رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر
ماهر بصّ لمراد بحده: لو انت او اى كلب من الحاشيه بتاعة الباشا اتحرك خطوه كل حته من جسمه هتروح ف حته .. اهدى و ادّى اوامر للكل ينخ عشان طلوع اى كلب فوق عند عاصم ف المقابل له طلوع روح الباشا مهما حصل !
مراد لسه هيندفع مهاب مسكه بعنف و الاتنين بصّوا لبعض كتيير و محدش فيهم قادر ياخد الخطوه دى و لا حتى ينطق .. كأنهم اتسمّروا و محدش عارف حتى يفكر .. اى رد فعل اياً كان هيبقا تمنه عليهم غالى قوى .. و للأسف هتدفع التمن ده همسه معاهم ! اللوا سليم لاحظ توترهم و من عينيهم قدر يقرا تفكيرهم ف غمّض عينيه بعنف ..
مراد و مهاب بصّوله كتير بأسف و اللوا سليم هزّ راسه بعنف لهم و بصّلهم بحده ..
اللوا سليم كلام عاصم رن ف ودانه فجأه و تهديده بهمسه .. مقدرش حتى يفكر مجرد تفكير ف اللى ممكن يحصل لو هرب .. بصّ لمراد بحركه مفهومه انه هيعرف يتصرف المهم هو ينقذ الموقف بس مراد قرر يتجاهل نظراته .. متخيلش للحظه انهم يخوضوا مخاطره زى دى !
اللوا سليم كان عارف انهم لو سابوهم طلعوا بعاصم كده يبقا حكموا على نفسهم انه عمره ما هيقع تحت ايديهم لإن ده هيثبت ان اللى وراه هيخلّصوه مهما هيعمل و ده هيدّيه ثقه يتحرك و يتصرف بغشم و هو معتمد ع اللى وراه ..
مراد ضغط بخفّه على أيد مهاب جنبه من غير ما حد ينتبه و بسرعه حرّك ايده على وشه بعصبيه و أخد نَفس و نفخه بعنف بصوت عالى و فجأه بدون مقدمات خد خطوات سريعه لورا و قدّم بسرعه قدام ضرب برجله الراجل اللى ورا اللوا سليم مكتّف ايده وقّع سلاحه و ده خلّى سليم وقع ع الارض .. ف نفس اللحظه مهاب كان اخد نفس الخطوات و دفع الراجل اللى جنب اللوا سليم قبل ما يميّل عليه و شدّ سليم بعنف ورا و اتعاملوا هما مع الموقف .. هما كانوا عارفين ان الموقف حكم عليهم و على عاصم بالخروج .. الموقف كله كان زى ساعة الصفر اللى دقّت لإعلان الحرب اللى هتاخد ف وشها كل حاجه .. كانوا عارفين ده بس فكرة ان حد يقتحمهم بالمنظر المهين ده كانت إهانه معرفوش يقفوا قدامها متكتّفين ..
بدأوا يتعاملوا مع الموقف و رجع الضرب أعنف من الاول لكن عقبال ما انشغل الكل بالسيطره ع الوضع كان باب زنزانة عاصم اتفتح و دخل منها مجموعه ملثمين تماما، ظهر نضال من وسطهم و ده جوز اخته: هناك وافقوا يخرّجوك من هنا لحسابهم .. و بعتونى مخصوص باللى معايا عشان نخرّجك .. يلا قبل ما حد ياخد باله .. انت مش عايز تخرج من هنا ؟! عاصم بغل و شر: يلاا .. عشان جااه الحساب !
خرج عاصم معاهم و هما أمّنوا الطريق له .. عاصم كان عارف المكان كويس لمجرد انه مكان شغله و حافظوه و ده سهّل عليه الخروج
و مع حاله الهرج اللى برا و ضرب الرصاص و القنابل و انشغال الكل بالسيطره ع الموقف خرج عاصم معاهم برا المبنى خالص .. كان كل اللى بيقابلهم بيتعاملوا معاه بعنف .. قتل بدم باارد و بدون فرص ..
أخدوا عاصم و كان ف انتظارهم مجموعة من عربيات الحراسه المشدده اللى اخدوه و طاروا و سابوا البقيه يشغلوا الكل لحد ما يخرجوا خالص ! و فعلا خرجوا نهائى .. و مع تأزّم الوضع ابتدى ماهر ينسحب برجالته على مراحل لحد ما اختفوا اللوا سليم لاحظ انسحابهم ف فهم .. بصّ لمهاب وراه و مراد بعنف و من غير و لا كلمه انسحب بإندفاع ناحية فوق و مراد وراه و مهاب و يحيي و البقيه ..
اللوا سليم بقلق راح بسرعه لفوق و هو شبه متأكد من اللى حصل و مراد وراه .. مهاب وراهم: محدش دخل جوه ! صحيح الكلب ابن عمه هددنا بيك بس احنا اتفادينا دخول اى
قطع كلمته و هو رايح ناحية باب زنزانة عاصم اللى لمحه مفتوح من على بُعد .. و قبل ما يدخل او حتى يقرّب فهم الموقف .. مراد بغضب و غل: ااه يا ابن الكلب .. يا ابن كلب يا ذباله .. هجيبك يا ابن الكلب ! اللوا سليم زقّه بشراسه: و كنت سيبته من الاول ليه يا حيواان منك له ؟ مهاب بذهول: هو انت فاكر اننا ممكن نضحى بيك و نفتحله الباب و نقوله اللوا سليم بعنف: و اديه خرج و ابواب جهنم هى اللى هتتفتح عليا و عليكوا و ع الكل .. ده خرج زى الطور الهايج بعد اللى عملناه فيه و حبسناه و هو فاكر ان مراد قتل ابنه عن قصد و خرب بيته !
اللوا سليم خرج برا زى المجنون و البقيه وراه .. و مراد معاه عدد من رجالته اللى كل واحد فيهم بعربيه و ف حته بيحاولوا يقفّلوا الطرق و الممرات عشان يضيّقوا عليه الهرب ..
اللوا سليم بحده: بلّغ كل مخارج البلد سواء المطارات او الموانى او اى زفت ممكن يخرج منه برا البلد .. مهاب بغضب: اكيد عامل حسابه .. و اكيد مش هيخرج من المطار و لا هيقع ف المينا زى المره اللى فاتت ! محمد: و لو حصل مش هيبقا بأسمه و لا شكله اللوا سليم بغلّ و شر: لو دخل بطن امه تانى تجيبوه .. فاهمين .. مش لازم يخرج برا البلد مهاب بغلّ: متقلقش مش هنسيب خرم ابره مش هندوّر فيه و هنوصله .. زى ما وصلناله قبل كده هنوصله تانى و المرادى لازم يتحاسب و بسرعه !
اللوا سليم بشرود: لااازم .. لازم توصلوله .. و الا ( و كأنه اتفزع اما افتكر تهديده له ب همسه و حق ابنه و اللى ممكن يعمله ) مهاب انتبه: و الا ايه ؟! فى حاجه ؟ اللوا سليم بعنف: هيكون فى ايه ؟! فى مصيبه حصلت و مصايب كتير جايه وراها لو مسيطرناش عليه .. من الواضح انه مدسوس وسطنا و من زمان مش مجرد قضيه و باعها و وراه كلاب زيه هرّبوه و الله اعلم ممكن يحصل ايه تانى .. اللوا سليم سابهم و خرج بسرعه على بيته يطمن على بنته و يأمّنها كويس .. و يشوف اذا كان وصلها الخبر و لا حاجه !
ف البيت عند همسه.. همسه حالتها كل يوم بتسوء عن الاول و النزيف بيروح و يجى لحد ما دبلت نهائى .. ابوها دخل البيت مهموم و متضايق اتسنّد و قعد على اقرب انتريه و مميّل و ساند راسه بين ايديه الاتنين .. و مش مركز مع حاجه خالص لدرجه انه محسش ب ام همسه اللى دخلت عليه و بتكلمه !
هدى: هاا ؟ قولت ايه ؟! اللوا سليم: هااا ؟ بتقولى حاجه ؟ هدى: انا كنت بكلّم نفسى بئا .. كل ده و بقول حاجه ؟ اللوا سليم بإرهاق: معلش مخدتش بالى .. كنتى عايزه حاجه ؟ هدى بقلق: فى ايه ؟! فى حاجه ؟! مالك ؟ من وقت ما دخلت و انت مش مظبوط و كأن فى مصيبه حصلت .. اللوا سليم وشه اتغيّر: هى فعلا مصيبه .. عاصم هرب ! هدى بخوف: اايه ؟! ازاى ؟!
اللوا سليم ابتدى يحكيلها اللى حصل بالتفصيل انتهى من الكلام بتنهيدة خوف وشرد بقلق و هو مش عارف ليه قلبه مقبوض و قلقان .. لدرجة انه محسش ب همسه اللى خرجت على صوتهم و ابتدت تسمع حوارهم و عرفت باللى حصل .. و اللى فجأه الدنيا لفّت بيها و نزلت ع الارض مغمى عليها ! الاتنين اتفزعوا من الصوت و اتفاجئوا بيها و فهموا انها سمعتهم و عرفت باللى حصل !
مراد كان متابع اللوا سليم و متابع كلامه و انتبه لغضبه و الخوف اللى ملاه و كأنه افتكر حاجه و خروجه بقلق .. و خمّن ان الحاجه دى بخصوص همسه .. اكيد .. بس هل عاصم فعلا ممكن يأذيها ؟! و هيأذيها ازاى ؟! و افتكر تهديده له بحق ابنه .. و اول ما تفكيره وصل لعندها اتنفض و حس بقلق عليها مش عارف مصدره .. بس معندوش استعداد تتأذى تانى !
و هنا مراد خرج بسرعه .. كلّف رجالته الاول باللازم و اللى ممكن يتعمل و وزّعهم على اماكن مختلفه و ابتدى الكل ف الشغل ع القضيه .. و هو اتردد كتير يروح ل همسه .. طب ليه ؟! عشان يطمن عليها .. ليه بردوا عايز يطّمن عليها ؟ ليه خايف اوى كده عليها ؟ حسم امره ب انه هيطّمن عليها بس ك مره اخيره بعدها ينسحب بهدوء من الموقف كله .. و معدش هيفكر ف اللى يخصها .. او هو اقنع نفسه ب كده !
اخد عربيته و راح عند بيت همسه .. وصل ف نفس الوقت و واقف برا متردد يدخل و لا ينسحب بئا من الليله دى و يمشى ؟ لاء يطمّن بس عليها و يمشى .. طب لو صدّته ؟ لو اتهمته تانى ! لو و مره واحده قطع صوت تفكيره صوت دبّ ع الارض و صريخ جوه وقع معاه قلبه و دخل جرى حتى من غير استئذان من الباب اللى كان مفتوح ! مراد بفزع: همسه !
مراد قرّب من ابوها و امها اللى حواليها و حاولوا يفوّقوها كتير بس مفييش .. و مره واحده لقيوا الارض غرقانه دم من حواليها .. و جسمها بيتشنج و بتفوق و يرجع يغمى عليها و محدش مستوعب حاجه و الكل مصدوم من شكلها !
اللوا سليم بفزع: انا هطلب الدكتور و هو يبق ( و قطع كلمته اما لمح الدم ع الارض و اتخضّ من شكله ) هدى برعب: يالهووى دى بتنزف .. لازم ننقلها مستشفى ! مراد بتوهان: فعلا لازم مستشفى .. لازم نلحقها .. لاااازم
مراد من لمحه سريعه للموقف قدر يفهم انها عرفت .. ميّل عليها شالها و خرج بسرعه على العربيه برا و وراه ابوها و امها .. فتح الباب و حطّها ع كنبه عربيته ورا و لفّ بسرعه و ركب و طار بسرعة الهوا ع المستشفى .. حتى مستناش ابوها و امها اللى ركبوا بعده و حصّلوه
راحوا ع المستشفى و اول ما وصلوا ركن مراد عربيته بشكل عشوائى و نزل .. لفّ فتح و شالها و ساب عربيته حتى مفتوحه .. و دخل بيها المستشفى جرى و خوف جواه عليها بيزيد .. لتانى مره يتعرّض لنفس الموقف .. و لتانى مره القدر بيحطّها ف طريقه بتموت .. خوف مُبهم جواه بيزيد .. خوف عليها مسيطر عليه مستغربُه و مش عارف يفسّره !
مراد دخل المستشفى شايلها و بيجرى بيها ع الطوارئ و بيطلّع غضبه ع كل اللى بيقابله ! ثوانى و ابوها ركن و نزل حصّله هو و امها .. عدّى على عربيه مراد اللى لقاه سايبها مفتوحه و استغرب لهفته بالشكل ده .. دخل و الكل بيجرى ف المستشفى عليهم .. خاصة بعد ما اتعرف هو و رتبة ابوها ايه
مراد بغضب و هو داخل بيها الطوارئ: اخلصوا .. اى حد من اللى هنا يجى يلحقها قابله كذا دكتور استقبلوا الحاله منه و بدأوا يتعاملوا معاها .. و هو خرج منتظرهم برا مع امها و ابوها اللى بيبصّله بإستغراب بس ساكت ..
عدّى عليهم وقت كبير .. تليفون مراد رّن و هو مش قادر حتى يبصّ فيه يشوف مين .. ساكت بس رنّ التليفون مش مبطّل و بيرن بزنّ لحد ما ردّ بضيق مراد من غير ما يبصّ ف التليفون فتح و بضيق: فى اييييه ؟! مهاب بإستغراب: انت فين يابنى ؟! انت مش قاطعه مراد بزهق: انا مع همسه ف المستشفى .. مهاب بخضه: مستشفى ؟ مستشفى ايه ؟ و بتعملوا ايه ؟ و ليه لوحدكوا ؟ و قاطعه مراد بنفخ: ابوه و امها معاها و انا وصّلتهم .. و لسه محدش خرج يطمنا مهاب بتفهّم: ااه طب انا جايلكم .. سلام
قفل مراد و هو بينفخ و شويه و خرج الدكتور اللى وشه مش مْبشّر بخير ابدا و ده زاد من قلق الكل ..
مراد بصّله بترقُّب و اللوا سليم جرى عليه: خير يا دكتور .. ايه حكايه النزيف اللى بيرد كل شويه ده ؟ و ليه ؟ الدكتور بأسف: للأسف النزيف بيردّ و بيبقى كل مره يردّ صعب السيطره عليه .. لكن الحمد لله عرفنا نوقّفه .. و هنشوف ! مراد بترقّب: يعنى ايه نشوف ؟! و بيردّ ليه اصلا ؟! الدكتور بروتينيه: بيردّ ليه ده اللى اقصد هنشوفه .. اللوا سليم بخوف: تقصد ايه ممكن توضّح .. انت قلقتنى اكتر .. الدكتور: هندخّلها حاليا غرفه الاشعه و نعمل اشعه كامله و هحوّلها على مكان متخصص لأن من الواضح اننا محتاجين اكتر عشان نحدد حالتها بالظبط .. و نشوف النتيجه!
الدكتور سابهم و مشى و الكل متوتر .. شويه و وصل مهاب اللى استغرب من سكوتهم ! مهاب بقلق: هو فى ايه ؟! ايه اللى حصل ؟! حكاله اللوا سليم بإختصار انها سمعته و عرفت باللى حصل مع عاصم و تعبت و اتنقلت على هنا .. مهاب بتفهّم: اه عموما احنا رجالتنا ف كل حته .. اه لسه موصلناش لحاجه بس مستنيين اى اخباار .. متقلقش هنلحقه .. اللوا سليم بقلق: ربنا يستر
مراد ساكت تماما و ابوها بيبصّله بغموض و إستغراب .. عدّى وقت كبير و الدكتور خرج عليهم و قطع الصمت ده !
الدكتور: احنا عملنا الاشعه اللازمه اللى ممكن توصّلنا لفهم اى حاجه عن حالتها .. و مستنيين النتيجه بعد 24 ساعه ابوها: طب هى حاليا وضعها ايه ؟! فاقت !؟ الدكتور: لسه .. بس متقلقش هى ف الإفاقه و حبه و هيطمنوك عليها و ابقى وقتها ادخلها
اللوا سليم هزّله راسه و هو سابهم و مشى .. شويه و جات ممرضه بلّغتهم انها فاقت و دخل لعندها ابوها و امها يطمنوا عليها .. و مهاب كمان اللى بعد ما مشى خطوتين رجع لمراد باستغراب .. مهاب بغموض: انت مش هتدخل صح ؟ طب ايه هتفضل كده ؟ مش هتروّح ؟! مراد بضيق: اه شويه و سياده اللوا يخرج بعد ما يتطمن عليها و استأذنه و امشى سابه مهاب و دخل لعندهم و هو فضل واقف مترقَّب ابوها يخرج عشان يستأذنه يمشى لإنه هو اللى جابهم و مينفعش يمشى كده .. او هو اقنع نفسه إنه بكده .. او مش عايز يعترف لنفسه انه مستنى حد فيهم يخرج يطمّنه عنها !
لحد ما شويه و ابوها خرج و على وشه حزن مفهوم .. و مراد اطمّن عليها منه بشكل غير مباشر و وعده هيعدّى عليه الصبح بحجّه الشغل و سابه و مشى .. مراد روّح و طول الطريق و هو دماغه هتنفجر من التفكير ف كل اللى حصل .. و افتكر عاصم و هروبه و اللى حصل كله و كأنه كان ناسيه .. راح لمبنى الإداره يشوف الأمور وصلت لفين و عرف ان لسه مفيش جديد و الاخر روّح على بيته ..
روّح اخد حمّامه و حاول كتير ينام بس معرفش .. النوم هجرُه .. مش عارف يبطّل تفكير فيها ! مره واحده قام لبس و نزل ركب عربيته و قعد يلفّ و يلفّ بالعربيه .. استغرب اما لقى نفسه مره واحده قدام المستشفى اللى هى فيها ! فضل واقف كتير متردد و الاخر دخل بس مطلعش .. قابل الدكتور بس اتطمن عليها منه و عرّفوه انها ف مرحله إنهيار عصبى و اخدت مهدئ و نايمه .. سابه و خرج مخنوق و طول الليل بيلفّ ف الشارع بعربيته و مش مفسّر سبب ضيقه ده ! لحد ما النهار طلع رد ع المستشفى تانى .. و هناك قابل ابوها اللى اداله الخبر اللى صدموه ..
مراد بحذر: انا كنت جاى اشوف من حضرتك هنعمل ايه ؟! و اخد تعليماتك و قطع كلامه لما لقى اللوا سليم مش مركز معاه نهائى و ده زوّد قلقه .. مراد بقلق: فى حاجه حصلت ؟ حصل جديد ؟ اللوا سليم بحزن: همسه عندها ورم ع الرحم ... و مش عارف هتوصل لفين ! مراد بصّله بصدمه و ملقاش كلام يقوله ف سكت بس قلبه موجوع .. و شويه و الدكتور خرج لهم الدكتور: زى ما فهّمت حضرتك الاشعه مبيّنه ان فى ورم بس مش محدده نوعه .. و ده اللى هنحتاح نستوضحه .. اللوا سليم بإرهاق: شوف اللازم الدكتور: احنا لازم نعمل تحليل نشوف اللى بيحصل ده من ايه ؟
عرفنا ان النزيف جاى من وجود ورم بس هنشوف نوع الورم ايه .. لأن اللى بيحصل ده مش طبيعى .. و لازم نحدد عشان على اساسه هنحدد خطوات علاجه .. اللوا سليم: اعمل التحاليل اللازمه و طمّنا .. الدكتور: هو تحليل واحد .. هناخد عينه من الرحم و نحللها و نشوف النتيجه اللوا سليم بصّله بصدمه و ساكت و مراد كمان .. اكتر اتنين موجوعين عليها .. و اللى اكبر من وجعهم على تعبها هو ان الوقت مش ف صالحهم ابدا ابدااا .. الدكتور كمّل: انا هروح ارتّب اللازم و اما نوصل لحاجه هبلّغكوا ..
سابهم الدكتور ف قلق و مشى راح يطلب فريق طبى ب أمر من ابوها لسحب عينه و تحويلها للتحليل .. مراد واقف جنب ابوها مش عارف يبقى و لا يمشى و لا يقول ايه ف ساكت، لحد ما ابوها قطع الصمت ده سليم بحزن: خلاص مراد .. روح انت و لو احتاجت حاجه هكلمك .. و بلّغنى ب اى جديد بيحصل معاكم اول ب اول يخصّ الكلب عاصم ! مراد نفخ: حاضر .. و ان شاء الله خير اتردد شويه يقولّه انه يدخل يتطمن عليها و ابوها لاحظ ده و الاتنين سكتوا شويه و الاخر مراد انسحب بهدوء و مشى بضيق !
سابه مراد و راح لمكان شغله اللى بلّغوه ان مفيش جديد .. و ان عاصم كأنه فص ملح و داب و مالهوش اى اثر ف اى مكان .. و عشان انشغال الكل مع همسه من مهاب لابوها لمراد قدر تقريبا يخرج برا البلد ..بس مازال البحث عنه مستمر !
عدّى عليهم الوقت بالبطئ و اخر النهار مراد عدّى على همسه ف المستشفى يتطمن عليها .. او زى ما اقنع نفسه انه معدّى عشان اللوا سليم و الشغل و كده ! مراد بغلّ: مالهوش اثر ف اى حته ... بس هيروح فين هوصلّه متقلقش اللوا سليم بحزن: ان شاء الله .. ركّز معاه انت بس لإنى اليومين دول مش مركّز ف اى حاجه غير مع بنتى و اللى جرالها ..
مراد بترقُّب و كأنه كان مستنى فرصه تيجى سيرتها عشان يسأله عنها: هى كويسه ؟ اللوا سليم فضل ساكت كتير و الاخر نطق بوجع على بنته: لاء .. حالتها سيئه و بتسوء اكتر كل مدى .. و لو طلع اللى ف دماغنا صح و فى ورم خبيث هتسوء اكتر و اكتر .. لإنه ده معناه انها مش هتخلّف .. و هى لسه مفاقتش من صدمة موت ابنها ! مراد بوجع: ان شاء الله مفيش حاجه وحشه و هتقوم بالسلامه .. خليك جنبها و قويّها .. هى اكيد ف الوقت ده محتاجه دعم نفسى عشان تعرف تقف على رجليها من تانى ! اللوا سليم: عارف .. الصدمه كانت اكبر من انها تستوعبها .. و كل حاجه جات ورا بعض و مره واحده ! مراد سكت بس عينيه تايهه على اوضتها و ابوها جنبه بيراقبه بإستغراب و مش عارف يفسّر موقفه بس معلّقش !
شويه و اللوا سليم قام: انا هروح اعمل كام تليفون كده اشوف الاخبار وصلت لفين .. و اكلّم والدتها روّحت من بدرى البيت تجيبلها حاجات هشوفها هتيجى امتى و لا ازاى .. مراد بصدق: إذا حابب اروح انا اجيبها لهنا اللوا سليم ابتسم غصب عنه ربع ابتسامه: لا عامل حسابى هبعتلها السواق متقلقش .. هروح بس اتطمن و اجيلك تانى اعذرنى مراد و كأنه كان مستنى ده يحصل: لا و لا يهمك براحتك !
اللوا سليم نزل و هو حاسس او شبه عارف ان مراد عايز يتطمن عليها و مش عارف يجيبهاله ازاى .. و عينيه تايهه بتسأله عنها و ده خلّاه قام و مش عارف ليه عمل كده ! سليم نزل و مراد قعد قدام اوضتها كتير .. فضل متردد حبه يدخل يتطّمن عليها قبل ما يمشى .. و لا بلاش لا تكون صاحيه .. طب هيبصّ عليها من بعيد و يخرج بهدوء !
قام ناحية اوضتها .. مسك أوكرة الباب كتير و فضل مضطرب حبه .. و الاخر خبّط خبطه خفيفه ع الباب لا تكون صاحيه .. و اما مسمعش صوت عرف انها نايمه و نوعاً ما اتطمن ل ده .. دخل و قفل الباب وراه و فضل واقف يتأمل ملامحها الهاديه و هى نايمه .. اد ايه دبلت كتير .. و الحزن هاجم على ملامحها .. بس جميله .. جميله جدا .. و ملامحها رقيقه .. قعد يبصّلها كتير و افتكر سفرها معاه و الكذا موقف بينهم اللى رغم ظروفهم إلا إنهم محفورين جواه .. افتكر كلامهم و اللى برغم بردوا حدته إلا إنه حافظه !
افتكر اما ولدت و هو معاها ف المستشفى .. و اد ايه الدكاتره كانوا مفتكرينه جوزها و انه ابو المولود و سلمهوله ..
Flash baak
مراد خارج من المستشفى بعد ما ولدت و ابوها وصل .. و اما سمع كلام ابوها و نظرة الشك ف عينيه ناحيته و انه اذاها سابهم و مشى .. نزل من دور العمليات بس قبل ما يخرج قابلته الممرضه اللى كانت معاها .. الممرضه بفرحه: يا استاذ يا استاذ مراد بإستغراب: نعم .. انتى بتندهيلى انا ؟ الممرضه: اه مبروك ما جالك مراد رفع حاجبه: نعم ؟
الممرضه ضحكت: مش حضرتك اللى كنت جايب المدام بتاعتك من شويه لهنا بتولد مراد سكت و هى ضحكت: اايه نسيت المولود و لا ايه ؟! و لا لهفتك ع المدام نسّتك ابنك ؟ مراد بعد اما كان هيسيبها و يمشى شئ جواه خلّاه يروح يشوفه .. مراد بشئ من اللهفه: هو فين ؟ خرج ؟ الممرضه بفرحه: اه .. قولّنا بس اسمه عشان نكتبه على السرير بتاعه و الإسوره ف ايده و بعدها ادخل اذّن ف ودنه و شوفه .. مراد مره واحده افتكر اما همسه حطّت ف ايده المصحف و أد ايه إرتبك لإنه اول مره من كتير يمسك كتاب ربنا .. و دلوقت مطلوب منه يردد الاذان .. نداء ربنا .. و بردوا بسببها .. يا الله ! مراد بهدوء: حاضر
مشيت و هو مشى وراها و دخل غرفة المواليد و واحده سلّمته طفل .. اللى اول ما لمسه جسمه كله قشعر .. و عينيه دمّعت .. و مش عارف يوصف احساسه .. فرحان على خايف على مشتاق على قلقان على زعلان من نفسه انه حتى يوم ما يبقا اب يبقا بالكذب ! فضل باصص كتير للولد و مركّز ف تفاصيله اللى شبه امه .. يا الله اد ايه يشبهها كتير .. حتى دموعه و عياطه !
ميّل عليه فضل يبوس فيه مره ورا التانيه و الولد شويه شويه بيهدى من العياط .. و بيحرّك راسه بيبتسم و ده خلّاه ابتسم له بحب و فضل يلاعبه .. لدرجه انه ماخدش باله من الممرضه اللى واقفه تكلّمه من بدرى .. فاق على صوت ضحك الممرضه و استغرب مراد: هاا ؟ كنتى بتقولى حاجه ؟ الممرضه بهزار: شكلك بخيل .. و بتتوه عن حلاوه الحلو ده مراد فهم: اه ااه معلش نسيت .. طلّع فلوس من جيبه من غير ما يعدّ و ادهالها و هى فرحت جدا و رجع كمّل مع الولد ضحك و ملاغيه ..
الممرضه خرجت جابت اسوره بلاستيك حطيتها ف دراع الولد: هاا سمّيت الحلو ايه ؟! مراد انتبه: هاا ؟ الممرضه ضحكت: يالهووى ده واخد عقلك خلاص ..كده امه هتغير و تقلب عليكوا انتوا الاتنين .. و شكلكوا هتبات ع السلم بيه .. مراد ابتسم لكلامها اللى خلّاه نوعاً ما قلبه دق جامد مش عارف ليه ! الممرضه: هاا ؟ اكتبه ايه على السرير بتاعه و ايده .. لحد ما تسجلّوه .. مراد بضيق: اما جده ينزل هيكتبه الممرضه استغربت: انت مش ابوه ؟ يبقا حقك .. و لا شكلك مش مسيطر .. مش بقولك المدام شكلها مسيطره مراد و هو مبتسم لكلامها: مرااد ... اكتبيه مراد ! الممرضه و هى بتكتب: مراد ايه ؟
مراد كان ناسى: مراد مراد العص قطع كلمته و نفخ بغلّ و كأنه افتكر: مرااد عاصم الشرقاوى ! الممرضه: تمام .. انا سجّلت اسمه ده ع السرير و ايده .. بكره تيجى تاخده عشان ياخد تطعيمه و يتكتب رسمى و تطلّعله شهادته .. مبروك عليك .. مراد: ان شاء الله و هى اخدت منه الولد اللى قبل ما يدهولها باسه كتير من كل حته ف وشه و همسله و رقده بهدوء ف سريره و سابهم و خرج !
baak
مراد جنب همسه ف اوضتها .. افتكر فرحته اما عرف ان الولد اتكتب مراد فعلا .. للإسف قبل ما يموت او يتقتل .. و فضل يخمّن هى استسلمت للإسم و لا عجبها الاسم فعلا ..
افتكر من كلام ابوها عنها اد ايه كانت مجنونه و عاقله و هاديه و شقيه و طفله ف نفسها .. و ازاى دبلت اوى كده مع عاصم ! و استغرب ليه الواحد منهم اما مش هيزوّد من حيوية الواحده اللى معاه و طاقتها ليه بياخدها من بيت ابوها ؟ ليه بياخدها من بيت هى مكنش ناقصها فيه حاجه عشان يحطّها ف بيته و يسلب منها كل حاجه !
مراد قرّب منها حبه ب حبه بهدوء و ميّل ع السرير و نَفسه بيقرّب منها .. بيشم ريحتها .. و مش عارف ليه بيحفر ملامحها جواه .. بس حاجه جواه اتولدت ناحيتها و مش عارف يسيطر عليها ! يمكن خوف عليها .. ممكن شفقه على اللى حصلها .. ممكن إحساس بيها لإنه اتخان زيها .. او ممكن ... ممكن ...
و اول ما افكاره وصلت لهنا إبتسم بتلقائيه و لقى نفسه بيقرّب منها جامد و قعد جنبها على حرف السرير بهدوء فضل يتأمل ملامحها بدقّه .. ركّز كف ايديه الاتنين ع السرير حواليها و هى رقدتها بين إيديه و ميّل عليها بحيث وشه فوق وشها على طول ..
فجأه لقى نفسها بيقرّب من وشها جامد و شفايفه بتقرّب منها لحد ما لمست شفايفها بهدوء .. باسها بهدوء مره ورا مره وراه مره لحد ما خطف شفايفها بين شفايفه و غمض عينيه و نسى كل حاجه حواليه حتى هى و إنها ممكن تصحى .. و شويه شويه الهدوء اتحوّل عاصفه لحد ما بقا نوبة جنون ..
حسّ بيها ابتدت تتقلّب بس ملامح وشها مَرِنه معاه و كأنها بتحلم .. او ممكن مستجيبه .. بس و كأنها مبتسمه او حاسّه بوجوده ! و فجأه فتّحت عيونها و هو كمان حسّ بيها ف فتّح عينيه اللى كانت مغمّضه بهيام و وشهم قصد بعض .. و اتلاقت عيونهم ف نظره طووويله جدا برغم خبرته إلا إنه معرفش يفسرها ! همسه: _
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني عشر
مراد قرّب من همسه و قعد قصادها على حرف السرير.. و باسها بهدوء مره ورا مره وراه مره لحد ما خطف شفايفها بين شفايفه و غمض عينيه و نسى كل حاجه حواليه حتى هى و إنها ممكن تصحى.. و شويه شويه الهدوء اتحوّل عاصفه لحد ما بقا نوبة جنون ..
حسّ بيها ابتدت تتقلّب بس ملامح وشها مَرِنه معاه و كأنها بتحلم .. او ممكن مستجيبه .. بس و كأنها مبتسمه او حاسّه بوجوده ! همسه بتهلوس بصوت مبحوح كله نوم: عااصم .. وحشتنى .. مشتقالك قووى ... مش عارفه ازعل منك .. كنت عايزه ابعد اه بس مكنش ف بالى ابعد ابداا .. انا كنت برجّعك لحضنى .. وحشتنى و فجأه فتّحت عيونها ببطئ شويه شويه ..
مراد كان قريب منها .. تقريبا ف حضنها .. و بمجرد ما سمعها حس انه اتجمّد .. غمض عيونه بوجع مش عارفله سبب .. هو جوزها و مهما حصل طبيعى تشتاقله خاصة انها كانت عشقاه .. انما هو ايييه ؟ حسّ بيها بتفتّح عيونها ف فتّح عينيه اللى برغم وجعها إلا إنها بتلقائيه لونها قلب للرمادى و بتلمع لمعه غريبه من نوعها ع الاتنين و وشهم قصد بعض .. و اتلاقت عيونهم ف نظره طووويله جدا قطعها خضة همسه اللى رفعت نفسها بعنف و رغم كده هو متحركش زى اللى اتربط بيها خلاص !
همسه اتنفضت بصدمه: اا .. انت بتعمل ايه هنا يا حيوان انت ؟! مراد عيونه لمعت بشغف واضح جدا: كنت بتطمن عليكى .. حاولت كتير ابعد .. حاولت امنع نفسى من انى اقلق عليكى .. من انى اجى .. بس معرفتش .. فشلت ! فشلت حتى ف انى افهم و اعرف ليه !
همسه لسه هترد بغضب بس قبل ما تنطق كان هو خرج بسرعه من قدامها .. بصّت بصدمه للفراغ اللى سابه مكانه قدامها ! همسه لنفسها بغضب: كان عايز ايه الحيوان ده ؟! كان جاى ليه ؟! عاصم و خلاص انتهى من حياتى .. جاى ينتقم من مين ؟! شردت مع نفسها و ف وسط استغرابها ابتسمت فجأه من غير ما تحس و بتلقائيه حطت ايديها على شفايفها .. بس بسرعه ابتسامتها اختفت و نفضت ده من دماغها و دوّرت وشها الناحيه التانيه بغضب ..
مراد خرج بسرعه من قدامها .. زى اللى بيهرب من حد .. مش عارف ده عشان خايف يضعف .. خايف تفهمه غلط .. تصدّه بعنف .. او يمكن عشان هو نفسه مش فاهم نفسه .. مش فاهم قرّب منها كده ليه ! بعد ما خرج و قفل الباب فضل كتير ساند ع الباب شارد و ابتسم اما افتكر جنونه و هو بيقرب من وشها و بيلمس كل حته فيه بشفايفه و بيقرب من شفايفها .. استغرب احساسه ! ف إنه كان طمعان ف قُرب اكتر كمان .. استغرب احساسه .. و كأنه اول مره يشوف واحده اصلا .. ليه حاسس كده ؟ افتكر انه من وقت ما شافها و هو انشغل تفكيره كله بيها .. لاء ده تقريبا معتش بيركز ف حاجه غيرها ..
فضل كتير مستغرب ازاى واخده الحيز ده من تفكيره و سرحان .. لدرجه انه محسش ب ابوها اللى جاه من شويه و بيكلمه و فاق على صوته ..
مراد بانتباه: هاا ؟ كنت بتقول حاجه ؟ اللوا سليم بإستغرب: كنت بقول حاجه ؟ انا تقريبا قلت حاجات بس انت اللى مش معايا ! مراد بإحراج: اه معلش مخدتش بالى .. خير اللوا سليم بصّله بغموض: لا مش مهم .. المهم خلاص روّح انت و لو حصل جديد كلمنى غير كده مش هتلقونى اليومين دول مراد اتنهد: براحتك طبعا .. و هبقا اعدّى عليك ..سلام و مشى من قدامه بسرعه كأنه بيهرب من قدامه ..
اللوا سليم فضل باصص ناحيته كتير بإستغراب و زاد إستغرابه اما دخل ل همسه اللى لقاها سرحانه تماما و مش مركزه و منتبهتش حتى لدخوله همسه بخضّه: هاا ؟ معلش محستش بيك و انت داخل .. جيت امتى ؟ اللوا سليم ضيّق عينيه: محستيش ! و كنت بقول ايه ؟ همسه ارتبكت: انا مسألتش حضرتك كنت بتقول ايه .. لإنى مسمعتش حضرتك بتقول حاجه اللوا سليم رفع حاجبه بتفحّص ليها: ااه بس هو سأل بردوا .. لإنه اتكلمت و اتكلمت و اتكلمت و مسمعش ف هو اللى سأل بئا كنت بقول ايه .. همسه اندفعت: مراد !؟
اللةا سليم بصّلها بغموض بس ساكت و همسه اتوترت: اه هو كان هنا تقريبا .. بس انا كنت نايمه مخدتش بالى ! اللوا سليم: ممممم اه كان جاي يبلغنى بحاجه ف الشغل و بيتطمن عليكى ! همسه من غير ما تفكر: اه مانا طردته و هزّقته و قولتله معدش يجى هنا تانى ! اللوا سليم ضيّق عينيه: مخدتيش بالك انه جاه و كنتى نايمه و لا هزقتيه و طردتيه ؟! همسه اتلغبطت: هااا ؟
مراد خرج من عندها و من المستشفى كلها و راح على مكان شغله بيحاول يستبعد اى تفكير من دماغه .. بس حس انها شويه شويه بتتسرّب جواه .. بتلجّم عقله .. بتسيطر عليه .. بتخطفه .. مش عارف حس بده امتى .. بس اللى عارفوه انها بتخطفه لعالم تانى.. لعالمها .. و مش عارف يوقّف الاحساس ده و حابّه جدا !
مهاب: ربنا يستر بئا مراد و كأنه اتفاجئ بوجوده: مهاااب !؟ انت هنا من امتى ؟! مهاب رفع حاجبه: جرا ايه ياض انت ؟ مالك كده ؟ ايه التوهان اللى بقيت فيه ده ؟ مراد انتبه: معلش مكنتش مركز مهاب: و ده من امتى ده ؟! ده انت دماغك على طول ماشيه ف تلاتين اتجاه ف نفس الوقت .. و بتهتم بتفاصيلهم و بتركيز كمان .. ايه اللى متوّهك كده ؟ مراد اتنرفز: خلاص يا مهاب .. انت بتحقق معايا ؟ و خرج بسرعه بغضب من قدامه قبل اى اسئله تانيه و كلام كتير !
همسه اتحوّلت على مستشفى اورام و اتاخدت منها عينه للتحليل و اتعملّها اللازم و الكل استنى النتيجه بقلق !
مراد بيخانق ف نفسه طول الوقت بين حربين .. حرب انه عايز يشوفها و مش عارف ليه .. و حرب انه عايز يبعد و يمنع نفسه منها لإنه لسه خارج من تجربه فشل فيها فشل ذريع و معندوش استعداد يثق ف حد تانى .. هو مش عارف ايه اللى حاسس بيه ده .. بس كل اللى عارفوه انه مخطوف .. مرتاح .. و الارتياح ف اى علاقه يعتبر علاقه تانيه لوحده .. مراد مع اخته فاطمه بيحاول يخرّج نفسه ب أى شكل من التفكير ف اى حاجه خاصه ان نتيجه التحليل ل همسه لسه مظهرتش و قلقان .. فاطمه: هو انت مش ناوى تعتق نفسك من حوار كل زياره للصعيد و تريّح الحاجه و تعملها اللى عايزاه ؟ دى كانت مستنيه جوازك بفارغ الصبر و اما فركشت هتتجنن و تغمض عين و تفتّحها و تلاقيك ف بيت العدل.
مراد ضحك قوى و هى معاه: تقولش بنت و خايفه عليك تبور .. مش هترتاح الا اما تشيل خَلفك حتى لو هتجيبلها برص صغنن مراد ابتسم غصب عنه: استر ياارب من حوار كل سفريه ده فاطمه ضحكت: ماهو ريح نفسك الحاجه مش هتسيبك الا اما تقفل عليك العشّه مع سعيدة الحظ مراد سرح و ابتسم: ربنا يسهل فاطمه انتبهت وومره واحده ضحكت: ايه ده اول مره نفتح الحوار ده و تسكت ..
فين زعيقك ؟ فين عِندك ؟ فين غرورك ؟ و لا لقيت اللى تكسرهم و تكسر القاعده معاهم و تخليك حنفى وكلمتك تنزل المرادى مراد ابتسم و سكت و سرح .. هل هو فعلا لقى اللى عرفت تخطفه كده ؟ و تخلّيه يغيّر رأيه و يرجع يثق من تانى ؟ و امتى ده ؟ اذا كان هو لسه خارج من تجربه فاشله ملحقش يشم نفسه .. معقوله قلبه اتفتح بسرعه كده تانى ؟! و لا هو اصلا متفتحش اولانى ؟ فاطمه سكتت شويه: طب مش ناوى تراضى ابوك ؟ مراد وقف بجمود: لاء فاطمه لحقته: حبيبى هو بس كان مصدوم .. هو مستنيك انت تراضيه و مراد زعق: مين يراضى مين ؟ هااا ؟ و مين كان مصدوم اصلا ؟
فاطمه: هو كان مصدوم انك ساكت و مش بتدافع حتى عن نفسك مراد بضيق: و انا كنت مصدوم من الموقف كله .. انتى فاهمه موقفى كله كان عامل ازاى ؟ فاطمه بحب: طب و لا حتى عشان خاطر امك ؟ دى مموّته نفسها من العياط عشانك مراد سكت شويه: ربنا يسهل فاطمه بإصرار: انا راجعه بكره و انت اتحجج انك جاى توصلنى و ادخل و الامور هتجيب بعضها لوحدها مراد بغيظ: اتحجج ؟
فاطمه: يلا بقا متبقاش غلس مراد ضحك و شدّها عليه: انا غلس يا تحفه ؟ فاطمه هزّت راسها بإستفزاز ااه و مراد شدّها عليه و قعدوا يجروا ورا بعض و يهزروا و يضحكوا كتير لحد اخر الليل دخلت نامت و مراد كمان حاول ينام بعد ما قرر يسافر معاها الصبح .. و دى كلها كانت محاولات يلهى بيها نفسه عن التفكير ف اللى خطف عقله .. مراد صبح الصبح لقاها بتجهز شنطتها و مجهزه شنطه له مراد رفع حاجبه: بردوا ؟ فاطمه ضحكت: بردوا
مراد اخدها و سافر الصعيد و هناك قابل ابوه .. مراد بحب ميّل على ايده باسها و ابوه برغم الضيق من الموقف اللى حط نفسه فيه إلا إنه مقدرش يتجاهل محاولته للصلح دى .. ابوه بغيظ: ان مكنتش ابعتهالك هى عشان تتلكك و تجيبك متجيش انت من نفسك ؟ مقموص حضرتك ؟ مراد بصّ وراه لأخته و عمل نفسه بيتف عليها و هى ضحكت قوى مراد رجع بص لأبوه ابتسم: لاء مش كده .. بس انت عارف الشغل و قرفه .. ضغط شغل مش اكتر امه جات عليهم بلهفه بمجرد ما سمعت صوته حضنته قوى و ابتدت تعيط: وحشتنى مراد بهدوء: شششش انا كويس انا بس كنت محتاج فتره ابقا لوحدى لحد ما اهدى ابوه: و اعتقد خدت الفتره دى .. يبقا ترجع تركز ف شغلك تانى و تقفل ع اللى حصل و تحمد ربنا انها جات لحد كده و لا ايه ؟
مراد: الحمد لله ابوه بترقّب: كويس انك خدت حقك و حق شرفك من بنت ال... و لا كفايه اللى حصلها امه خبطت على صدرها: يالهووى يا مراد انت عملت اللى ابوك كان عايزوه ؟ مراد مفهمش بس بصّ لأبوه بإستغراب و ابوه نفخ: ماهو مكنش ينفع تمرمغ شرف ابنى ف الارض و تفضل على وش الدنيا .. ابنى اللى كل الدنيا بتحلف بيه مش حتة مَره و*** اللى هتلعب بيه و عليه مراد وقف بذهول: هو انت اللى قتلتها ؟ طب إزااى ؟ إذا كانت هى اتقتلت ف الساحل ؟ إيش عرّفك إنها و قطع كلامه و بصّ لابوه قوى: ده إنت كنت بتراقبنى بقا ؟ ابوه بحده: و هو انت كنت عايزنى اسمع كلام زى ده على ابنى الوحيد و اعمل ايه ؟ هاا ؟ كان لازم اتأكد ؟ مراد بحذر: و اما اتآكدت ؟
ابوه بجمود: خدت جزاءها مراد وقف بعصبيه: بأيدك ؟ خلاص بقينا قتّالين قُتله ؟ بلطجيه ؟ ابوه وقف قصاده و زعق: امال انت كنت مسافرلهم ليه ؟ و كنت هتاخد حقك ازاى ؟ مراد اتنرفز: بالقانون و الا مكنتش سيبتها ابوه: و اديك سيبتها مراد: كنت عارف هجيبها ازاى و اللى كنت هعمله فيها اسوء من الموت نفسه .. غير إنها كانت هتبقا شاهد زفت ف القضيه .. ابوه قعد ببرود: و اهى خدت جزائها .. ف داهيه .. احنا صعايده و ميتختمش على قفانا ابدااا مراد نفخ بغيظ .. متوقعش ابدا إن أبوه يكون ممشى حد وراه لمجرد انه يتأكد عشان مش واثق فيه و لا إنه يتصرف كده .. ابوه سكت شويه: المهم ناوى على ايه ؟
مراد: القضيه مفتوحه و شغالين عليها ربنا يسهل ابوه: و ف الجواز ؟ مراد رفع حاجبه بإستغراب: جواز ايه ؟ هو انت متخيل انى بعد اللى حصل ممكن افكر اعيدها تانى ع الاقل دلوقت ؟ امه بمحايله: و ليه لاء ؟ ع الاقل تخرج من حالتك دى ؟ مراد وقف بغيظ: مالها حالتى ؟ ماشى بصوّت و لا بشدّ ف شعرى ؟ واحده و اختيارها كان غلط من الاول و اهى غارت ف داهيه .. ابوه: المهم انك عرفت ان اختيارك كان غلط و انك حتى مبتعرفش تختار مراد بحذر: مش معنى إنى اختارت مره غلط يبقا مبعرفش اختار !
ابوه بحده: غلطت مره و انا مش هسيبك اما تغلط التانيه مراد بترقّب: يعنى ايه ده بقا إن شاء الله ؟ ابوه بجمود: كلّمتك قبل كده مره و اتنين و عشره عن بنات عيلتنا و انت قولت لاء و هختار بنفسى و مش عارف ايه .. و كانت النتيجه ايه ؟ أظن انك شايف النتيجه بعينك .. يبقا مالهاش لازمه الغلط تانى مراد بزهق: و انا قولت لاء .. ابوه بحده: و انا مباخدش رأيك .. بنت عمك كويسه و محترمه و اعتقد انك حتى لو متعرفهاش مش هتبقى زى ال ... اللى انت بنفسك اختارتها مراد زعق: انا مش بنت عشان يتفرض عليها الجواز ابوه ببرود: انا خلاص اتفقت مع عمك.
مراد وقف بعصبيه: مش هيحصل .. انا مش عيل صغير عشان تأكّلوه اكله مش عايزها ابوه زعق: و انا مش هسيب اهل البلد كلها تتكلم عليا و عليك و ع العيله كلها عشان خاطر سيادتك .. فضيحتك اتنشرت ف كل حته و الكل عرف بيها و بسببك بقيت امشى مطاطى للكل مراد بغيظ: و ادينى اتبرّأت منها ابوه: و انا همشى الفّ على كل واحد احكيله اللى حصل ؟ مراد بغيظ: و هو الجواز اللى هيحلّها ؟ هو انا بنت هتدارى على فضيحتها ؟ ده انا لو عملتها بجد الموضوع مش هيتعالج بالجواز ! أبوه: لاء بس ع الاقل الكل اما يلاقيك اتجوزت هيعرفوا انك مش معيوب و لا عملت حاجه و إلا مكنش حد رضى بيك مراد: و إذا قولت لاء ؟ أبوه بحده: يبقا لا ابنى و لا اعرفك .. انا مش هعيش عمرى كله مطاطى راسى بسببك و انا كبير عيله و كبير بلد بحالها
امه اتدخّلت ف كلامهم: اهدوا بس و صلّوا ع النبى .. الامور متتاخدش كده أبوه بحده: مش شايفه البيه اللى بدل ما يجى يعتذر جاى يبجّح مراد لسه هيتكلم امه حلّقت عليه: شوية وقت يكون هِدى و الموضوع هِدى و اعصابه كمان هديت و كل حاجه هتتحل ان شاء الله أبوه بجمود: ف الاول و الاخر انا قولتله اللى عندى
مراد بصّله بضيق و نفخ و كتم غيظه و سكت بس تغكيره راح ف إتجاه تانى خالص .. و حسّ إن الامور مش هتعدّى بالساهل و لا الطريق هيبقا سهل ..
ف روسيا .. ماهر اتنرفز: مراد ايه اللى بتفكر فيه دلوقت ؟ انت اتجننت ؟ ده بدل ما تعقل كده و تفكر هتعمل ايه و تظبّط امورك ازاى ؟
عاصم بعنف: ماهو لولاه مكنش حصل اللى حصل ده كله ماهر: لولا هو و لا لولا طفاستك ؟ عاصم ضحك بمكر: واحده و هو مش مالى عينيها اعمله ايه ؟ ماهر بنفاذ صبر: اللى حصل حصل ننتبه بقا لشغلنا .. الناس اللى احنا معاهم مبترهجش و مبترحمش .. و لولا ان لسه لهم مصالح معاك اظن انك عارف كويس كانوا عملوا ايه عاصم بشر: و ادينى بقولك لو فضل الزفت مراد هناك مش هتعرفوا تعملوا حاجه.
ماهر: إحنا خرّجناك من وسطهم بصعوبه .. ده لولا إنشغال سليم ببنته المرميه ف المستشفى و جوز الكلاب مهاب و مراد وراه مكناش هنعرفوا نطلعوا بيك من البلد عاصم انتبه: مهاب وراه عشان يعتبر لهمسه اخوها .. انما زفت ده بيعمل معاهم اييه ؟ ماهر انتبه بس محبش يدخل ف تفاصيل: قصدى انه مش عارف يتصرف لوحده من غيرهم .. ف غرقان ف القضيه لوحده عاصم هزّ راسه بعدم اقتناع و تفكيره شرد ف إتجاه تانى و كزّ على سنانه بغلّ ماهر: المهم ان القضيه دى لازم تتقفل بقا عشان المانجر عايز يقابلك نضال كان دخل: و زى ما اتفقنا هنقفلها قبل ما تقابلوا عشان يتطمنلك اكتر عاصم انتبه: هتعملوا ايه ؟
ماهر: هنجيبلك كبش فدا يشيل الليله كلها .. بس قبلها هنشيل نسخه من المعلومات و سيفيهات القيادات اللى جيبتهالنا انت ع الميكروفيلم نحطها على فلاشه خارجيه لينا و نرميلهم الميكروفيلم ف طريقهم عن طريق حد من اللى تبعنا عندهم هناك و اللى كانوا بيساعدوك جوه الجهاز هناك
نضال: و بكده كبش الفدا ده هيشيل الليله كلها من أول تسريب المعلومات دى لأول مره لحد الأخر ماهر: و الموضوع قانونياً بالنسبالك هيكون منتهى لإنهم قدام القانون بمجرد ما هيقع كبش الفدا ده ف أيديهم القضيه هتتقفل غصب عنهم حتى لو هما فاهمين اللى عملناه
نضال: و بكده القضيه هتبقالك شخصيه بينك و بين مراد و اعتقد دى سهله عاصم ضحك: لاء ده سيبهولى بقا ماهر بتحذير: اه بس مع ذلك ساعتها حتى رجوعك مصر هيبقا مستحيل .. علاقتك بيهم لازم تقع عشان نعرف نلتفت لشغلنا عاصم شرد بغلّ: متقلقش .. القضيه تتقفّل و ساعتها بقا افضالهم و نشوف يا باشا مين اللى وقته خلص !
مراد ساب الصعيد و رجع القاهره تانى و ساب كل حاجه للظروف .. عدّى اسبوع ف قلق و توتر لحد ما بانت نتيجه التحليل بتاع همسه اللى كانت رغم انها متوقعه الا انها كانت صدمه للكل !
اللوا سليم بحزن: يعنى ايه الكلام ده يا دكتور ؟ انت مش قولت ده مجرد احتمال و ضعيف كمان ؟ الدكتور: بس للأسف الاحتمال اتأكد .. نتيجة التحاليل أكّدته .. مهاب بقلق: بس اكيد له علاج .. الطب اتقدم كتير و اكيد مش هيقف عند حاجه زى كده الدكتور: للأسف مش كل حالات الأورام بيبقا ليها علاج اللوا سليم اتنرفز: يعنى ايه ؟ هيجى عندها و يعجز ؟ لو مش عارف تعمل حاجه قوول و انا اتصرف الدكتور: مش قصدى .. بس الورم اللى عند بنتك اه التحليل اثبت انه حميد .. لكن للإسف كبير و متشعّب و لو استمر وقت اطول هينتشر بشكل اكبر ف منطقة الحوض كلها ..
و ممكن يتنقل منه للجسم كله .. ساعتها هيبقا صعب السيطره عليه ! اللوا سليم بحزن: طب ليه نشيل الرحم ؟ ليه منسيطرش عالورم بس نشيله و نحتفظ بالرحم ؟ الدكتور: احنا فعلا هنحاول نعمل كده .. بس للإسف مضمنش مهاب اتنرفز: يعنى ايه متضمنش ؟ الدكتور: يعنى لو ف العمليه حاولنا نستشّف الورم من الرحم و حصلت اى طوارئ ف تحت اى ظروف هنشيل الرحم .. الورم زى ما قولت لحضرتك كبير و متشعّب و مسيطر ع المنطقه اللى تحت و صعب نسلّكه الا اذا شيلنا الرحم !
اللوا سليم بحزن: انا بنتى لسه مخلفتش .. خلّفت و ابنها مات قدام عينيها .. و لو اللى بتقوله ده حصل هتبقا مصيبه هى مش هتعرف تتقبلها .. ف ارجوك اعمل ايه حاجه ! الدكتور بأسف بعد ما سكت شويه: كل اللى اقدر اعمله دلوقت إنى أديها مسكنات عشان تستحمل الألم و شوية علاج .. و ده عشان نماطل ف الوقت لحد ما تشوفوا هتعملوا ايه و تقنعوها ازاى ! بس للأسف الوقت ده مش هيبقا كبير .. لازم تدخّل جراحى ف اسرع وقت قبل ما الوضع يخرج من ايدينا ! اللوا سليم بحزن: طب الوقت ده قد ايه يعنى ؟ الدكتور بتفكير: شهور ... و ان زاد مش هيعدّى السنه .. و اعتقد ممكن كده يبقا قدامها فرصه ف الوقت ده تخلّف ..
مهاب رفع حاجبه بغيظ للدكتور: سنه ؟! و تحمل و تخلف ؟! دى لو متجوزه مش هتلحق ف السنه تحمل و تخلّف ! الدكتور: و الله ده المتاح قدامى .. بعدين عمليات الحمل الصناعى زى الحقن المجهرى و اطفال الانابيب و التلقيح و ما شابه ده بتفيدنا كتير ف الحالات اللى زى كده .. بتوفرلنا وقت .. اهم حاجه بسرعه تاخدوا قرار و تتحركوا على أساسه لإن بعد الوقت ده معتقدش هيبقا ينفع ننتظر تانى .. اللوا سليم: طب انا مش عارف هبلغها ب ده ازاى .. مش هتستحمل .. مهاب بضيق: مش لازم تعرف دلوقت الدكتور: لاء لازم تبلغها و لازم تعرف .. عشان تبقا فاهمه الوضع و حالتها بالظبط و تتصرفوا ع الاساس ده .. و ده هيخليها متقبّله اى حل و مستعده لاى ظروف تحصل !
اللوا سليم سكت بحزن لإنه مش عارف هيتصرف ازاى و لا هيبلغها ازاى و هتعمل ايه و إزاى ف سنه ممكن يعدّى الازمه دى ..
خرج من عند الدكتور مخنوق و مش عارف يروح فين .. هيروح البيت يبقا لازم هيقولها و هو مش مستعد لده دلوقت .. قرر يروح شغله لحد ما يهدى و يفكر و يشوف هيتصرف ازاى .. راح و دخل مكتبه و دماغه هتنفجر و عمال يحلل ف كلام الدكتور و مش لاقى مخرج .. مراد لمحه داخل حاول كتير يمنع نفسه من إنه يدخله بس معرفش .. خاصة انه عارف انه نتيجه التحليل ظهرت و قلقان و قِلق اكتر اما شاف ابوها ف الحاله دى ! دخل وراه و حاول يستشّف منه اى حاجه عن الموضوع ده بس معرفش نهائى ! مراد: حضرتك ايه اللى جابك طيب دلوقت ما دام تعبان ؟ كنت ريّح شويه و لو فى اى جديد هكلمك ! سليم بحزن: لا مالوش داعى .. انا اصلا مخنوق و كنت اصلا محتاج افضل شويه لوحدى عشان اعرف افكر !
مراد قلقه بيزيد: تفكر ؟ تفكر ف ايه ؟ سليم بقلق: مفيش مراد بيحاول يشدّ منه اى كلام: مفيش ازاى انت مش شايف نفسك عامل ازاى ؟ سليم ساكت تماما و مش بيرد و لا منتبه مراد بتوتر: فى اى اخبار عن عاصم طيب ؟ سليم انتبه: و الله المفروض انا اللى اسأل حضرتك .. و المفروض ان الجديد عندك .. انتوا اللى بتدوّروا وراه و عنه مش انا ! مراد كزّ على سنانه بغلّ: فص ملح و داب .. كأنه مات .. مالهوش اى اثر .. سليم عقله شارد و مش مركز و عمال يخبط بالقلم بتوتر ع المكتب .. مراد بغضب: انا قولت ممكن كلمك او وصلت لحاجه عنه او يمك
قاطعه سليم بغضب: قولت لااء لا كلمنى و لا وصلت لأى زفت عنه .. و اتفضل يلا و متكلمنيش الا اما توصل لحاجه عنه ..
مراد خرج من عنده قلقه بقا فوق الوصف و مش عارف يروح فين و لا يجى منين .. خاصه انه راح لمهاب و بردوا نفس الوضع معرفش منه حاجه !
مراد بعد ما حاول كتير مع أبوها يعرف منه اى حاجه عن همسه بس معرفش و لا من مهاب و مره واحده جاه على باله المستشفى اللى همسه عملت فيها التحاليل و إنه هو اصلا اللى دلّ ابوها ع المستشفى دى ..
مراد اخد بعضه و راح ع المستشفى بتوتر .. بيقدّم رجل و يأخّر التانيه .. و بيفكر كتير يرجع .. و يفكر اكتر ايه اللى جابه .. بس خلاص قلقه جاب أخره و معرفش يعمل حاجه!
سأل ع الدكتور و لقاه ف العمليات و قدامه شويه وقت قعد انتظره لحد ما خلّص و خرج و دخله .. الدكتور: اهلا .. قالولى انك منتظرنى من كتير مراد: اه المقدام مراد العصامى الدكتور بروتينيه: اه اهلا خير اتفضل مراد اتردد شويه: انا تبع حالة همسه السويدى الدكتور بتذكّر: ااه بنت سياده اللوا سليم بيه السويدى ؟
مراد: ايوه .. انا بس كنت بستفهم عن الحاله و نتيجة التحاليل بتاعتها الدكتور بصّله بتركيز: مانا بلغت سليم بيه بتفاصيل حالتها .. و مدى خطوره الوضع مراد بترقّب: خطورة الوضع ؟ الدكتور ضيّق عينيه: هو مبلّغكش ؟ هو انت مش تبعها ؟ مراد بقلق: هاا ؟ اه تبعها بس كنت مسافر ف شغل و لسه جاى و جيتلك على هنا ع طول .. ف ممكن تشرحلى بئا و بالتفصيل حالتها ..
الدكتور شرحله الوضع كله و انها محتاجه عمليه لإستئصال الورم ده .. و الاحتمال ف شيل الرحم كبير جدا ده ان مكنش اكيد .. و اى تأخير خطر عليها و هو وافق بس يديها شويه وقت ميزيدش عن سنه ممكن تحمل و تخلّف ف الوقت ده .. و سواء ده حصل او لاء بعد السنه لازم من العمليه !
مراد سمع منه بقلق و استشّف منه مدى خطوره الوضع اللى هى فيه و تقريبا قدر يفهم سبب حالة ابوها و قلقه و ده نوعا ما ضايقه لإنه قريب منه جدا و بيعتبره اب تانى ليه ..
مراد خرج من عند الدكتور مش عارف يعمل اييه ..و عاجز على انه حتى يفكر .. قعد يلفّ بالعربيه و يفكر و يفكر لحد ما لقى نفسه واقف قدام بيتها ! مش عارف ايه اللى جابه و لا جاى يعمل ايه و لا يقول ايه .. بس كل اللى عارفوه انه لازم يعمل حاجه و مش متردد ابدا ف ده .. حسم امره و دخل ! رن الجرس و فتحله حد من الشغالين اللى دخّله الصالون ينتظر و راح ادّى للوا سليم خبر .. أبوها كان فوق لسه مبلغهاش و لا دخل عندها و بيحاول هيقولها ايه و ازاى !
و اما عرف ان مراد تحت نزل بسرعه و كأنه بيهرب او بيستنجد بحد يخرّجه من الموقف ده .. ابوها نزله سلّم و قعد و مراد قعد قصاده بتوتر و مش عارف يفتح معاه الحوار ازاى و لا يقوله ايه و الإتنين باصّين لبعض و ساكتين .. و كأن كل واحد فيهم منتظر التانى يقطع الصمت ده لحد ما مراد اخد نفس طويل و خرّجه بهدوء و على مراحل و نطق بالكلمه اللى صدمت ابوها و عجّزته عن الرد .. مراد بثقه: انا جاى اطلب من حضرتك ايد همسه !
ابوها بصّله بصدمه و شرد كتير بذهول فاق على صوت دب جامد ف الارض الاتنين بصّوا لبعض برعب و خرجوا على منظر همسه ف الارض و اللى من وضعها بيقول انها سمعتهم !
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث عشر
مراد بصّ بدون تردد للوا سليم: انا جاى اطلب من حضرتك ايد همسه .. اللوا سليم بصّله قوى و شرد كتير .. مش عارف ليه متفاجئش .. زى ما يكون مستنيه .. او كان مثلا متوقع ده منه .. قبل ما ينطق سمع صوت هبد جامد ف الارض .. مراد اتنفض مكانه ع الصوت و اللوا سليم اتفزع و قعد لثوانى مش مستوعب الاتنين بصّوا لبعض برعب و خرجوا على منظر همسه ع الارض اللى من وضعها بيقول انها سمعتهم !
همسه كان قبلها بدقايق سمعت صوت مراد تحت .. الفضول خلّاها بتلقائيه نزلت تشوفه جاى ليه .. و قبل ما تتحرك سمعت كلامه اللى كان زى الصاعقه بالنسبالها .. مره واحده حسّت الدنيا بتلف بيها و انسحبت وسط ضلمة اللاوعى ..
أبوها جرى بلهفه ميّل عليها و حطّ ايده على رقبتها يشوف نبضها و إيديها و الأيد التانيه بتخبط على وشها يحاول يفوّقها .. بصّ وراه لمراد اللى زى المتلّجم و مش عارف يقرّب و لا يبعد و لا ينسحب .. مجرد انه مش عارف يعمل ايه ف تايه ! اللوا سليم اتنرفز: ما تقرّب يا بنى ادم انت .. شوف هنعمل ايه ! مراد باصصلها بتوهان و مش عارف ياخد رد فعل اللوا سليم بعصبيه: هاتلى اى حاجه افوّقها .. هات ميه .. اى زفت .. مراد انتبه: خلينا ننقلها مستشفى ..
اللوا سليم: لاء مستشفى لاء .. بلاش .. الدكتور هيقولها و هى حاليا حالتها متسمحش مراد بقلق: عشان كده بقولك مستشفى .. خليها تعرف من الدكتور احسن .. هو هيشرحلها بشكل افضل .. هتستوعب منه .. اللوا سليم سكت شويه بتوتر: طب يلاااا هتقف تتفرج عليا كده كتير ؟ اتحرك ! مراد قرّب منها بحذر شالها بلهفه و بسرعه خرج على برا ..
قابله مهاب بصّله بإستغراب و قبل ما ينطق لقى ابوها و امها محصّلينه بخوف و حالة دربكه ف البيت .. اللوا سليم بحزن: مهاب كويس انك جيت مهاب بصّ ناحية الباب على مراد اللى سبقهم للعربيه: هو فى ايه ؟! ايه اللى بيحصل بالظبط ؟ هما عاملبن ابونيه مع المستشفى ؟ اللوا سليم بغيظ منه: همسه تعبت و رايحين بيها ع المستشفى .. حصّلنى و قبل ما يرد كان سليم خرج وراهم و هو حصّله ..
مراد أخد همسه بعربيته ع المستشفى و حصّله ابوها و امها ف عربيه مهاب اللى ركب و لحقه ! وصل للمستشفى اللى فيها الدكتور اللى متابعها ركن و لفّ فتح الباب .. قرّب منه مهاب و قبل ما ينطق كان مراد ميّل عليها بحذر شالها قدام إستغرابه و دخل بيها ع المستشفى ..
اخدوها منه ع الطوارئ و دقايق و كان طالعلهم الدكتور بتاعها اللى بلّغوه بالوضع ف دخل يفحصها و يشوف وضعها .. الكل واقف بقلق .. و مراد رايح جاى بتوتر و خوف قدام باب الغرفه بتاعتها تحت عيون سليم اللى ملاحظ قلقه و خوفه بس ساكت .. مراد مع نفسه سرحان بيفتكر ياترى سمعت كلامه مع أبوها ؟ اكيد سمعت .. و اكيد ده من غضبها من طلبه .. و لا تكون عرفت من ابوها بتحاليلها .. ياترى اللى عمله ده صح و لا غلط ؟ اتسرّع و لا دى فرصته اللى جاتله عشان يقرّبلها !؟
شويه و خرج الدكتور و الكل جرى عليه بقلق و كان مراد اسرعهم .. مراد بصوت مهزوز: هى هتبقا كويسه صح ؟ الدكتور: عندها انهيار عصبى .. إديتها مهدئ و هى نايمه .. اللوا سليم: هتحتاج تقعد هنا ؟ اقصد لو محتاجه تفضل شويه مفيش مشكله المهم تبقا كويسه الدكتور هزّ راسه: لاء هى تعب نفسى اكتر ما هو جسمى .. عشان كده بعد ما تفوق تقدروا تاخدوها و تمشوا .. و بالنسبه لحالتها الصحيه زى ماهى .. الدكتور سابهم و مشى .. مراد عينيه متعلّقه بالباب مش بتطرف حتى .. و ابوها مستنى تفوق بقلق و مهاب بينهم مش فاهم حاجه بس الوضع مش مناسب يسأل .. شويه و همسه فاقت و دخلوا يتطمنوا عليها .. مراد اتردد كتير يدخل و لا يستنى ..
ابوها قام اول واحد يدخل و اما لاحظ تردده سكت شويه لإنه التانى مش عارف حتى يفكر .. بعدها متكلمش بس فتح الباب لمراد و شاورله بعينيه كإنه بيديله أشارة المرور و مراد زى اللى كان مستنى حد يدفعه ان قراره صح ... دخلوا حواليها و همسه ابتدت تفوق .. بتفوق و يرجع يغمى عليها من تانى و للإسف اسم عاصم مكنش مفارق لسانها بس محدش فاهم هى بتقول اييه .. همسه بصوت مبحوح: عااصم .. ع .. عااصم .. سابنى .. انا متجوزه .. انا .. انا مش عايزه حد .. سيبونى ف حالى بقا
مراد غمض عينيه بوجع .. غمّضهم بعنف .. مش عارف يكرهه عشان سابها للوجع ده .. و لا يحمد ربنا انه سابهاله بس كل اللى عارفوه إنه ف اللحظه دى بيحقد عليه جدااا .. همسه فتّحت عيونها و كانت اول حد تلمحه مراد اللى كان قصادها بالظبط وابوها جنبها من ناحيه و امها من تانى ناحيه .. بصّت لمراد كتيير بتوهاان .. شافت جواه عينيه حااجات كتيير لا عارفه تصدقها و لا قادره تكذّبها .. لمحت جواهم صدق بيقول ان العيون دى عاشقه .. لاء ده بيقول إنهم مستحيل يكدبوا ..
إتلاقت عيونهم ف نظره طووييله كلها عتاب .. زى ما يكون كل واحد فيهم بيعاتب التانى على طريقته .. هى بتعاتبه على تسرّعه .. على مشاعره اللى لسه لحد دلوقت مش عارفه سببها .. و هو بيعاتبها على كتيير .. كتير اووى .. على رد فعلها .. على إسم عاصم اللى مبيفارقش عقلها الباطن كل ما تتوه .. بيعاتبها على إنه مالهوش حق حتى يعاتب ! همسه مره واحده دخلت ف نوبة عياط و أبوها جنبها ضمّها عليه بحب و قلبه موجوع عليها مراد انسحب بهدوء نادى الدكتور اللى رجع شافها و اداها مهدئ تانى و شويه و سمحلهم انها ممكن تخرج و اخدوها ..
مراد وصّلهم ع البيت من غير و لا كلمه لإن الوضع كله على بعضه مش مستحمل ..
ف البيت عند همسه هى ف اوضتها لوحدها بعد ما سابوها ترتاح .. دموعها مش راضيه تقف .. دماغها عمّاله تودى و تجيب .. مش لاقيه تفسير لموقف مراد ابداا مش عارفه تفسره .. التفسير المنطقى الوحيد هو إنه جاى ينتقم .. او يخلّص حق .. و هى من جواها مش عارفه تقتنع بده .. ده حتى ابوها كان متقبّل الأمر كإنه عادى .. مش فااهمه بس لازم تفهم .. طب تروح لمين ؟ قامت بهدوء راحت لأبوها اوضته يمكن تلاقى عنده حاجه تريّحها ..
ابوها و امها كانوا قاعدين لوحدهم ف اوضتهم .. هدى بحزن: ايووه يعنى انا مش عارفه هى هتفضل كده لأمتى ؟ سليم بضيق: معرفش ادعيلها انتى بس هدى: بدعيلها بس و بعدين يعنى ؟ لإمتى هتفضل مخبّى عليها ؟ ماهى لازم هتعرف .. انت بس كل اللى بتعمله انك بتضيّع ف الوقت اللى قدامها .. سليم بحزن: مش عارف هقولها ايه و ازاى .. و هى هتتقبل ده ازاى ؟ هتتقبله اصلا و لا لاء ؟
هدى: ماهى لازم هتعرف .. طب ع الاقل معرفتش هتعمل ايه مع مراد ؟ سليم سكت و بصّلها بقلق و هى اتنهدت بقلق: مراد فرصه كويسه بالنسبالها و جاتها ف التوقيت الصح .. انا صحيح مكنتش طايقاه بس ده عشان كنت شاكه فيه .. و اهو طلع برئ و اثبت كمان حسن نيته و متخلّاش عنها مع ان مش مطلوب منه ده سليم بشرود: اهو حكايه التوقيت ده اللى قالقنى هدى: ليه بس ؟ سليم بحيره: قضية الكلب عاصم لسه شغاله .. و انتى عارفه اللى عاصم عملوه مع مراد هو و مراته .. اضمن منين انه مش واخد بنتى تخليص حق ؟ مش يمكن قاطعته هدى: لا مش يمكن .. مش يمكن ابدا .. مش هيتشطر على مَره يعنى .. سليم بصّلها بتريقه: شوف مين اللى بتتكلم ؟
هدى بغيظ: زى ما قولتلك هو برّأ نفسه و بنتك كمان برّأته .. ده حتى عاصم نفسه باللى عمله برّأه .. بعدين لو عايز يعمل ده لو معملهوش بعد خلافه مع عاصم على طول او حتى مع طلاقها منه ؟ ليه لما عرف انها تعبانه و محتاجه فرصه حمل بسرعه قبل عمليتها ؟ سليم بشرود: معرفش هدى بدفاع: انت اللى بتقول كده عن مراد ؟ انت طول عمرك بتشكر فيه و بتقول عنه تلميذك .. انت ناسى عملت فيا ايه لما بس اتهمته و شكيت فيه .. و الاهم مفيش وقت لده كله .. سليم بحزن: اهو حكايه مفيش وقت دى اللى تعبانى .. لو مفيش تعب همسه ده كنت قولت نستنى شويه لحد ما اتأكد منه و هى تاخد وقتها و جرحها يلم .. لكن للاسف همسه وضعها سئ و بيسوء اكتر .. و محتاجه العمليه ف اقرب وقت ..
هدى بحزن: طب اما عرضت الاشعه و التحاليل بتاعتها ع الدكتور اللى برا مقالكش فى امل حتى لو ضعيف ؟ سليم: لاء بالعكس .. قالى الورم اللى عندها كبير و متشعّب و مفيش وقت .. لازم يتشال و بسرعه و حتى مدانيش فرصه انها تمشى بالعلاج شويه وقت يمكن تخلّف .. و قال لازم من العمليه بسرعه .. و محطّش فيها احتمالات ده اجزم ان الرحم هيتشال ف العمليه .. هدى بوجع: ياعينى عليكى يابنتى .. يعنى لازم من العمليه و لو عملت العمليه قبل ما تخلّف عمرها ما هتخلّف و لا يبقالها ضنا .. و ده كان ف الوقت اللى للأسف وصلت فيه همسه .. اتسمّرت مكانها .. صحيح مسمعتش كل حاجه .. بس وصلت على اخر جمله اللى رنت ف جسمها كله زى الكهربا .. أبوها سكت و امها كمان و محدش فيهم اخد باله من اللى واقفه برا مصدومه.
همسه اخدت نَفس طويل و كتمته جواها و خبطت ع الباب بهدوء .. و عشان ابوها و امها عارفين ان مفيش غيرها معاهم فالبيت الاتنين قاموا بفزع سليم فتح الباب بسرعه: حبيبتى انتى ايه اللى قوّمك من سريرك ؟ همسه بخفوت: مفيش لقيت نفسى زهقانه شويه قومت ابوها ابتسم: طب تعالى اقعدى معانا شويه انا و هدى همسه سكتت شويه: هو الدكتور قالك ايه ؟ ابوها لجلج ف الكلام: مفيش يا همسه .. يعنى هيقول ايه ؟ انتى نفسيتك تعبانه و اكيد ده اللى تاعبك همسه: بس ؟ امها لسه هتتكلم ابوها قاطعها اما لمح همسه عيونها دمّعت: هو فى اكتر من كده يا حبيبتى ؟
همسه صحيح مسمعتش كل كلامهم بس كلام أبوها دلوقت و تلجلجته أكّدولها ظنها ان فى حاجه و قبل ما تنهار سحبت نفسها بهدوء على اوضتها: خلاص انا شويه و خارجه امها بإستغراب: تخرجى تروحى فين يا همسه ؟ انتى مش شايفه نفسك عامله ازاى ؟ همسه بضيق: زهقاانه يا ماما و عايزه اتنفس امها: بس قاطعها سليم: براحتك ياحبيبتى المهم عايزانى معاكى ؟
همسه ابتسمت ابتسامه خفيفه: مستغناش بس حابه ابقا لوحدى سليم ابتسم: خلاص هكلم السواق يبقا معاكى و الحراسه همسه بتلقائيه افتكرت عاصم و قضيته .. مكنتش متخيله ابداا يجى اليوم اللى يتخاف عليها منه .. بعد ما كانت أمانها ف بيته ! همسه هزّت راسها و مشيت اتسنّدت لحد اوضتها و اول ما دخلت و قفلت وراها انهارت على الارض و انفجرت ف العياط .. قامت لبست و خرجت بهدوء من غير كلام تانى ! هدى بضيق: انت ازاى توافق تخرج لوحدها و هى فالحاله دى؟ سليم اتنهد: عشان تقريبا عارف هى رايحه فيين ! هدى بصّتله بإستغراب و هو سكت شويه: اعتقد انها عرفت بحالتها و ده اللى مخلينى متوقع انها رايحه للدكتور تستفهم منه اكتر خاصة بعد ما سألتنى .. انا لاحظت ده ف عينيها.
هدى بإستغراب: و اما انت لاحظتها ليه مقولتلهاش انت ؟ سليم: الدكتور هيجيبهالها بشكل افضل و يشرحلها الوضع من كل ناحيه .. همسه كان لازم تفوق و بسرعه عشان تعرف تخرج من دوامة عاصم .. و عشان تفوق كانت محتاجه خبطه قويه زى دى امها بقلق: ربنا يستر
همسه خرجت راحت فعلا ع المستشفى اللى كانت فيها .. سألت ع الدكتور و دخلتله همسه بهدوء: أنا عايزه افهم حالتى بالظبط و كل حاجه عنها الدكتور سكت شويه: انا قولت لسليم بيه ان همسه: و انا اللى جيالك دلوقت مش سليم بيه .. و عايزه اسمع كل حاجه و بالتفصيل الدكتور ابتدى يشرحلها كل حاجه عن حالتها بالتفصيل ...انها عندها ورم و انها محتاجه عمليه لإستئصال الورم ده .. و الاحتمال ف شيل الرحم كبير جدا ده ان مكنش اكيد .. و اى تأخير خطر عليها و هو وافق بس يديها شويه وقت ميزيدش عن سنه ممكن تحمل و تخلّف ف الوقت ده .. و سواء ده حصل او لاء بعد السنه لازم من العمليه ..
همسه اتجمّدت مكانها .. كانت بتسمعه بشئ من الذهول .. هى سمعت من كلام أبوها عن عمليه و خلفه و كده بس مكنتش متخيله ابداا الوضع بالمنظر ده .. تايهه لمجرد إن عقلها مش قادر يستوعب كمية الحاجات اللى عماله تقع ورا بعضها دى عليها .. اخدت بعضها و مشيت من غير حتى ما تنطق .. طول الطريق و عقلها عمّال يعرض قدامها لقطات و لقطات و مش راحمها و بين كل لقطه و لقطه بتغمض عينيها بعنف كإنها لسه عايشاها او عالاقل لسه شايفاها ! افتكرت منظر عاصم و هو ف حضن واحده تانيه بيخونها .. و افتكرت منظر ابنها و هو غرقان ف دمه ..
و افتكرت تعبها و رقدتها ف المستشفى و كلام ابوها و امها و دلوقت كلام الدكتور اللى وضّحه و اللى فهمت منه إنها يمكن عمرها ما هتعرف تعوّض ده كله ! افتكرت كلام مراد مع ابوها لحظة ما وقعت مغمى عليها و بكده فهمت الحوار كله ! هى كانت فاكراه جاى يكمّل انتقامه .. بس لاء هو جاى عشان حالتها .. عشان ينقذ الموقف . رأفة بيها مش اكتر ..
احساس بالذنب يمكن .. لكن مش .. مش .. مش ايه ؟! طب مانا كمان مبحبهوش و مش عايزاه .. ف ليه لاء ؟!
همسه روّحت و دخلت بهدوء .. امها كانت هتدخلها سليم منعها و سابها عشان تعرف تفكر بهدوء خاصة انه عرف من السواق انها راحت المستشفى .. قضّت الليل كله بتعيط بصمت و وجع لحد ما طلع النهار عينيها غفّلت نوم متقطع و كوابيس مالهاش اخر .. لحد ما طلع النهار صحيت .. نزلت اخدت موبايل أبوها بهدوء من اوضته و خرجت .. اخدت من عليه رقم مراد و رجّعته تانى ! فضلت كتير متردده بس خلاص حسمت امرها و كلّمته كان نايم رنّت كذا مره و قبل ما تقفل مراد بصوت كله نوم: ممممم مين ؟
همسه بخوف: سلام عليكم مراد برّق و قام اتنفض مره واحده مش عارف بيحلم و لا اتهيأله .. لحظة صمت بين الاتنين قطعتها همسه بهدوء: طب عفوا بعتذر و لسه هتقفل مراد بلهفه: همسه ؟! همسه بكسره: ممكن تيجى عند بابا ع البيت و دلوقت اذا سمحت ؟ مراد بقلق: خير فى حاجه همسه بنفاذ صبر: اذا سمحت .. هتيجى و لا لاء !؟
مراد كان اصلا قام و بيلبس و بسرعه: حاضر بس طمنينى .. انتى كويسه ؟ همسه و هى بتقفل: اه كويسه و لاء مفيش حاجه و هستناك دقايق و تكون هنا و قفلت بسرعه من غير و لا كلمه زياده و من غير ما تديله فرصه لأى اسئله تانيه .. مراد رفع الموبايل من على ودنه و بصّ فيه و رفع حاجبه: يا بنت المجنونه !
مراد لبس بسرعه و نزل اخد عربيته و راح ع البيت و مش عارف ايه اللى هيحصل .. اكيد قايله لأبوها .. طب اكيد فى جديد .. طب مالها ؟ معرفش يخمّن بالظبط بس توقّع الاسوأ ..
وصل و رن الجرس و اتفتحله و دخل .. انتظر شويه و بعدين نزله أبوها اللى باين من وشه انه ميعرفش حاجه لإنه ببساطه سأله بقلق: مرااد ! فى حاجه و لا ايه ؟! مراد ارتبك: لالالا مفيش مفيش .. بس اصل قاطعه دخول همسه اللى فاجئ الاتنين: انا اللى طلبته يا بابا ! سليم إستغرب: انتى ؟ ليه ؟ خير فى حاجه ؟ همسه بهدوء مصطنع: مش سياده المقدم عارض عرض و مستنى الرد عليه ؟ و ميصحّش يستنى اكتر من كده .. مراد غمض عينيه و بتلقائيه خد نَفس بصوت عالى و هى بصّت لأبوها: و لا ايه ؟!
تقريبا الاتنين فهموا الوضع ... فهموا انه سمعتهم اما مراد طلب ايديها و ده سبب تعبها و فهموا اكتر انها عرفت بكل حاجه اما كمّلت .. همسه بوجع: ايه يا سياده المقدم مش عايز الرد و لا رجعت ف كلامك ؟ مراد بصّلها بوجع لإن شكلها يغنى عن اى كلام و هى صوتها اترعش بدموع محبوسه بالعافيه ف عينيها: عموما انا موافقه ! سليم سكت شويه: همسه انتى.
قاطعته همسه بإختصار: بابا لو سمحت ده شئ يخصّنى و القرار فيه بتاعى مع احترامى ليك و انا موافقه ! مراد كمان اتفاجئ بردها و زى اللى اتلّجم .. مش عارف يفرح لقرارها و لا يحزن بالوجع اللى شايفها فيه .. مش عارف .. بس قبل ما يعرف و لا ينطق فاجئته ببقيه كلامها اللى كان زى الصدمه له !
همسه بهدوء: انا بس ليا شرط .. و مش هيتم اى حاجه الا بيه .. ف اتمنى انه يبقا مقبول من ناحيتك لإنى مش هتنازل عنه ! مراد إتنهد بإرتياح مدامش كتير: حاضر .. موافق ع اللى انتى عايزاه ! همسه: مش تسمعه الاول ؟! مراد بتأكيد: اللى يريّحك هعمله همسه بإصرار: لاء انا بقول تسمعه قبل ما ترد ! مراد سكت بيدّيها فرصه تكمّل كلامها و هى اترددت شويه: مش هتلمس شعره واحده منى ! و هنتطلق بعد ما اخلّف ع طول ! مراد فتح بوقه بذهول من الصدمه و كأنه مش فاهم حاجه او بمعنى اصح مش عايز يفهم .. بصّ لأبوها جنبه اللى قعد ع الكرسى و حطّ راسه بين أيديه و سكت تماما لحد ما يشوف الحوار هيرسى على ايه ..
بس الاتنين فاهمين كلامها و فاهمين ليه .. لإنها تقريبا عرفت بحالتها و الوضع اللى هى فيه .. دقايق صمت مرّت ع الكل و هى بصّت لمراد و ضحكت بوجع: مش قولتلك اسمعنى الاول .. عموما اعتبر موافقتك مسحوبه و القرار لسه ف ايدك ..
قبل ما مراد يردّ هى كمّلت: متقاطعنيش ... خلينى اوضّحلك كل حاجه عشان متتفاجئش بالوضع .. انا زى ما قولتلك مش هتلمسنى .. الجواز ده عشان الخلفه و بس .. فااهم ؟ ابوها بصّلها بحزن: ايه يابنتى اللى بتقوليه ده ؟ طب ع الاقل هتخلفوا ازاى ؟ ابوها بيسألها و هو فاهم و عارف ردّها .. بس بيكدّب نفسه او زى اللى بيدّيها فرصه تراجع اللى قالته ..
همسه بصّتله بغُلب: ايه يا بابا مسمعتش عن عمليات الحمل الصناعى ؟ حقن بقا انابيب تلقيح .. اى زفت اجيب منه عيل بدل اللى اتقتل بينهم ده .. مراد بصّلها بصدمه انه بعد ده كله لسه متهم ف نظرها بقتل ابنها و ابوها اتنهد بضيق: طب ادّى نفسك فرصه مش يمكن
قاطعته همسه بغضب و عنف: لاء مش يمكن .. انا مش هعيد القرف ده تانى .. مش هعيده تانى يا بابا .. و خاصة مع ده !مع واحد كان صاحب ( و سكتت شويه اما صوتها اترعش ) .. يعنى شبهه
سليم حاول يلحق الموقف خاصة بعد ما بصّ لمراد اللى منظره يغنى عن الكلام .. سليم بضيق: ايه اللى بتقوليه ده ؟ لما هو شبه زفت خلاص بلاها بئا ؟ يبقا ليه بقا ؟ بلاش احسن ! همسه بضحكة وجع: ليه يا بابا مش عارف ليه ؟ مش عارف انى لو مخلّفتش ف ظرف سنه بالكتير مش هعرف اخلّف طول عمرى .. و لا هعرف ابقا ام .. و هتحرم من انى اعوّض ابنى .. مراد بتلقائيه قعد ع الكرسى او بمعنى أصح رجله خانته و هى كمّلت بوجع و دموع نزلت غصب عنها: ابنى اللى حرمونى منه .. و اتقتل قدام عينى .. اهو ع الاقل يصلّح اللى عمله و اللى صاحبه عمله بالمرّه ..
سكتت و هى بتبصّ لمراد بترقُّب من تحت لتحت بهدوء و مش عارفه تخمّن رده لإنه ساكت .. منطقش بحرف من لما قالت شرطها .. تايه .. مصدوم .. مش عارف .. بس هو أخد قرار و لازم يستحمله للأخر !
مراد بحذر: و انا مواافق ... موافق يا همسه ! سكتت شويه و هى بتبصّله بإستغراب و أبوها كمان بصّله وكأنه بيمتنُّه و مراد اتنهد: ايوه موافق مستغربين ليه ؟ المهم تبقى كويسه و تقومى بالسلامه همسه سكتت تماماً لمجرد ان ردّه مكنتش متوقعاه سليم بتردد: يابنى انا مش هلومك ف لو محتاج وقت قاطعه مراد بثقه: لاء مش محتاج و زى ما قولتلك موافق .. و دلوقت نشوف بئا ايه اللى لازم يتعمل !
سليم: هى طلاقها يتحسب من شهرين يعنى لسه على شهور عدّتها ف حدود شهر ف قاطعه مراد: خلاص نكلّم الدكتور .. و نشوف إجراءات العمليه .. و نبتدى باللى ممكن يتعمل لحد ما الوقت ده يعدّى .. سليم: تمام و انا هكلّم الدكتور و اتفق على معاد و نروح كلنا .. قاطعته همسه بغضب: لاء انا هروح لوحدى ! سليم اتنرفز: لاء انتى كده زودتيها قووى .. شروطك و وافق عليها عايزه ايه تانى ؟ غير كده يبقا كتير
همسه دوّرت وشها الناحيه التانيه بضيق و ابوها سكت .. مراد بضيق: خلاص حضرتك تبقا معاها .. و خطوه بخطوه كمان .. و انا هبقا اتابع مع الدكتور لحد ما يحتاجنى و هبقا اتطمن منك .. سكتوا شويه و محدش فيهم نطق .. و شويه و مراد استأذن و انسحب بهدوء و همسه قامت على اوضتها و سابت أبوها مصدوم من قرارهم ..
اسبوع عدّى عليهم .. كل واحد فيهم منتظر التانى يتراجع و قلقان من رد فعله لحد ما أبوها كلّم الدكتور و اخد منه اسم دكتورة نسا كويسه و مختصّه ف الحالات اللى زى دى و كلّمها و حدد معاها معاد .. و تحت عِند همسه و إصرارها رفضت مرواح مراد معاهم .. بس بلّغه بمقابلتهم للدكتوره اللى رغم من ضيق مراد إنه مش معاهم إلا إنه إرتاح كتير للخطوه دى .. لإنها تُعتبر تصديق ع الإتفاق اللى تم و بكده مفيش فرصه للرجوع منها !
عدّى شهر و همسه مع أبوها متابعه مع الدكتوره اللى بتطمنها و ماشيه ف إجراءات العمليه و مراد متابعهم من بعيد خطوه بخطوه .. و كل زياره للدكتوره بيروح ياخدهم يودّيهم و يرجّعهم من غير ما يدخل و يستناهم برا .. و من غير ما حد منهم يعرف بعد ما تمشى يدخل يتطمن عليها من الدكتوره اللى طلبت منه هو كمان تحاليله و طلعت سليمه و جاهز هو كمان .. مراد طول الوقت ده بيحاول يمهِّد لأهله الموضوع .. بس مش عارف هيقولهم ايه و لا هيجبهالهم ازاى .. اه مش هيقولهم على شرطها و قرارهم و ظروف جوازهم .. و لو حصل و انفصلوا مش هيبقوا اول حالة طلاق .. إتجوزوا ف متفقوش ف إنفصلوا .. زى اى حد بس ع الاقل هيعرّفهم كل حاجه عنها و هما هيسألوا عنها .. هو ابنهم الوحيد و مش عارف ازاى يقنعهم ب مفيش فرح و لا زيارات و لا و لا و لا ! اهله من الصعيد من الاقصر و ليهم تقاليدهم و مش هيقبلوا ابدا بوضع زى ده مهما حاول يظهره طبيعى قدامهم !
مراد قرر يسافر الاقصر و فعلا راح لأهله اللى قابلوه بفرحه و لهفه .. أبوه بضيق: هو انا كل ما هعوز اشوفك لازم اجيبك بقرار رسمى .. مفيش مره تنصفنى و تيجى لوحدك من غير ما اطلبك ؟ مراد باس أيده بحب: و الله الشغل و قرفه هما اللى واخدينى حتى من نفسى أبوه: و الشغل ده شغل شغل و لا تنطيط و لف و سرمحه ؟ مراد ابتسم: لاء انت عارفنى كويس أمه بلهفه و هى داخله عليهم: ماهو لو تسمع كلامى و تستقر و تعملك بيت و عيله ليك هما اللى هيخلوك تستقر مراد ضحك لها: انا اللى جيبته لنفسى صح ؟ أمه: حبيبى يعنى مش مسيرك لكده .. بيت و زوجه و حبة عيال يكبروا ف ضهرك و يبقوا سندك مراد افتكر همسه و ابتسم بحُب: طب بمناسبة العيال و كده ادعيلى بئا كتير جدا يعنى
أمه ضيّقت عنيها: اشمعنى يعنى يك و قطعت كلمتها و كأنها افتكرت حاجه و ابتسمت قووى مره واحده: اوعى تكون جاى عشان كده .. أبوه: اكيد فكّر ف كلامى معاه .. انا قولتله زينة بنات الصعيد ف عيلتنا .. و اللى تشاور عليها تتكسى و تجيلك تحت رجلك مين ما تكون مراد بقلق: طب نتغدى الاول و نكمل كلامنا .. ايه مش هتغدونا و لا ايه ؟ أبوه قلق من تغييره للكلام بس عدّى الحوار اما يسمعه و امه الفرحه مش سيعاها أمه بلهفه: حبيبى انت ثوانى و الاكل هيكون قدامك .. ده انا عملالك كل اللى بتحبه
اتغدّوا ف جو مشحون قلق و توتر وقاموا يشربوا الشاى و مراد مش عارف يبدأ ازاى او منين .. لإنه متنبأ برده فعلهم و نظرات ابوه مش مريحاه .. طلع اوضته يغيّر هدومه و فاطمه أخته وراه دخلت بلهفه و قفلت الباب .. فاطمه: هااا بقا .. قولى انا الاول مين دى اللى مبرجلاك من فتره و مطيّره النوم من عينك و جيباك على ملى وشك ؟ مراد ضحك بيتوّه الكلام: ع اساس انى مكنتش بجى .. ده الحاج كان يجبنى بقرار رسمى .. فاطمه: بردوا هى مين ؟ مراد: ده انتى مصممه بقا فاطمه: جدااا .. و يلا احكي عشان اساعدك
مراد حسّ فعلا انه محتاج يتكلم مع حد .. حتى لو مش قدامه فرصه يتراجع .. او بمعنى اصح مش عايز يتراجع .. بس محتاج حد يشجّعه .. او إنها ممكن تساعده لإنه حسّ انه داخل على عاصفه مع ابوه ..
مراد: بُصّى يا ستى و اخد نَفس طويل و طلّعه على هيئة كلام .. حكالها كل حاجه و بالتفصيل الممل من اول يوم شاف همسه لحد ما جاه دلوقت لأهله و ظروفها و اللى حصل ! فاطمه بخضه: يالهوى عليك يا مراد .. انت مجنون ؟ ازاى تورّط نفسك ف ليله زى دى ؟ ده جوازه يابنى مش سهره ف هتبقا ليله و تعدّى .. مراد اتنهد: عارف فاطمه اندفعت: لاء مش عارف .. لو عارف مكنتش دبّست نفسك بالشكل ده .. انت مش مُجبَر على فكره و لا مُلزَم ناحيتها ب اى حاجه .. انت مالكش ذنب اصلا ! مراد بدفاع: و لا هى ليها ذنب ف اللى بيحصلها ده فاطمه: ع الاقل هى ذنبها إنها إختارت كلب زى ده يبقا جوزها ... لكن انت ذنبك ايه بس تخلّف من واحده مش هتكمّل معاك ؟
مراد ساكت لإنه عارف ان كلامها فيه شئ من الصح .. كلامها أصح من إنه يترد عليه بس مش عارف يعترف بينه و بين نفسه إنه حبّها .. خطفته .. و انه عنده امل أما تخلّف منه تغيّر قرارها .. تحبه .. هو مستعد للمخاطره دى .. فاطمه: يابنى عارف موافقتك دى معناها ايه ؟ انك بتوافق ابنك و لا بنتك يكبروا و يتربّوا بعيد عن حضنك ! افترض اخدتهم و سافرت .. منعتك منهم .. اى حاجه مثلا ... ماهى واحده بالجنان ده توقّع منها اى حاجه ! مراد اتنهد: خلاص يا فاطمه انا اخدت قرار و مش هتراجع .. هكتب الكتاب اخر الاسبوع الجاى .. و بعدين كلها كام اسبوع و يجيلى منها عيل .. و ساعتها ربنا هيسهّل فاطمه بخوف: طب و ابوك مراد بقلق: معرفش .. معرفش بس اللى اعرفه انى مش هتراجع مهما يكون التمن
فاطمه: ابوك لو قطعت كلمتها مع دخول أبوه زى العاصفه .. اللى من شكله انه سمعهم .. بس ياترى سمع ايه بالظبط ؟ و لا سمع الحوار كله ؟ أبوه بغضب: و هو ابوه ليه رأى ؟ رأى ايه بقا ؟ ما حضرة الظابط فكر و قرر و اتقدم و جاى يبلّغنى بمعاد كتب كتابه اللى بعد اسبوع اهو .. مراد بقلق: أبويا لو سمحت أبوه بغضب: ابوياا ؟ ابويا ؟ أبوك بأمارة ايه بقا بعد اللى سمعته ؟ لو كنت أبوك كنت جيت و اخدت مشورتى قبل ما تخطّى خطوه واحده .. كنت استأذنتنى حتى ف التفكير ! مراد: انا أبوه غضبه بيزيد: قسماً بالله ده ما يحصل و لو حصل ما تدخل بيتى و لا تبقا ولدى ..
دخلت أمه على صوتهم اللى تقريبا بتجمَّع ف الحوار بينهم: فى ايه بس ؟ ايا كانت هى مين اقعد و اسمعه مش يمكن
قاطعها أبوه: لاء مش يمكن .. لا هرضى بحاجه بتتم من ورا ضهرى و غصب عنى .. و لا عمرى هرضى عنه لو تمّت .. فاطمه: هو متكلمش مع الناس قاطعها أبوه: مش لما تبقا بنت ناس الاول و ليها اهل ..
مراد حاول يكتم غضبه: لاء بنت ناس .. و ناس محترمين كمان .. ده ابوها لوا و قاطعه أبوه بغضب: شالله يكون رئيس جمهوريه بردوا لاء .. امه بلهفه: ليه بس ؟ براحه كده و صلّى على النبى أبوه: لا راحه و لا زفت .. ابنك اتقدّم و اتفق و جاى يبلّغنا بكتب كتابه اللى اخر الاسبوع ..
أمه بصّت لمراد بخضه اللى دوّر وشه الناحيه التانيه: اخص عليك يا مراد .. طب ليه يابنى ؟ احنا كنا اعترضنا على جوازك من الاساس ؟ و لا كنت جيت قولتلنا عليها و رفضناها ؟ مشيت من دماغك ليه بس ؟ أبوه بغضب: ايوه اسألى البيه .. اسأليه الهانم معيوبه ف ايه و خاف يقولنا نرفض .. و توقّع ردّنا ف مشى من دماغه عشان يحطّنا قدام الامر الواقع .. و لا الله اعلم عمل ايه معاها !
مراد بغضب: قصد حضرتك ايه ؟! انا أبوه بغضب: انت ايه ؟ انت تخرس خالص .. اييه زعّلتك اوى عملت معاها ايه؟ امال متسربع على جوازك منها ليه ؟ و مخدتش رأى حد فينا ليه ؟ مورّتناش اهلها ليه لو لها اهل اصلا ؟ مراد ارتبك: الحكايه مش كده .. انا بس قولت اما اشوف رأيها و موافقة اهلها .. عشان محطّكوش ف موقف وحش
أبوه: و العيال اللى هيتربوا من غيرك ؟ و تتحرم منهم بمزاجك .. و لا دول كمان مستنى تاخد رأيهم ؟! مراد سكت مش عارف يبرر و قبل ما ينطق امه ردت بخوف: عيال ايه ؟ و عيال مين دول اللى يتربوا ؟ أبوه بغضب: ما تقلها و تفهمها ... اهو ع الاقل افهم انا كمان بالمره .. ما دُمت فاهم غلط فهمنى انت يا بيه .. قولها إن ابنك و لا بنتك هيتربى من غيرك .. بعيد عنك .. هتتحرم منه .. ليه بئا ؟ الله اعلم ! أمه بزعل: بعد الشر يا حاج .. ليه كده بس ؟ أبوه: و هو انا اللى قولت ابنك اللى قال .. اسأليه ليه .. و هيجى ابنه و لا بنته بعد كام اسبوع ده ازاى اصلا و هو لسه هيكتب الكتاب اخر الاسبوع !
أمه خبطت على صدرها و بصّت لمراد اللى خلاص وقع و مش عارف ينجد نفسه .. ماهو لو حاول يشرح تفاصيل الوضع هيغرّق نفسه اكتر .. ساكت لمجرد مفيش منفذ يخرّجه من الموقف بحاله ..
أبوه بغضب: واحده مالهاش اهل و لا كبير يربّيها و لايسألها بتعمل ايه و تسوّى ايه ... مع واحد مش مِحترِم اهله .. هتبقى النتيجه ايه يعنى ؟ مراد بغضب: حضرتك بس أبوه: انا سيبتك تختار مره و قولت معلش حياته و هو اللى هيعيشها و سمعت كلامك و كانت النتيجه ايه ؟ اعتقد انك عارف النتيجه .. بس متعلمتش .. قولتلى على الزفته اللى اسمها مها غلبانه و يتيمه و مش عارف ايه و الاخر طلعت زفت على دماغك و دماغ اللى خلفوك .. و بردوا انضحك عليك من حته عيّله و متعلمتش .. جاى ترمرم تانى عشان ينضحك عليك تانى ! مراد بغضب: و هى كمان ما انضحك عليها و بسببى كمان ! ابوه بغضب و صدمه: و مين بقا اللى ضحك عليها لما هو مش انت و بس بسببك ؟ هاا ؟
أمه بزعل: ليه كده بس يا مراد ؟ انت عملت معاها حاجه ؟ و لا غيرك و انضحك عليها زى ما بتقول ؟ و انت ذنبك ايه ؟ أبوه بغضب: لا هيقول و لا هيعيد و لا عايز اعرف .. و قسماً بالله لو الجوازه دى تمّت لا هو إبنى و لا أعرفه .. و متبرّى منه و ورثه لا يتوزع على كل فرد ف البلد و يتحرم من خيرى !
خرج أبوه زى العاصفه و رزع الباب وراه و ساب مراد بين أمه اللى بتحاول تستفهم منه على كل حاجه و أخته اللى بتحاول تخلّيه يرجع عن قراره ! شويه و مراد قام من وسطهم و لبس و اخد مفاتيح عربيته و موبايله و خرج سافر القاهره ..
يومين عدّوا علي مراد بتوتر و مش عارف يقنع حد و لا عارف اللى هيعمله ده صح و لا غلط ! قابل اللوا سليم اللى بلّغه ان العمليه خلاص خلال ايام و كأنه بيبلغه بالمحسوس على ضرورة كتب الكتاب ..
مراد: تمام انا هكلم المحامى زى ما همسه عايزه و هنكتب ف المحكمه زى ما طلبت ! اللوا سليم بإحراج: ملكش دعوه بكلامها خليك معايا انا .. انا هكلّم المأذون و
قاطعه مراد: لالا بلاش احنا مش ناقصين تتضايق قبل العمليه و تزعل .. كده كده ان شاء الله هنكتب .. هى بس عايزه على أيد محامى عشان تلغى اى حقوق و يبقا عرض و طلب و نفضّها بعد ما تولد ! اللوا سليم بغيظ: بس مراد: متقلقش محدش عارف بكره فيه ايه .. سيبها على الله
مراد شرد كتير و قلق مُبهم مسيطر عليه و سليم لاحظه سليم بقلق: مالك يا مراد ؟ مراد انتبه: هاا ؟ لا مفيش سليم: مفيش إزاى ؟ انت بقالك كام يوم مش مظبوط .. لو فى حاجه قولّى ! مراد بتتويه: انا بس مضغوط شويه .. الكلب اللى هرب ده و مش عارفلينه طريق واخد تفكيرى شويه .. سليم بقلق: انا فعلا مخنوق .. بس مسيره هيقع متقلقش هيروح فين مننا ؟ و ساعتها مش هرحمه مراد بشرود: ربنا يستر سليم ضيّق عينه: بس ؟ هو ده اللى مضايقك بس ؟ و لا فى حاجه تانى ؟ مراد اتوتر: ها ؟ لا مفيش .. ضغط ظروف بس .. و كل حاجه جات ورا بعضها سليم بصّله بغموض و هو دوّر وشه الناحيه التانيه .. فضل ساكت شويه بتوتر .. عايز يقوله على موقف اهله .. عايز يحكيله زى ماهو متعود ياخده كأب ليه و يحكيله كل حاجه .. بس قلقان من انه يفهم غلط ! و مره واحد اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده بزهق و حدف القلم من ايده ع الترابيزه قدامه و قام وقف بص من القزاز و ادّى ضهره لسليم اللى اتردد شويه و بعدين قام وراه ..
فضلوا الاتنين ساكتين كتير كأن كل واحد فيهم خايف يتكلم .. سليم خايف مراد يتراجع عن قراره .. و مراد خايف من تفسيره الغلط ! لحد ما سليم قطع الصمت ده: مراد احنا لسه فيها .. لو حابب تتراجع او حاسس انك استعجلت قاطعه مراد بخنقه: لااء ماقولتش كده .. و لا ده قصدى .. و اهو كنت خايف اتكلم معاك من كده سليم: خايف من ايه ؟ و عايز تقول ايه و خايف ؟ انا سامعك .. بقالك يومين حاسك عايز تقول حاجه و مستنى .. ف انا اهو سامعك مراد سكت بتردد شويه بعدين اتكلم و حكاله على موقف ابوه و اهله .. استثنى السبب و شال بعض الكلام .. بس تقريبا وصّلوه الفكره مش اكتر .. و ده خلّى ابوها احترم صراحته و سكت لمجرد إنه مش عارف يقوله ايه .. مراد بقلق: سكتت ليه ؟ قول اى حاجه ! سليم بحيره: و الله ما عارف اقولك ايه .. بس لو مكانه مش عارف هعمل ايه .. بس تقريبا هيبقا نفس رد الفعل .. عشان كده قولتلك فكر كويس .. و اديتك فرصه تتراجع و لسه قدامك الفرصه على فكره لدلوقت يعنى
قاطعه مراد بزهق: انا مبقولكش كده عشان تسمّعنى ده .. انا بقولك بس عشان يبقا الموقف كله على بعضه مفهوم بالنسبالك .. و مبقاش خبّيت حاجه سليم اتردد شويه: و انت فِكرك انى هجوّزك بنتى من غير موافقة اهلك ؟ انا مرضهاش على نفسى و لا على بنتى و لا حتى على ابوك .. مراد اتنرفز: ليه انا قدامك مش راجل ؟ بعدين انا اللى هتجوز مش ابويا .. و انت هتحطّ ايدك ف ايدى انا مش ف ايد اهلى .. وافقوا بقا موافقوش ده قرارى و مش هتراجع عنه !
سليم: انا مقدّر موقف ابوك .. و زى ما قولتلك انت لو ابنى زى مانا بعتبرك و انا لو مكانه هتردد .. ع الاقل مش هوافق ع طول ! مراد اندفع بعصبيه: لييه ؟ هاا ؟ ينقصها ايه همسه ؟ و لا انا فيا ايه ؟ سليم: انتوا صعايده و انت عارف عادتكوا .. همسه ف نظر اهلك واحده كانت متجوزه يعنى مطلقه يعنى ( و سكت شويه ) و انت لسه متجوزتش خالص .. يعنى حتى لو مقولتلهومش عن اتفاقكم انت و هى و حاولت تظهره بشكل طبيعى ف بردوا الموضوع قدامهم مش راكب !
مراد دوّر وشه و سكت بضيق و سليم بصّله قوى كأنه انتبه: قولى بصراحه يا مراد انت مصمم ليه ؟ متمسك ببنتى ليه و هى بايعاك و لولا الظروف أجبرتها مكنتش وافقت ؟ مستنى منها ايه ؟ مراد شرد: مش مستنى حاجه .. مش مستنى منها حاجه غير عيّل يخلينى اب و يشيل اسمى و ائتمنها عليه و على تربيته .. لإنها لو مكنتش هى امه مش هعرف اثق ف اى حد انه يبقا ام لولادى غيرها !
اللوا سليم بصّله بإستغراب و لأول مره يلمح حاجه غريبه ف عينيه إستغربها وشويه و بصّله بتردد: بس انت عارف شرط همسه و هى قاطعه مراد بهدوء: عاارف .. و زى ما قولتلك انا مش مستنى منها حاجه .. و سايبها على ربنا .. واثق لمجرد إنى سايب كل حاجه ف ايد ربنا و اكيد هو هيختار الخير ! سليم اتنهد براحه: و نعم بالله
سليم وافق على مضض من موقف أبوه بس مضطر لظروف بنته .. لمجرد انه مش عارف لو رفض ايه اللى ممكن يحصل .. و هيعوّض فرصه زى دى ازاى .. ف وافق على مضض .. و معرّفش همسه و لا أمها بحاجه من ده كله .. عشان الموقف مش اكتر لإنه مش ضامن رده فعل بنته .. و قرر يسيبها للظروف و لمراد اللى وعده إن المسأله حكايه وقت مش اكتر و هيوافقوا .. بس ميعرفش إن ساعات بيبقا للقدر كلام تانى غصب عن الكل ..
و فعلا مراد كلّم المحامى و جاه و اللوا سليم و مهاب و محمد اللى حكاله كل حاجه و حاول يعترض بس معرفش ! كتبوا و مضوا و طلّعوا عقد مؤقت اللى اتختم من المحكمه و ورّوه للدكتور عشان العمليه !
عدّى كمان يومين و جاه يوم العمليه ف حالة قلق و توتر ع الكل .. و راحوا ع المستشفى و عملت .. مراد استناهم برا كالعاده و اتطمن انها عملت و نتيجة العمليه بعد اسبوعين .. و قرروا هتقعدهم ف المستشفى لحد ما يشوفوا ايه اللى هيحصل ! عدّى الإسبوعين بقلق و همسه ف المستشفى .. مراد كل يوم بيروحلها تقريبا مش بيروّح .. بيروح شغله و يرجع عليها و من عندها على شغله رغم إنه مبيدخلهاش ..
و بعد الإسبوعين جات الدكتوره و اخدت منها عينة الدم اللى هيتعمل عليها تحليل الحمل و عمله و انتظر لتانى يوم النتيجه ..
مراد دخل اليوم ده لعندها و انتظر برا .. مش عارف ليه .. بس يمكن عشان كان عشمان يسمع خبر حلو و عايز يشوف فرحتها .. دخلت الدكتوره لعندهم و قلق سيطر ع الكل و الكل وقف بترقّب .. الدكتوره سكتت كتيير: النتيجه بانت .. معرفش فى ايييه بس غير ما إحنا كنا متوقعينها تماما ! إحنا صحيح عملنا كل حااجه ممكن تتعمل و إستعجلنا الوقت بس