أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى جنتنا، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





رواية مخابرات خلف الأسوار

الصح بيّن و الغلط بيّن و بينهم مشتبهات .. بينهم لحظه حرِجه .. بيزيد فيها الغلط من إغرائه و يقل فيها الصح من دفاعه .. و ي ..



05-11-2021 11:10 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [10]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية مخابرات خلف الأسوار
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي عشر

مالك مع فهد و لسه هينطق شاف العساكر بتنقل الكل برا المكان و من وراهم لمح حِلم بتتحرك بحذر وسطهم ..
عينيه بتتنقل بتلقائيه بينه و بين حلم قدامه و شاف فهد حواليه القوه و العساكر ف ساب فهد اللى شدّه بحده و قبل ما ينطق مالك زقّه و راح ناحيتها ..
قبل ما يوصلها مالك لمح حد من رجالته بيضرب نار ف الجهه اللى هى فيها .. للحظات مش عارف يستوعب .. هى
اه مكنتش مقصوده بس قُربها ده فزعه .. بسرعه إتحرك ناحيتها و شدّها بعنف و ف حركتهم الرصاصه جات ف كتفها ..
مالك إتحدف بيها من ع السلالم نزل ع الارض بيها ..

و ثوانى و كانت طلعت رصاصه تانيه ورا رصاصه ورا رصاصه ..
الرائد محمد كان قبلها بثوانى لمحهم و بيتحرك ناحيتهم ف اخد الرصاصه اللى وقّعته للأبد ..
دقايق و إنسحب رجالته بعد ما بكده نفذوا المطلوب و هوّشوا ع الكل ببلطجه ..
مالك ميّل على حِلم شالها بقلق رغم إنه شايف جرحها ف كتفها يعنى الى حد ما بسيط ..
فهد شاف الموقف من على بُعد و بسرعه قرّب منهم حاول يقف ف وش مالك: انت فاكر نفسك رايح فين ؟ انت مش هتخرج من هنا إلا اما نعرف انت كنت هنا ليه و دخلت ازاى اصلا ؟

مالك حاول يفلفص من إيده بس فهد شدد على مسكته له اللى كانت من دراعه اللى شايل بيه حلم ..
مالك بص لفهد و لإيده و بص وراه للوا مدحت و إتكلم بلهجه ناشفه: خلّى تلميذك يمشى من وشى السعادى يا باشا عشان مش هبقى مسئول عن اللى هعمله لو مخرجتش بيها

يونس كان وصل اما حصلت الدربكه و طلبوا قوات خاصه تسيطر ع الوضع و إتدخل ف حوارهم: ايه ده في ايه ؟ ايه اللى بيحصل هنا ؟ ما تسيبيه يا بنى ادم انت
فهد زقّه بعنف: غور من وشى انت كمان
مالك زق فهد و شدد على ضمّته لحلم اللى كان جسمها إبتدى يرخى بين إيديه و بتغيب عن الوعى .. بص ف عينيها بخوف و لمحهم بيغمضوا و يفتحوا بشكل سريع و بتوهان و من بين ده كله بيبتسموا بعفويه ..

مالك إتخض من المنظر و إبتدى يتحرك بيها من وسط الناس بحذر و ف نفس الوقت بسرعه لحد ما خرج بيها خالص ..
فهد لسه رايح وراه يونس مسكه من دراعه بحده و فهد زقّه و راح ع اللوا مدحت: انت هتسيبه يمشى ؟
اللوا مدحت بضيق: عندك حاجه تثبتها عليه ؟
فهد زعّق: دخل هنا ازاى اذا كانت الجلسه مغلقه و مش حاضرها إلا عدد محدد اللى مسموحلهم و متفتشين قبل ما يدخلوا اصلا ؟
اللوا مدحت بص حواليه للناس حوالين المحكمه و اللى اشبه بالمظاهره ..
فهد فهم: كل دول برا ...محدش دخل لكن البيه جاى من جوه .. دخل ازاى ؟

اللوا مدحت بخنقه: احنا ف ايه و لا ايه ؟ هو مش سهل عليه يكون كان برا مع العدد ده كله و دخل ف الدربكه اللى حصلت بردوا مع الناس اللى دخلت و الهرج اللى حصل و يقدر يثبت ده ؟
فهد نفخ بعنف و اللوا مدحت: و عموما هنشوف
دقايق و وصلت عربية إسعاف و آخدت الرائد محمد اللى كان غرقان ف دمه و مفهوش حتى نَفس ..

مالك خرج بحلم اخدها ف عربيته جنبه و لف ركب جنبها و طار بيها ع المستشفى .. من وقت للتانى بيلتفت لها بترقّب و جواه لغبطه مش فاهمها ..
قلق على تأنيب على خوف على حزن على لهفه و كل حاجه من دول بتخانق فيه و بيخانق فيها و يستنكرها .. قلق ايه ده ؟ لاء طبعا .. ده مجرد تأنيب لنفسه و حتى ده مستنكره عشان معندوش إستعداد يرجع عن سكته ..
وصل بيها المستشفى و دخل و من حالة مالك و عنفه المستشفى وقفت على رجل و اعلنت الطوارئ و إستقبلتها و دقايق و إبتدى يستقبلوا باقى الاصابات اللى حصلت و منهم الرائد محمد اللى جوم بيه على المستشفى ..

شويه و عمها اخد خبر و راحلهم ع المستشفى و مروان بعده و الكل واقف قدام العمليات بترقّب ..
مروان و مالك وقفتهم قصد بعض و الاتنين بيبصوا لبعض بتحفز ..
مروان راح عليه و قبل ما يتكلم الدكتور خرج: الجرح سطحى و الحمد لله خرّجنا الرصاصه و هى شويه و هتبقى كويسه
مروان بيتكلم و عينيه على مالك: و هى الرصاصه جاتلها منين ان شاء الله ؟

مالك بصّله و رفع حاجبه و الدكتور معرفش يجاوبه: هى جايه مع مالك باشا اه بس غالبا تبع الحالات اللى كانت ف مظاهرة المحاكمه و تقريبا إتصابت من البلطجه و الدربكه اللى حصلت هناك .. انت مشوفتش الاخبار و لا ايه ؟
مروان لسه عينيه على مالك: هنبقى نشوف

الدكتور مشى و شويه و حلم خرجت و حوّلوها على غرفه عاديه و عمها و أمها دخلولها و كذا حد تبعها و مالك برا واقف بهدوء غريب او توهان ..
مروان بعد ما كان داخل رجع و وقف قصاده: خير ؟
مالك منتبهش او تقريبا محبش ينتبه .. يمكن اللى واخد تفكيره اهم ..
مروان إتغاظ ف علّى صوته: فى حاجه ؟
مالك إنتبه و رفع حاجبه: نعمم ؟

مروان بغيظ: بقول عايز حاجه .. نقلتها المستشفى و خلصنا و اظن احنا بقينا معاها .. يعنى وجودك مبقاش له لازمه .. و كونك جيبتها هنا على عينى و راسى اما حكاية انقذتها دى هنبقا نشوف
مالك فاق من المنشور الطويل ده كله و هو على وضعه رافع حاجبه: و انت مالك بقا ؟
مروان رسم على وشه إبتسامه مستفزه: اه معرّفتكش بنفسى سورى .. انا مروان الدينارى ابن عمها و خطيبها
مالك ليه مش عارف من جواه إتغاظ مش عارف منها و لا منه بس جاب جملته و عادهاله: ابن عمها على عينى و راسى بس حكاية خطيبها دى هنبقى نشوف.

مالك هيمشى مروان وقّفه بسؤاله بإستفزاز: انت ايه اللى ودّاك هناك اصلا ؟ انت سيبت المخابرات و بقيت تحرس الحريم ف شغلهم ؟
مالك من غير ما يلفّ وشه له اخد نَفس طويل و حاول يكتم غيظه .. او يكتم وجعه مش عارف انهى فيهم .. بس اللى عارفُه لازم يمشى عشان اكتر من كده هيتهور ..
مروان لسه هيتكلم بغيظ مالك لف وشه له و إبتسم بإصطناع و فتح إبتسامته قوى و مشى ..
مروان فضل واقف مكانه ثوانى بعدها إنتبه لحلم و دخلها جوه ..

حلم جوه إبتدت تفوق على اسم مالك اللى بتهمهم بيه و عمها واقف بيكتم غضبه و مروان جنبه بينفخ ..
أبوه: معرفتش جابها ازاى ؟
مروان بغيظ: معرفش مقالش .. بعدين ده سمج قوى
أبوه: تفوق بس الاول و افهم منها
شويه و حلم فاقت و الكل حواليها بس عينيها متعلقه ع الباب اللى كل ما يخبط تنتبه بلهفه .. هى اخر حاجه فاكراها ان مالك كانت معاه هو او بمعنى اقرب كانت ف حضنه .. معقوله كان حلم ؟

مروان لاحظ شرودها و إرتباكها و عينيها اللى منزلتش من ع الباب ف نفخ بصوت عالى: مشى على فكره
حلم إنتبهت: هاا ؟ مين ده ؟
مروان: اللى عينيكى منزلتش من ع الباب عشانه
حلم إتكلمت من غير ما تفكر: مالك ؟ طب ليه ؟
مروان إتغاظ اكتر و قرر يغيظها هى: مشى او انا اللى مشيّته .. مش هتفرق المهم غار
حلم إتنرفزت: و انت تمشيّه ليه ؟ انت مالك اصلا ؟ هو جايلك و لا يخصك من اصله ؟

مالك قبلها كان نزل من عندها حاول يمشى بس من حالة الدربكه اللى ف المستشفى راح للطوارئ و قبل ما يسأل عن اى حاجه من الوضع قدامه فهم ..
اللوا مدحت خارج و وشه غريب ف قابل مالك ف وشه: اهلا

مالك بصّله بترقّب و اللوا مدحت صوته إتخنق: البقاء الله
مالك الكلمه نزلت عليه زى المايه البارده و مش عارف عشان المايه البارده بتبرّد قلب الواحد و لا بتفوّقه ؟
مش عارف بالظبط هو حاسس بإيه بس اللى عارفُه إنه معرفش ياخد اى رد فعل غير إنه برغم البرود و اللامبالاه اللى إترسموا على وشه ظهرت من وسطهم ملامح الصدمه على وشه ..

مالك من غير كلمه زياده مشى من قدامه و قبل ما يختفى اللوا مدحت علّى صوته: عايزينك ف التحقيق بس ابقى اجهز بقا المرادى
مالك منطقش و رجع كمّل خطواته اللى بتبطئ شويه شويه كإن رجله رافضله تشيله او يمكن رافضه تتحرك تانى ف طريقه ..
خرج و بعد ما كان هيمشى مش عارف ليه حس إنه عايز يشوفها .. معندوش سبب غير إنه محتاج لحد قوى جنبه دلوقت و دوّر حواليه ملاقاش ..
لف و طلع لها و بمجرد ما وصل عند غرفتها سمع اصواتهم جوه اشبه بالزعيق ..

عند حلم جوه ..
مروان بحده: و يفضل ليه ؟ ده لا مكانه و لا عمره هيبقا مكانه عشان ميحلمش
حلم فهمت اللى ورا كلامه ف إتعدلت من رقدتها و حاولت تقعد او يمكن تقف قصاده: و انت تطلع مين عشان تحددله مكانه او تقرر عنى ؟ دخلك ايه ؟
هنا عمها اللى رد: ابن عمك و واحد من عيلتك و اعتقد ده مفهوش رآى و لا قبول و رفض و من حقه يرفض او يقبل بوجود واحد زى ده بينا
مروان: و انا مش هقبل بواحد زى ده يقف حتى وسطنا مش يبقاله مكان
حلم صوتها إتخنق: ماله واحد زى ده ؟

اللوا ثروت: عايزه تعرفى بجد و لا بتأكدى على معلوماتك ؟ اقولك انا .. بلطجى .. مفترى .. مطرود من شغله .. رد سجون و سوابق .. غشيم و مشكوك فيه من كل اللى حواليه حتى أخوه .. محدش عارفله سكه و لا طريق .. محدش عارف اصل شغله و لا اللى ممكن يكون وراه .. و له ف كل خرابه عفريت و كل مصيبه له يد فيها .. كده كفايه و لا عايزه تانى ؟

مالك برا غمض عينيه بعنف و كإنه رافض يشوف مرايته .. و بعد ما كان هيمشى حس إنه محتاج يسمع ردها ف رجع وقف و جواه خوف مُبهم ..
اللوا ثروت: ابسط حاجه ايه اللى وداه هناك ؟ انتى عارفه إنه هيتحقق معاه ؟
حلم إتكلمت و كإنها بتخانق نفسها او الخناقه دى جواها: انا اللى روحتله و طلبت إنه يكون معايا
مروان إتدخل بنرفزه: و انتى تروحيله ليه ؟ ده انتى مبتجيش شركتنا كده .. بعدين ايه طلبتيه معاكى دى ؟

حلم بتتكلم و هى بتهز دماغها مع كلامها كإنها عايزه تطلّع حاجه من دماغها: انا كنت عايزه حراسه .. استاذ بكر المحامى كان من ضمن استف المحامين اللى هيحضروا المحاكمه و إندعوا لكده و طلبت منه احضرها معاه و عشان المحاكمه دى عليها قلق من فتره عشان خاصه بالوزاره القديمه حبيت يبقا معايا حراسه ف روحتله
مروان بغضب: انتى مقتنعه باللى انتى بتقوليه ده ؟
اللوا ثروت بغموض: و لنتفرض .. ليه مكنش معاكى ؟ انتى كنتى لوحدك و ده متدخلش إلا اما إتصابتى .. ثم ان من امتى و صاحب الشركه بينزل يحرس العملا بتوعه بنفسه ؟

حلم مش عارفه تنطق و دماغها بتحاول تروح ف إتجاه و هى بترجّعها بالعافيه: انا ماقبلتهوش .. انا روحت قدمت طلب و عشان كنت مستعجله مشيت بسرعه و قولت إنى عايزه اللى يروحلى يحصلنى خلال ساعه و سيبت لهم مكانى اللى هروحه و مشيت .. ف ممكن مكنش فى وقت يستعد
مروان إتريق: اه و البيه ملقاش عنده وقت يبعتلك حد يحرسك ف راح هو .. انتى سامعه نفسك ؟
حلم خلاص مبقتش عارفه تستحمل اصوات خناقتهم مع الخناقه اللى جواها ف تهتهت بالكلام: محدش ثبت عليه حاجه .. حتى القتل اللى انت بتقول عنه ده انتوا بنفسكوا اللى برّأتوه بعد ما محدش عرف يمسك عليه حاجه.

اللوا ثروت بغضب: عيب الكلام ده يطلع من واحده زيك .. محاميه و شاطره و ذكيه و فاهمه ف القانون و عارفه ان فيه ثغرات و كتيره قوى كمان و سهل على اى حد ينفد منها لبره .. ف مابالك بواحد زى مالك مش اى حد ؟
حلم تهتهت و هى مش عارفه تقول ايه: اللى اعرفه ان المتهم برئ حتى تثبت إدانته .. فلو شايفُه متهم إثبت ده .. غير كده فى نظر الكل برئ
اللوا ثروت إتكلم بجمود: و انا مبتكلمش بلغة القانون .. انا بتكلم بلغة تانيه اعتقد إنك فاهماها .. لو لعب ع القانون و لو المجتمع قِبل بيه انا لااء و بقولهالك من الاول عشان منرجعش نتناقش تانى ف الكلام ده
أمها إتدخلت: ده واحد لا عرف يحافظ على عيلته و لا شغله و لا حتى على نفسه هيحافظ عليكى ازاى بس ؟

مالك برا كان خلاص وصل للحد اللى عنده مقدرش يسمع حرف تانى زياده ف اخد بعضه و مشى .. و هو خارج عينيه بتلف المستشفى بتوهان و صوره واحده بس بتروح و تيجى قدام عينيه و بيشوفها هى بس على كل حاجه حواليه الحيطان و الكراسى و البيبان و حتى الارضيه .. عقله ورّاله الصوره اوضح بمجرد ما عدّى على المشرحه و افتكر وقفته على بابها قبل كده .. افتكر حاله ساعتها و متخيلش ابدا يوصل بيه الحال لكده ! حس ف اللحظه دى كإن كل حاجه إتفقت عليه ..
مش عارف ليه الدنيا عماله تضيق بيه كده ؟ ليه بتديله ضهرها ؟ ليه كل فرصه بتقع منه و بيقع معاها قبل حتى ما يطولها ؟

جواه نار مكتوبلها تزيد و تزيد مش بتهدى ابدا .. مبقاش قادر يطفيها و لا حتى يحتفظ بيها جواه و إبتدت تحرق ف كل حاجه حواليه و بتخرج عن سيطرته ..
صفوت إتصل بيه و مالك أخد نفس عنيف و رد: انا مش مستحمل حرف واحد
صفوت حاول يكون هادى: لا و على ايه ؟ تعالالى نتكلم عندى افضل
مالك قفل معاه و راحله ..
صفوت بهدوء: انا مش هسألك ايه اللى رجّعك تانى لإن الجواب واضح ..
مالك بزهق: امال عايز ايه ؟

صفوت: عايز اقولك بلاش يا مالك .. السكه دى بالذات بلاش .. لا انت قدها و لا حِمل اللى هيجى من وراها
مالك زعّق و كإنه بيرد على اللى سمعه من اهلها مش صفوت: و انتوا مين قالكم إنى عايزها و لا إنى شايفها اصلا ؟ كلكوا عمالين تقولوا بلاش بلاش هو كان مين قال ان فى حاجه بينا عشان تهاجموها ؟

صفوت إتكلم بهدوء: اما تتنفض لمجرد تحس بخطر عليها .. و اما تجرى وراها و تروح بنفسك تحرسها مع إنك مش مُطالب بده حتى لو مفيش من مرواحك قلق .. و اما تكشف نفسك بنفسك بمجرد مرواحك للمكان و ظهورك قدام الكل و انت عارف ده كويس .. و اما تاخدها للمستشفى و تبقا جنبها و ترجعلها رغم انت عارف كويس موقف اهلها هيبقا ايه .. يبقا ده كله معناه ايه يا مالك ؟

مالك بيهز راسه كإنه بيرد ع نفسه: و لا حاجه .. مش لمجرد ساعدت واحده ابقى بحبها و عايزها .. انا عمرى ما اذيت حد لمجرد الأذيه و لا وقفت لحد من الباب للطاق و لا قولت لاء لإيد إتمدتلى .. هى كانت محتاجه مساعده و انا ساعدتها و خلصنا
مالك كإنه بيقول الكلام لنفسه و صفوت بصّله كتير: بس كده ؟
مالك حاول يبقا هادى: اه
صفوت بصّله بغموض: يعنى لو قولتلك إنها زيها زى الرائد محمد و هيبقوا عقبه ف سكتنا و مش عايزهم هت
مالك وقف بعنف: لاء طبعا
صفوت: ليه لاء ؟ انت قولت متخصكش.

مالك إتكلم من غير ما يفكر: زيها زى يونس و فهد .. ف نفس الدايره و خط احمر .. اياااك .. ساعتها ههد المعبد ع اللى فيه .. انا مبقاش عندى حاجه اخسرها يتلوى دراعى بيها و لا بقيت باقى على حاجه و انت شوفت بنفسك يوم ما خسرت حاجه بسبب اللى حواليا قلبت عليهم ازاى و انا قلبتى وحشه ف متخلنيش اقلب عليك
مالك حدف كلامه بعدها اخد نَفس عنيف و خرّجه اعنف و سكت و صفوت بصّله بشئ من الانتصار إنه قدر ينطق جزء من الحقيقه اللى إستنكرها و نكرها حتى على نفسه ..

صفوت إبتسم بهدوء: براحتك .. بس لو عايز رأيى .. بعيدا عن الشغل بلاش .. مش دى اللى هتحط إيدها بإيدك ف اى طريق حتى مش لازم طريقنا ده و تتقدّم .. دى هتحط إيدها على راسك تغرّقك بزياده و ابقى افتكر كلامى
مالك حاسس إنه مش عايز يسمع تانى و ف نفس الوقت عايز يسمع اكتر يمكن يفوق ..

صفوت حاسس بتخبطه و عرف إنه قدر يدوس على وتر حساس ف ضغط اكتر: يعنى مثلا من باب ان عشان تبقى فى علاقه بينكم لازم تبقى جنبك .. هى بقا هترضى تسيب سكتها و تبقا معاك ف سكتك ؟ و لا حتى هترضى بسكتك ؟ بلاش دى .. انت هينفع تسيب سكتك و تحود معاها ف سكتها ؟ ليك فرصه اصلا و لا ليك مكان ف الجانب التانى ؟ اعتقد إنك جربت و خبطت كل الابواب اللى إترزعت ف وشك و اعتقد كمان إنه منفعش و حتى لو كان منفعش قبل كده لسبب ف دلوقت مبقاش ينفع لألف سبب و سبب و مش ضغط منى و لا تهديد بس انت نفسك مش هتعرف و لا هما هيرضوا ..

مالك غمّض عينيه بشئ من الوجع ع الدنيا اللى خدت منه كل حاجه و صفوت رمى اخر كلامه: لا انت ليك ف سكتها و لا هى هترضى بسكتك .. يعنى سككوا مش بس مختلفه .. ده متناقضه و عامله زى قضبان السكك الحديد اللى يوم ما تحاول تجمعهم ف نقطه بيتقابلوا ف حادثه !
مالك حس إنه مش قادر يسمع تانى ف وقف يمشى: انا ماشى.

صفوت مسك إيده وقّفه: متزعلش منى بس كان لازم اقولك بلاش اما اشوفك هتتهور .. اعتقد إنهم سابوك قبل كده تتهور و وقفوا يتفرجوا عليك و كانت النتيجه اصعب بس عليك لوحدك و الكل وقف يتفرج .. و انا مش هعمل زيهم .. انت بقيت جزء منى مش بس من الشغل و لازم افوّقك
مالك ضحك على سخرية القدر ان الغلط هو اللى يحطله اعذار او يتمسك بيه بالشكل ده ..
بعد ما إتحرك يمشى وقف: انتوا كنتوا قاصدين محمد و لا هو اللى جه ف طريقكوا ؟
صفوت رد بغموض إجابه عايمه: لا هو اللى جه ف طريقنا

فهد خلّص شغله ف المحكمه و ساب عساكر للأمن و شاف كاميرات المكان و جاب حد مختص فكها و إبتدى يفرّغها ..
فهد بحده: يعنى ايه ؟ الفيديوهات بتعيد نفسها
الراجل: معنى كده ان اللى عمل اللى حصل موقّفش الكاميرات بس شوّشها تعيد نفسها
فهد زعّق: بيستغبانا يعنى ؟
الراجل هز راسه بتفكير: اللى حصل كله مالهوش معنى غير كده .. إنه من واحد مش عايز بلطجه قد ماهو عايز يوصّل رساله معينه .. إن ذكائه اقوى من البلطجه !
فهد ضرب الارض برجله لمجرد إنه فهم الرساله كويس قووى ..

بعدها راح ع المستشفى يشوف الرائد محمد و هناك إتصدم بالخبر ..
فهد إتفزع بذهول: مات ؟ طب ازاى انا كنت فاكر إصابته مش خطيره بما إنها ف جنبه
اللوا مدحت بزعل: للأسف نزف كتير ف العمليات و معرفوش يعملوله حاجه و إنتهى
فهد بعنف: معرفوش يعملوله حاجه و لا مرضيوش يعملوله حاجه ؟

اللوا مدحت بصّله بذهول: يعنى ايه الكلام ده انت إتجننت ؟ عارف كلامك ده معناه ايه ؟ ده فيه إتهام مباشر بس شوف بقا لمين ؟
فهد زعق كإنه جاب اخره: شوف انت مين مصلحته ف موته ؟ مين مشكوك فيه من الاول ؟ و مين حواليه علامات إستفهام عماله تكتر و تزيد ؟
اللوا مدحت بتفكير: التحقيق إتفتح و هيتاخد اقوال الكل و مينفعش ترمى كلام كده من الباب للطاق
فهد زعّق: محدش فوق البلد مش فوق القانون و انتوا اللى ربيتونا و علمتونا كده .. و اديها قلبت بدم و يا عالم هيحصل ايه تانى
اللوا مدحت: خلينا نباشر التحقيقات و ياريت تستعمل عقلك شويه و بلاش تهوّر لحد ما نشوف
فهد خرج من الاوضه و رزع الباب بعنف و نزل و بعد ما كان هيمشى راح ع الإستقبال و سأل على غرفة حلم و طلعلها ..

خبّط و دخل و حاول على قد ما قدر يكون هادى: ينفع ادخل خمس دقايق مش اكتر ؟
حلم إنتبهت له و بسرعه عرفته ف إبتسمت: اه طبعا إتفضل

فهد دخل و مش عارف هيبدأ كلامه منين بس لازم يتكلم و معاها هى بالذات، لازم يفهم: انتى كويسه ؟ عامله ايه ؟
حلم إبتسمت: الحمد لله احسن كتير .. انا حتى يمكن اخرج بكره
فهد حاول يبتسم: طب الحمد لله ربنا سترها معاكى
حلم: بفضل ربنا و مالك .. لولا هو معرفش كان حصل ايه
فهد كشّر من سيرته: مالك ااه
حلم اخدت بالها من لهجته اللى إتغيرت و بصّتله و بان على وشها الضيق و هو بصّلها بغموض: صحيح يا حلم هو مالك ايه اللى ودّاه هناك ؟ انتى كنتى عارفه إنه رايح ؟

حلم إتوترت و فهد لاحظها: اقصد يعنى كان قايلك ؟ اصل من نظراتكم لبعض هناك و بتتلفّتى حواليكى كإنك كنتى عارفه إنه جاى
حلم لسه هتتكلم هو سبقها: ده حتى هو كمان
حلم بترقّب: هو كمان ايه ؟
فهد بص ف عينيها قوى: هو كمان كان قبلها بثوانى واقف معايا و عينيه بتلف المكان بجنون كإنه بيدوّر على حاجه او يمكن عايز يلحقها
حلم بتلقائيه غمضت عينيها كإنها حتى رافضه تسمع: اه كان عارف إنى هناك و يمكن كان رايحلى مخصوص.

فهد بصّلها بإستفسار و هى أخدت نَفس متوتر: انا كنت رايحه احضر المحاكمه مع استاذ بكر بصفتى واحده من محامين مكتبه و روحت لمالك بصفته صاحب شركات حراسه عشان كنت محتاجه لحراسه معايا
فهد صحح كلامها: محتاجه له و لا لحراسته ؟
حلم إتضايقت: يخصّ تحقيقك ف حاجه ؟
فهد صحح اكتر: انا مبحققش و لما هحقق انتى اكتر و ادرى واحده تعرف انا هحقق فين و ازاى
حلم بعِند: يبقا اما تيجى تحقق كلمنى .. غير كده ملكش عندى حاجه و ف الاتنين معنديش اكتر من اللى قولته

فهد فهمها ف وقف بحده و إتحرك يمشى بس قبل ما يخرج من الباب وقف و بصّلها: الرائد محمد مات .. قصدى إتقتل

حلم بتلقائيه شهقت و هو هز راسه يأكد على اللى سمعته: و اللى قتله حد كان محدد هدفه بالظبط مش خده بعشوائيه و ف التحقيقات هتفهمى ان كان فى خطوات سابقه متاخده و مترتبلها كويس قوى من حد عارف نفسه بيعمل ايه كويس قوى .. و مش هقولك شوفى مين له مصلحه و لا مين له تار و لا حتى مين له القدره يعمل كده .. بس اللى عمل كده حد يقدر يدخل و يخرج المكان هناك بسهوله و مهاره و اى مكان غيره بدليل الحراسه اللى إتبدّلت من غير ما حد ياخد باله و ده معناه إنه من اول اليوم و هو جوه و قدر يرتب لكل ده .. ف شوفى انتى بقا و إفتكرى إنه مش بلاغ ده دم و إنك رسالتك تجيبى الحقوق مش تدفنيها

فهد رمى كلامه و خرج و سابها تخبّط ف افكارها و فكره توديها و فكره تجيبها و جمله واحده بس بترن قدامها بصوت المالك " انا كده على فكره و لو مش شايفه ده يبقى متلوميش إلا عينيكى "
ملامح مقابلتها لمالك ف مكتبه بتترسم قدامها بشفافيه و كامل اللى بيقولها مالك مش عايز يقابل حد و بالذات انهارده و إنه كان طول اليوم برا عنده شغل و لسه راجع !

معقول يكون ؟ لالا مش ممكن ! ليه مش ممكن ؟ كل حاجه بتوضح او يمكن واضحه من الاول بس انتى اللى بتغمضى هتفضلى تغمضى كده كتير ؟
قامت بتوهان و إبتدت تلبس هدومها: لازم افهم و محدش غيره هيبقى عنده الاجابات لكل ده
لبست خرجت و قابلت مروان ف طريقها وقّفها يتكلم معاها:انتى رايحه فين ؟ فى حاجه و
قطع كلامه لمجرد مشيها من قدامه من غير حتى ما تنتبه هو قال ايه و لا يمكن منتبهتش لوجوده اصلا ..
خرجت من المستشفى و اخدت عربيتها و مشيت راحت لمالك على المجموعه .. هى مكنتش عارفه اذا كان هناك و لا لاء بس هى محتاجه تشوفه او يمكن محتاجه وجوده و هتاخد اى طريق يوصّلها له مهما كان !

فهد كان خرج من عند حلم مخنوق منها و من نفسه و من مالك و من اللى عمله و من اللى قاله و من الظروف اللى وصّلتهم لكده و من الدنيا بحالها ..
مش عارف يروح لمين و لا لفين بس كل اللى عارفُه إنه محتاج لحد يسمع الدوشه اللى جواه دى من غير ما ينطق ..
ماشى زى التايه لحد ما من بعيد سمع ضحكه هاديه زى المزيكا بتلعب على وتر قلبه ..
فهد عينيه بتلقائيه بقت تجرى بين كل اللى حواليه لحد ما لمحها ..

روفيدا كانت ف المستشفى بتورّد طلبية علاج و ادويه للمستشفى و خلصت و وقفت مع كذا حد من صحابها بيتكلموا و يضحكوا ..
فهد فضل متابعها من بعيد لحد ما روفيدا بتتلفت و هى بتضحك ف لمحته و إتقابلت نظراتهم ف شئ من اللهفه الغامضه ع الاتنين ..
بسمه صاحبتها لاحظت نظراتهم لبعض ف غمزتها ف جنبها: مين ده ؟
روفيدا نطقت بعد ما حودت عينيها من عليه بالعافيه: فهد
بسمه عملت مزيكا بإيديها و صوتها: تيرارارارا .. ايوه مين فهد يعنى ؟

روفيدا ضحكت بهمس: واحد مجنون
بسمه بهزار: طيب هو فى احلى من كده .. ده مز
روفيدا ضحكت برقه: و الله ما عارفه طلع ظابط ازاى .. شكله يدوب يجيب يا ظابط سيرك يا ظابط ايقاع
الاتنين ضحكوا بصوت عالى و فهد كان متابع همسهم من حركة شفايفهم و فاهم و بمجرد ما الكلام جه عليه قرّب عليهم بهزار: لا الايقاع احسن ده ان حتى واقع قووى.

روفيدا برّقت و فهمت إنه سمعهم و حست إنها داخله على مقلب من مقالبه ف حاولت تتحرك بسرعه تمشى: طيب هنبقى نتقابل يا جماعه تانى و
فهد رجّعها بدراعه اللى لافّه على كتفها و وقف بيها تانى: ليه بس ؟ ده حتى مفيش احلى من الجنان و لا بتخافى منه ؟
روفيدا ببلاهه من وضعهم القريب من بعض ده: هو ايه ده ؟
فهد رفع حاجبه و هو بيقابل وشوشهم ببعض: الجنان
بسمه ضحكت: لا هو حد يطول يتجنن
فهد قرّب وشه اكتر: هاا ؟ نتجنن و لا اروح اتجنن مع البت الموز اللى معاكى دى و هى شكلها واقعه اصلا
روفيدا بتلقائيه شالت دراعه من على كتفها و إتحركت بيه وقفت بعيد: انت عايز ايه ؟

فهد إبتسم: عايزك
روفيدا برّقت و ضربته برجلها ف رجله صرخ بصوت عالى مصطنع و هى رفعت حاجبها: انت متأكد إنك ظابط و لا جيت محطه غلط ؟
فهد ضحك بهزار: و ربنا ظابط بالقوى
روفيدا ضحكت غصب عنها و هى بتخط إيدها على وشها: ظابط مش مظبوط و الله
فهد غمزلها: طب ما تظبطينى
روفيدا لسه هتتكلم هو سبقها: كنتى فين كده و جايه هنا ليه ؟
روفيدا: ملكش دعوه
فهد إبتسم: طب تعالى ناكل حاجه بريئه ف قاعده بريئه .. اى حاجه انا جعان.

روفيدا مع كل كلمه منه بتضحك و هو ضحك معاها: زى الشاى البرئ كده اللى لسه متشربش ده
روفيدا هزت راسها و هى بتمشى و هو مسكها ف خبطته بكوع دراعها اللى ماسكُه ف جنبه و هو قصد يصرخ تانى بصوت عالى و مسك وشه بكوميديا ..
روفيدا برّقت: لاء ده انت عايز فرمته انا خبطتك ف جنبك مش وشك على فكره
فهد رفع حاجبه بضحكه مكتومه: لاء ماهو هثبت إنك حاولتى تبوسينى ازاى لو انا مسكت جنبى ؟
روفيدا برّقت و عماله تتلفت حواليها بغيظ و هو ضحك اكتر: ماهو يتجى معايا بالذوق يا هلم عليكى المستشفى و صحابك و صحابى و عم عبده البواب و اقول إنك حاولتى تبوسينى بالعافيه
روفيدا بغيظ: و هو انت تتصدق ؟

فهد ضحك برخامه: إثبتى
روفيدا دوّرت وشها عنه بالعافيه و هى ضحكتها خلاص بتطلع بجنان و إتحركت بسرعه: قولتلك متركزش كتير
فهد علّى صوته: يالهووو
روفيد رجعت الكام خطوه اللى مشيتهم بنفس السرعه و حطت إيدها على بوقه تكتمه و الإيد التانيه ماسكه شعره براسه و بتهزه بغيظ: شششش ايه انت مصيبه
فهد إتكلم من تحت إيديها بصوت براحه: هتيجى معايا و لا ؟
روفيدا حدفته بإيديها الاتنين اللى ماسكينه بغيظ: لاء
فهد علّى صوته: انا بقول مبدهاش بقا .. يالهووو
روفيدا رجعت عليه بنفس السرعه شدته و مسكت إيد ف شعره بتميّل راسه بغيظ و إيدعلى بوقه: إتكتم بقا.

فهد ضحك تحت إيدها: سيادة اللوا تحت و انا معنديش فتشه و مبسترش ف حته .. يعنى ممكن انزل اقوله بنتك عرفت إنى هنا جاتلى و عماله تغرغر بيا و ده ما هيصدق يعمل اى حاجه يلم الفضيحه دى و انا واقع و ما هصدق
روفيدا ضحكت غصب عنها بغيظ: هو عارف إنى جايه اسلم ادويه للمستشفى
فهد ضحك برخامه: طيب ما تقولى كده من اول ما سألتك و لا لازم تشدى معايا ف الكلام و تغرغرى بيا و تاخدى و تدى بشكل ودى ؟
روفيدا ضحكت غصب عنها بغُلب و هى بتغمض عينيها و كوّرت إيديها و كإنها عايزه تضربه و هو مثّل الخوف و لم إيده الاتنين جنب راسه و غمض عينيه و هى كزت على سنانها و مشيت و هى بتضحك بغيظ ..
فهد راح وراها و هو بيتكلم براحه: خدى ياللى كنتى عايزه تبوسينى .. انتى يابت
روفيدا وقفت بغيظ و إتلفتت حواليها ع اللى واقفين بيبصوا و يضحكوا عليهم ف مدت إيدها سحبته وراها و هو بيضحك بغلاسه عليها: طب هوصلك بس معندناش حريم تمشى لوحديها.

مالك كان مشى من عند صفوت و بدل ما يهدى الغلّ و الغضب جواه إتضاعف اكتر ..
مش عارف يروح فين و لا يجى منين .. هيروح لمين بس ؟ دى ضاقت قوى لحد ما بقت اضيق من خرم الابره !
حس إنه محتاج يبقى لوحده او يمكن ده بقا مفروض عليه و مقدموش غيره ..
راح ع المجموعه و بمجرد ما وقف بعربيته كان ف نفس اللحظه اللى حلم كمان كانت وصلت و بتقف بعربيتها و الاتنين بصّوا لبعض ف نظره طويله و كإن كل واحد فيهم خايف من الخطوه الجايه ف ثابت مكانه ..

لحد ما حلم برغم بُعد المسافه بينهم بصّت ف عينيه قوى و لأكتر من مره تلمح نفس الإحتياج ده ف قررت تاخد هى الخطوه دى حتى لو مش عارفه سببه ..
فتحت عربيتها و نزلت بهدوء راحت جنبه و خبطت على قزاز عربيته و حاولت تهزر: يعنى لو بتقابل العملا بتوعك هنا قولى عشان ابقى عارفه يعنى .. انا لتانى و لا نقول لتالت مره اجى و تقابلنى من برا ده عشان المقابله اللى فاتت متحسبتش جوه
مالك فشل يخفى إبتسامته اللى طلعت بتلقائيه ف أخد نَفس طويل و رجّع راسه لورا ع الكرسى و غمض عينيه و هى ناغشته اكتر: طب ايه ؟ منظرى كده بقا وحش .. بعدين مش عايز حسابك ؟
مالك بعد ما كان إبتسم لمناغشتها وشه إتجمد من الكلمتين دول ف فتح الباب و نزل بجمود و دخل و هى وراه بتحاول تسرّع خطواتها: نفسى يبقى عندك ذوق و لو لمره واحده ..

مالك دارى إبتسامته من غير ما يلف ناحيتها و هى نفخت بغيظ: يعنى هى دى معاملتكم مع الناس اللى جايه تنفّعكوا ؟
مالك وشه إتضايق تانى: مش عايز
حلم بغيظ: يا بنى هو انا جايه اشحت منك ما تتنيل تقف بقا

مالك كان بيسرّع خطواته عن قصد كإنه بيجرى منها لحد ما دخل و وصل مكتبه و هى لحقته و قبل ما يقفل كانت هى حاطه إيديها ف قفلة الباب من فوق و رجلها ف الباب من تحت: المرادى مش هتعرف تقفله
مالك قال كلام مجمل مش متشخصن ع الموقف بس: الباب اللى يتخلقله سبب مره بعد مره عشان يتقفل ف وشك اوعى تقاوحى و تفتحيه .. اووعى .. ربنا مبيتعاندش.

حلم شددت على وقفتها ف نص الباب تمنعه يتقفل ف وشها: مين قال ان ربنا عايز كده عشان تحكم إنى بعانده ؟ لو كل باب هيتقفل ف وشنا هنسيبه و نمشى نشوف غيره يبقا عمرنا ما هندخل ف حاجه .. امال ليه ربنا خلق الإصرار و الإراده و العزيمه و القوه و الصبر
( شاورت على عينيه بعينيها ) زى ما بردوا خلق المناهده و المقاوحه و الحيره و الكلام المتعلق و الاسئله اللى مالهاش اجابات و و و
مالك ساكت تماما و مش عارف يقول ايه بس عينيه حايره بين الباب اللى عايز يقفله و مسكة إيديها له و حاسس بالظبط زى الغرقان و قدامه الشط و مش عارف يرسى او تقريبا مش قادر او مش راضى .. لغبطه جواه قد ما بيتمنى لو يزقّها يبعدها و يرجع ف نفس اللحظه يتمنى لو يتشعبط ف إيديها ..

حلم لمحت حيرته و هنا إتأكد احساسها حتى لو مش فاهماه إنه فعلا محتاجلها او جواه حته محتاجلها و هى قررت تسد عنده بيبان الاحتياج دى ..
مالك ف لحظة توهانها قفل الباب بسرعه بس سابه موارب و دخل بهدوء وقف قصاد القزاز يبص على برا و ادى الباب ضهره و ساب القرار ليها و إتمنى .. إتمنى لو .. هو نفسه مش عارف إتمنى ايه بالظبط .. كل حته جواه بتدعى بحاجه !

حلم حست ان سكتها معاه طويله و مش هتبقى سهله بس هى نَفسها طويل او اقنعت نفسها بكده ف بدون ما تتردد زادت من فتحة الباب بينهم و دخلت ..
حلم إبتسمت و هى بتتلفّت حواليها: تعرف مكتبك حلو.

مالك كان هيلف وشه لها بس إبتسامته اللى هربت من تكتيفته لها منعته ف فضل على وضعه: اكيد مش جايه تتفرجى ع المكتب ف إنجزى عايزه منى ايه ؟
حلم ببساطه: جايه احاسبك على شغلك معايا .. انا طلبت حراسه و انت خدمتنى و بنفسك و ده شغلك و ده حقك.

مالك لف وشه ناحيتها و بصّ ف عينيها قوى و بيحاول يقرا اللى فيهم يمكن يفهم هى غبيه و لا بتستغبى ؟
هى اول واحده لازم تكون عارفه كويس إنه مكنش رايح ليها لإنه ببساطه صدها قبلها بدقايق ف مش لمجرد دقايق هيقع ف حبها و لو هيعتبره شغله ف مش هيعمله بنفسه ابدا .. ف ليه بقا عايزه توصّله إنها مصدقاه ؟ إنها واثقه فيه و للدرجه دى ؟
حلم حسّت بيه و تقريبا من ملامحه وصلت للى عايزاه ف قامت وقفت و قرّبت منه خطوات لحد ما بقت قصاده: روحت فين ؟
مالك إنتبه و إتفاجئ بقربها و كإنه مخدش باله و هى بتقرّب و هى حاولت تهزر: و لا مش عاجبك المبلغ ؟ قول قول متتكسفش
مالك ضحك غصب عنه و لف وشه و رجع لوضعه كإنه بيهرب بعينيه منها و الاتنين سكتوا للحظات ..

مالك قال جمله عايمه مش مشخصنه: انا معملتش حاجه صدقينى
حلم مش عارفه ليه حست من نبرته بمنتهى الصدق للكلام اللى ورا كلامه و قررت تصدقه: و انا مصدقه يا مالك إنك معملتش حاجه و اكبر من إنك تعمل اى حاجه
مالك إنتبه لصوتها و مشاعرها اللى بتحرّكه و ده نوعا ما ضايقه يمكن لإنه خايف من السكه دى او يمكن عشان إدته حاجه خايف منها ..
مالك نبرته إتحوّلت و رسم الجديه: يبقا زى ما قولتهالك قبل كده .. مترجعيش تلومى غير عينيكى
حلم لسه هتتكلم مالك إداها ضهره و ولّع سيجارته و هى حست إنه هيجى بس اللى هو محتاجله منها شوية وقت او يمكن شوية صبر لكن مش مساحه ابدا ده محتاج قُرب او يمكن حضن ..

خدت حاجتها و مشيت بهدوء و قبل ما تخرج لفّت وشها له و إبتسمت بصدق: انا جايه معاك التحقيق بكره
مالك لتانى مره يلف ليها بسرعه و بصّلها قوى و هى هزّت راسها بتأكيد: انت مش مطلوب للتحقيق بكره ؟ و لازم يبقا معاك محامى
( و لعبت ف صوتها بهزار و هى بترفع ياقة بلوزتها ) و انا قررت اقوم بالمهمه العظيمه دى و طلبت إيدى قصدى نفسى نيابة عنك ..
مالك إبتسم بصفا و هى محبتش تدوس اكتر عشان ميعاندش ف غمزتله و خرجت ..
مالك بعد ما مشيت قعد ع الكرسى بإرهاق و من بين إرهاقه إبتسم ع الحلم اللى إتمنى لو كان حقيقه و واقع ف حياته ..

تانى يوم مالك جاله إستدعاء رسمى من النيابه للتحقيق و فعلا راح .. طول الطريق بيخانق نفسه على حلم و مرواحها معاه و الاخر قرر يروح لوحده و هى ساب الاختيار ليها و جواه دعوه خفيّه قفل قلبه عليها ..
وصل القسم و بمجرد ما دخل ذكريات كتير بتهاجمه بعنف لدرجة إنه غمض عينيه كإنه رافض يشوفها .. عدّى على مكتب الرائد محمد و رجله كإنها إتربطت او وقفت لوحدها و بصّله ف نظره طويله و سرّع خطواته مشى ..
شويه و دخل و دقايق و دخل اللوا مدحت و معاه كذا حد و من بينهم فهد ..
مالك دخل و قعد ببرود: خير عندكم ايه جديد ؟

فهد نفخ بعنف و دوّر وشه و اللوا مدحت رفع وشه و إتكلم بحده: انت عارف انت هنا ليه يا مالك ف بلاش الاسلوب ده عشان مبروم على مبروم ميلفش
مالك فاجئ الكل بحركته اما حط رجل على رجل و فهد لسه هيتكلم اللوا مدحت وقّفه بإشاره بس برود مالك إستفزه ف إتنرفز: إتعدل و انت بتتكلم يا مالك انت هنا مش ظابط.

مالك على بروده كان خلاص قتل جواه مالك القديم او خدّره: و لا متهم .. و لو عندك حاجه قولها .. مفيش يبقا تشوف شغلك و بلاش شماعات فارغه تعلقوا عليها فشلكوا.

فهد زعّق: احنا مش فشله بدليل إنك هنا و وصلنالك من قبل اى خيط ما يوصلنا ليك
مالك مط شفايفه بإستفزاز: ممم و ايه هى بقا خيوطك يا حضرة الظابط العبقرى ؟ إنك لمجرد ما شوفتنى ف المكان ابقا متهم ؟
فهد بلهجة انتصار: مش بس كده .. التحقيقات اثبتت ان اللى نفّذ العمليه و دخل و ضرب نار و عمل البلطجه دى دخل عن طريق الحراسه لواحد من القضاه الموجودين ف المحاكمه و كان معاه حراسه و حراسته لقيناها متخدره و متكتفه و ف غرفه جانبيه هناك .. يعنى اللى دخل و نفّذ دخل مكان الحراسه و بالتالى لازم يكون زيهم.

مالك سكت للحظات و غيّر ف تعبيرات وشه عن قصد من الذهول للتريقه للتكشيره بعدها ضحك بصوت عالى جدا و فهد إتعصب ..
مالك ضحكه بيزيد و شاور بإيده: سورى يا فهد باشا .. بس متخيلتش ان تفكيرك محدود و عقيم بالشكل ده اعذرنى .. هو بمجرد ما اللى دخل نفّذ إستغباكوا بهيئته اللى شبه الحراسه إتخدعتوا كده بسهوله ؟ ده إعتراف رسمى يا باشا على غبائك.

فهد لسه هيتكلم مالك سبقه بالكلام بطريقه إستفزّته: ثانيا هو لو إفترضنا ان ده صح مع إنى اشك ان التحليل العبقرى ده يطلع من حد مجرد شوية بلطجيه قادرين يستغبوه بالشكل ده .. بس لو عديّناها ف هل ده معناه إن مفيش ف البلد شركات حراسه لحد غيرى ؟ و ليه اصلا اللى هينفذ هيلجأ لحراسه لما ممكن يجيب رجالته و يشكّلهم زى الحراس
فهد بحده: و ليه انت كنت موجود هناك اصلا ؟ انت لا كان معاك تصريح دخول و لا الكاميرات جابتك و انت بتدخل ف دخلت ازاى ؟ طاير مثلا ؟

قبل ما مالك يرد الباب خبّط و هنا مالك قلبه دق بعنف يمكن اعلى من صوت خبط الباب اللى عينيه إتعلّقت عليه و بيبصّله بترقّب ..
اللوا مدحت سمح بالدخول و هنا حِلم دخلت بإبتسامه: صباح الخير
اللوا مدحت بصّلها بهدوء و بص لمالك اللى ملامحه نوّرت بمجرد دخولها مع إنه حاول يدارى ده: إتفضلى
حلم بعد ما كانت هتقعد ع الكرسى قصد مالك إتراجعت و قعدت بهدوء جنبه: حلم الدينارى محاميه بإسم Group guarding لمالك ياسين الهجّام
حلم قصدت تنطق إسم مالك كامل قدام فهد كإنها بتوصّله رساله غامضه ..

مالك رفع حاجبه و قبل ما ينطق لمح فهد اللى كشّر قوى و بصّلها بنوع من العتاب كإن كان فى سابق كلام بينهم او حاجه غير اللى بتقوله ..
مالك فرد وشه بإبتسامه عريضه مستفزه لفهد: فهد باشا عنده إعتراض و لا حاجه ؟
فهد بوش جامد: من الواضح إنك مش محتاج محامى و مرتب أمورك كويس اهو
مالك مط شفايفه ببرود: طيب كمّل اللى عندك كنت بتقول ايه بقا ؟
فهد دوّر وشه لإن حلم جاوبته سابق و مجيها بالشكل ده معناه إنه هيسمع نفس الاجابه: ايه اللى ودّاك هناك ؟

حلم ردّت: انا اللى طلبته و سبق و بلّغتك .. كنت هحضر المحاكمه و روحتله و طلبت حراسه و هو بطبيعة علاقتنا متأخرش
فهد متضايق: و هو من امتى صاحب اى شركة حراسه بينزل يحرس العملا بنفسه ؟ بالذات لو بحجم شركاته اللى لسه لحد دلوقت محدش يعرف اساسها منين
مالك رسم على وشه البرود بمنتهى الإحترافيه و حلم هى اللى ردّت بردوا: اعتقد إنى قولت راحلى بطبيعة علاقتنا مش بطبيعة شغله ..
حلم إبتسمت بصفا إبتسامه مالك حسّها صادقه و عشان كده إستغربها و فضل باصص ف عينيها مباشرة ..

حلم كمّلت كلامها: انا و مالك صحاب و من كتير .. إتقابلنا كتير و وقفت جنبه قبل كده و جه الدور عشان يردهالى و هو متأخرش و إتعامل مع الموقف كصديق مش شغل
مالك غصب عنه البرود على وشه إتحوّل لإبتسامه طلعت بمنتهى الصفا لإنه فهم كلامها او بمعنى اصح اللى ورا كلامها و ان دى معاهدة حب .. إستنكر قوى و بتلقائيه هز دماغه برفض ..

فهد ملاحظ جو الموقف ف حب يعكّره: صديق ممم .. بأمارة ايه ؟ إنك اول واحده إتهمتيه ف البلطجيه بتوع البنك ؟ و من قبل حتى ما نتهمه احنا ؟
مالك مش عارف ليه عينيه بتلقائيه راحت عليها بخيبة امل و صوت جواه إبتدى يقنعه إنها معاهدة سلام .. مجرد إعتذار و هو قرر يزقّه عشان يعرف يقفل الباب اللى هيفتح السكه دى ..

مالك ببرود: و الله إتهامها كان رأيها و قرارها لوحدها و مجيها إنهارده كدفاع بردوا قرارها لوحدها .. انا مضربتهاش على إيدها و لا طلبتها و لا عايزها و لا عايز حد اصلا
فهد إبتسم بإنتصار بعد ما عرف إن الكرسى اللى حدفه فرقع الكلوّب: و اما هو كده روحتلها ليه ؟ و الاهم دخلت ازاى ؟ المكان كان عليه رقابه و مش اى حد يدخله
مالك بصّله كتير و حلم رغم إستغرابها من رد مالك اللى فهمته إنه رد إهانه و إستغرابها اكتر من فهد اللى بيضغط بعزم ما فيه ع الموقف
إتدخلت و وقفت و زعقت: كفايه بقا .. انت ايه ؟ مبتشبعش إتهامات ؟ عمال ترمى كلام بالباطل و عمال تضغط ع الكل بكلام مالهوش لازمه و مش عارفه ده هيوصّلك لأيه ؟ و لا عايزُه يوصّله لأيه اصلا ؟

حلم زعقت بطريقه مقصوده و مع كل كلمه كانت بتتعمد صوتها يعلى اكتر و ف لحظه الباب إتفتح و كذا عسكرى دخلوا بإرتباك و كذا حد من برا و الكل داخل على صوتها ..

حلم بإنتصار نوعا ما بصّت للعساكر اللى دخلت و رجعت بصّت للوا مدحت: هو بردوا مش مكتب سيادة اللوا عليه رقابه ؟ و بردوا مش اى حد يقدر يدخله ؟ و لا انا متهيألى ؟

اللوا مدحت بعد ما إستغرب ف الاول بس إبتدى يفهم ف غصب عنه إبتسم و هى وقفت بتحدى غريب كإنها ف معركه و لازم تطلع كسبانه بس المعركه دى مكسبها مالك مش القضيه ..
حلم: و مع ذلك من مجرد صوت عالى شويه من واحده بس المكتب إتملى علينا و كل اللى برا دخل ! هل ده بقا معناه ان لازم اللى دخل ده يكون دخل بطريقه غير مشروعه ؟ او كان موجود من قبل ما ندخل ؟ و ده من مجرد كلمتين بس منى بصوت عالى ! ف مابالك بصوت رصاص و ضرب نار و حالة الهرج و المرج اللى كانت موجوده و الاصوات اللى كانت ماليه الشارع ! هو ده مش معناه إنه مثلا يكون برا و اما حصلت الدربكه و عارف ان انا جوه دخل بشكل او بأخر عشانى ؟
اللوا مدحت بصّلها بفهم و هى بصتله بإنتصار انها قدرت توصّله فكرتها ببساطه ..

مالك طول الوقت بيبص ف عينيها قوى بيحاول يستشف منهم اى حاجه يمكن يقرا المدفون جواهم ..
فهد نفخ لإن تقريبا كده خلاص النقاش إتقفل: و الحراسه اللى إتبدّلت ؟ و الكاميرات اللى إتلعب فيها ؟ كل ده شغل مين و مين يقدر يتفنن فيه ؟
مالك هنا سبقها و رد بغموض: و الله الكاميرات اعتقد إنها مش محتاجه ظابط مخابرات و لا حتى مختص ..
( بصّله بعِند و هو بيرمى كلامه إنه حطهاله قبل كده ) اعتقد فى ناس كتير تقدر تتفنن بردوا فيها و لا ايه ؟

فهد دوّر وشه و مالك كمّل كلامه بنفس طريقته اللى غلّفها بالبرود: و اذا كان على ان ناس إستغبتكم و دخلت مكان الحراسه ف لو إ عتبرنا ان مفيش غيرى ف البلد عنده شركة حراسه ف بردوا ابدا مش معناه انى انا اللى باعتهم و لا معناه إنهم لازم يبقوا حراس اصلا ! مانا ممكن اجيب اى عيل حتى لو صبى رقاصه و البّسه بدله عسكرى و ساعتها هعمله زيك و يمكن اخليه نسخه منك و اهو هيبقا مش محتاج يتذاكى !
فهد وقف بنرفزه: و حياة أمك ؟
مالك بمجرد ما جات سيرة أمه إتجمّد مكانه و عقله إتقفل نهائى او هو اللى قفله و _______

05-11-2021 11:10 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [11]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية مخابرات خلف الأسوار
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني عشر

مالك ف التحقيق و حلم معاه و المناقشات وصلت لأشبه بالخناق و الزعيق بينهم و شويه و يونس خبّط ع الباب و دخل ..
فهد بصّله بتريقه: اهى كملت .. نوّرت يا زعيم
يونس رفع حاجبه: اهلا يا اهبل
فهد زعّق اما شاف نظرات يونس و مالك لبعض و مالك اللى ضحك غصب عنه من رد يونس و يونس ضحك معاه: إحترم نفسك انت مش قاعد على مصطبة بيتكوا .. انت هنا ف تحقيق و رسمى و فى متهم و لو معرفش يثبت عدم إدانته مش هيخرج منها
يونس وطّى صوته لمالك بهزار: اهبل ده و لا ايه ؟ منك لله انت اللى بليت الشرطه بيه
مالك ضحك غصب عنه و حلم كإنها لأول مره بتخطف من ملامحه حاجه غير الألم ..

فهد زعّق: الرائد محمد إتقتل و بدم بارد كمان و لا عندك مبررات لدى كمان يا استاذه ؟
يونس بذهول: هو انت بترمى اتهامات و خلاص لمجرد إنك مش عارف تشوف شغلك ؟
فهد كان كلامه بعصبيه اشبه بالزعيق: مش عارف اشوف شغلى ؟ بقولك فى زميل إتقتل و ف حادثة بلطجه زى دى .. يعنى تقريبا كان هو المقصود بده .. طيب عارف إنه كان ماسك تفتيش سري ورا مالك باشا و إنى انا اللى طلبت منه ده اما إتناقشنا كتير ؟ و إنه مسئول بالتحقيق فيما يخص شركاته اللى طلعت فجأه و شغله و يشوف إذا كان صح و لا غلط ؟ طيب عارف إنه كان رايح يحطله مراقبه على شركاته يوم حادثة البنك ؟ يعنى حتى حادثة البنك يمكن يكون هو المقصود بيها كمان!

حلم إتصدمت بكمية الاتهامات و الكلام ده ف بصّت لمالك اللى مقدرتش تفهم من ملامحه حاجه ..
مالك كان وشه خالى من اى تعبير و كإنه يا كان عارف يا بطّل يتصدم بقا !
فهد ضحك بتريقه: واضح ان مالك باشا كان عنده خبر !
حلم فكرت بشكل سريع ف كلامه و قررت ترد عن مالك اقتناعا منها إنه ف وقت صدمه او احساسا منها: لحظه بس .. انت قولت الرائد محمد كان ماسك تحقيق سري لمالك مش كده ؟
فهد هز راسه ببرود و على وشه إبتسامه سمجه: اه عندك ايه بقا المرادى تدافعى بيه ؟

حلم بصتله قوى بجمود: بلاش تحسسنى إنك متربص او مستنى وقعه عشان ده شئ لو انت هتسمح بيه لآخوك ف انا بصفتى المحاميه بتاعته مش هسمح بيه لموكّلى .. ثانيا انت بتقول تفتيش سري ف منين بقا مالك عرف ان بيتفتش و بيتدوّر وراه عندكم ؟ لاء و الرائد محمد كمان اللى بيعمل ده ؟
فهد تهته بضيق: هيصعب عليه يعنى ؟ ده واحد كان ظابط و له الف عين اكيد هنا و الف إيد
حلم بإصرار: اعتقد لو مبرراتك لإتهامه دى صح كانوا الألف إيد دول ساعدوه ف حاجات اكبر بكتير من إنهم ينقلوله اخبار من عندكم .. كانوا حتى ساعدوه يطرمخوا على قتل خليل من البدايه .. كانوا ساعدوه اما جيبته متهم ف حادثة البنك .. كانوا ساعدوه اما دخّلت لأخوك بلطجيه يمدوا إيدهم عليه اعتقادا منك ان كده لو مدان بحاجه هيعترف بيها مع ان ده ضد القانون و لو عايزه اقلب الترابيزه على دماغك دلوقت و اقلبك انت المدان هعملها و هشيلك من مكانك اللى انت فرحان بيه ده !
فهد دوّر وشه بضيق اما افتكر اخر موقف بينه و بين مالك ..

يونس هنا هو اللى كمّل كلام حلم بإصرار: انا بقا هنا اللى هسألك، هل الرائد محمد حقق معاه مثلا ف حاجه زى دى ؟ طيب هل الكاميرات اللى انتوا بعتوا الرائد محمد حطها لمالك وقفت ؟ إتغير مكانها ؟ نقلتلكوا شئ غريب ؟
اللوا مدحت بص لفهد بعنف على إندفاعه بالكلام و كشفه لحاجه كانوا حابين تكون متداريه و فهد دوّر وشه بغيظ ..
حلم وقفت بحده: و دلوقت احنا اللى المفروض نرفع عليك قضية شرف و هنعمل ده
فهد رفع حاجبه بغيظ: قضية شرف ؟

حلم هزّت راسها اه بإبتسامه قاصده تستفزه: امال فاكر نفسك هتمشى توزع اتهامات كده لله ف لله بدون وجه حق و هنستحمل غبائك مره ورا مره ؟ انت لا عندك دليل و لا ف إيدك حاجه تدين مالك يبقى ملكش وجه حق تحاسبه جيبت شركاتك و فلوسك منين ؟ و لا ليك إنك تحط مراقبه و بدون علمه و تقتحم حرمة المكان بتاعه ! و لا ليك إنك توجّه له إتهام اصلا .. بتتكلم بناءا على ايه اصلا ؟

فهد نفخ لإن تقريبا كده خلاص النقاش إتقفل: و الحراسه اللى إتبدّلت ؟ و الكاميرات اللى إتلعب فيها ؟ كل ده شغل مين و مين يقدر يتفنن فيه ؟
مالك هنا سبقها و رد بغموض: و الله الكاميرات اعتقد إنها مش محتاجه ظابط مخابرات و لا حتى مختص ..
( بصّله بعِند و هو بيرمى كلامه إنه حطهاله قبل كده ) اعتقد فى ناس كتير تقدر تتفنن بردوا فيها و لا ايه ؟

فهد دوّر وشه و مالك كمّل كلامه بنفس طريقته اللى غلّفها بالبرود: و اذا كان على ان ناس إستغبتكم و دخلت مكان الحراسه ف لو إ عتبرنا ان مفيش غيرى ف البلد عنده شركة حراسه ف بردوا ابدا مش معناه انى انا اللى باعتهم و لا معناه إنهم لازم يبقوا حراس اصلا ! مانا ممكن اجيب اى عيل حتى لو صبى رقاصه و البّسه بدله عسكرى و ساعتها هعمله زيك و يمكن اخليه نسخه منك و اهو هيبقا مش محتاج يتذاكى !
فهد وقف بنرفزه: و حياة أمك ؟

مالك بمجرد ما جات سيرة أمه إتجمّد مكانه و عقله إتقفل نهائى او هو اللى قفله و للحظات مقدرش يرد او بمعنى اصح مقدرش يقوم من مكانه قصاده زى ما حاول ..
يونس وقف قصاده بحده: انت إتجننت ياض انت و لا ايه ؟
مالك بصوت تايه: أمى ؟ و حياة أمى ؟ و ياترى لسه فاكرها و لا مجرد كلمه لبلطجى عندك ؟

فهد زعّق بتهتهه بيحاول يقفل عقله اللى إبتدى يعمله عرض من لقطات سريعه من مجرد الكلمه: ماالك بلاش السكه دى معايا عشان مش هتاكل و مش هتجيب معايا انا بالذات .. أمى مالهاش ذنب ف القذاره دى
مالك هنا قناع بروده المزيف وقع و غمّض عينيه بوجع و ثوانى و كان مفتّحهم بشكل مخيف و بدون مقدمات وقف و شدّه عليه من هدومه و زعّق او تقريبا إنفجر: أمى لو كانت عايشه مكنش حصل حاجه من كل ده اصلا

فهد زعّق اكتر: و هى ماتت بسبب مين اصلا ؟ و لا اقول إتقتلت يا مالك باشا ؟ مش بسبب جبروتك و انانيتك ؟ مش كله من غبائك ؟
مالك إتلجّم و مبقاش عارف يرد .. هى فعلا إتقتلت بسببه ؟ و من غبائه ؟ إنه غلطه صغيره ف شغله دفّعته التمن و اللى كان هى و لا هى اللى دفعت التمن و اللى كان حياتها !

اللوا مدحت اخد باله من الوضع اللى بيتأزّم بينهم و إتدخل بعد ما كان سايبهم: ما خلاص انت و هو .. مشاكلكم الخاصه دى ف البيت مش هنا .. فااهمين ؟
فهد لسه هيتكلم اللوا مدحت زعّق اكتر: و لا كلمه .. و لا حرف زياده .. ده مبقاش تحقيق ده .. ده قاعدة شوارع .. انتوا و لا عاملين إحترام لحد و لا محترمين المكان حتى .. امك امك ؟ هتتشاتموا بالأم كمان ؟ وصلتوا للدرجادى ؟
امك لو كانت عرفت تربى مكنتوش وقفتوا قصد بعض الوقفه دى !

مالك كان الكلام بينزل عليه زى ماية النار اللى بتترش ف وشه و بص لفهد نظره تخطت العتاب .. اشبه بالتعنيف
و فهد خرج من غير و لا كلمه تانيه ..
يونس راح جنب مالك و حاول يقول حاجه تخفف بس معرفش ف لف دراعه حواليه و شدد ضمته عليه قوى ..
اللوا مدحت إنتبه للكلام بعد ما شاف تأثيره عليهم ف بص لمالك و مش عارف يقول ايه: مالك انا .. معلش يعنى .. اصل
مالك قعد ع الكرسى او تقريبا رجله هى اللى رخت لوحدها ف نزل ع الكرسى و يونس ملقاش مكان جنبه ف نزل بركبُه جنب كرسيه و مالك بتلقائيه ميّل راسه و عشان ميبانش موطى لحد ما سندها بإيديه ..

اللوا مدحت بضيق بص لحد جنبه: سجلت اقواله ؟
اللى جنبه: اه و الدفاع كمان
اللوا مدحت لف الورق لمالك: امضى يا مالك
مالك رفع وشه و شكله يغنى عن اى كلام ف حلم إتدخلت: هنخرج و اعتقد إن من غير اى كفاله .. متهيألى إن مفيش إتهام رسمى او موثّق بدليل
اللوا مدحت: محتاجين بس ضمان و يخرج
حلم نطقت بعفويه ف نفس اللحظه اللى يونس رد فيها: انا اضمنه
مالك رفع وشه و بصّلها كتير و هى بصّتله اكتر و الاتنين إتلاقت عيونهم ف نظره غامضه ..

هو مش عارف يصدق الثقه اللى هى بتتعامل بيها معاه دى .. طب يونس فى الف سبب و موقف و يبنهم عِشره يخلّوه يضمنه حتى لو بروحه .. إنما هى شافت منه ايه عشان تثق فيه كل القد ده ؟ دى واحده القدر بيحدفها كتير ف سكته و ياريت سكته القديمه كان عذر ثقتها !
حلم شايفه التوهان و الحيره اللى ف عينيه و رافضه تصدقهم عشان دول مالهومش غير معنى واحد .. واحد بس .. إنه مستكتر الثقه دى عليه و ده معناه حاجه هى مش عارفه تقبلها او بمعنى اصح مش عايزه !
يونس متابع نظراتهم لبعض و بيدعى جواه دعوه صامته ..
اللوا مدحت إتدخّل: احنا محتاجين محل اقامه و ده كفايه
مالك طلّع بطاقته و إدهاله و هما سجلوا بيانته و قفّلوا التحقيق ..

اللوا مدحت وقف و مالك خرج من المكتب مشى من غير كلام و كإنه بيهرب .. لأول مره يدخل هنا و يحس إنه لازم يمشى و يمكن لإنه معندوش حاجه يقولها او بيهرب او خايف او يمكن كل دول مع بعض ..
حلم لحقته وراه: مالك
مالك كمّل طريقه لبرا لحد ما نزل عند عربيته و هى وراه ف وقف من غير ما يبصّلها ..
حلم لفّت قصاده و كانت هتقول حاجه و رجعت فيها و قالت غيرها: متتضايقش اللى حصل ده طبيعى
مالك لسه هينطق سبقته: ده تحقيق و ف حدث كبير زى ده فبالتالى إجراءاته لازم تبقى حاده شويه
مالك دوّر وشه و هى فاهمه حالته او مفسراها من اللى إتقال بينه و بين فهد: متزعلش من فهد .. هو بس
مالك عايز يتكلم و مش عايز يتكلم ف نطق من غير ما يبصّلها: لأخر مره هقولهالك إبعدى عن سكتى .. انتى لا قدى و لا قدها
حِلم للحظه ركزت ف جملته: طب مش قدك دى فهمتها من غرورك .. إنما مش قد سكتك دى افهمها ازاى ؟

مالك بصّلها قوى و ملقاش حاجه يقولها ف فتح باب عربيته اللى كان ماسكه بإيده و دخل و لسه بيقفله فهى مسكت مسكته للباب و سابته موارب: عموما انا عارفه ان اللى يبقا صح قوى عمره ما يقلب لغلط قوى .. مش هيقدر و لا هيعرف .. و ده اللى خلّانى جيت معاك انهارده رغم كل علامات الإستفهام اللى إيدك عليها جوايا .. بس الواحد اما بيبقى لوحده ف لحظة ضعف شيطانه بيتمكن منه و بيفتحله الف سكه و الف عذر و يمكن عشان ..
( سكتت و محبتش تقول عشان مديش فرصه لشيطانك يفتحلك الف سكه بديله ) يمكن عشان حسيتك ف لحظة ضعف من كتر الازمات خاصة مع اخوك محبتش تبقى لوحدك ..

مالك بصّلها و محتار هى غبيه قوى بجد و لا ذكيه قوى و بتستدرجه بسهوله لدرجة قرت سؤاله اللى مسألهوش و مش عارف يقرر هى انهى فيهم: و انا مسآلتكيش
حلم إبتسمت: انا جاوبت عينيك اللى سآلتنى مليون مره من وقت ما دخلتلك المكتب

مالك محسش بنفسه إلا و هو بيدوّر العربيه و هى سابت إيديها من ع الباب ف إتحرك بسرعه من قدامها كإن حد بيطارده ..
حلم فضلت واقفه مكانها شويه: جواك حاجه مخبيها يا مالك .. و الحاجه دى يا صح قوى ف خايف عليها يا غلط قوى ف خايف منها .. الايام اللى هتكشفها و انا معاك للآخر

عينيها فضلت متعلقه بالفراغ اللى سابه مالك بعد ما مشى بعربيته و محستش بنفسها غير على صوت يونس وراها: انتى صح على فكره
حلم إنتبهت ف لفّت وشها له و حاولت تترجم كلامه على جملتها إنه يا صح قوى يا غلط قوى: صح ف ايه بالظبط ؟
يونس محبش يدوس ف الكلام، هو كان عايز يوصّلها رساله صغيره: ف كل اللى قولتيه و عملتيه جوه .. و ف ان الواحد ف لحظات ضعفه مينفعش يبقى لوحده .. مينفعش يتساب لقهره و ظلمه ..

قرّب منها خطوات و هو ساكت: ف إنك حبيتى تبقى جنبه ف وقت ضعفه و خلافه مع أخوه
حلم إرتبكت شويه و حست إن مشاعرها شفافه ف اللحظه دى ..
يونس إبتسم بهدوء: انا قولت إنك صح و على ما اعتقد إنك قرّبتى توصلى ده ان مكنتيش وصلتى فعلا .. بس المهم ف اللى انتى عايزاه اما توصلى .. لو فعلا مجرد فضول منك او تحدى بينك و بين الغبى اللى جوه ده و عايز يتهمه و خلاص او حتى التحدى لمالك لمجرد إنك لقتيه مقفّل على نفسه كل الابواب ف حرّك شئ مش اكتر من العِند جواكى ف انا اللى مش هسمحلك و لا مالك كمان اعتقد إنه بالسذاجه اللى تخليه يقع مرتين ف وقعه كده
حلم إنتبهت قوى: هو مالك كان ...

يونس محبش يطوّل ف الكلام تانى: شوفى انتى عايزه ايه بالظبط بس و انتى بتشوفى خدى بالك ان واحد زى مالك إكتفى و مبقاش جواه مكان لحِمل جرح تانى او عقله هيعرف يستوعب صدمه تانيه
يونس مشى و سابها و هى رفعت وشها لفوق خدت نَفس طويل .. طويل قوى بعمق و هى مغمضه عينيها و إجابة كل اسئلته إترجمت قدامها حتى قبل ما تفكر ...

مالك مشى بعربيته فضل يلف و يلف و يلف لحد ما حس إنه بينهج و كإنه بيلف على رجله ..
عايز حد يطلّع فيه كم الكبت ده .. حد ينفجر فيه .. حد حتى ميلمهوش .. معرفش يلوم فهد بس لو هيلوم حاجه هيرجع لنقطة البدايه .. فجأه تفكيره راح عند اول السطر ..

خد عربيته ع البيت .. ركن و دخل بجمود .. نزل البدروم و هناك شاف عزّام متكوّم ف ركن و زى الدبيحه اللى مستنيه مصيرها اللى عارفاه كويس !
مالك ميّل عليه مسكه وقّفه قصاده و نزل ضرب فيه بشكل اشبه بالهيستريا ..
كان بيتكلم بنفس هيسترية ضربه له: انتوا السبب .. انتوا يا ولاد الكلب .. انتوا اللى عملتوا كل ده .. انتوا اللى وصّلتونى ل ده .. انتوا .. انا بسببكم بقيت حد انا نفسى معرفهوش .. انا بسببكم بقيت اعرف عن نفسى من غيرى .. بقيت بتفرّج عليا من بعيد و سايب دايرة الاحداث تلف من حواليا و بتفرج .. بتفرج و هى بتدوّر و كل اللى بيزق فيها يساعده تلف إلا انا واقف بتفرج لحد ما دوخت .. تعبت .. و الله تعبت.

عزّام مكنش لاحق حتى يسمعه بس بيرد و خلاص: انا مليش دعوه .. انت وقعت مع خليل و هو خلّص عليك بطريقته و انت خلّصت عليه
مالك ضربه بركبته ف بطنه: انت هتستعبط يا روح أمك ؟ خليل ده بتاعك انت .. واحد من رجالتك و بياخد آوامره منك .. لكن انت بتاخد اوامرك من مين يالا ؟
عزّام هزّ راسه برعب و كان خلاص وشه ببجيب دم و بينهج: انا قولتله إتصرف بس المهم خلصنا من الظابط ده او خلّيه يغور من سكتنا و هو اللى إتصرف
مالك رجع ضربه تانى: و حياة أمك ؟

عزّام بينهج: ايوه انا صحيح اللى قولتله وقتها يعمل ايه مع يونس و حتى معاك ع الطريق ساعتها بس هو اللى إتصرف ف البيت و
مالك إتجنن من فكرة إعادة اللى حصل قدام عينيه و نزل فيه ضرب بجنون: مين اللى وراك يالا ؟
عزّام بصدق: معرفش
مالك ضربه برجله ف بطنه و رجع وقّفه: انت هتستهبل ؟ انطق يالا و لو بتقول انا كده كده ميت ف انا ممكن اخلّصك مقابل اعرف اصل الموضوع
عزّام برعب: و الله ما اعرف .. انا بتعامل مع مسئول من منظمه خفيّه ف اندونسيا لكن هى مين او هو نفسه مين معرفش .. انا حتى معرفش مين تانى معايا .. احنا بنتقابل يوم التسليم .. بطلب منه اللى عايزُه و هو بيدخّله البلد و بتفاجئ ان الشحنه بتاعته بتتوزع على كذا حد ايا كانت ايه هى و منقابلش بعض انا و البقيه اللى هيستلموا غير يوم التسليم و هو اللى بيحدده كمان و باخد بضاعتى اللى طالبها عن طريق واحد زى خليل او غيره بيبقى تبعى و متجهز لخطوه زى دى ينفذها و اخلص منه ..

مالك كان مركز قوى ف كلامه: و انت بتاخد بضاعتك لمين ؟
عزّام إتلجلج: ااا .. اصل .. انا
مالك ضربه ف وشه: إنطق يالا
عزّام برعب: على حسب .. السلاح بوزّعه على رجالتى و ده بيستخدموه ف تنفيذ اللى بطلبه منهم .. يخلّصوا على حد ف سكتنا .. يهرّبوا حد تبعنا إتمسك .. يخلّصوا على حد إنطلب منى أخلّص عليه بمقابل .. يعملوا دربكه حوالين مكان للداخليه .. يشوشروا على حد .. كده يعنى
مالك إتصدم و كلام اللوا صالح رن ف ودانه لحظة ما عرض عليه القضيه بإن السلاح اللى بيدخل من هنا كتير و مش بيتوزّع قطاعى و مهمتهم بس يوصلوا لخطة التوزيع او بيروح لفين و بيتعمل فيه و بيه ايه !

عزّام متابع صدمته برعب و مالك رجع بصّله: مين معاك تانى ؟
عزّام برعب: رجالتى بتعامل معاهم بردوا بنفس الطريقه اللى فوقى بيعاملونى بيها .. بشكل خفى و محدش فيهم بيقابلنى إلا لو غبى زى خليل و ده ببقى عارف إنى كده كده هخلّص عليه .. لكن الباقى بياخد اوامرى منى بشكل خفى و بينفّذ و ياخد حسابه و يمشى عشان لو وقع يقع لوحده
مالك: و اللى فوقك بتستلم منهم ؟

عزّام بصدق مرعوب: معرفهومش و الله ما اعرف حد .. كل اللى اعرفه قولتهولك .. واحد بتعامل معاه و اعتقد إنه مبيتعاملش معايا لوحدى لإن شحنته اللى بيوصل بيها و يدخّلها البلد بتتوزّع ف كذا جهه و لكذا حد و مش كلها سلاح .. يعنى ممكن فيها مخدرات و عملا له بيدخل بيهم البلد بدون اوراق و ده بيتنفذ بيهم اللى عايزُه و يرجع يخرّجهم بنفس الطريقه و بنات كمان بيطلع بيهم من البلد

مالك إتصدم من كمية العك و الوحل ده .. ده اللى كان عايز يوصله ف مهمته .. بس للإسف خلاص .. كل حاجه خلصت

بص لعزّام: صفوت ؟
عزّام هزّ راسه برعب: معرفهوش
مالك ضربه برجله مره ورا مره ورا عشره: اللى جابك ليا ده ؟ إنطق .. هو باعك و مش باقى عليك .. سلّمك ليا و هو عارف كويس انا هعمل فيك ايه ف متبقيش انت عليه و انا هخلّصك
عزّام بصدق: و الله ما اعرفه و لا عمرى شوفته و لا قابلته
مالك: مانت اللى فوقك متعرفهومش و لا عمرك قابلتهم
عزّام: اه بس فى مسئول قولتلك بتعامل معاه و ده كان على تعامل معايا لحد اخر لحظه وقعت فيها تحت إيد الراجل اللى جابنى ليك .. يعنى اعتقد إنه مش تبعه .. احنا كنا متفقين على شغل و تسليم و له فلوس ف مش هيسلمنى
مالك وقف لحظه و دماغه بتحاول تستوعب او تفكر ايه اللى لازم يتعمل هنا: و ده اوصله ازاى ؟

عزّام تهته برعب و مالك مدهوش فرصه يفكر فضربه من تانى كإنه بيوصّله إنه مقدمهوش حل تانى ..
عزّام برعب: إسمه جاسر العدوى و ده اعتقد دراعهم برا هنا و اللى بيتعامل و يوزعلهم حاجتهم
مالك حدفه ع الارض و سابه و خرج .. إبتدى يدوّر على صاحب الإسم .. يوم و اتنين لحد ما كلّم يونس قابله
يونس سكت شويه: انت تعرفه منين ده يا مالك ؟

مالك بص ف عينيه مباشرة: و الله مش مهم انا اعرفه منين .. المهم انت تعرفه منين ؟
يونس لسه هيرد مالك سبقه بتحذير: و اوعى تقول متعرفهوش عشان انت لو بتعرف تكذب ع الدنيا كلها لحد عندى و مبتعرفش
يونس نفخ بغيظ: انت محدش يعرف يفلت منك ؟
مالك بجمود: و انت عايز تفلت منى ليه يا صاحبى ؟
يونس بصدق: عشان كنت خايف عليك .. انت اه اما سألتنى عن القضيه مكناش فعلا وصلنا فيها لحاجه و إتقفلت وقتها
مالك بحده: و ايه اللى جدّ بقا ؟

يونس: شحنة مخدرات دخلت البلد و قبل ما تتوزع وصلنا للى دخل بيها و كان زفت ده جاسر هو اللى مدخلها و اما إتمسك و دوّرنا وراه عرفنا إنه هو اللى كان مدخّل السلاح ف عملية الجبل و هو اللى بيدخله كل مره و يوزعه على اللى محتاجينله هنا و اللى بيبقى عن سابق إتفاق بينهم .. صحيح فى حلقه مفقوده لإننا موصلناش لكل اللى كان بيتعامل معاهم هنا او بمعنى اصح موصلناش للى تبع خليل من اللى بيتعاملوا معاه لكن تقدر تقول قطعنا جدوره
مالك بحده: و مقولتليش ليه ف وقتها ؟

يونس بصدق: الكلام ده مش من بعيد .. ده اخر سفريه ليا على فكره اللى رجعت منها على حادثة المحكمه .. ده غير ان اللى إتقبض عليهم من اللى بيتعاملوا معاه عاملنا تحرياتنا عنهم و محدش فيهم يعرف خليل .. ده معناه ان لسه فى حد برا .. خوفت عليك يا صاحبى .. و الله خوفت عليك مش اكتر .. خوفت اقولك او اجيب رجلك ف الموضوع المرادى يحصلك حاجه اكبر منعرفش نلمها خاصة ان زى ما قولتلك لسه فيهم برا
مالك ضحك بوجع: تحصلك حاجه اكبر ؟ اكبر من كده ؟

يونس سكت بحب: صدقنى لو الموضوع هيفرق معاك او هيفيدك كنت جريت عليك قولتلك .. بس احنا وقّعنا الجدر اللى بيحرّك الكل و حتى إقتحمنا المنظمه اللى هو تبعها و قطعنا صلتها بالبلد نهائى لكن موصلناش لحد تبع خليل و ده اللى حقك عنده
مالك إرتبك شويه: و وصلت لأيه تانى تبع شغلهم ؟
يونس بغلّ: بيستلموا منه السلاح و يوزّعوه على رجالتهم ينفذوا بيه الشغب اللى كل يوم بيحصل الاف المرات ف الشوارع و ع الطرق و الحرب القايمه ع الداخليه و السجون اللى بتتفتح و يتهرّب منها اللى تبعهم
مالك غمض عينيه بوجع و متخيلش إنه ف يوم من الايام هيتحط ف نفس التصنيف ده حتى لو مش تبعهم بس نفس الشكيله دى ..

يونس بصّله بترقّب: انا مش هسألك وصلتله ازاى يا صاحبى عشان عارف إنك زى ما احنا كنا بندوّر على حق البلد انت كمان كنت بتدوّر على حق أبوك و أمك
مالك عينيه لمعت بوجع و يونس طبطب على إيده: انا مدوّرتش كتير على الباقى و لا اللى منهم تبع خليل مع إنه اللى بوّظ مهمتنا وقتها رغم إن العمليه مكنتش له لوحده .. بس عشان عارف ان ربك بيخلّص الحقوق و ده له تخليص حق و بأى شكل كان هيدفعه .. ده حتى لو سيبناه كان اللى فوقه مش هيسبوه
مالك إتخنق و مبقاش قادر يتنفس مش بس ينطق ف وقف: انا لازم امشى دلوقت .. ورايا شغل .. هتمشى معايا ؟

يونس وقف معاه: و انا كمان لازم امشى بس قولتهالك يا صاحبى سكتى انت عارفها و اى وقت هتعوزنى عارف هتروحلها ازاى ..
مالك دوّر وشه و يونس إبتسم: و على ما اعتقد إنها لحد دلوقت واحده بدليل إتقابلنا ف نقطه اهو .. ف يوم ما تحس إن سككنا واحده خدنى معاك و ف كل الحالات انا جنبك

يوم و اتنين مروا على مالك ف حالته اللى بتسوء بسرعه مخيفه و كإنها النهايه .. متخيلش إنه هيجيب حق أمه و أبوه متأخر كده و لا بالمقابل ده .. متخيلش إنها هتبقى عليه بالخساره دى ! كان فاكر إنه هيبقى مرتاح بس متخيلش الوجع يبقى مميت بالشكل ده ! إنه يبقى هو نفسه بالصوره دى و بالشكل ده ! يونس و هو بيكلمه عنهم اما وقعوا كإنه بيكلمه عنه هو ! كان شايف نفسه بغلطاته !
عايز يتكلم مع حد بس مش لاقى او تقريبا مش عارف يلاقى اللى يروحله و يكلمه او يسكت من غير حتى سؤال مش ضغط ..
واحده بس اللى جات على باله و مش عارف عشان هى بس المتاحه قدامه و لا عشان هى اصلا جواه ف جات صورتها قدام عينيه بتلقائيه بمجرد ما تفكيره راح عندها .. مش عارف !

مشى بيقنع نفسه إنه محتاج بس لشغله اللى معدش قدامه غيره بس بمجرد ما عدّى من قدام شركتها عينيه لفّت المكان بتلقائيه .. عينيه زى التايهه .. بتدوّر على ونيسها ..
وقف للحظات و بيقنع نفسه إنه وقف لمجرد إنه تعب .. تعب من كل حاجه .. تعب من السكه دى او يمكن من تفكيره ده .. بس إجابته كانت واضحه قدامه ف غمض عينيه بإرهاق كإنه بيستنكرها او بيلومها ..
محسش بنفسه غير و هو بيتنفسها ... سمع ضحكه هاديه بتجبره يفتّح عينيه و ميعرفش إنها بتفتّح بيبان قلبه ..

مالك إتكلم من غير ما يبصّلها و لا حتى يفتّح عيونه: يا بنتى قولتلك إبعدى عن سكتى بقا
حلم ضحكت بخفه: لا ده انت حالتك ميئوس منها بقا .. واضح إنك مش واخد بالك إنك قدام شغلى .. يعنى جيت برجلك ف سكتى
مالك فتح الشباك من ناحيتها اللى قصاده و رد من غير ما يفكر: على فكره دى سكتى انا كمان
حلم إبتسمت و إتقابلوا ف نظره معناها واضح ..

مالك إتوتر ف شاور بعينيه لبعيد: قصدى دى سكة شغلى انا كمان
حلم هزّت راسها و هى لسه مبتسمه: يبقى مختلفناش .. سكتنا واحده اهى
مالك محبش لا كلامها و لا طريقتها و عايز يضربها قلم يمحى الإبتسامه دى من على وشها و يرجع يضرب نفسه على رده اللى طلع تلقائى ..
حلم ضحكت بصوت عالى كإنها بتفوّقه من شروده: كنت عارفه إنى صح زى ما كنت عارفه إنك عايزنى معاك ف التحقيق بس فضلت تقاوح معايا و مع نفسك
مالك ببرود: غلط و هتندمى على فكره
حلم مطت شفايفها: نشوف.

مالك إتحرك يمشى بس وقف بتوتر على سؤالها: انت ليه يوم ما كنا ف الجبل مفكتش الكلبش بالمسدس اللى انا قتلت بيه الراجل
مالك إتوتر و كان بيتمنى لو يقولها فعلا ليه معملش كده بس قرر يقولهالها بشكل تانى: لنفس السبب اللى خلاكى تخبى سلاح الرائد محمد مع إنه بردوا كان ممكن يفك الكلبش !
حلم إتوترت للحظات من إنه شافها وقتها بتخبى السلاح يعنى بتفرض وجودها و سابها .. فجأه لمع وشها و نوّر بإبتسامه غريبه لمجرد وصلت للإجابه اللى عايزاها و اللى أكدت على نظرة الاحتياج اللى بتشوفها ف عينيه كل ما عيونهم بتتقابل .. حست إنه بيبعتلها رسالة إحتياج مُغلفه .. إنه عايز يقولها كنت محتاجلك !

حلم إتكلمت من غير ما تفكر: ليه مقولتش وقتها إنى اللى قتلته ؟ و بدل ما تخفى اللى حصل كنت تبرّأ نفسك
مالك رد بنفس طريقته اللى رد بيها على اول سؤالها: لنفس السبب اللى خلاكى متقوليش إنى صديتك اما جتيلى المكتب عايزه حراسه و إنى شبه طردتك مع إنك بردوا بدل ما تخفى اللى حصل كنتى هتبرّأى نفسك بردوا

حلم بصتله كتير و تفكيرها فيه راح لحته تانيه خالص .. حته هى اه صحيح لسه مش فاهماها و لا عارفه تفهمها و لا عارفه هتوصلها لفين بس اللى عارفاه إنها بقت بعيده عن اى شك فيه ..
حست ان بإجاباته بيبعتلها رساله غامضه او يمكن هو اللى غامض .. مش عارفه .. بس قررت تصبر مع الوقت تعرف !

حلم كانت سانده على حرف شباك عربيته اللى قصاده و مالك بعد ما دوّر العربيه يمشى و إتحرك اقل من خطوه وقف و بصّلها: مقولتليش يعنى إنك إتقابلتى مع فهد قبل ما تيجى التحقيق معايا ؟
حلم إبتسمت: يمكن زى ما انت مقولتليش على ان مروان قابلك ف المستشفى
مالك بغموض: خطيبك ؟
حلم ضحكت بصوت عالى ضحكه ربكت قلب المالك: لا سورى معلش .. هو عندكوا اما حد بيزور واحده ف المستشفى يبقى خطيبها ؟

مالك رفع حاجبه بعد ما فهم رسالتها بس بسرعه جمّد وشه: ميخصنيش
حلم بصتله بنص عين: لاء واضح .. بدليل لحد دلوقت مقولتليش حمدالله على سلامتك و لا مكنتش طايقنى طول التحقيق و قولت جايه من نفسى .. واضح واضح متتكسفش
مالك بصّلها بغيظ و بيتمنى لو ينزل يضربها ف عض على شفايفه ف حركه خطفتها و إتحرك بسرعه من قدامها كإنه بيهرب !

مالك مشى فضل يلف كتير و لأول مره يحس بتوهه غريبه بالشكل ده ..
اتصل على يونس اللى رن عليه مره و اتنين و كتير لحد ما رد: ماالك
مالك إبتسم إبتسامه باهته: هو معنى كده إنى مش هشوفك ؟
يونس سكت شويه: معلش كنت مضغوط و الله
مالك مش عارف يقول ايه هو بس محتاج وجود حد جنبه: انت فين كده ؟
يونس سكت كتير: انا ف شغل كده هخلّصه و ارجع ع البيت

مالك بين كل رد و رد بيسكت كتير: خلاص اما تفضى كلّمنى
يونس رد بسرعه: انا دلوقت مقتول نوم اى وقت هبقا انا اللى اكلمك
مالك إتخنق ف قرر يقفل: خلاص المهم خد بالك من نفسك سلام
مالك قفل معاه و إتخنق اكتر ف كمل لف بعربيته ..

يونس قفل معاه و نفخ بضيق و كان ف مكتبه خلّص و بياخد حاجته يخرج دخل حازم: ما تيجى نخرج
يونس بزهق: لاء
حازم: ماتبقاش ثقيل بقا تعالى حتى نروح المكان بتاعنا نسهر شويه
يونس لسه هيرد عمر راح عليهم و كانت امنيه ماشيه هى كمان ف سمعتهم: صحيح بقالنا كتير ما اتجمعناش يلا فعلا نغيّر جو.

حازم: يمكن من ساعة ما مالك كان معانا
امنيه بصت ليونس بلهفه: ما تكلمه يجى
يونس سكت شويه: هو مش فاضى معتقدش هيجى
دعاء: خلاص يلا نروح احنا
يونس معرفش يهرب منهم: خلاص نروّح حتى نغيّر هدومنا هنخرج كده ؟
حازم زقّه بهزار: انا منى واحد لو روّحت و شوفت السرير مش هتشوفونى إلا بعد بكره
يونس ضحك غصب عنه و زقّه و كلهم بيزقوا بعض بهزار لحد ما خرجوا و إتلموا ف عربيه واحده و راحوا مكانهم اللى بيتجمعوا فيه دايما ..

مالك كل ده ف عربيته بيقف و يمشى و يلف و يتعب و يرجع يقف كتير و بعدها يكمّل لف لحد ما لقى نفسه على كورنيش النيل ..
وقّف عربيته و حن للمكان اللى كان دايما بيجمعهم و متوقعش هيشوفهم ..
ركن عربيته و نزل بهدوء و قبل ما يدخل اكتر سمع صوت ضحكهم إبتسم بتلقائيه بس شاف يونس معاهم ف سكت كتير و قبل ما يرجع أمنيه لمحته ف وقفت بلهفه: ماالك ؟

مالك غمض عينيه زى مكنش حابب حد يشوفه او هو اللى مش حابب يشوف حد و هى راحت عليه بعد ما الكل إنتبه ..
امنيه بحب واضح قوى اتكلمت بتلقائيه: وحشتنى
مالك إبتسم نص إبتسامه و حب يهزر: متشوفيش وحش
أمنيه عيونها دمعت: ليه بتهرب كده منى ؟
مالك خد نَفس طويل و رفع وشه لفوق و سكت و هى إترددت بإحراج: قصدى ليه مش معانا ؟ ليه بعِدت كده ؟ ليه حابب تبقى لوحدك ؟ مالك لا انت اول و لا
مالك قاطعها بهدوء و هو رايح يسلّم على الباقى لإنه طالما جاه لازم يسلّم: ثوانى هشوف العيال دى

مالك راحلهم سلّم عليهم و إبتسم: عاملين ايه يا جزم ؟
حازم بهدوء: الحمد لله و انت عامل ايه يا مالك ؟
مالك إبتسم: الحمد لله مش ناقصنى غيركوا
عمر رد بسرعه من غير ما يفكر: يا عم فال الله و لا فالك
مالك الكلمه ضايقته بس معلقش ..
يونس وشه إتغيّر و بص لمالك و رفع حاجبه: انت مش قولت رايح الشركه ؟ كده روحت ؟

مالك ردّهاله بغيظ: زى البيت اللى انت روّحتله كده
يونس ضحك غصب عنه: و الله كنت مروّح بس العيال دى زنقونى و كلبشونى على هنا
أمنيه إتدخّلت ف كلامهم بإستغراب ليونس: انتوا لسه كنتوا مع بعض و لا ايه ؟ انت مش قولت مالك مش فاضى مش هيجى ؟
مالك رفع حاجبه ليونس و شاور على نفسه و يونس بصّلها بغيظ ..
و حازم حدف كمان كلمه: معلش هو اكيد كان بيهرب و إستخبى ف مالك و جابه السبب و ميعرفش ان مالك بقا فاضى الاربعه و عشرين ساعه ف الشارع

مالك إتضايق او تقريبا حس إنه مالهوش مكان ف القعده دى ف إنسحب بهدوء: طب استأذن انا خدوا راحتكوا
يونس مسك إيده: اجى معاك ؟
مالك حاول يبتسم: لا معلش عايز ابقى لوحدى كذا حاجه كده و هبقا اكلمك
قبل ما حد يرد كان مالك مشى و خرج من المكان كله بخنقه ..
أمنيه بصت لحازم بغيظ: عاجبك كده اديك مشيّته
حازم ببرود: هو انا اللى مشيّته ؟
يونس زق الكرسى برجليه و هو بيلم حاجته و ماشى: كفايه الدبش اللى حدفته قال بالنيابه عنكوا

يونس مشى هو كمان و سابهم و شويه شويه القعده إتفركشت و كل واحد روّح ..

مالك اخد عربيته و مشى .. حس إنه عايز يبقا لوحده او اقنع نفسه إنه لازم يبقا لوحده مع إنه مجنبهوش حد .. قرر يروح ع المجموعه و ده انسب مكان .. الشغل اللى إختاره من البدايه يدفن نفسه فيه ..
دخل مكتبه بهدوء و بمجرد ما دخل دماغه عماله تعيد و تعيد عليه اللى حصل و مر بيه و تورّيله لقطات منه و علاقاته بكل اللى حواليه و اللى عماله تقع ..
من اول علاقته مع فهد و اللى وصلت لسيرة أمه و علاقته بحلم اللى لسه مُبهمه قدامه و اخرهم صحابه .. حس إن معدش فى بيبان متقفله دى بقت حواجز و حيطان و كل مدى بتعلى ..

كامل دخل عليه: مالك باشا صفوت بيه طلب
مالك من غير ما يبصّله: مش عايز اكلم حد
كامل بتردد: بس
مالك رفع وشه و بصّله و رفع حاجبه بإرهاق: انت مبتفهمش ؟
كامل إتراجع و هو بيخرج: بعتذر يافندم
بعد ما خرج مالك نده عليه و رجع: انزل هاتلى اى حاجه اشربها من برا.

كامل مفهمش: ليه برا ؟ احنا عندنا ف البوفيه كل حاجه .. تحب اعملك قهوه
مالك بصّله بزهق: عندك حاجه تخلينى مفكرش ؟ افصل ؟ اهنّج ؟
كامل فهم و إبتسم: لاء إذا كان كده يبقا اطلع اجيبلك من برا .. اكيد مفيش هنا .. يعنى مش هنسطل الحرس
مالك ضحك غصب عنه: طب غوور

كامل خرج جابله خمره و دخل إدهاله و مالك كان زى المغلوب على أمره .. آله و بتتحرك و مجرد إنها تعبت ف عايزه حد يشدلها الفيشه تفصل ..

اخد منه الحاجه و فتحها كان كامل جابله كوبايه و هو بصّله: مجيبتش لنفسك ليه ؟ مش بتقول الكل مشى ؟ و معدش إلا احنا
كامل إبتسم و خرج جاب كوبايه و رجع و إبتدوا يشربوا و مالك حس إنه بيفوق مش بيسكر من عقله اللى تفكيره بيزيد مش بيقل ..
كامل بيولع سيجارته: ممكن اسألك سؤال ؟
مالك هزّ راسه: هى جات عليك ؟ انا تقريبا مبقاش حد بيبص ف وشى إلا و بيسأل
كامل ضحك بسُكر: لا بجد .. سؤال و الصراحه مش لاقيله إجابه .. ايه اللى حدفك ع السكه دى ؟

مالك ضحك بصوت عالى و كامل كمل سؤاله: قصدى سكة صفوت و اللى زيه و الطريق ده و اوعى تقولى محتاج لإن واحد بقدراتك و معارفك كان ممكن تبقى اى حاجه و تعمل اى شغل .. ده انت كان ممكن تفتح شركات و بحجم دى لحسابك .. ف ليه بقا ؟
مالك سكت كتير بس رجّع راسه لورا و هو بيلعب ف سيجارته و كامل بصّله: يعنى اللى اعرفه ان السكه دى منجبرتش عليها و كانت اختيارك و رغم كده إختارتها
مالك و هو بياخد نَفس طويل من سيجارته: تار
كامل ضحك: ممم مع الداخليه ؟ بس دول اللى معاديهم خسران
مالك مط شفايفه ببرود: تفتكر عندى حاجه اخسرها ؟

كامل ضحك اكتر: على رآيك .. الله يلعن ابو دول على دول
مالك ضحك معاه جامد و ضحكهم بيزيد اكتر و كامل صبّله تانى و كملوا شرب ..
النهار طلع عليهم كده و هما على وضعهم لحد ما كامل إنتبه: تيجى اوصلك ؟
مالك ذهنه غايب تماما فبيتكلم بتوهان: لا بلاش عايز افضل لوحدى
كامل على حالته: لوحدك ايه احنا ف الشركه و النهار طلع و شويه و الموظفين هيجوا و مينفعش حد يشوفنا كده

مالك معترضش او تقريبا معندوش القدره يعترض ف وقف و بمجرد ما وقف رجع قعد ع الكرسى او وقع عليه: لالالا خلينى
كامل مسكه وقّفه و سنده و خرج بيه من الشركه خالص و مالك بيتكلم بشكل متقاطع بصوت تقيل: مش عايز .. قولتلك .. سيبنى بقا
نزلوا عند عربيته و كامل لسه هيرد لمح حد جاى عليهم من بعيد ف ضيّق عينيه يشوف مين ..
ف نفس اللحظه حلم كانت واصله شركتها او هى كانت بتقنع نفسها بكده إنها جايه للشغل و بس ..
بس بمجرد ما وقفت بعربيتها عند شركتها عينيها راحت بتلقائيه لبعيد .. بعيد قوى عند مالك و هنا لمحت عربيته و حد قدامها و خمنت إنه هو ف إتحركت بعربيتها لعنده و راحت تشوفه ..

وصلت و بمجرد ما نزلت من عربيتها لمحت وضعهم اللى إتفهم من غير كلام اصلا ف راحت عليه بلهفه: ايه ده فى ايه هنا ؟ مالك فى ايه مالك ؟
مالك بيغمض و يفتّح و الصوره قدامه بتبيّض و تسوّد و مش عارف يقرر هو سامعها و لا ده اثر اللى شربه ..
حلم كررت سؤالها بلهفه: مالَك يا مالِك ؟
مالك ضحك على صيغة سؤالها بهيستريا ..

حلم ضحكت معاه على سؤالها: تعالى معايا
مالك بتوهان: انتى ورايا ورايا ؟ يا بنتى حلّى عنى بقا
حلم رفعت حاجبها بغيظ: يا اخى خليك ف حالك
مالك صوته عايم من كتر الشرب: ما انتى حالى
حلم إبتسمت على تلقائيته او رد قلبه عليها فى وقت كان عقله فيه سكران و هو إنتبه لها كإنه بيفوق و مره واحده إنفجر ف الضحك: اييه ده انتى بتتثبتى بسرعه ؟ لا فوقى كده انتى سكرانه و لا ايه ؟

حلم ضحكت بغيظ و هو مسكاه من دراعه او تقريبا متشعبطه فيه: انا بردوا اللى سكرانه ؟ امشى امشى معايا خلينى اوصلك
مالك تركيزه ضايع تماما و زقها بحده إتحدفت ع العربيه اللى كانوا وصلوا لعندها ف سندت عليها: قولتلك لا .. مش عايز .. مش عايز حد معايا .. مش عايز اسند على حد .. كل حد بيبقا معايا بيمشى .. بياخد فتره و يمشى .. كلكوا مجرد فترات بتنقضى و تمشوا و ياريت بتمشوا بهدوء الا بترزعوا الباب وراكوا بعد ما بتدخلوا و تبهدلوا و تكركبوا الدنيا جوه و انتوا بتدوّروا ع اللى عايزينه و الاخر بتمشوا و تسيبونى انا اللى ارتب البهدله دى .. مش عايز حد انتوا ليه مش عايزين تفهموا ؟

حلم شاورت لكامل يمشى: روح انت انا هوصّله المهم سيبلى عنوانه بالظبط انت شايف حالته مش هيعرف يسوق
كامل إتردد شويه و قدام إصرارها مشى بعد ما سابلها عنوان مالك و هى سندت مالك لحد ما دخلته بالعافيه عربيتها هى و لفت ركبت و مشيت بيه ..
مالك إنتبه لنفسه و كإنه بيفوق فجأه و للعربيه و لوجودها هى نفسها معاه ف زعق من فكرة إنها اجبرته توصله ف سكتها و مش عارف اللى ضايقه إنهم مشيوا سكه واحده و لا فكرة إجباره على كده و إنه مبقاش متقبل ينجبر على شئ تانى ف زعّق: اقفى.

حلم إنتبهت لتحوّله فجأه ف من غير ما تلف وشها له لسه هتنطق: دى سكة بيتك و انا و
مالك زعّق اكتر: اقفى بقولك .. انا مش هكمل الطريق ده .. مش سكتى .. فااهمه ؟ مش سكتى و لا هكملها
حلم حست ان ورا كلامه كلام ف ركنت على جنب ف مكان هادى ع الطريق و بطلت العربيه و اتكلمت بهدوء: و ادى العربيه وقفت عايز ايه تانى ؟ ممكن اعرف بتزعق ليه دلوقت ؟

مالك زعق اكتر لدرجة صوته مبقاش مفهوم: عشان قولت مش عايز .. بس انتى اللى زقتينى .. زقتينى عافيه و غصب و إستغليتى إنى مش ف وعيى .. او محتاج لحد و انتى إستغليتى حوجتى دى عشان امشى معاكى سكتك .. انا مش عايز .. فاااهمه ؟ مش عايز
حلم كل ما بيتكلم اكتر بتتأكد ان كلامه ده مش ليها و ان الشخص اللى قدامها ده كتم جواه كتير لحد ما انفجر على اقل حاجه و موقفها دلوقت معاه كان زى القشه اللى قطمت ظهر البعير: خلاص متزعلش انا كان قصدى اساعدك
مالك إتعصب من الكلمه نفسها: و انا مش عايز زفت من حد

حلم بتدوس اكتر يمكن توصل جواه و هى مش عارفه نفسها عايزه توصل جواه فضول تفهم اللى وراه و لا تملك و لا حابه فعلا تدخل جوه المالك تملكه: امال انت عايز ايه دلوقت ؟ هتفضل كده ؟
مالك زعّق: مالى كده ؟
حلم قصدت تعلّى صوتها عايزاه يفوق او يمكن عايزه تنرفزه ف يتكلم اكتر: مالك كده ؟ اقولك مالك ؟

( مسكت دقنه و شدته قصد المرايه اللى فوق التابلوه و ركزت فيها قوى ) سكراان .. فااهم ؟ سكران .. مش فايق .. تايه .. مش مركز .. و الاهم انا لقيتك واقف قدام الشركه بتوهانك ده لا انت اللى طلعت و لا انت اللى مشيت .. واقف ف نص الطريق و بس .. ضايع يعنى .. السؤال هنا بقا لو سيبتك هتكمل طريقك و لا هترجع ؟ و لا لو انت فضلت مكانك ده هيريحك ؟

مالك بصّلها فجآه كإنها لمست وتر حساس جواه او يمكن جرح بيحاول يكبس وجعه اصلا من غير ما ياخد باله إنه مفتوح و بينزف .. بصّلها قوى و كإنه فاق فجأه على كلامها و بيحاول يفهم هى تقصد ايه بالظبط ؟ كلامها مقصود و لا عفوى و لا هو اللى شفاف قدامها و لا فى ايه بالظبط ؟

حلم إنتبهت لإنها دخّلته توهه تانيه و دوامه تانيه بدل ما تفوّقه ف مدتله إيديها و إبتسمت بعيون بتلمع ..
مالك بص لإيديها كتير و هى إتكلمت بتلقائيه: مدلى إيدك يا مالك .. انا هاخد بإيدك .. قولى ع اللى فيك و انا هاخد بإيدك .. هساعدك و الاهم مش هتبقا لوحدك .. انا عارفه ان الانسان اما بيخسر حاجه غاليه كل حاجه بتيجى بعد الخساره دى مبيبقاش لها لازمه ابداا .. بس صدقنى ربنا مبياخدش من حد كل حاجه .. زى ماهو مبيدوهوش كل حاجه .. المهم اللى يعرف يحافظ ع اللى ربنا يعوضه بيه .. مش يرفضه و يقول ياللى خسرته يا بلاش !

مالك ضحك بوجع و هى حست بيه قوى ف مدت إيدها التانيه سحبت بيها إيده بهدوء و حطتها ف إيدها اللى كانت مدهاله و شددت عليها قوى: ايه اللى فيك يا مالك ؟ ايه اللى عملك كده ؟ ايه اللى طول الوقت بتلوم نفسك عليه لدرجة مستخسر ف نفسك حتى وقفتى معاك حتى وجودى جنبك ؟ اتكلم انا مش هقولك سامعاك بس هقولك حساك ..

مالك بص ف عينيها قوى و لمح فيهم شئ غريب مش عارف حتى يقراه و رجع بص على إيده اللى هى مسكاها بإيدها و متبته فيه قوى و تبّتت اكتر بمجرد ما بصّلها و حطت فوقها إيدها التانيه و بقى إيده بين إيديها الاتنين او هو نفسه اللى بقى بين إيديها الاتنين زى ما حس ف اللحظه دى ..
فضل ينقل نظراته بين عينيها و مسكة إيديها و تفكيره راح عند نقطه واحده بس .. لو إتهور و إنجرف ف تيارها و حكالها على كل حاجه و كل اللى بيه ايه اللى ممكن يحصل له ؟ و ايه اللى ممكن يحصل لها ؟ و هل لو عرفت حاجه ممكن تتأذى بسببه ؟ و لا هو اللى لو نطق ممكن يتأذى بسببها ؟ ممكن يخسر ؟ و هو عنده ايه اصلا ممكن يخسره ؟ هى مثلا ؟ و هى فعلا ممكن يخسرها ؟ و لا اصلا ممكن تبقاله خساره ؟

خد نَفس متوتر قوى و عينيه ف عينيها مباشرة كإنه هو اللى مستنى إجابه لسؤاله مش هى و هى فهمت ده ف إبتسمت إبتسامه صافيه كإنها بتبعتله دعوه صامته..
و هو للإسف بسرعه خد القرار اللى تمنه هيبقى اصعب من إنه يتدفع و __

05-11-2021 11:11 صباحا
مشاهدة مشاركة منفردة [12]
زهرة الصبار
عضو فضي
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس : أنثى
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
 offline 
look/images/icons/i1.gif رواية مخابرات خلف الأسوار
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث عشر

حلم مع مالك و متبته ف إيده و كإنها بتديله وعد ملموس إنها جنبه و هو بص لإيديها كتير و هى إتكلمت بتلقائيه: مدلى إيدك يا مالك .. انا هاخد بإيدك .. قولى ع اللى فيك و انا هاخد بإيدك .. هساعدك و الاهم مش هتبقا لوحدك .. انا عارفه ان الانسان اما بيخسر حاجه غاليه كل حاجه بتيجى بعد الخساره دى مبيبقاش لها لازمه ابداا .. بس صدقنى ربنا مبياخدش من حد كل حاجه .. زى ماهو مبيدوهوش كل حاجه .. المهم اللى يعرف يحافظ ع اللى ربنا يعوضه بيه .. مش يرفضه و يقول ياللى خسرته يا بلاش !

مالك ضحك بوجع و هى حست بيه قوى ف مدت إيدها التانيه سحبت بيها إيده بهدوء و حطتها ف إيدها اللى كانت مدهاله و شددت عليها قوى: ايه اللى فيك يا مالك ؟ ايه اللى عملك كده ؟ ايه اللى طول الوقت بتلوم نفسك عليه لدرجة مستخسر ف نفسك حتى وقفتى معاك حتى وجودى جنبك ؟ اتكلم انا مش هقولك سامعاك بس هقولك حساك ..

مالك ف اللحظه دى بس حس إنه مهدد فعلا .. إنه هيضعف و يستسلم لها بس فى حرب جواه .. قلبه بيقوله يتبت ف إيديها و بكفايه اللى خسره و عقله بيقوله ..
ايه ده كمان عقله بيحاول يقنعه بنفس الشئ ! حس إنه هيضعف و هو كان خلاص كره ضعفه ف كان لازم يوقف المهزله اللى بتحصل جواه دى ..
حس إنه زى الغريق اللى فى قشايه بتظهر قدامه و المفروض زى ما بيقولوا الغريق بيتعلق بقشايه ف المفروض يتعبط فيها و هو بيحاول يقنع عقله ان القشايه عمرها ابدا ما بتنجّى غريق .. ابداا .. او هو بيقنع نفسه بده ..

بس يا اما يستسلم للغرق و يموت فيه يا يمدلها إيده و حتى لو انقذته مش عارف هيعيش ازاى .. الاختيار صعب قوى و هو اختار إنه يموت .. كفايه بقا ..
إنتبه من دوامة افكاره على صورة حلم قدامه اللى بتبصّله و ملامحها لينه و لا حتى مستغربه و كإنها فاهمه حالته و ده نوعا ما ضايقُه ف سحب إيده بعنف و ملقاش كلام يقوله: انتى ملكيش دعوه بيا .. فاهمه ؟ اخرجى من حياتى و شيلينى انا من حياتك .. بطلى تشغلى نفسك بيا و اذا مفكّره إنك روحتى معايا التحقيق ده جميل منك و مستنيه الرد او حتى بداية علاقه ايا كان إسمها ف انا اللى بقولك اهو انتى بتحلمى .. مرواحك ده لو عايزه تسميه حاجه ف هو رد للى عملتيه مش اكتر .. سبق و إتهمتينى ف تهمه بدون دليل و دلوقت جيتى و برّأتينى من تهمه تانيه و بردوا بدون دليل ف خلصانه ..

مالك حدف كلامه اللى برغم إنه كان بيحاول يقوله ببرود او هدوء إلا إنه كان ابعد ما يكون عن الهدوء ده او البرود اللى بيتكلم بيه و خلص من جملته الطويله دى و هو بينهج كإنه بذل مجهود مع نفسه عشان يقولها !

حلم حسّت قوى بالخناقه اللى جواه و إنه فعلا غير اللى ظاهرلها قدامها دلوقت فى جواه واحد تانى بيحاول يداريه او يخنقه جواه يموت و مش عايزوه ..
بس ياترى ف الظاهر قدامها ده و المخنوق جواه مين الصح فيهم و مين الغلط الايام هى اللى هتبيّن هو بس محتاج صبر و هى هتديهوله ..

حلم و هى لازم تسيبه دلوقت و هو ف حالته دى .. مش فايق .. ع الاقل اما يفوق عشان عقله يعرف يساعدها ف اللى عايزاه: خلاص يا مالك واضح إنك مش مستعد لأى حاجه دلوقت و لا حتى الكلام .. عموما انا كنت بعتبرك صديق مش اكتر و بقرّب ع الاساس ده و ف الاخر براحتك

إتكلمت بمنتهى الهدوء و بعدها دوّرت عربيتها و مشيت ..
مالك دوّر وشه ع الجانب التانى و كملوا طريقهم من غير كلام زياده ..
وصلوا عند بيته بالظبط .. مالك بصّلها كتير و كإنه مستغرب إنها عارفه حتى بيته بس مفهوش حيل يسأل: متشكر
فتح الباب و بينزل ف نفس اللحظه اللى حلم إتكلمت فيها: اخدته من كامل
مالك لف لها وشه و بصلها كتير و هى إبتسمت: قصدى عنوانك .. مش ده اللى بتسأل وصلتله ازاى ؟

مالك مبقاش مركز هو فعلا نطق بسؤاله و لا هى اللى قارياه كالعاده ؟ سؤاله مالهوش اجابه و معندوش الجرأه اصلا يسأله ...لازم يمشى من قدام المخلوقه اللى علامات الاستفهام معاها بتزيد ..
سابها و دخل بيته و هو فى حرب جواه و اصر إنه ميبصلهاش عشان يوصّلها إنه مبيبصش وراه بس قلبه خانه و إلتفت و هو دخل و اما إستوعب حركته مشى بسرعه..

حلم زى ما يكون كانت مستنيه يلتفت او متراهنه على ده و بمجرد ما بصّلها إبتسمت قوى و حسبتها إنها كسبت اول جوله و مشيت ..

مالك رجع لعزلته و وحدته و عالمه المتلغبط بكل الدربكه اللى جواه .. كان عارف إنه ف اختياره معاها بيختار الموت بس مكنش قدامه حلول .. هى مكنتش هتستحمل صدمتها فيه و لا هو كان هيستحمل خسارته فيها ف كان اسلم حل إنه يزق إيديها اللى بتتمدله مره بعد مره لحد ما تمل و تبعد ..

الايام بتعدى صعبه و ببطئ لحد ما صفوت كلّمه و راحله ..
مالك بهدوء: بس ده صعب .. احنا لسه طالبين سلاح مرّخص من قريب عشان شركاتنا و إستعمالنا له و لو طلبنا تانى او عدّينا تانى بحجة الشغل هنشد العين علينا
صفوت بصّله بترقّب: انت بقا قلبك ضعيف و لا انا اللى متهيئلى ؟
مالك كان فاهم تلميحه بس هل هو فعلا قلبه ضِعف و لا بمجرد ما دق ضِعف و لا يمكن قِوى بس هو اللى مش عايز يعترف بده: لا مش كده .. بس لازم نهدى شويه خاصة إننا بنمشيّها قانونى ف العين كده كده علينا من غير شك
صفوت هز راسه: خلاص نمشيّها المرادى غير قانونى ..و بلاها من القانون المرادى
مالك مط شفايفه ببرود: نجيبها من برا و نورّدها للى عايزها قصدك ؟
صفوت: اهو لحد ما نقدر ناخد طلبيه تانيه بإسم المجموعه

مالك كان بس عايز يثبت لنفسه إنه مضعفش و معندوش إستعداد يرجع حتى لو جات الفرصه ف خلاص ده متأخر قوى: خلاص إتفقنا
صفوت كان مستنى رده اكتر من العمليه نفسها عشان يقرا اللى جواه و بمجرد ما رد إبتسم: يبقا رتّب امورك و حضّر رجالتك اللى بتدرّبهم و هبلغك بالإتفاق مع اللى هنجيب منهم عشان تبقى موجود
مالك وقف زى الأله بإستسلام: هخلّص و استنى تليفون تقول إنك خلصت
مالك إتحرك و صفوت شاورله بورقه ف إيده ف وقف: ده نصيبك من اللى فات
مالك إبتسم ببرود و اخد منه الشيك و هز راسه و مشى من غير ما يتكلم ..

راح المجموعه و فعلا إبتدى يجهّز للعمليه الجديده و كل مدى بيغرّق نفسه ف الشغل اكتر كإنه بيهرب بس من ايه و من مين تحديدا مش عارف او بيقنع نفسه إنه مش عارف !

حلم طول الايام اللى فاتت بتحاول توصله بس مش عارفه لإنه غالبا مبيروحش الشركه و بيتابع بالتليفون و مفرّغ نفسه لتدريبات الحراس او بيستخبى ف كده ..
مش عارفه ازاى توصله لحد ما لمعت ف دماغها فكره و إبتسمت بحماس و راحتله ..

عند مالك ف المجموعه كان ف مكتبه و هى راحتله و عشان كامل مبيخليش حد يدخله بناءا على رغبته خدت سكتها لمكتبه على طول ..
كامل وقف و راح وراها حاول يوقّفها بس خلاص كانت فتحت الباب و وقفت قصد مالك اللى تقريبا شم ريحتها بمجرد ما وصلت و وقف قصد القزاز كإنه بيستمد قوه او بياخد نَفس و كإنه داخل حرب ..
الاتنين سكتوا كتير و كامل إتدخّل ف الحوار: مالك باشا اسف هى بس دخلت على طول و انا كنت مشغول ف اللاب و

مالك من غير ما يلتفت له: روح انت
كامل مشى و سابهم و حلم فضلت مكانها بهدف معين .. كانت حابه هو اللى يلتفت و هو اللى يبدأ حتى لو بالكلام لحد ما مالك اخد باله إنها لسه على مكانها ..
مالك صمم يفضل على وضعه ف إتكلم من غير ما يبصّلها: خير ؟ عايزه ايه يا استاذه حلم ؟
حلم إبتسمت بهزار: و الله بعد استاذه دى عيب عليا افضل واقفه .. ده انا اقعد و احط رجل على رجل و اتشرّط كمان

مالك حاول ميبتسمش و حاول ما يلتفتش لها بس فشل ف الاتنين ف لف وشه و قعد على مكتبه بهدوء: تحطى رجل على رجل ؟ و تتشرطى ؟
حلم هزّت راسها بإستفزاز: طبعااا .. و بعدين حتى استاذه دى تليق مع وضعى الجديد عندك ف مجموعتك
مالك رفع حاجبه و خايف او مترقّب للى هتقوله و هى مدتهوش فرصه يسأل ف جاوبت على سؤاله اللى لسه مسألهوش: ايوه وضعى .. بإعتبار ما سيكون يعنى ..

اهو انا قررت اشتغل ف المجموعه دى
مالك كلامها لجّمه و مش عارف فرح و لا زعل بس إتخطف و هى كملت: ماهو انا بعد الفتره الاخيره لازم اشتغل معاك .. هتلاقى فين محاميه اشطر منى تتنطط معاك كل يوم ف الاقسام من غير ما تزهق منك ؟
مالك ساكت تماما بس دماغه شارده ف مية إتجاه مع انه ببساطه ممكن يرفض: و مين قالك إنى ممكن اوافق يعنى ؟

حلم إبتسمت: ماهو انا مبحبش القعده و شغل القطاعيه ده و انت ماشاء الله عايز محامى لو انت كحيت هو يترافع عنك بتكح ليه .. فقولت هنعمل احلى شغل مع بعض
مالك سكت كتير و فجأه ضحك بصوته كله .. ضحك كتير جدا ..
حلم رفعت حاجبها بإستغراب اللى شويه شويه بقا غيظ و بيزيد: افهم بس انا قولت ايه لموجة الضحك ده كله ؟
مالك و هو لسه بيضحك قام من على كرسيه قعد على حرف المكتب قصد كرسيها: و هى دى بقا طريقتك الجديده ؟

حلم ضيّقت عينيها و هو كمّل: يعنى ف الاول جايه تتهمينى و إستغربت ليه مع ان مفيش سبب تجرّى بيه شكلى .. بعدها جايه تترافعى عنى و تعرضى خدماتك مع ان بردوا مفيش سبب يدفعك لده و اللى أعرفه ان المحامى الشاطر بيبقى حافظ ابعاد قضيته قبل حتى ما يوافق بيها و اعتقد إنك شاطره .. و قبلها جايه تزورينى ف السجن و اما كل ده مجابش دلوقت جايه تشتغلى ..
حلم إتوترت: انا بس
مالك بصّ ف عينيها مباشرة: يعنى لو قولنا هروبك معايا فضول تعرفى تفاصيل القضيه و صدقتك، دلوقت فضولك جايبك ليه ؟ عايزه ايه بالظبط ؟

حلم عيونها لمعت لمعه مالهاش غير معنى واحد بس رغم إن الكلام اللى ردت بيه مالهوش علاقه: و الله انا من طبيعتى بحب مغامرات شغلى .. مبحبش القاعده و لا القضايا الهفأ .. يمكن ده اللى خلانى سيبت شركتى و بقيت اختار القضايا و الامكان اللى هشتغلها بنفسى .. و اعتقد ان لو لفيت الدنيا بحالها مش هلاقى مكان احسن من هنا يشغّلنى ليل نهار من القضايا اللى كل يوم تتحدف عليه.

مالك ردّها ضايقه بس مبينش: و انا مش موافق
حلم إبتسمت بهزار: و انا مش جايه اخد رأيك انا جايه ابلغك و إستلم شغلى .. ها هنبتدى امتى ؟
مالك ضحك غصب عنه بس ف وسط ضحكه إنتبه لفكر وجودها معاه طول الوقت و الاهم ف مكان زى ده و شغل زى ده ف إتنفض من مجرد التفكير و وقف بجمود: و انا قولت لاء .. ايه مبتفهميش ؟

حلم إنتبهت لملامحه اللى إتبدلت: بس
مالك زعّق: قولت لاء .. لا عايزك معايا و لا ف شغل و وفرى على نفسك مجهوداتك و القرف ده عشان متلزمنيش
حلم وقفت مصدومه كانت متوقعه إنه هيناكف، هيعاند، هيرفض، لكن مش هيتحمق بالشكل ده و لا هيزعق بالإسلوب ده: اسفه و اسفه على محاولاتى اللى بتسميها قرف و وعد مش هتتكرر
اخدت حاجتها و وقفت تمشى و قبل ما تخرج من الباب إتكلمت من غير ما تلتفت له: على فكره انا مروحتش معاك القسم جميل و جايه اطالبك ترده و لا كان رد حتى على إتهام لإنى متهمتكش اصلا .. الإتهام كان بالغلط من الشركه و مرواحى كان مجرد إعتذار .. حاولت اوضحلك ده وقتها بس انت إكتفيت برأيك و مرضتش حتى تسمع .. من الواضح إنك مصمم تبقا غلط.

مالك بصّلها قوى و مش عارف على كلامها اللى إتفاجئ بيه و لا عشان كلمة مصمم تبقا غلط و هى من غير كلام تانى مشيت ..
مالك فضل كتير مكانه و بيحاول يقنع نفسه ان وجودها مكنش ينفع ب اى شكل و بأى صوره زى ما بتحاول .. السكه دى هتكسرها يا هتكسره و هو مش قد كسره تانيه و لا خساره تانيه ..

عند فهد طول الفتره اللى فاتت كان مضغوط مع دوامة مالك اللى كان بيحاول يفهمها بس لقى نفسه بيلف جواها و بس لحد ما وقع معاه ف اخر خلاف ..
و لسه مش عارف اللى جاى ايه بس اللى عارفُه ان شكه شويه شويه بيتحول لوقائع قدامه حتى لو مش مثبته كفايه إنه شايفها كده ..
طول الفتره اللى فاتت مشافش روفيدا و إفتقدها جدا فقرر يروح للوا مدحت بيته بأى حجه عشان يشوفها ..
اللوا مدحت إبتسم: ازيك يا فهد
فهد عينيه بتلفّ المكان بلهفه: انا كويس الحمد لله
اللوا مدحت مسك وشه بإيده و لفّه ناحيته: و شغلك ؟

فهد إبتسم و رجع بوشه لكل حاجه حواليه: كويس
اللوا مدحت لف وشه تانى له و رفع حاجبه: مش ناوى تركز بقا ؟
فهد إتنهد لإنه فعلا الفتره اللى فاتت مكنش مركز: انت شايف الظروف
اللوا مدحت أخده و دخل و قعدوا: مالها الظروف ؟ انت شاطر ف شغلك و متميز .. اعتقد ناقصك بس شوية تركيز و تتظبط
فهد إتكلم بضيق: و انت عارف الفتره دى مش عارف اركز ليه
اللوا مدحت سكت شويه: مالك بردوا ؟

فهد وشه كشّر و سكت و اللوا مدحت مش عارف يقوله ايه: مش يمكن انت غلطان يا فهد ؟ يكون كل ده مش اكتر من شك و انت اللى غلطان فيه ؟
فهد إتنرفز: كل ده شك ؟ كان بيمد إيده يستلف و ما بين يوم و ليله يفتح مجموعة للامن و الحراسه ! يعنى مش مجرد شركه و خلاص .. لاء و تكبر و تتلمّع ف الوقت البسيط ده ! يعنى مسنوده و تقولى شك ؟ طب منين كل ده ؟
اللوا مدحت بحيره: يمكن كان معاه و مش لازم تبقا عارف يعنى باللى معاه
فهد إتريق: و مد إيده يستلف ليه ؟ ده هو اللى قايلى
اللوا مدحت معرفش يقوله ايه: يمكن إستلف بردوا مبلغ يقوم على رجله بيه ؟

فهد هز راسه مش مقتنع: هو فى حد بيسلّف حد مبالغ زى دى ؟ و بدون مقابل ؟ انت عارف مجموعه زى دى و شغل بالحجم ده ممكن يكون متكلف اد ايه ؟ و لو إفترضنا ان ده حصل ! البلطجيه يهجموا ع البنك بمجرد ما يفتح شركاته جنبه صدفه ؟ و حادثة المحكمه و تفاصيلها انت مقتنع بيها ؟ مالك هيروح عشان يحرس بت ميعرفهاش غير من فتره قصيره كده و هى اللى كانت متهماه و رافعه عليه بلاغ ؟ انت مصدق ده ؟

اللوا مدحت سكت: و يمكن فعلا كان برا و دخل ينقذ الموقف اما لقاه متأزّم كده ؟ بحكم إنه يقدر يعنى بصفته كان ظابط و ده شغله
فهد مش مقتنع بولا كلمه: اديك قولت .. كان ظابط .. دخله ايه بقا باللى حصل ؟ و ينقذ اللى حصل و يقوم بدور كان المفروض تقوم بيه الداخليه ؟ الداخليه اللى طردته و رمته رمية الكلاب من شغله ؟ هيساعدهم ؟ و بدون مقابل ؟ انت مش شايف ان الكلام ده ميدخلش دماغ عيل صغير مش بس ميقنعهوش ؟
اللوا مدحت معرفش يقوله ايه ف طبطب بإيده على رجله: إدعيله يا فهد .. إدعيله ربنا يهديه
فهد هز راسه بجمود: لا ده شغل الولايا مش شغلنا .. احنا متحطيناش ف اماكنا عشان الغلط يبقا دورنا ندعيله !
اللوا مدحت بصّله بترقب: انت ناوى على ايه بالظبط يا فهد ؟

فهد شرد كتير: معرفش بس كل حاجه لها اخر و زى ما كان لشغله اخر طريقه ده هيبقاله اخر
اللوا مدحت حاول يتكلم بس قطعهم دخول روفيدا اللى دخلت بالشاى مبتسمه: اهلا
فهد وشه نوّر: حاف كده ؟
روفيدا برقّه: ايه ده اللى حاف ؟

فهد ناغشها: الشاى ؟ حاف كده ؟ مفيش جنبه حاجه حلوه ؟ كلمة حلوه ؟ اى حلويات ف ام الليله دى
روفيدا ردت بعفويه على طول: ده الشاى البرئ بتاعنا
فهد رفع وشه لفوق و هو مبتسم قووى: يا بنت دين النبى
روفيدا كتمت ضحكتها و حاولت متبتسمش حتى بس فشلت و عينيها راحت على أبوها اللى ضحك: ما تتلم يلا
فهد رفع إيده بإستسلام: و ربنا ملموم .. لحد دلوقت ملموم .. لمّونى انتوا كمان بقا إنشالله تلمونى ف شوال بدل ما مش هتعرفوا تلموّنى من الشوارع
روفيدا و آبوها ضحكوا ف نَفس واحد و هو ضحك معاهم: اه و الله دى اكتر فتره ابقا منضبط كده فيها
اللوا مدحت رفع حاجبه: و ايه بقا اللى ضبطك ؟

فهد عينيه لمعت و راحت على روفيدا: يعنى انا ف بيت سيادة اللوا و عايزنى إنحرف ؟ طب اخرج طيب ؟
اللوا مدحت حدفه بخداديه من جنبه و فهد لقفها و ضحك: عامله ايه يا دكتوره ؟
روفيدا بصوت رقيق و هى واقفه: الحمد لله تمام
فهد غمزلها: ايه هو الحال نايم اليومين دول و لا ايه ؟ مبتنزليش الصيدليه ليه ؟ ايه مفيش عيان كده ؟ مبطوح كده ؟ محروق كده ؟ اى حاجه ! الناس بطّلت تعيي و لا ايه ؟

روفيدا ضحكت ضحكه هاديه شعللت قلب الفهد و آبوها عينيه بتتنقل بين الاتنين لحد ما إستقرت على فهد ف بصّله: و انت عرفت منين بقا ان هى مبتنزلش شغلها اليومين دول ؟
فهد تنّح: هاا ؟
اللوا مدحت إبتسم بإستفزاز: لاء سمعتنى
فهد ضحك ببلاهه: و الله يا باشا عليك حاجات غريبه .. مبتنزلش و انا عرفت .. هكون عرفت منين يعنى إلا اذا روحت
اللوا مدحت حاول يبقى جد: نعم ؟

فهد عمل نفسه خايف: لاء كنت رايح اجيب حاجات و عرفت إنها مش هناك .. كنت بنفّعها يعنى
اللوا مدحت عمل نفسه مصدقُه و روفيدا إبتسمت ..
شويه و آمها دخلت اللى مسكت فيه يتعشى معاهم و تقريبا كانت فاهمه اللى فيها ..
فهد ميّل على روفيدا و همس بمناغشه: دى عشوه بريئه بردوا و لا بتجرّوا رجلى و تثبتونى ؟

روفيدا من غير ما تبصله برّقت قدامها و لفّت وشها له بغيظ و هو غمزلها بهزار: يعنى واد مز و لقطه ف نجيب رجله هتلاقى زيى فين بس ؟
اللوا مدحت كان قام يشوف السفره جاهزه و لا لسه بس عينيه عليهم و فاهم كلامهم ف علّى صوته: فههههد
فهد إتخض بصوت عالى: حبيييب قلبى
هناء أمها راحت عليهم: انت عايز تمشى و لا ايه ؟ ريّح نفسك انا قولت مش هتمشى إلا اما نتعشى سوا
فهد همس لروفيدا بضحكه مكتومه: انا قولت بتثبتونى .. و انا الصراحه بتثبّت بسرعه .. وااااقع
اللوا مدحت حدفه بفازه جنبه: ولاااا
فهد لقفها حطها قدامه: بقول وااقع من الجوع .. ايه انتوا رجعتوا ف كلامكم و لا ايه و مش هتعشونى ؟

روفيدا ضحكت غصب عنها بصوت هادى و فهد عض على شفايفه لحد ما إنتبه لأبوها بيرفعله حاجبه ف فهد قلّده بنفس النظره بضحكه مكتومه و رفع نفس الحاجب و مشى ورا روفيدا: انتى يا بت يا ام شاى برئ

إتعشوا و قعدوا كتير يرغوا و فهد طول الوقت بيناغش روفيدا و أبوها متابع من بعيد كرقيب عليهم و الاخر فهد إنسحب يمشى و عينيه متعلقه عليها كإنه بيرسم ملامحها جواه او كإنها بتوحشه اما بتغيب ف حاول يحتفظ بصورتها قد ما يقدر بعينيه و الاخر مشى ..
حس بجو العيله معاهم و اد ايه كان مفتقده و واحشه و ده زاد من غضبه من مالك اللى شيّله مسؤلية ده

مالك حلم مشيت من عنده بعد ما عرضت عليه شغلها معاه او قُربها منه زى ما فهم و هو رفض .. اقنع نفسه ان ده الصح بس اللى مقدرش يقتنع بيه هو إنها حتى محاولتش تكرر طلبها ده و لا يتلاقوا ب أى حجه زى ما كانت بتعمل ..
ايام مشافهاش و لا حتى صدفه .. بيتعمّد يعدّى من قدام شركتها لمجرد إنه يلمحها بس مفيش ..
طول الوقت بيخانق نفسه شويه يندم إنه زق إيديها اللى إتمدتله بالعنف ده و إنها ممكن تكون فرصه له و ونس و شويه يقتنع ان ده الصح و إنها ممكن تغرّقه و تبقا خساره جديده ..
قلبه مش مطاوعه و غرقان و مش عارف يرسى على شط !

كامل دخل عليه بترقّب: مالك باشا
مالك كفى راسه على إيديه اللى كانت مربعه على المكتب و إتكلم من غير ما يبصّله: مش عايز حد و لا حاجه دلوقت
كامل: بس فى كذا حاجه لازم تخلص و ضرورى .. انا هقوم باللازم بس لازم ابلغك و تدينى إشاره
مالك رفع وشه له بخمول و هز راسه و كامل قعد قصاده: محتاجين دفعة عربيات تانيه .. عشان شغل الحراسه
مالك رجّع ضهره لورا و رفع راسه و غمض عينيه: الحراسه ؟

كامل: الظاهر يعنى ؟ و بعدين الصراحه احنا اه واخدينها شكل صورى بس مكناش متخيلين هنمشى فيها كده .. ده شغلها ماشى معانا بطريقه عجيبه .. تقريبا كل يومين بيجيلنا ناس و مش اى ناس دول من قمة المجتمع ف مبنقدرش نتحجج عشانهم و عشان حتى محدش يشك ..
مالك مط شفايفه ببرود: و فرع إسكندريه بردوا
كامل إبتسم: واضح ان صفوت بيه مكنش غلط اما فكر فيك .. إسمك لوحده كفايه و اعتقد إنه مستفيد بس منه اكتر من اى مجهود ممكن يتعمل منك .. بمجرد الإسم يقدر يعمل كتير و اديك شايف إسمك إتحط ع المجموعه اللى بدل ما كانت برواز مش اكتر بقت بتكبر و تضخم و شغلها بينطلب بجد
مالك إبتسم: طب شوف انت محتاج ايه و اتصرّف و بلغنى

كامل: عايزين دفعة عربيات تانيه و محتاجين محامى يوثق العقود دى و سالم مش موجود حاليا انت عارف صفوت بيه محتاجله ف العمليه الجديده ف مسافر و حاليا لازم نتصرف

مالك سكت كتير بس لمعت ف دماغه فكره و إبتسم بقلة حيله: طب روح انت و انا هبقى ابلغك
كامل حط قدامه ملف: ده فيه المعرض اللى بنتعامل معاه و الماركات اللى إختارناها و رخص القياده بتاعة الحراس عشان اكيد المحامى هيحتاجها ف التوثيق
مالك مسك الملف و إبتسم بشرود و شاورله يخرج و كامل سابه و مشى ..
مالك فضل كتير مكانه بيحاول يراجع نفسه بس مش عارف .. حاسس إنه محتاجها و بيحتاجها و من الواضح لسه هيحتاجها اكتر ..

يمكن وحدته الفتره اللى فاتت خاصة ان يونس مسافر .. يمكن ملامح اخر مقابله بينهم و إنه هاجمها بعنف و شبه طردها .. يمكن كلامها اللى قالته قبل ما تمشى .. يمكن لإنه محتاج حد جنبه، حد يكلمه حتى لو مش هيتكلم هو مجرد بس إنه يبقى موجود جنبه و يقتحم عالمه اللى بقى صامت و مهجور بالشكل ده ..
او يمكن كل الاسباب دى إتجمّعت مع بعض و عملوا حالة اللهفه اللى هو فيها .. مش مهم دلوقت السبب .. المهم إنه عرف يقابل عقله و قلبه ف نقطه و هى إن وجودها ضرورى و ده الاهم حاليا ..

اخد مفاتيحه و موبايله و خرج اخد عربيته و مشى .. راح ع الشركه تبعها و راح ع الريسيبشن ..
مالك حاول يتلفّت حواليه كإن عينيه مش قادره تصبر تانى: هى حلم موجوده ؟
السكرتيريه: لاء استاذه حلم مش هنا
مالك: طب هتيجى امتى ؟

السكيرتريه: معرفش بس هى غالبا مش بتبقى متواجده على طول .. هى بتيجى بس اما بيبقا فى حاجه مهمه او شغل قانونى محتاجلها .. غير كده لاء
مالك ضيّق عينيه بإهتمام: امال بتبقى فين ؟ يعنى اللى محتاجها بيروحلها فين ؟
السكيرتريه: معرفش بس هى بجانب هنا بتشتغل ف الجامعه معيده هناك ف ممكن تلاقيها هناك
مالك إبتسم بمجامله و مشى: متشكر
مروان كان خارج من مكتبه ف لمح مالك ف المدخل بصّله بغيظ و إتحرك ناحيته: انت هنا بتعمل ايه ؟

مالك لفّ وشه له ببرود: و انت مالك
مروان زعّق: انت جاى شركتى بدون معاد او شغل و تقولى انت مالك ؟
مالك رسم على وشه إبتسامه مستفزه: اولا انا جاى ف شغل و بما إنه مش ليك يبقى ملكش دعوه .. ثانيا انا خلاص عملت اللى جاى عشانه و ماشى ف حاسب لا تطق
مروان بصّله بغيظ: و شغل ده ايه بقا ان شاء الله ؟

مالك ضم بوقه بإستفزاز: الشأن لصاحبة الشأن و قولتلك حاسب لا تطق و انت عريس و ده وحش عشانك
مروان فهم إنه بيوصّله إنه كذاب و ده معناه إنه دار حوار بينه و بين حلم من النوع ده ف بصّله بغيظ مكتوم ..
مالك فهم إن رسالته وصلت ف رفع حاجبه: مش خطيبها بردوا ؟
مروان لسه هيرد بس مالك مشى ف وقف بغيظ ..

أبوه اللوا ثروت كان داخل و مالك خارج بس الاتنين مشافوش بعض ..
راح على مروان ف شافه بيبص على حاجه بعيد و حاول يشوف بيبص على ايه بس كان مالك إختفى: انت مالك فى ايه ؟ واقف كده ليه ؟
مروان نفخ قوى: هو انا مش هخلص من زفت ده و لا ايه ؟
آبوه رجع بص تانى مكان ما كان بيبص و بصّله بترقّب: مين ده اللى معكرك ؟ و مين اللى عايز تخلص منه ؟

مروان بغيظ: زفت مالك
أبوه بضيق: هو كان هنا و لا ايه ؟ جاى ليه ؟
مروان غيظه بيزيد: اه كان هنا و اكيد عارف جاى ليه و لمين
أبوه نفخ بغضب: ملكش دعوه بيه سيبهولى
مروان: و هى ؟
أبوه ببرود: ايه عايزنى اشغلهالك هى التانيه ؟ ما تمشّى انت امورك معاها و لا بوق ع الفاضى ؟

مروان إتكلم بحب واضح: لاء بوق ايه ؟ هى هتيجى بالصبر .. ماهى لازم تيجى انت عارف انا سنين عايش بيها و ليها ف مينفعش بعد ده كله تمشى كده و بسهوله كده

مالك بعد ما خرج اخد عربيته و مشى .. بيحاول يقنع نفسه إنها جات من عند ربنا اللى بيقفّل السكك بينهم ..
و من بين تفكيره إنتبه لنفسه قدام الجامعه .. قفل عربيته و قعد مكانه و رجّع راسه لورا و بيحاول يستنجد بعقله بس كإنه مغيّب ف اخد نَفس طويل بتوتر و نزل ..
وقف قدام الباب الرئيسى و برغم الزحمه و برغم إنه برا بس بيدوّر كإنه واثق قلبه هيدلّه ..
ف وسط إنشغاله سمع صوت مش غريب عليه ف إلتفت: احلام ؟

احلام إبتسمت بمنتهى اللهفه: مالك ؟ انت هنا بجد ؟ من امتى و واقف كده ليه ؟
مالك ملقاش رد عنده لإسألتها ف حب يهرب: انتى عامله ايه ؟
احلام بتحاول تقنع نفسها إنه هنا عشانها او مفتقدها فإبتسمت: بقيت كويسه بمجرد ما شوفتك دلوقت كده و هنا

مالك إنتبه للهجتها و عينيها اللى بتنطق بترجمه لكلامها ف إتضايق من مجرد تفكيرها ده: انا كنت جاى لحد من صحابى هنا محتاجله ف شغل

حلم كانت خارجه و فجأه لمحت مالك قدامها ف إبتسمت قوى لفكرة إنه افتقدها او دوّر عليها لإنه عشان يجى هنا لازم يكون دوّر عليها خاصة إنه متصلش ..
قبل ما تقدم خطوه ناحيته لمحت حد معاه بس معرفتهاش او معرفتش تفتكر ..
إبتسامتها إنطفت و حبت تمشى بس توريله نفسها الاول او فضولها غلب .. مش عارفه بالظبط !
قرّبت منهم بخطوات محسوبه تبان إنها عشوائيه لحد ما لمحت احلام اللى وقفتها جات ف وشها هى و سمعتها ..

احلام مع مالك بمجرد ما قالها جاى لحد ف شغل عينيها إنطفت بإحباط بس متشعلقه بخيط رفيع و هو كبرياءه اللى هى عارفاه او إنه بيقول كده رداً لكرامته ف فركت إيديها بتوتر: مالك .. متزعلش منى ارجوك .. انا عمرى ما إتخيلت ان ممكن يحصل بينا كده .. مكنش قصدى اتخلّى عنك .. انت عارف الظروف كانت شكلها ايه .. كنت مجبره مش اكتر.

حلم بعيد عنهم خطوات بس سامعه شئ من كلامهم و بتحاول تجمّع بس كلام احلام كان معناه واضح قدامها ف غمضت عينيها و جات تمشى وقفت على رد مالك..

مالك مكنش مركز مع احلام بس مكرهش ف حياته قد الإجبار ف إتكلم بشئ من العصبيه: مجبره على ايه يا احلام ؟ على إنك تتخلى عنى ف اكتر وقت محتاجلك فيه ؟ على إنك تبعدى ف الوقت اللى المفروض تكونى بتسندينى فيه ؟ على إنك و لا مره فكرتى تزورينى و انا محبوس ؟ و لا على إنك خدتى قرارك حتى من غير ما تسمعينى ؟

حلم تاهت ف كلامه .. عينيه طول الوقت بتنطق بإحتياج .. توهان .. وحده .. معقول يكون ده السبب ؟ واحده ؟ واحده إتخلت عنه ف دخّلته ف العزله دى و الإحتياج ده ؟ سابت جواه الفراغ ده كله ؟

احلام معاه عيونها دمّعت من مجرد لهجته و حالته اكتر من الكلام نفسه و هو كإنه بيقول الكلام ده لنفسه: جايه دلوقت تقولى ظروف ؟ الظروف دى اقل عقبه بتقف ف طريق اى حد .. مجرد طوبه بتتحدف ف طريقه اللى هو ماشيه و يا إما يتعب شويه و يميّل يزيحها من سكته و يكمل و يعافر يا إما يبقى يستسهل و يلف و يرجع من اقرب طريق يقابله .. الظروف دى حجة الضعيف عمرها ما كانت كل حاجه ده ان مكنتش و لا حاجه ..

حلم حست بلغبطه و ان اللى بيطلع منه ده مش مجرد كلام .. دى زى ما يكون حقيقه بيواجه بيها نفسه .. شروده و عصبيته و تمرده اللى كان بينطق بيهم بيقولوا ان الكلام ده مش للمخلوقه اللى قدامه .. دى ابعد ما يكون عن حالته .. او مجرد سبب من اسباب كتير ..
عينيه اللى بيجاهد يلجّمها و كانت بتبص على كل حاجه حواليه معادا عينيها اكّدولها ده ..
مالك رمى كلامه بعنف لأحلام و اخد نفس طويل و دوّر وشه جنبه و إتكلم من غير ما يبصّلها: امشى يا احلام .. امشى .. و اه على فكره انا مكنتش جايلك اصلا و لا عشانك .. عشان الباب اللى بيتقفل ف وشى مبرجعش اخبّط عليه تانى .. مش بابك انتى بس .. اى باب .. ف امشى ف طريقك و متقفيش ورا الباب ..

مالك خلّص كلامه و سابها و بيلتفت يمشى لمح حلم قدامه .. شافها و على وشها إبتسامه اصفى من اللبن و مش عارف إبتسامتها دى عشان سمعته و لا مسمتعهوش اصلا و مجرد إنه وحشها ..
متلغبط و إتلغبط اكتر اما مقربتش و مخدتش خطوات ناحيته كإنها مستنياه هو اللى ياخد الخطوه دى .. مش عارف و كل حاجه جواه مدربكه .. بس اللى عارفُه و إكتشفه إنها واحشاه قوى .. اقوى مما كان متخيل و متصور .. امتى دخلت جواه كده ؟

مالك ف دوامة افكاره دى واقف مكانه و هى قدامه باصّه ف عينيه قوى و كإنها بتقراهم او كإنه بيفكر بصوت عالى قدامها و الكل بيتحرك من بينهم و حواليهم و هما عيونهم متعلقه ببعض او وقعت ف حضن طويل ..
مالك قرر ينهى الوقفه دى عشان الناس و المنظر حواليهم او هو اقنع عقله بكده ف راح ناحيتها و إتقدم خطوات بس ساب بينهم مسافه: مالك ؟
حلم ضحكت تردهاله: انت اللى مالك مش انا .. انا حلم
مالك بغيظ: واقفه كده ليه ؟

حلم كان الدور عليها هى اللى تقرب الخطوات الباقيه بينهم لحد ما قضت ع المسافه الباقيه كإنها بتوصّله رساله ملموسه: و لا حاجه .. مستنياك
مالك بص مكان ما شاورت بعينيها و شاف احلام ف فهم إنها حتى لو مسمعتش بس شافتهم: دى ..
( معرفش يقول حاجه او بمعنى اصح محبش يقول حاجه و مش عارف ليه ) دى جارتنا
احلام مكنتش لسه مشيت من مكانها و مالك اما عينيه بصّتلها عشان يشوف حلم تقصد ايه شافها هى كمان عينيها عليهم او تحديدا على حلم و بتطق شر و غيظ ..

رجع بعينيه لحلم و لسه هينطق لمحها بتبادلها نفس النظره اللى كإنها تحدى او عِند و الاتنين بيتكلموا بلغة العيون و الغيره هى سيد الموقف ..
مالك كان الطبيعى يستغرب غيرة حلم .. احلام كانت خطيبته و بتحبه و بينهم كتير إنما حلم لسه طريقهم ملامحه مُبهمه او مالهوش ملامح اصلا .. بس تناسبا مع لغبطة الموقف مشاعره كمان متلغبطه او تلقائيه و مستغربش غير غيرة احلام و نظراتها ..
مالك عاد كلامه كإنه بيأكد عليه او يمكن بيطمنها: دى جارتى مش اكتر

حلم رغم إنها سمعتهم بس حست بعينيه صادقه ف محبتش تعكر اللحظه .. هى وحشته و ده اللى جابه او حتى هو واحشها و شافته مش مهم المهم إنه جه لعندها: مااشى .. توصّلنى ؟
مالك سكت شويه بتردد: مش يمكن سكتنا مش واحده ؟
حلم إتكلمت بعفويه من غير ما تفكر: حتى لو .. هتخدنى ف سكتك و منها هوصل بردوا.

مالك كان عارف إنها بتلاعبه بالكلام بس معرفش يرد .. متكلمش بس إبتسم و راح ع العربيه فتحلها الباب و هى من غير ما تتردد او تفكر دخلت و مسكت مسكته للباب و شددت على إيده و قفلت ..
مالك لفّ و ركب و مشى ف صمت مسيطر ع الاتنين بيقطعه نظرات كل واحد فيهم اللى بيظهرها عشوائيه لحد ما حلم قررت تقطع السكوت ده: كنت جاى ليه هنا؟
مالك من غير ما يبصلها: كنت جاى لحد من صحابى بس خلاص
حلم إنتعشت: خلاص ايه ؟ جالك هو ؟

مالك إبتسم غصب عنه على فكرة إنها قارياه كده: الله يسامحها بقا الظروف بتحدفه دايما ف سكتى معرفش ليه
حلم إفتكرت جملته لأحلام و عادتهاله: الظروف دى حجة الضعيف .. بيتعلق بيها او بيعلق اى حاجه عليها ..
مالك فهم فإبتسم و هى كملت: مش يمكن السكه واحده ؟ ف سككوا بتتقابل مش الظروف
مالك سكت كتير قوى لدرجة إنها افتكرت إنه إنسحب من الحوار: كل السكك اللى بتتقابل ف النص بيبقا لها مفترق تنتهى عنده.

حلم كانت فاهمه كلامه كويس و ردت بنفس لغته: لو فكرنا ف نهاية كل حاجه مش هنبتديها .. دايما الخطوه الاولى هى اللى بتبقى محتاجه دفعه و طاقه و شجاعه اما كل اللى بعدها بيجى تباعا
مالك بيقلّب كلامها ف دماغه و يركّبه على حوار تانى يخصه هو ..
حلم لاحظت سكوته ف حاولت تغيّر الحوار: فكرت ف عرضى اكيد مش كده ؟
مالك إنتبه و إبتسم بتوتر كإنه خايف من اللى هيقوله: مش بالظبط .. حاليا محتاج محامى يخلصلى تفاصيل خاصه بشغلى لحد ما المحامى بتاعى يرجع
حلم إبتسمت لمجرد اول خطوه اللى كانت محتاجاها و اهى بتاخدها: ف جيت لسيادتنا .. موافقه .. المهم هتدفعلى اد ايه يعنى ؟

مالك إبتسم ع الفرحه اللى لمعت ف عينيها: اللى عايزاه .. شاورى
حلم ضيّقت عينيها و رفعتهم لفوق كإنها بتفكر و بصّتله بنص عين بعد ما رفعت حاجب و نزلت التانى بكوميديا: اللى عايزاه اللى عايزاه ؟
مالك مثّل الخوف: ربنا يستر
حلم ببراءه: إعزمنى عالغدا يلا و نتفق هناك
مالك ضحك بصفا: اعزمك دى اللى هى طلباتك و لا اعزمك عشان نشوف طلباتك ؟

حلم ضحكتها طلعت بصوت عالى: لا نروح اى حته الاول لا احسن الجو حر قوى
مالك كان عايز يعترض بس لسانه إتمرّد و منطقش ..
كملوا طريقهم و مالك اخدها لمكان هادى قعدوا فيه و إبتدوا يتكلموا .. مالك كان متحفظ ف كلامه لأبعد حد و منطقش خارج نطاق الشغل اللى عايزها فيه و هى تقبّلت ده كخطوه اولى ما بينهم ..
حلم رفعت حاجبها: يعنى محتاج عقود و تتوثق للعربيات اللى هتشتريها دى ؟ انت عارف لو حد غيرك جالى ف شغله زى دى انا كنت عملت فيه ايه ؟

مالك بصّلها بطرف عينيه: و الله مش عايزه بلاش .. انا اصلا بقول بلاش .. روحى يا عبقرينو زمانك إتنططى ف الاقسام مع محابيسك
حلم إتكلمت من غير ما تاخد بالها: مانا إتنططت معاك قبل كده خمسين مره و لا ناسى ؟ ده انا اول مره قابلتك

قطعت كلامها و هى بتستوعبه بس كان خلاص نطقته و قدرت بغابئها ترسم الذكرى قدامه ..
مالك كشّر: خلاص شوفى انتى عايزه ايه و بلغينى
حلم بعفويه مسكت إيده و هو بيقف: مكنش قصدى .. انا بس كنت بهزر مش اكتر
مالك حاول يبتسم بس طلعت إبتسامه مخنوقه: و لا يهمك .. المهم حاليا ايه عشان مستعجل و ورايا حاجات كتير

حلم إبتسمت: ايه ايه ؟ اكيد مش هقولك لاء .. يمكن نحتاج عربياتك دى ف حراسه مره و لا حاجه و لا هتبخل و يبقا اخرى كلبين و معزه ؟
مالك سكت بس إبتسامته إختفت و هى لتانى مره تعكها لمجرد الذكرى .. مش متخيله ان كل ذكرياتهم و لو بسيطه بس بالشكل ده !
مالك وقف بإختصار: شوفى مقرره ايه .. معايا و لا
حلم بسرعه وقفت و حطت إيدها على إيده اللى بيشاور بيها: معاك طبعا
مالك معرفش ميبتسمش ف دوّر وشه يمشى و هى طلعت وراه اخدها ف عربيته و إتحركوا ..

مالك إنتبه ف المرايا لاحظ عربيه وراهم .. للحظة ما قلق و هى إنتبهت لنظراته وراه: فى حاجه و لا ايه ؟
مالك حاول يتوّهها و يتوّه اللى وراه لحد ما يشوف فى ايه لحد ما شتت طريقهم من وراه
بعدها بصّلها ببرود: لا مفيش بس الجو زحمه .. المهم هنروح دلوقت ع الشركه تشوفى العقود و الملف الخاص بالليله دى بعدها اخدك نتفق و نمضى العقود معاهم ..

حلم إبتسمت: ماشى
اخدها و راحوا المجموعه و هى دخلت قدامه بحماس و لسه كامل بيقوم مالك دخل وراها ..
كامل دخل وراهم بعد ما مالك شاورله: و الله هى اللى دخلت بسرعه و
مالك إبتسم و حلم رفعت حاجبها بغيظ: ده حافظ بالقلم و المسطره
كامل: ما انتى اللى كل ما تيجى تندفعى ع الباب كإنى ساعة حيطه مثلا
مالك ضحك بصوت عالى: ملكش دعوه بيها و خليك معايا انا .. روح هات الملف بتاع العربيات اللى محتاج يخلص
كامل بصّله و بصّلها و حاول يربط الكلام بيها: انا سيبته لحضرتك ع المكتب هنا
مالك إلتفت حواليه لحد ما لمحه و خده إدهولها بعدها بص لكامل اللى واقف بإستغراب: فى ايه ؟ انت محتاج محامى يخلّصلك العقود دى و انا جيبتلك اهو .. عايز حاجه تانى ؟

كامل إنتبه و هزّ راسه و خرج ..
حلم ضحكت ضحكه هاديه لغبطت المالك اكتر ماهو متلغبط: مش ذنبه .. انت اللى محفظّه
مالك قعد قصادها على حرف المكتب و ضحك: طب ايه ؟ دلوقت نروح نشوف الحاجه و نظبط الدنيا
حلم إبتسمت لفكرة إنه إبتدى يبقا زيها يخلق فرص بينهم: يلا
مالك اخدها و خرج راحوا خلّصوا المطلوب ..

حلم: كده بكره هنروح الشهر العقارى و اشوف اللازم و نسجل العقود و اما يشحنولك العربيات اللى حددناها من برا نكمل التسجيل و الدفع
مالك إحتياجه لها كان اكبر من اى حاجه ف معرفش يعترض: خلاص دلوقت اوصّلك على فين ؟ انتى كنتى رايحه الجامعه بعربيتك ؟
حلم كانت لسه هترد بحاجه رجعت فيها: لاء كنت مع واحده صحبتى .. المهم انا رايحه حاليا الشركه
مالك إبتسم و إتكلم بعفويه: يبقا سكتى
حلم برقّه: قولنا سككنا واحده
مالك مردش بس عيونه ردت بصمت و هى إبتسمت كإنها قرت المكتوب فيهم ..
وصّلها و ركن قدام شركتها و فضلوا يتكلموا كتير و إتفقوا هيتقابلوا بكره يخلّصوا الباقى ..

حلم نزلت و لسه بتلتفت لمحت مروان بيقرّب منها بغيظ و عينيه فيها شر و غيظ ف قفلت الباب بسرعه و إتحركت كإنها بتحجز بينهم و مالك بعد ما كان هينزل إحترم موقفها ده بس وقف يتابع الموقف من بعيد ..
مروان بغيظ و هو بيشاور بعينيه على مالك: واضح إنه عرف يجيبك .. و اما ببقا عايزك هنا ف الشغل اللى هو بتاعك مبعرفش اوصلك
حلم من غير ما تبص: ده شئ يتحسبله على فكره .. انت بقا زعلان ليه ؟ عشان جابنى بشطارته و لا عشان انت اللى مبتعرفش تعمل ده ؟
مروان إتغاظ اكتر و معرفش يرد بإيه: هو اصلا جاه هنا و سأل عنك و اكيد البهايم اللى جوه اللى قالوله مكانك .. مش محتاجه شطاره يعنى
حلم ربّعت إيديها بنفاذ صبر: ايوه و بعدين ؟ عايز ايه انت دلوقت ؟

مروان إبتسم: عايزك
حلم صوتها عِلى: نعمم ؟
مروان برطم بغيظ: عايزك ف شغل عايز يخلص .. هو حلال له و حرام عليا ؟ كان عايزك ف ايه زفت ده ؟
حلم بإختصار: كان محتاجلى ف شغل و قبل ما تسأل انا قبلت بيه .. هاا اى اسئله تانيه ؟
مروان إتراجع و لهجته إتغيرت: انا مبحققش معاكى انا بس خايف عليكى .. ده واحد شمال و سككه كلها زيه.

حلم كانت مبسوطه و مش حابه تعكر يومها: ملكش تحقق معايا عشان ميخصكش و انا اعرف اخد بالى من نفسى متركزش انت
سابته و دخلت و هو فضل واقف مكانه بغيظ لحد ما إنتبه لمالك اللى لسه مكانه ف عربيته متحركش و متابع الموقف من بعيد و نظرته بتقول كإنه معاهم او سامعهم رغم إنه بعيد و عربيته مقفوله عليه !
مروان بصّله بعِند و الاتنين نظراتهم لبعض شرسه لحد ما مالك قطعها و مشى بعد ما رسمله على وشه إبتسامه مستفزه ..

تانى يوم إتقابلوا للشغل او بمعنى اصح بحجة الشغل و راحوا الشهر العقارى عملوا اللازم بعدها مالك وصّلها بعد ما اصرّت يتغدوا سوا ..
كذا يوم و كذا مقابله بحجة الشغل و كل واحد فيهم مش عارف بعد ما تخلص حججهم هيبقا اللى جاى شكله ايه بس مطمن ..
حلم مبسوطه من مجرد تخمينها هو إختارها تخلصله شغله عشان هى اللى عرضت عليه ده و هو قِبل قربها ده لإنه اكيد فهم ان عرضها ده مجرد خطوه للقرب .. و لا اختارها كمجرد خطوه منه هو ناحيتها و إستسلم .. و لا حابب يورّيها شغله و سكته عشان يبرّأ نفسه ف عينيها ..
مش عارفه و ملغبطه و مبسوطه و إتمنت جواها لو كل دول مع بعض و مستنيه الايام الجايه تورّيها ..

مالك طول الايام دى بيخانق نفسه .. شويه يبعد و ف نفس اللحظه يقرّب و بمجرد ما القرب يقلقه يبعد ف لحظتها ..

صفوت كلّمه بلّغه بمعاد العمليه اللى هيستلموا فيها السلاح اللى هيجيبوه من برا و مالك يكمّل الباقى من تخزينه لحد تسليمه و الاتفاق مع اللى هيستلموه و تسليمهم ..
مالك راحله و حددوا معاد مع اللى هيجيبوا منهم السلاح و مالك سافرلهم ..
اول مره و اول سفريه من النوع ده و يحس فيها إنه متلغبط او مش عايز يكمل ده ..

ايه اللى إتغير ؟ معقوله قلبه بِرد ؟ و لا هى اللى لغبطت كيانه كده ؟ مش المهم .. المهم دلوقت ينجز اللى هو فيه بعدها يشوف !
سافر إستلم الشحنه و اللى كانت داخله ف شحنة العربيات اللى مستوردها و من خلال علاقاته ف المينا قدر بسهوله يخليها تعدّى ..
مالك كان بيستخدم كل مهاراته و قدراته بجانب علاقاته عشان ميفشلش .. بيكره قوى كلمة فشل و مش لازم يفشل تانى حتى لو ف الغلط !
شحنها ع المكان اللى مجهزّه و كلم صفوت راحله ..
صفوت إبتسم: جدع .. انا صحيح كنت مقلّق من الشحنه دى بس انا قولت مش هتسيبها تقع

مالك ضيّق عينيه بإستغراب رغم إنه فاهم: و اشمعنى الشحنه دى ؟
صفوت بصّله بحذر: انت دخّلت فيها طرف تالت و من غير ما ترجعلى
مالك لسه هيتكلم صفوت سبقه: بس انا واثق فيك .. إنك مش هتاخد خطوه إلا و انت قدها .. قد اى خطوه و قد إنك تحتويها بتوابعها
مالك ببرود: ممم طرف تالت ؟ قصدك على حلم ؟ لا متقلقش و بعدين من امتى برجعلك ف خطواتى ؟ انا إتفقت مع الناس و إستلمت و شحنت و خزّنت الشحنه .. اى خطوه من دول رجعتلك كموافقه ؟ انت بس بتعرف اللى انا بعمله و من غير ما تعدّل كل حاجه بتمشى مظبوط و مش المرادى بس .. اكيد فاكر كام مره و كل مره الحكايه بتمشى بدماغى.

صفوت هز راسه بثقه: عشان كده سيبتلك الامور و واثق إنك قدها
مالك: المهم هنسلّم الليله
صفوت: بردوا مش هنا ؟
مالك رفع حاجبه: نسلّم من عندنا عشان نلبس ؟
صفوت ضحك على لهجته و مالك ضحك معاه بغيظ: ما انت مش خسران .. المكان بتاعى و تبع المجموعه بتاعتى و انا اللى هشيل
صفوت بصدق: و انا لا هسيبك و لا هقدر استغنى عنك
مالك إبتسم: واضح ان السكك عند بعضها
صفوت بتصحيح: القلوب اللى عند بعضها

مالك هز راسه و راح على عربيته و صفوت معاه بعد ما إتأكدوا ان الشحنه إتفرّغت من العربيات و إتحملّت و خدوا طريقهم ..

عند فهد بيلبس و بياخد حاجته بسرعه و حط سلاحه ف جيبه ..
اللوا مدحت دخل عنده: انت بردوا مصرّ ؟
فهد بجمود: بقولك فى قلق هيحصل ف المكان هناك و انا متأكد .. هنستنى ايه ؟ اما يحصل و نرجع ندوّر على اللى عملها ؟
اللوا مدحت بترقّب: و انت عرفت منين بقا ؟
فهد بسرعه و هو خارج: مش مهم .. المهم نتصرف دلوقت
اللوا مدحت: انت مخدتش إذن هجوم من حد .. لسه التصريح مطلعش.

فهد: عقبال ما اوصل هيكون طلع .. و لو مطلعش ان متأكد إنه مش هيبقا له لازمه بعد ما الهجوم يحصل و نفض اللى فيه
اللوا مدحت بإستغراب: للدرجادى ؟ و لو طلعت غلطان ؟ و لو عدّت ؟ انا مش هخاطر و امشى وراك إلا اما تقولى مصدر معلوماتك و
فهد شرد ثوانى بغضب مكتوم: متقلقش مش هتعدّى .. المرادى لاء مفيش حاجه هتعدّى
فهد مدهوش فرصه لكلام تانى و خرج بسرعه و اللوا مدحت إتردد شويه بعدها عمل كذا تليفون و إدى للقوه إذن بالتحرك معاه ..

عند مالك وصل هو و صفوت لطريق إسكندريه الصحراوى بعد ما عدّى من اللجنه بمهارته ..
وصلوا و ركن و العربيات تبعه بالشحنه كانت وصلت و ركنت و دقايق و وصل الناس اللى متفق معاهم هيستلموها منهم و إبتدوا يتكلموا ف التفاصيل و مالك كان إستلم منهم الفلوس ف الإتفاق ..
مفيش دقايق و سمعوا صوت عربيات بتقرّب منهم و بتحاوطهم بس من على بُعد و من قبل ما ينزل حد منها إبتدوا بضرب النار بعنف ..
مالك بص حواليه بقلق بجد و من الوضع قدر يستنتج ان اللى جاى كإنه عارف ايه اللى بيحصل بالظبط مش محتاج يتأكد !

شد صفوت بعنف و إتحرك بسرعه على عربيته و قبل ما يوصل جات رصاصه طايشه على إيده اللى كان بيفتح بيها عربيته ..
مالك كان مدى ضهره و الرصاصه جاتله من ورا كإن اللى صابه مش شايفُه بس قصد إيده عشان يشل حركته مش يموّته !
مالك إتحامل على نفسه و كتم صرخته و فتح العربيه و دخل بعد ما إدّى إشاره بعينيه لرجالته اللى كانت معاه يواجهوا هما الوضع و يغطوا عليه لحد ما يخرج !
ركب و قفّل قزاز عربيته اللى كان متفيّم و ضد الرصاص و اللى برا مش كاشفُه لكن هو لامح الوضع برا بوضوح برغم عتمة الليل ..

إتحرك بعربيته خطوات محسوبه قادره تداريه عن الوضع و تخليه مش مكشوف بس هو كاشف كل حاجه من مكانه .. هنا لمح فهد بينزل من عربيته و معاه كذا حد من زمايله و بيدّى إشاره للقوه اللى معاه تنزل و تحاوط المكان ..
مالك إتجمّد و للحظات القلق إتملّك منه .. هو عارف كويس قوى رجالته هتتصرف ازاى و فهد و اللى معاه هيواجههوا ازاى و لازم حد فيهم هيقع ..
و الاسوء من كده إنه عارف كويس قوى إنه هو اللى هيقع لو نزل بنفسه لمجرد إنه يلحق الوضع من غير ما يأذى أخوه !
صفوت جنبه بيبصّله بترقّب و شبه عارف هو بيفكر ازاى و مستنى منه يحسم تفكيره ..

مالك متردد و عقله عمال يورّيله لقطات و لقطات و ما بين كل لقطه و لقطه بيغمض عينيه بعنف .. قطع افكاره صوت الرصاص اللى بقا زى الرعد بيرج المكان و رجالته إشتبكت مع القوه و فهد و كل واحد فيهم مستموت ..
فهد معاهم بس عينيه بتلف المكان بحذر بس لسه عينيه مجابتش عربية مالك اللى بعيده على جانب الطريق و لسه متحركتش تانى بعد ما خرجت من المكان ..
فهد كإنه بيدوّر على حاجه و مش عارف يوصلها و اما حس ان المعركه بتتحسم شاور لحد من اللى معاه قرّب منه و إداله امر بحاجه غامضه يعملها ..
عدى بذهول: فهد بس
فهد زعّق: انجززز

مالك من بعيد إيده ع مفتاح العربيه و التانيه على بابها و بيحاول يفكر بشكل سريع يطلع من الموقف بدون خساره او ع الاقل بأقل خساره ..
فهد بعيد بس قدام عينيه بعد ما عدى إنسحب من جنبه بقا لوحده ف مواجهة الوضع اللى بيتأزّم فعلا ..
مالك غمض عينيه بعنف و قبل ما يفتّحها او حتى يحسم قراره سمع صوت صرخه هزّت المكان و فهد على اساسها وقع غرقان ف دمه ..
مالك بص قدامه إتحقق من فهد و اخد نَفس طويل بعنف و حرّك إيده على وشه بعصبيه و ...



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود زهرة الصبار
81 4895 زهرة الصبار
مسلسل ذهاب وعودة – قصة حقيقية للمخابرات المصرية مع النجم أحمد السقا ART
0 649 ART
نبيل الحلفاوي – قصة حياة رجل المخابرات في السينما المصرية laila
0 467 laila
سمير الإسكندراني – قصة حياة الفنان الملقب ثعلب المخابرات وحقيقة إيقاعه بالجواسيس laila
0 848 laila
محاولة قتله وزوجته عميلة المخابرات وعمله بائع خردوات ودفنه فى مقابر المسيحيين.. أسرار لا تعرفها عن يوسف فخر الدين Moha
0 534 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، مخابرات ، الأسوار ،


 





# فنون # مشاهير # صحة # منوعات # الأطفال # English # تفسير الأحلام ثقافة # قصص # سيارات Cars # صور # تقنيات # الاجهزة الالكترونية # المطبخ # كلام فى الحب # أبراج # رياضة # ازياء # حكم وأقوال تطوير الذات# خلفيات # صور بنات # مشاهير # ديكور # صباح الخير # مكتوب برقيات شهر رمضان # جمعة مباركة # حب رومانسية # عيد # ادعية # خلفيات كرتون # منوعات # موضة # الأم # أطفال # حيوانات # صور ورد # اكلات # New Year # مساء الخير # اللهم صلي علي النبي # القران الكريم # صور نكت # عيد ميلاد # اعلام # سيارات # تهنئة الخطوبة # حروف واسماء # الغاز # صور حزينة # فساتين # هدايا # خلفيات النادي الاهلي # تسريحات شعر # الاصدقاء # بوستات نجحت # خلفيات نادي الزمالك # حب رومانسية # تهنئه # ازياء # صور بنات # صوره وكلمه خلفيات # كرتون # بروفايل رمزيات # دينية # سيارات # مضحكة # أعلام # مسابقات # حيوانات # ديكور # أطفال # أكلات # حزينة صور شباب أولاد ر# صور # الطب و الصحة # مقالات عامه # CV المشاهير # وصفات الطبخ # العناية بالبشرة غرائب وعجائب # قصص روايات مواعظ # صور حيوانات # وصفات الحلويات # الرجيم والرشاقة # نكت مضحكة # صور خلفيات # العناية بالشعر # شروحات و تقنيات # videos # Apps & Games Free # موضة أناقة أزياء # سيارات # ديكور # رعاية الأطفال # نصائح المطبخ # موبايل جوال # الفوركس # التعليم والمدارس # الحمل و الولادة # اخبار الرياضه # وظائف # صحة المرأة # حوادث # صور بنات # صور اطفال # مكياج و تجميل # عناوين بنوك شركات محلات مطاعم # العاب الغاز # عيد # كلمات الاغانى # اشغال فنيه واعمال يدويه # مصر # أشعار خواطر # للنساء فقط # للرجال فقط # صور شباب # علاج النحافه # رسائل SMS # أكلات نباتية - Vegetarian food # برامج الكمبيوتر # المراهقة # جمعة مباركة # blogger # رعب # لعنة العشق # حب # اسلامية # قاسي ولكن أحبني # أحفاد أشرار الحرب لأجلك سلام # أسمى معاني الغرام # حقيقية # لقد كنت لعبة في يده # ملهمة # أباطرة العشق # عربية # حب خاطئ # لست مميزاً # من الجاني # مشاهير # راقصة الحانة # اغتصاب طفلة # عاشقان يجمعهم القدر # الطريق الصعب # خيال علمي # أشواك الحب # تاريخ # سجينة ثوب الرجال # لروحك عطر لا ينسى # أطفال # عشق وانتقام # لازلت أتنفسك # لقاؤنا صدفة # للحب معان أخرى # خاتم سليمان # ممن أنتقم # نجاح # أبواب وهمية # حلمى فى صفيحة قمامة # فيلم # مجنون بحبك # بين شباكها # حزينه # رحلات جوليفر # عذاب قسوته # عندما ينادي الشيطان # لعنة حبك # مريم وامير # هدوء في قلب العاصفة # الحاسة السادسة # المشعوذة الصغيرة # عباقرة # لوعة العشق # حروب # قدر بالإجبار # بنات مضحكه# فوركس Forex# صحتك # الصور والخلفيات # الطبخ والحلويات # منوعات # اخبار الفن # القصص و الروايات الألعاب الرياضية # الحياة الزوجية # أزياء وملابس # الأم و الطفل # دراسات لغات # افكار منزلية # انترنت تكنولوجيا # صفات الابراج # حيوانات ونباتات # تفسير الاحلام # معانى الاسماء # خواطر و اشعار # الكون والفضاء اجمل نكته# Mix # Forex # youtube # foods # Kids # Health education # stories # News # kitchen # woman # Famous # Sport # Animals

-------

الساعة الآن 05:28 صباحا