رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر
همسه عملت العمليه و انتظرت النتيجه على نار و حاله قلق مسيطره ع الكل .. عليها خايفه لا متعرفش تبقا ام و تضطر تشيل الرحم او بتقنع نفسها بكده .. و على مراد اللى متعلّق بالقشايه اللى هتنجّيه من دنيته و تغرّقه معاها ف دنيتها ..
عدّى الاسبوعين و بعدهم جات الدكتوره و اخدت منها عينه الدم اللى هيتعمل عليها التحليل و عملته و انتظرت لتانى يوم النتيجه !
مراد دخل اليوم ده لعندها و انتظر برا .. مش عارف ليه .. بس يمكن عشان كان منتظر خبر حلو و عايز يشوف فرحتها .. دخلت الدكتوره لعندهم و قلق سيطر ع الكل: النتيجه بانت و غير ما احنا كنا متوقعينها تماما !
همسه اتجمّدت مكانها و بسرعه اتجمّعت دموع كتيره و اتحبست ف عينيها و دوّرت وشها الناحيه التانيه .. و ده نوعاً ما عجب مراد و فتح قدامه طاقة امل انها مُتقبله فكرة انها تشيل جواها حته منه .. و ده خلّاه يبصّ للدكتوره بقلق من غير ما ينطق و كأنه خايف علي همسه من ردّها
دقايق صمت عدّت عليهم و الدكتوره بتقلّب ف الورق ف إيديها .. بعدها انتبهت لشكلهم اللى مرسوم عليه الصدمه و ده خلّاها اخدت بالها للى وصلهم الدكتوره ابتسمت: لاء انتوا فهمتونى غلط .. مش قصدى زى ما وصلكم مراد بتردد: امال تقصدى ايه ؟! الدكتوره: مدام همسه عمليتها نجحت الحمد لله و حامل ف اسبوعين اللوا سليم اتنرفز: امال ايه النتيجه مكنتش زى ما توقعنا ؟ بتلعبى بأعصابنا حضرِتك ؟ الدكتوره بتفّهُم: لاء مش ده قصدى اكيد .. افهّمك ..
حاله مدام همسه للإسف كانت ميئوس منها بشكل كبير لأسباب كتيره جدا .. منها انها لسه خارجه من فترة تعب حمل قريبه و ألم ولاده .. و كمان النزيف اللى بعدها و اللى خلّاها فقدت كميه دم كتير و عملها ضعف .. ده كله غير حالتها النفسيه السيئه و ده طبعا زائد الورم .. كل الحاجات دى فوق بعضها كانت ضاعفه الأمل ف إنه يحصل حمل .. بس كان لازم نجرّب قبل ما نعمل عمليه الورم لإننا هنشيل الرحم بشكل اكيد ف العمليه مفهاش احتمالات .. ف اللى مكناش متوقعينه ان الحمل يحصل من اول محاوله و انه يبقى ف تؤم كمان !
الدكتوره مدّتلها إيديها التحليل و همسه مدّت أيديها تاخده منها ف نفس اللحظه اللى مراد مدّ أيده ياخده بردوا .. و اتلاقت عيونهم بتلقائيه اللى راحت ع التحليل و كأنها اتجمّعت على حلم واحد .. عيونها لمعت و همست بصوت رقيق: تؤم ؟! مراد همس: ياما انت كريم ياارب مراد ميّل على راسها باسها و طوّل ف بوسته قوى و كأنه بيتنفسها ..
مراد رفع شفايفه من على جبينها و ده خلّاه قريب من وشها قوى: مبرووك يا أم الحبايب همسه و كأنها نسيت وضعهم أو تناست ابتسمت برقّه و عيونها راحت على بطنها و حطّت أيديها على بطنها و مراد حط أيده على أيديها على بطنها و ابتسم بعيون بتلمع .. اللوا سليم راح على همسه ف السرير حضنها بفرحه: الحمد لله حبيبتى مبرووك الدكتوره: الادويه ف مواعيدها + راحه جسمها + الغذا الكويس + متابعتها هنا بإنتظام و فوق ده كله راحتها النفسيه و ان شاء الله هنعدّى الفتره دى بسلام و اشوفها كل اسبوعين مره !
الدكتوره خرجت و مراد انسحب و خرج وراها بهدوء مراد بقلق: هى كويسه صح ؟ الدكتوره: الى حد ما اه .. لكن محتاجه رعايه مراد: يعنى مفيش قلق على صحتها ؟ الدكتوره: لاء .. لحد دلوقت لاء مراد: اعملى اى حاجه عشان تبقا كويسه و ولادى كمان .. انا محتاجهم جداا .. لازم يبقوا كويسين .. لازم يكملوا الدكتوره: ربنا يسهّل .. هى بس تمشى ع التعليمات . سلام
ف الصعيد عند اهل مراد ... ام مراد بزعل: يعنى يهون عليك كده يمشى زعلان ؟ أبوه بغضب: يحمد ربنا إنى مامشتهوش انا أمه بصدمه: انت كنت عايز تطرده ؟! أبوه: و الله بعد اللى سمعته انا كنت مش بس عايز أطرده .. انا كان لازم افوّقه ! أمه: استهدى بالله بس مش يمكن قاطعها أبوه بقرف: يمكن ايه ؟ إبنك بيقول لاخته ان البنت اللى هيتجوزها كلها كام اسبوع و تجيبله عيل ! فاهمه ده يعنى ايه ؟!
أمه بحيره: و الله ما عارفه اقولك ايه بس .. خصوصا ان فاطمه مرضتش تقولى قالها ايه .. و قالت هو يقول اللى عايزوه ليكوا .. و انت مدتهوش فرصه يفهّمنا .. أبوه بحده: و مقالّناش ليه ؟ استنى ليه لقبل كتب كتابه بكام يوم و جاى يبلغنا زى الغُرب ؟ من باب العلم بالشئ .. لو الموضوع مظبوط ليه مسابش كل حاجه تمشى طبيعى ؟ ليه مخدش رأيى ؟ ليه مدّنيش فرصه اسأل عنهم عن البنت و اهلها ؟ مش كفايه مشينا مره ورا سؤاله هو .. و لا كل مره لازم ياخد على دماغه ؟!
أمه بتبرير: انت عارف شغل مراد .. واخد كل وقته .. ده يا حبّة عينى مبيلحقش ياخد نَفسه و لا يرتاح و لا عنده اجازات .. انت نفسك شايف بيجى كل قد ايه ؟ أبوه بغضب: عشان مقضيها تنطيط و لف هناك ف معندوش وقت يجى هنا .. أمه: حرام عليك ده شغله شاغلُه مكتّفه .. طب اقولك .. اسأل عليهم انت .. شوف هى مين و اهلها مين و اسأل عنهم .. و لو طلعوا كويسين يبقا كان بها .. و كفايه انها تمام و حتّه انه مقالش بدرى اكيد له عُذره .. أبوه بصرامه: مانا ناوى على كده .. بس قسماً بالله لو طلع اللى ف دماغى صح و اللى فهمته لاكون.
قاطعته أمه: اصبر بس و متخليناش نسبق كل حاجه .. اسأل و شوف و فعلا ابوه كلم يحيي اللى هو قريب مراد من بعيد و معاه ف مجال شغله و كلفه يعرفله بس اسم البنت و عيلتها و هو هيسأل عنهم كويس !
مراد ف المستشفى عند همسه .. سابهم بيستعدوا للخروج و بيلمّوا حاجتهم و نزل خلّص اجراءات خروجها و جاب العلاج .. عملها كشف المتابعه و خلّص و طلعلها فوق .. كانت هى خلّصت و نزلت معاه هى و ابوها و امها .. اخدهم ع العربيه و طول الطريق الكل بيتكلم إلا همسه اللى بتحاول تتجنب الكلام مع مراد ب أى شكل بس مش عارفه تدارى فرحتها بالحمل .. و رغم كده صورة عاصم عمّاله تروح و تيجى قدام عينيها و مهما تغمض الصوره مش مفارقاها ..
مراد عرض عليها و على ابوها إنهم يبقوا ف بيته و ده من باب الذوق و الواجب .. عرض و هو عارف رد فعلها و إنه عرضه مرفوض بس حبّ يمهد لخطواته الجايه .. همسه بحده: لااء .. اعتقد احنا متفقين على نقطه زى دى .. مراد: ايوه بس همسه بهجوم: مابسش .. و متفتكرش إنى لمجرد إنى حملت منك ده معناه انى مُتقبِلاك .. لاااء جدا .. انا محتاجه ابقا ام مش زوجه .. لكن انت برا دايرة حياتى انا و ولادى ! مراد بصّ قدامه للطريق و تمتم: اللى يريحك
أبوها اتضايق من طريقه كلامها و هجومها الحاد بس معلّقش و حاول يغيّر الموضوع بلطافه: قولّى بئا يا مراد عايز ايه ؟ يعنى ولدين بنتين مشكلين هدى ضحكت: ايه مشكّلين دى ؟ هو طبق حلويات هههه
مراد ضحك و هو باصص لهمسه ف المرايا: اه طبعا حلويات .. هيطلعوا غير كده لمين ؟ ده كفايه ان أمهم الحلو كله همسه دوّرت وشها الناحيه التانيه و سكتت بس حبست ابتسامتها اللى ظهرت على وشها غصب عنها .. مراد ابتسم: كل اللى يجيبه ربنا كويس .. بس عن نفسى بحب خلفة البنات جداا .. بيقولوا عنهم رزق و خير هدى بتأكيد: طبعاا ده حتى البنت ف الحلم دنيا جديده همسه اندفعت: لاء انا نفسى ف ولد ! سليم: ولد ولد المهم سلامتك .. بعدين ده حتى انت صعيدى يا جدع يعنى خلفة الولاد عندكم مُقدّسه.
هدى و كأنها انتبهت لسيرة اهله: صحيح يا مراد انت اهلك مبينزلوش القاهره خالص ؟ مراد ارتبك: لا بينزلوا .. قصدى يعنى مش اووى .. بس قريب اوى هيجوا يزوروكوا هدى بإستغراب: اصلك من وقت ما قلتلنا هيجوا اما ينزلوا مصر و مجبتش سيره تانى .. و اتفقت و كتبت الكتاب و همسه اهى حملت ! مراد اتوتر شويه لما افتكر موقف أبوه: لاء مانا اللى مأجل زيارتهم بس لحد ما الامور تستقر و بعدها نبقا نشوف !
مراد اتوتر شويه و بصّ ف المرايه للوا سليم و كأنه بيترجاه ينقذه من الموقف .. لانه مفهّمه الوضع و اتفقوا هيمشّوا كل شئ طبيعى و يسيبوا الباقى ع الظروف ..
سليم بتتويه: ياستى البيت مفتوح لهم ف اى وقت .. يشرّفوا .. و طالما هو مبلّغهم يبقا ربنا يسهل
هدى هزّت راسها بشئ من الإستغراب و سليم كمّل بكذب: هما كلمونى و انا تقبّلت الظروف .. المهم حاليا نعدّى بس الفتره دى بعدين اى شئ تانى هيّن ! و بصّ لمراد ف المرايه اللى اتّكى على عينيه و كأنه بيشكره ب إمتنان على موقفه هدى بفضول: اه انا إستغربت بس انهم تقبّلوا الموضوع من غير فرح و لا هيصه كتب كتاب و لا زياره قاطعتها همسه اللى اتصدمت بذهول: فرح ؟! هدى تراجعت: انا قصدى ان زى ما ابوكى قال انهم صعايده و مراد اول فرحتهم و
همسه رفعت حاجبها بغيظ و متكلمتش بس نظرتها كانت كفايه اوى تسكّت امها و مراد لاحظها و سكت .. سليم حاول ينهى الحوار: سيبوها ع التسهايل .. و اللى عايزوه ربنا هو بس اللى هيكون .. هدى بتأكيد على كلامه: على رأيك اهم حاجه دلوقت ربنا يكمّل حملها على خير .. سكتوا و همسه سكتت بغيظ و دورت وشها ناحيه الشباك و سرحت و قفلت اى كلام لحد ما وصلوا البيت ..
مراد لفّ و فتحلها الباب و مدّلها ايده .. بصّتله بنفور و دوّرت وشها الناحيه التانيه جنبها اللى كان فيها ابوها و بصّتله و كأنها عايزاه ينزل .. و هو فعلا نزل و هى لهت نفسها ف لمّ حاجتها .. لحد ما ابوها لفّ جنب مراد .. و هى نزلت و دخلت لجوه من غير و لا كلمه و سابتهم .. و امها نزلت اللى اصرّت على مراد يدخل معاهم يتغدوا سوا و هو رفض كتير بس قدام اصرارها اضطر انه يوافق و دخل ! اتغدوا و هو استأذن و انسحب بهدوء و مشى ..
ابو مراد كلّم يحيي ... يحيى بإستغراب: عمى عامر ! خير ! أبو مراد بغضب: سلامو عليكوا يا ولدى .. معلش كلمتك و عايزك ف حاجه يحيي: اتفضل هو حضرتك محتاج تستأذن تكلمنى ؟ بعدين خدمة ايه انت تؤمرنى .. هو مراد عندك ؟ و لا فى حاجه قلقتنى أبو مراد: لاء زفت مش هنا .. يحيي إستغرب من لهجته وغضبه و هو نفخ بغضب: عايزك بخصوص البيه ف خدمه .. بس من غير ما يعرف اذا سمحت يحيي: ماشى اتفضل قلقتنى فى ايه ؟ أبو مراد بغيظ: البيه لايف على واحده من إياهم .. و الله اعلم مين فيهم ضحك ع التانى عايزك بس تعرفهالى مين ..
يحيي بإستغراب: يعنى ايه مين ضحك على مين ؟! أبو مراد بغضب: يعنى الله اعلم هى ضاحكه عليه و واكله عقله عشان تلبّسه عملتها مع غيرها .. و لا هو اللى ضحك عليها و غواها و جاى يكمّل الهباب ده بالجواز ! يحيي: قصدك ميين ؟ همسه ؟ أبو مراد إنتبه: انت تعرفها ؟ يعنى كنت عارف .. كنت عارف ان واد عمك بيوحل نفسه و واقف تتفرج ؟! يحيي بدفاع: انا معرفش حاجه اووى .. مراد مبيحكيش و خاصه عن الموضوع ده .. و بعدين كل حاجه جات بسرعه ف مكنش فيه فرصه نتكلم .. هو حتى مخدش رأى حد .. انا عرفت من برا كمان !
أبو مراد بحده: كماااان ؟ يعنى مش كفايه انه ماشى من دماغه و بيغلط لاء كمان مدارى زى اللى عامل عمله .. يحيي: لاء مش كده .. هو بس زى ما قولتلك كل حاجه جات ورا بعضها و بسرعه .. ده هى بعد ما اتطلقت من عاصم مكنش فى أبو مراد بصدمه: نعمممم ؟ انت عايز تقول ان اللى هيتجوزها ولدى كانت مرت صاحبه ؟ يعنى كانت متجوزه كمان ؟ و الله اعلم اتطلقت ليه ؟ يحيي اندفع: لاء هى بس بعد ما ابنها مات أبو مراد بقرف: هى الهانم كمان كانت مخلّفه ؟
بصّ لأمه اللى قاعده وراه و كمّل بقرف: و البيه بقا مقالكش خد مرت صاحبه ليه ؟ و استعجل ليه ؟ يحيي حسّ انه اتسرّع ف الكلام ف اتراجع شويه و سكت: بص انا معرفش كتير عن الموضوع ده .. زى ما قولت لحضرتك مراد مقالش لحد حاجه .. أبو مراد بغضب: تطلع بت مين ؟ أهلها مين ؟ يحيي بقلق: هى بنت اللوا سليم السويدى مدير مراد .. معرفش عنها اووى .. أبو مراد بقرف: اللى قلته كفايه و انا هعرف الباقى بطريقتى .. قفل معاه و غضبه و غيظه زاد ..
مراد خرج من بيت همسه .. قعد يلفّ كتير اووى بالعربيه و طول الطريق بيراجع كل اللى حصل ف اليوم .. ابتسم اووى اما افتكر لحظة ما عرف بحمل همسه .. و ابتسم اكتر اما شاف فرحتها و لمحها مبسوطه قطع تفكيره صوت موبايله بيرنّ .. اتوتر اووى اما بصّ فيه .. فكر ميردش بس خلاص اللى حصل حصل و كل حاجه خلصت ! مراد فتح بقلق: ابوياا أبوه بغضب: اه ابوك اللى رميته ورا ضهرك يا حضرة الظابط المحترم .. و لا اقول يا جوز الهانم .. بنت الاصول اللى لفّت و دارت عليك و عشان تداروا عملتكوا خلّتك حطيت كلمه ابوك تحت جزمتك !
مراد بغضب: حضرتك مش أبوه بحزم: قدامك مسافه الطريق من عندك لهنا و تكون قدامى .. و اما تجى هشوف شغلى معاك .. و إلا قسما بالله قاطعه مراد بضيق: حاضر حااضر .. أدينى شويه وقت و هكون عندك أبوه بحده: و لا ساعه واحده زياده عن مسافه السكه
و قفل ف وشه بغضب من غير ما يديله فرصه لكلمه زياده و بصّ لامه جنبه اللى واقفه بتراقب كلامه بقلق !
مراد قفل بخنقه و حدف الموبايل جنبه .. و بضيق طلع ع البيت غيّر هدومه و عمل كام تليفون لشغله و اخد تليفونه و مفاتيحه و نزل .. بس قبل ما ياخد طريقه للصعيد عدّى على بيت همسه يتطمن عليها و يعرّفهم انه هيغيب يوم اتنين بالكتير .. فضل واقف كتير متردد بعدين رنّ على ابوها عرّفه انه مسافر و اما عرف انه ع الباب خرجله بقلق .. سليم بإستغراب: انت ايه اللى موقّفك ع الباب كده ؟ ما تدخل ! مراد بإحراج: لا معلش .. انا بس كنت جاى اعرّفك انى مسافر كده يومين و جاى ع طول .. و مش محتاج اقولك لو حصل اى حاجه ضرورى تكلمنى سليم بإصرار: ما تدخل يا جدع انت .. هنتكلم ع الباب
مراد: لا معلش انا لسه ماشى من هنا .. بس لولا إنى جالى السفر بسرعه كنت سليم رفع حاجبه: انا كنت قولتلك ايه اللى جابك ؟ بعدين انت خلاص بقيت جوز بنتى .. يعنى واحد من البيت اللى انت واقف على بابه ده .. مراد بإحراج: انا سليم بتأكيد: اسمع يا مراد انا ماليش علاقه بعلاقتك ب بنتى .. اللى بينك و بينها حاجه و اللى بينك و بينى حاجه .. و بيتى مفتوحلك اى وقت .. اى وقت تيجى تدخل ايا كان الظروف .. فااهم !
مراد ابتسم و كأن طاقه الامل اللى إتفتحت قدامه بتوسع و تزيد شويه شويه .. بس لسه مش عارف الطريق اللى إبتداه هيرسى على ايه مراد بهدوء: ربنا يسهل .. هتّكل انا عشان متأخرش و هبقا اكلمك سليم ضيّق عينيه: انت مسافر فين و فجأه كده ؟ مراد بضيق: الصعيد .. يومين كده و راجع ان شاء الله مراد بسرعه سلّم و مشى من غير ما يديله فرصه لأى اسئله تانيه .. سليم فضل واقف حبّه بقلق و بعدين دخل !
ابو مراد قفل معاه و فضل رايح جاى بغضب و غلّ و مستنيه .. يحيي اما قفل مع ابو مراد حسّ انه وتّر الجو اكتر اتردد شويه يكلم مراد بعدين قرر يقوله ع الاقل يستفهم منه و يخلّيه يعمل حسابه .. مراد اخد طريقه للصعيد و هو عارف او ع الاقل متوقّع ايه اللى هيحصل و بيجهّز نفسه للعاصفه اللى اكيد هتحصل !
موبايله رنّ و هو بصّ فيه لقى يحيي نفخ بضيق و ساب الموبايل قدامه شويه يرن .. بس قدام إصراره اضطر يفتح مراد بزهق: يحيي خير ؟ يحيي بغيظ: ايه يا بنى فينك كده ؟ و ايه اللى بيحصل معاك ؟ اعرف من برا يعنى و حتى مراد بضيق: يحيي يحيي مش وقتك .. انا ع الطريق و قدامى كتير عقبال ما اوصل .. بعدين اكلمك يحيي: طريق ايه ؟ على فين كده ؟ مراد نفخ: الاقصر يحيي تقريبا فهم: ااه يبقا ابوك كلّمك بعد ما قفل معايا مراد بقلق: هو كلّمك ؟ يحيي ارتبك: اه و تقريبا وقعت معاه بالكلام .. بس انا مكنتش اعرف يا بنى ادم انت انك مش معرّفوه .. اه مش قايل لحد حاجه بس مش لدرجه اهلك .. للدرجادى يا مراد؟!
مراد بضيق: يحيي الله لايسيئك انا مش طالبه معايا تبكيت .. انا خلاص اخدت قرار و نفذته يحيي استغرب: نفّذته ؟! انت عملت ايه بالظبط ؟!
مراد حاول يقفّل الحوار مفهوش دماغ للكلام: هقولك بعدين .. هنقعد و نتكلم بس مش دلوقت .. ع الاقل بعد ما انهى الحوار ده مع الحاج و اخلص بئا هبقا افهّمك .. يحيي: طب ما تنهيه من عندك انت يا مراد .. اخلص من الليله دى .. اشمعنى دى يعنى اللى متبّت فيها .. مراد بشرود: خلاص معتش ينفع متأخر اووى كلامك ده .. و حتى لو ف وقته مكنتش بردوا هتراجع ! يحيي بإستفسار: يعنى ايه متأخر ؟ انت وصلت لحد فين ف الحوار ده اصلا ؟ مراد نفخ: خلاص يا يحيي قولت بعدين يحيي: ماشى بس خد بالك ابوك تقريبا عرف هى مين و انها كانت متجوزه و مخلفه مراد بضيق: كده كده كان هيعرف متشغلش بالك انت .. المهم حكيتله ايه بالظبط ؟
يحيي حكاله بإختصار كلامه مع أبوه و مراد فهم سر غضب أبوه .. و حمد ربنا انه لسه معرفش بالباقى .. ع الاقل مش دلوقت و إنه لسه قدامه فرصه يقنعهم او حتى يمهّد .. قفل معاه و نفخ بضيق و حطّ الموبايل و كمّل طريقه و هو عارف اللى جاى شكله ايه !
همسه بعد اما روّحت ع البيت طلعت اوضتها بهدوء دخلت اخدت حمام و غيّرت و دخلت ف السرير .. حطّت ايديها على بطنها و ابتسمت بفرحه و هى مش مصدقه انها حامل !
معقوله حامل !؟ و الكابوس خلص .. و ف تؤم كمان .. ياترى هما ايه ؟! شكلهم ايه ؟! ياترى شكلى و لا شكل ..
و هنا سكتت بضيق بمجرد ما افتكرت مراد .. باباهم .. شردت بضيق: ازاى اختارتلهم واحد زى ده يكون ابوهم ؟ ليه وافقت اشيل ف بطنى حته منه ؟ ليه عيدت التجربه تانى ؟! كان عندى اهون انى مخلّفش خالص و لا ان ولادى يكون واحد زى ده ابوهم .. كفايه انه شبيه عاصم .. رفيقه و شريكه و اكيد طريقهم كان واحد طالما سوا .. متعلمتش من اللى حصلى ! همسه نفخت بقرف و ضيق ف نفسها: انا مش هسمحله يقرّب منهم .. هيبقا اب بالإسم بس .. مش هياخدوا منه حاجه .. مش هسمح بقربه منهم و لا منى مهما يحصل .. مش هغلط تانى ! و رجعت بصّت لبطنها و هى ايديها عليها و رجعت ضهرها لورا و ابتسمت ..
مراد وصل بزهق و دخل بيت أبوه اللى كان عباره عن كتلة نار قايده من الغضب .. دخل رمى السلام و ميّل على إيد امه باسها و باس راسها و لسه بيقرّب من أبوه رجع بعنف لورا و دوّر وشه الناحيه التانيه مراد حاول على قد ما يقدر يكون هادى لإنه عارف طبع ابوه و شدّته مراد بهدوء: خير يا حج .. أدينى جيت أهو و بسرعه .. ايه بئا الموضوع المستعجل اللى مكنش محتمل يستنى حتى لحد ما استأذن من شغلى ؟ أبوه بقرف: تستأذن من شغلك ؟ و الله ؟ طب ده كويس انك بتحترم شغلك و تستأذنه .. ع الأقل تكون بتحترم حاجه ف حياتك بدل مانت مش عامل إحترام لحد و لا بتستأذن حد !
مراد بضيق: ليه بس يا حاج ؟ إمتى مشيت من غير مشورتك و لا رأيك ؟ أبوه بغضب: و لما تجى تبلغنى بقرارك بالجواز من غير ما تدّى حتى فرصه لحد يناقشك يبقا ده أسمه ايه ؟ مراد: كنت هقولك .. لو ادتنى فرصه كنت هجى و احكيلك كل حاجه انت اللى استعجلت ف حكمك ! أبوه وقف بغضب: انت هتستهبل ؟ حُكم ايه اللى استعجلت فيه على واحده انت بنفسك قولت لأختك عنها انها كلها كام اسبوع و تجيبلك عيل و انا بنفسى سمعت .. هتنكر
مراد بهدوء: لاء منكرش بس حضرتك سمعت ده بس مدتنيش فرصه افسره .. فهمت غلط ف حكمت غلط و اساءت الظن بواحده محترمه و اتهمتها ف شرفها و سُمعتها! أبوه بغضب: اتفضل فهّمنى اللى عندك .. فهّمنى غلطى يا مراد بيه .. مراد: انا كان قصدى اننا بعد ما نكتب الكتاب بعد الجواز يعنى هنعمل حقن مجهرى عشان تحمل ع طول ! أبوه مفهمش قوى بس بصّله بذهول: و مستعجل ع الخلفه ليه ان شاء الله ده لو كلامك اللى مدخلش دماغى ده بنكله صح ؟ مراد حاول يبقا هادى: مش حكايه مستعجل .. انا بس اكتشفت ان عندى مشكله كده و الحمل مش هيجى بشكل طبيعى .. أبوه ضيّق عينيه بإستغراب: مشكله ؟
مراد: اه مشكله صحيه يعنى .. و هتأدّى ان الحمل مش هيجى الا بعمليه زى عمليات الحمل الصناعى دى .. و ده اللى خلّانى استعجلت ف الوقت .. امه بإطمئنان: شوفت بقا يا حاج .. اديك ظلمته اهو .. انا قولتلك ولدك عاقل و ميقلّش بعقله ابدا مصدقتنيش
أبوه بصّلها بغضب و عدم تصديق: و ليه مقلتليش ؟ مراد: محبتش الموضوع يتفتش اكتر من كده .. و حبيت احتفظ بظروفى لنفسى اعتقد ده حقى و لا أيه ؟ أبوه بشك: و اشمعنى دى بالذات ؟ مراد بضيق: و مالها دى ؟ ينقصها ايه ؟ تعرف عنها أيه حضرتك للهجوم ده كله ؟ أبوه بغضب: كفايه إن اعرف عنها انها كانت متجوزه و مخلّفه .. و كانت مرت صاحبك اللى اكلتوا سوا ف صحن واحد .. هتبصّ ف وش صاحبك كيف ؟ هيدخل بيتك و تدخل بيته ازاى ؟
مراد بغضب ظاهر عليه لما جات سيرة عاصم: حضرتك ولت كان .. كان جوزها .. كان صاحبى .. و خرج من حياتنا احنا الاتنين يعنى مالهوش لازمه الكلام ده دلوقت ! ابوه بصدمه: هتقاطع صاحب عمرك اياك عشان مَره .. ايه واكله عقلك للدرجادى ؟ مراد بعصبيه: لاء مش هقاطعه عشانها .. عشان خانى طعنى ف ضهرى .. بعدين هو فيين ؟ خرج من حياتنا إحنا الاتنين و من البلد بحالها و مستحيل يرجع إلا على جثتى أبوه مش فاهم: خانك ؟ كيف يعنى ؟ انت اللى خدت مرته و لا هو اللى اخد مرتك أياك ؟
مراد بغضب: خد اللى خده .. و هو اللى ابتدى أبوه رفع راسه بشكل إنه فهم: و هو ده البيه اللى لقيته مع مرتك ؟ مراد سكت و دوّر وشه بضيق أبوه بحده: و إنت جاى تردهاله ؟ و الهانم سمحتلك بقا بكده ؟ مراد اتنرفز: معدش يلزمنى و لا يلزمها و صفحته اتقفلت بالنسبالها و بالنسبالى أبوه بغضب: و ايش عرّفك انها اتقفلت عندها ؟ هااا ؟ خلّفت منك و اترمت تحت رجلين صاحبك .. هتعمل ايه وقتها ؟ و ولادك هيروحوا فين ؟
مراد بغضب و تأكيد: مش هيحصل أبوه بقرف: ليه محصلش معاه ؟ معملتش ده معاه ؟ سابته و راحت لفّت على اللى كان صاحبه ؟ اللى اول ما شمشمتله نخّ قدامها .. اللى تسيب جوزها و أبو ولدها عشان صاحبه يبقا تسيب صاحبه عشان كلب دكر معدّى ف الشارع .. ماهى متعوده و عملتها سابق ..
مراد حاول يتحكم ف غضبه مش عارف خاصه قدام اتهامات أبوه ليها: و انا قولت لحضرتك مش هيحصل .. انا بثق فيها .. هى محترمه و جدا كمان مراد كان بيحاول ف كلامه يبعد عن اى تفاصيل تخصّ اللى حصل بينهم هما التلاته هو و هى و عاصم و عن تفاصيل جوازه عشان الوضع ميتأزمش اكتر ! أبوه بغضب: محترمه لنفسيها مش لينا .. مراد بغضب: يعنى ايه ؟
أبوه بحزم: يعنى واد عامر العصامى مياكلش ف طبق مطرح حد .. مياخدش فضلة خير حد و لا يترميله البواقى ! مراد بضيق: انا قولت لحضرتك ده موضوع و انتهى أبوه بصرامه: و هينتهى كمان بالنسبالك انت كمان .. و عشان اتأكد انك قفلته كتب كتابك على بت عمك و دُخلتك اخر الاسبوع ده و قبل ما تتحرك من هنا ! مراد بصدمه: انت عايز تسيّبنى واحده عايزها انا .. و تجوزنى واحده عايزها انت .. و ده كله ليه ؟ عشان ايه ؟ أبوه بغضب: بت عمك بتنا .. من دمنا عارفين اصلها و فصلها و تربيتها و مسبقلهاش الجواز و سترك و غطاك .. التانيه بقا.
قاطعه مراد بغضب: و لا كلمه زياده عنها .. قولت بما فيه الكفايه بس لحد هنا و كفايه أبوه بشده: يبقا ننهى الكلام على إكده و نقفل الحوار خالص و تنفّذ اللى قلتلك عليه مراد بإصرار: و اذا رفضت أبوه بصّله بصدمه: انت بتكسر كلمتى ؟!
مراد دوّر وشه بضيق: حضرتك اللى إضطرتنى .. و انا لا هسيب دى و لا هاخد دى .. دى حياتى و انا خلاص اخترت هعيشها ازاى .. ف سيبنى بقا اعيشها زى ما اختارتها .. صح بئا غلط انا اللى هتحمل نتيجه الاختيار ده لوحدى مش حد تانى ! أبوه بحزم: و انا قولت لاء .. قسماً بالله ما هيحصل و لو حصل ما هتدخلى دار و لا تتسمى و لدى و لا يبقالك قشه واحده من خيرى ! مراد بإصرار: حضرتك بتلوى دراعى و انا مبجيش ب كده أبوه غضب: هديلك فرصه لاخر الاسبوع تفكر يمكن.
مراد بتأكيد: لاء مش يمكن .. تعرف عنى انى برجع ف اى قرار اخدته ؟ ده حتى لو غلط بكمّل فيه و اتعلم من غلطى و اعتقد انك انت اللى ربتنى على كده أبوه بغضب: انا لا ربيتك على اكده و لا على غيره .. و لا عرفت اربّى اصلا .. لما تقف قدامى و تناطحنى قصاد الكلمه عشره يبقا يا خساره تربيتى .. مراد بضيق: حضرتك اللى حطّتنا ف الموقف ده أبوه بحزم: و انا لسه عند كلامى و رأيى مش هيتغير و كلامى زى ما قلته هيتنفذ يا مالكش صالح بينا خالص !
أبوه سابه و طلع فوق و مراد قعد بخنقه و حطّ راسه بين ايديه و نفخ بضيق جنب اخته اللى بتبصّله بقلق و امه قرّبت منه و قعدت ف الارض قدام رجليه مراد بصّلها بزعل و هى اتكلمت برجاء: ليه بس يا حبيبى اكده ؟ ليه العِند يا ولدى عاد ؟ مراد بضيق: عشان دى حياتى و انا اللى هعيشها و من حقى اختارها زى ما احب أمه بمحايله: حب اللى تعجبك و اختار اللى تعجبك .. اى واحده الا دى .. من ضمن بنته الدنيا بحالها مملتش عينك الا دى يابنى ؟ مراد بغضب: و مالها دى ؟ هاا ! حكمتوا عليها ازاى و انتوا حتى متعرفوش اسمها !
أمه بزعل: يكفى انها كانت مرت صاحبك .. يعنى بيتت ف حضنه يا ولدى .. كلت عيش ف بيته .. شالت اسمه .. خلّفت منه .. عايز ايه تانى عشان تعرف انها متنفعكش !؟ يابنى واحده زى دى قليله قوى عليك و انت سيد الناس و مقامك عالى .. مراد بإصرار و عِند: و انا قولت انى مش عايز غيرها .. و خلاص مهما حصل ده شئ مش هيتغير ! أمه: طب
مراد قاطعها بوقوفه و بيلّم حاجته موبايله و مفاتيحه و جاكته: اتكلمى معاه تانى و حاولى تخلّيه يتقبل ده .. لإنى مش هتراجع و لا هتنازل و كل ما تقبلتوها هيكون احسن !
أمه بزعل: انت بردوا المرادى كمان هتمشى بسرعه إكده .. حتى من غير ما تاكل لقمه .. طب ريّح من الطريق حتى مش كفايه المره اللى فاتت على عينى مشيت زعلان..
مراد باس إيديها: معلش بس اعتقد لو قعدت اكتر من كده الوضع بينى و بين الحاج هيتأزّم اكتر ..و هنشد تانى و تالت و انا مش ضامن ممكن يحصل ايه .. ف انا هسيبه يهدى و يحسبها مع نفسه و اكيد هنتكلم تانى .. بعدين انا عندى شغلى اللى اصلا مضغوط فيه ومستأذنتش و معنديش اجازات .. أمه بحنيه: ربنا يستر طريقك و يوفقك ف شغلك و يديك و يهديك و يرضيك بالخير و الرزق . مراد بحب: أهو الدعوتين الحلوين دول كفايه يعينوا الواحد على اى حاجه .. كتّرى انتى بس من الدعوات دى أمه بحب: انا عندى غيرك و لا ورايا غيرك ادعيله
كل ده و اخته متابعاه بقلق و مستنيه فرصه تنفرد بيه عشان تعرف منه وصل لفين و عمل ايه .. و هو لاحظ ده و لإنه معندوش استعداد لأى نقاش دلوقت مع حد تانى اتهرّب من الكلام و انسحب بسرعه و مشى ..
أبوه شويه و نزل و اما ملقهوش عرف انه مشى .. و ده خلّاه ثار بغضب و ضيق .. لإنه كل مره بيقفل الحوار و يهرب بسرعه من غير ما يدّى فرصه للاعتراض .. و لا يسمع لحد و ده قلقه اكتر و زاد شكّه .. و قرر يسأل عن صاحبة الإسم اللى عرفه من يحيي و يستفهم اكتر عنها و عن كلام مراد اللى قاله دلوقت و مبرره و عن الموضوع كله !
مراد خرج من بيت ابوه و اخد طريقه للقاهره و قبل ما يوصل جاله تليفون مراد بحده: خد بالك يا مهاب .. اووعى يفلت من تحت إيدك مهاب: متقلقش بس انت جاى و لا فين كده ؟ مراد بإختصار: انا ع الطريق ركز انت بس معاه لحد ما اجيلك مراد قفل معاه و داس بنزين و ساق بجنون لحد ما وصل الإداره ..
مراد دخل بعنف زى العاصفه على الواد مسكه بحده من رقبته و زقّه حدفه ع الحيطه اللى وراه و مسكه من رقبته مراد بعنف: انطق يا حيوان .. زفت فيين ؟ احمد اخو مها: م .. ممعرفش .. معرفش بتتكلم عن مين ؟ مراد بصوت عالى: انت هتستعبط يا روح امك ؟ مش عارف بتكلم عن مين ؟ عن اللى باعتك يا كلب ؟ الوسخ اللى متدّارى وراك احمد بصوت مبحوح بيطلع بالعافيه: معررفش مراد ضغط على مسكته لرقبته: انطق يلاا بدل ما انا اللى هخلّص عليك احمد وشه ابتدى يزرّق و بيهز راسه بخوف.
مراد بعصبيه: ما هو لو ساكت خايف من الموت هورّيك انا اللى أسوء من الموت .. انطططق احمد ابتدى يقطع النَفس ف ايده .. اللوا سليم دخل و راح بسرعه عليهم سلك الواد من تحت ايد مراد و زقّ مراد بعيد اللوا سليم بغيظ: ما تمسك اعصابك شويه .. بعدين احنا لسه عايزينه احمد بمجرد ما اللوا سليم سلّكه من مراد نزل ع الارض بيكح دم و بياخد نَفسه بصعوبه اللوا سليم راح عليه اداله مايه: لو حد واهمك إنه هيخلّصك اعرف ان ده مش هيحصل و إنك مجرد كبش فدا عشان يشيل الليله مش اكتر و لو مموتش بحكم القضيه هتموت على إيد اللى باعتينك مراد آخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده بعنف بصوت عالى و راح عليه: انا بس اللى اقدر اخلّصك .. و اطلّعك من الليله دى كلها و هأمّنك كمان لو لاوين دراعك بحد
احمد هزّ راسه بخوف بس بان على وشه التردد و اللوا سليم لاحظه ف شدّ مراد على جنب اللوا سليم: هسيبك شويه تحسبها تانى مع نفسك و تأكد ان لسه ف أمان و قدامك الفرصه مراد راح عليه بلهجه ناشفه: لو بايع نفسك كده و مستعجل ع الموت انا عندى مليون طريقه لموتك .. ابسطهم خروجك من هنا يعنى لو خرّجتك من هنا بدون حبس او تحقيق حتى .. انت عارف كويس اللى باعتينك هيفهموا ايييه ؟ هيفهموا انك بيعتهم و اتكلمت عنهم مراد شاور على رقبته بتهديد: و ساعتها انت عارف اللى هيحصل كويس احمد بخوف: بس ده محصلش متكلمتش مراد ضحك بصوت عالى: ابقى اثبت بقا ده لو ادوّك فرصه اصلا.
اللوا سليم شدّ مراد و خرج برا و قفل الباب: سيبه شويه اعتقد هيراجع نفسه مراد بينهج: وسخ زى ... و سكت شويه اللوا سليم: متقلقش كده كده هينطق بس مش بالطريقه دى و لا بالأسلوب ده ..لازم تبقى اهدى من كده عشان نعرف نلمّ الموقف مراد سكت بضيق: الواد ده لازم يتآمن اللوا سليم: قصدك يهرّبوه ؟ معتقدش هما عملوا كده مع عاصم عشان عايزينوه .. وسخ زيهم .. لكن ده طالما رموه ف قضيه اخرها الموت يبقا مش عايزينه .. شغلتنا احنا بقا ناخده على حجرنا مراد هزّ راسه و سكت و مهاب جاه عليهم مهاب: عملتوا ايييه معاه ؟
اللوا سليم بإختصار: لسسه اكيد مش هيستسلم من اول محاوله كده مهاب بغلّ: ده متحفّظ كويس يعمل اييه .. و عشان كده لازم يتدق على دماغه عشان يعرف يفكر مراد بغيظ: قوول لخالك اللوا سليم هزّ راسه بمعنى مفيش فايده: انتوا مش هتتعلموا ؟ محدش فيكوا يقرّب منه .. سيبوه و انا هعرف اوصل معاه للى عايزوه مهاب: خلاص يبقا يتنقل على معتقلات سينا هناك آأمن اللوا سليم: طلّعله إقرار و متدخلهوش لحد ما تبعتوه هناك و يفضل يوم كامل لوحده اللوا سليم سابهم و مشى و مراد و مهاب وقفوا بضيق و الاخر مهاب نزل مهاب و هو ماشى: انا هروح اخلّصله الإجراءات و على اخر اليوم يتنقل.
مراد نفخ: و انا هروح اخلّص شوية حاجات ف المكتب عقبال ما تخلّص و جاى معاك مهاب نزل و مراد مشى و على اخر اليوم جهزوا و اخدوا احمد و خرجوا بيه من إدارة الجهاز عشان يتنقل المعتقل و قبل ما يوصل لعربية الترحيلات انضربت رصاصه واحده بس عارفه مكانها كويس جدا .. جات وسط راسه فرتكتها و وقع احمد بينهم من غير فرصه انه يكون عايش.
مراد سحب مسدسه و مهاب زيّه و اتحركوا بحذر حوالين احمد الغرقان ف دمه ع الارض بينهم بس موصلوش لحد خاصة انه تنشين قنّاصه الكل طلع ع الصوت و من الوضع فهموا اللى حصل .. اللوا سليم نفخ بعنف: ابعت حد يطلعله تقرير الوفاه و يسلّمه للدفن مراد بتلقائيه كان هيقرّب بعنف من احمد المرمى ع الارض جثه بس مهاب حلّق عليه مهاب: كده ايييه ؟
اللوا سليم: للأسف بشكل قانونى كده اتقفّلت .. الواد اعترف و اتاخد اقواله انا كنت بهدده بس .. لكن اقواله اتاخدت و اعترافه على نفسه اتسجّل .. يعنى شيّل نفسه الليله و هما ادوّه الحكم مراد بجمود: بس الحكم عندى انا و اتصدر خلاص و انت عارف كويس اللوا سليم: خدوا بالكم كويس قوى اليومين دول لحد ما نشوف هنتصرف إزاى .. عاصم قفلها قانونى عشان يقلبها شخصيه مهاب: الوسخ لسه له عين ؟ وصلت عربية الاسعاف و اللوا سليم خدهم و مشى ..
ف مكان ما بعيد و برا البلد خالص قاعد عدد كبير من ناس شكلهم و هيئتهم يدل على طبيعة شغلهم الممنوعه و الإجراميه .. ترابيزة اجتماعات كبيره يرأسها حد بيدى أوامره و تعليماته للكل و الكل تحت طوعه و تنفيذه .. رئيس منظّمه إرهابيه ف روسيا: و دلوقت اقدر اقولك اهلا بيك واحد مننا و وسطنا بشكل دائم يا عااااصم ! عاصم ابتسم بشر: و انا استنيت اليوم ده كتيير .. صحيح لا كنت احب يجى بالشكل ده و لا بالسرعه دى بس كنت مستنيه جوسير: و دلوقت بعد ما صفّيت كل شغلك هناك .. وجودك معانا بقا دائم .. و عشان اثبتت ولائك اؤمر عاصم بغلّ: قايمة التصفيات اللى هنعملها أنا بنفسى اللى هقوم بيها جوسير ضحك: و ده لو حصل و بالشكل اللى عايزوه يبقا منصبك محفوظ.
عاصم بثقه: و بأحسن مانت عايز .. بس ليا شرط جوسير بصّله و هو وقف بجمود: القايمه بالأسامى اللى فيها هتتعدّل شويه جوسير وقف قصاده: مش هنستثنى منها حد عاصم ضحك بمكر: و مين قالك هنستثنى ؟ مش يمكن ازوّدلك عليها حد و بكل تفاصيله جوسير بخبث: كده نبقا متفقين .. قولى بقا مين ده اللى وقع تحت نابك و هيتدلغ و كده كده على أيدك او على أيد حد غيرك من هنا هيخلص عاصم بغلّ: _____
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس عشر
عاصم بغلّ: قايمة التصفيات اللى هنعملها أنا بنفسى اللى هقوم بيها جوسير ضحك: و ده لو حصل و بالشكل اللى عايزوه يبقا منصبك محفوظ عاصم بثقه: و بأحسن مانت عايز .. بس ليا شرط جوسير بصّله و هو وقف بجمود: القايمه بالأسامى اللى فيها هتتعدّل شويه جوسير وقف قصاده: مش هنستثنى منها حد
عاصم ضحك بمكر: و مين قالك هنستثنى ؟ مش يمكن ازوّدلك عليها حد و بكل تفاصيله جوسير بخبث: كده نبقا متفقين .. قولى بقا مين ده اللى وقع تحت نابك و هيتدلغ و كده كده على أيدك او على أيد حد غيرك من هنا هيخلص عاصم بغلّ: سل ماهر كان جنبه مسك آيده بسرعه و ضغط عليها ف عاصم سكت مره واحده بس مفهمش جوسيرى بصّله بعدم فهم و عاصم بصّله و رجع بصّ لماهر اللى بيبصّله بحده جنبه عاصم سكت شويه: خلاص سيبنى شويه و لو فى اى جديد هبلّغك جوسير هزّ راسه: يبقا متفقين و مره تانيه بقولك اهلا بيك وسطنا بشكل دائم و اتمنى تفضل بكفائتك.
عاصم ابتسم بشر: اكييد جوسير وقف و عاصم وقف و سلّم و خرج و عاصم خرج و ماهر وراه و نضال وراهم عاصم بغيظ: ممكن افهم اللى حصل جوه ده معناه اييه ؟ ماهر دخل مكتبه و قفل الباب بحده ما دخلوا: انت اهبل يا بنى ادم انت و لا بتستهبل ؟ بقولك خرّجنا من تحت إيديهم هناك بالعافيه .. و هنا كمان وافقوا يساعدوك بالعافيه عشان المصلحه اللى وراك بس لو كترت مشاكلك هيبعوك .. و انت برغم ده كله لسه عايز تدخّل مشاكلك ف الشغل ؟
عاصم بغيظ: البنى ادم ده لازم يغوور .. قعدته اكتر من كده مكانه غلط عليكوا و عليا نضال: إذا كنت متكلمتش عن اللى مشاكلك اصلا معاه عاصم بغدر: قصدك مراد ؟ لاء ده دوره جاى بس على آيدى و بطريقتى .. المهم ده يغور عشان اعرف اقف لمراد .. كمان عشان بنته ماهر بصّله قوى: و بنته دخلها اييه ؟ ده موضوع و خلص و لازم يكون خلص عندك انت كمان و إلا هتفتح على نفسك و علينا مشاكل انت بس اللى هتدفع تمنها عاصم بغموض: متشغلش بالك إنت .. و زى ما انت قولت اللى برا الشغل ده بتاعى و انا اللى هخلّصه ماهر و نضال بصّوا لبعض بقلق و عرفوا إن اللى جاى لسه كتيير .. و إن اللى فاكرينه خلص لسه بيبتدى.
مراد بعد خلافه مع ابوه سابهم و مشى .. خرج من بيت أبوه و من البلد بحالها و رجع القاهره .. طول الطريق و هو عمال يراجع كلام أبوه و موقفه .. و إتضايق اووى أما افتكر كذبته عليه .. لإنه مش متعود يكدب عليه هو بالذات .. دايما بيحترمه و يحترم رأيه بس هو اللى إضطره .. رجع القاهره إتردد كتير يروح ل همسه بيتها يتطمن عليها بس إتراجع ف الاخر و قرر بس يتطمن ف التليفون من أبوها ف مسك تليفونه و كلّمه .. سليم: مرااد ! حمد الله ع السلامه انت وصلت و لا ايه ؟
مراد بنبره بيحاول تبان عادى: اه ده انا روحت و رجعت كمان .. صباح الفل يعنى سليم إستغرب: روحت و رجعت ؟! انت كنت بتطمن على اهلك و لا ع السكه ؟ مراد بضيق: لا مانا مخدتش وقت .. شوفت فى ايه و رجعت .. انت عارف الشغل بئا سليم: اه بس مش للدرجادى
مراد سكت شويه و هو احترم سكوته ده ف سكت هو كمان و بعدها بقلق: اتخانقتوا ؟! مراد بضيق: متشغلش بالك انت .. حكايه وقت مش اكتر .. المهم ( اتنهد بتردد ) همسه عامله ايه ؟ سليم: كويسه .. مبتخرجش من اوضتها و لا من السرير تقريبا .. اخدت حمام و نامت مراد: ليه كده ؟ مش لازم تتكتّف يعنى .. براحتها بس تحاسب .. ع الاقل عشان متزهقش .. انت عارف نفسيتها كانت عامله ازاى سليم ضحك: لا من ناحيه نفسيتها انا خلاص اتطمنت .. خلاص لقت اللى يونّسها .. دى ابتدت تكلم عيالكوا من دلوقت .. عيالك جننوها خلاص.
مراد ابتسم و تخيّل شكلها: خليها تاكل كويس و خد بالك منها و انا معلش هتطمن دايما عليها منك .. سليم ابتسم بحب: مراد انا قولتلك بيتى مفتوحلك ف اى وقت .. تعالى و ميهمكش و كل شئ يتدبّر مراد ابتسم: عارف .. بس شويه كده و سيب كل حاجه تيجى براحتها .. المهم انا هقفل الحق اريّح ساعه قبل ما انزل الشغل قفل معاه و طلع شقته .. حطّ مفاتيحه و موبايله و قعد ع الكنبه و فرد ضهره لورا و حط ايده ورا راسه و سرح فيها !
ف فرحتها اما عرفت انها حامل .. تخيّلها وهى حاطّه إيديها على بطنها و بتكلم ولاده .. ولاده ؟! كلمه جديده و غريبه عليه خلّت ابتسامته اختفت فجأه .. هل هو فعلا مستعد للمرحله دى ؟ إنه يكون اب ! هيعرف يبقا اب ؟! شريط حياته بيمرّ قدام عينه و كل اللى فات .. افتكر إنه من ساعة ما همسه خبطت على باب بيته ده و خطّته و هو حاجات كتير فيه اتغيرت .. بس هيستمر ؟ هيكمّل ؟ و اللى جاى هيبقا شكله عامل ايه ؟!
عدّى شهرين مفهومش جديد اووى همسه بتتابع حملها مع الدكتوره اللى مراد اختارها .. و صمم إنها تكون دكتوره مش دكتور و هى حاولت تعانِد من باب العِند مش اكتر .. بس قدام إصراره وافقت على مضض من تدخُله ! مراد كان بيعدّى عليهم ف البيت من وقت للتانى يتطمن عليها و بقية الوقت كان بيتطمن من أبوها يا ف الشغل يا ف التليفون و يتحجج بالشغل ! همسه كانت بعيده تماما و طول ما هو عندها مبتخرجش من اوضتها و رافضه اى شئ بينهم حتى التليفون !
مراد بيعدّى ف مواعيد الدكتوره يودّيها و يجيبها و معاها أمها و أبوها اللى بتصرّ على وجودههم .. بترفض يدخل معاهم للدكتوره ف بيستناهم برا و يخلّصوا و يروّحهم و يرجع يتطمن عليها من الدكتور ! مراد بيتعلق بيها كل مدى اكتر و مستغرب امتى حبّها بالسرعه دى ؟! امتى كان له ف الحب اصلا ؟ ده حتى حب ولاده اوى من قبل ما يشوفهم عشان منها !
أبو مراد مصمم على رأيه و رفضه للجوازه دى و متطمن لسكوت مراد انه هيشيل الموضوع من دماغه مع الوقت ..
شهرين و مراد مبيروحش لعنده و لا بيشوفهم بحجة الشغل و السفر و كده .. بيحاول يتجنبهم ك اسلوب ضغط لحد ما أبوه كلّمه ف يوم مراد بضيق: اهلا يا حاج أبوه بغضب: عِرفت بنت الاصول تبعدك عن أهلك و تاخدك من ناسك .. مراد بزهق: لا بعدتنى و لا خدتنى انا مضغوط بس شويه اليومين دول أبوه: لا مضغوط و لا مشغول .. و لو فاكر يا واد العصامى إنك بتلوى دراعى يبقا غلطان .. ع العموم انا مش مستغرب .. اذا كانت خلّتك تكسر كلام ابوك و ترفض بت عمك اللى انا إختارتهالك و تقف قصادى عشانها يبقا مش هتاخدك لحالها !
مراد نفخ بضيق: انا موقفتش قصاد حضرتك .. بس انت اللى إضطرتنى .. دى حياتى انا و القرارات فيها لازم تبقا منى انا .. عشان انا اللى هتحمّل نتيجتها أبوه بغضب: يعنى انت لساك مُصّر على اللى ف راسك .. و انا اللى فكّرتك عقلت ! مراد بضيق: انا قولت لحضرتك إنى اخدت قرار و انت عارف انى مبرجعش عن اى حرف قولته أبوه بغضب: و انا قولتلك لو ده حصل هعمل ايه .. وانا كمان مبرجعش عن كلمتى .. و عقلك ف راسك
مراد قفل معاه و نفخ بضيق لإنه هو كمان كان عنده امل إنه يغيّر رأيه ! أبوه قفل معاه بغضب و فضل شويه رايح جاى ينفخ بعصبيه و بعدين كلّم المحامى بتاعه اللى بيخلّصله شغله و اللى هو جوز فاطمه اخت مراد من امه .. المحامى منير: خير يا حاج عامر أبو مراد: لو كلّفتك بمهمه تهمّنى تعملها ؟ بس ف السر من غير شوشره منير: طبعاا .. ده انت تؤمر يا حاج أبو مراد: هديلك اسم واحده و عايزك تجبلى قرارها .. كل حاجه عنها ..بت مين و كانت متجوزه مين و مخلّفه و لا لاء و عرفت ولدى كيف و ازاى و كيف اقنعته بالجواز و لفّت عليه ؟!
منير كان عنده خلفيه عن الموضوع من فاطمه مراته بس مش تفاصيل: اه قصدك همسه ؟ أبو مراد إستغرب بغضب: اه واضح ان البلد كلها عارفه .. و أنا الحمار اللى ولدى ختم على قفايا منير بمكر: و الله يا حاج انت عارف مراد مبيسمحش لحد يقوله ايه يصح و ايه ميصحّش و لا العيبه فين .. ده حتى مسمعش لاخته .. بس انا قولتلها تقوله عيب يكسّر كلمه الحاج و يطلعه عيل .. بس أهو راكب راسه و مش راضى يسمع لحد ! أبو مراد بغضب: و انا دماغه دى هكسرهاله يوم ما تمشّيه ف سكه غير اللى انا عايزهاله .. انا قولتهاله لو صمم و عمل اللى ف راسه و كسّر كلامى لا هو ولدى و لا أعرفه و مالهوش قشه من خيرى و لا يدخلى بيت !
منير بخبث: متقلقش هجيبلك قرارها هى و اللى خلّفوها ابو مراد بتأكيد: كل حاجه عنها .. و من غير ما مراد يعرف ! منير: تمام ادينى فرصه كام يوم كده اخلّص شغله ف ايده و بعدين افضاله و انزل اجبلك قرار الموضوع !
منير قفل معاه و ابتسم بمكر و بص لبعيد: و الله و جيت تحت ضرسى يا بن العصامي و ورثك كله يبقا تحت رجليا !
مراد قاعد مع ابو همسه ف المكتب و معاهم مهاب و محمد شغالين على قضيه بيدرسوا فيها اللوا سليم: انت جاى معانا أخر الاسبوع الجاى عند الدكتوره يا مراد ؟ مهاب بهزار: اكييييد .. بيروح يتلطع ع الباب و بردوا بيصمم يروح .. بيعمل ايه متعرفش ! مراد بغيظ: مال اهلك .. ثم ان مش كفايه انى سمحت انك تروح مره مهاب رفع حاجبه: ع اساس إنى دخلت .. مانا اتلطعت جنبك مراد بغيظ: و انت كنت عايز تدخل مع مراتى عند الدكتوره ليه ؟
مهاب ضحك: انا أخوها ف الرضاعه يااهبل و ابن عمتها مراد: و لو .. عايز ايه انت ؟ مهاب بيغيظه: عايز اشوف مراد حبيب خاله مراد برّق: نعم ؟ مراد مين حضرتك ؟ اللوا سليم ضحك: مراد يا ابو مراد مراد إستغرب: و مين بئا فيكوا اللى سمّاه مراد ؟ مش هسّمى انا إبنى مراد .. مش هبقا مراد ابو مراد .. مراد مراد .. وحش مراد .. مهاب ضحك قوى: و الله قولنالها كده مسمعتش الكلام و اصرّت بعِند مراد برّق و سليم ضحك: لو تعرف تعمل اللى احنا معرفناش نعمله و تقنعها يبقا بلاها مراد ..
مراد بذهول: هى همسه عايزه تسمّى مراد ؟! سليم ضحك: اه و مصممه كمان .. و خد بالك بنتى مشفتش عِندها و لا قد العِند معاها ! مراد بلهجه مضحكه شقلب كلامه: يبقا هسمّى ابنى مراد .. و ابقا مراد ابو مراد .. مراد مراد .. ماله مراد ؟! عسل مراد .. سكر مراد .. شربات مراد
مهاب و سليم بصّوله و ضحكوا مع بعض ف صوت واحد على طريقته .. لإنه قال نفس كلامه الاول بس بالشقلوب و هو بصّلهم بغيظ و سكت و مره واحده ابتسم بسرحان و شويه شويه ضحك جامد معاهم مراد ضحك: ااه يعنى من خاف سلم زى ما بيقولوا سليم بهزار: مانت بتجيب ورا اهو و قلب الاسد اتقلب لرجل فرخه مراد بغيظ: خليك ف حالك .. مهاب بتريقه: بس معرفش هبّت بالاسم ده منين .. معتقدش عشانك يعنى يبقا على اسمك .. الحب مولّعش ف الدره ! مراد ضحك: لا ده هيولّع فيا انا مش ف الدره ..
كلهم ضحكوا و مراد ابتسم و سرح مع نفسه و افتكر اما سمّى إبنها من عاصم و انه سماه على إسمه .. مرااد .. معقول عجبها الإسم و لا عجبها اختياره ؟ و لا هى متعرفش اصلا إنه الاسم كان إختياره ؟ و لا هتسميه بس عشان اسم ابنها اللى مات ؟ مراد افتكر و هو بيكتب إسم إبنها ع الإسوره اللى ف أيده و بدل ما يكتب مراد عاصم غِلط و كتب مراد مراد .. و أد ايه وقتها معرفش ليه اتمنى ده .. معقوله ربنا سمعله بالسرعه دى و استجاب و اداله اللى عايزوه ؟!
سليم إنتبه لسرحان مراد و الإبتسامه اللى على وشه و ابتسم هو كمان و بينه و بين نفسه إتمنى امنيه ليهم و قرر يسعى يحقهها و يساعده .. سليم ابتسم: بقولك يا مراد .. ما تيجى تتعشى معانا إنهارده مراد انتبه: هااا ؟ لا معلش انت عارف مضغوط شويه
سليم فاهم إنه بيحاول يدّى مساحه ل همسه و ميحتكّش بيها عشان ميضايقهاش و لا يضغط عليها .. و إنه عايز كل حاجه تيجى واحده واحده و برضاها ..
سليم: بعد ما تخلّص شغلك و أهو نسهر شويه .. يا جدع انت هو النسب بيقرّب الناس و لا بيبعدهم .. ده احنا كنا بنتقابل الاول اكتر بكتير من كده ! مراد: بس قاطعه سليم بإصرار: مبسش .. انا كلمتهم ف البيت و بلّغتهم اننا هنتعشى سوا .. لو مش جاى بئا كلّم حماتك و اعرف شغلك معاها .. مراد ضحك و هو كمان ضحك: و خد بالك انت لسه لحد دلوقت مشوفتش شغل الحموات مراد ابتسم بحب: تمام يبقا مش هتأخر سليم مردّش بس بصّله بابتسامه و هو تقريبا فهم ان ابوها هو اللى هيساعده و قرر يمشى وراه ..
همسه ف سريرها كالعاده و باصّه قدامها ف الولا حاجه .. مش مركزه و زى التايهه ف دوامة الاحداث اللى مرّت بيها ف الفتره الاخيره .. و ازاى كل حاجه وقعت عليها بسرعه كده .. ياترى هى صح و لا غلط .. فكرت و لا سابتها زى ما تيجى تيجى .. طب هى قد قرار زى ده !؟
و ياترى مراد فين من كل ده !؟ ليه قابل ب ده ؟! بيفكر ف الموضوع ازاى ؟! و ليه راضى ؟ هل ياترى مستغنى عن ولاده و لا مضحّى عشانها ؟ و لا مش فارق معاه اصلا و دى مجرد واجب جاى من إحساس بالذنب ! عمّاله تفكر و تفكر و تفكر لدرجة إنها محستش ب أبوها اللى رجع بدرى من شغله .. و اللى اول ما جاه طلعلها و دخل و قعد جنبها بهدوء .. شايف ملامح وشها اللى عماله تتغيّر من الحزن للدهشه للغضب .. و بين كل ده فى ابتسامه عَذبه بتيجى و تروح فجأه .. و ده فتح سكه قدامه و قرر يبقاله دور و ياخد بإيديهم .. قعد مستنيها و مراقب سكوتها لحد ما انتبهت لوجوده فجأه همسه ب إحراج: باباا !؟ حضرتك دخلت ازاى و هنا من امتى ؟
سليم ابتسم بحب: و الله حضرتى هنا من كتير .. بس سيبتك براحتك مع اللى واكل عقلك همسه بتتويه: اللى واكلين عقلى قصدك .. و بتلقائيه حطّت ايديها على بطنها سليم بابتسامه: اه ما هم البركه فيهم بئا هما و ابوهم .. خطفوكى همسه بفتور: هما بس يا بابا .. ولادى و بس .. مفيش ف دماغى و قلبى و عقلى إلا ولادى و بس !
ابوها بصّلها كتير و باندفاع: طب و مراد يا همسه ؟! البنى ادم اللى وقف جنبك ف محنتك .. اللى خاف عليكى ف الوقت اللى جوزك اتخلّى عنك و سابك عشان يهرب .. و اللى وقف جنبك و قرر يتنازل و يرضى عشان متخسريش اكتر ماللى خسرتيه .. مع إنك وقتها مكنتيش تخصّيه و لا ملزم بيكى .. يا شيخه ده اللى كان ملزم بيكى اتخلّى عنك .. ايه وقفته جنبك دى مالهاش تمن ؟!
همسه اتنرفزت لإنها عارفه إن كلام أبوها أصح من إنه يترد عليه: ماله ؟ الموضوع كان عرض و طلب .. هو قدّم عرضه .. و انا عرضت شرطى و هو وافق و انا وافقت .. لكن اكتر من كده لاء .. و لو وافق عشمان إن فى حاجه تتغير يبقا يا خساره تعليمك ف تلميذك النجيب اللى بنى حلم على وهم ف دماغه ..
سليم بهدوء: طب و مفكرتيش ليه عمل ده ؟ ليه وافق على وضع زى ده مش جاى عليه بحاجه ؟ همسه هتتكلم بإندفاع بس أبوها وقّفها بإشاره من إيده و قاطعها: و متقوليليش إحساس بالذنب .. لإن انا و انتى عارفين كويس إنه مالهوش ذنب ف حاجه حصلت عشان يدفع تمن الذنب ده همسه اتراجعت بتوهان: امال جاه ليه ؟ و وافق ليه ؟ رضى يتنازل عن حته منه ليه ؟ سليم ابتسم لإنه قدر يوجّهها للسكه اللى هو عايزها حتى لو بالتفكير بس: فكّرى مع نفسك كده و راجعى تصرفاته من يوم ما دخلتى حياته .. هتلاقيه عمال يدّى و يدّى و يقبل إهانه ورا إهانه و إتهام ورا التانى و مستحمل .. ف لما يوافق يسيبلك حتّه منه عشانك ميبقاش جديد عليه و لا فيها إستغراب .. عشان مين بئا ؟ هااا ؟ و عشان ايه ؟
همسه بصّتله قوى بإستغراب و كأنها بتتفاجئ بتفكير أبوها و هو ابتسم بحُب: عموما راجعى نفسك يا هموّسه .. و أتمنى تعيدى تفكيرك و تراجعى حساباتك تانى إنتى مش حمل خساير تانيه .. و كفايه انه عادى أقرب الناس له عشانك .. ف معتقدش ان ده احساس بالذنب .. عارفه ده لو أذنب بجد كل وقفته جنبك دى هتشعفله .. همسه بإستغراب: عادى اقرب الناس عشانى ؟ تقصد ايه يا بابا ؟ سليم: متشغليش بالك انتى .. المهم فكرى كويس ف كلامى و خدى وقتك .. إفتحى بابك انتى و سيبى كل حاجه تيجى براحتها .. عشان يوم ما تيجى ما تروحش لما تلاقى بابك مقفول !
همسه بصّتله قوى و سكتت شويه و إترددت: مفيش اخبار عن عاصم ؟! سليم بخيبة امل: للاسف لاء .. اختفى و ما زال البحث عنه شغال .. يعنى حتى لو ظهر معدش له مكان ف اى حاجه .. شردت بحزن و أبوها بصّلها بقلق و ترقُّب: اوعى تكون صفحته لسه مفتوحه عندك .. عاصم مش بس خانك لاء ده خانك و خانى و خان بلده و شغله و خان العِشره .. و اللى زى ده مش بس مينفعش تبقا صفحته لسه مفتوحه .. ده مكنش ينفع من الاول إنه يبقاله صفحه ف حياتك .. بس اللى حصل بقا ! همسه بوجع: ياريت كل حاجه بسهوله كده زى ماهو عملها بسهوله ..
سليم بحب: لو عندك إراده تنسيه هتنسى و هتعرفى تخرّجيه من جواكى و من حياتك كلها .. إنما لو مش عايزه تنسى هتفضلى كتير ف دوامة التوهان دى .. و هتلاقى نفسك بتلفّى حوالين نفسك ف دايره مقفوله مش هتخرجى منها ابدا إلا لما تدوخى و تقعى !
قام من جنبها مشى خطوتين و فتح الباب و قبل ما يخرج: ااه على فكره مراد جاى إنهارده ع العشا .. هنتعشى و نسهر شويه سوا
قبل ما ترد: ع فكره انا اللى عزمته .. و هو مكنش راضى عشان صدّك ليه و تجاهلك و معاملتك .. بس انا اللى اصرّيت عشان إنتى عارفه اللى بينى و بينه .. و اللى اتمنى انه مينتهيش بيكى .. زى ما بتمنى و بدعيلك إن اللى بينك و بينه بردوا مينتهيش بولادكوا .. فكرى و راجعى نفسك !
خرج و سابها تايهه اكتر من الاول .. و كلمه واحده بترنّ ف دماغها .." شوفى ليه بيعمل كل ده و عشان مين ؟ و عادى اقرب الناس ليه عشانك ؟ " ياترى عادى مين و ليه و عشان ايه كل ده ؟ هو يمكن يبقا .. يبقا ... اخدت نَفس طويل و اتنهّدت و غمضت عينيها بشرود !
مراد خلّص شغل و عمل كام مشوار و مشى راح ع البيت .. اخد حمام بسرعه و خرج وقف قدام هدومه بابتسامه مَرحه: البسلك ايه يا همستى .. البسلك ايه .. ايه .. ايه
نقّى لبس شيك جدا .. طقّم تيشرت على بنطلون شيك و عليهم جاكت بدله .. حطّ برفانه و بصّ لنفسه ف المرايه و بضحك: البس ايه ؟ البس ايه ؟ و الله شكلى هلبس بجد ههههه أخد مفاتيحه و موبايله و نزل ركب عربيته و مشى نزل عند محل ورد جاب ورد كتير جدا و كله فُلّ زى ما هى بتحبه و ركب .. و شويه و نزل جاب تورته اللى اتفق مع المحل يبقا عليها صور 2 بيبى و كتب عليهم * مراد و همسته * و اخدها و مشى و شويه و نزل جاب شيكولاتات كتير جدا من أنواع كتير و أخدها ..
و شويه و نزل جاب حلويات لإنه عارف من أبوها إنها بتعشق كنافه بالنوتيلا ف جابها .. مراد مكنش عارف يجيبلها ايه و لا ايه و كل شويه ينزل يجيب حاجه .. لحد ما وصل للبيت وقف حبّه أخد نَفس طويل و ركن و اخدت الحاجات و دخل استقبله سليم بضحك: اييه كل ده ؟ ع اساس ان احنا مبنأكلهاش يعنى و لا هى و لا ولادك ؟ مراد ضحك: لاء عارف .. بس دول لأم ولادى مش ليهم .. ولادى اما يجوا هقوم انا بالواجب سليم اخد منه الحاجه او هو سابهم على تربيزه السفره ف المدخل .. دخل مع سليم لجوّه اللى اصرّ انه يطلع للصالون اللى فوق ..
مراد طلع معاه قعدوا شويه يرغوا ف اى حاجه .. لحد ما امها دخلت عليهم قدّمت عصير و سلّمت و شويه و استأذنت تحط الاكل .. حطّت الاكل و نادت عليهم و مراد عينيه تايهه ف المكان بتدوّر عليها اتلموا ع السفره و ثوانى و باب اوضه إتفتح و إتقفل و لمحها جايه من بعيد عليهم .. حملها دخل ف التلات شهور بس بطنها بدأت تبان و ده زايدها فوق جمالها جمال خاص ... جمالها رقيق .. ملامحها رقيقه .. حتى إبتسامتها اللى متعدتش شفايفها بردوا رقيقه ! مراد تنّح ببلاهه و قام وقفلها و هى قرّبت عليهم و شدّت الكرسى اللى جنب أبوها و قعدت و ده خلّاها قصاده و بصّوا لبعض ف نظره طوويله كل واحد فيهم تاه فيها!
هدى بصّتلهم بحب .. و إتمنت لو الحياه بينهم طبيعيه كانت بنتها هتفرح بالحمل ده اكتر .. بصّتلهم و بصّت لسليم اللى متابع ف صمت و كل شويه يخطفلهم نظره من بعيد و فهم إن همسه إستجابت لكلامه و ده نوعا ما إداله ضوء بسيط هينوّر اللى جاى .. صحيح لسه مش عارف قراره ده صح و لاغلط بس عشمان قوى ف اللى جااى ينصفهم هما الإتنين ..
ف الصعيد عن اهل مراد ... آبوه رايح جاى بيغلى و وشه بينطق شر و الغضب مسيطر عليه و منير المحامى بتاعه قاعد قدامه و إبتسامه خبث على وشه بيحاول يداريها .. أبو مراد بغضب: انت متأكد من الهباب اللى قولته ده ؟ يعنى كلام أكيد و لا كلام حريم ؟ منير بخبث: لا كلام أكيد و هو انا عيل بردوا ؟ ده العالم برا كلها بتتكلم عن جوازه من بنت الأكابر دى .. و إزاى لاعبين بيه مش بس عليه .. و عاملينه شوخشيخه بيلقّفوها لبعض .. ده قاعد عند اهل مرته ! أبو مراد بغضب: كمان ؟! يعنى كاسرين عينه بلقمته .. واقف قصد أبوه عشان ف الاخر يقعد ف بيت ابوها ؟! منير بمكر: و الله اما عرفت ان البنت حامل ف تلات شهور
أبو مراد بصدمه: 3 شهور ؟! كيف يعنى 3 شهور ؟! إذا كان جاى مكلّمنى على جوازه منيها بس من تلات شهور ! و انت بتقول انه متجوزها من نفس الوقت تقريبا من تلات شهور و هى متطلقه من تلات شهور .. يبقا كيف يعنى !؟ منير بخبث: الله يستر على ولايانا بقا أبو مراد بغضب: يعنى ايه يعنى ؟ تقصد ايه ؟ ما تنطق على طول منير بغباوه: انا سمعت كده كلام متنطور إنه أبوها كان عاملُّه قضية خطف لبنته و إنه يعنى استغفر الله يعنى ..
أبو مراد بصّله بصدمه و هو بخبث: البنت كانت وقتها متجوزه صاحبه.. و أبوها يوم ما لقاها بعد ما اختفت كانت بتنزف و لحقوها ع المستشفى متبهدله .. و لبّسوا صاحبه قضيه و رفدوه من شغله عشان يطرمخوا ع الموضوع .. عشان سُمعة البنت .. ما أبوها بقا رُتبه عاليه و صاحبه طلّقها و اول يوم بالظبط بعد العدّه اتكتب كتابها على مراد .. أبو مراد بصدمه: ولدى يعمل كده ؟! منير: معرفش .. ده اللى بيتقال و انا بنفسى شوفت القضيه دى .. خلّيت حد من حبايبى جابلى صوره من ملف القضيه و شفته ! أبو مراد: و ولدى عمل كده صوح ؟
منير بغلّ: و الأسود من كده .. ده بيقولوا قتل ولده بعد ما أبوه خده ! أبو مراد بغضب: لااء ولدى اعقل من كده .. ميعملهاش .. مربتهوش انا على كده .. على النجاسه دى ! منير: ليه معملهاش قبل كده .. مانت عرفت بقضيه البت مرته اللى فاتت و كيف يعنى قاطعه أبو مراد بغضب: بس المحكمه برّأته منير بخبث: و ليه متقولش اتطبّخت ؟ يعنى أبو مرته دى اللى طلّعه عشان يلم الدور ..
و لا هو راضى البت بقرشين و هى سكتت عشان سُمعتها و هو بحكم شغله عرف يبلفها تحت طوعه و إحنا شربنا الموضوع و إتهامناها باطل .. و كان منمّر على الدور ده و باصص لمرت صاحبه .. و لا الله اعلم هى كمان كانت استغفر الله .. و أبوها عمل الفيلم ده عشان يلّم الفضيحه .. بدليل إن القضيه متحققش حتى فيها .. ده إتنازل عنها و بعدها مراد إتجوز بته ع طول .. يبقا ده معناه ايه بقا ؟!
أبو مراد بغضب: يبقا ده مالوش غير معنى واحد .. إنى معرفتش اربّى ولدى ف خرج من طوعى .. و يا يرجع لطوعى يا روحه بلا رجعه .. و يبقا مالهوش اهل خالص و لا حتى يخطّى البلد .. منير بخبث: طب مش هتتكلم معاه ؟ أبو مراد بحده: هتكلم .. هتكلم و لو مترجعش يبقا طالما الأمور وصلت لكده ليا صرفه تانيه غير الكلام معاه.
خرج منير من عنده و هو على وشه إبتسامة شر و قابل مراته فاطمه اللى كانت واقفه قريبه منهم و سمعت كل حرف من كلامهم فاطمه بغضب: ليه بس كده ؟! إستفدت ايه دلوقت اما تولّع نار بينهم منير بخبث: لاء إستفدت كتير و هستفاد اكتر .. و بعدين ما تسيبيها تولع و خلينا نتفرّج .. مش اخوكى اللى عامل فيها سبع رجاله ف بعض يشرب بقا فاطمه بضيق: طب بلاش عشان اخويا .. ع الأقل عشان أبوه اللى انت عايش من خيره منير بغلّ: اهو ده بالذات يستاهل ..
إبنى ظابط ! الظابط راح الظابط جاه ! خليهم يقعوا ف بعض بلا فشخره فاضيه فاطمه بغضب: ده اللى مضايقك ؟ الظابط راح الظابط جاه ؟ و لا عشان الورث ؟ عرفت إن فيها غضب أبوه عليه و دى فيها حرمانه من ورثه فقلت اولّعها اكتر منير ضحك بخبث: و ماله ؟! المصلحه بتحكم فاطمه بقرف: انت ليه مش عايز تفهم إنى ماليش اكتر من ورثى ف امى بعد عمر طويل ليها .. يعنى هى ليها بس التُمن اللى اصلا مراد مشاركنى فيه و الباقى لمراد لإنه وريثه الوحيد !
منير بشر: و لما يغور مراد يبقا لا فيها تُمن و لا ربع .. و الكل ف الكل بتاع الحجّه اللى فالأخر هيصبّ علينا ! فاطمه بصّتله بصدمه و هو كمّل ضحك و خرج بعد ما ولّع النار اللى للأسف هتحرق و تدمّر كل حاجه نهاائى و عمرها ما هتنطفى ابدا ابداا ...
ف بيت همسه ... همسه و مراد و أبوها و أمها قاعدين ع السفره .. اتعشّوا و مراد من وقت للتانى بيحدف كلمه ل همسه اللى منطقتش طول الاكل و كأنها مغصوبه .. خلصوا و قاموا .. مراد دخل الحمام يغسل إيده و سليم وراه و هدى مستنياهم برا و اصرّت إن همسه تستنى معاها بفوطه لجوزها و مع ضغط أمها وقفت بتوتر ..
مراد خلّص وخرج و إتفاجئ بيها مستنياه .. مدّت ايديها بالفوطه و مراد اتعمّد يقرّب وشه جامد منها .. مدّ إيده ياخدها منها بس مره واحده باس إيديها برقّه و طوّل ف البوسه قووى .. و رفع وشه قدام ملامحها المصدومه و قرّب من وشها بهمس: تسلم إيديك يا ام مراد .. همسه بصّتله بصدمه جمّدتها مكانها و اتوترت .. ابوها كان خارج من الحمام .. بس اما لقاه بيقرّب منها اتراجع خطوتين لورا و امها سابتهم و خرجت بحجّه هتلّم الاكل من ع السفره ..
مراد ابتسم بحب: المرادى سماح مدوقتش من إيدك .. بس بعد كده مش هسمح إنى اتحرم من ده و لا من اى حاجه تخصّك ! همسه رفعت حاجبها بغيظ: يبقا بتحلم ! مراد عينيه لمعت بإبتسامه و بتلقائيه راحت على بطنها: طالما حلمى ف مراد اتحقق .. يبقا لازم يبقا عندى أمل ف حلمى مع أم مراد .. و ساعتها عمرى ما هبطّل احلم معاكى.
همسه انسحبت من قدامه بسرعه ..و خرجت على اوضتها اللى اول ما دخلت و قفلت سندت ع الباب وراها و حطّت ايديها بتلقائيه على صدرها و الإيد التانيه على بطنها.. أخدت نَفس بصوت عالى و نفخته بغيظ: لازم تبطّل تحلم .. عشان دى حاجه أبعد حتى من احلامك .. انا مش هغلط تانى .. ليه متطلعش نسخه منه و ابقى بعيد نفس التجربه من تانى ؟! و ف وسط غضبها اترسمت إبتسامه على وشها لما افتكرت كلامه ..
برا عند مراد هى مشيت من قدامه و هو فضل كتير مراقبها بعينيه لحد ما اختفت من قدامه بغيظ و ابتسم مع نفسه !
مستغرب إحساسه ناحيتها اللى بيكبر يوم ورا يوم .. هو كان رافض الحب ده .. حتى مها قبلها محبّهاش كده .. محبهاش اصلا .. و اما خانت ثقته كان المفروض ميثقش ف حد و بالسرعه دى .. إحساس بيزيد جواه و مش عارف يسيطر عليه !
سليم رفع حاحبه و ابتسم: هتفضل متنّح كده كتير ؟! مراد اتخض: انت لسه هنا ؟ سليم ضحك: اعمل ايه ؟ لقيتك قلبت على سوما العاشق قولت استنى اما اشوف اخرة تعليمى فيك مراد ضحك بغيظ: لاء ده انت هتشوف اخرتى انا مش أخرة تعليمك سليم ضحك بصوته كله: ماتنشف ياض كده و إسترجل .. ده انت ناقص تدخل علينا بدبدوب مراد ضحك بهزار: و الله يا باشا انا خايف لا بنتك هى اللى تقلبنى دبدوب سليم ضحك جامد و مراد كمان: اضحك اضحك ماهو باينه هيبقا مرار طافح.
خرجوا و قعدوا شويه و مراد فهم إن همسه مش هتخرج تانى .. بس نوعاً ما حسّ ب طاقه امل بتتفتحله .. حسّ بضوء بسيط خارج من قلبها و هينوّر اللى جاى .. و ده فرّحه و قرر يمشى و استأذن يمشى بتردد من سليم و عينيه بتقول حاجه تانيه سليم قدر يقراها بسهوله من صدق مشاعره ! سليم بمكر: مش عايز تطمن على ولادك قبل ما تمشى و لا اسلّطهم عليك ؟ مراد ابتسم: و الله كلك نظر سليم متكلمش بس شاورله بعينيه على فتحه قصادهم بتوصّل لممر فيه اوض مراد حدفله بوسه ف الهوا و سابه و راح عليها .. دخل و فضل يتنقّل ف المكان بهدوء و يخمن انهى فيهم اوضة همسه لحد ما وقف قدام غرفه و بص وراه لقى سليم متابعه بإبتسامه: طب مانت لسه بعقلك اهو.
مراد شاور على قلبه: ده اللى اختار سليم غمزله و مراد ابتسم بحماس و اتنفس بصوت عالى: يا معيين ياارب خبط بهدوء مرتين ورا بعض همسه كانت ف سريرها ابتدت تنام فجأه شمّت برفانه اتجمّدت مكانها و قلبها بيدق بعنف حبّت تمثل النوم بس الموضوع طلع معاها بطفوله .. غمضت عيونها قوى بشكل ملحوظ قوى انها صاحيه مراد ابتسم قوى على منظرها .. محبش يكسر جمال اللحظه .. قرّب بهدوء باس عيونها المغمّضه برقّه و بهدوء .. باس راسها قووى .. ميل على رقبتها باسها بهمس: كل يوم و كل لحظه بشوفك فيها بقول انها اجمل ما عيشت .. بس بتيجى لحظه تانيه بعدها معاكى عشان من حلاوتها تعلن ان لالا هى الاجمل.
و اتوه انا بين جمالك و جمال الوقت اللى بقضّيه معاكى .. و مع كل ده هتفضلى دايما انتى اجمل ما حصل ميّل على بطنها باسها برقّه و ابتسم بمكر: حبايب بابا و قلبه اظن سمعتوا انا قولت ايه .. و لا تكونشى انتوا كمان عاملين نفسكوا ناايمين ؟ قصدى نايمين ؟ ابقوا و انتوا همسه بتساهركوا ابقوا قولولها عشان هى بقا نايمه و انا هسيبها براحتها لإنها مهما هتنام مسيرها ليا.
همسه قلبها بيدق بعنف مع كل حرف و هو ملاحظ ده كويس .. و مع ذلك تعمّد يحضنها برقّه و هوو خارج عشان يتأكد ان القلب اللى عشقه ابتدى يدقله ابتسم على رد فعلها من حضنه و محبش يطوّل عشان ميجيبش معاه نتيجه عكسيه خرج بهدوء و فضل ثوانى قدام الباب يلاحظ رد فعلها .. ابتسم من صوت نَفسها العالى اللى اخدته بعد ما خرج
سليم غمزله و هو شاورله بعينيه و خرج و الدنيا مش سيعاه كأنها ابتدت تضحكله و كأنها لاول مره تضحكله ..
مراد روّح مبسوط جدا .. دخل شقته و قبل ما ينام شاف موبايله اللى افتكر إنه عامله صامت من قبل ما يروح لهمسته
بصّ ف التليفون بضيق و قلق لما لقى رنات كتير جدا من أبوه .. نفخ بضيق و بعد ما كان هيتصل قرر يستنى للصبح ع الاقل ميعكّرش سعادته دلوقت و فعلا ساب موبايله و نام
عند اهل مراد ف الصعيد .. أبو مراد بغضب: شايفه ابنك ؟! البيه المحترم .. اللى عمّاله تدافعى عنه و عايزاله فرصه تانيه .. عايزانى اواجهه و اسمعه ! أمه بإستعطاف: معلش اكيد شغله قاطعها ابوه بغضب: شغل ؟ شغل ايه ف انصاص الليل ؟ ابنك خلاص فكّر نفسه عشان بقا ظابط هيكبر ع الكل و محدش هيقدر يقف قصاده .. بس انا عارف هوقفُّه ازاى أمه بقلق: هتعمل ايه بس ؟!
أبوه بغضب: هوقفُّه عند حده قبل ما عياره يفلت و بكفايه اللى عمله أمه بقلق و ترقّب: هتعمل ايه بس ؟! اصبر اما يكلمك او يجى لازم تسمعله مش يمكن أبوه بغضب: و لا يمكن و لا يمكنش .. ابنك إتجوز من غير موافقتى .. وهمنى إنه بياخد رأيى و هو مرتب و موضّب كل حاجه .. و انا الحمار المختوم على قفاه .. و إن مصلّحش اللى عمله قسماً بالله لأطربقها على دماغه أمه بخوف: انا مش مصدقه و لا حرف من كلام منير .. انت ازاى صدقته بس و انت عارف نيته ؟ أبوه بغضب: هو اللى ادّى فرصه للكل يتكلم و مرمغ إسمه و سمعته ف الوحل يبقا يستحمل بقا أم مراد بصّتله بقلق و هو خرج بغضب و ناوى ع الشر ..
تانى يوم ف بيت همسه ... هى ف اوضتها و امها جوه عندها و مره واحده جرس الباب رنّ و حد من الشغالين تحت فتح الباب الشغاله: مين يا افندم ؟ أبو مراد زقّها بغضب: الحاج عامر العصامى ابو مراد !
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس عشر
ف بيت همسه هى ف اوضتها و امها جوه عندها .. و مره واحده جرس الباب رن و حد من الشغالين تحت فتح الباب الشغاله: مين يا افندم ؟ أبو مراد بغضب: الحاج عامر العصامى ابو مراد !
الشغاله دخّلته و طلعت بلّغت همسه و امها اللى كانوا سامعين الصوت تحت و مستنيين يتأكدوا .. و الاتنين بصّوا لبعض بإستغراب و سكتوا شويه همسه بإستغراب: ايه اللى جابه ده ؟! آمها: ايه ايه اللى جابُه دى ؟! ده بيت مرات إبنه اللى مشافهاش لسه .. و اللى ف بطنك دول أحفاده ايا كانت الظروف ايه .. و بعدين ينفع نقول لحد جايلنا ليه ؟! همسه رفعت حاجبها: فجأه كده ؟! من غير إستئذان ؟ من غير ما يبلّغ حد ؟
هدى سكتت شويه: يمكن قال لابوكى و هو نسى يبلغنا همسه بعدم إقتناع: خلاص إنزلى ضايفيه و انا هكلّم بابا يجى اما نشوف هدى سكتت شويه بمحايله: طب ما تكلّمى مراد همسه رفعت حاجبها و أمها اتنهّدت: مش ابوه ؟ و هنا جاى زياره لمراته و احفاده .. و اكيد مش معرّفهم حاجه عن الظروف .. يبقا الأولى إنه يكون موجود ع الاقل إحتراما ليه
همسه سكتت و دوّرت وشها الناحيه التانيه بتردد .. أمها سابتها و نزلت تقابله و هى فضلت كتير ف مكانها بقلق اترددت شويه و قبل ما تكلم حد سمعت الكلام اللى جمّدها مكانها !
ف الصعيد عند أم مراد .. ام مراد قاعده راسها بين إيديها و دموعها بتنزل بحُرقه .. بتدعى بصمت إن الامور تعدّى بخير بين إبنها الوحيد و أبوه .. و إنه ميكنش ناويله على حاجه .. و ميقفوش قصد بعض و إن مراد يتقبّل قرار أبوه او أبوه يقتنع بقراره !
فاطمه بقلق: طب هو مقالكيش رايح فين ؟ أمها بحزن: لاء هو بس عرفت إنه نازل مصر فاطمه بتحاول تطمنها: طيب ماهو عادى أهو .. قلقانه ليه بس ؟! ما عنده شغل هناك ياما .. و ياما نزل عشان مصالحه هناك ! أمها بعتاب: بعد اللى جوزك قاله ..و السم اللى بخّه فيه لازم أقلق على إبنى .. نزل ليه بالسرعه دى لو مش ناوى على حاجه ؟
فاطمه ب إحراج: مش عارفه اقولك ايه بس ؟ انا قولت لمنير بلاش و كده كده أبوه هيوصل لكل حاجه .. بس بلاش يبقا عن طريقك انت بس هو مقتنعش .. و لا مراد التانى اقتنع .. ما التانى قولتله بلاش .. بلاش خالص من الحوار ده بس مقتنعش هو كمان ! أمها بعتاب: يعنى انتى كنتى عارفه ؟! و انا اللى سألتك يوم ما قالنا مرضتيش تقوليلى و قولتى هو يقولكوا اللى عايزوه ؟ لو كنتى قولتيلى بدرى كنت عرفت اتصرف فاطمه: انا عرفت اه الاول بس مش من بدرى .. يوم ما عرّفكوا عرّفنى و حاولت معاه بس هو كان خلاص واخد قراره ف مقتنعش أمها بحزن: طول عمره دماغه ناشفه ربنا يستر بقا !
ف بيت همسه .. أم همسه نزلت بحسن نيه .. رغم إن جواها حته مش مقتنعه بحوار اهل مراد و خفيتهم من حوار جوازه من بنتها .. و إن مفيش حد خالص منهم وقف معاه .. حاولت كتير تستفهم من سليم لكن كان بيطمنها ف بتسكت لحد ما تشوف الامور هترسى على ايه ..
نزلت هدى بإبتسامه على وشها و قرّبت: اهلا وسهلا نوّرت البيت يا أبو مراد .. امال فين الحاجّه كمان ؟ شرفت
أبو مراد بغضب و صوت عالى: لا اهلا و لا زفت .. و لا سلام بينى و بين الناس اللى ربطوا حبل بنتهم ف رقبة ابنى و جرجروه وراهم زى الحمار ...و عصّوه على اهله و خلّوه يقف ف وش أبوه ! هدى بذهول: ايه يا حاج الكلام ده ؟ جرجرنا مين و عصّينا مين ؟ انا مش فاهمه حاجه أبو مراد بقرف: مش فاهمه اه .. ليه بنت الاصول بنتك مفهّمتكيش على وساختهم هى و الحمار اللى انساق وراها !؟ هدى بضيق: ممكن حضرتك بس تقعد و خلينا نتكلم بهدوء .. كده لا انا فاهمه و لا حضرتك مفهّمنى أبو مراد بغضب: بلاش إستعباط و شغل حريم فاضى .. انتى فاكرانى مراد هتلبّسينى زى ما لبّستوه ف بنتكوا اللى دايره بين كل راجل و التانى ! هدى اتنرفزت بغضب: لاء انت كده زوّدتها اووى .. و انا بأكتر من كده مش هسمح ..
انا لحد دلوقت محترماك لاجل خاطر مراد اللى من اول ما دخل هنا و إعتبرته ابنى .. ف يا تتكلم باحترام يا تتفضل من هنا أبو مراد بغضب: إنتى بتطردينى ؟ ماليها حق بنتك المحترمه تلّف و تدور .. ماهى تربيتك و أهو واضحه
همسه فوق سامعه كلامهم و اتجمّدت مكانها و هى مصدومه و مش عارفه تعمل ايه و دموعها متجمّده ف عينيها من الصدمه فضلت كتير ساكته لحد ما اتلفّتت ع الموبايل بتاعها مسكته اترددت شويه ف الاول تكلم مراد و بعدها همسه بحزن: ايوه يا بابا إلحقنى بسرعه !
ف الشغل عند اللوا سليم .. مراد و مهاب واقفين بيتكلموا سوا و شويه و انضملهم محمد و يحيي و بسمه محمد بهزار: واد يا مراد هو اللى بيتجوز بيتشقلب كده و لا ايه ؟ مهاب غمزله: إنكانشى إنه جواز ورق ! يحيي ضحك: اللى متربهوش أمه يربيه ايه ؟ ايه ؟ ايه ؟ محمد بتريقه: الجيش .. اللى متربهوش أمه يربيه الجيش ! مهاب ضحك اوى: و اللى مربهوش الاتنين يربيه الجواز بسمه ضحكت اكتر: طب و اللى زيك و مربهوش التلاته بئا مراد بغيظ: يبقا هيفضل طول عمره مش متربى
ضحكوا كلهم بهزار و مره واحده وسط ضحكهم خرج اللوا سليم ابو همسه بضيق و هو بيتكلم ف الموبايل و خرج بسرعه عدّى من جنبهم من غير كلام .. سليم ف التليفون: متقلقيش حبيبتى انا جاى بسرعه .. خليكى إنتى بس ف اوضتك متنزليش و اقفلى على نفسك و انا مسافة السكه و هكون عندك !
عدّى من جنبهم و نزل و مراد لقط الكام كلمه دول منه و كانوا كفايه لإنه يفهم إن فى حاجه تخص همسه ! و ده كفايه إنه يخليه يطير ورا ابوها .. و يسبقه كمان عالبيت .. مراد حصّله و اما معرفش يوقّفه اخد عربيته و طار على عنده ع البيت و دماغه بتجيب مية فكره و فكره و كل ما افكاره تزيد سرعته معاها تزيد .. اول ما وصل من قبل ما يدخل و لمح عربية أبوه و هو ابتدى يجمَّع و فهم الحوار .. و هنا اخد نَفس طويل بضيق و خرّجه بغضب و دخل بيقدّم رجل و يأخّر التانيه و هو عارف إنه داخل و هيخرج من المواجهه دى خسران حد أكيد بس يا ترى هيخسر ميين؟
جوه ف بيت همسه .. هدى بنرفزه: الموضوع كده زاد عن حدّه اووى .. انا من بدرى ساكته إحتراما ليك و لوجودك ف بيتى .. بس انت اتعدّيت حدودك قوى ف إلزم حدودك و الا
قاطعها أبو مراد بغضب و صوت عالى: و إلا ايه ؟ هااا ؟! هتعملوا ايه اكتر من اللى عملتوه ؟ بنتك عملتها و ابنى لبسها .. ايه تانى أعفش من كده هيتعمل ؟! هدى بتحاول تتحكم ف اعصابها عشان تلم الموقف: بنتى عملت ايه هاا ؟ بنتى اتجوزت إبنك على سُنه الله و رسوله .. و حملت منه بالحلال و إبنك راضى و موافق أبو مراد بغضب: و انا مش موافق .. روحتوا لفّيتوا و دورتوا عليه و عصّتوه عليا .. إبنى اتجوزها من تلات شهور و بنتك الله اعلم حامل من امتى و ازاى ؟!
هنا همسه مقدرتش تستحمل تسمع كلمه تانيه زياده .. حطّت طرحه على راسها و نزلت بغضب همسه بغضب: مين انت عشان تدخل البيت من غير ما تستأذن ؟ هاا ؟ و لا تحترم البيت و صحابه ؟ مين سمحلك ؟
أبو مراد بصّلها من فوق لتحت بقرف و خمّن إنها هى: اهلا بالشريفه المحترمه اللى معرفتش تقعد و لا ليله من غير راجل همسه بصدمه: انت تحترم نفسك و تتكلم بأدب يا تخرج من هنا أبو مراد بغضب: واحده زيك مقضياها مع كل راجل شويه اللى هتعلّمنى الادب .. و لا اه مانتى متعوده مع ده شويه و مع صاحبه شويه .. و أهو صاحبه مش موجود هو يسدّ .. راجل و السلام !
همسه بصدمه و غضب: قسماً بالله كلمه واحده زياده
قاطعها مراد بغضب و صوت عالى ف دخوله من الباب و هو بيبصّ لابوه: انا اللى قسماً بالله كلمه زياده و هتلاقينى واقف قصادك بجد .. و ساعتها هتعرف إنى مكنتش واقف قصادك و إنى كنت مِحترم حضرتك ! أبو مراد بصدمه: انت بتعلّى صوتك عليا و تحلف كمان عشان واحده تربيه شوارع مالهاش اللى يلمّها
مراد بغضب: و لا حرف زياده و إلا قسماً بالله هنسى إنك ابويا زى ما حضرتك نسيت إنى ابنك .. اللى انت بتتكلم عنها دى تبقا مراتى و ام ولادى .. و احترامها من احترامى .. و سُمعِتها من رجولتى .. ف لو مش عارف تحترمها و تحترم البيت اللى انت دخلته من غير إذن حد منهم يبقا إتفضل من هنا و نتكلم برا !
أبو مراد بصّله كتير بصدمه .. معقول ده مراد !؟ ده إبنه اللى حلم كتير يبقا ظابط عشان يفتخر بيه قدام البلد بحالها ؟ اللى بيحترمه و بيحترم ارائه .. و برغم إنه اصغر بكتير من إنه ياخد رأيه و هو كبير البلد إلا إنه بردوا بيلجأله ف كل كبيره و صغيره تخص البلد لإنه بيقتنع برأيه ! ف الاخر تبقا حتة واحده تضحك عليه و تيجى التانيه تلعب بيه ! أبو مراد مصدوم من موقفه و مش عارف ياخد رد فعل من كلام إبنه .. و مره واحده رفع إيده و نزّلها بقوه على وشه .. مراد اتلجّم تماما من الصدمه و بصّ على مراته اللى اتجمّدت مكانها !
دقايق عدّت بصمت و صدمه عالكل قاطعها دخول سليم اللى كان برا .. و كان لسه هيدخل ف سمع حوارهم ف تراجع خطوه عشان يدّى فرصه لمراد إنه يلّم الموقف .. لإنه لو دخل لازم ياخد رد فعل .. و رد فعله هنا هيخسَّر كتير .. يا يحاسبه على كلامه و يطرده .. يا يطرد مراد حفظاً لكرامه بنته .. ف ساب مراد ياخد الخطوه دى و يشوف إختياره .. بس اما الامور وصلت لكده دخل بصدمه و غضب سليم اتنرفز: فى ايه ؟ ايه اللى بيحصل بالظبط ؟ مراد بصّله بضيق و كأنه بيترجاه يلمّ الموقف و هو تفّهم ده و بصّله يطمّنه
سليم بهدوء مصطنع: حاج عامر ممكن تتفضل جوه نتفاهم .. مراد يلا ع المكتب و نتكلم جوه و انا اللى هفهّمك ده حقك .. ع الاقل واجب ضيافتك أبو مراد بجمود: لا جوه و لا بره .. واجب الضيافه خدناه خلاص .. مرتك و بتك قدّموه كفّوا و وفّوا .. سليم بضيق: طب بس يلا نتكلم جوه .. اكيد مش هنقف ع الباب أبو مراد بغضب: انا سمعت و اتكلمت بما فيه الكفايه و معنديش استعداد لكلمه واحده زياده سليم بصدق: انا ميرضنيش انك انت و ابنك تقفوا قصد بعض كده ايا كان عشان مين أبو مراد: إبنى عمره ما وقف قصادى و يوم ما عملها كانت بسببك و ف بيتك
و ( بص لبنته بقرف) و عشان وساخته و قلة أدبه سليم بنفاذ صبر: طب انت عايز ايه دلوقت ؟ اللى يرضيك بس هو اللى هيحصل أبو مراد: اللى عايزوه و يرضينى قولته لجوز بتك و هو خلاص اختار .. و انا من إنهارده ماليش ولد هعتبره خسرته ف مهمه من شغله و عليه العوض ! سليم: طب انت متع
قطع كلمته بضيق مع خروج أبو مراد بنفس العاصفه اللى دخل بيها .. و هبد الباب وراه .. بس قبل ما يخرج بصّ لمراد نظره عمره ما ينساها .. و دوّر وشه ل همسه اللى واقفه متابعه الحوار بصمت و مصدومه و بصّلها من فوق لتحت و خرج !
الكل ساكت و مصدوم و كأن كل واحد فيهم خايف من رد فعل التانى و مستنى التانى يقطع الصمت ده سليم بهدوء: يلا على فوق يا همسه و وجه كلامه لأمها: و انتى خليكى معاها و اعمليلها حاجه بارده تشربها هدى بضيق: انت ليه مقول قاطعها سليم و هو بيبصّلها قووى و يبصّ ل همسه اللى واقفه زى التايهه: بعديين .. بعدين هنقعد و نتكلم .. دلوقت بس اتفضلوا فوق هدى قرّبت منها و اخدتها و طلعت على اوضتها .. همسه مشيت معاها زى الأله اللى بتتحرك بالعافيه .. بس قبل ما تطلع بصّت لمراد و اتلاقت عينيهم ف نظره طويله قووى و عينيها فيها دموع كتيره زى المخنوقه جواها ..
نظرتها هو معرفش يفسرها .. كأنه بتترجاه بتبعده بتعنفُّه بتعاتبه بتستفهم منه .. مقدرش يحدد بالظبط هى ايه .. بس اللى فهموه إنها كرامتها إنجرحت و مش هيتخلى عنها رغم إن التمن هيبقا غالى !
همسه امها اخدتها و طلعت قدام عيون مراد و أبوها اللى واقفين بصمت سليم: انت هتفضل كده كتير ؟ مش وقت صدمه على فكره دلوقت .. ده وقت تنقذ الموقف مراد بتوهان: هعمل ايه يعنى ؟! هو خلاص إختار .. هو فاكر إنه خيّرنى و انا إخترت .. بس ف الحقيقه هو اللى إختار .. براحته بئا سليم بهدوء: انت مصدوم دلوقت .. من مجيه فجأه .. من كلامه .. من عنفه .. من مدّة إيده عليك .. من كل حاجه .. و هو كمان اكيد إتصدم من الموقف و جوازك و حمل مراتك اللى جاه بسرعه و اللى ف نظره مش مفهوم .. ف صدمتك فوق صدمته عملوا الموقف ده !
مراد بصّله زى التايه و ساكت و عينيه بتلقائيه بصّت لفوق مكان ما همسه طلعت سليم بهدوء: روح انت دلوقت حصّل ابوك .. متسيبش الموقف يكبر منك عن كده .. لو محصلتهوش و لو متكلمتوش دلوقت يبقا عمركوا ما هتتكلموا تانى و لا هتتقبّلوا بعض .. ف اتفضل دلوقت يلا وراه .. و ملكش دعوه باللى هيحصل هنا .. انا هفهّمهم .. مراد فضل ساكت شويه و نفخ بضيق و خرج .. و سليم فضل واقف شويه يفكر ف اللى حصل و اللى عمله ده صح و لاغلط .. و ايه اللى ممكن يحصل بعدها .. بعدها خرج لإن معندوش اى استعداد دلوقت للنقاش اللى عارف إنه هيحصل و الاسئله اللى هيواجهها !
ماهر سكت كتيير: انت متأكد من الكلام ده ؟ نضال: اكيييد .. هو قالى اخصصله حد يراقبهم و يتابع تحركاتهم وانقلهاله ماهر نفخ: عاصم شكله مش هيجيبها لبر .. نضال: عشان كده جيتلك الاول ماهر: انت قولتله حاجه من ده كله ؟ نضال: لاء قولت اشوفك الاول و نشوف ماهر: عاصم مش هيسكت نضال ضحك: خاصة بكده الواد علّم عليه ماهر: مين علّم على ميين ؟
نضال: عاصم لازم يعرف لإنه كده كده هيعرف .. لو مش منى هيبقى من غيرى و ساعتها انت عارف ايه اللى ممكن يحصل ماهر: هيعرف بس ف الوقت اللى نبقا محتاجينوه يعرف فيه .. يا اما احنا نخلّص بهدوء و من غير شوشره لاحسن هو مش هيحكّم عقله نضال سكت شويه: طب هقوله اييه ؟ و لا هتصرف ازاى ؟ ماهر بمكر: هقولك .. بس خد بالك عشان عاصم نابه ازرق و حامى و إحنا اللى حمّناه .. ف خلينا نظبط الموضوع عشان نوجّه نابه ناحية ما احنا عايزين نضال: ايوه ده حتى عاصم
قطع كلمته مع دخول عاصم و ملامح وشه غامضه عاصم بص لنضال: بس عاصم ايييه بقا ؟ نضال بصّ لماهر اللى حاول يبان عادى و رجع بص لعاصم: عادى كنا بنرغى ف استقرارك هنا و إنى سفّرت روسيليا اختك عشان لو حد حاول يدوّر وراها عاصم هز راسه ببرود و هما سكتوا ف رجع بصّلهم: اييه سكتوا ليه ؟ ماهر حاول يستشف من وشه هو سمعهم و لا لاء و سمع ايه بالظبط: عادى كنا بندردش ف مقابلتك لجوسير عاصم بغموض: مالها ؟ انت كنت فاكر ان احنا مش هنتفق و لا ايه ؟ ميقدرش .. انت ناسى انا ايه و كنت بعملكوا ايه ؟ ماهر هزّ راسه ببرود و عاصم بصّلهم كتيير بغموض و قعد يدردشوا ف اى حاجه و كل واحد دماغه ف سكه ..
مراد خرج من بيت همسه ركب عربيته و مشى .. كان هيكلم أبوه بس بعد ما مسك الموبايل رماه بضيق و غضب و كمّل طريقه .. فضل يلفّ و يلفّ بالعرببه لحد ما نزل ف مكان هادى .. ركن عربيته و نزل منها و وقف كتير مع نفسه يراجع نفسه بهدوء
و ياترى هيحصل ايه و هيعمل ايه و الجاى هيبقا شكله ايه ؟! اه هو كان عارف إن أبوه كده كده هيعرف و ان المسأله مسأله وقت مش اكتر .. بس مكنش متخيل رد فعله ده ! كان متوقع منه اى حاجه .. غير انه يروح ل همسه بيتها .. و يقول الكلام ده .. و يحطّه ف موقف زى ده .. و يمدّ ايده و يصغّره بالشكل ده .. إهانة رجولته و كرامته قدام مراته خلّته إتراجع عن اى محاوله للتفاهم مع ابوه و اخد قراره خلاص !
فضل واقف كتير يفكر و يفكر لحد ما تليفونه رن و كانت أمه عايزه تطمن منه عن اللى بيحصل .. و تبلّغه ان ابوه نزل مصر .. و هو تقريبا كان فاهم ده ف معندوش كلام يتقال ف مردش ! رنت كتير جدا و هو مردش لحد ما موبايله رنّ تانى و المرادى كان سليم اللى عايز يتطمن على الوضع معاه عامل ازاى مراد بقلق: خير فى حاجه و لا ايه ؟ سليم: لاء انا اللى هسألك فى حاجه عندك و لا ايه ؟! كلمتك كتير و مردتش مراد بهدوء: كنت عايز ابقى شويه لوحدى سليم اتنهد بضيق: يعنى ملحقتوش ؟ طب اكيد هو روّح ليه مروحتش وراه ؟ مراد بضيق: خلاص الموضوع خلص .. متشغلش بالك انت سليم بزعل: مراد انت متس
قاطعه مراد بضيق: قولتلك متشغلش بالك .. كده كده هو كان ناوى على ده .. لوى دراع يعنى .. ف خلاص بئا سليم: طب انت فين دلوقت ؟ مراد: برا و قدامى شويه كده .. ينفع اجى البيت عايز اتكلم مع همسه شويه .. لازم نتكلم .. اكيد محتاجه تفهم و اكيد مستنيه ده سليم بتفّهُم: انت بتسأل ؟! هستناك يلا خلّص و تعالى هتلاقينى ف البيت
مراد قفل معاه و فضل كتير جدا مع نفسه يفكر بهدوء و الاخر اخد عربيته و مشى على بيت همسه كلم ابوها و عرّفوه إنه برا .. و شويه و طلعله و دخلوا سوا
سليم بزعل: انت مش هتبطل عادتك دى بئا ؟! ما تدخل على طول .. افهم بس لازمتها ايه تقف ع الباب و تتصل ؟ مراد سكت بس عينيه تايهه ف المكان بتدوّر عليها و سليم ضحك بهزار: هقولك ارجع مثلا !؟ مراد حاول يهزر بنص ابتسامه: تقدر ؟! سليم رفع حاجبه و لفّ بيه ناحية الباب تانى: يلا ياد امشى اطلع برا .. يلا اتكل من هنا انا غلطان
مراد حاول يضحك و هو كمان .. دخلوا و قعدوا و شويه و مراد كان قاعد ف وش السلم و لمح همسه نازله بهدوء .. و شكلها يغنى عن اى كلام .. عينيها وارمه و شها محمّر جدا .. و إيديها بتتهز بضيق و ده ضايقه جدا و وجعه .. إنه كل ما بيحاول يقرّب حاجه بتبعده .. لمحها واقفه على بُعد كأنها متردده تدخل و ده حسسه إنها محتاجه تتكلم و كويس انه جاه ..
سليم: دلوقت خلاص اللى حصل حصل انت دلوقت ايه ؟ طب ناوى على ايه ؟ مراد بهدوء: ناوى على ايه ف ايه ؟ انا راجل متجوز و مراتى حامل و كلها كام شهر و ولادى يجوا .. و ده وضع مش هيتغير لا بمزاجى و لا غصب عنى مراد رمى اخر كلمه و هو عارف إن همسه برا و سمعاه و اتّكى على كلمه ده وضع مش هيتغير لا بمزاجى و لا غصب عنى .. كأنه عايز يوصلّها ده و مستنى رد فعلها ..
و قبل ما سليم يرد همسه دخلت و مراد متفاجئش لإنه رمى كلامه و كان زى اللى مستنى ردها و عارف إنها هتدخل .. ف دخلت و على وشها حزن بتحاول تداريه و ترسم مكانه برود او ع الاقل غضب همسه ببرود: بابا ممكن نتكلم شويه بعد إذنك و قبل ما حد فيهم يرد همسه رمت الكلمه اللى لجّمتهم الاتنين و بصّوا لبعض بصدمه همسه ببرود مصطنع: طلقنى !