز له ... انه ابنى ...هذا فقط ما قدمته له طيلة حياتى ...

فقال سليمان بخفوت وامتنان ...شكرا لك ...
فظهرت شبه ابتسامة على وجه سليم ...انه ابنى ...لا تشكرنى على ما كان يجب على فعله منذ زمن ...ثم تابع بانتباه. ...هل لهذا قمت بتزويج أروى لسيف
فضحك سليمان ...نعم ...لهذا طلبت يد أروى لسيف ...مع انه ليس هذا السبب فقط ...لقد رأيتها فى غرفة سيف عندما كان فى المشفى وهى تمشى على أطراف أصابعها لكى تدخل وتخرج ...رأيتها تبكى وتتحدث معه فى الوقت الذى لم يكن يستمع فيها لأحد وتحتضنه بقوة إليها ...رأيتها من دون ان تشعر ...حتى انها لأتعرف ان احدا راءها ...حتى سيف نفسه لا يعرف انه هى من كان يبحث بعيناه عنها عندما أفاق عن تلك الرائحة وذلك الصوت الذى كان يتحدث معه ويبكى ...لا يعرف ان من يبحث عنها فى بيته وزوجته ...لكن انا متأكد انه سيعرف من تكون ...ثم نظر إلى سليم محذرا ...إياك ان تخبر أحد بما حدثتك به ...لكى لا يصل الأمر إلى ابنك ويضيع مخططى هباء ...ثم قهقه عاليا ...أريد ان اجعلها تتلاعب به قليلا ...مع اننى متأكد بأنه سيعرف ...


جلست على سريرها تتابع بعيناها خروجه من الحمام الملحق بغرفتها ورائحة كريم الحلاقة الخاص به تملى المكان ...اتعقدت انها تخلصت منه
عندما قامت بنقل جميع ملابسه إلى غرفته لكى لا يزعجها ...لكنه أصبح أكثر ازعاجا ففى نفس اليوم قام بجمع جميع الملابس التى قامت بترتيبها له فى غرفته فى نفس الحقيبة وقام باعادتها مرة أخرى...ومنذ اليوم الذى حاول التقرب فيه منها أصبح يتحاشى وجودها ويتفادها بكل ما يستطيع لعدة ايام ...لكن بعدها أصبح يدخل الغرفة أكثر بحجة انه قد تعود على هذا الحمام وهو لا يستطيع استخدام اى حمام آخر غيره ...تاففت بانزعاج عندما رأته يقف أمام المرآة وهو نصف عارى بصدره الصلب واكتافه العريضة ويرتدى فقط بنطالا قصيرا ...وقف يمشط شعره وهو يدندن بعض من الاغانى بصوته النشاذ الخشن الذى إذا سمعه أحد سيهرب فورا لأقرب مشفى لغسل اذناه من مما سمعه ...دقات قلبها ازدادت حتى انها شعرت بالسخونة فى جسدها وهى تلمحه ينظر إليها بنصف عين مبتسما بمكر ...ومن دون ان تشعر عيناها اتجهت إلى ذلك الجرح فى كتفه أثر ذلك الحادث ...جعلت عيناها تترقرقان بألم وهى تتذكر ما حدث ذلك اليوم ...لقد اعجبت به منذ ان كانت صغيرة عندما كانت تراه مع جده ...كبرت وكبر حبه معها ...وعندما كانت فى المرحلة الثانوية وهو فى الجامعة ...كانت تذهب لرؤية مسابقات الاسكواش التى كان يقوم بها النادى الرياضى المشترك به تراقب كل حركاته همساته وحتى تعبير وجهه الغاضبة ...وعندما كانت فى الجامعة ...كانت تنهى محاضراتها وتذهب إلى الشركة تراقبه من بعيد لم تجرأ يوما على الاقتراب ...حتى جاء ذلك اليوم عندما سمعت مجموعة من الرجال ملثمين يتحدثون عن قتله ...وكان هناك عدد من السيارات الدفع الرباعية موجودة حول الشركة ...ما ان سمعت هذا حتى دارت عيناها بذعر لا تعرف ماذا تفعل كانت قريبة منهم وحمدت الله أنهم لم يستطيعوا الشعور بها ...حتى ذهبت إلى أحد كبان الهواتف واتصلت بوالده تخبره بما سمعته وهو ما ان سمعها حتى أغلق الهاتف من دون ان يعرف حتى من تكون ...أغلقت الهاتف ومن ثم عادت مرة أخرى تراقب من بعيد حركات الرجال محاولة إلا يشعروا بها وهم يراقبون خروج سيف من الشركة ...حتى خرج وبدأوا بسيل إطلاق الرصاص عليه ...أصيب برصاصتين فى كتفه الأيمن ...لكنه بسرعة استطاع التماسك واحتمى بأحد السيارات حتى خرج أمن الشركة واشتبك الطرفين فى إطلاق الرصاص ...اطلقت سيارة والده صريرا عاليا وترجل منها بسرعة ومن دون ان يشعر دخل بين هذا الاشتباك حتى استطاع الوصول إلى ابنه الغارق فى دماءه فاقدا للوعى...حمله بسرعة على اكتافه وعندما لا حظوا خروج سيف حاولوا مرة اخرى إطلاق الرصاص عليه ...لكن هذه المرة أتت الرصاصة فى أحد أقدام السيد سليم ...وما ان أطلقوا آخر رصاصة حتى صعدوا سيارتهم بسرعة وتتبعتهم سيارات الشرطة التى أتت فى آخر لحظة ...لكنهم لم يتمكنوا من اللحاق بهم ...أتت سيارة الاسعاف بسرعة بعد أن تجمع العديد من الصحفيين يحاولون التقاط الصور او أخذ اى معلومات مما حصل ...توجهت سيارة الاسعاف بسرعة إلى أحد المستشفيات الكبيرة ...وما ان دخل المشفى حتى ادخلوه بسرعة إلى غرفة العمليات لإخراج الرصاصتين ...
خرجت من شرودها على صوت رنين الهاتف ...فامسكت به ضغطت زر الإجابة ووضعته على اذنها ...مرحبا ريم ...بخير ...ماذا ...غدا لماذا ...حسنا ...كما تريدين إلى اللقاء
فالتف هو بجسده إليها ونظر إليها بحدة ...وأمسك بقميصه الأبيض وخرج من الغرفة ...نزل درجات السلم سريعا وهو يغلق أزرار قميصه ...وخرج من المنزل ...

 

عاد والدها من سفره منذ يومان ...لم تريد أن تخبره بما حدث لها خلال سفره لأنها لاحظت تعبه وارهاقه عند عودته لذلك لم تحب أن تثقل عليه ...ولكى لا يشعر أكثر بشئ بدأت فى الذهاب إلى عملها ...فما شأن عملها بما حدث كما انها أيضا لم تنتهى من القضية الموكولة إليها ...توجهت إلى الشركة باعين حزينة وخجولة فمعظم من كان بالشركة كانوا يعلمون بعلاقاتها مع مازن كما أنهم حضروا الزفاف لذا بالتأكيد رأوها وهى تخرج باكية لكنها لم تبكى ...حقا لم تعد تتذكر ان كانت دموعها قد خانتها وسقطت أمامهم ام لا ...دلفت إلى مكتبها أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بقوة ...وجلست على مكتبها مطاطاة الرأس حزينة ...وبعد دقائق دخلت إليها سكرتيرة المدير تخبرها بأن السيد حازم يريدها ...بحثت عن ألاوراق الخاصة بالقضية وذهبت الي مكتب المدير
جلس على كرسى مكتبه وهو يدق باصابعه الطويلة النحيلة على مكتبه وهو ينتظرها ...لأكثر من عشرة ايام هى لم تأتى إلى العمل حتى كاد أن يجن فى التفكير عن كيف أصبح حالها وهل استطاعت أن تنساه فى هذه الفترة ام انها مازالت تتألم لفراقه...يقولون أن أوجع الأيام بعد الحب، ليس أولها، لأن النبتة لا تتألم فور انقطاع الماء، بل عندما يبدأ الجفاف فعلا ...إذا هل هى تتألم أكثر الآن ...مجرد انتظاره لمجيءها لرؤية وجهها وكيف أصبحت يجعله يفكر بالركض وقتل ذلك ال مازن ...مرت عليه لحظات انتظارها بالنسبة له كالدهر. ...حتى سمع صوت دقاتها الخفيفة التى بات يحغظها عن ظهر قلب ...والتى تبعتها دخولها ...ظهر الانزعاج عليه من رؤيتها هكذا ...وجهها شاحب وعيناها انطفى بهما اللمعان المعتاد ...وجسدها نحيل هل تعذبت لفراقه واصبحت هكذا ...شعر بألم فى صدره وكأنه طعن بسكين باردة تتغلغل فى اوصاله ببط ...أخذ نفسا عميقا ثم زفره لعله يجعل قلبه يرتاح ...طلب منها الجلوس فجلست وجلس هو أمامها بهدوء مخالف تماما للنار المشتعلة فى قلبه ...هل يبدأ كلامه بالسؤال عن حالها لكنه نفض ذلك بسرعة عن رأسه ...وبدأ فى السوال عن ما وصلت إليه فى القضية ...اعتذرت بخفوت وخجل بأنها لم تكن بخير لذلك لم تعمل على القضية ...ولكنها وعدت بأنها ستبدأ بالعمل بها بكل جهدها ...اؤما ب برأسه موافقا وكاد ان يتكلم حتى قطع عليه ذلك صوت رنين الهاتف ...
آسفة ...قالتها بارتباك متاسفة
فسمح لها بالرد ...وقفت مبتعدة عن كرسيها...وضغطت زر الإجابة ووضعته على اذنها ...حتى قالت بخفوت ...ماذا يا ريم انا فى العمل الآن
فقالت نور بفرح ...رائع. ...رائع انكى ذهبتى للعمل
فقاطعتها نور بسرعة ...ماذا هناك ...يجب أن أغلق الآن
فقالت الأخرى بسرعة ...حسنا ...حسنا ...كل ما أريده قوله أريدك أن تأتى إلى مطعم ال (...)عند انتهائك من العمل ...وأنا سأمر على أروى لاخذها وبعد ذلك ساتى اليكى
فقالت نور بغضب وصوت عالى لم تستطع التحكم به ...هل جننتى يا ريم ...ستفعلين ما فى رأسك ...لقد قلت لكى اننى لن أقابل أحد أليس كذلك ...هذه ليست الطريقة الصحيحة لكى أنسى مازن
فردت ريم بحدة ...اصمتى انتى لا تفهمى شيئا. ..انا اعرف أكثر منك ...لذلك ساتى لاصطحابك ...ومن دون ان تسمع اى رد أغلقت ريم الهاتف
فتاففت نور بغضب جعل حازم يضم حاجبيه بانزعاج. ...فقد سمع ما دار بينهما من حوار ...فالتفتت إليه وجمعت جميع الاوراق بارتباك ...وهى تعده بأنها ستخبره بالتفاصيل اول بأول ...وخرجت من المكتب ...فهم واقفا بغضب ...فقال وهو يصتك على أسنانه ...نخرج من مازن ...ندخل فى تلك المقابلة ...فنظر إلى ساعة معصمه وقال ...ما زال الوقت مبكرا على موعد الخروج ...حسنا سأنتظر ...

أنهت عملها بالمشفى سريعا وهى سعيدة ...صعدت سيارتها وانطلقت بها مسرعة لتمر على أروى أولا لاخذها ...
...
دخل الى المشفى وهو يحمل بين يديه باقة كبيرة من الزهور الحمراء...أبتسم ابتسامة وصلت إلى عيناه وهو يفكر عما ستكون ردة فعلها عند رؤية تلك الباقة ...ربما تشعر بحبه لها ولو قليلا ...بحث بعيناه عنها فى قسم الطوارئ لكنه لم يجدها فقرر الذهاب إلى مكتب ماهر ...دق الباب ومن ثم دخل بعد أن سمح له ...رحب ماهر به ...ومن دون مقدمات سأل مالك عن ريم ...فرد ماهر بعدم تركيز وهو ينظر إلى الأوراق والملفات التى أمامه وقال ...ذهبت لكى توفق راسين فى الحلال
انعقد حاجبى مالك فى انزعاج ...فرفع ماهر رأسه إلى مالك وهو ينهر نفسه على عدم تركيزه
فجلس مالك وقال بهدوء متسائلا ...ما الذى تقصده ..
فبلع ماهر ريقه بصعوبة يحاول أن يجمع فى رأسه اى شئ لقوله لمالك من دون ان يفسد الأمور لكن للأسف لم يجد اى شئ لقوله فصمت
فعاد مالك سواله مرة أخرى بانزعاج ...ما الذى تقصده يا ماهر ...وتحدث بسرعة ...قالها بغضب لم يستطع اخفاءه
فقال ماهر محاولا تهدءته...حسنا اهدء واستمع ...فنظر إليه مالك بنفاذ صبر ...فتابع ماهر رغم نظراته ...أنت تعلم بما حدث لنور ...لذلك هى ستذهب معها لمقابلة أحد ما لكى تنسى ذلك الفتى ...حتى ان أروى ستذهب أيضا
نهض مالك غاضبا ...ماذا ...واروى أيضا ...مقابلة من ...
فرد ماهر ...طبيب معنا ...ذهبت ل...
لم يستطع ماهر إكمال كلامه بسبب مقاطعة مالك له وقال بسرعة ...أين تلك المقابلة فصمت ماهر ...فنظر مالك بحدة ...قلت أين تلك المقابلة
فقال ماهر بقلة حيلة ...مطعم (...)
فخرج مالك بسرعة من المكتب ومن المشفى بأكملها ...صعد سيارته وانطلق مسرعا ...حتى اوقف سيارته ...وهو يحث نفسه على التفكير بتعقل ...حتى أتت فى رأسه فكرة وامسك الهاتف وضغط بعض الأرقام ووضعه على أذنه حتى أتاه الصوت فقال مرحبا ...كيف حالك ...يا سيف ...لم اقابلك منذ فترة
أستغرب سيف من مكالمة مالك وهل اتصل به لسؤاله عن حاله فرد سيف ببرود ...بخير أفضل منك
فضحك مالك بخفوت وقال ...بالطبع انت تعلم أننا أصدقاء وفوق كل هذا نحن أبناء عمومة لذلك اردت فقط ان أخبرك بشئ ما ...
فنعقد حاجبى سيف وقال ...ماذا ...ماهو
فقال مالك بسرعة ومكر ...هل تعرف أين هى زوجتك الآن
فرد سيف بغضب ...مالك ...هات ما عندك بسرعة
فرد مالك بمكر ...هل أخبرتك زوجتك انها ستخرج اليوم ...عموما أروى ذهبت مع نور وريم إلى مطعم (...)
فقال سيف باستفهام ...وما المشكلة فى ذهابهم ...
فقال مالك بابتسامة شيطانية ...اذهب وسترى المشكلة ...وأغلق الهاتف قبل ان يستمع لرد سيف ...وقال باسف ...آسف يا أروى يجب أن أفعل هذا ...سيذهب هو لكسر رأس ذلك المغفل وانا سآخذ تلك المتمردة واكسر رأسها اليابس ...ثم انطلق بسيارته
...
وضع سيف سماعة الهاتف باستغراب وتافف...وقال مرددا ...ماذا اذهب وسترى ...فظهر الغضب على وجهه بشدة فامسك هاتفه ووضعه فى جيبيه وخرج من المكتب وعفريت الجن والإنس تظهر أمامه ...رأته سكرتيرته خارجا وهو بهذا الغضب فقالت بسرعة ...سيد سيف هناك اجتماع بعد دقائق إلى أين انت ذاهب ...فقال مزمجرا. ...إلى الجحيم
قطبت السكرتيرة حاجبيها متعجبة من غضب مديرها وخروجه بهذا الشكل ...وهى تقسم ان من اغضبه هكذا لن يحل عليه المساء ...
خرج من باب الشركة وتبعه بسرعة حراسه الشخصين ...فاوقفهم بيديه ففهموا الإشارة وتوقفوا مكانهم ...صعد سيارت وانطلق بها كالصاروخ فى الطريق حيث ذلك المطعم ...وهو يقسم انه إذا رأى ما لم يعجبه ...سيجعل يومها اسود من سواد الليل ...

 

جلس على بعد ثلاثة طاولات منهن ...يراقب كل حركة منها ...فبعد خروجها من الشركة و صعودها سيارة صديقتها حتى صعد هو الآخر سيارته وانطلق وراءهم ...وها هو الآن يراقب جلوس ذلك المعتوه الآخر ...اسود وجهه أكثر واشتدت ملامحه بالغضب أكثر عندما رأى وسامة ذلك الرجل ...فقد كان مقبولا طويل القامة صاحب جسد رياضى متناسق مع طوله ...حسنا سأنتظر قليلا وبعد ذلك فلنرى ما سيحدث ...قالها حازم فى نفسه متاففا ...
...
جلسن الثلاثة كل واحدة فى مقعدها ...أمام ذلك الطبيب الوسيم ...ريم تنظر إليه بابتسامة عريضة ...ونور تنظر إليه بانزعاج وتافف ...واروى علامات الإعجاب والسرور مرتسمةعلى وجهها فاقتربت من اذن ريم التى تجلس فى المنتصف بينها وبين نور وقالت بهمس ...انه وسيم
فردت ريم بفخر ...بالطبع
نظر إليهن بإعجاب فكل واحدة منهن كان لديها جمال وانوثة مختلفة عن الأخرى ...مع انه كان معجب منذ البداية بريم فهو لا ينكر انه أعجب بجمالها وانوثتها التى لم تستطع حتى ملابسها ولا حجابها الوردى اخفاءه وقد خاب أمله عندما رفضت مقابلته ...
لكن نور كان لديها شى آخر عجيب يجعل اى رجل ينظر إليها يرغب فى حمايتها بطريقته الخاصة فتبدو أمام اى رجل كانها امراة هشة للغاية ...ام أروى فكان لديها جمال يجذب اى رجل اليها كان لديها ما يحتاجه الرجل الحنان ...الحنان كان ينبع من عيناها الذهبية التى زادتها جمالا وابتسامته التى تطمان اى شخص وما زادها جمالا غمازتيها اللتين يزينان خديها ...كل واحدة منهن كان لديها أنوثة خاصة ...تكمل ما يحتاجه الرجل ...
أبتسم وقال ... أهلا بكن
فنظرن إليه الثلاثة بابتسامة فردت ريم ...كيف حالك انت مروان ...
فضحك مروان بخفوت وقال ...بخير
جحظتا عينى أروى بذعر حتى انها توقفت للحظة عن التنفس عندما رأت سيف يتقدم نحوهم كالاسد حتى توقف أمامهم وهتف بنبرة جامدة وهو ينظر إلى أروى ...مرحبا زوجتى العزيزة
شهقت أروى بضعف وامتلأت عيناها بالدموع عندما رأت غضب سيف الظاهر على وجهه رغم بروده الذى يحاول أن يظهره ...ومن دون ان يقول اى كلمة أخرى امسك بمعصمها بقوة وسحبها وراءه بغضب وهى لم تحاول المقاومة ...جعل الباقين ينظرون إلى آثارهم ببلاهة ...حتى قطعت ريم ذلك الصمت وضحكت ببلاهة وقالت للجالس أمامها ...لا تهتم ...انه زوجها
فضحك هو الآخر مثلها وقال ...اها زوجها
فقال فى نفسه وقد خاب أمله ...لقد ذهبت لقد كانت جميلة ...لكنها حقا خسارة فى ذلك المعتوه
فحاولت ريم بدء الكلام مرة أخرى ...فقطعه مالك بجلوسه المفاجئ وهو يقول بابتسامة جامدة ...حبيبتى ...هل انتظرتى كثيرا ...ثم توقف وامسك بيديها وقال بغضب ...هيا بنا لكى لا نتاخر على موعدنا ...هيا
وقفت غاضبة وقالت ...لماذا تمسك يدى هكذا ...أتركني
فوقف الآخر وقال ...يا سيد هذه ليست طريقة لتعامل امراة
فنظر إليه مالك بغضب عاصف واقترب منها وقال وهو يصتك على أسنانه بنبرة تهديد ...هل ستذهبين بهدوء ام انكى تريدين أن أكسر عنق ذلك الاخرق واكسر فوقه ذلك المطعم ...وانتى بالتأكيد تعلمين إننى أستطيع ...لذلك تتبعينى بهدوء ...تتبعته ريم بهدوء بعد ان بدء الخوف يدب فى اوصالها ونظرت إلى مروان باعتذار وذهبت ...فنظرت نور إلى مروان بجمود بعد ما رأته ...وقالت بسرعة ...آسفة
فاوما برأسه مستغربا فهو لم يعد يفهم شيئا. ...أمسكت نور كوب العصير بتوتر ...فشعرت بظل اسود يقف بجوارها فرفعت عيناها إليه ...فرأت مديرها يقف غاضبا ووجهه ملاءه السواد ...حتى قال ببرود ونبرة تأنيب ...كيف تخرجين يا انسة هكذا ...ألم نتفق انكى ستبقين لكى نتناقش فى القضية
فقالت بارتباك ...انا لا أتذكر أننا اتفقنا على هذا
فرمق حازم مروان بازدراء واشمءزاز جعل الآخر يتعجب من نظرته ...حتى قال حازم بصرامة ولهجة امر ... تتبعينى يا انسة ...
فوقفت وهى تعتذر لمروان وذهبت ورائه بسرعة ...مد مروان يده حيث فنجان قهوتها ونظر إلى الفراغ ببلاهة فهو لم يعد يفهم اى شئ ...ويبدو انه لم يفهم ...لكن كل ما يفهمه الآن ان مقابلته قد فشلت وكل واحدة منهن لديها من يهتم لامرها فضحك بقوة وهو يقول ...انه الحب ...فتنهد بقوة ...يا الله متى أنت الآخر يا مروان ستقع فى ما يسمى الحب ...ااااه متى

 

تجمدت فى مكانها وهى تشعر بتنفسه الغاضب فلاحظت بطرف عيناها انعقاد حاحبيه ...واشتداده بيديه على مقود السيارة الذى كاد أن يحطمه بين يديه ...طوال الطريق وهو صامت ولم يتحدث بشئ ...لكنها شعرت بأنفاسه التى تكاد تخرج نارا من أنفه ...حتى دخل بسيارته إلى المنزل الكبير وتوقف أمام الباب ...وما أن توقف بالسيارة حتى ترجلت هى منها بسرعة ...وركضت حيث الباب باقدام مرتجفة انتفض جسدها عندما سمعت صوت إغلاقه لباب السيارة بعنف ...فصعدت درجات السلم تدعو ربها ان تصل بسرعة إلى غرفتها قبل أن يصل إليها ...وصلت إلى غرفتها فتحتها ودخلت وما كادت تغلق بابها حتى وجدته أمامها ينظر إليها بقوة جعلتها تتراجع للخلف من نظراته ...
فاقترب منها ببط كالنمر الذى سينقض على فريسته ...فتراجعت هى للوراء قليلا وكلما كان يقترب كانت هى تتراجع الى الخلف ...حتى توقف فى مكانه وقام بخلع سترته والقاها بإهمال على السرير ثم تابع ذلك بفك ازرار كمى قميصه وابتسامة ماكرة تزين وجهه الأبيض ...كم تكره هذه الابتسامة ان كان يعتقد بأنها ستخاف وترتجف منه فهو مخطئ ...لا لن تفعل فحاولت رسم القوة وعدم المبالاة على وجهها ...فاقترب منها أكثر وهى تتراجع للوراء حتى اصطدمت بالجدار خلفها ...تحاول أن تجمع شتات نفسها تعلم جيدا أن ما فعلته قد أظهر مارده الشرير. -...وتعلم أنها أخطأت لكن لا وقت لديها الآن لتذكير نفسها بالأمر ولا حتى بالندم ...فاقترب منها محاصرا إياها بجسده الصلب واضعا كلتا يديه على الحائط ...واقترب بوجهه منها حتى شعرت بأنفاسه بقرب صفحة وجهها ...واقترب من اذناها وتمتم بكلماته وهو يقوم بتهجاة كل كلمة يقولها بصوت غاضب
-هل...تعرفى ...ما معنى ...ما فعلتيه اليوم
فتمتمت بخوف محاولة منها أن تبدو قوية وهى تتعثر بكلماتها
-و...و...ما الذى فعلته ...انا لم ...أفعل شئ
فقال بغضب
-ما فعلتيه اليوم لا تفعله امراة متزوجة ...ما فعلتيه اليوم لن يمر بسهولة زوجتى العزيزة واصتك باسنانه على آخر كلمة قالها
تبا لماذا دائما يقول زوجتى العزيزة أنها تكره هذه الكلمة
فقالت باعين تشتعل غضبا
-انا لست زوجتك ..وأنا وأنت نعلم ذلك
فقال وهو ينظر إلى عيناها
-يا للهول إلا تستطيعى ان تنسى ما حدث ...يالقلبك الأسود الذى لاينسى ...لكن هل تعلمين فتوقف لحظة وقال ببرود جليدى مقتربا من شفتاها حتى شعرت بأنفاسه الحارة على بشرتها ...
يجب أن أقوم بتصحيح ما حدث فى تلك الليلة لذلك ...اليوم واقترب من اذناها ستكونين عروسى...
فسمع صوت رنين هاتفه ...فابتعد عنها وأخرجه من جيبه فرأى رقم سكرتيرته ...فتذكر بسرعة الاجتماع الذى نسى أمره تماما عندما خرج من مكتبه كالثور الهائج. ...فالتقط سترته وابتعد وقبل أن يخرج حدجها بنظرات منتصرة وقال ...استعدى حبيبتى فاليوم ...أقسم انكى ستكونين بين احضانى. ...ثم خرج من من الغرفة صافعا بابها بقوة ...جعلتها تنتفض وتلعن حظها العاثر الذى جعلها تفعل ما فعلته ...
****************
توقف بالسيارة بقوة جعلها تتحرك بجسدها للأمام. ...
فقال مالك بهدوء ...اهبطي
فقالت هى ببرود ...لا
فحدجها بقوة وقال ...قلت اهبطي
فقالت هى بتصميم ...لا ...لا لن اهبط...وأين نحن ...وما هذا المكان ...إلى أين احضرتنى
فابتسم شبه ابتسامة وقال وهو يترجل من سيارته ...لا تخافى لن اخطفك حبيبتى
فرمقته بقوة وغضب ولكنه لم يبالى ودار إليها وفتح باب السيارة لها وقال بنبرة آمرة . ...اهبطي بسرعة
فلم تهتم له وقالت بتصميم ...لن اهبط...أريد الذهاب إلى منزلى ...
لم ينتظر متابعتها للكلام وامسك بمعصمها بقوة جعلها تترجل من السيارة بعنف حتى كادت ان تقع واغلق باب السيارة ...وتابع سيره وهو ممسك بمعصم يديها بقسوة وهو يقودها غير مهتم بتعثراتها أثناء سيرهم إلى أن وصل إلى أحد محلات المجوهرات الكبيرة ...فنظرت إليه بأعين تلتهب شرا ...حتى وقف الرجل أمامهم يسألهم عن طلبهم
فقال هو بحزم وغضب وهو مازال يمسك بمعصم يديها بين قبضة يديه ...اعطنى أغلى خاتم لديك ...فنظر إليها وهو يتابع بحدة ...خاتم ثقيل بما يكفى لمنع قلبها او جسمها من الهرب أو نزعه حتى من اصبعها


اوصلهاإلى منزلها بعد أن رأى غضبها الذى كان يتطاير من عيناها وهو يضع لها خاتم الخطبة الذى يثبت ملكيته لها ..وهى لم تستطع أن تفتح فمها لكى لا تحرج نفسها أمام باءع المجوهرات الذى قام بتهناتهما بخطبتهم متمنيا لهما حياة سعيدة ...وبعد ذلك توجه حيث منزله ودلف مباشرة إلى غرفة جدته يبحث عنها ...فراها جالسة كعادتها على أحد الكراسى تحمل بين يديها المصحف الشريف تتلوا منه آيات القرآن ...فوقف منتظرا ان تتوقف ما ان صدقت حتى هتف بغضب مكتوم ...جدتى ارجوكى اتصلى بالحاجة زينب او السيد سليمان ...لكى نقوم بتحديد موعد الخطبة وأيضا فلتقولى لهم اننى أريد عقد القران مع حفلة الخطوبة
فضحكت بصوتا منخفض وقالت ...ما بك أيها النمر ...ما الذى فعلته معك تلك النمرة جعلتك هكذا
فوضع يديه على وجهه وقال بألم ...لقد تعبت انها لا تشعر بى ودائما ما تفعل الأشياء التى تغضبنى ...لا اعلم لماذا هى تكرهنى هكذا !...هل انا سيئ إلى هذه الدرجة يا جدتى ..؟..هل انا سيئ لدرجة إننى لا أستحق فتاة مثلها ؟...ثم تابع وهو يعطيها ظهره قائلا بخفوت وصوت مبحوح ...لقد تعبت
تألمت الجدة لحزن حفيدها وقالت بمكر ...هل أنت مستعد لتركها ..فكما أرى انك لم تعرف كيفية ترويضها لكى تحبك ...!
فهتف بغضب ...ماذا أتركها على جثتى ان تكون لغيرى فقالت تشجعه ...إذا تحمل وستكون لك ...اجعلها تحبك مثلما أنت تحبها ...لا تستسلم
فابتسم شبه ابتسامة وقال ...حسنا لن استسلم ...لكن افعلى ما طلبته منك ولتتصلى بالحاجة زينب واجعلى جدى يحدد موعد مع السيد سليمان
فردت بحنو ...ما تريده سيحدث ...فاقترب منها يقبل رأسها ويديها داعيا الله الا يحرمه منها ابدا ...
*****************
جلست أمامه على الأريكة التى تتوسط مكتبه تنظر اليه وهو ينظر إلى أوراق القضية باهتمام ...ظلت تنظر إليه وهى مستغربة من معرفته عن مكان وجودها وهى متأكدة انها لم تخبر أحد انها ستذهب إلى ذلك المطعم ...وما هى متأكدة منه أيضا انه لم يذكر أنهما سيناقشان القضية مرة أخرى ...هل صدمتها وما فعله مازن معها جعلها تنسى ولا تتذكر ما قاله لها ...تبا حقا عقلها تعب من التفكير
عيناه فى الأوراق التى بين يديه لكن عقله معها ...يفكر لولا مجى سيف فى البداية وأخذ تلك الفتاة لما عرف ما ستكون ردة فعله ربما كان سيقوم بضربه حتى تتكسر عظامه ...لكن هل هى زوجته ...فقد أخبره والده بأمر زواج سيف ...وبعد ذلك مالك الذى أخذ الفتاة الأخرى ..انعقد حاجبيه بشك وهو يقول ...اظن انها نفس الفتاة التى راءها معه ...حقا هناك أمور يجب ان يقوم بفهمها...لكن أهم شى الآن ان تلك المقابلة قد فشلت لذلك فليبدا من التقرب منها فهو لن يسمح لها بالابتعاد انش واحد عنه ...
تكلم عندما شعر بالصمت الطويل الذى مر بهما فقال بهدوء وهو مازال ينظر للملف ...هل قابلتى والدة الطفلة مرة أخرى منذ آخر مقابلة ...
فردت ...لا لم أفعل ...ولكننى أخطط للذهاب إليها ...ثم تابعت بتردد...لكن ...لكن هناك شئ شعرت به عندما تحدثت معها
فقال يحثها على المتابعة وهو يرفع رأسه إليها ...تابعى
فقالت بثقة ...شعرت أن الأم لا تريد ان تقوم برفع القضية وأيضا ...كأن هناك شخصا ما يهددها...كلامها كان متناقضا
رجع بظهره على الكرسى ووضع قدم فوق الأخرى وقال بتركيز ...إذا ما الذى تخططين لفعله. ...ثم تابع بتساؤل. ...وهل ستتركين حقا القضية ان رفضت الأم! !
فقالت هى بإصرار وتأكيد ...ابدا. ...كيف أترك حق طفلة ...من شخص أقل ما يقال عنه قذر لم يرحم ! طفولتها ...أما ما الذى سافعله هو إننى سأذهب لوالدة الطفلة مرة أخرى واقنعها بأن لا تترك حق طفلتها مهما كان ...فهذا أقل ما نستطيع أن نفعله لتلك الطفلة ...ثم تابعت بتردد فقد كان إكمال الكلمة ثقيل على لسانها. ...المغتصبة
طفلة بريئة انتهت طفولتها على يد رجل لم يرحمها ولم يرحم عمرها الصغير ...
ظهرت فى عيناه لمعة فخر بها ...حقا لقد أصبح يعجب بها أكثر من تصميمها المتناهى ...رغم انها تظهر هشة من الخارج إلا انها أقوى مما يتصور اى أحد من الداخل ...
فقالت مقاطعة شروده...هل هناك اى شئ آخر تريد أن نتحدث عنه
فقال ببرود...لا ...يمكنك أن تذهبى ...ثم أعاد نظره إلى ملف آخر على الطاولة الصغيرة ...نظرت إليه وهى متعجبة من بروده هذا وكأنه يتعمده جمعت أوراقها ...وخرجت من المكتب بهدوء ...رفع نظره وزفر بقوة عندما سمع صوت إغلاق الباب ...ووقف مبتعدا عن كرسيه خالعا سترة بذلته وقال فى نفسه ...ماذا يا حازم ...هل سيظل حبك لها صامت ومن بعيد هكذا ...سأنتظر قليلا فقط إلى ان تنسى مازن نهائيا ...فأنا لا أريد ان أكون مجرد بديل أريد ان أشعر بحبها لى قبل ان اقترب منها ...فنهر نفسه بقوة ...ماذا تنتظر ...انظر إلى انتظارك هذا !...ماذا فعل ...لقد كانت على وشك ان تكون لغيرك اليوم ...تبا حقا لم اعد أعرف ماذا أفعل ..!
خرج من تفكيره على صوت رنين الهاتف ...فامسك هاتفه المحمول وابتسم نصف ابتسامة ما ان رأى اسم المتصل ...فصغط زر الإجابة وقال بفرح ...مرحبا أسامة كيف حالك الآن ...
فضحك أسامة بخفوت وقال ...أفضل منك
فبادله حازم الضحك وقال ...حقا يبدو أن بقاءك مع سيف جعل لسانك طويل مثله
فرد الآخر بهدوء ...بالحديث عن سيف ...لماذا لا تأتى وتجلس معنا بعض الوقت ...أراد حازم الاعتراض لكن أسامة بادره بسرعة ...لا اعتراض سأنتظرك الساعة ال 9مساء فى مقهى ...ثم تابع ...لا تتأخر سأنتظرك ...إلى اللقاء ...واغلق أسامة الهاتف قبل ان يستمع لرد حازم ...فضحك حازم من تصرف أسامة ...وأمسك سترة بذلته وخرج من المكتب أمامه ساعتان حتى ذلك الموعد ...صعد سيارته منطلقا بسرعة ...
...
كانت العلاقة بين حازم وأسامة مجرد علاقة سطحية ...فعندما كان حازم فى المرحلة الثانوية كان يرى دائما أسامة مع سيف فى المدرسة وفى النادى...لكن علاقتهما أصبحت أكثر ترابطا عند لقائهما ببعضهما صدفة فى لندن ...أسامة من الأشخاص العفويين الودودين يحب ان يكون الصداقات مع من حوله ...فعندما رأى حازم فى لندن لم يتجاهل رؤيته بل وقف وحياه حتى انه أخذ رقم هاتفه وأصبح يتصل به بشكل مستمر واصبحا يتقابلان...حتى أن حازم أخبره بأمر عودته إلى مصر وأنه سيبقى لفترة قصيرة حتى ينهى اعمال والده ...وتفاجأ عندما اتصل به أسامة يخبره بأنه يخطط للعودة إلى مصر هو الاخر لكنها ستكون دائمة ...ومنذ ان عاد أسامة وحازم لم يقابله لم يحدث بينهم إلا عدد قليل من المكالمات للسوال عن حاله ...

 

-حسنا ...هكذا كل شى اصبح بخير ...قالها سيف بتركيز وهو يترأس طاولة الاجتماع الكبيرة ...ثم تابع ناظرا إلى موظفيه ...أريد لكل شئ ان يكون على أكمل وجه ..وتابعوا جيدا حتى وصول الشحنات ...ثم أغلق الملف الذى كان بين يديه وقال برسمية شديدة ...حسنا يمكنكم الانصراف الآن ...
فابتعد كل موظف عن كرسيه ملقيا التحية عليه ومن ثم خرجوا ...ما ان خرج جميع الموظفين حتى دفن سيف وجهه بين يديه مغمضا عيناه يشعر بضيق شديد فوق صدره ...لا يعرف مصدره ...حتى دلف إليه أسامة بوجه بشوش وقال وهو يجلس على أحد كراسى الطاولة الكبيرة ...جيد انك قد انتهيت ...هل أنت متفرغ ...للمرح قليلا
فرفع سيف وجهه إليه قائلا وإحدى حاجبيه مرفوع ...يبدو انك منذ ان عدت واراك متفرغا وبلا عمل ...هل قام والدك بطردك
فضحك أسامة وقال ...لا لم يطردنى ولكنى أنهيت عملى بسرعة واتيت إليك
فقال سيف بتردد ...أسامة ...هل سمعت ما قالته دينا عندما أتت!
فرد أسامة بسرعة وجمود. ...نعم ...ولا تقلق
فقال سيف بسرعة ...أسامة ...أنت تعلم جيدا ما مرت به دينا اجعلها تفهم انك لم تتركهاوأنك ما زلت تحبها ...اجعلها تفهم ظروفك
فقال أسامة بتركيز ...لا تقلق من هذا الشأن ...انا اعرف كيف ساعيدها إلى ...لكن ماذا عنك؟
فابتعد سيف عن كرسيه بملل ...ماذا بى. ...!
فرد أسامة بتركيز ...أنت تعرف جيدا ماذا بك ...ثم تابع وهو يقف أمامه ...أما زلت على موقفك منها ...اما زال يوجد فتور بينكم !
فقال سيف بارتباك ...لم يكن من ناحيتها اى فتور لكن ...فوضع يديه على جبهته وقال ...لكن ...انا بالنسبة لى فكرة الزواج من فتاة اختارها لى جدى ...جعلتني أشعر وكاننى مجبر ولست مخير ...يجب أن أفعل ما يريده جدى ...وما زادنى جنونا هى فكرة اننى ساتزوج من فتاة من العائلة التى لم تحاول التقرب منى يوما ...
-سيف حاول التقرب منهم ...وانسى الماضى ...فحتى الآن هم لم يكونوا سيءين معك ...لذلك أعطى لنفسك فرصة وحاول التقرب منها
لو يعرف صديقه ان هناك فعلا انجذاب شديد نحوها وأنها كلما أصبحت بقربه أراد اقترابها أكثر منه ...لو يعلم بما يشعر به ...
فرد سيف بابتسامة ماكرة على وجهه وقال من بين أسنانه ...لا تقلق من هذا الشأن ساصلح ما افسدته سابقا بطريقتى الخاصة
فقال أسامة بعدم فهم ...ماذا ؟
-لا تأخذ فى بالك ...اخبرنى ما هو المرح الذى ستقدمه لى اليوم ...
فضحك أسامة وقال ...تعالى معى وساخبرك
فرفع الآخر أحد حاجبيه مستفهما ...
جلس على طاولة كبيرة فى مقهى راقى تصميمه عصرى يبعث الراحة والهدوء بالموسيقى التى تنتشر فى المكان ...يجلس أمامه كلا من أسامة وماهر الذى تفاجئ بحضوره فيبدو أن أسامة طلب منه الحضور أيضا ...أمسك كوب العصير الذى أمامه وارتشف منه القليل ...فقال بتهكم وهو ينظر إلى أسامة...هل هذا هو المرح !
فضحك أسامة وقال بخفوت ...لا تقلق سترى المرح الآن ...فقطع عليه تكملة ما سيقوله مجى حازم وجلوسه على المقعد بجوار ماهر بعد ان حيا كلا من أسامة وماهر وألقى نظرة جليدية إلى سيف ...الذى بادره بنظرة نارية متملمة ثم وجه نظره إلى أسامة بغضب ...فحاول أسامة كتم ضحكته ...فهو يعلم جيدا بالعلاقة السيئة بين سيف وحازم منذ ان كانا فى المرحلة الثانوية بسبب الشجار الذى نشأ بينهم ...عم الصمت بين الأربعة وماهر ينظر إلى أسامة بشدة ...يلومه كيف يضع النار بجوار البنزين فالاثنان لا يطيق كلا منهم الآخر ...وها هى قد اكتملت أتى مالك ...نظر إلى الجميع بابتسامة وهو يضع مفتاح سيارته وهاتفه على الطاولة وجلس بجوار اسامة وقال بمرح...مرحبا ...كيف حالكم جميعا ...لم أتوقع أن أرى الجميع ...
فحاول سيف الوقوف مبتعدا عن مقعده لكن أسامة اوقفه قائلا بمكر ...لا يجب عليك أن تترك المكان انت من أتيت أولا ...من يريد ان يذهب فليذهب
رفع سيف أحد حاجبيه وسكن فى مكانه بعد ان فكر فى كلمات أسامة وعرف انه على حق ...زفر أسامة الصعداء وقال بهدوء ...انا سعيد بتجمعنا ...ثم نظر إليهم جميعا وتابع ...من العار ان نكون أقارب وأصدقاء وكلا منا لا يطيق الآخر ...لذلك فالنفتح صفحة جديدة ...فرفع ماهر كتفيه وقال انا ليس لدى عداوة مع أحد ..لذا انا موافق على كل مايقوله أسامة ...جميعهم يعلمون أن أسامة قصد بكلامه هذا سيف وحازم فقط ...يرجع سبب العداء الذى بينهم لمشاجرة حدثت بينهما فى المرحلة الثانوية انتهت بإصابة سيف فى رأسه ووقوف جد سيف رشاد السيوفى مع حازم وشهادة الجميع بأن سيف هو المخطئ رغم إصابته وتم معاقبته من قبل جده سليمان ...ومنذ ذلك اليوم وسيف لم ينسى ما حدث وأقسم بأنه سيقوم بفتح رأسه رغم أنهما تصالحابعد ذلك إلا أن سيف مازال يضمر شرا لحازم ...وسبحان من جعله هادئا هكذا رغم أن اسامة يكاد يقسم ان سيف يشتعل نارا فى مكانه او على وشك ان ينفث نارا من أنفه وفمه لكى يحرقهم جميعا أحياء...اقترب مالك من أسامة مقتربا من أذنه هامسا ...انظر من يوجد على الطاولة المقابلة
فنظر أسامة حيث يشير مالك فقال بتهكم...انها تلك الافعى
فرد مالك بسخرية ...لا تعلم بأنها تلتف حول سكين حاد ستؤدى إلى تقطيعها إلى قطع
كانت علا هى من تجلس على الطاولة ومعها أحد أقارب سيف من عائلة الحسينى
لمحتهم فاستاذنت من الجالس معها وتحركت مقتربة منهم قائلة بمرح ...ما هذا يبدو أن اليوم يوم سعدى ...جميعكم مجتمعين ...ثم نظرت إلى سيف بدلال ...وماذا أيضا سيف ...حقا لقد اشتقت إليك لم أرك منذ وقت طويل ...ثم تابعت بمكر ...اظن أن الجميع يعلم من الذى أجلس معه ...
فأتى الشخص الذى كان يجلس معها مقتربا منهم بخطى ثابتة عندما أشار إليه مالك للمجى. ..فجلس مقابل سيف قائلا بقوة وصوتا خشن...ما هذا يبدو أن عائلة السيوفى مجتمعة ...إلى ماذا تخططون
فضحك مالك وأشار إلى الشخص قائلا بمرح ...اعرفكم كاسر السيوفى قريب سيف وابن عم خطيبتى
كاسر إمام عبد العزيز الحسينى ابن عم ريم ...والابن الأكبر لإمام السيوفى ...يشبه فى جسده سيف لكنه يتميز ببشرة سمراء وعينان حادة ووجه خشن ...
نظر الجميع إليه ...فكل منهم سمع بشئ ما عنه ...فهو أشهر من النار ...يملك مصنعا كبيرا للغزل والنسيج ...بعيدا تماما عن شركات ومصانع عائلة الحسينى ...
فجلست علا بجواره وضمت يديه إليها بتملك...وكأنها تخبر سيف بأنها وجدت من هو أفضل منه
فقال كاسر بهدوء ...كيف حالكم جميعا ...والتف بوجهه إلى مالك قائلا...حسنا فلتعيد ما قلته مرة أخرى خطيب من ...
فضحك مالك وقال ...ألم تعرف بأننا سنصبح أقارب فى وقت قريب ...ساتزوج ابنة عمك ...ثم نظر إلى الجميع مبتسما ...وبالتأكيد جميعكم مدعون إلى حفل الزفاف ...
فرد عليه كاسر بمكر ...يبدو ان التقارب بين هذان العاءلتان سيصبح أقوى وخصوصا بعد زواج سيف من ابنة عمته ...ثم تابع ناظرا إلى سيف ...أوه حقا لقد نسيت ان اقول لك مبارك على الزواج ...لم أعرف إلا بعد الزفاف ...فكما تعلم كنت مسافرا
فرد عليه بهدوء متفاديا تماما نظرات علا المسلطة عليه ...لا مشكلة كأنك أتيت ..وكيف حال أخاك الآن
رد كاسر بحزن ...بخير
فاستاذن سيف منهم عدة دقائق ...فبدأ كاسر فى الحديث مع حازم مبتسما ...كيف حالك يا حازم
رد حازم ببروده المعتاد ...بخير
فابتسم كاسربهدوء فهو يعلم جيدا شخصية حازم ...الباردة مع الجميع ...
شخص قليل الكلام ...غير مبالى بما حوله فكل ما يهمه هو عمله وقضاياه فقط ...
فنظر إليه مالك وقال بهدوء بعد ان لاحظ تسلل علا من بينهم لتتبع سيف ...كاسر ...كيف تعرفت على علا ...وكيف سمحت لها بالتقرب منك انها افعى ...انها تتقرب منك لغرض ما
فظهر التجهم على وجه كاسر وقال بهدوء ...لقد قابلتها منذ عدة ايام فى أحد المدن الساحلية ...أما بالنسبة لاستخدامى فلا تقلق على ...انا اتسلى فقط
-ماذا عن زوجتك هل حقا انفصلتما ...سأله أسامة
-نعم انفصلنا منذ أكثر من أربعة أعوام ...أجابه بحزن
-كيف وصلت الأمور بينكما هكذا ...ولماذا سأله مالك
نظر إليه كاسر بغضب وقال ببرود ...لم يعد يفيد الكلام
كاسر معروف عنه انه زير نساء ...لكن منذ ان تزوج قريبته وعلاقته مع النساء انتهت جميعا ...كان الجميع يعلم بأنه احبها حقا حتى أنهم سمعوا منذ عدة سنوات قبل انفصالهما انها حامل لكنه لم يدم فقد مات الطفل قبل أن يولد ...وبعد ذلك بعدة أشهر تم إعلان انفصالهما التام الذى لم يعرف أحد حتى المقربين منهم سببه ...لكن انتشرت الشائعات ...انها ربما رأته مع إحدى عشيقاته فتركته ...والبعض يقول انه بعد ان فشل حملها سبب لهما شرخا فى علاقتهما فتركها ...حتى الآن انتشر كثير من القيل والقال عن سبب الانفصال لكن لم يستطع أحد الوصول إلى السبب الحقيقى حتى الآن ...
...
وقف فى الحديقة التى التفت حول المقهى الراقى يستنشق بعضا من الهواء...فهو لم يطيق البقاء معها فى مكان واحد ...يعلم نواياها جيدا ويعلم أيضا ان قربها من كاسر له سبب ...ومتاكد أيضا انها تنوى لشيئا ما لذا عليه ان يكون مستعدا ...شعر بيد شخص ما على ظهره ...فالتفت بجسده راءها تنظر إليه وتلامسه بإثارة فابعدها عنه بنفور وقرف وهو يشتم بفظاعة. ...فقالت وهى تحاول التقرب منه مرة اخرى ...انا أحبك انت تعلم ذلك ...سيف أرجوك لا تكن قاسيا معى ...سأقبل وأرضى باى شى حتى لو كنت مجرد عشيقة ...لكن لا تعاملنى هكذا
فرد باشمئزاز ...الا تخجلين من نفسك لقد اصبحتى اكثر قذارة من ذى قبل ...كيف تحومين نحو كاسر هكذا ...لكنك حمقاء فليس كاسر من يتلاعب به...انكى أضعف من أن تتلاعبى بالنار ...فهو ليس سهلا ان كنتى تعتقدين هذا ...أن شعر مرة واحدة بأنك تخونيه او حتى تتلاعبين به فسوف يقتلك بدم بارد ...لذلك نصيحة منى ان كنتى حقا تخافين على حياتك ابتعدى عن كاسر ...ثم تحرك من أمامها بضع خطوات حتى توقف وقال ...انا لست الرجل الذى يخون زوجته ...فانتى أدنى واقذر من أقوم بخيانة زوجتى من أجل واحدة مثلك ..فدموعها عندى أغلى من امثالك ...وتركها وعيناها تلتهب شرا ومكرا وهى تقسم بأن تجعله ياتى إليها راكعا ...
كان يتابع المشهد من بعيد بعيناه ...يلاحظ تعابير وجهها التى تتغير...وعيناها التى التهبت شرا ما ان ابتعد سيف عنها ...يعلم جيدا أكثر من غيره انها تضمر شيئا وأن مقابلته لها فى ذلك المنتجع لم يكن صدفة ...لكن كخبير فى تعامله مع نساء من أمثالها سينتظر حتى يكشف جميع أوراقها المخفية ...مع انه متأكد ان ضربتها القادمة ستكون متجهة نحو سيف ...اقترب منها بهدوء وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله فقال ...علا ...ما أن نطق اسمها حتى تغيرت تعابير وجهها ونظرت إليه مبتسمة ...فقال فى نفسه ... حقا انها ماكرة انها أقل ما يقال عليها افعى كبيرة ...
فقالت بدلال وهى تقترب منه ...حبى ما رأيك ان نذهب إلى المنزل ...
فقال بمكر ...بالطبع حبيبتى

 

استأذن من الجميع للرحيل ...وصعد سيارته وانطلق نحو المنزل ...
وقف بسيارته امام المنزل ...ثم أسند رأسه على كرسى السيارة وهو يفكر مبتسما ...هل حقا ستنفذ ما قلته يا سيف هل تريد الحصول عليها هكذا ...وقبل كل هذا هل احببتها...فرد فى نفسه بسرعة ...لا أعلم ...ولكنها لها تأثير خاص ...أشعر بشئ نحوها مختلف عن جميع من قابلتهم ...ولكن قبل كل هذا هل هى حقا تريدنى وتحبنى ...ام انها قد غصبت على هذا الزواج مثلى ...نهر نفسه بقوة قائلا. ...وهل هناك فتاة تغصب على الزواج هذه الأيام !...فابتسم بمكر قائلا. ...حسنا فلنرى كيف ستكون زوجتى العزيزة مستعدة لهذا اليوم الفريد ...فترجل من السيارة متوجها حيث الباب مباشرة فتحه ودخل وهو يطلق صفيرا عاليا ...حتى تسمر مكانه وعيناه جحظتا مما راءه ...فرفع أحد حاجبيه فقال وهو يصتك على أسنانه غاضبا ...ما الذى تفعلينه فى منزلى يا ريم ...
التفتت بجسدها إليه وهى تقطم باسنانها من التفاح الذى تقوم بتقطيعه على الطبق الذى فى حجرها وهى تجلس على الأريكة ...فردت بانزعاج مصطنع ...هل هذه هى مرحبا يا ريم بكى فى منزلى
فرد بغضب ...قلت ما الذى تفعلينه فى منزلى يا ريم فى هذا الوقت
فردت ببرود لا تعرف كيف وصلت إليه ...منزلى ...منزلى ...انه منزل جدى إذا هو منزلى ...لذا سابيت عندكم اليوم
فرد بغضب وعيناه تضيقان بشدة ...ماذا؟ ...س ماذا !...هيا اذهبى إلى منزلك ...والا لن تعرفى ما الذى سافعله بك
فردت بحزن. ...تقوم بطردى من منزلك ...هل هذه هى معاملتك لى يا سيف ...
فاصتك بشدة على أسنانه ونفرت عروق رقبته فى غضب فقال من بين أسنانه ...أين أروى
فاشارت بيديها حيث المطبخ
فركضت أروى بسرعة نحو المطبخ بعد ان كانت مختبءة وراء العمود الذى يوجد فى الردهة الصغيرة التى تفصل المطبخ عن باقى المنزل ...وهى تضحك بخفوت ...فهذا ما استطاعت التفكير به عندما ذهب وهو يهددها بأنها ستكون زوجته اليوم ...فاتصلت بسرعة بريم. ..تخبرها بأن تأتى إليها بسرعة ...وهى لم تخيب أملها فقد أتت قبل مجى سيف ...دلفت إلى المطبخ الكبير وامسكت بأحد السكاكين بيد وباليد الأخرى حبة من الطماطم تحاول تقطيعها بهدوء ...حتى شعرت بقدميه ...وهو يقترب من اذناها وانفاسه تلحف خدها جعلتها تشعر بقشعريرة تسرى فى أنحاء جسدها وجسده قريب من جسدها للغاية ...فقال بغضب مكتوم ...ما الذى أتى بريم إلى منزلى
فردت بحزن مصطنع ...لقد أتت ماذا أفعل ...ثم تابعت بحزن ...هل أقوم بطردها
فرد بتهجم. ...هل انتى متأكدة بأن ريم هى من أتت من تلقاء نفسها
فقالت بانزعاج كاذب وهى تؤم براسها ...أجل
لوى فكه بتهكم وقال وهو يغمض عيناه ...حسنا
وابتعد عدة خطوات عنها ...فقالت هى بسرعة ...ألن تأكل
فرد بابتسامة شيطانية ...لا ...زوجتى العزيزة ...ساكل لكن ليس الآن ...وتركها وهى تكاد تطير فرحا حتى انها قامت بالدوران حول نفسها من السعادة ...فقد استطاعت إفشال خطته
فقال بتهكم وهو يظهر فجأة ...يبدو أن ريم قد أتت حقا من تلقاء نفسها ...وأرى أيضا انكى منزعجة ...لذلك لا تقلقى زوجتى العزيزة لقد أقسمت انكى ستكونين بين احضانى اليوم ...ثم تابع بمكر ...وهذا حقا ماسيحدث
لطمة وجهها بخفة وهى تلعن تسرعها لما فعلته ...لكنها سرعان ما ثبتت فى مكانها تقول بتشجيع ...لا تقلقى ...يا أروى لن يستطيع فعل شئ ...فامسكت السكين وتابعت تقطيع الخضروات

 

صعد درجات السلم وهو ينظر لريم ببرود ولؤم. ...حتى توقف أمام غرفته أدار مقبض الباب ودخل ...وقف أمام الشرفة ...وهو يقسم ان ما يريده سيحدث اليوم ...لقد تصرفت بذكاء فهى تعلم بأنه لن يستطيع التقرب منها أمام ريم وهى لا ترغب فى ذلك ...حقا انها ليست سهلة ...
...
جلستا الاثنتان على طاولة الطعام الصغيرة فى المطبخ يتناولان الطعام الذى أعدته أروى
فقالت ريم بغضب ...لماذا فعلتى هذا لقد احرجتينى أمام سيف
فقالت أروى بعدم مبالاة ...لا تهتمى ...ثم تابعت بتركيز ...انتى لم تخبرينى بما حدث مع نور بالتفصيل
...وكيف عرفت نور مكان قاعة الحفل طالما هى قد نسيت الدعوة ...وأيضا كيف وصل إليها مالك وكيف ...
فقالت ريم مقاطعة لها بهدوء ... ساخبرك بكل شى لقد أخبرتها المنحوسة هايدى وهى تعطيها الدعوة بمكان الحفل ...ذهبت نور إلى الحفل بعد ان تجهزت. ...وبعد أن ذهبت بدأت انا فى ترتيب الغرفة ...فوجدت الدعوة فتحتها بهدوء فرأيت اسم عريس الغفلة مازن ...وبعد ذلك اتصلت باخاكى على امل ان يذهب قبلها ويمنعها من الدخول او حتى ياتى بها قبل ان تنهار ...ولكن بدلا من ان يرد ماهر ...رد مالك ...الذى تحدث معى يخبرنى بانه سيذهب اليها ويحضرها إلى بشرط الا اتحرك من مكانى ...
فقاطعتها أروى بسرعة ...وانتى بالطبع لم تستطيعى البقاء وذهبتى انتى الأخرى إلى الحفل
فقالت ريم بتأكيد وغضب ...نعم بالتأكيد ذهبت ...كيف أترك صديقتى وانا أعلم انها لن تكون بخير .
ثم تابعت وهى تأكل من طبق السلطة الذى أمامها ...ذهبت وفعلت ما أخبرتك به ...خرجت من القاعة على امل ان أجدهما او المحهما ...لكنى وجدت مالك يتصل بى يخبرنى ان نور بخير وهما سيصلان خلال دقائق وطلب منى ان انتظرهما أمام باب منزلى ...
فأخبرته بسرعة اننى أمام قاعة الحفل ...فاغلق الهاتف فى وجهى ...ثم صمتت ريم...فهي بالتأكيد لن تخبر أروى بأن مالك كان ينتظرها أمام المنزل غاضبا وقام باخراجها من السيارة وهو يصرخ بها بغضب
فقالت أروى بتركيز ...ثم ماذا حدث
فقالت ريم وهى تبعد عيناها عن اروى لكى لا تفضح أمرها ...لقد شبعت أريد النوم ...
قاما بجمع الأطباق وغسلهم ثم صعدتا. ...إلى غرفة أروى ...
...
أبعد سيف هاتفه عن اذناه وهو يضحك ضحكة شيطانية ...وهو يقسم بأن مالك سياتى فى خلال دقائق او أقل ...وأنه ان كان يستطيع ان ياتى بطائرة نفاثة لكان فعل ...فيبدو أن زوج المستقبل لم يكن يعلم أن خطيبته فى منزلى وستبيت عندى ...فقد شعر بغضب مالك عندما كان يتحدث معه ...فزفر بقوة وهو يقول بمكر ...ليس سيف من يتراجع عن قسم اقسمه يا زوجتى العزيزة ...وريم من هذه التى ستمنعنى عنك اليوم ...
...
استيقظت على صوت رنين الهاتف المستمر ...فردت بخفوت ...مرحبا
فاتاها الصوت غاضبا ...أين انتى..؟
فاغمضت عيناها عندما علمت من المتصل فزفرت بملل وقالت ...وهل اتصلت بى فى هذا الوقت لتسالنى أين انا !
فاعاد مالك سواله بنفاذ صبر ...قلت لكى أين انتى ؟ لذلك اجيبى. ...صمتت قليلا فقال بغضب مكتوم ...ريم هل انتى فى منزل سيف !
نهضت من سريرها بارتباك وقالت بتاتة. ...أ...أن...انا ...انا
فقال هو بصوت عالى ...انتى سترتدين ملابسك وفى خلال خمس دقائق. ...اراكى امامى ...انا أمام المنزل ...ثم تابع بتحذير ...أقسم أن لم تأتى سادخل انا واخذك مهما كان الثمن ...أغلق الهاتف بعد ان سمعت آخر ما قاله ...فتحركت بسرعة مبتعدة عن السرير وقلبها يدق بخوف شديد من صوته العالى الذى جعل شعررأسها يقف خوفا ...
فقالت أروى بهدوء بعد ان شعرت بتحركها. ...ما الذى تفعلينه
قالت ريم بسرعة وهى ترتدى فستانها الطويل ...سأذهب
فقالت أروى بتعجب ...ماذا !...الآن !...ولماذا؟ ...
فردت ريم وهى تلف حجابها حول رأسها ...سأخبرك غدا ...إلى اللقاء وارتدت حذاءها ذو الكعب المنخفض وخرجت من الغرفة
فقالت أروى بذعر. ...ما الذى سافعله الآن ...يا ربى ...
وابتعدت بسرعة من على السرير وفتحت درج الكومود وأخرجت منه مفتاح الغرفة وأغلقت عليها الغرفة ...ومن ثم وضعت المفتاح على الكومود بهدوء مرة أخرى ...فهى هكذا ستضمن انه لن يستطيع الدخول ...
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بارتياح ...وتدثرت جيدا وهى قريرة العين ...

ترجلت من السيارة بهدوء محاولة ان تبث القوة فى نفسها ...فقد رأت شياطينه الغاضبة لأول مرة عندما وجدته واقفا أمام السيارة وفتح لها بابها بهدوء مخالف تمام لما يرتسم فى وجهه ...حمدت الله انه طوال الطريق لم يتحدث بشئ لكنه لم يتوقف عن التافف بغضب وكأنه يحاول تهدئة نفسه ...حتى وصلا الى منزل جدتها ...فترجلت من السيارة بسرعة متوجهة حيث بوابة المنزل ...فقال وهو يمسك بيديها ويشدها إليه بقوة ويصتك على أسنانه ...ما فعلتيه اليوم ...اقسم انه ان حدث مرة اخرى لن تعرفى ما الذى سافعله معك
شعرت بقشعريرة تنتشر على عمودها الفقرى وضربات قلبها تتزايد ...فقالت بغضب تحاول تمثيله ...فهى لن تكون يوما ضعيفة أمام أحد ...أبعد يديك عنى واياكى ان تلمسنى بهذه الطريقة ...فأنت ليس لديك حق بأن تحاسبنى حتى
فقال وهو يعقد حاجبيه بقوة ...انا خطيبك ...لذلك اياكى ان تتحدثى معى هكذا مرة اخرى ...وأيضا فى مشكلة الحق هذه ...فلا تقلقى قريبا جدا سيكون لى كل الحق لذا لا تقلقى ...ثم تابع ببرود ...اذهبى الآن ...واياكى ان تفعلى شيئا يغضبنى مرة اخرى ...
أبعدت يديه عنها ...ومن ثم ركضت إلى منزلها ثم إلى غرفتها ...التى ما ان دخلتها حتى تبعتها جدتها تقول لها ...بأن الأسبوع القادم سيكون حفل خطبتها وخرجت ...وسرعان ما تذكرت امر الخاتم الذى يزين يديها ...حاولت سحبه بغضب لكنها فشلت حتى نجحت أخيرا والقته بإهمال فى أحد زواية الغرفة تقسم بأنه لن يحدث ابدا ...ولن يطال منها شعرة واحدة حتى ...


سمعت صوت الباب الذى يفتح معلنا عن وصول والدها إلى المنزل ...فاسرعت إليه تضمه إليها بشدة قاءلة بفرح ...لماذا تأخرت هكذا
فقال بابتسامة ...لقد كنت انهى بعض الأعمال المهمة ...لكن لا تقلقى من هذه اللحظة انا متفرغ لكى تماما ...لكن اذهبى أولا وضعى الطعام لكى نأكل انا وانتى ...فأنا لم أجلس معكى منذ مدة ...وأيضا أريد ان أتحدث معكى يا نور
فقالت وهى تضع يديها نحو رأسها ...إشارة إلى الموافقة العسكرية ...حسنا أيها المستشار ...دقائق وسيكون الطعام جاهز ...كما أمرت سيادتك
ومن ثم لفت جسدها منطلقة نحو المطبخ ...
ضحك بخفوت على حركات طفلته المشاكسة ومن ثم تحولت نظرته إلى حزن ...دلف إلى مكتبه بعد أن وضع حقيبته التى يضع بها الأوراق على المكتب وجلس على كرسيه واضعا رأسه بين يديه فى الم يعتمل فى صدره ...وهو يقول فى نفسه ...هل ما فعله فى الماضى بحرمان روز من نور جريمة فى حق الاثنتان ...لكنه كان يحمى ابنته ...كانوا سيقتلونها إذا بقى مع روز ...كانت ابنته ستدفع ثمن كل شى ...ثم اعتدل فى جلسته قائلا بتصميم ...لا كان يجب ان أفعل هذا ...فتابع بحزن ارتسم على وجهه ...إذا هل ما فعلته سابقا و ما ستفعله الآن سيجعل ابنتك فى أمان و بخير وبعيدة عن كل من يضمرون لها شرا ...هل بقيامك بكتابة جزء كبير من قطعة الأرض التى فى الصعيد لاخوتك ستجعلهم هكذا يبعدون نظرهم عنها ولا يطمعون بما ستتركه لها إذا مت او حدث لك شيئا...ما الذى ستفعله يا ياسين ...خوفك على ابنتك يزداد يوما بعد يوم ...هل أخبرها بأمر والدتها ...لكن ربما يعلمون انها على قيد الحياة فيقتلوها وحينها سينتهي كل ما فعلته طوال تلك السنوات ...
...
جلسا فى فى غرفة المكتب بعد ان انتهيا من تناول الطعام وبعد أن أحضرت كوب القهوة أمام والدها على الطاولة الصغيرة ...فقال بحنو وهو بقربها منه ويضع رأسها على صدره ...اراكى حزينة منذ ان أتيت ...ماذا بك صغيرتي
يبدو انها لم تستطع ان تخفى حزنها والامها بعيدا عن والدها ...لذلك ما ان سمعت ماذا بكى صغيرتى ...حتى اجهشت بالبكاء قاءلة بألم ...انا لست بخير أبى ...لست بخير ابدا. ...انا أتألم للغاية
فربت على ظهرها بحنان وهو يمرر يديه على شعرها وظهرها ...اهدءى صغيرتى ...لا أتحمل بكاءك ...اخبرينى بما حدث لك
هدأت تشنجاتها وبكاءها قليلا ...وبدأت فى قص كل شى على والدها
فقال بلوم بعد ان سمع ما قالته ...كيف يحدث لكى كل هذا يا نور ولم تتصلى بى...وفوق هذا عندما أتيت لم تتحدثى بما كان يحزنك صغيرتى على الفور
فقالت وهى تضمه...لم أرد ازعاجك
ضمها إليه بشدة قائلا بحنو بالغ ...منذ متى وكان بينى وبين صغيرتى شى إسمه إزعاج ...فحاول تغير الموضوع بأن قال بسرور ...هل أخبرك سر
فابتعدت عنه تنظر إليه وحاجبيها معقدان فى تساول
فقال بخفوت ...هل تعلمى ...انا لم أحب ذلك ال مازن ابدا. ...وجيد انه ابتعد ...فحتى وأن كان أتى لخطبتك لما وافقت عليه ابدا
فضحكت بهستيرية لردة فعل والدها ...وضحك هو الآخر معها محاولة منه ان ينسى خوفه عليها
توقفت عن الضحك وقال لها بهدوء ...نور احضرى لى الملف الموجود على المكتب
فتحركت واحضرت له ما طلب وجلست بجواره ...ففتح الملف وأمسك بقلم يقربه منها قائلا. ...وقعى على تلك الأوراق
فقالت بتساول. ...لماذا ...
فرد بهدوء ...فقط افعلى ما أطلبه منك
انتهت من توقيع الأوراق ...فتنفس الصعداء فهى هكذا ستكون فى مأمن ...حقا عليه شكر مراد على إعطاءه تلك الفكرة بأن يقوم بتحويل كل شى باسمها فهكذا سيحميها وتكون بعيدة عن اى طامع بما تملك ...لم يقم بكتابة أشياء كثيرة باسمها مجرد تلك الشقة ومبلغ فى البنك باسمها لكى تستطيع ان تكون بخير إذا حدث له اى شئ ...


شعرت بشئ يتحرك فى الغرفة ويقترب من السرير ببط حتى ان يدان وضعت تحت جسدها واحدة تحت قدميها والأخرى على ظهرها ورفعها من فوق السرير ...صرخت بقوة وهى تضرب بقدميها ويديها حتى تفلت من قبضته ...فقال بهمس محاولا تهدءتها ...اهدءى انه انا زوجتى العزيزة
فرفعت عيناها تبحث عن ملامحه فى الظلام الذى يعم الغرفة حتى التقت عيناها بعيناه الحادة ...فشعرت بكهرباء وذبذبات فى جسدها جراء لمسه لجسدها فلغباءها الشديد ...كانت ترتدى قميص بحمالة رفيعة وطويل ...ومفتوح من جانب واحد من اول فخذيها حتى نهايته ...فنظرت إليه بشك مستغربة كيف استطاع الدخول رغم أنها قامت بنفسها بإغلاق الباب بيديها هاتان ...فقال وكأنه قراء أفكارها ...انه منزلى. ..هل تعتقدين بأننى لا أستطيع ان أدخل اى غرفة انا أريدها حتى لو كانت مغلقة بماءة مفتاح ...ثم اقترب من اذناها هامسا لقد أقسمت انكى ستكونين اليوم بين احضانى. ..وهذا ما سيحدث ...شعرت بأنها يكاد يغمى عليها بين يديه من كلاماته من همساته لها ...أشعل نار الشوق له ...أشعل حب كان يكبر فى قلبها يوما بعد يوم ...حب لم تستطع هى نفسها فهمه ...هل هو مجرد حب حقا ام انه تعدى كل هذا وأصبح عشق ...عشق أبدى له ...
خرج من الغرفة ...وهو يقول هامسا لها بمكر ...هل هذا ما كنتى تجهزينه لى ...فبدلا من أن تكونى كاى زوجة اصيلة تجهز عشاء رومانسيا لزوجها وتضع الشموع والورود فى كل مكان لاستقباله لتعبر له عن حبها ...ثم نظر إليها بإثارة واقترب أكثر من وجهها حتى طبع قبلة دافئة على وجنتها وهمس فى اذناها جعل جسدها بأكمله يقشعر ...وترتدي لى قميص نوم مثير ...فبدلا عن كل هذا وجدت ريم فى وجهى بدلا من زوجتى ...لم تشعر باى شئ عندما كان يهمس فى اذناها إلا عندما وضعها على السرير برفق وكأنها أغلى ما يملك وقف بجوار السرير واستند بيديه على الوسادة التى وضع رأسها عليها محاصرا اياها بيديه ...فاخفض رأسه إليها ملتقطا شفتاها بكل رقة وحنان حتى ابتعد عنها وقام بخلع قميص بذلته التى أتى بها ولم يقم حتى بتغيرها...ثم اقترب منها بجسده جعلها تشعر بسخونة تسرى فى جسدها ودماءها...فوضعت يديها تلقائيا بحماية على صدرها ...فابعد يديها برفق وقال بإثارة وشوق هو نفسه لم يعرف كيف وصل إليه ...لا تخافى منى ...
واقترب منها يعلمها كيف ان سيف لا يتراجع يوما عن ما أقسم انه سيحصل عليه ويريده ...وهى أرادها بشدة كما لم يريد اى امرأة أخرى ...
أبعد وجهها قليلا عن صدره العارى وهو يتأمل كل شبر بها وعلى وجهه ابتسامة عذبة زادته وسامة. ...لم يكن يخطط لفعل كل هذا كان سيجعلها تنام فقط بين احضانه لكى يستطيع ان يشعر بحبها وقبل كل هذا يتأكد حقا من مشاعره ...لكنه متأكد بعد هذا اليوم هو لن يستطيع ان يمنع نفسه عنها لقد حطمت حصونه وومملكته العالية البعيدة عن اى امرأة ...لكن هى بها شئ مختلف عن الجميع ...كان يقترب منها وكأنه كان أكثر شوقا منها لهذه اللحظة بأن تكون ملكه وبين يديه ...

 

وقفت فى المطبخ تعد العشاء وذاكرتها تسترجع ما قالته لها جدتها فيريال اليوم ...بعد أن سمح لها بالذهاب إليها وفك أسرها الذى استمر منذ ان مرضت ميا ...لكن بشرط إلا تتأخر وهو سياتى لاخذها بنفسه ...لقد أصبح حسام شخصا غريبا ومختلف عما تعرفه ...أصبح أكثر قربا من ميا بطريقة هى لم تعد تفهمها ياتى من عمله مبكرا لم يعد يخرج لسهراته المعتادة كما فى السابق ...أصبح كل وقته يقضيه فقط مع ميا ...يعلمها المشى ...وحتى الكلام ...حتى انها فى مرة دخلت عليه وهو يحثها لنطق ...بابا ...هناك شئ مختلف ...ماذا وما الذى جعله يتغير هكذا ...هل مرض ميا هو ما غيره ام انه شيئا آخر ...حقا لم تعد تعلم
ركزت فى ما أمامها وهى تعد الطعام ...وذاكرتها تسترجع ما قالته لها جدتها عندما ذهبت إليها ...قالت لها بدون اى مقدمات حتى من دون ان تعلم ماذا بها او ما الذى يحدث ...لا تتركى زوجك بسهولة لأى امرأة أخرى ...
هل يمكن ان تكون سمعت عن علاقات حسام لهذا تحدثت هكذا ...نفضت هذه الفكرة عن رأسها بسرعة ...فهى تعلم جيدا ان حسام قد يكون مع علاقة مع امراة ...لكن ليس لدرجة أن ينتشر الأمر ويعلم الجميع ...
وضعت طعام الصغيرة فى طبقها وذهبت إلى غرفتها حيث يجلس حسام معها ...توقفت فجأة إثر اصطدامها بجسده الصلب وتراجعها قليلا للوراء قائلا بهمس وهو يضع سبابته على فمه ...لا تصدرى صوتا ...تعجبت من همسه ومن وقفته على إطار الباب ...فامسك بمعصمها بيديه يقربه منه قائلا بسرور...انظرى ما الذى تفعله الشقية ...
فقالت بصدمة بسرعه


عندما رأت ميا تحاول النزول من على السرير ...حسام ...أرجوك ستقع امسكها...
فقال بصوت منخفض وهو يوقفها لكى لا تذهب إليها ...اهدءى وانظرى ما الذى ستفعله صغيرتى
ظلا يراقبان محاولة ميا للنزول وهى تقوم ...بإنزال قدمها شيئا فشى وما ان تقترب للنزول حتى ترفع جسدها مرة أخرى وتجلس على السرير فتضرب على رأسها بيديها ثم تقوم بإعادة المحاولة مرة أخرى لكنها كل مرة تتراجع فى اللحظة التى تكاد تصل فيها ...فعقدت بثينة حاجبيها إليها بشدة ومن ثم انفجرت ضاحكة تبعها ضحكات حسام ...فاقترب من السرير ...وما ان رأت ميا والدها حتى رفعت يديها إليه تطلب منه حملها فحملها بسرعة بين يديه وهو يضمها ويقبلها ويدغدغها...ما ان رات بثينة هذا المشهد حتى منعت شهقاتها من الخروج ...فاقتربت منهما وقالت ناظرة لحسام ...اعطينى اياها ...لكى اطعمها
فقال باسما. ..ساطعمها انا اعطينى فقط الطبق
فجلس على الأرض ووضع ميا على قدميه ...فجلست هى الأخرى أمامه ووضعت الصينية التى عليها الطبق ...امسك الملعقة الصغيرة وبدأ فى اطعامها. ...ووجهه يملاءه السرور ...اطعمها ثم جلس يهدهدها حتى نامت ...ظلت تنظر إليه فهى لم تعد تعرفه ...من هذا الشخص الذى أمامها بالتأكيد هو ليس زوجها ...كيف تغير هكذا كيف أصبح بهذه الحنية والاحتواء. ...يا الله ما الذى حدث وغيره هكذا...هل هذا حسام الذى لم يحمل طفلته عندما ولدت ...توقف ببط ثم وضع الصغيرة فى سريرها ...ووقف مشيرا إليها هل حضرتى طعاما ...ام اتصل بخدمة التوصيل ...فوقفت بسرعة تقول بصراخ. ...الطعام ...ركضت إلى المطبخ لعلها تلحق بالطعام قبل أن يحترق ...فاغلقت النار تحت الاوانى بسرعة ...ولسرعتها أمسكت بغطاءها فحرقت يديها وصرخت باكية ...ركض إليها وضمها إليه وهى مازالت تبكى ...فقال يهداءها. ...حسنا ...حسنا لا تحزنى ...سأتصل بخدمة التوصيل ...
فقالت ببكاء ...يدى ...فابعدها عنه وقال بسرعة ...ماذا بها يدك ...فنظر الى يديها التى أصابها الحرق ...وامسكها ووضعها أسفل صنبور المياه ...حتى تهدأ قليلا ...ومن ثم أخرج مرهما ووضعه على يديها التى أصابها الحرق ...واخذها حيث غرفة نومهما وجعلها تستلقى ثم دثرها جيدا ...فقالت بدموع ...آسفة
انزعج من كلمتها تلك فقال ...اياكى ان تتاسفى على شئ ابدا ...انا الأسف لأننى جعلتك تركضين هكذا ...ثم أبتسم وقال وهو يقترب من وجهها ...أما بالنسبة للطعام فلا تقلقى فهو لم يحترق كاملا ...لذلك ساكله
...
وضع بعض من الارز على قطع من اللحم الشبه محروق وتوجه حيث غرفتهما فراءها تغط فى نوم عميق ...ظل يتاملها وهو يقترب منها وقال فى نفسه وهو يمرر يديه على وجهها ...هل لو أقسمت إننى لم ألمس امراة قبلك او بعدك ستصدقين. ...هل لو أقسمت انكى اول امرأة يدق لها قلبى ستصدقين ...هل لو أقسمت إننى لا أعرف كيف او متى او حتى أين احببتك ستصدقين ...هل لو قلت ان قلبى ينهش قبل عقلى عندما فقط أفكر بأنك يمكن أن يلمسك شخصا غيرى
لا أنكر إننى تزوجتك فقط لكى أستطيع أن يكون لى اسم فى عالم رجال الأعمال الكبير ...حاولت أن أكرهك ...حاولت أن اؤذيكى لا ان أحبك ...لكن الغيرة نهشت قلبى ولم أستطع التفكير إلا فى التقرب منك ...سامحينى يا بثينة على ما فعلته معكى ...هل ستفعلى ام انك ستبتعدين عنى مثلما فعل الجميع ...
لكنى أقسم أن أفعل اى شى لكى تحبينى مثل السابق وان اعوض ميا عن كل شى ...لقد اصبحتما جزء منى ...انتما العائلة التى بحثت عنها ...عندما علمت ماهية والدتك خفت ان تكونى مثلها لكنكى اثبتى العكس ...
...
احيانا كثيرة لا نشعر بقيمة من نحب إلا إذا شعرنا بأنه على وشك الابتعاد عنا ...وأنه فى لحظة ما سيتركنا وسينتهى كل شى بسهولة ...
************
وقف أمام الشقة عازما على التحدث معها وعدم تركها ...فدق الجرس منتظرا منها ان تفتح الباب ...وقفت أمامه ...ظلا صامتان وكلا منهما ينظر إلى الآخر حتى قالت بخفوت وصوت مبحوح بالكاد يخرج منها ...أسامة ...
**********
دخلا إلى الشقة وهو يقبلها بحرارة فابعدت سترة بذلته عنه ومن ثم وضعت يديها على صدره تحاول فك أزرار قميصه فابعدها عنه بسرعة وهو يضع يديه على جبهته قائلا بتركيز ...هذا يكفى يا علا يمكنك الذهاب
ماذا ...هتفت بها غاضبة
فقال يعيد كلامه وهو يصتك على أسنانه ...قلت يكفى يمكنك الذهاب ...نظرت بشر إليه ومن ثم خرجت ...فضرب كاسر بقوة على الحائط يقول بألم ...تبا لك يا قمر لم أعد أستطيع أن اقترب من امرأة غيرك ...أحاول ان أرى اى امرأة بك
لكننى لم أجد ...تبا لك يا عذابى. ...تركتينى محطما هكذا وذهبتى. ...تركتينى بعد ان حرمتينى من أغلى شئ تمنيته فى هذا العالم ...لماذا فعلتى بى هذا ورحلتى ...
وقف امام الشرفة الكبيرة وهو يتذكر همسها له اخر مرة فى اذناه وهى تقول ...
حتى وإن احتضنت جميع النساء من بعدى
لا الهمس همسى. ...ولا العطر عطرى
ولا الأمان حضنى. ...فأنا قمر
فقال موكدا بحزن وألم وهو ينظر إلى القمر الذى يعلو ويضى عتمة الليل ...نعم انتى قمر
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 14




الكلمات الدلالية
رواية ، عندما ، يعشق ، الرجل ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 06:31 صباحا