رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح مقدمة الرواية
عندما يصبح العشق جريمة، و تعلن النيران عن اشتعالها و لكنها تشتعل حبا، فماذا يحدث عندما تعشق النار وقودها ؟ شخصيات الرواية
سليم حسن البنهاوي: شاب في بداية الثلاثينات من عمره يتمز بطول قامته و جسده الرياضي العريض و ملامحه الجذابة التي تعشقها النساء، عينها بلون البنى الفاتح، و لديه نظرة حادة و قوية، شعره الفحمي الناعم و ذات لحيه خفيف تزيد وسامته... للمزيد: راجع الجزء الأول من الرواية.
سيف حسن البنهاوي: شقيق سليم الأكبر الفرق بينهم سنتين يتمز بطول القامه و الجسد العريض و الرياضي عيناه البنى القاتمة تتعطي مظهر رجولي جذاب بالإضافة إلى لحيته... للمزيد: راجع الجزء الأول من الرواية.
تقي حسن البنهاوي: فتاة في السنة الأخيرة من دراستها الجامعية تتميز بطيبة قلبها، ملامحها هادئة و بسيطة للغاية فعينها البنية و بشرتها الخمرية و شعرها بلون البنى متوسطة القامة.
نور سامح السويفي: لم تكمل التاسع عشر من عمرها هي من تمردت على جميع العادات بل و استطاعت كسرها، عاشت في أمريكا مع عمتها لدراسة المرحلة الثانوية بالكامل... للمزيد: راجع الجزء الأول من الرواية.
رنا شرف السويفي: ابنة عمت نور لم تختلف عنها كثيرا فهي ذات طابع حاد و عنيدة للغاية شخصية قوية سوف تتحدى جميع من يقف أمامها... للمزيد: راجع الجزء الأول من الرواية. فصول نيران أشعلت الحب الجزء الثاني رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الأول
اخذ سالم السلاح و صوبه في اتجاه نور و لكن تلاقي سليم الرصاصة مكانها، سقطت نور على الأرض و هي تمسك بيده و صرخت بقوه سليم...، وضع يده الأخرى على موضع الإصابة و التي استقرت بالقرب من قبله... "روحي مع اهلك يا نور"... تعالت صرخاتها مره أخرى و قالت ببكاء مرير لا مش هسيبك...
نظر سامح إلى ابنته بتعجب و تأكد انها تحبه فعلا، و قال زين خذ الرجالة و أمشوا...، كان في تلك اللحظة اتصل سيف بالإسعاف، ظلت نور على وضعها بالطبع كانت كل البلد تشاهد ذلك الموقف الذي لم يستطيع أحد السيطرة عليه، امسك سامح ذراعها و قال قومي يا نور الناس بتتفرج علينا يا بنتي...، وصلت الإسعاف و عندما أصرت نور أن تذهب معه، منعها والدها و لكنها لم تستجيب له...، و ظلت متعلقة بيده... قال سليم بتعب وسط انفاسه المتلاحقة روحي يا نور...
-لا انا عايزة ابقى معاك...، اوصد عينه بتعب بالغ و قال روحي مع ابوكي يا نور، اسمعي الكلام عشان خاطري...، تركت نور يدها و كأنها، ذهبت سيارة الإسعاف و ذهب لم يتبقى سواها هي و الدها ... نظر له سامح فابنته لم تستجيب لكلامه و تستجيب لسليم، كان يشعر بالضيق و لكن تظاهر بعكس ذلك لكي لا تزمجر نور و قال يلا يا بنتي...
ذهبت نور معه و وصلوا إلى المنزل و كانت تبكي بحرقة شديده... نظر لها الجميع بدهشة و قال عبد الحليم اتصرف مع بنتك يا سامح... و بعد ما فترة العدة تخلص هنجوزها .. نظرت نور لهم بعدم اهتمام و صعدت إلى غرفتها فهي لا تفكر سوى بيه الان... صعدت رنا خلفها و دلفت إلى الغرفة و قالت انا هكلم سيف و نطمن عليه متخافيش.
-انا عايزة اروح لسليم يا رنا...، نظرت لها رنا و قالت حاضر استنى بس لما البيت يهدي...، بكت نور بشده و قالت لو سليم حصله حاجه هكون انا السبب...، ظلت رنا ترتب عليها بحنان...
في المستشفي انتظر بالخارج سالم و سيف... و تحدث سيف قائلا مش عايز حد من البيت يعرف مش ناقصه عويل حريم..، نظر له سالم و قال ماشي يا ابني بس و الله ما هسيب حقه و هقتل بنت ال... لم يكمل كلمته و زمجر سيف قائلا اوعي تفكر تيجي جانبها فاهم... عشان لحظة كمان و هنسي انك عمى... اصدم سالم من طريقه سيف معه و قال انت ازاي تتكلم معايا أكدة... و انا مكنتش جاصد (قاصد) اخوك.
-قاصد و لا مش قاصد انا كلامي انتهى و ياريت تروح على البيت و مش عايز حد يعرف حاجه تمام... و قسما بالله لو كلامي متنفذش لأندمك يا سالم يا بنهاوي... و ادعي ان سليم يبقى كويس عشان لو حصله حاجه هشرب من دمك...، رمقه سالم بغضب و لكنه لم يردف بشي و غادر و تركه... اجاب على هاتفه قائلا لسه في العمليات يا رنا... -طب انا و نور هنيجي، تنهد سيف بحنق و قال هتعملوا ايه؟ -سلام احنا جايين...
نزلت نور و رنا من فوق، و القى سامح نظرته عليها و قال انتم رايحين فين؟.. اتجهت نور و وقفت أمامها والدها و قالت برجاء هروح لسليم...، رفض سامح بشدة وقال بعصبيه مفيش مروح لحد...
توسلت نور إليه و قالت ببكاء: خليني اروح بس و بعد كدا مش هيبقي ليا علاقة بي والله بس خليني اشوفه...، كان سامح لا يصدق الحالة التي وصلت إليها ابنته كيف لها أن تحبه إلى تلك الدرجة... و أكملت مش هشوفه بعد كدا تاني... بس خليني ابقى معها دلوقتي...، سمح لها سامح بالخروج و هو يشعر بالشفقة عليها من تلك الحالة و ظل يتوعد اكتر بداخله إليه فهو اخذها منه...، ذهبت نور و رنا إلى المستشفى و بالتأكيد لم تصمت نور عن البكاء، لم يندهش سيف كثيرا فهو رآها في تلك الحالة من قبل، بعد مرور ساعات خرج سليم من غرفة العمليات و انتقل الى غرفة العناية المركزة...
و أخبرهم الطبيب قائلا هيفضل تحت الملاحظة و أهم حاجه يتجاوز مرحله الخطر، لأن الرصاصة كانت قريبة جدا من القلب و دا عمل بعض المشاكل... لم تستحمل نور أكثر و وقعت مغشيا عليها... -نور؟!؟... اسندها سيف قبل أن تسقط من الغرفة و ادخلها احدي الغرف و دلف خلفه الطيب و قال انهيار عصبي... قالت رنا ببكاء طيب هي هتفوق امتى؟
-اما اديتها مهدي و الله اعلم هتفوق امتى... بعد اذنكم... جلست رنا بجانبها و ظلت تبكي هي الأخرى... -مش كفايه عياط بقا... نظرت له رنا فهو بالتأكيد ليست لديه مشاعر أو احساس كالبشر و قالت انت مش مبتحسيش، اخوك بين الحياة و الموت... و نور تعبت... نظر لها و قال دي مشاعر تافهة و سخيفة يا رنا...في حاجات أهم من العياط لاني مش هستفاد حاجه لما اقعد اعيط زي النسوان... كل الناس اللي حولينا مستنينا نوقع... و انا مستحيل اديهم الفرصة دي... و محدش قال اني مش زعلان على اخويا...و خرج بعد ذلك من الغرفة فهو حتى و إن كان صلبا... فهو بداخله حزنا عميقا على ما حدث لشقيقه... ظلت رنا بجانبها نور هكذا لفترة و بعد ذلك خرجت من الغرفة، كان سيف جالس و يدفن وجه بين راحه يده..."سيف" نظر لها و قال نعم؟
-اسفه على كلامي بس انا خايفه على نور و زعلانه على سليم... -عادي و أكني سمعت حاجه اصلا... المهم خليكي جنب نور لحد ما تقوم و ياريت بلاش مجهود كبير عشان الحمل...، هزت رأسها و قالت طب هو سليم هيقوم امتي؟ -الله اعلم...
عندما ذهب سالم إلى المنزل اتصدم عندما علم بما حدث لابنته التي طلقها زوجها... صاح بصوت عالي قائلا يعني الكلام دا عاد... هو فاكر ايه ان ملكيش أهل؟، كانت رغدة مازالت تبكي و منهارة، و هاجر ترتب عليها فهي الأخرى في خيبة أخرى، تدخلت توحيده و قالت اهدي بس يا سالم و سليم هيرجع لعقله تاني...، نظر لها بتهكم قائلا لا يا توحيده ابنك خلاص اتجنن بحته العيلة اللي ملهاش لازمه دي و انا مش هسيب حق بنتي اللي ضاع دا؟
نظرت منيرة لهم و قالت بحقد حق بنتنا مش هيضيع يا توحيده و اللي ابنك عمله دا مش هيعدي بالساهل ، سبها مرميه و مدخلش عليها و قمان (كمان) يطلقها...، تنهدت توحيد و قالت ليها حل يا منيرة...، تركهم سالم و ذهب إلى غرفته...، نظرت منيرة إلى توحيده و قالت ياريت تعقلي ابنك بدل ما هتبقى دبايح يا توحيده، فقدت توحيده اعصابها و قالت بضيق و بحده احفظي كلامك يا منيرة عشان انا مش هقبل كلام الماسخ دا...
أخذت هاجر شقيقتها و ذهبوا إلى غرفتهم... -البيت شكله هيولع في بعضه يا رغدة و لسه عمك لما يعرف...، نظرت رغدة و هي مازالت تبكي و قالت ما يولع انا مش هسامح سليم واصال.. كفايه اللي عمله يطلقني انا عشانها، هي فيها احسن مني بس و عهد الله ما هسيبها، تعجبت هاجر من حديثها و قالت انتي اتخبلتي صوح، يعني ايه مش هتسيبها... -يعني هي السبب في دا كله... ضحكت عليه و خدته... و اكيد هي اللي طلبت منه انه يطلقني -و سليم هيسمع كلامها كيف عاد، و بعدين انتي خابره زين ان سليم مبيسمعش كلام لحد...
نيرة بقلق انا خايفه اوي على البنت ليعملوا فيها حاجه يا سامح...، تنهد سامح قائلا بنتك مش هتسكت انتي عارفه ان نور عنيدة و بعدين سليم مش هيعملها حاجه...، نظرت له بتعجب من تلك الثقة و قالت دا ليه؟
-بيحبها و بيحبها أوي كمان لدرجه انه فادها النهارده قدام البلد كلها...، لم تفهم نيرة شي منه حديثه و قالت برضو ايه العلاقة و بين سليم هيجيها ازاي؟ أهم حاجه بنتي ترجع لحضني يا سامح تنهد سامح بحيرة و شعر بقليل من السخرية فابنته الان تحت تأثير سليم و قال بنتك مش هترجع لحضنك تاني غير ما حب سليم يتشال من قلبها...، لم تكن نيرة مصدقه ان نور تحبه إلى بهذه الدرجة التي يتحدث عنها سامح و قالت انا مش مصدقة والله! و هنخليها تكره ازاي؟
-هجوزها مازن... و خلي يخدها و يسافروا أمريكا ... و مع الوقت هتنسي.. -بالعافية؟... نظر لها و قال ايوه بالعافية و انا هحبسها في البيت لحد ما العدة تخلص و مازن يكتب عليها... -و سليم هيسكت؟... -مش عارف والله... بس انا مستحيل اسيب بنتي لي... كفايه اللي عمله و الذل اللي شافته معها...
صرخت نور صرخة مفزعة و قامت، انتفضت رنا من مكانها و قالت بقلق نور اهدي يا حبيبتي... بدات نور في نوبة البكاء و قالت سليم فين؟ لسه مفاقش، نظرت لها بشفقه و حزن و قالت لسه هيبقى كويس يا نور متقلقيش...، نظرت لها بعدم تصديق و قالت حصله حاجه طيب؟
-والله سليم كويس... و بإذن الله هيبقى احسن متقلقيش بس المهم احنا نروح و نيجي بكرا...، نظرت نور لها و قالت بحزم انا مش هتحرك من المستشفى غير لما سليم يقوم يا رنا...، تنهدت فذلك الإصرار سوف ينتج عنه مشاكل و من الممكن يرفض سامح ذلك و لكن ان احد أجبرها شي الان فحتما ستنهار...، استجابت رنا لطلبها و اتصلت بخالها و أخبرته موافق سامح و تعجبت رنا من ذلك و عملت بأنه يخطط لشي و لكن لم يهم الان...
خرجت نور من الغرفة و أوقفها سيف قائلا رايحه فين؟ -داخله عند سليم، زفر سيف بحنق و قال نور ممكن تدخلي جواه...، صاحت به بقوة و قالت ببكاء ملكش دعوه انا عايزة اشوف سليم، نظر لها بدهشه و شعر بنظراته الناس له و قال ادخلي يا نور يا رب نخلص... تركته نور و ذهبت الي غرفة العناية، فتحت الباب و دخلت و عندما رأيته في تلك حاله شعرت بدموعها تنهال بشده على وجنتها... و اختراق قلبها، جلست بجانبه و أمسكت يده و قالت ببكاء يحطم القلب... بلاش يحصلك حاجه يا سليم انا بحبك اوي مش هقدر اعيش من غيرك والله.. و اجهشت بالبكاء بشدة والله مستعدة اعمل ايه حاجه بس انت تبقى كويس...بلاش تسيبني...
دلف سيف إلى الغرفة و كانت رنا جالسه على المقعد -رنا لوسمحتي عقلي نور شوية... نظرت له رنا ببرود و قالت هقولها بطلي تحبي و لا اعمل ايه؟ -لا بس مينفعش اللي بيحصل دا؟، نظرت إليه و قالت انت بس لسه اللي أعصابك باردة... و ملكش في الحب...، نظر لها بتكهم و قال حب ايه دا جنان...؟ -لا مش جنان الحب تضحية و وفاء، لم يعجب بحديثها و قال بس مش لدرجه اني اضحي بحياتي يعني!،
تنهدت رنا و قالت لما تحب هتعرف أن حياتك بدون قيمة غير مع اللي بتحبه و ساعتها هتبقى مستعد تضحي بحياتك...، عقد حاجبه وقال اممم دا واضح انك عندك خليفة كتير عن الموضوع دا؟، نظرت له بتعجب و قالت يعني انا بتكلم في ايه و انت بتفكر في ايه!... نظر لها قائلا ماانا مش كيس جوافة و بعدين انا لو شكيت فيكي هقتلك...
نظرت له بتعجب و قالت انت روحت أجوزت عليا و انا متكلمتيش و لا عملت حوار فكبر دماغك مني انت كمان...، زفر سيف بضيق و قال هو اللي يعرفك يعرف يتجوز بلا خبيه، لم تعلم كيف تبسمت في ذلك الموقف و شعرت بالشماتة فيه و قالت يا خساره ازاي كدا بس؟... يعني عدي اسبوع... لا صعبت عليا والله -انت فرحانه فيا؟
-اوي والله احسن...تعيش و تاخد غيرها بقا... و بعدين لما انتم مش قد الحاجه تعملوها ليه؟... نظر لها بضيق و قبل أن يرد عليها قطع حديثه رنين هاتفه و أجاب على والدته خير؟ توحيده ببكاء انت فين يا سيف... اخوك مش بيرد عليا ليه؟ -مش عارف اول ما اوصله هكلمه في حاجه و لا إيه...
-عمك قالب البيت يا ابني، زفر بغضب و قال طيب قوليله يخرس عشان انا مش طايق نفسي و لو جيت لي هقتله، تعجب توحيده من نبرة سيف و قالت عيب أكده يا ولدي دا عمك و في مقام ابوك و ابوه مراتك... -بلا مراتي بلا زفت انا مش طايقها و لا هي و لا ابوها...
-حرام عليك يا ولدي هاجر بتحبك.. و انت أكده بتظلمها معاك.. و بعدين اوعي تكون عملت زي اخوك و مدخلتش عليها... تنهد بضيق و قال و لا دخلت و لا خرجت و سلام دلوقتي عشان عندي شغل و لو الكلب اللي اسمه سالم دا عمل حاجه كلميني... و اوصد المكالمة، كانت رنا استمعت للمكالمة بالكامل و لكنها تظاهرت بانشغالها في الهاتف... شعرت بالفضول و قالت هو انت ليه؟ قصدي يعني...؟! نظر لها و قال عادي مش ناقصه بلاوي..
-بس دي بنت عمك...! -عادي مش حابب و بعدين انا عارف تفكير هاجر و اكيد هتبقى عايزة تربطني بعيال و شغل الحريم دا...، نظرت له و قالت اومال انتم متجوزين ليه؟ اكيد هي هتبقى عايزة تخلف ايه بنت بتكون كدا...
-طب ما انتي مكنتش عايزة؟، نظرت له و قالت اخلف من راجل متجوزني لمتعه و بس دا انا ابقى عبيطة و بعدين مكنتش اتمنى ان يبقى ليا ابن منك بس للأسف كل حاجه اتقفلت في وشي... بس على فكره احنا لسه فيها ممكن اعمل العملية..، تنهد بضيق و قال اني عمليه؟ -خلينا منطقين اولا الطفل دا احنا مش عارفين مصيره ايه و انا مستحيل اكمل معاك.. و أهلي ميعرفوش حاجه و بكدا انا هكون بدمر حياة طفل للأبد...فانت تقدر تقنع ايه دكتور يعمل العملية دي حتى لو بشكل غير قانوني... عشان نرتاح..
-انسى الموضوع دا يا رنا مفيش عمليات هتتعمل و زي ما قولتلك عايزة تسيبي سيبي و انا هتصرف، زفرت رنا بضيق و قالت و هتقوله امك رميتك و مشيت و لا هتقوله ميته...؟ نظر لها بغضب قائلا اللي انتي عايزها فيهم...، و خرج سيف من الغرفة و تركها في حيرتها فالأنجاب منه ليس أمر سهلا و كذلك تركها لطفل لمجرد أن سيف هو والده فهي من المستحيل أن تكمل حياتها مع سيف...
لم تشعر بعدد الساعات التي مرت عليها و لم تهتم إليها فظلت بجانبه مستيقظة حتى صباح اليوم التالي...،خرجت نور من غرفة العناية و اتجهت إلى الغرفة التي تجلس بها رنا و لم تجد سيف بالداخل فعلمت انه ذهب... ايقظت رنا قائلة رنا... رنا..، انتفضت رنا فالظروف لم تساعدها على الاسترخاء و قالت بقلق في ايه يا نور حصل حاجه...؟!
-لا سليم لسه مفاقش... تنهدت رنا و قالت لها لكي تبعث إليها بعض الاطمئنان هيبقى كويس بإذن الله متقلقيش.. هو سيف راح فين؟ -مش عارفه... تلاقي مشي... المهم دلوقتي احنا لازم نروح ابوكي سكوته مش مريحني يا نور...
-يعمل اللي عمله بقا المهم اطمن على سليم الأول... كفايه انه حصله كدا بسببي...نظرت لها رنا و قالت نور متنسيش انكم اطلقتوا و وجودك هنا... قطعها نور قائلة انا هنا عشان حصله كدا بسببي و عايزة اطمن عليه...، عقد رنا حاجبها و قالت يعني مش عشان بتحبي...؟
-لا خلاص مبقتش بحبه... كل واحد راح لحاله...،لم تقتنع بكلامها و قالت اكيد طبعا كل شي انتهى واضحه يعني! نظرت لها بغيظ و قالت على فكرة انا مش بهزر يا رنا... دا اتجوز عليا... و انا مستحيل اسامحه على كدا خالص... -اممممم ايوه اوعي تسامحي انا عارفه ان قلبك قاسي اوي...
اتنرفز سامح و قال ايه يا عمي اللي بتقوله دا؟ -عندك حل تاني... انت مش هتعرف تقف قدام سليم و انت عارف انه هيرجعها تاني... -مستحيل اعمل في بنتي كدا...؟
-سمعه العلية بتاعتنا كلنا يا سامح و انا مش هسكت على اللي حصل و انت لازم توافق مش بكيفك فاهم... و لما تتجوز أبن فاطمة تبجي تعملوا اللي عاوزينه غير أكدة قسما بالله لأقتلها بأيدي مش ناقصة فضايح... و لو مش عجبك كلامي هتمشي من اهني و هتنسي أن ليك عيله و مش هتاخد و لا مليم من فلوس السويفي و اظن انك عارف ان كل حاجه تحت يدي يا ابن اخوي
دلفت نور إلى سليم مره أخرى و لكنها وجدت الطبيب بالداخل.. سألته قائلة هو كويس؟ -اهااا المؤشرات كويسه و تجاوز مرحله الخطر... تنهدت نور و قالت شكرا...، خرج الطبيب.. اتجهت نور لتجلس على المقعد...، شعرت بتحرك يده و تكلم بصوت خافت يدل على ما يشعر به من تعب "انا كويس يا نور"... خفق قلبها بشده عندما استمعت إليه و قالت سليم انت كلمتني صح؟، ابتسم بوهن و قال اممم زفزت الدموع من عينها و قالت طب متتكلمش غلط عليك... -سيف فين؟ -مش عارفه استنى هطلع اشوفه و اجي... طرق سيف الباب و دخل... -كنت فين؟
-برا و وضع الشنطة على الطاولة و قال دا اكل ليكي انتي و نور...، فتحت نور الباب و دخلت و قالت سيف سليم عايزك، خرج سيف معها و ذهب إلى شقيقه دلفوا إليه و كان سليم اعتدل في جلسته، تعصبت نور و قالت بحده انت قومت ليه؟، التفت سيف ليها عاقدا حاجبه بدهشه فهي تتصرف كأنها والدته و لم يعلق فهو اعتاد على تصرفاتها الغريبة.
ابتسم سليم فهو يعلم بأنه شقيقه لا يستطيع السيطرة عليها و قال بهدوء يتناسب مع ذلك الألم الذي يشعر به فتلك الإصابة لن تجد هينه "متخافيش يا نور انا كويس".. نظرت نور ليهم و قالت بنبره أمره ياريت بلاش كلام كتير و الدكتور هو اللي قال كدا... انا خارجه و راجعه بعد عشر دقائق تمام... اومأ سليم برأسه، خرجت نور و نظر إلى سيف و قال عمك خد بالك منه لأنه مش هيكون ناوي على خير..
-عارف متقلقش انت انا هتصرف معها لو فكر يعمل حاجه هتصرف معها و انا نبهت عليه ميجبش سيره لحد من البيت -و مش عايز ابوك يوصله الأخبار دي... -هحاول...، دلفت نور إليهم و قالت الوقت خلص...
زفر سيف و قام و قال والله لو ما سكتي لأحبسك في اوضه الفيران (يقصد بها الفئران)، نظرت له نور بغيظ و قالت مبخافش على فكره و اتفضل بقا، تعجب سيف من لسانه السليط و علم بأن لم تكن رنا فقط و لم يتحدث و نظر إلى سليم قائلا ربنا يعينك... اتجهت نور ناحيه سليم و جلست بجانبه و قالت ممكن ترتاح بقا...
-خايفه عليا؟، رمقته بغيظ و قالت لا طبعا هخاف عليك ليه؟ -بحبك والله... نظرت له بحيره فهي رغم ما حدث يخفق قلبها لكلماته، فالكلمة منه كفيلة بتحريك مشاعرها بالكامل و قالت و انا لا مش بحبك و مش طايقك و بكرهك...، ارجع راسه إلى الخلف بوهن و اوصد عينه، قلقت نور عليه بشده و قالت بلهفة سليم؟
-تعبان جدا و شكلي هموت...، انهالت دموعها مره أخرى و قالت بقلق و بكاء لا هتبقى كويس...، امسك يدها و قال والله بحبك و انا مكنتش اعرف حاجه... و مفيش حد هياخد مكانك -كفايه كلام عشان متتعبش...
-مش تعبان طول ما انتي جنبي...، نظرت له بحزن و قالت شكلنا مش هنعرف نبقى مع بعض تأني خلاص كفايه مشاكل لحد كدا.. انت هتعيش حياتك و انا هعيش حياتي و خلاص بقا -بجد؟ يعني انتي شايفه كدا...
رددت بجدية لا تتناسب مع ذلك الألم الذي يغزو قلبها فهي لم تريد الابتعاد و لكن ذلك ما قررته الظروف -اهاا و بعدين انت اتجوزت رغدة خلاص و انا كدا مليش لازمه هعمل معاك ايه...؟ -أولا هنتكلم بالموضوع دا بعدين يا نور... ثانيا ملكيش لازمه ازاي مش فاهم...؟!
-عادي يا سليم هكون معاك بعمل ايه و انت متجوز؟! و المشاكل بين أهلنا مبتخلص و لا هتخلص و انت عارف كدا كويس و مش هبقي فرحانه بالمشاكل دي و أفضل عايشه في قلق... تنهد سليم و قال براحتك يا نور بس على فكرة انا لو عايز اعمل حاجه هعملها زفرت بحنق و قالت انت بتهددني؟
-لا بس انا بحبك و انتي عارفه كدا... بس عادي عايزة كدا تمام... يلا قومي امشي بقا رمقته بنظره حارقه و قالت مش ماشيه... ملكش دعوه... ابتسم و قال خلاص خليكي... -على فكرة انا مش هسامحك على اللي انت عملته و نفسي اقطعك ميت حته... -طب هون عليكي تعملي معايا كدا؟ -اهاا تهون... مش انت بتتجوز عليا...
-اممم و هتجوز مرتين كمان لو فضلتي كدا... -تعرف ان ممكن اموتك دلوقتي...، ابتسم و قال موتني... -بارد اوي على فكرة... و بكرهك...و اردفت بضيق و غيرة يارب تكون مرتاح و انت متجوزها كدا؟ -طب انتي مش هتروحي...؟ -لا مش هروح لما اطمن عليك الأول...
عندما فتحت توحيده الباب و دخلت انتفضت تقي من مكانها و لاحظت توحيده ذلك و قالت مالك يا بت اتخضيتي أكدة ليه؟، تلعثمت تقي و قالت و لا حاجه يا امي...، جلست توحيده فهي تلاحظ تغير ابنتها منذ أسبوع و قالت حالك مش عاجبني يا بت... علي طول جاعده اهني و محدش سامعلك حس و لا اللي اكنك عامله مصيبة.
توترت تقي و قالت مفيش حاجه بس رغدة كانت مشغولة مع سليم -يا اختي اخوكي طلقها اول ما ابوكي مشي انتي و لا اكنك عايشه حدانا في البيت... و عمك قالب وشه و حاجه هم... ابجي (ابقى) روحي اقعدي مع رغدة و هاجر يا بنتي...، هزت تقي رأسها، خرجت توحيده و تركتها تنهدت تقي و أمسكت هاتفها مره أخرى و اجابت عليه قائلة عايز ايه يا زين؟
-في طريجه (طريقه) احسن من أكده تتحددي بيها معايا بدل ما اعملك فضحية يعرف و سيرتك تبجي (تبقى) على كل لسان، زفرت تقي بحنق و قالت يعني انت عايز ايه؟ -هقولك بعدين بس هزعلك قوي لما تجاهلتي اتصالاتي تاني...، قفلت معه و رمت هاتفها على الأرض و هويت بجسدها على الفراش منهارة...
دلف مازن الي مكتب مصطفى و قال انت هتسافر امتي؟ -مش هينفع نسافر كلنا يا مازن.. انا هفضل هنا عشان الشغل... -طب عايزني معاك؟ -عادي سافر انت... و انا لو لاقيت نفسي فاضي هاجي -انت في حاجه مضايقك يا مصطفى؟
-لا تمام بس الشغل كتير اوي... -هو مين الشريك الجديد اللي في الشركة لحد دلوقتي يعني مظهرش -عادي هو لي نسبة من الأرباح...
في الصباح استيقظت تقي و دخلت إلى المرحاض و أخذت ذلك الشي الذي وضعته أمس قبل نومها ... و لكنها وجدت كارثة أخرى تحطم حياتها للأبد... و يأتي الاسواء من السيء...
رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الثاني
وجدت نتيجة شريط الحمل إيجابية... صرحت صرخة مكتومة و خرجت و هي تشعر بذلك الخيبة التي تحملها بداخلها، ألقت نفسها على الفراش و بكت بشده و بعد ذلك أمسكت هاتفها و اتصلت به...
-زين انا حامل...، انتفضت زين من مكانه و قال نعم؟ حامل ازاي!، انهارت تقي و قالت انت هتستعبط شوف حل في المصيبة دي يا زين انا مش هبقي فيها لوحدي فاهم انت السبب في كل حاجه ...
اعتدل زين و خلل أصابعه بين خصلاته ليبحث عن حل لتلك المصيبة و قال انا هتصرف المهم خلي بالك لحد يعرف، ألقت هاتفها على الفراش و ظلت تبكي بحرقه على تلك الكارثة التي حلت بها، فهي لم تستطيع التصرف وحدها و لا تجرأ على اخبار احد بذلك فهي لا تريد أن تزداد البلة طينة ...
دلف مازن الي المنزل فهو وصل إلى منزله بقنا هذا الصباح، استقبلته فاطمه و كانت تحضير الفطار له و بعد ذلك صعد إلى غرفته ليرتاح من تعب السفر، و بعد ذلك جلست فاطمة تفكر في حال ابنتها و طريقه زواجها تلك و في رد فعل أهلها بذلك فحتما ستقتل ام تتدفن حية و لم يصدق احد كلامها... حتى أنها لم تستطيع التصرف في ذلك و لا تجد ايه طريقه و تنهدت بحزن قائلة ياريتك كنت موجود معايا يا شرف...
لم يروق سامح كثيرا فكره ابتعاد ابنته و مكوثها معه و لكنه كان يخطط إلى شي اخر فهو سوف يبعدها عنه للأبد
مر ثلاث ايام و خرج سليم من غرفة العناية و انتقل الى غرفة أخرى فقد تحسنت حالته، و كانت نور معه لم تفارقه... كان يشعر بالسعادة فهو لم تتخلى عنه رغم ما حدث و ظلت بجانبه... -روحي يا نور كدا تعب عليكي؟... -لا مش تعبانة -انتي بقالك يومين منمتيش و بعدين عشان رنا و غلط عليكم كدا...
نظرت له و قالت انا عايزة أفضل معاك لحد ما تبقى كويس و بعدين همشي...، تنهد سليم و قال ماشي بس انا ممكن اخرج انهارده -مش غلط عليك؟ -لا عادي ممكن اشوف ممرضة عشان تبقى معايا زمت شفتيها و قالت بضيق و غيرة: ليه و انا روحت فين؟ -و هتقولي لأهلك ايه؟ -عادي يومين بس و بعدين هرجع ما هو مش هينفع اسيبك.. عشان أنا السبب في دا -اممممم طب و رنا اللي انتي مبدلها معاكي دي؟ -هتيجي معايا برضو...
و بعد بمرور ساعات كان سليم خرج من المستشفي و بالطبع اندهش سيف من وجود نور و اوصلهم إلى العزبة كما طلب سليم..، و عندما وصلوا صعدت إلى الغرفه لكي تنام فهي نشعر بالتعب و الإرهاق... صعدت نور و فتحت الخزانة لكي تعطي لرنا ثياب ترتديها و اعطيها اياها و بعد ذلك دخلت إلى غرفتها لتأخذ ثيابا لها و تغادر تلك الغرفة، دلف سليم و قال بتعملي ايه؟ -هاخد هدومي و اروح انام في اوضه تانيه لو احتاجت حاجه نادي عليا...
اقترب منها، رجعت نور خطوة للخلف فالتصق ظهرها بالخزانة، نظرت إليه بترقب و قالت بتحذير لو سمحت يا سليم مينفعش كدا... و ياريت تنام عشان غلط المجهود عليك... و... لم تستطيع أن تكمل حديثها و التهم شفتيها يقلبها بشغف اوصدت عينها لتستمع بقبلته و تبادله اياها، و شعر بمدى غباءه فهو لا يستطيع الابتعاد عنها كيف تفوه بتلك الكلمة الحمقاء... ظل يقلبها يريد أن يروي ظمأه من ذلك الشفتين التي يعشقهم، و ابتعد عندما احتاج كلاهما للتنفس... نظرت له و قالت على فكره كدا مينفعش احنا أطلقنا...
-نور بس و انتي مش هتنام غير في حضني و ادخلي غيري... دلف نور إلى المرحاض و أخذت شاور و بعد ذلك ارتديت بجامتها فقد اختارت شي ليس كاشف لجسدها و عقصت شعرها للأعلى و خرجت، كان سليم ابدل ملابسه هو الآخر و نظر لها بتعجب فنور ليست عادتها أن ترتدي ملابس مقفولة و قال طب بالنسبة لشورت عادي... -ما هو انا بلبس كدا فعادي و بعدين انت بتركز في حاجات غريبة...، تنهد و قال طيب يا ستي، تمددت نور على الفراش و هو بجانبها -أنا مش مرتاحة كدا... نظر لها و قال مش فاهم؟
-يعني مينفعش انام جنبك و احنا مطلقين... زفر بضيق و قال بلا مطلقين بلا زفت... نظرت له و قالت بضيق انت بتكلمني كدا ليه؟... انا هقوم... امسك يدها ليوقفها و قال بنره أمره متتحركيش...و سحبها ليضمها بين ذراعه بطلي جنان يا نور، لم ترد عليه فهي لا تحب تعصبه عليها بتلك الطريقة... -نور..
-امممم عايز ايه؟، قام و استند على ذراعه ليعطي و نظر لها قائلا اقولك عايز ايه؟ ردت عليه باقتضاب مش هيحصل عشان انت تعبان دا اولا و ثانيا عشان تخلي اللي انت اتجوزتها تنفعك...؟!، مرر انامله على شفتيها و قرب وجه منها و قال وحشتني... نظرت له و حاولت أن تنهض لتتخلص من حصاره و لكنه أوقفها محاوطا خصرها بذراعه... و انحني ليقبل شفتيها... همست بصوت خافت سليم... -يا روح سليم...
لمعت عينها فكلماته تذيبها، فمن بساطة حواء انه يمكن أن تأسرها بكلمه جيدة ... تعالت نبضات فؤادها بشده و قالت مش هينفع...، قبل شفتيها مرة أخرى و ذابت بين يده فحتى لم تستطيع الرفض بعد الأن...بدا في وضع قبلاته الساخنة على جميع أنحاء جسدها، لم تعرف متى اصحبت عاريه، و ظل يلتهم كل ما يستطيع الوصول إليه...
استيقظت رنا في الصباح و نظرت علي سيف النائم على الاريكه فهي لا تعلم متى دخل الغرفة، دلفت إلى المرحاض و اخذت شاور و ارتديت فستانها... رتبت خصلات شعرها المبتلة و نظرت إلى وجهها في المرأة بحزن على ما يحدث لها و على تلك المعاناة التي أجبرت عليها...، خرجت و كان استيقظ و قال صحيتي بدري ليه؟
-عادي انا بصحي كدا على طول... -هترجعوا بيتكم امتى؟ -لما نور تقرر و بس في الاغلب يا بكرا يا بعده مش هنقدر نقعد اكتر من كدا... -طيب -هي نور نامت فين امبارح عشان اروح اصحيها؟ -مع سليم...، اتسعت عينها بدهشة و تنهدت بحيرة اممم ماشي...
استيقظ سليم و دلف إلى المرحاض و بعد ذلك ارتدى سرواله و اتجه ليجلس بجانبها على الفراش، و انحني عليها ليقبلها.. و ابتعد عنها و ظل هكذا ما يقارب ساعه يتأمل ملامحها و تفاصيلها التي عشقها، فهو لم يذق ذلك الحب يوما غير معها... و اخيرا فتحت نور عينها و قالت سليم انت بتعمل ايه؟ -و لا حاجه كنت قاعد جنبك لحد ما تصحى...، ابتسمت و قالت أمم و بقالك قد ايه؟ -ساعه.
نظرت له بدهشه و قالت ساعه مزهقتش -لو فضلت طول عمري ابصلك مش هزهق... ابتسمت نور و لكنها شعرت بالحزن ينشب بداخلها و قالت انا هرجع انهارده بليل... -ماشي بس ممكن اعرف قلبتي وشك ليه؟ قامت نور و جلست قائلة عشان احنا أطلقنا يا سليم و عشان المشاكل اللي بنا و عشان اللي اتجوزتها كل حاجه معقدة بجد انا زهقت و عارفه اننا مستحيل نكمل مع بعض و اخرتها يا هنكون أعداء يا هنكون افترقنا للأبد...
امسك يدها بين راحه كفيه و قال انا مستحيل أقف قدامك يا نور و حتى لو بينا حروب العالم كلها.. نظرت له بعينان ضائعة و شاردة تبحث عن مبتغاها -اكيد هيجي اليوم دا يا سليم... انا خايفه يجي يوم و اكرهك فيه... انا كنت عايزة أصلح و ناخد حقنا بالقانون بس كل حاجه باظت... و لسه الحرب هتفضل شاغله... -نور احنا كدا رجعنا لبعض و لا انتي نسيت اللي حصل امبارح؟... دي فترة العدة فانتي كدا مراتي و... قطعته نور و قالت يعني انت بتتضحك عليا يا سليم بتعمل كدا عشان...
-عشان انا مش هسيبك يا نور...، رمشت بعينها بصدمة فهي لم تكون على دراية بذلك و قالت انا عايزة نروح للمأذون و نطلق عنده -نور طلاق مش هطلق تمام و اللي عندك اعملي...و على فكره انا اقدر احبسك هنا... نظرت له و قالت بتوتر و قلق هتقسي عليا تاني صح؟ بس براحتك أنا مش موافقه على اني افضل مراتك... امسك يدها و سحبها إلى حضنه و ذراعه حول ظهرها و قال مش انتي بتحبني؟
-اهاا بس لو رجعت زي ما كنت هبطل احبك...، اوصد عينه و قال مش هرجع بس انا عايزك معايا... ابتعدت عنه و قالت انا قولت لبابا اننا أطلقنا هروح اقوله ايه دلوقتي...؟ مش هقدر اصدمه مره تاني... تنهد قائلا ماشي يا نور خليكي على راحتك بس في حاجات كتير هتتغير أولها أني عايز اخلف و منك ..، رمشت بعينها لتستقبل تلك المصيبة التي يطلبها و قالت مستحيل طبعا... ما انت شايف المصيبة اللي رنا فيها.
-وضعنا يختلف عن وضع رنا و سيف و بعدين مش دا اللي هيثبت اني بحبك -لا يا سليم انا مش هقبل بكدا مستحيل... نظر لها و قال خلاص براحتك يا نور يبقى أشوف واحدة غيرك، ادمعت عينها فهي لا تجيد التعامل معه تصرفاته المتناقضة و لا تستطيع تفسيرها و قالت انت عايز تنكد عليا و خلاص صح...
-قومي البسي و انزلي...، أمسكت يده و قالت سليم بلاش تتغير معايا... -انتي اللي بترفضي يا نور و انا مش هغصبك على حاجه.. -يعني انت ترضى أن ابنك يعيش وسط البهدلة... -لا بس المشاكل دي مش هتخلص يا نور... و حتى لو خلصت محدش هيوافق من أهلنا اننا نكون مع بعض، و برضو موضوع الحمل هيرجعلك بس اكيد مش هنفضل كدا...
تنهدت نور و قالت طب اجل الموضوع دا بعدين...؟ انزل و انا هلبس و هنزل قبل جبنها قائلا ماشي يا روحي خرج سليم من الغرفه و تركها فكرت نور في حديثه حول الانجاب.. خشيت نور من فعل ذلك فهي لا تحبذا فكرة الإنجاب في تلك الأحوال، التقطت ملابسها المبعثرة على الأرض و قامت...
تناولوا الفطار و بعد ذلك جلسوا معنا و دلفت نور إلى المطبخ و أخذت الشاي من وادد... و خرجت و وضعته أمامهم -نور هنمشي انهارده و لا بكرا... نظرت نور إلى سليم الذي لاحظت اقتضاب ملامحه حتى سألت رنا ذلك السؤال و قالت خلينا بكرا يا رنا و هي ساعه بالكتير و هنوصل... هزت رنا رأسها و قالت ماشي...، انا هقوم اتمشى في الجنينة شويه بدل القعدة دي...
تحدث سليم قائلا و انا هطلع برا...، خرج الاربعة و جلسوا على الطاولة التي بالحديقة، و قامت رنا لتتمشي... و ذهب سيف خلفها.. توقفت رنا قائلة جاي ورايا ليه؟ عقد حاجبه و قال هو مفيش غيرك..؟ -اهااا انت شايف حد تالت... -لا بس انا حر و بعدين انا مجتش جنبك...، نظرت له و قالت ماشي هتوصلنا بكرا و لا؟ -اممممم
نظرت نور إلى سليم الذي ظل صامتا و قالت سليم انت مضايق؟ -لا بس انا مش فاهم انت عايزة ترجعي البيت ليه؟ قربت نور مقعدها منه و بعد ذلك وضعت رأسها على كتفه و قالت عايزة تبقى حياتنا طبيعة و تمشي صح يا سليم...، مش عايزة ابقى خايفه يحصلك حاجه ... و مش عايزة اخسر اهلي...
-يعني مستعدة تخسرني انا؟ -سليم انا خايفه مش عايزة احس اني لوحدي و بخاف منك لترجع زي الاول لأن وقتها هدمر و هيتكسر قلبي... -هو انتي قلقانه من ايه؟ تنهدت و قالت بحيره معرفش...
صباح اليوم التالي... استيقظت نور مفزوعة و أخذت تلهث و تنهج بشده و كأنها كانت تصارع وحشا في إحدى أحلامها، استيقظ سليم عند شعر بذلك و قال بقلق مالك يا نور؟ نظرت له بخوف و قالت كنت بحلم حلم وحش... -ايه هو؟ اوصدت عينها و قالت حلم وحش اوي يا سليم... اخذها في حضنه و رتب عليها و قال متخافيش يا حبيبتي... -هتوصلني؟ -اهااا هنمشي على العصر كدا...
استعدوا للمغادرة من العزبة و خلال ساعه... كانوا وصلوا إلى البلد عندما ذهبت نور و رنا إلى المنزل، استقبلتهم نيرة و احتضنت ابنتها قائلة كدا يا نور... -عادي يا ماما دا كان واجب و لازم اعمله... بابا و عمتو فين..؟ -ابوكي نايم فوق و عمتك بتجيب حاجه من برا -طيب يا ماما احنا هنطلع فوق...
صعدت نور و رنا و ذهبت كل واحده منهم إلى غرفتها...، دخلت نور و جلست على الفراش، طرق مازن الباب و دخل... اعتدلت في جلستها و قالت بحدة لو سمحت سيب الباب مفتوح... تنهد مازن بحزن فهو لم يتخل يوما أن نور سوف تخشاها و قال عرفت انك جيتي فكنت جاي أسلمك عليكي ردت نور بجدية و اقتضاب: طيب و اديك اطمنت اتفضل بقا...
-انا اسف يا نور والله مكنتش اقصد ان...، قطعته نور بحده قائلة بجد مكنتش قاصد انك تغصبني يعني انا يثق فيك و عمري ما فكرت في يوم انك تأذيني و في الاخر تعمل كدا؟ حتى لو عشان عرفت ان بحب سليم مش مبرر يا مازن... نكس راسه في الأرض و شعر بخبيه امل و قال طب اديني فرصة تاني يا نور... نظرت له و قالت عشان تخذلني تاني؟!...
أقترب منها، قامت نور من مكانها و قالت بتحذير ابعد عني يا مازن... -حاضر يا نور بس انا عملت كدا عشان بحبك، و مكنتش متخيل انك هتروحي مني بسهولة كدا... -لو بتحبني كنت حافظت عليا يا مازن على الأقل كنت اعتبرني أختك زي ما كنت بتقول...، تنهد بيأس و قال ماشي يا نور براحتك... و بعد ذلك غادر من الغرفة و تركها...
ارسل زين رساله الى تقي يخبرها بأن تذهب إليه لكي يجدوا حلا لتلك المشكله...و بالفعل أحضرت تقي نفسها لكي تذهب دون أن يلاحظها احد من المنزل...
في المساء نزلت نور إليهم و كانت سامح يجلس مع صالح و فاطمة و قال عند رآها تعالي يا نور...، لم تعلم نور لما تشعر بالتوتر في وسطهم و لكنها تجاهلت ذلك الشعور فهم أهلها... جلست على المقعد... نظر لها صالح و قال ما تروحي تنادي على زين يا بنتي. -هو فين؟ -هتلاقي في البيت التاني قوليله ابوك عايزك ...، نظرت نور إلى والدها و سمح لها بالذهاب...، وصف صالح لها الطريق و خرجت نور في طريقها إلى ذلك المنزل
ذهبت تقي إلى زين كما أمرها، صعدت إلى الشقة المشؤوم و كانت تشعر بالخوف، طرقت الباب بتردد... -ادخلي... أتاه الصوت من الداخل.. دفعت الباب و دخلت كانت تشعر بالتوتر البالغ و جلست على الاريكه و قالت هنتصرف ازاي؟ -هتسقطي طبعا... نظرت له بخوف و قالت هسقط ازاي و هعمل العملية دي فين؟
ابتسم بسخريه و قال مش مستهله عمليه أنا هقوم بالواجب...، ارتعبت تقي و قالت بتلعثم قصدك... ايه؟ اقترب زين منها و قال هيكون ايه و بعدين سهله... قام زين و سحبها من ذراعه لتقف و لكنه تفاجأ بوجود نور تقف على عتبه الباب و يبدو أنها استمعت لكل شي...، عندما رأيته تقي ينظر إلى الخلف بدهشه نظرت إليها هي الأخرى و قالت بصدمه نور...
نور في ذلك الموقف كانت لم تستطيع تحريك قدمها فالكلمات البسيطة التي سمعتها فسرت كل شي... و لكن ماذا ستفعل نور و ماذا سيفعل سليم أن علم بذلك الأمر... لم تأخذ ذلك التفكير أكثر من ثانيه و قام زين به... (تفتكروا زين هيعمل ايه في نور و تقي؟)
رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الثالث
قام زين بدفع تقي و اختل توازنها لتسقط على الأرض و اتجه ناحيه، التي ظلت تنظر لهم بذهول...فهي كل ما تفكر به هو سليم فإن علم بذلك فحتما سيحدث كارثة...، شعرت بتجميد أطرافها و عندما شعرت باقتراب زين ابتعدت للخلف و لكنه امسك بها و دفعها إلى داخل الشقه و قفل الباب خلفه، كانت نور مازالت تنظر لهم بصدمه و قالت بصراخ انتم بتعملوا ايه؟ ازاي انتم مع بعض...
تحدث زين ببرود و قبض على شعرها و قال بصي يا بت انا مش ناقص... و مش عايز اسمع حسك...، و نظر إلى تقي و قال و انتي بطلي عياط؟ كانت تقي تبكي بشده فهي تخشى حدوث فضيحه لها، نظر زين إلى نور بسخرية و قال و رحمه امي ما هتخرجي من هنا يا نور... دفع زين نور و سقطت على الأرض و اصدمت رأسها بالحائط...
و اتجه ناحيه تقي و رفع ذقنها بيده و قال خلينا احنا في موضوعنا يا تقي... كانت تقي عيناها على نور التي سقطت على الأرض و سألت الدماء من رأسها قالت بخوف بالغ و توتر: انا همشي يا زين...
ابتسم بخبث قائلا تمشي فين عاد... احنا لسه مخلصناش موضوعنا يا تقي...، و جذبها من شعرها متجها إلى الغرفة و دفعها على الفراش... و قال مش لسه ما اسقطك الأول... و لا انتي عايزة تجبيلي مصبيه بالعيل اللي في بطنك دا..؟ نظرت إليه بذعر و قالت بنبرة توسليه و باكيه: ابوس ايدك ارحميني... و انا هعمل اللي انت عايزه -بس انا مش عايز اسمع صوتك و انتي هتنفذي اللي انا عايزه غصبن عنك يا تقي...
اجهشت تقي بالبكاء بشده و دفنت وجهها بين راحه كفيها و قالت دا جزاء اني حبتك يا زين بتعمل معايا كدا؟! حرام عليك -اقلعي هدومك انا مش عايز وجع دماغ خلينا نخلص من المصيبة دي... نظرت له و قالت ارجوك يا زين...؟ اقترب زين منها و قام بخلع ملابسها عنوة و بعد ذلك سحب قدمها لتأخذ وضعية النوم... و ادخل أصابعه بداخلها... صرخت تقي صرخة مفزوعه بسب ذلك الألم التي شعرت به.
بالخارج فاقت نور على صرخة تقي و أمسكت رأسها و بعد ذلك قامت و أخذت تلك المزهرية معها و دلفت إلى الغرفة و صعقت من ذلك المشهد المريب التي رأيته بعينها... و اقترب منهم و قامت بخبط رأسها، فسقط زين بجانب تقي...
نظرت نور إلى تقي فهي لم تعلم ماذا أتى بها إلى هنا و لما يفعل زين معها هكذا لم تعلم شي و لكن تعلم بحلول تلك المصيبة التي سوف تحدث عندما يعلم أحد أشقائها... قامت تقي و ارتديت ملابسها بسرعه قياسية و قبل أن يخرجوا من الغرفة تفاجأت نور بزين يسحبها من شعرها... صرخت نور بشده و قالت امشي يا تقي... ركضت تقي و خرجت من المنزل و بالتأكيد. لم يذهب زين خلفها فنور أهم الان...
دفعها لتسقط على الأرض و قال انتي عارفه لو حاجه طلعت برا من الكلام دا هعمل فيكي ايه؟ و انا هخلي سليم بتاعك دا يقتلك بأيده...، و صفعها بقوه على وجنتها و اكمل بتوعد انتي متقدريش تعملي حاجه يا نور فاهمه... بصقت نور عليه و قالت انت واحد حيوان و حقير و انا مش هسكت و هتكلم و هقول كل حاجه من اللي شوفتها... ضحك زين بسخرية و شر و قال وانا هوديكي مكان حلو اوي... و انحني مستواها ليصفعها مره أخرى...، لحد ما فقدت نور وعيها لعدم تحملها لضرباته المبرحة...
قلق سامح على ابنته و قال هي البت اتاخرت كدا ليه يا صالح؟ -تلاقي راحت هنا و لا هنا... طبعا سامح كان يخشى أن تذهب ابنته إلى سليم... تحدثت نيرة بقلق طب اتصل بيها... أو كلم زين يشوفها...
عديت ساعتين على اختفاء نور و في تلك اللحظه دخل زين إلى المنزل... و سأله والده قائلا بنت عمك جاتلك يا ابني؟ نظر لهم زين بتعجب و قال لا انا مشفتهاش خالص... هي راحت فين؟ تنهد صالح و قال طب روح دور عليها يا ابني و روح لجدك كدا يمكن يكون شافها... -حاضر اول ما اوصل لحاجه هطمنكم...
كان سليم يقيم بشقة تعود إليهم لأنه قرر عدم العودة إلى منزله مرة أخرى... و ظل سيف معه... -انت رديت نور صح؟ -اهااا بس محدش من اهلها يعرف... تنهد سيف و أرجع ظهره إلى الخلف و قال تعرف اني ندمت على اللي عملته واضح اننا اتصرفنا غلط من البداية.
-اهااا، مكنتش اتمنى اني احبها و لا حتى اشوفها... خايف نور تعمل حاجه وقتها هدمر و هدمرها اعتدل سيف في جلسته و نظر له قائلا والله انا صعبان عليا نور و رنا يمكن اول مره احس بكدا مكنش ليهم ذنب في حاجه حتى لو أهلهم وحشين... نظر له سليم بدهشه و قال انت اللي بتعمل كدا؟ -اممم يمكن عملت حاجات كتير وحشه بس المرة دي تختلف احنا دمرنا حياة تلت بنات... ندى و نور و رنا..
ندي اللي معتز عمله فيها كان بسببنا و انت بهدلت نور...تعرف اني مستغرب انها حبيبتك رغم اللي انت عملته فيها... أصلا مش متخيل أن ممكن يكون في حد بالنقاء دا...؟! رغم لسانها الطويلة بحسها طفلة بريئة دخلت في مكان كله شيطانين...، و رنا انا دمرت ليها حياتها اكيد كانت راسمه حاجه تانيه في خيالها بس نصيبها الأسود وقعها مع واحد حقير زيي...،تنهد سليم و نظر إليه فثرثرة كلماته لمست قلبه و قال عندك حق... -سليم انت بتحب نور فعلا؟ -اهااا بحبها...
عقد سيف حاجبه و قال اممم... قطع حديثهم رنين هاتف سيف و عندما أجاب استمعت إلى صوتها الباكي قائلة سيف نور اختفيت و مش عارفين راحت فين؟... بقالها ساعتين و محدش لاقيها -اهدي بس يا رنا و انا هتصرف و اشوفها فين؟ قفل سيف معها و نظر إلى سليم و قال نور اختفيت و محدش عارف طريقها...
سليم بصدمة نعم؟! ازاي يعني... -مش عارف؟ -طب بلغ البوليس مش عايز مكان و محدش يسيب مكان في البلد غير ما يدور في و أخذ هاتفه لكي يتصل بها و لكن كما توقع فالهاتف، شعر سليم بانفجار راسه من كثرة التفكير و أخذ مفاتيح سيارته و نزل لكي يبحث عنها...
استيقظت نور وجدت يدها مقيدة في الفراش و نظرت إلى الغرفة بدهشه فهي لم تعلم أين هي؟ و من جلبها إلى ذلك المكان الغريب، ظلت تحرك يدها بعنف و صرخت بقوه... إلى دخلت إليها سيدة في الأربعينيات من عمرها و قالت بحده مالك عامله دوشة ليه؟ نظرت لها نور بدهشه فهي تبدو كأنها في مستشفى، سألتها قائلة انا فين؟
-انتي في المستشفي يا اختي مش باين و لا إيه؟ -مستشفى ايه؟ و مين اللي جابني هنا؟ -مش ناقصة غلبه يا بت... و دي مستشفي المجانين يا اختي...
لم تصدق نور ما قالته و ظلت تصرخ و قالت ببكاء انا عايزة امشي من هنا..! زفرت الممرضة بحنق و قالت لما تتعالجي الأول... تعال صوتها مره أخرى فهي ليست مجنونه و عملت ان ذلك الحقير هو من جلبها إلى هنا...، أحضرت حقنه و اقترب منها و ثبتت ذراعها و قامت بحقنها...
خرج الجميع للبحث عنها و لم يجدها احد... كانت نيرة تجلس مع فاطمة و رنا... و جميعهم يشعر بالقلق من اختفاء نور المفاجئ، دخل مازن... و عندما رأيته نيرة سألته بلهفة قائلة ايه يا ابني..؟
تنهد و قال بحيرة دورت كتير و لسه لما يعدي ٢٤ ساعه هقدم البلاغ... و نظر إلى رنا و قال متأكدة يا رنا انك متعرفش بالطبع كان قلق رنا أكثر فهي تعلم بأنها لم. تذهب إلى سليم و بالتالي فهي في مكان آخر لا تعمله -والله العظيم معرفش حاجه يا مازن... دوروا عليها ونبي... دخل سامح و صالح إلى المنزل.. هما فقدوا الأمل في إيجادها فنور لم تعرف احدا في البلد نظرت له نيرة بنتي فين؟
تنهد سامح و قال نيرة لو سمحتي مش ناقصه انا زيي زيك. مش عارف بنتي راحت فين... مر اليوم على الجميع و بالطبع لم ينام أحد به... فنور اختفيت و لم تظهر و لا أحد يعلم أين هي... في المستشفي... استيقظت نور و حاولت فك يدها و لكن جرحت، بدأت في الصراخ مره أخرى...و لكن تفاجأت بتلك المرة بدخول زين...
قال بنبرة بارده: -عايزة ايه يا نور؟... انتي مش هتمشي من هنا تمام... و اعملي اللي انتي عايزها كسرى الأوضة صوتي... نظرت له بحده و قالت هتكلم و هفضحك يا زين... كانت نور مازالت تحمل بداخلها شيئا لمقاومة من أجله و لكن لم تعلم أن ذلك الشي سوف يزول... ضحك ساخرا فهي حتى لم تستطيع أن تتحرك من مكانها -مش هيحصل يا نور و استعدي بقا...! خرج و تركها و انهارت نور فهي تريد أن. تخرج من ذلك الغرفة، ظلت تحرك يدها بشده.. زاد عمق جرح معصمها... و لكن لم تجد من احد شعرت نور بالجنون في تلك اللحظة...
و بعد ذلك ذهب زين إلى منزل جده... و جلس مع عبد الحليم قائلا كنت عايز اتكلم معاك؟ -خير يا ولدي، عرفت حاجه عن نور و لا إيه؟ تنهد زين و قال عرفت و بصراحه اتصرفت و مش عارف انت هتوافق على اللي عملته و لا؟ شعر عبد الحليم بالقلق و قال أنجز؟! -نور جاتلي البيت بس مطلعتش و انا كنت نازل و سمعتها و هي بتكلم سليم و بتقوله انها هتهرب و هتروحله تاني... -و عملت ايه؟
-خدتها علي المصحة اللي فيها ماجدة... توتر و نظر له و قال اممممم... خلاص خليها هناك عقبال ما مده العدة بتاعها تعدي و انت تكتب عليها... ابتسم زين و شعر بنشوة الانتصار بداخله و قال ماشي... و انا هخليها تحت عيني و كمان مظبط على سعاد كل حاجه...
-تمام سيبني انا بجي (بقى) هشوف هنقول ليهم ايه...لسامح و لسليم... -انا هتصرف في كل حاجه يا جدي المهم خليك معايا و كلم حبايبك في المستشفى... (زين دكتور مخ و أعصاب... بس تعاقد عن ذلك العمل منذ فترة و بالطبع كان يعمل في تلك المصحة و علم بسر جده... و هو زوجته الثانية ماجدة و التي مكثت في تلك المصحة عشر أعوام...).
ذهبت تقي إلى زين و كان ينظرها في بدايه الطريق، فتحت السيارة و ركبت تحدث زين بجدية: دلوقتي هنروح لدكتور عشان يسقطك... نظرت له بتوتر و قالت بس انا خايفه يا زين -مش هيحصل حاجه بس لازم نتصرف في المصيبة دي... نظرت إليه بشك و قلق: طب لو اهلي عرفوا حاجه انا هعمل ايه؟
-هتقولي أن نور هي اللي عملت كدا عشان تنقم من سليم...، نظرت إليه بصدمة و قالت مستحيل... ممكن سليم يقتلها... اتنرفز زين و ضرب المقود بيده و قال مش احسن ما اتقتل انا و انتي... و على فكره كل مكالماتنا مع بعض متسجله يعني محدش هيصدقك و اظن انك. عارفه اخواتك كويس... -مستحيل يا زين انا كدا هبقي ظلمتها...
لم يصل سليم إلى شي هو الاخر، دور عنها في كل مكان و لم يجدها،... و كذلك سيف، فهي اختفيت و لم يعد لها أثر...
وصل زين و تقي إلى إحدى العيادات الخاصة بالنسا و التوليد...، كان زين حاجز بميعاد مسبق و دلفوا إلى الطبيب... نظر الطبيب إلى تقي بتعجب، استغربت تقي من ذلك و لم يلاحظ زين ذلك فالاهم بالنسبة له هو إتمام ذلك العملية و التخلص من ذلك الجنين... بدأ الطبيب حديثه المعتاد قائلا حضرتك بتشكي من ايه يا مدام؟
توترت تقي بشده فتحدث زين بدلا منها -و لا إيه حاجه؟... و اكمل بتردد هي عايزة تعمل إجهاض... نظر لهم و بالطبع فهم الطبيب انهم في علاقة غير مشروعه و قال تمام بس لازم شوية تحاليل الأول... -تمام يا دكتور بس يا ريت بسرعه... -خلال ساعتين نتائج التحاليل بتكون وصلت...
نظرت تقي إلى زين بخوف... فهي تخشى بأن أحد يراها... سحب الطبيب عينه دم و قال اسمك ايه.؟ -تقي حسن البنهاوي... تغيرت ملامح الطبيب كليا و كأنه سكب على جسده مياه ساخنة و قال بهدوء تمام اتفضلوا ارتاحوا... عقبال ما النتيجه تطلع..، ما إن خرجوا من عنده قام بإمساك هاتفه و أخبر احد ما بوجود تقي...
لم تستطيع نور الصراخ بعد الآن فشعرت و كأنها فقدت القدرة على النطق بعد جلسة الكهرباء التي تلقتها منذ قليل...، ازداد شحوب وجهها بشكل ملحوظ...و قام احدي الممرضين بلف الشاش حول معصمها لكتم الدماء... دخلت الممرضة إليها و ذلك الممرضة كانت تراها لأول مره و قالت انتي كويسه؟ لم تلقى منها رد و ظلت نور صامته تنظر للفراغ الذي أمامها... أو بالأحرى الفراغ التي تشعر به بداخلها...
تنهدت الممرضة و خرجت من الغرفة، و وجدت صديقتها أمامها و سألتها قائلة هي مين البنت دي يا سعاد و مين اللي جابها هنا دي؟ -يا اختي مليكش دعوه... و بعدين هي مريضة زي ايه مريضة هنا... تنهدت ساميه و قالت صعبانه عليا اوي... و بعدين هي ساكته مش بتتكلم ليه؟ زفرت سعاد بحنق قائلة يا اختي خليكي في حالك و اقعدي ساكته... -طب هي ليها جلسات كهربا تاني و لا؟ -على حسب الدكتور... يا اختي احنا مالنا... و روحي شوفي الشغل اللي واركي...
بعد مرور ساعتين كانت نتيجة التحليل ظهرت...، استأذن زين و خرج ليرد على الهاتف، دلفت تقي مع الممرضة إلى الغرفة...، و صعدت على الفراش كمان امرتها... و فجأة فتح... و دخل... شقهت تقي من الصدمة... و بالطبع عندما رآها فر زين هاربا...
(مين اللي الدكتور كلمه و راح لتقي؟) و هنعرف ايه اللي هيحصل لنور في الفصل الجاي.