أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية عندما يعشق الرجل

مقدمة الرواية - تعريف الشخصياتعائلة رشاد السيوفىزوجته (فيريال ) لديه ثلاثة أبناء1-محمود زوجته (كوثر)ابنه(مالك )2-سليم تز ..



26-11-2021 01:50 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [13]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الرابع عشر

-أسامة !...قالتها دينا بدهشة وهى ترى أسامة واقفا أمامها مشعث الهيئة ...عيناه حمراء كأنه لم يذق طعم النوم منذ مدة ...كيف عرف مكانى ...سألت نفسها ...صمت تام أطبق على المكان وكلا منهم ينظر إلى الآخر ...حتى قال هو بصوت ضعيف ...هل يمكن ان أدخل ...لكى نتحدث ...
ضيقت عيناها بشك وقالت بقوة ...ماذا ؟...ولماذا تريد التحدث معى ؟ما بيننا انتهى منذ زمن ...لم يعد هناك وقت للكلام بيننا ...
وفى غفلة عنها دخل إلى الشقة وأمسك بمعصمها وأغلق الباب ...فنفضت يديه عن معصمها بسرعة وهى تقول بجفاء ...ما الذى تفعله! ...وكيف تفعل هذا !

فرد عليها ببرود ...هذا أفضل لكى نستطيع أن نتحدث ...ثم نظر إليها بابتسامة صفراء ...بالطبع لن نتحدث على الباب ...وأنا متأكد انكى لن تقومى بادخالى إلى شقتك ...لذلك دخلت
ضمت يديها إلى صدرها بغضب وهى تقول ...ما الذى تريده ؟...ما بيننا قد انتهى ...انتهى منذ زمن ...هل تريد ان تعرف منذ متى ؟...صمتت قليلا وجفنيها يتحركان بألم وشفتاها تهتزان فتابعت ...منذ سبعة أعوام ...وهل تعلم من الذى قام بإنهاء كل شى صمتت قليلا تحاول بلع ريقها. ...أنت
فرد برجاء ...حسنا فالننسى الماضى ولنبدأ من جديد دينا
فصرخت بقوة وهى تقول ...انسى. ...انسى سبعة أعوام كنت أنتظر بهما ...وفوق كل هذا انسى عمرى الذى ضاع ...إلى متى ستبقى تضيع من عمرى يا أسامة ...لقد أخبرتك وساخبرك يا أسامة ما بيننا انتهى
أغمض عيناه بألم ...يشعر بما تمر به يشعر بالمها وحزنها ...نعم يشعر بكل شئ ...هو أكثر شخص خذلها وتركها ...هو أكثر شخص جرحها...لكنه تركها ...تركها ولم يكن بيده
فقال بحزن يطبق على صدره ...لم يكن بيدى ...فالننسى الماضى
فرددت بصريخ عالى يصم الأذان ...انسى الماضى ...تبا لك ...هل تعرف كم أخذ منى الماضى ...فقالت وصدرها يعلو ويهبط ويدها تتحرك فى الهواء ...أخذ منى أربعة وثلاثون عاما ...عشرة أعوام على وهم شى يسمى الحب ...وسبعة أعوام أخرى أنتظر فيها عودتك ...انتظرت لكى تساندى وتقف بجوارى لكنى لم أجدك ...سبعة عشر عاما ضاعوا من عمرى وجدت نفسى بين كل هذا ...وحيدة.. قالتها بصوت مبحوح منكسر
لفت جسدها وهى تعطيه ظهرها تحاول ان تخفى دموعها التى على وشك السقوط ضمت قبضتى يديها بشدة قاءلة بقوة ...ما بينى وبينك ماضى وانتهى ...وإذا بدأنا من جديد كلانا سيتالم...وأنا تعبت ...لن أتحمل فراق آخر ...اذهب يا أسامة وجد غيرى ...انا وانت لم نكن لبعضنا منذ البداية ...القدر له تدابير أخرى لكلينا...لن يكون لنا فيه الإختيار ...اذهب وأبحث عن من تستحقك ...فأنا لم أكن لك يوما
كلماتها كانت كالصخر الذى يطبق على صدره يمنعه التنفس او حتى نطق كلمة ...وقف كالصنم وهو يستمع لكلماتها. ..هل لهذه الدرجة جرحتها يا أسامة ...هل لهذه الدرجة تقف بهذه القوة وهى تقول كل هذا ...صمت أطبق على المكان جعل كل منهم يفكر فى كلام الآخر ...تحامل على قدميه يحاول السير ...فسار بضع خطوات بخطى بطيئة نحو الباب وقبل أن يهم بفتحه قال بعدم استسلام وعزيمة ...لكنى لن استسلم يا دينا ...قالها وفتح الباب وخرج
ما ان خرج حتى أصبحت قدميها كالهلام وتهاوت على الأرض تبكى بحرارة وهى تقول بألم ...يكفينى ألما ...يكفينى ما حدث لى بقربى منه ...

سارت بخطوات مدروسة وهى تدلف إلى ذلك المطعم ...بعد ان اتصلت بها إحدى صديقاتها لتناول العشاء معها بحثت بعيناها عن الطاولة ...تسمرت فى مكانها ما ان رأته جالسا بينهم تجلس بجواره فتاة ما تكاد تلتصق به وهى تهمس فى اذناه وهو يبتسم لكلامها ...أغمضت عيناها بغضب تحاول ان تعد من واحد حتى العشرة لعلها تهدءنفسها مما تراه أمامها ...فخطت خطوات بطيئة وهى تقترب من الطاولة حتى لمحتها صديقتها فأشارت بيديها اليها وهى تبتسم ...فاقتربت أكثر حتى جلست على أحد كراسى الطاولة المستديرة بجوار صديقتهافحيتها صديقتها بترحاب شديد بادلتها التحية وألقت التحية على الباقين وحيت وليد برسمية شديدة ...ثم ألقت التحية على الفتاة التى كانت بجواره بجفاء هى نفسها حاولت اخفاءه لكنها فشلت
-مرحبا انسة قالها الرجل الذى كان يجلس بجوارها بانجليزية متقنة ...نظرت إليه كان رجلا وسيما يبدو عليه القليل من الملامح الشرقية التى تجذب إليه اى امرأة ...فى البداية لم تكن تريد أن ترد عليه ولكنها ما ان لمحت عينى وليد التى صوبت نحوهما بقوة...حتى ضحكت بدلال لا تعرف كيف وصل إليها او حتى سببه فالرجل لم يقل غير مرحبا وقالت ...أهلا
ثم وجهت نظرها إلى وليد بغرور ...فبدأ الرجل يتنحنح ويقول بهدوء ...نزار
ضيقت عيناها ما ان سمعته يتحدث اللغة العربية ...تبسم ما ان راى تجهمها وقال ...انا مصرى ...أقصد والدى مصرى ووالدتى بريطانية ...فابتسمت بمجاملة وهو ينظر إليها بتفحص ثم قال بنفس هدوءه ...ماذا عنكى ..!
ضيقت عيناها باستفهام ...فضحك بخفوت وقال ...أقصد ما اسمك ...فبادلته الضحك وقالت ...ايملى ...أسمى ايملى
-اسمك جميل
-ابتسمت بخجل لمجاملته وقالت ...شكرا لك
كل هذا ووليد يجلس فى مقعده يحرك قدماه بعصبية حتى اقتربت منه الفتاة التى تجلس بجواره بدلع
-ماذا بك هل هناك شئ ازعجك ..!
-فقال بغضب ...لا وما الذى سيجعلنى انزعج
-فقالت الفتاة بتلقائية ...إذا لماذا تهز قدماك بهذه الطريقة ماذا بك ؟
فرد بعصبية مفرطة وصوت عالى ...ماذا بى. ...هل تريني أقوم بقطع ملابسى

انتبه الجميع إلى غضبه ...حتى ان ايملى لاحظت انكماش الفتاة فى مكانها ومعالم الحزن ترتسم على وجهها ...فابعدت وجهها عنهم وجعلت محور تركيزها للجالس بجوارها الذى ما ان بدأت بالكلام معه وهو لم يتوقف عن سوالها عن كل شى يخصها عن عملها عن والدتها وعن والدها ...حتى انه سعد عندما علم انها من أصل مصرى مثله ...كل هذا و وليد كان يظهر غضبه أكثر وربما تكون الغيرة فهى لم تهتم لأى كلمة قالها وكأنه غير موجود وجعلت محور اهتمامها لذلك ال نزار ...تم تقديم طعام العشاء على شرف صديقتها وزوجها الذى اكتشفت انه صديق لوليد والاثنان بينهما أعمال مشتركة ...أكلت القليل مما قدم لها ولم تستطع أن تبلع أكثر فرغم ظهورها بمظهر المرأة القوية غير المهتمة ...إلا ان الغيرة نهشت قلبها منذ ان رات تلك الفتاة بجواره ...حتى انها دققت بكل شئ بها وجهها وجسدها وحتى ما ترتديه من ملابس ...كانت امرأة جميلة لا تنكر هذا ملامحها دقيقة شعر اشقر وعينان لا تعرف ان كانت زرقاء ام خضراء لكنها تعتقد انها مزيج من اللونان ...جسد رشيق ملابس انيقة غير فاضحة للغاية ولكنها تنم عن ذوق امراة رائع ...من خلال الكلام عرفت انها عارضة ازياء ...إذا هو هكذا سينتقل من امرأة إلى أخرى وهى لن تكون اى شئ فى حياته ...لقد كانت تعلم هذا منذ ان تعرفت عليه من خلال حازم وهى من نظرتها الأولى له عرفت انه ليس شخصا سهلا ...تقرب منها مرات عديدة ولكنها كانت محمية من نظراته وعيناه التى كانت تتاكلها ...لكن منذ ان بدء يقترب منها عند سفر حازم ...إلا وقد وجدته كالمغناطيس الذى يقربها إليه أكثر وأكثر رغم أنها حاولة الابتعاد إلا انها لم تستطع وجدته اول شخص ياتى فى بالها عندما شعرت بذلك اللص ...وهو أيضا اول من سرق اول قبلة لها سرقها من دون حتى ان تشعر تعدى عذرية قلبها الذى لم يدق يوما لرجل ...وعندما اقتربت ابتعد هو وكأنه لم يفعل بها اى شى تعلم انه شخص لعوب لكن ماذا تفعل انه الحب الذى كانت تحاول إلا تقع به وعندما وقعت وقعت فى حب وليد...ثم نظرت إلى ملابسها العملية بتجهم المكونة من بذلة رصاصية اللون وهى تنهر نفسها ألم يكن يجب عليها أولا الذهاب الى المنزل على الأقل لارتداء شى مناسب لكنها لم تهتم يوما فلماذا إذا ستهتم الآن بما هو مناسب...انتهت الأمسية المليئة بالاضطرب بين الاثنان رغم انه لم يشعر أحد بما بينهما من نظرات ...خرجت من المطعم بسرعة فقد رأت نظراته إليها وكأنه يخبرها أن تنتظره بالخارج لكنها لن تفعل ...وقفت أمام سيارتها وما كادت تفتح بابها حتى قال نزار بحنان ...هل تسمحى لى بشرف ايصالك إلى المنزل.

فردت بابتسامة مجاملة ...شكرا لك ...لا داعى سأذهب انا
فقال بخجل ...حسنا ...كنت اتمنى أن نتحدث أكثر فربما استشيرك فى بعض الأمور القانونية ...ثم تابع بارتباك ...أن كنتى لا تمانعين بالطبع
فردت بأدب ...بالطبع انا فى الخدمة ...ثم أخرجت بطاقة صغيرة وناولته اياها ...هذه البطاقة بها رقم هاتفى وعنوان شركة المحاماة التى أعمل بها...بالطبع ان تعرف شركة المحامى حازم السيوفى
فرد بابتسامة ...بالطبع أعرفه ...
نظرت خلفه وجدت وليد يقترب منهم وكأنه على وشك الانقضاض على نزار ...كان هناك شعور غريب من الفرحة يتملكها أرادت أن تظهر أسوء ما به أكثر ...فضحكت بقوة وهى تقول ...حقا لقد تشرفت بمقابلتك انت شخص رائع...ثم تابعت بدلال و وليد يقف معهم ...سأنتظرك بفارغ الصبر لذلك إياك ان تتأخر
تنحنح الرجل وقال بابتسامة ...بالطبع ساتى ...ما رأيك ان أتى غدا ..
فقالت بترحاب شديد وهى ترى وجه وليد الذى يحاول أن يكظم غضبه ...فى اى وقت تأتى لست بحاجة لأن تستأذن
فنظر وليد إليه ببرود فرد الرجل عندما شعر باضطراب الأجواء ...حسنا ...إلى اللقاء يا انسة ايملى ...ثم أمسك يدها ولثمها بقبلة دافئة جعلت جسدها يقشعر ...لكنها ما ان رات وجه وليد أكثر حتى نسيت تماما نفورها من الآخر ...استأذن وتركهما...فقال ببرود وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله ...مرحبا يا انسة ايملى قالها وليد وهو يحاول أن يقلد ذلك ال نزار ...فردت بعدم اهتمام. ...أهلا
فقال الآخر بغضب مكتوم ...يبدو انكى تستطيعى تكوين الصداقات بسرعة ...فقد اخذتى عليه حتى انكى كنتى تضحكين بسعادة معه
فردت ببرود لتغيظه ...نعم بالطبع انه شخص رائع ...ومسلى أيضا ...ثم تابعت وهى تفتح باب سيارتها ...عن إذنك الآن يجب أن اذهب وانت أيضا يجب أن تذهب لكى ترى صديقتك فبالتأكيد هى تنتظرك الآن
فرفع أحد حاجبيه وقال بتهكم. ...وما شأن صديقتى الآن ...لا شأن لكى بها وانسيها.

-عندك حق ...ثم صعدت إلى سيارتها وقبل أن تهم بإغلاق الباب ...امسكه بيديه ومنعها من إغلاقه ثم هتف بغضب وهو يدخل رأسه إلى داخل السيارة ...عن ماذا كنتما تتحدثان ...واين ستتقابلان ...
-لا شأن لك ...قالتها وهى تدفعه بقوة بعيدا عن السيارة ...وأغلقت بابها وانطلقت مسرعة ...ضرب بقدمه بقوة على أحد السيارات التى أطلقت صغيرا عاليا ...وهو يشتم ويسب بغضب ثم قال فى نفسه بإصرار ...حسنا ...ساريكى من هو وليد ...ليس انا من يتلاعب به ...
استيقظت على ضوء أشعة الشمس الذهبية التى دخلت عبر الستائر الشفافة الموضوعة على النوافذ ...فتحت عيناها ببط وسرعان ما اغلقتهما بسرعة وهى تتذكر ما حدث ليلة أمس بينهما لم تكن تريد أن تضعف بين يديه لكنها لم تستطع المقاومة ...لكن هل ستندم لاحقا على إعطاءه جسدها مثلما كان قلبها له ...فتحت عيناها ببط تحاول ان ترى أن كان ناءما بجوارها ام لا .. حمدت الله وهى ترى مكان نومه خاليا لكنها سرعان ما سمعت صوت فتح مقبض الباب فالتفتت بجسدها رأته يخرج من غرفة تبديل الملابس ويرتدي بذلة سوداء أنيقة ووقف أمام المرأة بهيبته يضع ساعته الذهبية حول معصمه ورش رزاز عطره ...ظلت تراقبه فى صمت معتقدة بأنه لا يلاحظ مراقبتها ...فرات من خلال انعكاس صورته فى المرآة شبه ابتسامة ترتسم على شفتاه ويقول بهدوء وعيناه تلتمعان فى مكر...هل انتهيتى من تاملك بى لكن كيف وجدتينى ...فاحمرت خجلا من كلماته وغطت وجهها بالملاءة فتابع بضحكة وهو يسعل...قلت كيف وجدتنى...هل أبدو وسيما زوجتى العزيزة ...فابعدت الملاءة عن وجهها ونظرت إليه بشر ...فسار نحوها بخطوات بطيئة حتى وقف عند السرير واخفض جسده إليها وهو يضع يديه على الوسادة التى تضع رأسها عليها فقال ووجهما متقابلان. ...استنشاقها لعطره الأخاذ مع رائحته جعلها تشعر بجسدها يرتجف طلبا من أن يقترب منها مرة أخرى ...فقال وانفاسه الساخنة تلفح وجهها ...ساسمحك اليوم فقط ...فعقدت حاجبيها فى تساول...فتابع ...ساسمحك اليوم فقط على كسلك هذا فى الاستيقاظ مبكرا ...لأن كلينا قد نام متأخرا ...لكن منذ الغد ستقومين بأعداد الفطور لى ...ثم اقترب منها أكثر جعلها تغمض عيناها بخجل فطبع قبلة خفيفة على عيناها ثم ابتعد قليلا وقال ...هذه المرة فقط لكن بعد ذلك لن اسامح ...فأنا لا أريد ان أتناول اى طعام إلا من يدى زوجتى...لكن ماذا أفعل انه العمل ...فتابع بمكر ...لكن لا تقلقى القادم أكثر زوجتى ...فابتعد عنها ووقف وسار مبتعدا عنها بضع خطوات وقبل أن يضع يديه على المقبض التف قليلا بجسده وقال بابتسامة عذبة ...اه لقد نسيت ان اقول لك ...صباح الخير ...ثم أدار المقبض وخرج ...
ارتجف قلبها بل كاد أن يطير من السعادة ...ياالله هل ما تمنته حقا سيتحقق هل دعاءها دائما بأن يصبح لها استجيب أخيرا ..انها حقا لا تصدق بما حدث بينهما ...تغيرت ملامحها بشك وهى تقول بألم ...هل يحبنى حقا ام اننى مجرد جسد لإشباع رغباته ثم تنهدت وقالت ...ماذا أكون بالنسبة له
...
أسند ظهره على كرسى مكتبه بتململ وتعب إلا أن ملامح وجهه كانت تكسوها السعادة
فنظر إليه ماجد الذى يجلس أمامه بتركيز وقال بغموض. ...أراك سعيد اليوم ...هل حدث اى تقدم
فرد سيف بارتباك ...لماذا هل هناك مشكلة فى ان أكون سعيدا
فضحك ماجد وقال بثقة وهو يقلب فى أوراق الملف الذى يمسكه بين يديه ...هل أنت متأكد انه لا يوجد سبب لهذه السعادة ...ألاحظ انك على غير عادتك
أحمر وجه سيف فى غضب وقال بصوت عالى ...انا سأذهب إلى المنزل الآن اظن أن كل شى انتهى ...هل هناك اى أوراق لاوقعها
فرد ماجد بمكر ...لا ...لا يوجد ...ولكن لماذا أنت فى عجلة من أمرك للذهاب للمنزل هكذا
فاصتك سيف على اسنانه بشدة وقال بنفاذ صبر ...تبا لك أعلم انك لن تتركنى إلا بعد ان تعلم كل شئ ...
فوضع الآخر الأوراق التى كانت بين يديه على المكتب وقال بتركيز ...حسنا ..انا استمع
اطلق ماجد ضحكة مجلجة بعد عدة دقائق من حديث سيف وقال وهو يحاول ان يتنفس من ضحكاته. ...لقد وقعت أيها الأسد ...
-من هذا الذى وقع ...قالها كاسر وهو يدلف إلى المكتب بدون استئذان
فالتفت الاثنان إليه وقال ماجد ...ألن تغير عادتك تلك فى الدخول بدون استئذان ...
فرد الآخر ببرود ...انه مكتب أخى ادخل إليه فى اى وقت أريده
فقال سيف مقاطعا إياهم ...يكفى ...بالتأكيد كاسر سأل من يوجد بالداخل لذلك دخل بدون استئذان. ...فقال وهو ينظر إلى كاسر بابتسامة ...أهلا بعودتك مرة أخرى
فرد كاسر بهدوء ...شكرا لك
فوقف ماجد مبتعدا عن كرسيه وهو يقول ...سأذهب انا لكى تتحدثان بحرية ...وأذهب أتابع بعض الأعمال
نظر إليه سيف باهتمام وقال بجدية ...ماذا بك تبدو مختلفا عندما رأيتك البارحة ...وكيف حال حمزة هل نجحت العملية
دفن كاسر وجهه بين يديه وقال بألم وحزن ...لا لم تنجح لقد فشلت ...انا خائف على حمزة كثيرا ...أخى لن يكون بخير
حزن سيف لما سمعه فاخيه لكاسر تعرض لحادث جعله عاجزا عن الحركة عندما كان فى الجامعة ...وبعد عدة محاولات لاقناعه للسفر للخارج والعلاج وافق فى النهاية لكنهم عادوا خائبين ...
فقال سيف بحزن ...وكيف حاله
أرجع كاسر ظهره على الكرسى وقال بضيق ...ليس بخير حالته تسوء وأصبح انطواءيا ...لا يتحدث مع أحد إلا قليلا ...
فقال سيف بهدوء ...وماذا عن زوجته
رد كاسر بغضب ...زوجته هذه اتمنى حقا أن يطلقها او أقوم انا بقتلها ...لكن ما يمنعنى هو أخى فقط ...ثم قال بسرعة محاولا تغير الموضوع ...لقد سمعت ان جدك سيقوم بكتابة عشرة فى الماءة من أسهم الشركة لك ...اظن انك هكذا تستطيع ان تديرها من دون ان يقف أمامك أحد
فضحك سيف بتهكم وقال ...أحد ...يبدو انك لا تعرف ان جدى واخاه يملكان الحصة الأكبر من أسهم الشركة ...لذا إذا لم يكون يريدنى ان اديرها. .. فلن أستطيع يوما ان أكون مديرها ...
فضيق كاسر عيناه وقال ...وقال هل تقصد عزت الحسينى ...
فرد سيف موكدا ...نعم عزت الحسينى ..جد طليقتك...ما زال هو المتحكم الرءيسى فى الأسهم ...رغم انه جعل كل شى تحت إدارة جدى منذ ان سافر
فظهر الانزعاج على وجه كاسر منذ ان ذكر سيف طليقته (قمر )
...
عزت الحسينى ...الأخ الأكبر لسليمان ...لديه حفيدان. ...قمر (وهى طليقة كاسر انفصلا منذ خمسة أعوام ...غادرت البلاد منذ ان تطلقت منه )
أدهم ...حفيد عزت الحسينى والأخ الأكبر لقمر ...
سافرت العائلة باكملها فور ان تم انفصال الاثنان ولم يعودوا حتى الآن ...
...
فقال كاسر مغيرا مجرى الحديث مرة أخرى ...لقد علمت من جدتى انه سيتم عقد القرآن بين مالك وريم
-حقا لم أكن أعلم ...ثم قال بهدوء وهو يتحرك من مقعده مبتعدا ويحمل هاتفه ...حسنا المكان مكانك ...سأذهب انا ...أن احتجت لأى شى اتصل بى
فوقف الآخر مبتعدا وقال ...لا داعى ...سأذهب انا ايضا...
وخرجاالاثنان من المكتب ...
...
وقفت أمام نافذة غرفتها ...تفكر فيما حدث بينهما .. ما حدث لم يبتعد عن تفكيرها طوال اليوم ...تفكر ما الذى يجب عليها فعله ...حقا لم تعد تفهم اى شئ ...فهى حتى الآن لا تعرف ماهية مشاعره نحوها ...هل مجرد اقترابه منها كاى رجل يحاول أن يجد حاجته فى امرأة ...ام هل حقا يحبها ...او على الأقل أصبح بينهما مشاعر ...قد تجعلها تنسى اى شئ...حتى ما فعله ليلة الزفاف ...لكن حقا يكاد التفكير فى كل هذا يقتلها ...سمعت صوت توقف السيارة فور دخولها من البوابة الكبيرة ...ثم توجه حيث باب المنزل تسمرت فى مكانها عندما رأت دخوله ولم تعد تعرف كيف تتصرف او ماذا تفعل ...لكنها نظرت إلى نفسها فى المرآة وهى ترتدى فستان طويل وواسع وشجعت نفسها بقوة ثم خرجت من الغرفة ...ونزلت درجات السلم ...فقابلت عيناه الآتى ينظران اليها فور نزولها للسلمة الاخيرة لا تعلم ما نوع هذه النظرات ... فقال بصوت رخيم هادئ ...هل اعددتى طعام
فاومات برأسها ...نعم ...فتوجهت حيث المطبخ أعدت الطعام بسرعة وجهزته على المائدة فراته وهو يتجه نحوها وهو يرتدى ملابسه البيتية...جلس على المائدة وتناول طعامه بهدوء دون ان ينطق بكلمة ..وهى أيضا لازمت الصمت مثله ...أكلت القليل ومن ثم جمعت الأطباق وذهبت إلى المطبخ غسلت الأطباق ورتبت المطبخ ومن ثم صعدت حيث غرفتها ...وما أن فتحت بابها حتى شهقت بقوة وهو رفع رأسه إليها ...رأته جالسا على السرير ساندا رأسه على ظهر السرير ويحمل كتابا ما يقرأه ...فرفع رأسه ما ان سمع شهقاتها ...فظهر الامتعاض على وجهها وهى تقول ...كيف تدخل إلى غرفتى ...ولماذا تنام على السرير
فرفع أحد حاجبيه وقال بتهكم ...لقد سبق واخبرتك انها غرفتنا هذا أولا ...أما ثانيا وهذا الأهم ...نحن زوجان ام انكى نسيتى ليلة أمس زوجتى العزيزة وتريدين تذكيرك مرة أخرى ...ثم أشار إلى جانب السرير الآخر وهو يقول ...لذلك كونى كاى زوجة مطيعة ونامى بجوارى...فأنا لن أقبل ان تنام زوجتى بعيدا عنى ...وانبهك بكل ثقة ...لن تنفع مقاومتك لى ابدا ...لأننى لا اهدد فقط بل أفعل أيضا
بدء الخوف يتسرب إليها ببط وهو ينطق بكلاماته ...فتوجهت حيث الحمام بسرعة أخذت حماما دافئا ومن ثم ارتدت أكثر بيجاماتها اتساعا وحشمة وقامت بتجفيف شعرها قبل خروجها وجمعته كاملا بدبوس ومن ثم خرجت ...رأته مازال جالسا كما هو على السرير فى المنتصف...فمشت ببط حتى وقفت بجانب السرير وقالت وهى تضم يديها إليها ...حسنا فى اى جهة ستنام...فنظر إليها متسائلا ...فقالت بغضب مكتوم ...أقصد أين ستنام بالتحديد فأنا أريد ان أنام وانت تجلس فى منتصف السرير ...فظهرت شبه ابتسامة على وجهه وقال ببرود ..
اظن أن السرير واسع وتستطيعى النوم فى اى جهة تريدينها ...فتاففت بغضب ...وتوجهت ونامت على الجانب الأيمن من السرير تحاول ان تبتعد بجسدها عنه وتدثر نفسها جيدا حتى انها قامت بتغطية وجهها أيضا ...فابتسم بمرح وهو يلاحظ ابتعادها عنه ...أغلق الكتاب الذى يحمله ووضعه على الكومود بجواره ونام هو الآخر على مسافة ليست ببعيدة منها ...
****************
دخلت إلى المطعم بأعين مرتجفة تبحث عن والدتها ...فهى الوحيدة التى قد تقف بجوارها بعد تصميم جدتها بأنها لن تتزوج غير مالك فهو أكثر شخص مناسب لها وغدا سيكون موعد عقد القرآن لذلك فكرت بوالدتها وحمدت الله بعد ان أخبرتها انها موجودة بمصر لعدة ايام ...لذلك من الممكن أن تطلب منها ان تأتى معها وهى لن ترفض رغم أن والدتها لم تفعلها ابدا لكنها تأمل ذلك ...اقتربت ما ان رأتها جالسة على أحد الطاولات وكلما كانت تقترب كانت تتبين ملامحها أكثر هى لم تنسى شكلها رغم مرور عشرون عاما فقد كان كل ما كان بينهما بعد ان انفصلا والديها هى اتصالات قليلة جدا تتطمان فيه والدتها عن حالها ...طوال هذه السنوات لم ترى فيهما الاخرى ...لكن هل هى ستتعرف عليها ام لا ...عندما أصبحت أكثر قربا منها ...تلالات الدموع فى عينى ريم بألم ...أرادت أن تركض إليها لكى تاخذها والدتها بين أحضانها تشعرها بأنها بجوارها ...كم تمنت أن تشعر بحنان ودف الأم الذى لم تجربه يوما لكنها قرأت عنه فقط ...كم تمنت لو تستطيع أن تبكى أمام والدتها الآن وهى غير مهتمة باظهارها لضعفها. ...أرادت ...وأردت ...لكنها لم تحصل يوما على ما تمنته...وقفت بجوارها مباشرة ووالدتها تنظر اليها باستفهام حتى قالت اخيرا بصوت هادئ ...ريم ...كيف حالك حبيبتى ثم مدت يديها إليها لتحيتها ...فنظرت ريم بألم إلى يد والدتها الممدودة إليها ...فقربت يديها منها تحيها شعرت بدف يديها لكنها سرعان ما أبعدت والدتها يديها وقالت وهى تشير إلى الكرسى المقابل لها لتجلس ...فجلست بهدوء تشعر بوغز فى قلبها بعد كل هذه السنين فقط سلام بالايدى وقالت وهى تشعر بغصة فى حنجرتها تمنعها البكاء ...انا بخير يا ...أمى قالتها بألم ...ثم تابعت بثبات وقوة ...كيف حالك انتى
-بخير ...لقد كبرتى يا ريم واصبحتى جميلة هل تزوجتى وهل لديكى أطفال ام لا قالت والدتها بسرعة
فردت محاولة ان تخفى حزنها والامها. ...هذا ما طلبت لرويتك من أجله ...ثم تابعت بارتباك ...لقد تقدم لى شخص وجدتى موافقة عليه ...لذلك لو تستطيعى ان تتحدثى مع جدتى وتقنعيها بالرفض او حتى ...
قاطعتها والدتها بحدة ...لماذا يا ريم ..لماذا ترفضيه ربما يكون جيدا ...حبيبتى انتى لستى صغيرة من فى مثل عمرك لديها على الأقل طفلان ...لماذا لا تقبلى ...هل تعلمى أختك التى أصغر منك متزوجة وهى فى انتظار مولودها الأول ...
-نعم عندك حق لكن ...
فقاطعتها والدتها مرة أخرى وهى تحمل حقيبتها مستعدة للذهاب ...آسفة حبيبتى يجب أن اذهب ...اخاكى ينتظرنى فنحن سنسافر خلال أيام ...لذلك سنشترى بعض الأشياء للمنزل الموجود فى القاهرة قبل سفرنا...اتصلى بى. ...لا تنسى أن تتصلى بى صغيرتى لتخبرينى بكل شئ ...قالتها وذهبت
ما ان ذهبت حتى شعرت بشئ حار يسقط على وجهها انها دموعها التى خانتها ...تبكى ...نعم هى تبكى ...تبكى على ما تمنت انها ستحصل عليه لكنها لم تجده ...كفكفت دموعها بسرعة وامسكت بحقيبتها وخرجت وهى تلعن عقلها وقبل كل هذا قلبها الذى أخبرها أن تتصل بوالدتها فربما تساعدها او على الأقل تنصحها ...صعدت سيارتها وهى تكاد لا ترى من دموعها التى وجدت سببا اخيرا لتسقط ...
...
أغلقت باب المنزل بيديها واستندت عليه بوجه واعين محمرة من البكاء ...توجهت حيث غرفتها وقبل ان تقوم بإدارة مقبض الباب رأتها جدتها وقالت بحنان ...هل اتيتى حبيبتى اعتقدت انكى قد تتاخرين ...
فردت بثبات رغم حشرجت صوتها ...انا موافقة
فقالت جدتها بتعجب ...ماذا !
فردت هى بغضب ...قلت لكى موافقة على الزواج منه ...هل ارتحتى الآن ...ودلفت إلى غرفتها مغلقة بابها خلفهابقوة ...وألقت بجسدها على السرير مطلقة العنان لدموعها
ففتحت جدتها الباب وهى تقول بحزن ...ريم ...هل كنتى تبكين حبيبتى ...ثم اقتربت منها وجلست على السرير وربتت على راسها وهى تقول بحنان ...هل كنتى تبكين حبيبتى ...ما الذى ازعجك...هل انتى منزعجة لأننى موافقة على مالك ...ستعلمين لاحقا اننى لم اخطى فى الموافقة عليه ...ستعلمين انه اكثر شخص يستحقك ...ظلت جدتها تتكلم لكنها لم تكن تستمع لاى شى لقد كانت فى عالم آخر ...عالم سيكون فيه الحزن والوحدة رفيقاها طيلة عمرها ...زواجها من مالك لن يغير شيئا...انتبهت إلى صوت جدتها اخيرا وهى تقول بشك...ريم ...مما انتى حزينة ...
فردت ببكاء ...لقد قابلتها ...قابلتها بعد عشرون عاما ...كل ما قامت بفعله عندما راتنى هو سلام بالايدى فقط ...
ثم تحركت من السرير مبتعدة وقامت بفك حجابها وهى تقول بصوت متحشرج متالم...بدلا من ان تاخذنى بين أحضانها سالتنى عن حالى وذهبت
فنظرت جدتها إليها بشفقة وتحركت وضمتها إليها بحنان ...انسى ما حدث ...أعلم انكى تتالمين. ...أشعر بكى حبيبتى انا بجوارك يا ريم لن يفرقنى عنك غير الموت ...ثم أمسكت بوجهها بين يديها وقالت بصوت امومى. ...انتى ابنتى ...لستى حفيدتى فقط ...لذلك فالننسى كل شئ ...أريدك أن تكونى غاية فى الجمال غدا ...ثم قالت بفرح ...لقد اشتريت لكى فستان سيجعل مالك يجن ...
كانت ريم على وشك الاعتراض إلا أن جدتها منعتها بشدة وهى تقول تحاول طمانتها ...ريم أصابعك ليست مثل بعضها حاولى ان تشعرى بحب مالك لكى حينها ستكونين سعيدة ...ثم تابعت بهدوء...ساتركك الان لترتاحى من أجل الغد ...فأنا لا أريد ان تصبح عيناكى منتفختان من البكاء ...
******************
وقفت أمام المرآة وهى تضع قليل من أحمر الشفاه ثم رشت القليل من رزاز عطرها والتفتت بجسدها وتناولت حقيبتها واتجهت حيث الباب ...فشهقت بفزع ما ان رأته واقفا عند الباب يحدق بها
فقال ببرود ...إلى أين زوجتى العزيزة
فبلعت ريقها بصعوبة وهى تشعر بدقات قلبها المتسارعة وقالت ...تعلم اليوم عقد قرآن ريم ومالك
فوضع يديه فى جيبي بنطاله ومشى ببط وهو يقول ...حسنا انتظرينى ...سابدل ملابسى وأتى معك
...
نزل درجات السلم وهو يرتدى بنطال باللون البيج وقميص باللون الأزرق يحدد تفاصيل جسده بمهارة ابتسمت وهى تراه لأول مرة يرتدى شئ عند خروجه غير ملابسه العملية ...رفع أحد حاجبيه عندما رأى ابتسامتها التى تصل إلى عينيها فقال بطريقته الماكرةالمعتادة ...هل أبدو وسيما لهذه الدرجة
فتنهدت بهيام وقالت بصوت منخفض ...بل أكثر مما تعتقد ...فأطلق ضحكة مجلجلة وقال بابتسامة ...حسنا هيا بنا ...لكن قبل هذا ...فعقد يديه أمام صدره ثم أشار لفمه. ...فقالت باستفهام ...ماذا
فأشار مرة أخرى إلى فمه وهو يقول ...هذا
فنظرت ببلاهة إلى فمه ...فاقترب منها ومسح باصبعه على شفتاها برقة ...ثم رفع إصبعه أمامها وقال ...هذا ...تريدين أن تخرجى معى وانتى تضعين أحمر شفاه ...ثم قال بسخرية ...انتى لم تحاولى ان تضعيه لى يوما ...لم تحاولى حتى اغراءى لكن بدلا من هذا ...ستقومين باغراء غيرى ...ثم أمسك رأسها بيد ليثبتها وهو يمسح ما على شفتاها قائلا ...حقا النساء ماكرات...أما بالنسبة للفستان الذى ترتديه ...فنظرت الى فستانها بتلقائية...كانت ترتدى فستان باللون الموف الفاتح على شكل سمكة ضيق حتى الركبة من الشيفون وواسع بعد ذلك من القماش المخرم واكمامه طويلة ولكنه كان يوضح نحالة خصرها ...فقالت بسرعة بانزعاج ...ماذا به ...فتابع هو مقاطعا اياها ... انا لن أتحدث عنه الآن لأن الحفل سيكون منقسم مكان للنساء ومكان للرجال لكن عندما أتى سنتحاسب لكى لا تتكرر مرة اخرى ...ثم امسك بيديها وخرج .


وقف مستندا بجسده على سيارته السوداء كحال كل شئ فى حياته ضاما كلتا يديه إلى صدره ينظر إلى باب المراب متاهبا ...فاليوم سيقوم بإنهاء كل شئ ...حتى لا يبقى ذلك ال مازن له ذكرى فى حياتها إلى الأبد ...اليوم هو يوم عودته إلى العمل بعد ان أنهى مدة اجازته لقضاء شهر عسله السعيد ...علم من الموظفين انه سياتى اليوم ...لذلك هو لم يتحمل الإنتظار فى المكتب الخاص به حتى ياتى ...فاليوم هو سيقوم بمحو ذلك ال مازن نهائيا حتى لا يفكر حتى من الاقتراب من نور ...وهو بطبيعته لن يتحمل أن يبقيه وهو يعلم أن المرأة التى يحبها كانت تكن له مشاعر ...او ربما ما تزال هناك مشاعر نحوه ...تنهد بقوة يشعر لأول مرة فى حياته بألم كهذا الألم فى صدره يقبض على روحه ...لقد احبها منذ ان راءها اول مرة وسرقت عقله وقلبه منه ...اراد ان يستغل عدم حضورها اليوم بسبب حفلة خطوبة صديقتها تلك ...وحمد الله انها لن تكن موجودة لرؤية مازن للمرة الأخيرة ...اعتدل فى وقفته ما ان رأى سيارة مازن تتوقف فى مكانها ...فترجل منها ذلك الأخير وعلى وجهه السعادة ...وأغلق بابها وقبل أن يتوجه حيث المصعد اوقفه حازم باستهزاء. ...مبارك لك الزواج ...وكتهنئة انا لا اريد ان ارى وجهك فى شركتى
فرد مازن بارتباك ...لماذا سيد حازم ما الذى فعلته ...
فنظر إليه حازم بازدراء والتف بجسده مستعدا للرحيل ...لاننى لا احب ان ابقى فى شركتى شخص قذر مثلك
فقال مازن بمكر ...حسنا سيدى ...أهنئك ستكون اخيرا بقربها ...فلا أخفى عليك فأنا قد لاحظت نظراتك لها ...ثم تابع باسف مصطنع ...لكن احب فقط ان اقول لك شيئا لكى لا تخدع ...فمثلما كان قلبها لى كان كذلك جسدها
تسمر حازم فى مكانه ما ان سمع آخر ما نطقه مازن
-مثلما كان قلبها لى كان كذلك جسدها
تخشب حازم فى مكانه وهو يستمع لذلك القذر الذى يحاول أن يلوث براءة شخص كنور بقذارته
فالتفت بجسده إليه وضم يديه اليمنى فى قبضة كانت تشتد أكثر ...وعيناه تحمر كالنار المستعرة من ما سمعه ...فقال بحغيف ينذر بالخطر ...إياك ان تنطق بكلمة أخرى ...فأنت اقذر مما توقعت ...
فقال مازن كثعلب ماكر. ...أن كنت لا تصدقني اذهب واسالها او أقول لك اذهب وتأكد بنفسك ...لماذا تعتقد انها بكت بحرقة عندما تزوجت ...ماكاد ينطق كلمته حتى انقض عليه حازم يلكمه بقوة جعلته يتراجع للخلف وسأل دماء فمه
فابتسم بمكر وانتصار وكأنه حقق ما يريده وقال ...لقد قلت لك انك لا تصدقنى اذهب واسالها ...نور...
فهتف حازم بغضب وهو يمسك الأخير بياقة قميصه ...اياك ان تنطق اسمها على فمك ...انك اقذر من أن تلوثها بفمك
وبدء يلكمه بقوة...ولم يتركه إلا بعد ان خدلتا يديه وتنفسه ازداد ...فوقع الآخر و عظام فكه محطمة وعيناه وفمه تملاها الدماء ...فقال حازم وصدره يعلو ويهبط من هول غضبه المتاجج ...إياك ان أرى وجهك مرة أخرى فى هذه الشركة هل فهمت ...ثم هتف محذرا إياه بأعين سوداء ...أقسم إننى ان رأيتك أمامى مرة أخرى سانسفك من على وجه الأرض واجعلك تندم على اليوم الذى قابلتنى به ...او حتى عرفتنى. ...وإياك ثم إياك ان تنطق اسمها على فمك ...ثم بصق عليه بقرف وصعد سيارته مصدرا صريرا عاليا منطلقا بسرعة ومن هول سرعته أثناء خروجه ضرب أحد السيارات التى تحطمت مراتها ...
مسح بيديه دماء فمه وعلى ثغره ابتسامة مكر وهو يحاول الوقوف ...لا يعلم كيف نطق بهذه الكلمة ...ما الذى جعله يدنث شرفها بهذا الكلام ...لكنه يعلم جيدا انه بابتعاده سيقترب حازم من نور ...لكن كل ما هو متأكد منه ان حازم لن يفكر مجرد تفكير فى نور وهو يعلم أن هناك رجل آخر قد لمسه قبله ...منذ ان أتى حازم إلى الشركة وهو قد لمح نظراته لنور الذى هو بخبرته وكرجل عرف معناها انها نظرات عاشق لامرأة ...لكنه على الاقل إستطاع أن يزرع بذور الشك فى قلبه الذى سيجعله يبتعد عنها تماما ...حتى يستطيع هو ترك زوجته والعودة إلى نور مرة أخرى ...فرغم انه كان على علاقة مع هايدى إلا أنه لم يعد يشعر بشئ من ناحيتها وندم أشد الندم على تركه لملاك كنور والزواج من هايدى التى لم ولن تصلح إلا أن تكون ليست أكثر من عشيقة ...امرأة لرغباته فقط ...صعد سيارته وهو يسب ويلعن حازم بغضب فقد تكسرت عظامه ألما ...انطلق بعد ان بخ سمه القذر وذهب ...
اشتدت قبضتا يده على المقود وصدره يعلو ويهبط من الغضب والأفكار تتقاذف إلى رأسه ...لا ...لا يمكن ان يكون كلامه صحيحا ...نور أنقى وأكثر براءة من أن تعطى لشخص كهذا جسدها ...لا لا يمكن أن يكون صحيحا ...ظل يرددها حازم فى الم ...
*****************
جلست على كرسى المرآة وهى تنظر لانعكاس صورتها بها بحزن وهى تتذكر ما حدث عند مقابلتها لوالدتها...هل يوجد ام بهذه القسوة ...لقد شعرت بجفاء والدتها ...هل والدتها تكرهها لأنها من الرجل الذى عاشت معه أسوء ايام حياتها ...لكن ما ذنبي انا سألت نفسها فردت بتهكم ...ذنبك انكى ابنته ...سمعت صوت الباب يفتح ووالدها يقف بجسده الصلب الذى لم يغيره الزمن رغم سنواته التى تخطت الخمسين عند الباب ...كان يرتسم على وجهه ابتسامة ...فاقترب منها وقال بهدوء ...انا سعيد لانكى أخيرا وافقتى على الارتباط والزواج ...ثم اقترب منها أكثر قائلا بحنان ...ريم كل ما اتمناه لكى عزيزتى هى السعادة ...وأيضا لقد حدثتنى جدتك عن مالك واخبرتنى انه شخصا رائع. ...وأنا أيضا قد تحريت وبحثت عنه ...وكان كل شى فى صالحه ...وسيم ومهندس كبير فكما يقولون لا تشوبه شائبة ...فانخفض بجسده إليها وامسك بيديها فغرقت عيناها بالدموع فشدها إلى أحضانها وقال بنبرة دافئة. ...ريم انتى أغلى ما عندى فى هذا العالم ...مبارك لكى حبيبتى ...اتمنى لكى السعادة دائما. ...
ثم ابعدها عنه وهو ينظر إليها ثم خرج من الغرفة ...تعلم ان والدها حنون رغم صلابته ...لكنه من الأشخاص الذين لا يحبون أن يظهروا ضعفهم ...رغم بعده عنها إلا أنه كان يعرف ويتابع كل شى يخصها من خلال الهاتف من جدتها ...ولكن ما كان يشغل تفكيرها دائما سبب عدم زواجه مرة أخرى منذ ان انفصل عن والدتها ...لكن حقا هى سعيدة بهذا فعلى الأقل لم يجلب لها زوجة أب لتعاملها معاملة سيئة
خرجت من أفكارها على صوت رنين الهاتف معلنا وصول رسالة فتحتها فوجدت الآتى "اياكى ان تضعى اى شئ على وجهك والا ..واياكى ان تتحركى من مكانك عند عقد القرآن انا ساتى بنفسى هل فهمتى "
فتاففت بغضب وهى تسبه وماكادت تفعل حتى وصلت رسالة أخرى "لقد عرفت انكى قمتى بالسب والشتم ...ألم أقل لكى سابقا .. لا تفسدي أنوثتك بالشتائم فمهما فعلتى ستكونين غاية فى الأنوثة "ثم وضع وجه بقبلة. ...فقالت بغضب ... قليل التهذيب ...فأرسلت رسالة أخرى فتحتها "انا سأكون زوجك خلال دقائق. ..إذا يحق لى هل فهمتى "ثم وضع وجه غاضب ...
دلفت كلا من أروى ونور إلى الغرفة قائلة الأولى بفرح ...أخيرا ريم ستتزوج حقا انا لا أصدق ...بالتأكيد انا احلم ...لقد تركت ريم حياة العزوبية أخيرا ...
فقالت نور بسرور بالغ ...انا أيضا سعيدة من أجلك ...لانكى وجدتى أخيرا الحب
فردت ريم بسرعة وحدة ...انظروا إلى تلك الغبية ما زالت تقول حب ...نور لقد أخبرتك سابقا لا يوجد شئ يدعى الحب الرجل سيتزوجك وبعد ذلك سينسى كل شئ ...ولكى تكونى سعيدة عليكى ان تتبعى الاتى ...ثم تابعت كلامها رافعة سبابتها ...القاعدة الاولى ...كفى عن البحث عن الحب ...ثم رفعت اصبعها الثانى متابعة ...ثانيا توقفى عن الجرى وراء الأحلام المستحيلة فمن الموكد ان هناك أمورا أهم فى حياة ...ثم ابتعدت عن الكرسى وهى تقترب منها قاءلة بحنان ...هل تعلمين ما هو الأهم ...فرفعت نور اهدابها وعيناها تترقرق بهما الدموع فقالت ريم بحنان ...انتى ...انتى يا نور أغلى من أن تكونى ملكا لشخص مثل مازن ذاك ...أرى الدموع فى عيناكى من أجله ...اياكى ان تحزنى لتركه لكى ...فتشجعت وقالت ...انا أريدك أن تكونى قوية ...لا أريدك هشة يا نور
خفضت نور اهدابها بألم ...فقالت أروى بمرح حتى تنهى هذا الجو الكئيب ...حقا أنتما الاثنتان تستحقان الضرب الآن ...هل هذا وقت الكلام عن مازن ...ثم أشارت إلى ريم قاءلة بغضب ...ما هذا يا انسة انتى لم تجهزى نفسك بعد ...حقا تستحقين الضرب على رأسك ...
فنظرت إليها ريم بغضب فنهرتها الأخرى وهى تقول بلهجة آمرة ونبرة تحذير ...هيا أمامى ...واياكى ان تعترضى. ...
...
تم تجهيز حديقة المنزل ليجلس الرجال بها والنساء داخل المنزل ...وضع عد من الكراسى فى الحديقة لان الحفل لم يكن كبيرا حضر فقط من عائلة السيوفى ...الحاج رشاد ومعه زوجته وابنته وزوج ابنته عادل وماهر وابن أخيه مراد وزوجته وابنه الآخر سليم ...الذى ما ان راءه سيف حتى جلس فى مكان بعيد عن عائلة السيوفى بأكملها ...أما عائلة الحسينى فقد كان موجود الحاج سليمان ووالد ريم وكاسر ابن عم ريم ...وماجد وأسامة حضرا وعدد قليل من أصدقاء مالك المقربين ...
نظر سيف بعيناه حيث مكان دخول أروى ...وهو يقسم فى نفسه انه لولاها لما أتى ابدا ولما حضر شى يخص عائلة السيوفى ...لكن هى من أصبحت تربطه بهم ...ظهر الانزعاج على وجهه وهو يفكر بأنه من الممكن أن يدخل بقدماه أحد منازل عائلة السيوفى ...لمحها عندما راءها تقف عند باب المنزل وهى تبحث عن أحد وما كاد يقف حتى لمح والده يقترب منها فاحتضنته إليها بسرعة ووقفت تتحدث معه قليلا ...فارتسم العبوس على وجهه واشتدت قبضة يده حتى ابيضت عروقه ...فاصتك على أسنانه وهو يقول ...حسابى معك سيكون فى المنزل ...
...
هنأ الجميع مالك بعد ان أتم المازون عقد القرآن ..فاقترب سيف من مالك بثبات قائلا...مبارك يا مالك
-شكرا لك قالها مالك بفرح
-أخيرا مالك السيوفى سيتزوج ونرى حربه مع ريم هناءه كاسر وهما يتعانقان ...فضحك مالك وقال ...عندك حق يبدو انه قد بدأت الحرب ...ابنة عمك ليست سهلة
ثم قال كاسر موكدا وهما يبتعدان عن بعضهما ...لا يوجد امراة فى عائلة الحسينى سهلة ...لذلك حقا أقول لك فاليكون الله فى عونك
فضحكا الاثنان بسعادة
...
جلست ريم على أريكة الصالون فى الغرفة الكبيرة التى يجلسن فيها النساء ...وهى تفكر فى حياتها التى ستبدأ مع مالك ...فهى الان أصبحت زوجته فعلا ...لكن كيف سيكون معاملته لها حقا لقد أصبحت تشعر بالخوف الذى بدء يتغلغل إلى اوصالها...
كانت تجلس أروى بجوار ريم على الأريكة ...لا يشغل تفكيرها غير نظرة سيف لها الغاضبة فتنهدت بقوة قائلة فى نفسها ...اتمنى ان يمر هذا اليوم على خير
أما نور فقد اندمجت مع الجميع بسرعة وأخذت تتبادل معهم أطراف الحديث حتى انها جلست بجوار نورا والدة حازم ...التى ضمتها بشدة إليها ما ان رأتها وظلاتا تتحدثان عن أمور شتى ...شعرت خلال كلامها بعفويتها وحنانها وهى تتحدث بتلقائية بالغة ...
...
-هيا يا كوثر اذهبى وقبلى الفتاة وباركى لها ...قالتها فريدة الجالسة بجوار كوثر والدة مالك
فردت كوثر بغضب ...انا من اذهب لابارك لها ...ألم يكن من المفترض أن تأتى هى إلى
فقالت فريدة بتعقل ...اذهبى انتى ...حتى من أجل مالك ولكى لا يحزن ...وتكسرى سعادته
فردت بتافف ...لا أعلم ما الذى يراه فى تلك الفتاة ولا يراها فى ابنة أختى ...انها حتى ليست بجميلة للغاية
فنهرتها فريدة بقوة ...اتقى الله يا كوثر ...ابنك قد تزوج من اجمل فتاة فى عائلة الحسينى ...ثم تابعت بحدة ...ومن تكون ابنة أختك هذه لكى تتزوج بمالك. ...انتى كنتى تحلمين مالك لن ينظر إليها يوما ...وماذا أيضا ...انتى تقارنين بين ريم وابنة أختك تلك ...حقا لقد قمتى برفع ضغطى...لذلك تحركى بهدوء واذهبى وباركى للفتاة من أجل مالك
ثم وقفت فريدة فوقفت كوثر هى الأخرى على مضض متجهتان حيث العروس ...
حيتها ريم بأدب لا تعرف كيف فعلتها رغم شعورها بانزعاج والدة العريس العتيدة التى باركت لها أيضا ...
دلف سيف إلى المنزل وهو يبحث بعيناه عن أروى حتى دخل إلى الصالون الكبير و هنأ ريم ثم نظر إلى أروى مشيرا لها ان تتبعه ...اوقفته عمته فريدة والدة أروى وعانقته بحرارة وهى تتمنى لهما حياة سعيدة ...
إلى أين سنذهب ...قالتها أروى وهى تتبع سيف أثناء خروجهما من المنزل
فقال ببرود ...سنعود إلى المنزل
-اذهب أنت انا أريد البقاء مع ريم قليلا ...قالتها بعدم مبالاة
فاصتك على أسنانه وهو يفتح باب السيارة غاضبا ...قلت لكى هيا يااروى ...قبل ان احملك واضعك فى السيارة ...
صعدت السيارة على مضض وظلا صامتان حتى وصلا للمنزل ...فترجلت من السيارة بسرعة وانتظرته حتى فتح الباب ودلفت وهى تتافف. ...فهتف بحدة بصوتا عالى ...هذا الثوب اياكى ان ترتديه مرة أخرى ...أما خروجك من المنزل ونحن هناك فإذا تكرر لن تعرفى ما الذى سافعله
فردت بتحدى. ...وما الذى ستفعله
فقال بمكر ...ساريكى ما الذى سافعله الآن وركض نحوها ...فركضت بسرعة حيث الدرج وصعدت إلى الغرفة ...فتبعها حتى وصل الى الغرفة ...فقال وهو يراها تدلف إلى الحمام ...نعم اذهبى وغيرى ملابسك لكن ارتدى شيئا مثل الثوب الذى ترتدينه الآن ...او أقول لكى نامى به على الأقل سيكون أرحم من البيحامة التى ترتدينها وانتى ناءمة بجوارى ...ضحكت بخفوت وهى تغلق باب الحمام وهى تستمع لشكواه...ارتدت بيجامة فضفاضة وفوقها روب من القطن ثم جمعت شعرها فى عقدة محكمة وخرجت من الحمام ...نظرت فى ارجاء المكان وعلى السرير لم تجده ...فاتجهت نحو السرير وفردت جسدها عليه ...فرأته يدخل وهو يرتدى ملابسه البيتية...نام بجوارها ثم حملق بها وهو يهتف بغضب مكتوم ...ما هذا الذى ترتديه ...فقالت ببراءة ...ماذا به ما ارتديه انه محتشم ...
فشخر بقوة قائلا. ...محتشم ...تنامين بجوارى بملابس محتشمة ...ثم ضرب بيديه وهو يهتف غاضبا ...هل جننتى ...ثم تابع وهو يضع يديه حول خصرها بتملك يقربها منه ...أن كنتى تعتقدين أن هذه الملابس ستمنعكى منى فانتى مخطئة ...ثم قربها من جسده أكثر ونام بظهره على السرير ووضع رأسها على صدره ...بدأ جسدها يرتجف من قربه منها ...وحاولت ابعاده عنها او حتى التخلص من قبضته على خصرها لكنها فشلت فحاولت مرة أخرى ابعاده بيديها لكنه امسكهما بقبضة يده وقال وهو ينهرها بشدة ...اياكى ان تتحركى والا ...لن تعرفى ما الذى سافعله بكى ...لذلك كونى هادئة ونامى...فأنا أريد الاستيقاظ مبكرا ...
نامت وراسها على صدره تشعر بتنفسه ودقات قلبه المنتظمة ...وهى يكاد قلبها يخرج من مكانه من توترها بقربه هكذا منها
وجسدها يكاد يشتعل نارا من يديه التى تلتف حول خصرها النحيل يمنعها التحرك ...بعد دقائق من الهدوء وشعورها بأنه قد نام ... رفعت وجهها إلى وجهه تتامله ومن دون أن تشعر مررت إصبع سبابتها على وجنتيه مرورا بانفه ثم على شفتيه الغليظة فضحكت بسعادة وهى تتذكر قبلته لها ...لم تكن يوما تحلم بنصف هذا لقد كان دائما كالحلم الذى لن يتحقق بالنسبة لها ...لكن هاهو يتحقق حلمها وتصبح بين يديه وبين احضانه ايضا ...فوضعت يديها هى أيضا على خصره واحتضنته بقوة واغمضت عيناها بسعادة وهناء فاليوم هى لا تريد التفكير فى اى شئ فقط ستنام بين احضانه حتى لو كان لمرة واحدة ...فتح عيناه بعد ان شعر بنومها ثم ضحك بخفوت وهو يتذكر لمساتها له على وجهه...حقا انها حمقاء لم تكن تعلم انه مستيقظ ويشعر بكل حركاتها ...فضمها هو الآخر إليها بتملك ...وهو يقول فى نفسه ...ربما تكون هى المراة التى انتظرها وسيفتح لها قلبى اخيرا ...نعم فأنا أشعر بانجزاب غريب لها لا أعرف ما هو ...لكن كل ما أصبحت أعرفه الآن اننى لن أتحمل ابتعادها عنى بعد ابدا ...
*************
دلفت ريم إلى غرفة الجلوس الصغيرة ومعها جدتها التى تمسك بيديها تجرها ورائها. ...فرأت مالك يجلس على الأريكة وما ان رأى دخولها حتى وقف مبتسما ...فقالت جدتها بلهجة آمر ة ...اجلسى يا ريم مع زوجك وانا سأذهب لاحضر لكما طعاما لتاكلا ...وابعدت يد ريم المتمسكة بها بشدة وخرجت من الغرفة وهى ترمقها بنظرات تحذيرية ...والأخرى تاففت غاضبة ما ان خرجت الحاجة زينب ...صمتا قليلا وكان يراقبها وهى واقفة تنظر بعيدا عنه ...فتنحنح قائلا. ...مبارك لنا زوجتى ...ثم تابع وهو يقترب منها ...انا لن اناديكى زوجتى بل سأقول لكى حبيبتى ...لانكى من ملكت قلبى ...
فنظرت إليه بغضب وعيناها تكاد ترسلان له شرارت ملتهبة ...فتابع وهو يمسك بوجهها بين يديه بهيام ...اخيرا هذه العينان فقط ستكون ملكى...هذه الفتنة ستكون بين احضانى اخيرا ...ثم قرب فمه من اذناها قائلا بصوت متحشرج وقلب مضطرب ...انتى الآن ملكى لى انا وفقط ...امراتى انا ...
فابتعدت عنه وقالت بعنفوان وحدة ...انا لست ملك أحد ...هل فهمت
فابتسم بمشاكسة وقال ...أعلم يا معذبتى
قاطعتهم دخول الحاجة زينب تتبعها الفتاة التى ساعدتها اليوم فى الحفل تحمل صينية كبيرة ممتلئة باشهى أنواع الطعام فقالت الحاجة زينب لمالك والفتاة تضع الطعام على طاولة القهوة ...استمتع بتناول الطعام ...اتمنى ان يعجبك ...أن احتجت لأى شى اخبرنى ...
فاقترب منها ولثم يديها فى قبلة قائلا بدف. ...سلمت يداكى. ..حتى من قبل ان آكله ...فأنا متأكد انه سيكون مذاقه رائع
فردت الحاجة زينب بخجل وإعجاب ...يا الله لقد قلت انك حقا رائع وانا لم اخطى
ثم تابعت حديثها نحو ريم قاءلة بصرامة ...احرصي ان يتناول كل هذا الطعام حتى وإن اطعمتيه بنفسك ...الفتى لم يأكل شئ منذ الصباح فهو من ساعدنى فى ترتيب كل شى ...ثم قالت لمالك وهى تخرج من الغرفة مغلقة بابها ...بالهناء والشفاء يا نور عينى
فقالت ريم بسخرية وتهكم. ...نور عينك ...تبا لتلك العجوز ...فالتفت لها مالك قائلا ببرود ...هيا لكى تتطعمينى فأنا لم أتناول شئ منذ الصباح ...هيا قبل ان أخبر جدتك ...فجلست على أحد الكراسى وهى تتافف مديرة وجهها بعيدا عنه ...فقال مشيرا إلى الأريكة ...هيا حبيبتى تعالى إلى جوارى ...أعلم انكى خجولة لذلك لا تكونى خجلة فأنا أصبحت زوجك الآن ...فنظرت إليه بقوة...فتابع بمكر ...هل ستاتين ام أتى انا ولا يوجد من اجمل من أن اجلسك على حجرى وانتى تطعمينى ...لذا هل ستاتين ام أتى انا ...وما كاد يتحرك عن الأريكة ...حتى تحركت مبتعدة عن كرسيها وجلست بجواره ...فنظر إليها ببراءة ...فقالت باستفهام ...ماذا ...لماذا تنظر إلى هكذا
فقال بدلال ...اطعمينى
فهتفت غاضبة ...لماذا هل شلت يدك ...
فتافف بحدة وقال ...حقا انتى لستى وجها للرومانسية إطلاقا
وأمسك بالشوكة وقربها منها قائلا بطفولية ...هيا حبيبتى تناولى الطعام ...هيا لكى أجرى وراك ...فابعدت الشوكة عنها بحدة قاءلة ...ما هذه الأفعال الطفولية التى تفعلها ...انا لن أتناول شئ. ..لذلك ان كنت جاءعا حقا تناول طعامك وأذهب ...لأنى أريد النوم عندى عمل غدا ...
فتغيرت ملامح وجهه إلى عبوس وقال وهو يضع الشوكة فى الطبق ...حسنا انا أيضا لا أريد ان آكل ...ثم نظر إلى يديها فقال بغضب مكتوم ...أين الخاتم
فردت بارتباك ...انه...انه فى غرفتى ...
فقال ببرود ...حسنا اذهبى واحضريه
فردت وهى تبلع ريقها. ...الحقيقة ...انا ...انا
فقاطعها بحزن ...انتى قمتى برميه فى القمامة ...أليس كذلك ...
فرفعت رأسها إليه قائلة بصدق بعد ان شعرت بفداحة ما فعلته...انا ...انا آسفة ...
فقال وهو يزفر بقوة ...لماذا تتاسفين ...انتى حقا قد وضعتى حدا لعلاقتنا. ...تخبرينى بطريقتك انكى لا تريدينى. ...ثم تابع بإصرار ...
لذلك ساثبت لكى حبى من خلال افعالى ...ساجعلك تحبيننى مهما كان الثمن ...ثم اقترب وهو يجلس على ركبته عند الأريكة قائلا بتعهد. ... أتعهد أن أجعلك تُحبيننى. ...اتعهد بأننى ساحبك دائما وابدأ ...لكن فقط لا تبعدينى عنكى يا ريم
فردت بصوت متحشرج ...انا ...انا آسفة
فقاطعها قائلا. ...هش اياكى ان تتاسفى مرة أخرى ...ثم أخرج علبة مخملية حمراء وفتحها ...فظهرت بها خاتمها الذهبى الذى اشتراه لها والذى قامت بالقاءه بنفسها فى سلة القمامة الكبيرة الموجودة بالشارع فى اليوم التالى عند خروجها من المنزل ...لكن هل يمكن انه قد شاهدها عندما القته ...شعرت بالحزن فى عيناه عندما سألها عن الخاتم ...يبدو انها هذه المرة قد اذته فعلا ...فامسك بيديها ووضع الخاتم وهو يقول برجاء ...لا أريد اسفك...لكن فقط عدينى انكى لن تخرجيه من اصبعك ابدا ...فقط اعطينى فرصة بأن اجعلك تحبيننى ...
فنظرت إلى يديه التى تحتضن يديها فى تملك وهى تفكر ...هل حقا ان تبدأ من جديد ...هل تستطيع ان تنسى ما مرت به من الم ...هل يمكن حقا أن يدق قلبها من أجل الحب ...انها خاءفة من الحياة وخاءفة من الحب ...لا تريد ان تضعف فالحب ضعف وإهانة بالنسبة لها
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 15

26-11-2021 01:51 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [14]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الخامس عشر

دلفت إلى المنزل بابتسامة حزينة على وجهها ...رغم سعادتها التى لا توصف بسبب رؤيتها لريم اليوم عروس جميلة سيكون لها بيتا خاص وزوج محب كمالك تتمنى حقا أن تشعر صديقتها بحب مالك لها ...الحب هل هو حقا وهم مثلما قالت ريم ولا يوجد رجل لمراة واحدة مثلما كانت دائما تردد ريم ...نعم فخير دليل هو تلاعب مازن بها طوال تلك السنين توهمت منذ الجامعة بأنه يحبها بل اعتقدت احيانا انه عاشق لها رغم أنها لم تره بعد انتهاءهما من الدراسة الجامعية إلا فى شركة صديق والدها مراد السيوفى ...

رغم ذلك أحست انها قد تكون رسالة للقدر لكى يلتقيان مرة أخرى وربما ينتهى بالزواج لكن كل هذا انتهى عندما ذهبت لزفاف صديقتها لا تنكر انها لم تحب هايدى إلا انها اعتبرتها صديقة فى يوم ما ...لكنها غدرة بها وطعنتها وهو لم يكتفى بخداعها بل حطمها أيضا ...ياالله تنهدت بقوة ثم قالت لنفسها وهى تدنوا إلى غرفتها ببط وحزن ...يجب عليها ان تنسى مازن نهائيا فهو لم يكن يوما لها ثم تابعت بتفاول ...نعم يجب ان انسى فحتى وأن لم أجد من أحبه ويحبنى فبجوارى والدى سندى وامانى فى هذا العالم ...فابتسمت ابتسامة عريضة وهى تقول مشجعة ...حسنا ...ساغير ملابسى وبعد ذلك ساعد عشاءا راءعا لها ولوالدها لحين عودته ...فهو قام بايصالها إلى هنا وبعد ذلك أخبرها انه سيذهب ليقابل أحد أصدقاءه القدامة. ...حقا ما اجمل تلك الصداقة التى تجمع بهؤلاء الخمسة ...والدها دائم الحديث عنهم وعن شقاوتهم ايام المدرسة والجامعة ...صداقتهم استمرت لأكثر من ثلاثون عاما ..

جلس الأصدقاء الثلاثة فى منزل محمود السيوفى فى حديقة منزله ...يتضاحكون ويثرثرون ...
-سيف يشبهك كثيرا يا سليم قالها عادل والد أروى ...فرفع سليم عيناه إليه وقال بحزن وتنهيدة طويلة ...لا انه يشبه والدته كثيرا ...
فرد عليه محمود بسرعة ...بشرته بيضاء فعلا مثل والدته لكن طوله وملامح وجهه تشبهك كثيرا يا سليم
فقال مراد بهدوء ...رحمها الله ...لقد كانت تحبك للغاية
فرد سليم بحزن ...نعم كانت عاشقة لى لكن ماذا فعلت انا تركتها وذهبت
فقال عادل بمواساة. ...سليم لم يعد يفيد الندم ...اهم شئ الآن حاول أن تكسب ابنك ...ما حدث ماضى وانتهى
-ماضى ...يبدو ان هذا الماضى لن يتركنا ...لقد فعلنا أشياء كثيرة اذينا بها الأشخاص الذين احبونا قالها ياسين بحرقة
فالتفت الجميع إليه ...فتابع بألم ...أخطأنا فى الماضى يبدو انها ستطاردنا الان
فرد مراد بغضب وتهكم ...ما الذى فعلناه أيها المستشار لكى تطاردنا الأخطاء
فقال ياسين وهو يبتعد عن كرسيه ...فعلنا الكثير ...واوله هو أخذ نور من روز واعتقادها حتى الآن بأن الطفلة قد ماتت ...
فهتف مراد غاضبا وهو يبتعد عن كرسيه ...اخبرنى ما الذى كان يجب أن نفعله وأخ زوجتك يهدد بقتل الطفلة إذا لم تبتعد عن اخته ...اخبرنى ما الذى كان يجب أن نفعله نترك ابنتك لهم ...كان يجب ان نفعل هذا لنحمى كلتاهما ...روز بعيدة عن ابنتها لكن على الأقل هى على قيد الحياة ...ثم تابع ببرود وهو يمرقه بنفور. ...إذا كنت تريد أن تذهب وتخبر زوجتك ان ابنتكما ما زالت على قيد الحياة ...اذهب لا أحد يمنعك ...لكن يجب ان تتحمل العواقب بنفسك ...لأن اخاها إذا علم لن يتهاون فى أبعاد نور تماما عن روز ...انهى كلامه ثم تركهم وذهب ...حاول محمود منعه من الذهاب وهو غاضب لكنه لم يستطع منعه من المغادرة
جلس محمود على كرسيه بقلة حيلة ثم قال بتسأل ...ماذا بك يا ياسين ...لا تبدو بخير هذه الفترة ...
فاخفض رأسه بألم ...لست بخير ..قالها وهو يبتعد عن كرسيه ...ثم ذهب بهدوء جعل الباقين يراقبون مغادرته هو الآخر فى صمت ...

-ها قد أتى المستشار ...قالتها نور وهى ترى والدها يدخل إلى المنزل ...وركضت إليه واحتضنته بقوة وعلى وجهها ابتسامة تكاد تصل إلى عيناها ...فقبل ياسين فروة رأسها وضمها إليه أكثر ...فقالت بدلال
-ما الذى اخرك هكذا ...أنت هكذا دائما تنسى نور عندما تكون مع أصدقاءك
اه يا نور لو تعلمى ان لا أحد غيرك يشغل تفكيرى قالها فى نفسه بحزن
-فرد باسف ...آسف ...ثم تابع وهو يبعدها عنه وينظر إلى عيناها ...لا أحد يستطيع ان يشغلك عنى
فقالت بابتسامة وعيناها تلمع ...حسنا ...عندى لك مفاجأة
فنظر إليها بتساول. ...فقالت بفرح ...لقد أعددت انا العشاء ...فقال بمرح. ...وما الذى اعددتيه
-فغمزت بعيناها وابتعدت وهى تقول بمرح ...انها مفاجأة ...فقهقه ياسين عاليا من شقاوة تلك الصغيرة ...لكن سرعان ما تبدلت ملامح وجهه وهو يفكر فى المجهول وما الذى ينتظر صغيرته إذا حدث له شى ...دلف إلى غرفته قام بتبديل ملابسه وتوجه نحو السفرة وجدها تضع الأطباق ...فقالت بسعادة وهى تنظر إليه ...لقد انتهيت ...ثم أشارت إلى الاطباق وقالت بجدية ...حسنا سيدى سأبدأ بتقديم الاطباق إليك ...أشارت إلى طبق يحتوى على شى ما باللون الأصفر وبه قطع صغيرة
برتقالية اللون رجح انها ربما تكون جزر ...إذا فالطبق هو عدس ...فقالت ...الطبق الرءيسى هو شوربة العدس ...بلع ريقه بخوف ...ثم أشارت إلى آخر وقالت ...اقدم لك أخيرا بعد شقاء طبق الأرز ...
فضحك بخفوت وقال بعبوس. ...أرز و شوربة عدس
فاشارت باصبعها علامة النفى وقالت ...لا ليس شوربة عدس وأرز فقط بل وأيضا سلطة وقطع بوفتيك
فجلس على كرسى السفرة فى المقدمة وجلست هى بجواره ناحية اليمين ...فبدأت بوضع شوربة العدس بسعادة ...وهو يتأمل وجهها عيناها شعرها حتى ابتسامتها الخجولة كل هذا ورثته من روز انها نسخة طبق الأصل منها ...ربما هذا ما جعله يصبر ويهون على نفسه تركه لروز. ...لكن ما زال شعوره بالذنب نحوها ما زال ياتى له فى صورة كوابيس ...وبالذات هذه الفترة الأخيرة ...قطعت أفكاره وهى تقول ...أين ذهبت أيها المستشار الطعام هنا
فضحك وقال ...لم اذهب انا هنا ...حسنا سأبدأ ...لكن انتى متأكدة من هذا الطعام ...وقبل كل هذا هل يوجد مطهر للمعدة
فزمت شفتاها وقالت بتأكيد ...لا تخف الطعام جيد ...هيا كل وقل لى رأيك ...
فبدأ بتناول الشوربة فبدأ العبوس يظهر على وجهه وهى تراقبه بترقب فقالت بسرعة وهى تبعد الطبق عنه ...حسنا حسنا ...فالنترك العدس ...وتناول الارز و البوفتيك ...فوضعت له فى طبق آخر أرز وبوفتيك ووضعته أمامه ...عيناه احمرت وامسك كوب الماء وشربه باكمله وقال بشهقة. ...ما الذى وضعتيه على الأرز وما هذا الأسود والأحمر الموجود به ...فقالت ببراءة وانكماش. ...انه فلفل اسود وأحمر
فاغمض عيناها وقال بهدوء ...ابعديه عنى ...
فقالت بسرعة ...نعم سابعده وخذ تناول البوفتيك
فقال بسرعة وهو ينظر إلى قطع البوفتيك المحروقة ...لا لا ...اعطينى السلطة ...
فوضعتهاأمامه وقالت بحزن وهى تضم شفتاها ...انا آسفة ...
فقال بسعادة ...انتى أغلى من أن تدخلى المطبخ وتعدى طعاما ...انتى ابنة ياسين يا نور تذكرى هذا ...وعموما ليس خطأ ان تحاولى مرة واثنان أهم شى إلا تضعفى او تستسلمى هل فهمتى يا نور ...لا أريدك ضعيفة ...قالها وهو يربت على يديها
فابتسمت له وتحركت وقبلته على وجنتيه تدعو الله الا يحرمها منه ...
تناولا الطعام ومن ثم صنعت له القهوة وقدمتها له وهو يجلس فى مكتبه ...وقالت بسعادة ...على الأقل أجيد صنع القهوة ...حسنا ساتركك لكى تعمل وانا أيضا لدى عمل كثير ...وتركته وخرجت أبتسم وهو يراقب خروجها تنهد تنهيدة طويلة ثم أسند ظهره على الكرسى وكالعادة بدء يفكر بمن سلبت قلبه عندما كان شابا وكيف تعرف عليها
روز أتت إلى مصر بسبب أن والدها كان له أسهم فى شركة عائلة الحسينى ...توطدت علاقتها بفيروز التى عرفتها فى أحد اجتماعات الشركة وبعد ذلك أصبحتا صديقتان مقربتان فقد حضرت روز زفاف فيروز من سليم ...ومن هنا عرفها ياسين أعجب بها منذ ان قابلها فقد كانت تتمع بأنوثة تجعل اى رجل يتمنى الاقتراب منها وفوق كل هذا كانت امراة قوية ...اقترب منها وتعرف عليها تزوجها بعد علاقة حب استمرت بينهما اكثر من عام ...تزوجها بمصر وكان سليم ومراد شاهدان على عقد الزواج ...والده كان شخص صارم رفض زواجه من روز فى البداية لكنه وافق بعد ان رأى إصراره ...واجها الكثير من الصعوبات ليصبحا مع بعضهما فهى وقفت فى وجه والدها واخاها الكبير وتزوجته من دون ان يعلم أحد من عائلتها ...بقيت فى مصر لعدة أشهر بعد الزواج وبعد ذلك عادة إلى لندن ...كانت تبقى هناك قليلا ثم تعود بحجة أعمالهم الموجودة فى القاهرة والمرتبطة بعائلة الحسينى ...بعد زواج دام بينهما لأكثر من خمسة أعوام ...اكتشفت وهى موجودة فى بلدها انها حامل وكشف معها سرها الذى اخفته...عرض عليها والدها واخاها ووالدتها وأختها ان تقوم بإنزال الطفل وحينها سيغفران لها ما فعلته خلفهم لكنها تمسكت به ورفضت إجهاض الطفل ...طال فترة بقائها فى لندن فشعر ياسين بالقلقل عليها ...فذهب ورائها إلى لندن ...ما ان وصل حتى حاول الاتصال بها بشتى الطرق لكنه لم يستطع الوصول إليها ...حتى منزلها فى لندن لم تكن به جن جنونه من عدم قدرته للوصول إليها ...بعد عدة أشهر من بحثه تفاجأ بالأخ الأكبر لروز يدخل غرفته فى الفندق ...فقال له بدون مقدمات ان كنت تريد ابنتك على قيد الحياة قم بالانفصال عن روز تماما...تفاجأ بحملها فهو لم يكن يعلم ...ذهب معه إلى المشفى ورأى روز من بعيد وهى مستلقية على السرير وتحتضن بيديها بطنها ...دلف إلى الغرفة ...وما ان رأته حتى حاولت التحرك وبدأت الدموع تظهر بين مقلتيها وقالت ببكاء ...ياسين ...كنت أعلم أنك لن تتركني ...فاتجه إليها واحتضنها بشدة إليه وهى تبكى ...كنت أنتظرك ...لا تتركنى خذنى معك ...لا تتركنى يا ياسين ...قالتها برجاء ...ثم تابعت وهى تبتعد عنه وتمسح باصابعها دموعها ...انا حامل ...انها فتاة ...سأكون ام يا ياسين أخيرا ...ساضم طفلتى إلى أخيرا ...فهداءها وقال بهدوء ...نعم ستكونين اجمل ام فى هذا العالم ...

جلس معها طوال فترة متابعتها فى المشفى حتى تلد ...لكنه قبل هذا اتصل بسليم الذى كان موجودا بالفعل فى احد الولايات البريطانية منذ ان توفيت فيروز الذى كان حالته سيئة هو الاخر ثم اتصل بعادل ومحمود ومراد ...حضروا جميعا فى اليوم التالى وتولى عادل فحص روز فقد كانت حالتها سيئة قبل مجى ياسين اليها ...شعرت روز بالامان ما ان رات ياسين بقربها وتحسنت حالتها وهو بقربها ...بقى معها الى ان وضعت ...وعندما كانت روز فى غرفة العمليات تحدث اخ روز الاكبر مع ياسين وهدده ان لم ياخذ ابنته ويسافر بعيدا عن هنا فستكون العواقب وخيمة ...لم يخف من تهديده على نفسه بل خاف على زوجته وابنته...لذلك اقترح الجميع ان ولدت الفتاة وكتب لها الحياة عندها سيخبروا روز بان الطفلة قد ماتت ...وهذا فعلا ما حدث ولدت نور بصحة جيدة ...فقام عادل بنفسه باخبار روز بان الطفلة ماتت فور ولادتها ...الخبر الذى جعل جميع عائلتها يشعرون براحة كبيرة فقد ماتت من كانت تكبلهم جميعا ...كانت روز هى من كانت تدير معظم أعمالهم الموجودة فى القاهرة ولندن ...هى من كانت لها اليد العليا فى معظم أعمالهم بسبب عقليتها الفذة وخبرتها فى الأعمال والتجارة ...لذلك بزواجها من ياسين كان سيجعل كل هذا يعود إليه ولابنته...وفوق هذا كانوا يريدون أن يزوجوها لأحد رجال الأعمال الأثرياء فى بريطانيا ...لذلك عندما علموا بزواجها وكذلك حملها هاجموها بضراوة ...لكنها استطاعت الثبات والقوف أمامهم على أمل ان ياتى ياسين إليها وتعود معه ...لكن بوفاة الطفلة التى كانت ستربط بينهما اكثر جعلها محطمة وما حطمها أكثر هو ترك ياسين لها ورقة الطلاق ...رغم انها ترجته فى البداية بالا يتركها لكنه لم يستمع لرجاءها وذهب ...عاد كل من ياسين وسليم وعادل ومراد ومحمود إلى مصر بعد ان تدبر مراد أمر إخراج الطفلة من البلد بدون علم أحد ...وفور وصولهم اخبروا الجميع ان روز قد ماتت وهى تلد الطفلة لذلك عادوا بها ...رغم انه لم يكن يريد أن يدعى موتها إلا أن هذا ما كان أفضل للجميع ...هو من اعتنى بنور منذ ان وصل بها الى مصر رفض جميع محاولات والدته ان تزوجه من أحد قريباتها بحجة أن الطفلة تحتاج إلى ام تعتنى بها فرفض وأثبت للجميع انه يستطيع ان يربى ويعتنى بطفلته وحده ...كبرت نور وكلما كانت تكبر كان يظهر بها ملامح وانوثة والدتها ...كان عندما ينظر إلى نور كانت كانا روز هى من تقف أمامه وليست ابنته
عاد بذاكرته إلى الحاضر بعد ان استرجع ماضيه الذى ما زال حتى الآن يجعله حزينا ومتالم...لم يحب امراة مثلما احبها هى ...يعلم انه قتلها وقتل نفسه حيا بالابتعاد عنها لكن لم يكن يستطيع ان يفعل غير هذا لكى يحمى كلتاهما ...ابنته وزوجته ...

 

عاشقا قد خان الهوى وحبيب وعد وغدر إلى أين يا قلب أجيب إلى متى سنبقى ننتظر ...حالنا حال الجميع حقائب هم ووهم سفر نخفى نار الشوق فينا ونبكى ذكريات صور ...جميعنا فى البداية رائع وفى الختام الكل انكسر ...الا هل من حبيب هنا سقط القناع والحب اندثر
...الشوق نار تحرق قلوبنا ببط ...
كانت تحمل بين يديها تلك الصورة له وهى تنظر لملامحه بحزن وألم ...تتساءل فى نفسها هل ما زال كما هو ام ان بعض الشيب قد زين رأسه مثلها ...لقد كان دائما فارسها أميرها الذى شعرت معه بالدف والحنان وكم تمنت أن تنشأ معه العائلة التى لطالما حلمت بها ...لكن امانيها لم تتحقق بموت طفلتها وتركه لها ...ذهب من دون ان يقول شى ...فقط ترك ورقة الطلاق وأنهى كل شى وذهب ...ذهب وتركها وحدها...ذاكرتها ارجعتها لذلك اليوم الذى تركها به ...اليوم الذى تحطمت فيه كل أحلامها ...اليوم الذى ماتت طفلتها فيه ...
كانت تستلقى على السرير الأبيض فى المشفى بعد ان خرجت من غرفة العمليات ...وجهها شاحب ومتعب ...عندما فتحت عيناها بتعب لم تجده بجوارها ...بحثت بعيناه عنه ولكنها لم تجده ...سمعت صوت إدارة مقبض الباب واقدام تقترب منها ...تمنت أن يكون هو لكن خاب أملها عندما رأت وجه أخاه الأكبر مارسيل يقف بجسده بجوار السرير ...فقالت بتعب ...أين ياسين ..؟
فرد بتهكم. ...ذلك العربى ...لقد رحل
بلعت ريقها بتعب وقالت بخوف ...ماذا ...مارسيل اخبرنى أين هو ياسين ...
فقال وهو يبتعد عنها ويضع يديه فى جيبى بنطاله ...زوجك تركك عندما علم بموت الطفلة ...ثم نظر إليها بحزن مصطنع ...أوه ...أختى العزيزة انا حقا حزين من أجلك ...عندما شعر بأنه لم يعد يجدى منكى نفعا تركك ...وترك خلفه هذا ...ورفع يديه لفوق وهو يمسك ورقة ما
-ما هذا الذى بين يديك ...قالتها بذعر
-السيد ياسين ...ترك خلفه ورقة طلاقك وذهب ...قالها باسف
-أنت تكذب ...أعلم انك لم تكن تحبه وتكرهه. ...أنت تكذب قالتها بصوت عالى ومقلتيها امتلاتا دموعا
فاقترب منها وقال بهدوء ...إذا خذى واقراى
اعتدلت فى جلستها بتعب وجلست مستندة على وسادة صغيرة ...فقرب منها الورقة ...فأخذتها بيد مرتجفة خائفة من محتواها خائفة حقا أن يكون اخاها محقا لا لا يمكن أن يتركنى ياسين لا ...قالتها فى نفسها ...مد لها مارسيل الورقة وخرج من الغرفة ببط وعلى وجهه ابتسامة وصلت لعيناه ...ما ان خرج ظلت تنظر إلى الورقة برعب وما ان فتحتها ...حتى شعرت بسكين حاد تخترق قلبها وجسدها آلاف المرات ...أرادت البكاء والصراخ ...لكنها لم تستطع ...ما تشعر به من الآم فى قلبها يمنعها البكاء ...لو يعلم انها كانت تحتاج إلى صدره لكى تبكى بين احضانه حرقة على موت طفلتها ...لو يعلم انها تحتاجه الآن اكثر مما سبق ...
بقيت فى المشفى لشهرا كامل بسبب نزيفها الحاد ...ساءت حالتها ...تمنت الموت فى هذا الوقت حتى انها حاولت الانتحار عدة المرات ...لولا ان الأطباء اسعفوها بسرعة ...لم تكن تعتقد انه سيتركها هكذا وحيدة ...انتظرت وانتظرت وهى تتمنى أن ياتى ويثبت لها انه لم يتركها ...حتى لو أتى الآن ستسامحه على كل شئ نعم ستسامحه
لكنه لم ياتى ...قالتها بألم وبكاء وهى تضم صورته لقلبها ...لماذا تركتنى وذهبت ...لماذا بدون كلمة يا ياسين ذهبت ...ما الذى فعلته لكى تتركنى هكذا ...لماذا ...لماذا ...ظلت ترددها بحرقة وشهقاتها تعلو أكثر ...حتى انهارت على الأرض بجسد واهن...
بعد دقائق دخلت إليها والدتها وهرعت إليها ما ان رأتها ملقى على الأرض ...
-مارسيل ...مارسيل ...انجدنى صرخت بها والدتها وهى تحتضنها بقوة ...حتى أتى مارسيل ومعه أحد الخدم ...حملها ووضعها على السرير ثم حاولت والدتها ان توقظها. ...مرر مارسيل يديه فى شعره بنفاذ صبر وهو يلمح صورة ياسين التى تحتضنها اخته ...
-تبا لك يا امرأة ...ألن ننسى أمر ياسين ذاك ...لما ذا لا تريدين العيش ...انسيه صرخ بها مارسيل بقوة وغضب ما ان رأى روز تفتح عيناها
فضمت جسدها إليها بشدة وقالت وهى تبكى بصوت ضعيف ...لا أستطيع انا احبه ...
فنظر إليها بحنان ...لم اعهدك ضعيفة يا روز ...
-لقد أصبحت ضعيفة منذ ان تركنى ...قالتها بخفوت ...ثم تابعت بألم ...هل يمكنكم تركى بمفردى
-روز ...حبيبتى انا ...قالتها أمها بحنان
-ماما ارجوكى ...قالتها برجاء
تركوها كما أمرت ...وهى تحتضن جسدها إليها تبكى شوقا له ...نعم هى تشتاقه ولا تستطيع ان تنكر هذا

تاففت بقوة وهى تحمل أحد ملفات المرضى تتفحصها...لا تستطيع ان تفكر غير فى ما فعله ليلة أمس عندما كان جالسا معها وما فعله عند رحيله وهى توصله إلى خارج المنزل كما امرتها جدتها
مشيت بجواره على مسافة مناسبة بينهما وهى ترافقه أثناء خروجه من المنزل كما طلبت جدتها ...رغم انها فى البداية اعترضت إلا أن جدتها أصرت ان تقوم بمرافقته حتى يخرج من المنزل ويصعد لسيارته وتتأكد من ذهابه سالما ...وكأنه سيخطف من أمام باب المنزل إذا خرج وحده ...قالتها فى نفسها بتافف ...خرجا من باب المنزل وسارت معه فى الحديقة ...ثم قام بسحب يديها برقة وسرعة حتى وصل إلى أحد أشجار الموجودة فى الحديقة وجعلها تستند عليها بجسدها ...ثم وضع يديه على الشجرة يحاصرها بينهما وهو ينظر إليها بمكر ...وقبل ان تنطق كلمة ألتقط شفتاها بشوق جارف جعلها تشهق بخفوت حاولت ابعاده بيديها إلا أنه قام بامساكهما بيد واحدة ورفعهما وهو يقربها منه باليد الأخرى يسحق شفتاها بقبلاته المشتاقة ...ثم أبعد شفتاه وأمسك وجهها بين يديه واسند جبهته على جبهتها قائلا بانفاس لاهثة. ...كم تمنيت أن أفعل هذا منذ ان قابلتك أيتها الأمواج العالية ...ثم نظر إلى عيناها المذهولة وقال بحب جارف ...أحبك ...بل أعشقك ...فالحب لن يستطيع ان يصف ما أشعر به الآن ...لو أستطيع ان آخذك الآن إلى منزلى حينها ستعرفين مقدار حبى لك ...
فزمت شفتاها إليها بغضب وقالت بحفيف ينذر بالخطر ...ابتعد عنى أيها الوقح ..قليل التهذيب ...والا ساقتلك فقال بابتسامة ماكرة ...لا انصحك بذلك أيتها النمرة نبرة التهديد هذه ليست لى انا ...وقبل ان يكمل كلامه ضغطت بحذاء كعبها العالى على أصابع قدميه ...فصرخ بخفوت وهو يرمقها غاضبا ثم قالت وهى تبعده عنها ...إياك ان تفكر ان تفعل معى هذا مرة أخرى ...أيها المدلل قالتها بصوتا عالى وهى تدلف إلى المنزل
احمرت وجنتاها وهى تتذكر تفاصيل ما حدث ...حتى وقف أمامها ماهر قائلا بشك ...لما خدودك محمرة ...هل انتى مريضة
فقالت بخفوت ...لا ...لكن
فقال بسرعة وتركيز ...لكن ماذا !
فصرخت بقوة جعل كل من فى رواق المشفى ينظر إليهم ...لا شأن لك ...تبا فلتذهب عائلة السيوفى بأكملها إلى الجحيم ...أكره اليوم الذى قابلتك به ...ابعدته من أمامها ثم ابتعدت وهى تلعن
شخر ماهر بخفوت وهو يردد ...لقد جنت الفتاة ...ما الذى فعلته يا مالك لكى يجعل ريم هكذا ...ضرب بيديه بقلة حيلة ثم توجه حيث مرضاه ...

 

ترأس طاولة الاجتماع وهو تكاد ابتسامته تشق فمه من اتساعها ...وجميع من حوله ينظرون إليه باستغراب يراقبون ابتسامته التى تزداد اتساعا ...ثم قال أحد الموظفين وهو ينظر إليه
-سيد مالك ...هل هناك شئ فى المخطط
فعبس وجهه واختفت ابتسامته وهو يقول بقوة ...لا ...تابعوا أمر البناء جيدا واخبرونى بكل التطورات ...يمكنكم الانصراف ...انصرف الموظفين بهدوء وكل منهم يتساءل عن سبب سعادة مديرهم مالك السيوفى ...ولكن بعضهم قال ونشر خبر خطبته وعقد قرانه اللذان اقيما ليلة أمس لذلك علموا فورا سر سعادته ...كل الموظفين اعتقدوا بأنه شخص لا يهمه غير العمل لذلك تفاجوا جميعا عندما علموا بخطبته فى اليوم التالى ...
رجع بظهره على الكرسى وهو يتنهد بقوة عندما تذكر ما حدث بينهما ليلة أمس ...سيكذب ان قال انه كان يخطط لتلك القبلة ولكنه لم يتحمل قربه منها كل هذه المدة دون أن يتذوق رحيق شفتاها ...لقد كانت هادءة بطريقة جعلته يقلق من أن تكون تخطط لشيءا ما ...لكن كل هذا لم يعد يهمه الآن فقريبا جدا ستكون بين يديه ...نعم يجب ان يكون قريبا جدااااا فهو لن يتحمل أكثر ...
فظهرت ابتسامة عريضة على وجهه واتجه نحو هاتفه وضغط بعض الأرقام ووضعه على أذنه حتى قال بتقدير ...مرحبا سيد سليمان ...
أتاه الصوت ...بخير يا مالك كيف حالك انت ...ثم أطلق ضحكة عالية ...هل قامت حفيدة أختى بفعل اى شئ لك ...فتوجهت عينا مالك حيث قدمه التى ضغطت عليها ريم بكعبها العالى ...وقال بضحكة خافتة ...لا ...لا تقلق لم يحدث شئ ...لكن فقط اردت أن اطلب شئ منك وارجو أن توافق
فرد سليمان برزانة. ...تفضل
-انا اقترح لو نستطيع أن نقوم بجعل الزفاف فى نهاية هذا الشهر ...ما رأيك
فضحك سليمان وقال ...ماذا لم تستطع البعاد أكثر ...ثم تابع بهدوء ...لا يوجد لدى مانع ...لكن ماذا عن ريم
فرد مالك بسرعة ...سيد سليمان انت تعرف طبيعة ريم جيدا لا توافق على شئ بسهولة وربما تماطل فى موعد الزفاف ...لذلك ارجو منك التدخل ...وأيضا هى زوجتى شرعا إذا لا يوجد مشكلة فى إقامة الزفاف
-حسنا سأتحدث مع زينب وكمال وساخبرك. ...ثم تابع بتأكيد ...لكن لا تقلق ساتصرف انا
فقالت مالك بشكر بالغ ...حقا شكرا لك سيد سليمان لا أعرف كيف أشكرك
أغلق الهاتف وهو يتنفس الصعداء وهو يجلس براحة على كرسيه

 

جمعت أوراق القضية ثم وضعتها بين يديها وانطلقت حيث مكتب الرئيس ...دقت دقات خفيفة ثم دخلت ما ان سمح لها ...

-صباح الخير سيد حازم ...قالتها نور بهدوء
فرفع رأسه إليها ما ان سمع صوتها وهو يرمقها بجفاف وبرود لم يستطع اخفاءه ...ارتجفت اوصالها ما ان رات نظراته لها ...فهذه اول مرة ينظر إليها هكذا ...تعلم انه مغرور وبارد لكنها شعرت بشئ مختلف هذه المرة ...فقال ببرود وهو يبتعد عن كرسيه ...تفضلى واخبرينى بما توصلتى إليه يا انسة
جلسا على الأريكة التى تتوسط الغرفة وعيناه لا تستطيع الابتعادعنها اوعدم النظر إليها فجلست فى مكانها المعتاد واجلت حنجرتها ثم قالت بهدوء يشوبه بعض الارتباك ...لا أعلم أشعر إننى تائهة فى هذه القضية هناك كثير من الأمور التى لا أفهمها ...والطفلة منهارة تماما ...ما ان أنهت كلامها حتى رفعت رأسها إليه فرات نظرة أقل ما يمكن القول عليها قاسية جامدة كالثلج. ...ما ان لمح نظراتها المتساءلة حتى اشاح بوجهه بعيدا وقال بهدوء ...حسنا اخبرينى ما توصلتى إليه ...اظن ان موعد القضية خلال أيام
فاؤمات رأسها وقالت بخفوت ...نعم ...لقد قابلت والدة الطفلة وأنا أخبرتك سابقا عن شعورى بأنها احيانا تكون معى واحيانا أخرى تكون ضدى وترفض أن تقول اى شئ ...ولقد أخبرتك أيضا بأننى أشعر وكان هناك شخص يهددها. ...
فوقف عن كرسيه وخلع سترة بذلته السوداء وقال بهدوء ...حسنا فالنبداء من البداية ...اولا تقارير الطب الشرعى معنا لانها تثبت ان الطفلة حقا تعرضت للاغتصاب ...ثانيا هناك مشتبه به بالفعل لأن الطفلة ما ان رأته حتى انهارت فى مكتب وكيل النيابة ...ثالثا وهذا الأهم ...المتهم او المشتبه به من أصحاب النفوذ والأعمال ...لكنه ينفى انه تعرض للطفلة عن طريق انه لم يكن موجودا فى اليوم الذى اغتصبت فيه الفتاة لكنه أيضا ليس دليلا كافيا له ...ويقول ايضا ات والدة الطفلة تحاول تلفيق التهمة إليه لكى تحصل منه على بعض المال ...ثم تابع بمكر ...لكن انا لدى الدليل
فعقدت حاجبياها فى شك وقالت بسرعة ...حقا
فابتسم شبه ابتسامة وقال بتأكيد وغرور ...نعم ثم التفت بجسده يعطيها ظهره ...حسنا ...يمكنك الانصراف الآن ومحاولة التفكير فى هذه القضية جيدا وأن فشلتى فى الوصول إلى خيوطها ...حينها سأخبرك
فقالت ببلاهة ...هكذا فقط هل انتهى الاجتماع ...لم يرد عليها فجمعت الأوراق وخرجت وعلى وجهها الف سوال ...أولا من طريقته الباردة تلك فهو ابدا لم يتغير وثانيا عن سبب النظرات التى اول مرة تشعر بالخوف منها لهذه الدرجة ...حقا انه شخص غريب ومغرور ومتكبر ايضا
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بقوة ما ان خرجت وجلس على كرسى مكتبه مستندا بكوع يديه على المكتب ودفن وجهه بين يديه ...لم يذق طعم النوم منذ الأمس بعد ما قاله ذلك الحقير ...لا يعلم هل يصدقه ام يكذبه حقا سيجن لقد شعر بطعنةقوية فى صدره ما ان اخبره ذلك المعتوه ...لا لا يمكن هى ليست هكذا قالها فى نفسه بحرقة ثم رفع رأسه ووقف مبتعدا عن كرسيه وهو ينظر من نافذة مكتبه ...يجب ان ابتعد أحتاج ان ابتعد حتى أستطيع التفكير قالها بخفوت وعيناه تنظر إلى الفراغ

 

كانت تنظر إلى الأوراق التى أمامها بتركيز شديد ...حتى دلفت إلى غرفة المكتب سكرتيرتها الشخصية فاقتربت منه ووضعت أمامها بطاقة صغيرة قائلة برسمية شديدة ...السيد نزار يريد مقابلتك
فالتقى حاجبيها الشقراوان فى تفكير ...نزار ...نزار من ...؟فقالت بسرعة ...نعم نعم لقد تذكرت اجعليه يدخل ...
دلف إلى المكتب بخطوات متزنة مدروسة وهو يرتدى بذلة رمادية اللون و على وجهه ابتسامة بشوشة رقابته حتى اقترب من المكتب فوقفت مرحبة به وهى تمد يديها اليمنى إليه فبادلها التحية ثم لثم يداها بحب قائلا بهدوء ...مرحبا انستى
فبادلته التحية وقالت برسمية شديدة ...تفضل سيد نزار ...أهلا بك ...
قام بفتح زر البذلة ثم جلس حيث أشارت بيديها إلى الكرسى المقابل لها وقال وهو يجلس ...ارجو إلا أكون قد أتيت فى وقت غير مناسب ...
فابتسمت بمجاملة وقالت ...لا ...أهلا بك فى اى وقت
فنظر إليها لعدة ثوانى وما كاد يهم بالنطق حتى دلفت السكرتيرة تخبرها عن مجى السيد ...وقبل ان تنطق دلف وليد بكل عنجهية وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله قائلا ما ان دلف ...ما هذا أرجو إلا أكون قد قطعت الاجتماع ...قالها وهو ينظر إلى نزار بتركيز فرمقته ايملى بغضب ...فقال نزار بسرعة وهو يقف مبتعدا عن كرسيه ...أهلا سيد وليد ...لا تفضل انه أمر ما كنت سأتحدث به مع الآنسة
فجلس وليد إمام نزار من دون ان يطلب منه أحد الجلوس ...فقال بسرعة ...هناك امر مهم وضرورى لذلك اسف لا استطيع الانتظار فجعل نزار يعقد حاجبيه بشك ...وايملى تكاد تنفث نارا من فمها من طريقته السمجة تلك ...فجلس نزار فى مكانه وقال بتوتر وهو ينظر إلى ايملى ...كان هناك بعض الأمور القانونية أريد ان اناقشها معك ...لكن يبدو أن السيد وليد يحتاجك حقا ...لذلك ساعتذر الآن بطاقتى معك عندما تكونى متفرغة. ...حددى الموعد واتصلى بى ...فوقف مرة أخرى وقبل خروجه قال وليد بهدوء ...هناك مختصين فى الأمور القانونية تلك فى هذه الشركة فليست ايملى الوحيدة التى تعمل هنا ...اشتد وتعمد على نطق اسمها بدون اى ألقاب ...فتنحنح الآخر وقال ...نعم بالطبع ثم خرج بهدوء ...فرمقت ايملى وليد بقوة وهوتكاد ابتسامته تصل إلى عيناه ...فقالت بغضب ...ما هو الأمر الذى تريده سيد وليد ...تعمدت نطق سيد ...

فشخر بقوة قائلا وهو يمسك بأحد الأقلام على المكتب ...هناك بعض الأمور أريد ان اناقشها معك ...فرفعت أحد حاجبيها وقالت وهى تنظر إلى الأوراق ...إذا كان ما تريده مهما هناك محامين آخرين أستطيع ان ارشح لك واحدا ممتازا
فلو فمه فى تهكم وقال ...لا انتى من ستتولين الأمر ...ام انكى متفرغة فقط للسيد نزار
فرفعت نظرها إليه وقالت بغضب ...سيد وليد انا لا أسمح لك ...وقد سبق وقلت لك انا لن أستطيع أن اتولى اى قضية الآن لذا يمكنك المغادرة
قالت كلماتها الغاضبة وعادت بنظرها مرة أخرى إلى الأوراق ...فنظر إليها بغضب مكتوم وهو يشتد أكثر على القلم الذى تحطم إلى نصفين بين يديه ...ووقف مبتعدا عن كرسيه وخرج من الغرفة وهو يقسم بأنه سيجعلها تندم فى يوم من الأيام وسيجعلها تأتى إليه تتمنى قربه
ما ان سمعت صوت إغلاق الباب حتى رمت ما كان بين يديها بانزعاج وهى تتافف بقوة ...لم تكن تريد أن تصل الأمور بينهما هكذا لكن هو من اضطرها للتعامل الجاف معه

 

جلس على أحد الاراءك ما ان دلف إلى المنزل و اوصلته الخادمة إلى غرفة الجلوس ..دار بعيناه فى المكان حتى راءها تدلف إلى الغرفة بخطوات بطيئة سيدة تبدو فى عقدها الرابع وشعرهاوبشرتها يخلوان من اى آثار للكبر... حتى وقفت أمامه حيته بدف فاحنى رأسه ولثم يديها الاثنان بقبلة محبة فابتسمت وقالت بحنان ...كيف حالك يا ماجد ...لم أرك منذ ان أتيت انا وأسامة إلى القاهرة ...هل يجب ان اطلب حضورك لكى تأتى قالتها السيدة الكبيرة وهى تجلس على كرسى الصالون المدهب
فجلس فى مكانه وقال ببراءة ...حقا انا آسفة ...لكن اللوم بأكمله يجب أن تضعيه على أسامة هو لم يخبرنى بعودتك معه
فقالت بخفوت وأسف ...كان يجب علينا العودة لم يعد يفيد بقاءنا هناك أكثر من ذلك
فقال معتذرابسرعة ...سيدتى انا آسف ...لم أكن
فرفعت عيناها إليه وقالت بحنان ...اخبرنى أولا كيف حالك ...هل تزوجت
فظهرت ابتسامة على ثغره وهو يقول ...لماذا ...هل لديكى لى عروس
-وهل المشكلة فى العروس ...قل لى فقط انك تريد أن تتزوج وحينها لا تقلق ساجد لك العروس
فقال بتفكير ...حسنا سافكر
دخلت الخادمة وهى تحمل صينية صغيرة عليها فنجانى القهوة فوضعتها على الطاولة الصغيرة وأغلقت الباب ورائها. ...فاقتربت برأسها منه وهى تقول بوشوشة وكأنها تفشى سرا جعل ماجد يعقد حاجبيه لكنه قرب اذناه منها يستمع لما تقوله بانتباه...هل أسامة قابل دينا ...هل حدث اى شى
فرد بوشوشة مماثلة ...لا لا أعلم أن كان قابلها حتى الآن ام لا هو لم يتحدث معى
فزمت شفتاها وقالت ...إذا ماذا به ابنى ...لقد حبس نفسه فى غرفته ليومان ولم يخرج منها غير اليوم ...اتصلت بك وطلبت منك الحضور لذلك
فرد بتأكيد ...حقا سيدتى لا أعلم ما الذى حدث ...او هل قابلها ام لا
فاقتربت منه قاءلة بتحذير ...ماجد كما تعلم أسامة لا يعلم إننى اعرف بعلاقته مع دينا فهو لم يتحدث عنها يوما رغم انه احبها منذ ان تعرف عليها فى المرحلة الثانوية ...لذلك ما ساقوله لك لا أريد ان يعرفه أسامة
فتابعت ...لقد علمت من مصادرى انه ذهب إليها ولكن انا لا أعلم ما الذى حدث بينهما جعله حزينا هكذا ...هل تعتقد انه أخبرها عن سبب غيابه كل هذه المدة
فرد ماجد بتأكيد ...لا لا اعتقد بأنه سيقول الأسباب
-لا أعلم حسب ما أخبرتني وحدثتنى به عن دينا ...فأعتقد بأنها لا تسامح بسهولة لذلك أريدك أن تجعلنى اقابلها من دون ان تعرف اننى والدة أسامة ...ومن دون ان يعرف أسامة نفسه
فقال ببلاهة ...كيف ...
-وهل انا اطلب منك لكى تقول لى كيف تصرف يا ماجد ...هل انا سأخبرك بما يجب أن تفعله
-حسنا سيدتى ساتصرف لا تقلقى
ما ان أنهى ماجد كلامه حتى سمعا صوت ادارة مقبض الباب ودلوف أسامة إلى الغرفة قائلا باستغراب ...ما الذى أتى بماجد الى هنا ...أقسم أن السيدة نوال تخطط إلى شئ ما ...فضحكت والدته بخفوت ...فاقترب منهما وقبل رأس والدته ثم جلس بجوارها على أحد الكراسى فقال بتركيز وهو ينظر إلى والدته ...سيدة نوال ما الذى تخططين له ...لقد علمت انكى من طلبتى رؤية ماجد ...إذا هناك امر ما تريدينه ان يفعله لأجلك
فردت بسرعة ...ابدا ...انا فقط لم اره منذ ان أتيت لذلك طلبت رؤيته فهو له مكانة خاصة لدى
فابتسم ماجد ابتسامة وصلت لعيناه فلو يعلم صديقه ان والدته حقا تخطط لامرا ما وإن هذا الأمر يخصه هو وبشدة لقام بتكسير سقف هذا المنزل فوق رؤوسهم ...فرغم قرب أسامة من والدته إلا أنه لم يخبرها حتى الآن بعلاقته مع دينا إلا أن والدته استطاعت كشف ذلك بسهولة ...
فقالت وهى تتحرك مبتعدة عن كرسيها ...حسنا ساغادر انا هناك أشياء سأقوم بعملها ...خرجت من الغرفة ...وما أن خرجت حتى جلس أسامة بجوار ماجد قائلا بصوت منخفض ...ما الذى كانت والدتى تتحدث به معك
فضحك ماجد وهو يرى أفعال الأم والابن فرد ...لا شئ كما أخبرتك كانت تريد رؤيتى
فقال أسامة بشك ...هل أنت متأكد
فتنحنح ماجد وقال ...نعم بالطبع
فابعد عيناه عنه قائلا بتركيز ...هل قابلت دينا
فرد أسامة بسرعة ...ما الذى جعلك تساءل
فقال الآخر بارتباك حاول أن يخفيه ...فقط لأنى لم اقابلك منذ عدة ايام لذلك اعتقدت ربما قابلتها
-سأخبرك لكن ليس الآن ...قالها وهو يشير إلى باب الغرفة الزجاجى الذى يظهر عليه ظل ما ...
فنظر ماجد حيث يشير فقال أسامة بوشوشة ...والدتى ...الخادمة
فضحك ماجد ببلاهة ...فهو يعلم أن السيدة قد وضعت خادمتها الأمين لتستمع لحديثهما

 

-ماذا ما الذى حدث ...قالتها السيدة نوال وهى ترى خادمتها التى تكبرها تدلف إلى الغرفة فقالت بسرعة...لقد كانا يتحدثان بصوت منخفض للغاية لذلك لم أستطع أن استمع لشئ
فقالت بقلة حيلة ...إذا ماجد لن يخبرنى بشئ ...رغم انه يتحدث معى دائما إلا أنه لم يفشى سر صديقه يوما ...رغم انه أمر رائع إلا إننى لا أستطيع الاستفادة منه ابدا
-إذا ماذا ستفعلين سيدتى
-مثلما أخبرتك سأفعل ...
*******
سارت الأمور بينهما بهدوء خلال الأيام الفائتة ...ياتى من عمله يتناول الطعام وبعد ذلك ينام بهدوء وكذلك اليوم مر بسلام من دون مشاحنات بينهما تناول الطعام وبعد ذلك جلس على الأريكة يشاهد أحد مباريات الاسكواش باهتمام ...حتى وقفت بجسدها أمامه وهى تضم يديها إليها قائلة. ...هناك امر ما أريد ان أخبرك به حتى لا تتفاجى به ...فقعد حاجبيه بشدة وقال بهدوء ...وما هذا الأمر زوجتى العزيزة ...فاستجمعت قوتها وقالت ...انا أريد ان اعمل لذلك انا سأبدأ فى العمل خلال أيام
فرفع أحد حاجبيه قائلا باستهزاء واضح ...واو ..زوجتى العزيزة تكرمت واخبرتنى بأنها تريد أن تعمل وهى لم تقم حتى باستشارتى فى الأمر بل تخبرنى أيضا بأنها ستبدأ العمل خلال أيام ...رائع. ..حقا رائع...ثم تابع بهدوء يحسد عليه ...وأنا لن أكون رجلا دكتاتوريا وامنعك عن العمل ...لكن هناك سوال حسب علمى انتى ما ان تخرجتى من الجامعة وانتى لم تعملى ...إذا ما الذى جعلك تفكرين فى العمل الآن ...
فردت بسرعة ...لا انا كنت أفكر فى العمل منذ وقت طويل لكن ما حدث جعلنى أنسى أمر العمل ...
صمتت وهى فى داخلها تعلم انها كاذبة فهى لم تفكر يوما فى العمل رغم أن مالك وحتى خالها سليم عرضا عليها العمل فى شركة كلا منهما لكنها رفضت ...لكن بعد ان تحدثت معها ريم واخبرتها انها يجب أن تعمل حتى بدأت تفكر فى الأمر وسنحت الفرصة عندما قابلت خالها سليم فى عقد قرآن ريم وتحدثت هى معه فى هذا الأمر ووافق وأخبرها أن تأتى فى اى وقت ...
نظر إليها ثم قال وهو يبتعد عن مكانه ...حسنا ...أين ستعملين زوجتى العزيزة ...
رفعت رأسها إليه وهى تقول بهدوء ...فى شركة والدك ...قالتها بتلقائية دون ان تشعر بفداحة ما نطقت به ...فاقترب منها وعيناه تشتعل نارا من الغضب ويمسك كوعها بقوة وقال وهو يصتك على أسنانه ...فى شركة العدو ...تريدين العمل فى شركة أحد منافسى هل جننتى
فقالت بألم من قبضته ...أنت من جننت هل يوجد أحد يقوم بتسمية والده بالعدو
-اخرسى. ...صرخ بها بقوة ...جعلها تبلع ريقها بصعوبة خائفة مما سيفعله لاحقا ...فنفض يدها بفتور وقال وهو يبتعد عنها يحاول أن يتمالك نفسه والا يقوم بصفعها. ...انسى امر هذا العمل ...لن تعملى
نطق بها ثم بدء فى صعود درجات السلم ...فقالت بصوتا عالى ...انا لا أخذ رأيك ...انا فعلا سأبدأ وأظن أن هذا حقى ولا تستطيع ان ترفض
فتابع صعوده للسلالم غير مهتم بصوتها العالى ولا بكلماتها تلك وهو يقبض على يديه بقوة يحاول إلا يخرج عن طور التحضر ويقوم بضربها لقلة تهذيبها. ...
ضربت الأرض بقدميها بقوة وهى ترى عدم اهتمامه بما قالت ...فتبعته ودلفت إلى الغرفة تحاول ان تكون هادئة فراته يقترب من السرير مستعد للنوم ...قلت لك أريد ان اعمل ...
أسند ظهره على ظهر السرير وقال وهو يضع يديه خلف ظهره ...حسنا ساحل هذه المشكلة انتى تريدين العمل وأنا أرفض عملك فى شركة عائلة السيوفى ...لذلك سيكون من العار على أن أجعل زوجتى تعمل هناك وانا لدى سلسلة شركات ...لذا أن كنتى تريدين العمل ساوافق على عملك لكن بشرط ...ستعملين معى ...قالها وهو يصتك على أسنانه
فصمتت وهى تضم حاجبيها وما كادت تنطق حتى تحرك مبتعدا عن السرير وقال ببرود ...إذا رفضتى إذا لا يوجد عمل ...وانتهى الأمر
فصمتت وهو يراقب تعابير وجهها الهادئة فتابع وهو يقترب منها ...إذا زوجتى العزيزة انتى من اى كلية تخرجتى ...
فبلعت ريقها وقالت بتوتر ...نظم ومعلومات ...
لاحظ توترها وقال وعيناه تضيقان ...حسنا هل تحتفظين بالأوراق لكى أرى موهلاتك الآن
ومن دون ان تشعر رفعت عيناها حيث الكومود الذى يوجد عليه ملفا ما وقالت بتلعثم. ...لا ...لا
لاحظ تلعثمها وأدار جسده حيث تنظر فرأى الملف ...فمشى نحوه وامسكه بيديه وما كاد يفتحه ...
-لا ...صرخت بها بقوة
حمل الملف غير ابه لاعتراضها...
وجلس على الأريكة الموجودة فى أحد جوانب الغرفة الكبيرة وهو يضع قدم فوق الأخرى بتكبر وغرور ...وبدأ بتفحص اوراق الملف التى بين يديه بتركيز شديد ...ثم بدأت تظهر ابتسامة تتسع أكثر على ثغره تبعتها قهقه عالية جعلته يسعل بشدة ثم حاول أن يتكلم باتزان وبجدية لكنه فشل فقال وهو يتعثر بكلماته من كثرة الضحك ...ثلاثة وخمسون فى الماءة ...حقا لقد كنتى مجتهدة للغاية ...وأيضا تخرجتى من معهد خاص ...وهل شركة عائلة السيوفى سترضى بهذه المؤهلات ...أن كان هناك مؤهلات من الأساس ...
فزمت على شفتاها بقوة من الخجل واستهزاءه بها وظهرت الدموع فى مقلتيها ...فرفع رأسه إليها فلاحظ دموعها فعقد حاجبيه بقوة وهو يقترب منها ...ووضع كفه على وجهها قائلا بحنان ...لماذا تبكين الآن ...
-انا لم أكن احب الدراسة قالتها وبعد ذلك اجهشت فى البكاء ...فضمها إليه يعانقها بقوة يحتويها فقال وهو يربت على موخرة رأسها يحاول التخفيف عنها ...حتى انا لم أكن احب الدراسة هل تعلمين هذا
فابعدها عنه وهو يرى وجهها المنتفخ من البكاء وشفتاها المنتفختان التى أصبحت بلون الفراولة وهى حتى لم ترحمها وظلت تقضمها بقوة ...فقال بانغاس لاهثة. ...ما ذنبها هى الآن
فرفعت وجهها إليه ومسحت دموعها المتساقطة على وجهها بظهر يدها وقالت ببلاهة ...ماذا ...
فرد بسرعة وهو يقضم شفتاه هو الآخر بهدوء ...قلت ما ذنب شفتاكى الآن ...نطقها ثم قربها منه مرة أخرى ملتقطا شفتاها فى عناق طويل ...
-يبدو إننى لن أستطيع الاستغناء عنك بعد الآن ...قالها وهو يبتعد عنها وجلس على السرير ملتقطا التى شيرت من على الارض ...ثم قال بمكر وهو يبتعد عن السرير مرتديا إياه...هل مازلتى تريدين العمل زوجتى العزيزة
فانكمش جسدها أكثر من الخجل وغطت وجهها بملاءة السرير ...فضحك بقوة من خجلها وتوجه حيث الحمام
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 16

26-11-2021 01:51 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [15]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية عندما يعشق الرجل
رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل السادس عشر

دلفت إلى المنزل بخطى بطيئة متعبة فاليوم كان ممتلئ للغاية بالمرضى ...فرأت من خلال باب غرفة الصالون المفتوح جدتها تجلس على أحد الاراءك وكعادتها فى يدها قطعة قماش لتطريزها أو قطعة من الصوف لحكايتها ويجلس أمامها الحاج سليمان يرتشف من فنجان قهوته التى ياتى مخصوص لشربها من يدى أخته الوحيدة ...وجدتها بالتأكيد أعدتها له بكثير من الحب فرغم أنها لديها اثنان من الأخوة الحاج سليمان والحاج عزت الذى ساءت علاقته مع أخته زينب منذ أن تطلقت حفيدته المدعوة قمر بابن عم ريم كاسر وقد اصبحت العلاقة بين الاخ واخته سيئة. ...فالحاجة زينب تعتقد حتى الآن أن اخاها عزت ارغم حفيدها كاسر على أن يطلق قمر...

ما أن دخلت إلى غرفتها حتى ألقت بجسدها على السرير وهى تدلى بقدميها على حافة السرير فسمعت صوت إدارة مقبض الباب تبعه دخول جدتها إلى الغرفة وهى تقول بسرور. ...عندى لكى خبر رائع
فنظرت إليها ريم بملل ...فتابعت الحاجة زينب ...زفافك سيكون خلال ايام
فنهضت ريم من على السرير وهى تهتف بغضب ...كيف هذا ...ومن هذا الذى قام بتحديد هذا ...ثم تابعت وهى تضع يديها فى خصرها. ...أنا غير موافقة
فردت جدتها بعدم مبالاة واضحة ...وأنا لم أتى لأعرف ردك أنا أخبرك فقط لكى يكون لديكى علم ...أما بالنسبة من الذى حدد فهو جدك ووالدك وافق على اقامة الزفاف قبل أن يسافر ...قالت كلماتها ثم خرجت من الغرفة وقبل أن تغلق الباب قالت بلهجة شديدة...عليكى أن تاخذى إجازة من الغد ولن يكون هناك مجادلة. ...ريم لن تخرجى من هذا المنزل إلا إلى منزل زوجك هل فهمتى. ...قالتها وأغلقت الباب وراءها بعنف ...

فخرجت الاخرى بسرعة من الغرفة متجهة إلى غرفة والدها وعلى وجهها تصميم شديد فإذا كان هو من قام بتحديد كل شى إذا هى ستقنع والدها بإلغاء ذلك الزفاف ...دقت دقات خفيفة على باب الغرفة حتى آذن لها والدها بالدخول ...دخلت وقدمها تتقدم خطوة وتتاخر خطوة اخرى فهى لم تتحدث يوما مع والده بخصوص أى شئ يخصها إذا كيف ستتحدث معه اليوم عن تأجيل زفافها ...لم تكن قريبة يوما من والدها ...احيانا كثيرة تمنت لو تستطيع أن تخبره بما فى فكرها ...تمنت لو كانت تستطيع أن تتحدث معه عن حياتها عملها يومها او عن اى شئ يزعجها او يفرحها لكنه كان دائما شخص غاءب عنها بعيد رغم قربه ...وجدته جالسا على الكرسى الموجود فى الغرفة ويحمل بعض الأوراق بين يديه ويتفحصها بانتباه واهتمام شديد ...وقفت أمامه وقالت بارتباك حاولت اخفاءه ليس لأنها ستتحدث معه عن أمر الزفاف فقط لكن لأن والدها من الأشخاص الذين لديهم هيبة غريبة تجعل من يتحدث معهم يقف أمامهم مرتبكا. ...أبى هل يمكننى التحدث معك.

-هل الامر مهم يا ريم ...قالها ومازالت عيناه على الأوراق ...
بلعت ريقها وهى تشعر بحشرجة صوتها ...أبى أنا ...قالتها على أمل ان يرفع رأسه نحوها لكنه لم يفعل ...فتابعت بألم ...لا شى ...وخرجت من الغرفة وهى تلعن تفكيرها الذى جعلها تفكر بأن والدها سيساعدها او حتى سيستمع إليها فيبدو أن رجل الأعمال الكبير كمال لديه اعمل أهم من ابنته الوحيدة ...دلفت إلى الغرفة بسرعة وأغلقت بابها ثم أسندت ظهرها عليه وهى تحاول كتم دموعها ...فشعرت بشئ حار يعبر صفحة وجهها فرفعت يدها اليمنى وهى تتلمس وجنتها بألم فدموعها أبت ان تتوقف ساكنة أمام حزنها ...هل ستستلمى يا ريم ...أنا أضعف مما يعتقد الجميع ...وفوق كل هذا أنا خائفة. ...قالتها فى نفسها وجلست على الأرض وكلتا قدميها تضمانها إليها تحاول أن تحمى نفسها من الخوف الذى سيملى قلبها ...أنا خائفة...أنا حقا خائفة ...أنا خائفة. ...ظلت ترددها ...
...أنها خائفة من الحب خائفة من الحياة ...خائفة من اى شئ قد يولمها او يجرحها فى يوما من الأيام

 

"ما أجمل الأطفال ...فتجد فى ابتسامتهم البراءة وفى تعاملاتهم البساطة مع من حولهم ...احاسيسهم مرهفة هشة ...الطفل عبارة عن صفحة بيضاء أنت بيدك من تسطر عليها ما تشاء ...وما ستكتبه على هذه الورقة هو ما سيشكل فكره عن هذا العالم وهذه الحياة ...ما ذنب طفلة فى السابعة من عمرها ان ترى كم ان هذه الحياة سوداء ...فى حين أنه كان كل امانيها واحلامها هى عروس كبيرة او دب محشو ...ما ذنبها ان يقوم وحش كاسر حطم أحلامها ...طفولتها ...حرمها من ان تقضى ما بقى من طفولتها فى سعادة بعيدة عن اى حزن او هم ...وجعلها خائفة مكسورة حزينة ..."
هذا كان جزء مما قالته نور فى قاعة المحكمة الكبيرة ...الذى امتلأت بالمهتمين بهذه القضية والمتعاطفين مع هذه الطفلة ...وكثير من رجال الصحافة والإعلام ...
-لقد أخبرني أن أتى معه وأن أتيت سيعطينى عروس باربى التى ترقص البالية ...هذا كان جزء من كلام الطفلة الصغيرة المنكمشة على نفسها وعيناها حزينة ومنكسرة ...
ترقرت عينا نور بالدموع إلا أنها ضغطت على يديها بقوة ...فيجب أن تاخذ حق الطفلة من ذلك المغتصب ...فى الأيام الأخيرة بدأت نور فى الذهاب إلى منزل الطفلة بشكل مستمر واقنعت والدة الطفلة أنها ان لم تتحدث سيضيع حق طفلتها ...وافقت الأم رغم أنها اعترضت فى البداية بشدة انها هكذا ستفضح ابنتها ...استاطعت نور فى الايام التى كانت تقابل الطفلة به ان تقترب منها حتى ان الطفلة اخبرتها بما فعله بها ذلك الذى أقل ما يقال عليه حيوان لأنه تعدى براءة طفلة ...حاولت أن تخرج الطفلة من عزلتها ولو قليلا أحيانا كانت تندمج مع من حولها واحيانا أخرى كانت تبتعد وتنكمش فى نفسها ...انتهت المحاكمة وحكم القاضى على المتهم بالسجن مدى الحياة ...لو بيدها ان تقتل أمثاله فى ميدان عام لفعلت حتى يكون عبرة ومثل لكل من يفكر ان يدمر حياة اى طفل ...جمعت أوراقها ومن ثم خرجت من القاعة وما ان خرجت حتى تجمع حولها العديد من الصحافين والإعلاميين من محطات الإذاعة والتلفزيون ومن الصحف المشهورة ...كلا منهم يحاول أخذ كلمة منها بهدوء وغيرهم كانوا يلتفون حول الطفلة وأمها لكنهم استطاعوا الانسلال من بينهم بمساعدة رجال الأمن ...وهى ركضت إلى سيارتها واغلقتها بسرعة وأخذت نفسا عميقا ثم زفرته بارتياح ...وهى تفكر لولا مساعدة السيد حازم لها وإعطائها الخيوط التى تجعلها تستطيع بها إدانة المتهم لما استطاعت فعل شى ...منذ يومان وهى كانت منهمكة فى البحث عن الخيط الذى اخبرها عنه للوصول إليه شعرت بإحباط شديد يملئ قلبها وعقلها وعجزها عن مساعدة الطفلة عندما لم تتوصل إليه ...لكنه فاجاها بدخوله إلى المكتب وهو يحمل ملفا ما وهو يقول بهدوء ...هذا الملف يحمل أدلة ارتكاب المشتبه به باغتصاب أحد الأطفال منذ عدة أعوام ...تركه على مكتبها وخرج بهدوء ...نظرت إلى الفراغ بذهول ...ومن ثم بدأت باستكشاف الملف الذى جعلها تفرغ كل ما فى جوفها من مما قرأته من قذارة لذلك النجس ...لقد قام باغتصاب أحد الأطفال منذ عدة أعوام لكن بماله استطاع إسكات والدى الطفلة والذى اقناعهما بالسفر إلى أحد بلدان الخليج فقد استغل فقر والدى الطفلة ووجد لوالد الطفلة منزل هناك وكذلك عمل ودخل ثابت يجعله يعيش سعيدا لبقية عمره ...واستطاع أن يعطى لكلا من القاضى ووكيل النيابة ومن حولهم حفنة من النقود جعلهم يصمتون حتى أنهم اخفو ملف القضية جيدا ...لكن لولا ذكاء ذلك آل حازم ودهاءه وفوق كل هذا نفوذه ...لم استطاعت الوصول إلى ذلك الدليل الذى سيجعل ذلك الحيوان يتعفن لبقية عمره فى السجن ...أدارت مفتاح السيارة ومن ثم انطلقت بسيارتها نحو منزل ريم فغدا حفل زفافها وهى يجب أن تكون معها فى هذا اليوم السعيد ...وكما اتفقت مع أروى سيبيتان معها اليوم ...

خرج من القاعة بهدوء ما ان نطق القاضى بالحكم ...لم يكن يريد أن ياتى لكنه لم يستطع منع نفسه وحرمانها من رؤيتها وهى تثبت إدانة المشتبه به ...كانت جميع الأعين عليها منها بإعجاب شديد ومنها بانبهار من ما اوضحته والادلة التى كشفتها عن ذلك القذر ...لقد كانت جميلة جدا جدا وقوية جدا لم تهتز لحظة رغم الحشود الكبيرة التى كانت بقاعة المحكمة الكبيرة ...حقا انه يتنبا لها بمستقبل رائع وأنها ستكون محامية مشهورة وماهرة فى المستقبل القريب ...رغم انه متأكد انها أصبحت من اليوم أحد المشهورين لمهارتها الفائقة التى اظهرتها اليوم ...تنهد بقوة وهو يفكر ...هل حقا ما قاله مازن صحيحا فهو لا يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير فهو كرجل شرقى رغم سنواته التى قضاها بالخارج إلا انه يتمنى لو يكون أول شخص بالنسبة لها فى كل شى ...حقا انه يحتاج إلى الابتعاد قليلا لكن التفكير فى انها لن تكون أمام عينه لعدة ايام يجعله ينسى فكرة السفر هذه نهائيا ...

 

دلف إلى غرفة النوم وهو يبحث عنها لم يجد بها غير ميا التى وقفت واستندت بيديها على أسوار السرير الخشبى الصغير تبتسم له بشدة ما ان رأته فاقترب منها ومد أصابعه يداعب ذقنها وهى تقهقه ضاحكة من مداعبته لها ...تركها ثم توجه نحو الحمام فلم يجدها ...التقى حاجبيه فى غضب...هل يمكن أن تكون قد تركت المنزل ...لا لا يمكن أن تفعلها وتترك ميا ... خرج من الغرفة وهو ينادى غاضبا ...ماجدة ...ماجدة ...أتت الخادمة أمامه واقفة فى خوف ...فقال بغضب مكتوم ...أين السيدة
فردت بسرعة بهدوء ...السيدة ذهبت لشراء بعض الاغراض
مرر يديه على وجهه بعصبية ثم قال محاولا تهدئة نفسه ...منذ متى خرجت ...
ردت الخادمة بخضوع. ...منذ حوالى ربع ساعة قالت ستشترى أشياء للصغيرة واغراض تحتاجها لذا خرجت بنفسها ...ثم تابعت بتبرير وهى ترى غضبه الواضح ...كنت سأذهب أنا سيدى لكنها قالت انها يجب أن تقوم بشراء كل شى بنفسها

التفت بجسده ثم رفع يديه لها علامة المغادرة ...فركضت الأخرى بخوف وهى تحمد الله على انتهاء الحديث معه وخروجها سالمة فهى تعلم جيدا كيف هو سيدها عندما يغضب ...توجه إلى الغرفة وهو يزفر بغضب ومن ثم خلع سترته والقاها بغضب على الأرض وهو يلعن ويسب ...مما جعل الطفلة الصغيرة تفزع من غضب والدها حتى انها زمت فمها بشدة وعيناها امتلأت بالدموع وصدر منها أنين خافت ...انتبه حسام لانينها فالتفت إليها ولعن نفسه ما ان راى دموعها فركض إليها وحملها بين يديه فاطلقت الطفلة العنان لصياحها وبكاءها ...فضمها إليه وهو يهدهدها لكن الطفلة لم تتوقف عن البكاء ...فظل يقول باسف ...أنا آسف أنا آسف ...فتوقفت قليلا عن البكاء فجعلها تنظر إليه وعيناها تترقرق بالدموع وتزم شفتاها. ...فقال بحزن ...هل يعجبك ما تفعله والدتك بى. ...هل يرضيكى ان يحدث كل هذا لوالدك يا ميا ...ثم تابع بعد أن صمتت تماما وكأنها تستمع لكلامه ...أعلم إننى كنت شخصا سيئالكن أعدك بأننى سأكون شخصا رائعا من اجلكما. ...وضعها على السرير الكبير ثم جلس قبالتها وهو يفك أزرار قميصه العلوية ثم قال بهدوء ...حسنا ما رأيك ان أخبرك قصة جميلة ...فرفعت الطفلة رأسها إليه ونظرت بانتباه وكأنها مستعدة لسماع قصته فضحك بخفوت ثم بدء بالقول ...كان هناك شخص يسمى حسام توفى والده وعمره ستة أعوام لم يكن لديه غير والدته فقط من تهتم به ...لكنها تزوجت بعد عدة أشهر من وفاة زوجها وتزوجت شخص فظ قاسى عامل ابنها معاملة سيئة لكنها لم تهتم ولم تكن تستمع لشكوى ابنها لم ترى حزنه ولا دموعه ...ثم نظر إلى الفراغ بحزن وكأنه يتذكر كل ما حدث له سابقا ...كان زوج والدته يقوم بضربه عندما كانت والدته غائبة عن المنزل ومن كثرة ما كان يشكو لها وهى لم تستمع لم يعد يقول شى مما حدث له ...كبر وهو يرى حب والدته يزداد لزوجها وقد نست ابنها تماما ...كان يفعل اى شى يطلبه منه زوج والدته على أمل عندما يكبر ويشتد عوده سيترك المنزل لهما رغم أن المنزل وكل شئ يتمتعان به هو لوالده قد تركه له ...بعد أحد عشر عاما شاء القدر بأن قابل أحد أصدقاء والده القدامة الذى ما ان راءه حتى ضمه إليه وشعر حينها بالحنان الذى كان مفتقدا له ...كان حسام قبل هذا مهملا لدراسته حتى انه تركها ولم تهتم والدته بالأمر ...لكن صديق والده وجد له عملا معه وأخبره أن والده لديه افضال على الجميع وهو أولهم ...عرفه الرجل على ابنه الذى فى مثل سنه تماما واصبحا الاثنان صديقان وتوطدت علاقتهما مع الايام ...عمل مع الرجل لعدة سنوات عرف كل شى عن عمله واكتسب خبرة استطاع خلالها أن يكون مشروعا صغيرا له مع ابن صديق والده الذى أصبح بعد تخرجه مهندسا كبيرا ...ثم نظر إلى الطفلة وهو يقول بألم ...هل تعلمى يا ميا فى تلك اللحظة تمنيت لو كنت أكملت دراستى ولما تركتها لكن حبيبتى لم يكن والدك يوما احمقا او جاهلا بل العكس قرأت فى كل شئ ولدى خبرة أفضل من المهندس نفسه لذلك اياكى ان تأتى فى يوم وتشعر بالخزى من والدك كل ما أنا به الآن من تعبى واجتهادى وذكاءى كنت أخذ خبرة من كل شخص اقابله...فهزت الطفلة رأسها وكأنها توافقه فابتسم لها وتابع وهو يضعها على قدميه ...كان طموحى يتخطى مكتب للهندسة كان أكبر من ذلك ...فى ذلك الوقت كان اسم سليم السيوفى يتردد على مسامعى كثيرا رجل أعمال كبير يتمنى اى شخص ان يشاركه أعماله ...كانت شركته تبحث عن شركة ماهرة لتتولى أمر بناء أحد فروع الشركة التى ستقام فى القاهرة ...عملت بكل جهد لاجعل من حوله يقترحون عليه شركتى وفعلا تولت شركتنا هذا العمل سعدت كثيرا وبدأت فعلا فى التقرب إليه ...وفى أحد حفلات التى أقامها أخاه محمود السيوفى وكنت مدعوا إليها ...بلع ريقه ثم قال بألم ...هناك قابلت اميرتى...كانت منعزلة عن الجميع فى ركن بعيد انتبه لها لكنه لم يهتم كثيرا لكنه عندما علم انها ابنة سليم السيوفى حتى اقترب منها بعد ذلك أصبح يعرف عنها كل شئ.

متى تخرج من المنزل ومتى تعود اقترب منها فقط من أجل أن يستطيع التقرب من والدها لعله ينال نصيب شراكته...وبالفعل تعرف عليها وجعلها تحبه وعندما عرض عليها الزواج وافقت تزوجها بسرعة فى الشهور الأولى من زواجهما كان يعاملها بكل حب وحنان ونسى تماما سبب زواجه بها نسى ما مر به من الم وأحزان وبعد زواجهم بعشرة أشهر تفاجئ بأنها حامل ...فزع من الأمر وربما كان خائفا كيف يكون أبا وهو لم يشعر يوما بدف الأب وحنانه كيف ...تذكر سبب زواجه منها حتى انه فعلا بدء يصبح شريكا مع والدها فى معظم اعماله ...لكنه كان يشعر بكثير من الخوف وكثير من المشاعر المضطربة ...أنجبت له فتاة جميلة للغاية تشبهها فى كل شى عيناها وفمها وانفها حتى ابتسامتها ...حاول ان يبتعد عن الطفلة وإلا يقترب منها لكى لا يتعلق بها وبعد ذلك يتركها ...أصبح خائفا من أن يموت ويترك طفلته وحيدة مثلما كان هو ...حتى بدء يضرب زوجته وعندما علم من تكون والدتها سمع انها لم تكن امرأة فاضلة بل كانت مو...بتر عبارته وهو ينظر للطفلة ثم تابع ...لم تكن جيدة لذا خاف من ان تصبح زوجته مثل والدتها ...أصبح يضربها ويسبها لأتفه الأسباب لكن داخله كان يتألم ويحترق وهو يفعل ذلك ...أصبح شخصا مجنونا بها لا يريد أن يراها أحد حتى لا تتركه وتعلم انه غير مناسب لها وان هناك أفضل منه أصبح خائفا من أشياء كثيرة ...وفوق كل هذا كان خائفا من الحب ...خاءف من أن يتعلق بها ...وعندما نطقت لأول مرة كلمة طلاق شعر حينها بأن كل ماقام ببناه سيتحطم وهى ستتركه وتأخذ طفلته معها التى لم يحملها حتى عندما ولدت ...كانت ميا تنظر إليه بانتباه شديد فبادلها النظر وهو يبتسم فقال بهدوء ...هل ان طلب منها السماح هل ستسامحه ام انها سترفض...ثم تابع وعيناه تضيقان ...لكن ميا ما هو معنى اسمك ...

فأتاه الصوت من خلفه ...ميا معناه العظيمة ...قالتها بثينة وهى تقف خلفهم ...فتهللت اسارير الطفلة ما ان رأت والدتها وظلت ترفع يديها لكى تقوم بحملها ...ظل ينظر إليها بشدة هل يمكن أن تكون قد استمعت لكلامه ...فبادلته النظر صامتة حتى اقتربت منهما وحملت ميا وهى تقبلها بشوق ...حتى قال هو بهدوء ...أين كنتى ...وكيف تخرجين من دون أن تخبرينى
فناولته الطفلة ليحملها ثم قالت وهى تخلع سترتها البيضاء الخفيفة ...لقد اتصلت بك وهاتفك كان مغلقا ...وكان يجب أن أخرج ميا كانت تحتاج للكثير من الأشياء
فاقترب منها وهو يأخذ نفسا عميقا ثم زفره بقوة يحاول أن يتمالك نفسه ولا يغضب فهو لا يريد لطفلته ان تفزع ...فتخطاها ثم وضع الطفلة فى سريرها الخشبى ...ثم خلع قميصه الأبيض وتوجه نحو الحمام وقبل أن يدلف إليه التفت إليها وقال ...جهزى نفسك غدا سنذهب لحفل زفاف ابن عمك ...

 

يوم الزفاف
تم إقامة حفل الزفاف فى قاعة خمس نجوم كما أمرت السيدة كوثر فهى لن ترضى بأقل من هذا لوحيدها. ...رغم رفض ريم التام ومعارضتها لإقامة حفل من الأساس حتى اوشكتا الاثنتان على الشجار لكن جدتها استطاعت تدارك الأمر ووقفت فى وجه ريم ووافقت على كل مطالب السيدة كوثر ليس فقط من أجل كوثر لكن لأنها أيضا أرادت أن ترى صغيرتهاالتى كبرت وهى بجوار زوجها ويشهد الجميع الصغير قبل الكبير على هذا الزفاف ...قام مالك بحجز جناح كبير فى فندق بجوار القاعة لتتجهز فيه عروسته ومعها صديقاتها وجناح مثله لوالدته لكى لا تستشيط غضبا وإرضاء لها ...
بدء المدعون يدلفون إلى القاعة من كبار الشخصيات وغيرهم من أصحاب النفوذ فعاءلتى السيوفى والحسينى ليستا قليلتان فى البلد ...فهذا الزفاف يشهد الاندماج الكامل لهذان العاءلتان فمعظمهم شاهدوا منذ عدة أشهر زفاف مماثل لهذا الآن منهم من لم يستطع الحضور بسبب سرعة إقامة الزفاف فمنهم من كان بالخارج لكن هذه المرة حرص من لم يحضر الزفاف الأول على حضور الثانى لهذا امتلأت القاعة الكبيرة بالمدعون...كان حفل زفاف سيف عظيما لكن هذا الزفاف انيقا ...فقد اهتم مالك بكل تفصيلة سواء كانت صغيرة أو كبيرة به فهو من اختار ثوب الزفاف الذى أتى بطائرة خاصة من أحد بيوت الأزياء فى باريس واختاره محتشما انيقا وكذلك طرحته ليناسب حبيبته المحجبة ...وهو أيضا لم ينسى نفسه فيجب ألا يكون أقل منها جمالا فاختار بذلة سوداء وقميص ابيض وبابيون سوداءزادته وسامة واناقة ...


فى جناح العروس
جلست ريم إمام المرآة متكة بمرفقيها على طاولة الزينة وهى تدفن وجهها بين راحتها ...تفكر بما ستقدم عليه الآن هل ستندم لبقية عمرها ...هل ستظهر ريم الخائفة الآن ...تتمنى لو تستطيع الامساك بثوبها والركض بأقصى سرعة بعيدا عن هنا ...لو أعطاها فقط بعض الوقت لما شعرت بكل هذا الخوف ...هل تكذبين على نفسك يا ريم انتى دائما خائفة دائما وحيدة لكن انتى تخفين كل هذا وراء صراخك وغضبك وابتعادك عن الناس ربما انتى لم تقتربى من أحد يوما غير من أروى ونور هما فقط من شعرتى معهما بالأمان شعرتى بأنهما مثلك وحيدتان ...اذا ما الذى حدث منذ متى وكنتى خاضعة هكذا تفعلين ما يفرضه عليكى أحد او تصمتين...ما الذى حدث يا ريم جعل ضعفك يظهر هكذا ...هل حقا تريدين أن تكونى ضعيفة ويتحكم بكى شخص مثل مالك ...لكن هل هو حقا سيتحكم بى ...أنا أرى حبه لى بين عيناه ...فضحكت بخفوت وهى تقول بسخرية ...وما هو الحب أخبريني ياريم ما هو الحب هل تعرفينه هل شعرتى به يوما ...كل من كان يحبك تركك ولم يراكى عندما ابتعد لم يعد يهتم بك او حتى يسأل عنك ...حب مالك الذى تتحدثين عنه سيظهر فى النهاية أنانية وتملك لجمالك فقط هو لم يحب ريم ...لأنه لم يرى ريم بل رأى جمالها الظاهر للعيان فقط ...نعم هو لم يحب ريم ...وأنا من ساجعله يتركنى بهدوء قالتها بتصميم فى نفسها ...
فقالت أروى الواقفة خلفها وهى تضع يديها على كتفيها ...هيا أيتها الجميلة ...روميو ينتظر بالخارج ويقسم ان لم تخرجى فى خلال دقائق سيدخل هو ...
قامتا كلا من أروى وريم بمساعدة ريم فى ارتداء الطرحة لتتلام مع كونها محجبة ووضعن لها القليل للغاية من أحمر الشفاه رغم رفضها التام لوضعه...كان مالك قد أحضر طاقم لمساعدة ريم فى ارتداء الثوب والتجهيز للحفل ...لكن ريم بجنونها قامت بضربهن جميعا حتى أنها ألقت المزهرية نحو رأس رءيستهم. ...ولولا تدارك مالك الأمر لما مر الأمر بسهولة ابدا ...وأصبح صارما للغاية فهو لن يسمح لأحد أيا كان حتى لو كانت العروس ذاتها فى تخريب زفافه ...حتى أن والدته كعادتها كانت ستعترض على كثير من الأمور التى تخص ريم ومنها ارتدائها للحجاب لكنها عندما رأت غضب ابنها صمتت ولم تفتح فمها بعدها فى شى...
أتى كمال وأمسك يد ريم بحنان رغم أنه كان يريد ضمها حتى أنها شعرت بذلك لكنه تراجع فى اللحظة الأخيرة تعلم أن والدها صارم لكنها حقا تحتاج إلى حضنه فى هذا الوقت بالذات ...خرجت وهى تتباطا يد والدها وخلفها أروى ونور اللتان لم تقلا جمالا عنها ...
نزلت درجات السلم الواسع المكسو بسجاد أحمر فاخر وخلفها فتيات صغيرات يلقون الورود عليها وهى تتافف فى صمت فهذا ما أراده العريس المبجل ...حتى ان جانبا السلم زينا بالورود وعندما اقتربت منه تم خفض أضواء القاعة أكثر وأكثر حتى اصبحت خافتة قليلا عندما وقفت أمامه تناول يديها وقبلها بحب وعيناه تحمل كل معانى للعشق لها ...وضع يدها فى يده وهو يبتسم فى سعادة ...حتى وصلا لمقعدهما ...
وصل سيف إلى القاعة قبل نزول العروس بدقائق ولأنه كان فى الخلف من الحشود لم يستطع تبين نزول أروى وراء ريم وايضا بسبب الأضواء التى كانت تنخفض ببط حتى استطاع التقرب ورؤيتها ...فشخر بقوة وهو يراها تنزل آخر درجة للسلم وجميع الأعين عليها وهتف غاضبا وعيناه تكادان تخرجان من مكانهما.

 

-أحمر ... هتف بها سيف وهو يرى أروى ترتدى فستان أحمر جرى يبرز تفاصيل جسدها من أول خصرها النحيل حتى وركيها الممتلان ...كان طويلا على شكل سمكة ضيق من فوق حتى الركبة ومن بعده واسع ...باكمام ضيقة و عنقه عارى أبرز عظمتا عنقها المرمرية البيضاء ...وفوق كل هذا تضع أحمر شفاه جرى واهتمت للغاية بإبراز لون عيناها الذهبية بلون كحل اسود ...وأطلقت العنان لشعرها الغجرى على ظهرها ...ما ان رأته لم تلتفت له بل تبعت ريم ومالك وهى ترحب بكل شخص تقابله حتى أن بعضهم ما ان رأوها حتى قاموا بلثم يديها بقبلة رقيقة وهى بادلتهم بابتسامة أظهرت غمازتيها ...وقف سيف فى منتصف القاعة وهو يشتد على قبضة يديه حتى برزتا عروقهما حتى ان جديه لاحظا الأمر وتمنا ان يمر هذا الزفاف على خير ...
بدأ المدعون بجلوس كلا منهم على مقعده ...وتوجه هو حيث الطاولة التى كان يجلس عليها جده الحاج سليمان وأخته الحاجة زينب وابنها السيد كمال ...فجلس وهو يراقبها بعيناه وهى تقف بجوار ريم ...حتى أنها رحبت ببعض ممن كان يهنئ مالك ...هل يخرج عن طور أدبه ويظهر الحيوان الهمجى الذى بداخله ويذهب إليها ويمسكها من شعرها او يضعها على ظهره ويخرج من هذه القاعة...حسنا سيهدا هناك شئ إسمه منزل يا سيف ...منزل شخر بها بقوة وهو يبتعد عن كرسيه متوجها نحوها
ظلت تختلس النظرات إليه وهى تلمح نظراته إليها وكلما كانت تتذكر نظراته إليها كانت تزداد ابتسامتها اتساعا ...لا تستطيع ان تنكر أنه ما زال يخطف أنفاسها ما ان تراه لقد كان وسيما جدا وانيقاجدا ببذلته السوداء وقميصه الاسود التى هى متاكده منه انه اختاره بعشواءية هذه المرة فهو غاضب منذ ليلة أمس ...وتعلم أنها أخطأت بما فعلته فهى باتت عند ريم من دون علمه هى أخبرته أنها ستقضى مع ريم اليوم بأكمله لكنها لم تقل بأنها ستنام معها وتفاجا عندما أتى إليها ليصطحبها ولم تأتى ...حقا تقسم بأنه كان يكاد ان يقوم بضربها لولا مجى جده الحاج سليمان فى الوقت المناسب واستطاع التدخل وتهدئة الخلاف بينهما ...لا تعرف حقا ما الذى سيفعله بها الآن ولكنها سعيدة للغاية بغضبه هذا فربما كان يحبها او على الأقل بدأت بعض المشاعر تتسلل إلى قلبه ...وعلى غفلة منها اقترب منهم بخطى ثابتة وهنا ريم ومالك وهو يحاوط خصرها بقوة قائلا بمرح كاذب ...سآخذ زوجتى الآن ...فأظن انكما لا تحتجان إليها وتحتجان الى بعض الخصوصية ...قالها ثم سحبها وابتعدا عن ريم ومالك وهما يتجهان إلى أحد أبواب القاعة الكبيرة

أبتسم مالك فهو حقا يحتاج ان يكون بمفرده معها مثلما قال سيف فامسك بيدها التى بجانب يديه ...وجدها باردة فنظر إليها وجد الخوف بعيناها الزرقاء خوف لا يستطيع غيره ان يعرفه ...لو غيره نظر إليها لقال أنها قاسية ...لكنها حقا خائفة. ...فسحبت يدها ببط ثم وضعت كلتا يديها فى حجرها بتوتر ...ففضل الصمت حتى تحين لحظة بقاءهما بمفردهما فالقادم أكثر بكثير من ما مضى فهو وحده القادر على إثبات حبه بل عشقه لها ...
خرجا من القاعة وهو ما زال يحاوط خصرها بيديه حتى خرجا من القاعة تماما ووقفا خلفها وقال بغضب عاصف ...ما هذا الذى ترتدينه ألم نتفق مثل هذه الاثواب ارتدائها ممنوع
فردت ببراءة ...ماذا به ثوبى ما الذى تريده منى ان ارتديه...
فقال وهو يقترب منها ويضع إصبعه على شفتها يحاول ان يمسح بها أحمر الشفاه من على شفتاها ...وما هذا الذى تضعينه ...فالتقى حاجبيه فى غضب وهو يراه لا يمسح ...فحاول مرة واثنان لكنه فشل
فقالت بسرعة عندما شعرت بقسوة إصبعه وألم شفتاها ...يكفى انه لا يمسح ...
-ماذا كيف ...شخر بها بقوة
فردت بهدوء ...قلت انه لا يمسح
-قومى بازالته يا أروى او سأقوم أنا بازالته هتف بها غاضبا
فقالت بتحدى. ...انه ثابت لا يمسح
فنظر إليه وعيناه تضيقان بشدة ...اذا انا سازيله بطريقتى واقترب منها وكاد يلتقط شفتاها حتى منعته بيديها وقالت مستنكرة ...نحن فى الشارع هل جننت ...فبلع ريقه وسعل بهدوء يحاول ضبط نفسه ...حتى قال بمكر ...حسنا عندك حق لنا بيت يا زوجتى العزيزة وهناك ساحاسبك ..
دلف إلى القاعة بكل هدوء وخطى واثقة مثله وكل من يراه يفسح المجال له للعبور وهو يبحث بعيناه عنها حتى راءها واقفة بجوار والدها الجالس على الطاولة التى يجلس عليها والده مراد السيوفى ووالدته والسيد محمود وزوجته والطبيب عادل وزوجته والسيد سليم وجميعهم يتحدثون معها ويتضاحكون حتى اقترب منهم فقال والده وهو يجلس بجوار والدته ...لم أعتقد انك ستاتى الحفل ...رحب بأصدقاء والده وهو يسترق إليها النظرات ...ثم قال المستشار بفرحة ...أنا سعيد بكسب القضية ...وشكرا لمساعدتك حقا يا حازم
انتبه حازم له وقال برزانة ...الآنسة نور أيضا كانت مجتهدة ولم تتوانى فى الوصول إلى خيوط القضية ...وكانت مرافعتها أيضا عظيمة
فتسالت نور بسرعة ...لماذا هل حضرت المحاكمة ...لا أظن أنى رأيتك
فتنحنح حازم وقال بسرعة ...
لقد قرأت عنها فى الصحف...فاومات نور متفهمة. ...واستاذنت منهم وتركتهم متجهة حيث صديقتيها ...لم يستطع أن يمنع عيناه من متابعة حركاتها وهى تبتعد عنهم ...وهو يلعن فى سره مما ترتديه كانت ترتدى فستان قصير إلى الركبة اسود اللون أظهر كم أن ساقيها ممشوقتان عارى الأكتاف ...لم يخفى على والدته الجالسة بجواره نظراته لنور فجعلها تعقد حاجبيها لكن سرعان ما ظهرت ابتسامة على ثغرها ...استأذن منهم هو الآخر وتوجه نحو الطاولة التى يجلس عليه أسامة وماجد وماهر وسيف الذى دلف هو وزوجته و تركها مع صديقتها ثم جلس معهم
-أنه شخصا رائع من صنع الاثواب القصيرة ...قالها ماجد مبتسما وهو ينظر إلى كل أنثى تعبر أمامه
-حقا أتمنى لو كنت أستطيع أن اقتلع عيناه قبل أن يفكر فى صنعها ...قالها حازم بصوت خفيض ومتافف
-بماذا كان يفكر عندما قام بصنعها. ...سألها ماجد
-ماجد يكفى ...نهره أسامة
-ماذا بك ...هل نبحث لك عن عروس هنا ...قالها ماهر مبتسما
-ماذا أتزوج ...وتكون معى امرأة تسألني فقط متى ستاتى. ...لماذا تأخرت ...ثم رفع يديه عاليا وتابع ...هكذا أنا أفضل بدون امرأة

دلفت إلى القاعة الكبيرة وهى تتباطا ذراعه سعيدة للغاية بقربه منها رغم قساوته إلا أنها تعشقه...تبدلت أحواله وتصرفاته الفترة الأخيرة ولا تعرف السبب أصبحت غيرته ظاهرة للغاية ولم يعد يخفيها مثلما كان يفعل سابقا أو حتى إنكارها حتى أنه قالها بلسانه وهى تخرج ثوبا لارتداءه ...
أخرجت فى البداية ثوبا لونه اسود عارى الظهر وتوجد به ربطةتلتف حول الرقبه مطرزة بفصوص فضية
-لا ...قالها بسرعة وهو يحمل ميا وهو يراها على وشك ارتداء الثوب ...هذا الثوب لا الا ترين كم هو سيكون عاريا
-وما المشكلة فى ان ارتديه أنا لن اذهب الى حفل بسيط بل على العكس حفل كبير وسيكون الجميع يرتدون ملابس انيقة ...قالتها متاففة
فاقترب من الدولاب وهو يبحث بيديه الأخرى عن ثوب مناسب وهو يقول بهدوء ...الاناقة ليست شرط بأن تكون عارية حبيبتى ...ثم وضع أمام عيناها ثوب قرمزى اللون باكمام قصيرة واسع من فوق وينسدل باتساع على طوله ...أنه جميل ...رغم إننى اعترض على لونه ...فضايقت عيناها وهى تقول ...وماذا به الثوب الآخر ...ما المشكلة
فرد عليها ببرود ...المشكلة إننى شخص غيور للغاية حبيبتى هيا لكى لا نتاخر...ارتدت ما اختاره رغم أنها لاحظت الامتعاض على وجهه ...ارتدا هو بذلة زرقاء انيقة وقميص ابيض ...وخرجا بعد أن تاكدا ان ميا نامت وأكدت على مربيتها الا تغفل عنها لحين عودتهما. ...
نظرت إليه وعلى وجهها العديد من الأسئلة فى رأسها عنه ...وأهمها كيف ولماذا تغير هكذا ؟
سلمت على جديها وعلى والدها الذى عانقها بشدة ثم ذهبت نحو أروى التى قامت بتعريفها على نور وريم واندمجت معهم بسرعة ...
-لماذ سيادتكن هنا ...لماذا كل واحدة منكن لا تذهب إلى والدها أو إلى زوجها ...أنا لا أستطيع التنفس منكن ...قالها مالك متاففا
فضحكن جميعا وقالت أروى بفرح ...ما المشكلة أن نبقى معك ...حقا أنت ناكر للجميل هل ...
فنظر إليها بشدة يمعنها من إكمال كلامها ...فضحكت بشدة وهى تضع يديها على فمها علامة الكتمان ...فقالت نور بسرعة وطفولية ...ما هى المفاجئ يا مالك متى ستظهر
-دقائق و...وماكاد ينطق بالباقى حتى وجد كل من فى الحفل يتهامس بخفوت...وينظرون إلى أحد أبواب القاعة ...فنظر إلى حيث ينظرون فنهض واقفا وهو يسب بخفوت ...تبا لك قالها مالك فجعل الفتيات يلتفتن حيث ينظر ...كان يقف كاسر بكل غرور وعنجهية وتتباطا ذراعه علا التى شعرت أخيرا بانتصارها...لم تعتقد أن كاسر ساذج هكذا ليوافق على مجياها للحفل معه بهذه السهولة ...وها هى تدخل إلى القاعة بكل سهولة وهى تتباطا ذراعى من لا يستطيع أحد رفع عيناه إليه من لن يجرو أحدا منهم على حتى الاقتراب منها انشا طالما هى معه ...ولا يستطيع أحد من عائلة الحسينى فى الوقوف أمامه...
شعرت أروى وكان أنفاسها تسحب منها وهى ترى علا تدلف إلى القاعة ...فها هى غريمتها تدخل إلى القاعة...المرأة التى كانت على علاقة بزوجها وانتشرت صورهما فى الصحف والمجلات ...لماذا أتت ...قالتها بألم فى نفسها ...
خطفت الأنظار ما أن دخلت ليست فقط بسبب علاقتها السابقة مع حفيد سليمان الحسينى ولا لأنها أصبحت فى علاقة جديدة مع أحد أفراد نفس العائلة ...ولكن لأنها فوق كل هذا كانت جميلة لديها قدرة هائلة على لفت الأنظار إليها ...ارتدت ثوب قصير للغاية كشف عن مفاتنها بمهارة ...
اقترب كاسر ومعه علا نحو مالك وقرب يده منه قائلا بابتسامة ...مبارك ...
-فاقترب مالك منه وهو يقول بتحذير شديد ...أقسم يا كاسر أن خرب زفافى لن تربطنى بك أية علاقة ...هل فهمت ...
فضحك كاسر قائلا بهدوء ...لا تخف سأكون هادئا ...حتى إننى سارقص فى زفافك ...
أما فى الجهة الأخرى كان الفتيات يتاكلن علا بنظراتهن. ...
كانت أروى على وشك الانسحاب عندما اقتربت علا منهم ولكن ريم امسكت بمعصمها بشدة وهى تقول بتحذير ...اياكى أن تتحركى...تحاملت على نفسها ووقفت تحاول ألا تخونها قدميها و تتهاوى على الأرض ...
-مبارك يا ريم قالها كاسر مبتسما
-شكرا لك ...قالتها وهى تنظر إلى علا
-ما هذا لم أتوقع أن ياتى كاسر ...قالها سيف وهو يقترب منهم بخطى واثقة ووجهه لا يحمل أى تعبير
فضحك كاسر وقال ...لماذا الم تكن تريد منى المجى لحفل زفاف ابنة عمى وصديقى أم ماذا
-كيف حالك يا سيف ...قالتها علا وهى ترمقه بإعجاب لم تستطع اخفاءه
فضحك سيف ولم يبالى بالرد عليها بل اقترب من أروى ووضع يديه حول خصرهابتملك واضح وقال هامسا قرب اذناها. ...انتى جميلة للغاية ...ما رأيك أن ترقصى معى.


كلماته جعلتها تشعر وكأنها ريشة فى الهواء طائرة بغير هدى ...فنظرت إليه بقوة فبادلها نظرها بابتسامة عذبة ...جعل الجميع يلاحظون نظراتهما إلى بعضهما ...ثم شدها إليها وقال وهو ينظر إلى مالك ...ألن تفتتح حلبة الرقص أيها العريس ...ام أقوم بافتتاحها أنا بنفسى قالها وهو ينظر إلى أروى ...
فضحك مالك بخفوت ...ونظر إلى أروى فبادلته النظر بابتسامة جعل الجميع ينظر إليهما مستغربا فاشارت بيديها إلى الرجلان اللذان يقفان عند أحد الأبواب وفتحهما فور اشارتها. ...فامسك مالك بيد ريم وقال بحنان ...هيا بنا ...شدها إليها ومن ثم دخلا إلى حيث الباب المفتوح ...فنظر الجميع إليهم باستفهام...فضحكت أروى وقالت لنور وبثينة... هيا بنا وابعدت يد سيف عنها فجعلته يتافف غاضبا ...فنظرت إليه بدلال وابتعدت عنه ...
شهقت ريم ما ان رأت القاعة الأخرى الكبيرة المزينة بطريقة رائعة وهناك موسيقة هادئة منتشرة بها ...فقربها إليه واخذها حيث حلبة الرقص ...وقال لها بصوتا عذب ...أردت الرقص معكى بشدة ...بعيدا عن اعين اى رجل ...لذلك لم أستطع إلا التفكير فى انكى ستكونين بين يدى اليوم ...فنظرت إليه وعيناها مفتوحتان باستغراب فقال بابتسامة ...لقد خططت لكل هذا ...واروى هى من ساعدتنى فى التجهيز ...حقا احسدك على امتلاكك صديقة مثلها ...صمتت فشفتاها لم تسعفها فى النطق على اى كلمة مما قالها ...فقربها إليه أكثر ووضع رأسها على كتفيه ...فزفرت بقوة فهى لم تعد تعرف ماذا تفعل ...
ثم دخلن الفتيات والنساء فقط والتفن حولهما وبعضهم يتمنى لو كانت مكانها ...وفجأة دخلت فتاة ما تقول بصراخ. ...هناك مشاجرة بالخارج
فتوقفت الموسيقى وبدأوا يسمعون صوت اتا من الخارج ...
صمت مالك وهو يستمع بانصات حتى ترك ريم ...وخرج من القاعة مسرعا ...فبدأ جميع النساء بالتهامس عن ماذا سيكون مصدر هذا الصوت ...دلف إلى القاعة الرئيسية لم يجد بها أصدقاءه ولا حتى سيف ...فنظر إلى والده فخرج متتبعا الصوت وخلفه والده وجده وعائلة السيوفى ...خرجوا من القاعة واقترب من مكان الازدحام الممتلئ ببعض المتطفلين الذين يشاهدون باستمتاع ما يحدث ...
-تبا ...كنت أعلم أن عائلة الحسينى ستجعل حفل زفافى معركة دامية بينهم ...هتف بها مالك بصوتا عالى غاضب .

 

اقترب منهما مالك وسيف بسرعة وهما يبعدانهما عن بعضهما ...وكاسر يمسك بتلابيب قميص أدهم وهو يهتف بانفاس لاهثة ووجه محمر من الغضب ...أين هى قمر يا أدهم ...قلت لك أين هى
عدل أدهم من هياته بهدوء ...قلت لك سابقا أنسى أمر أختى نهائيا ...فلم يعد يربط بينكما اى شئ
فركض مسرعا كاسر إليه مرة أخرى يحاول أن يمسك رقبته بين يديه لولا وقوف سيف أمامه وهو يصرخ بهما بقوة ...يكفى
-توقفا أنتما الاثنان ...صرخ بها الحاج سليمان بغضب
وهو يضيق حاجبيه بشدة ...ثم أتت من خلفه أخته وعلى وجهها ألف سوال وما كادت تنطق حتى نهرها سليمان بعينيه يمنعها الكلام ...عم صمتا رنان فى المكان والجميع يتبادلون النظرات المتساءلة...
فنظر سليمان إلى سيف ففهم الأخير نظراته فنظر إلى حراس الأمن الذين اتوا فور استدعاؤهم يقول بصرامة ...لا أريد أن أرى أحدا هنا ...
فبداو بصرف المتجمعين ...
-أخبر جدك حتى أن ذهبتوا بها إلى الجحيم ساجدها. ...قالها كاسر بصوتا عالى غاضب وحاجبيه معقودان بشدة وأخذ سترة بذلته التى كانت ملقاة على الأرض ...وتركهم وذهب كثورا كان فى حلبة للقتال ...
فقال سليمان وملامحه تلين وهو ينظر إلى أخته وإلى عائلة السيوفى الذين يبادلونه النظر بدهشة ...هيا لم يحدث شئ ...ثم تابع بابتسامة ...أنهما هكذا دائما هيا لنتابع الزفاف ...وعلى العريس أن يأخذ عروسته ويذهب ...
استمع الجميع لكلامه ودلفوا للقاعة ...دلف مالك إلى الحفل متاففا فوجد ريم أمامه فنظر إليه بحدة رغم أنه لم يقصدها ثم اقترب منها وهو يقول بهدوء ...هيا يجب علينا أن نذهب وإلا أفراد عائلة الحسينى سيحولون زفافى إلى معركة دامية بينهم
دخل الجميع إلا سليمان وادهم فقال الأخير بحزن ...لم أكن أريد أن يحدث كل هذا لكنك تعلم كاسر جيدا عندما يغضب ...
فقال سليمان بهدوء ...هيا بنا للداخل وبعد الزفاف سنتحدث أنا وأنت
تم تغطية الأمر بسرعة بفضل سيف الذى بدء يدير الحفل بنفسه يرحب بجميع المدعوين بنبرة سعيدة رغم أنها حملت بعض التهديد لكل من سيفكر بتسريب أو نشر ما حدث اليوم وساعده فى ذلك أيضا أصدقاءه أسامة وماجد وماهر ...انتهى الزفاف على خير ما أراد سيف ...وبعد ذلك أخذ العريس عروسته وذهب ...

 

بعد انتهاء الزفاف أخذ سيف أروى إلى منزل الحاجة زينب كما أمر جده ...اجتمع كلا من الحاج سليمان وأخته وسيف وادهم فى أحد غرف المنزل الكبيرة ...الجد يجلس على كرسى الصالون الكبير وامامه أخته وسيف واقفا بجواره واضعا يديه فى جيبى بنطاله. ...وادهم يجلس على الأريكة أمامهم والعيون الثلاثة تنظر إليه بشك وكلا منهم وجهه يحمل تعبير مختلف عن الآخر...تحركت شفتا جدته وكادت أن تنطق بشئ إلا أن اخاها أوقف كلماتها وقال بنبرة هادئة...ما سبب عودتك الآن ...ومتى وصلت ...
فظهرت ضحكة تهكمية على ثغر أدهم وقال بنبرة ناعمة ...أتيت لإنهاء بعض الأعمال ...وأنا هنا منذ يومان
فنظرت الحاجة زينب بسرعة إلى أخيها بشك وكأنها تتهمه بمعرفته بوجود أدهم فى القاهرة ...فابعد نظره عنها وقال وهو يزفر بقوة لادهم. ...لم يخبرنى عزت بأنك ستاتى ...

-لقد أتيت فجأة فهناك أعمال هنا يجب أن أقوم أنا بالإشراف عليها بنفسى ثم صمت قليلا وتابع. ...لذا عندما علمت بالزفاف أتيت ...
فتنهدت الحاجة زينب تنهيدة طويلة تعبر عن قلة صبرها وهى تتحرك من مقعدها ...فقال ادهم بابتسامة تظهر على ثغره لكن نبرته كانت تحمل بعض التهكم ...ألن تقولى لى مرحبا يا جدتى
فظهر بعض من اللين على وجهها وقالت بنبرة حاولت أن تكون قاسية ...سيكون مرحبا بك حقا يا ادهم ...عندما تبتعدوا جميعا عن كاسر ...فيكفى ما فعلته به سابقا ...قالت كلماتها وخرجت ...
-ادهم ...إياك أن تخسر كاسر لا تدع المشاكل وما حدث سابقا يدمر صداقتكما أيا كان ما فعله جدك سابقا ...قالها ناصحا
فرد بسرعة ...بالطبع يا جدى لا تقلق ساصلح ما حدث
-حسناتصبحان على خير ...قالها وخرج هو الاخر
فجلس سيف مكان جده وقال ...لماذا تشجرتما وكيف تقابلتما ...؟
فضحك ادهم بقوة ثم قال ...كنت على وشك دخول الحفل فرايته. ...وقبل دخولى طلب منى الحديث وافقته وتتبعته ...وكالعادة سألني أين هى قمر فلم اجبه...فقام بضربى كما رأيت ...قالهابتاوه وهو يضع يده اليمنى على مكان الألم ...
-أين تمكث ...
-فى فندق ...سانتهى من اعمالى بسرعة وبعد ذلك سأعود من حيث أتيت
- أتمنى حقا بألا تفسد العلاقة بينك وبين كاسر قالها بنبرة رخيمة وهو يتحرك مبتعدا عن كرسيه متوجها حيث الباب ...
-لا تقلق ...قالها موكدا

فى غرفة أخرى فى نفس المنزل ...
- ما هذا الذى فعلتيه يا زينب ...منذ متى كان يوجد شئ بيننا اسمه حفيدك وحفيدى ...هتف بها سليمان غاضبا
- سامحني يا أخى لكنى لم أستطع كبت كلماتى وأنا أتذكر ما فعله أخى بحفيدى...قالتها بحدة
- زينب ما بين ادهم وكاسر اياكى ان تتدخلى بينهما
الاثنان سيظلان أصدقاء رغم ما حدث ...فاومات برأسها موكدة وهى تدعو ربها بأن تستقر الأمور بينهما حقا ...

 

دلفا إلى الغرفة ما ان وصلا للمنزل مباشرة ... وهى كانت تتحرك برشاقة بفستانها الأحمر وهو يراقبها بعينان صقر يراقب فريسته ...لقد كانت جميلة اليوم ومغرية جدا ...فنفض هذا بسرعة عن رأسه وتغيرت ملامح ووجهه حاول أن تكون حادة وقاسية بقدر ما يستطيع فيجب أن بضع حدا واليوم لملابسها تلك وبالأخص لذلك الفستان الذى كان من الممكن أن يجعله يقوم بقتل أحدهم اليوم وحينها حقا كان سيقلب هذا الزفاف على رأس مالك وعائلة مالك لكن سبحان من جعله هادئا حتى وصلا إلى هنا ...فتوجهت نحو الحمام وهى تختلس النظرات إليه فقد شعرت بتغير تعابير وملامح وجهه ربما شعرت بالخوف لكنها يجب أن تكون قوية ...يجب ان تبدأ بإشعال بعض النار فى قلبه ...
فقال وهو يعترض طريقها بنصف عين ...إلى أين انتى ذاهبة
رفعت احد حاجبيها بشك وقالت ...إلى الحمام كما ترى
فلوى فمه بتهكم قائلا ...ألم نتفق على عدم ارتداء مثل هذه الاثواب سابقا يا زوجتى
شعرت بتهكمه وقالت بسرعة ...ما المشكلة أنا ارتدى هذه الاثواب دائما ...هذه هى طريقتى وهذا ذوقى لذلك لن أقبل ان أغير من طريقتى من أجل أحد ...قالتها بحدة
-لكنك متزوجة ...ولى حق ان أخبرك إلا ترتدى ما لا اربد منكى ارتدائه ...لذلك اقترب من اذناها قائلا بتحذير. ...اى شئ سترتدينه لاحقا ...أريد رؤيته قبل أن يراه غيرى وحينها سأخبرك ان كان مناسبا أم لا ...هل فهمتى قالها بحدة ...
شعرت بكهرباء تسرى فى جسدها من أنفاسه التى تلفح بشرة وجهها ومن قربه منها ...هل يشعر بالغيرة تساءلت فى نفسها ...لا ...سيف يغير ...معقول ...
-هل تشعر بالغيرة قالتها هذه المرة بصوت مرتفع سمعه ...ولكنها سرعان ما نهرت نفسها بقوة ...وهى ترى وجهه المتصلب وعيناه الحادة ...
صمت تام أطبق عليهما وكلا منهم ينظر إلى الأخرى ...كان صمته هو بالذات كالنار المستعرة فى جسدها هل سوالها صعب لهذه الدرجة له ...هل هو لا يحبها ...ما ان طالت فترة صمته وهى تنتظر إجابته حتى جرت قدمها بهدوء وتابعت طريقها نحو الحمام ...دلفت إلى الحمام بحزن متالمة من حبها له الذى يبدو انه سيكون من طرف واحد دائما ...ابدلت ملابسها واخذت حماما لعله يطفى نارها ثم خرجت وهى تراه يحتل السرير بجسده واضعا يديه خلف رأسه ينظر إليها نظرات هى نفسها لم تفهمها ...لم تهتم له ثم اقتربت من السرير ونامت فى مكانها المعتاد معطية ظهرها له ...رمش بعيناه وهو يرى تجاهلها له فاغلق عيناه بشدة وهو يلعن نفسه على عدم إجابته لها ...فاقترب منها وفمه قرب اذنها. ...هل انزعجتى ...هل حزنتى لأننى لم أقل إننى أشعر بالغيرة ...ظهرت ابتسامة على وجهه منتظرا ما سيكون ردها ...فهو يريد ان يلاعبها قليلا ويشعر بدلالها عليه
شعرت بقشعريرة فى جسدها وقالت بهدوء رغم ألمها ...لماذا أحزن انه حقك ...مشاعرك ملكك وليست ملك أحد ...ولكنى أريد أن أخبرك بشئ لم تعلمهااعلم أنك غصبت على هذا الزواج وأنا أيضا لقد غصبت على هذا الزواج مثلك ...قالتها بتلقائية بسبب مشاعرها التى شعرت بانها جرحت ...أرادت حماية نفسها ان تثبت لنفسها قبله أنها ستنساه ولن تحبه مثلما هو كذلك لا يحبها فيكفيها أنها أحبته وفوق كل هذا يكفيها ألما وبقاءا على شخص لم يحبها ...تراجع بجسده وعيناه جاحظتان من كلماتها

 

جلست على السرير بفستانها الأبيض وهى تفرك فى يديها المتعرقتان بتوتر وارتباك واضح على محياها. ...انتفض جسدها ما ان شعرت بمقبض الباب يتحرك معلنا عن دخوله وعلى وجهه ابتسامة عريضة وصلت لعيناه لمحتها ما ان رفعت رأسها إليه ولكنها سرعان ما اخفضتهما...فاقترب منها بخطوات بطيئة ورأت حذائه الأسود على مرمى بصرها المنخفض ...فبلعت ريقها بصعوبة وهى تشعر بأنها على وشك البكاء تتمنى لو تستطيع الركض والخروج من هذا المكان ...فقرب يده منها وأمسك بذقنها برقة بالغة بأطراف أصابعه وهو يقول بعاطفة شديدة ...مبارك لنا حبيبتى ...شعرت بذبذبات عنيفة تنتشر على طول عمودها الفقرى لا تعلم ان كانت سببها الخوف أم الخجل منه ...تغيرت ملامحه السعيدة ما ان رأى مقلتيها اللتان تهتزان بخوف واضح ...فجلس بجوارها على السرير وهو يراقب فركها المستمر ليديها فقرب يديه منها ولامس جلد يديها وما كاد يفعل حتى شهقت بقوة وانتفضت فى مكانها ووقفت مبتعدة عن السرير ...فراقبها بهدوء رغم انه انزعج من فعلتها الا انه قال بهدوء وهو يقترب منها ...ريم هل انتى خاءفة منى
فردت بارتباك حاولت أن تخفيه ...لا ...لا ولكن ...أنا فقط أشعر ببعض التعب ...
فابتسم بهدوء وقال وهو يقترب أكثر ...حسنا ما رأيك ان تقومى بتبديل ملابسك و...وما كاد ينطق حتى قالت هى بسرعة ...نعم نعم ...سابدل ملابسى. ..قالتها وهى تتجه حيث الحمام ...فضحك من تصرفاتها وبدء هو الاخر فى خلع ملابسه ...
أخذت الحمام ذهابا وايابا حتى توقفت امام المرآة الكبيرة تنظر الى انعكاس صورتها وفمها يرتجف ذعرا ومن دون ان تشعربدأت دموعها فى السقوط ...
نظر إلى ساعة يده بملل وهو يراقب باب الحمام لعلها تخرج ...فهى بالداخل لأكثر من نصف ساعة حتى شعر بالقلق عليها فحالتها كانت تبدو سيئة للغاية ...فحسم أمره وتوجه حيث الباب وأمسك مقبض الباب بيد واليد الأخرى بدء بدق دقات خفيفة على الباب وقرب اذناه لعله يستمع لشى ...فضيق عيناه وهو لا يسمع اى ردا منها فبدأ الخوف والقلق يتسلل إليه ...فحسم امره نهائيا وفتح الباب وعيناه تدران فى المكان حتى وجد جسدها على الأرض وهى تستند على حافة حوض الاستحمام ...ذعر من ان يكون قد أصابها شى ...فهبط إليها وبدأ فى تمرير يديه على جبهتها وتأكد من انتظام أنفاسها فعلم أنها تغط فى النوم ...فوضع يديه أسفل ساقيها وأخرى أسفل ظهرها وحملها ...ووضعها برفق على السرير ...وبدأ فى خلع حذاءها العالى ...ثم جلس على طرف السرير وهو يتأمل نومها الهادئ فيبدو أنها لا تبدو مسالمة إلا عندما تكون ناءمةفقط ظهرت ابتسامة على وجهه ثم بدأ بعد ذلك فى خلع حجابها ...يالله...نارية ... نطق بها مالك بذهول وهو يرى ويتامل شعرها المنسدل على وسائد السرير ...كان شعرها أحمر طويل ...فبلع ريقه وعيناه ما زالت تحمل نفس التعبير وهو يقول بخفوت ...حقا لو كانت فيروز تشبهك فله حق عمى ان يجن عندما ماتت ...نام بجوارها وهو يضع يد أسفل رأسها لتكون وسادتها واليد الأخرى حول خصرها وهو يقربها إليه أكثر يحتضنها بقوة ويستنشق عبيرها. ...شعر بدقات قلبه التى تكاد ان تخرج من مكانها بقربه منها ...عيناه بدأت تنظر إلى ملامح وجهها بجوع شديد ...يشعر وكأنه كان يركض فى صحراء بغير هدى ويتمنى الارتواء الآن وحالا...
وفجأة شعر بانتفاضة جسدها بقوة وهى بين يديه نائمة فشهقت بضعف ورفعت نظرها اليه وعيناها غارقتان بالدموع تهتزان بغير هدى وجبينها يتساقط منه حبات العرق ...ذعر من شكلها وهى ترمقه بعينيها الزرقاوان بخوف جعله يشعر بألم كأن عظامه بأكملها قد كسرت ...فقالت بشفاه مرتجفة وبصوت مبحوح وكأنها كانت تبكى ليوما كامل ...أنا خائفة ...قالتها وعيناها تهتزان فدفن وجهها فى صدره وقربها إليه أكثر لعله يمنحها الأمان ...ارتجف جسده ما ان قربها منه فهذه أول مرة تكون بقربه لهذه الدرجة حتى هى ارتجفت مثله. ...فقربها إليه أكثر وهو يدفن أنفه فى تجويفة عنقها يشم رائحة عطرها ...هذه أول مرة يشعر بضعفها ...فيبدو أنها رأت كابوسا جعلها تستيقظ بهذا الخوف ...فقرب إحدى يديه على جبينها يمسح حبات العرق وقلبه يبكى على حزنها ...لو يستطيع أن يقتحم أسوار أحلامها ويقتل من جعلها هكذا لفعل ...لكن ماذا يفعل ان كان هو سبب خوفها

 

وقف ينظر إلى القمر الذى يتوسط السماء وإلى الأمواج التى تتلاطم بقوة أمامه ...ظل يتحرك بسيارته لأكثر من ثلاث ساعات كالتائه الذى يبجث عن ملجا يحتمى به ...يعلم انه اخطى فى بداية علاقتهما لكنه احبها ...احبها بقلبه ...كل شئ به اشتاق إليها ...همسها. .عطرها وقربها منه ...لقد أصبح مدمنا عليها كالمدمن على الخمر ...تذكر ما حدث منذ أكثر من خمسة أعوام ...
-طلقها بإحسان يا كاسر ...قالها جده وهو يقرب إليه أحد الأوراق نظر إليه وهو يقول بغضب مكتوم ...أنا لا اقبل أن يلقى أحدهم على باوامره...وستبقى زوجتى لاخر نبضة بقلبى ...
-كاسر ...وقع على الأوراق هذا أفضل لكلما. ...
-على جثتي ...لن أطلقها ...صرخ بها بقوة جعل كل من فى المنزل ترتجف اوصاله من صوته العالى الذى كاد أن يجعل جدران المنزل تهتز ...
-اربد أن أراها ...قالها وجسده يتهاوى على الكرسى بتعب عيناه لم تذق طعم النوم منذ أن تركت المنزل تركها عدة ايام لعلها تهدء لكنه وجدها تطلب الطلاق ...
كاسر أنا أفعل ما هو أفضل لكليكما. ...قمر لن تكون بخير معك ...نطق بها عزت بهدوء
قمر لن تكون بخير معك ...وقعت على مسامعه وكأنها سيف يخترق ضلوعه دون شفقة وينتزع قلبه من مكانه ...فقال بأعين حزينة لم تذق طعم النوم منذ ايام ...أريد أن أراها
-قمر ليست هنا ...
-ماذا ...هتف بها غاضبا
-كاسر...إياك أن ترفع صوتك مرة أخرى فى منزلى ...قالها عزت بنبرة شديدة محذرة ثم تابع ...وقع الأوراق بهدوء
-ماذا أن لم أفعل ...قالها كاسر متحديا به جده
-أن لم تفعل إذا ...أحب أن أخبرك حينها ستكون العواقب وخيمة قالها عزت بنبرة بها تهديد
-أنا لا اهدد ...قالها وهو يستعد للخروج متجاهلا جميع الأعين المرتعبة مما سيحدث بينهما ...
فعلا بعد ذلك اليوم بدأت المشاكل والخلافات بين كاسر وجده عزت ...فقد استعمل عزت جميع الطرق المشروعة وغير المشروعة لإجبار كاسر على الطلاق وبالفعل تم ما أراد ...بعد ما حدث بفترة تم الطلاق بعد مشاحنات وتدخل والده واقنعه فعلا بالانفصال ...ومنذ اليوم الذى خرجت فيه قمر من منزله وهو لم يرها لم يلمح حتى طيفها ...كان يتمنى أن يعيدها إلى عصمته مرة أخرى لكنها سافرت ما ان انتهت فترة عدتها ...
-اااااااه ...صرخ بها بقوة ...فاشتد تلاطم الأمواج أكثر وكأنه يشاركه حزنه ...

لندن ...
فى أحد المطاعم الراقية المشهورة فى لندن جلست على كورسيها بتوتر لا تعرف كيف استطاعت الموافقة على طلبه لمرافقته للعشاء
ارتشف القليل من كاسه ثم وضعه على الطاولة المناسبة لهما فقط وهو يراقب عيناها التى تتجول فى المكان فقال بهدوء ...أنا سعيد لمرافقتك لى للعشاء آنسة ايملى قالها بحب ...
فرفعت نظرها إليه وقالت بابتسامة ...لا أبدأ سيد نزار أنا فى خدمتك ...ثم ضحكت بخجل وهى تمرر أصابعها على شعرها الأشقر ...أظن انه مكان جيد للعمل ...
فتنحنح وقال بهيام وهو يضع يده اليمنى على يدها ...ايملى ...أنا أعجبت بك منذ أن رأيتك ...واتمنى حقا أن تبادلينى نفس الشعور
ارتبكت من كلماته وفتح فمها لكنها لم تنطق فقال بسرعة ...لا تجيبى الآن ...فكرى ولكى ما تريدين من وقت أنا غير متعجل ...سأنتظر ردك ...سأنتظر ...
بلعت ريقها ثم قالت بحزن واهدابها منخفضة ...لن ينفع الانتظار ...فرفع نظره إليها بألم وقال ...هل تحبينه ...نظرت إليه بدهشة وأكمل وهو يحرك الكأس الذى بيده ...أنا رجل واعرف جيدا ما هى نظرات الرجل لامرأة ...وأيضا انتى تحبينه رغم انكى تحاولين عدم إظهار ذلك ...لكنكى حقا تحبينه
اخفضت اهدابها مرة أخرى وقالت بحزن ...نعم احبه ...أحببته من دون أن أشعر لا أعلم متى وأين ولكنى أحببته ...لكن هو لا يحبنى ولن يفعل ...
فتح فمه وكاد ان ينطق بشئ لكنها منعته قاءلة بسرعة وابتسامة كاذبة شعر هو بها ...شكرا لك حقا على هذا العشاء ...انه مكان راقى وأيضا غالى الثمن ...حقا شكرا لك قالتها بخفوت. ...نظر إليها بألم ثم تابع بهدوء تناول طعامه وهو ينظر إليها يحسد وليد على امرأة مثلها ...
كل هذا وزوج من الأعين تراقبهما بغضب ...حتى اقترب منهما بخطوات أسد ...ووضع يديه على الطاولة جعلهما يرفعان نظرهما نحو الشخص الواقف امامهما وعلى وجه كلا منهما تعبير وجه مختلف فقال بسخرية واضحة فى صوته ...ما هذا الآنسة ايملى .
الفصل التالي
رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 17




الكلمات الدلالية
رواية ، عندما ، يعشق ، الرجل ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 06:51 صباحا