رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والثلاثون
مدير البنك فتح الخزنه لحلم و سابها و هى إترددت تمد إيديها بس الفضول خدها و طلّعت الحاجات اللى جواها و إتسمّرت بجمود مكانها .. بتطلّع الورق من الخزنه و عينيها شايفاه و مش شايفاه .. العقود اللى مضاها مالك مع صفوت كلها و الشيكات اللى مضاها على نفسه و الشيكات اللى كان بياخدها مع كل عمليه و إتفاقيات العمليات اللى تمت و كل حاجه .. كل حاجه .. حتى عقود التنازل اللى إتفق عمها معاه عليها و هو مضّاها عليها .. مش قادره تستوعب او مش عايزه تفهم .. مجرد إنها مش عارفه تفكر .. هى مضت اصلا على التنازل ده امتى عن نصيبها ؟ و ليه بإسم عمها ؟ اكيد مش مالك اللى مضّاها ؟ لو هو اللى عمل كده ليه ممضهاش التنازل له هو ؟ ليه لعمها ؟ و لا هو رجع باعه لعمها ؟ و ليه من وراها ؟ بصّت ف الورق شافته بنفس تاريخ يوم فرحهم .. إتصدمت بغلّ .. كانت ايه بالنسباله ؟ تمن ؟ و لا صفقه ؟ و لا طمعه ؟
مع كل ورقه بتقلبها بتتقلب معاها ذكرى قدام عينيها و شريط ذكرياتها مع مالك بيعدى قدامها زى العرض من يوم ما قابلته ف القسم مع خليل .. و كل حاجه بتفسر نفسها قدامها و مش عارفه ازاى كانت غبيه كده ! مش قادره تحدد هى اللى كانت غبيه و لا هو اللى إستغباها و لا هى إستغبت عشان متفهمش و لا هو اللى ذكى و لا ايه بالظبط .. مش عارفه ! مجرد إنها مش عارفه ف حاسه إنها تايهه و مش عارفه تحدد بالظبط هتعمل ايه .. صراع بين قلبها و عقلها زى العاده بس الصراع المرادى شرس و عنيف لدرجة إنه لجّمها ..
دخّلت الورق جوه الخزنه تانى و شافت فلاشه مع الورق .. من قبل ما تفكر فهمت .. دى الفلاشه اللى كانت معاها ! هى عارفاها كويس .. صعّبتها قوى يا مالك .. قووى ! إتحركت تخرج و قبل ما تخرج رجعت تانى دخلت و وقفت قدام الخزنه و بمجرد ما دخلت إتخنقت ف لفّت وشها تخرج .. فضلت كتير تدخل و بمجرد ما تدخل تتخنق فتخرج بسرعه و يدوب تخرج ترجع بشكل اسرع كإنها بتتحرك بقوة دفع الصدمه لحد ما اخدت نفس عنيف و كتمته جواها كإنها بتكتم معاه الألم او بتخنق بيه قلبها يمكن يموت و يريّحها من الصراع ده إتحركت زى الأله قفلت الخزنه تانى و مشيت .. كانت متردده تاخد الورق بس هتعمل بيه ايه ؟ هتواجهه ؟ طب هيقول ايه ؟ عنده ايه ممكن يقوله ؟ اى عذر ف الدنيا مش ممكن يمحى حاجه إتعملت و خلصت ..
الدنيا وقفت بيها و هى كمان وقفت معاها و سابت كل حاجه و مشيت من غير كلام .. كانت هتروح لعمها بس إتراجعت .. هتشوف أمها و هى مش حِمل اى مواجهه من اى نوع حاليا .. مسكت موبايلها و إتصلت بعمها اللى فتح على طول بفضول: روحتى البنك ؟ كنتى عايزه ايه يخص القضيه ؟ حلم بجمود من غير ما تزوّق كلامها هى لا فيها قلب و لا عقل حاليا: هو سؤال واحد مالهوش غير .. و مش عايزه اكتر من إنى اسمع إحابته بصراحه ايا كانت .. من غير كدب.
عمها إستغرب لهجتها بس عقله راح لقضية مروان او إنها وصلت لحاجه تدينه فبلع ريقه بترقّب: فى ايه بالظبط ؟ حلم بحده: انت ايه اللى بينك و بين مالك بالظبط ؟ عمها نفخ بزهق و لسه هيزعق: يوووه احنا مش هنخلص من الحوار ده و لا ايه ؟ انا حلم قاطعته: لاء مش هنخلص من الحوار ده و لاء مش هسكت إلا اما افهم بالظبط اللى حصل بينكم و بالتفصيل .. ايه اللى يخلى مالك يبقى عايز يأذى إبنك بالشكل ده ؟ انت سبق و قولتلى عند مروان بلغى جوزك إنه لو فاكر إنى هسيبه يبقى بيحلم .. و مروان كان قالى متزعليش لو انت و هو وقفتوا قصد بعض تانى .. يبقى خلافه معاكوا مش مجرد غيره من مروان او موقف انا عملته معاه .. الموضوع اكبر من كده و انا لازم افهمه يا اما مترجعش تلوم إلا نفسك .. ايه اللى يخلى مالك يأذى مروان ؟ إجابة سؤالى عندك انت.
عمها كان لسه هيقول حاجه كلامها وقّفه و فضل يحلله ف دماغه .. هى بتقول ان مالك أذى مروان .. لاء و بتتكلم بثقه يعنى مش بتقاوح و دى اول مره .. و جايه بتسأل بدل ما تسأل مالك .. ف ده معناه إنها مش واثقه فيه .. مش واثقه إنه معملش حاجه و مش واثقه إنه مش هيكدب .. حلم فوّقته: يبقى براحتك عمها فاق بس محبش يقول حاجه إلا اما يعرف اللى عندها: انا مفيش بينى و بين جوزك حاجه .. اكتر من موضوعك انتى و مروان و اللى انتى بنفسك قفلتيه و موضوع حرق شركته حلم بحده: و ده معناه إنكوا تبعونى لبعض ؟ نصيبى و ورثى و حاجتى ؟ تبيعوا و تشتروا فيا ؟
عمها فهم هى تقصد ايه بالظبط او عرفت ايه بس حب يلفّ الموضوع لحد ما يجيب اخرها او هى وصلت لإيه يخص مروان عشان متعاندش: انا مبيعتكيش .. و لا بردوا إشتريتك .. هو ساومنى عليكى و انا قبلت العرض حلم قلبها إتنفض بترقّب: ايه اللى حصل بالظبط ؟
عمها لسه هيتكلم ف هى سبقته بتحذير: و ارجوك من غير كذب ...انا شوفت ورق التنازل اللى انا ماضيه عليه .. ده بتاريخ يوم فرحنا .. ف عايزه افهم عمها خد نَفس طويل رتب كلامه بسرعه: مفيش .. هو ساومنى عليكى و انا قبلت .. كلمنى يوم فرحكوا اول ما راحلك الكوافير و قالى إنه عايز حاجتك و ورثك اللى عندى و اما انا إستغربت قالى إنك بقيتى مراته و مش هيسمح بإنك تختلطى معانا او مع مروان فى حاجه تانيه و اما رفضت و زعقت قالى يبقى تاخدها من هنا على بيتك و شوف هتقول للناس ايه و بنت اخوك عريسها سابها يوم فرحها ليه .. إفتكرته بيهدد بس و سيبته و مشيت و إطمنت إنه خدك ع القاعه بس بمجرد ما وصلتوا اخّر المأذون و كلمنى و عرفت إنه جابك ع القاعه بيدبسنى اكتر عشان يبقى قدام الناس و اخاف من الفضيحه و إضطريت اوافق.
حلم صوتها إتهز: لحقتوا تعملوا كل ده ازاى ؟ انت بتقول إتفاجئت بعرضه عمها رد على طول: هو كان عامل حسابه و مجهز كل حاجه .. مجهز عقود و عرضها عليا يمضّيكى على تنازل ليا و ياخد بيهم شيكات و يبقى كده فصلنا عن بعض حلم قلبها و عقلها حاليا ف معركه خسرانه: فين الشيكات دى ؟ اما هو عمل كده لمجرد إنه يفصلنى انا و إبنك عن بعض و اقنعك بكده ليه مدانيش حاجتى بعد ما اخدها منك ؟ ليه مرجّعليش حقى ؟
عمها محبش يتكلم ف حتة ان مالك سرقها عشان ميشككهاش ف كلامه لإنها عارفه ان مالك مش كده .. هى هتقتنع لإنه عمل كده من باب الغيره اكتر من السرقه و يسيبها هى تفهمها زى ما عايزه: معرفش المفروض إنه على حسب كلامنا إدهالك حلم إفتكرت الفلوس اللى مع مالك و إستغربتها و الشيكات اللى صاحبتها قالتلها حطها ف حساب بنت صفوت و رجعوا سحبوها و خرّجوها برا البلد: و انت ليه مقولتليش الكلام ده من وقتها ؟
عمها عرف إنه وصل معاها للنقطه اللى عايزها: هو قالى متعرفيش حاجه لا انتى و لا اى حد و لا حتى مروان عشان هيقولك لو عرف و إنه هو اللى هيقولك بطريقته و انتى هترضى و هتخضعى له و من فتره سألته إذا كان قالك و لا لاء و هو إتهرّب و طلبت منه يقولك عشان كل يوم بندخل مشاريع جديده و مروان إبتدى يستغرب إنك مش بتمضى عليها و انتى شريكه و قولتله إنى إضطريت اقوله .. جوزك إتعصّب و فضل يزعّق و قفلنا الموضوع على كده .. بعدها حصل قضية مروان .. يبقى ده معناه ايه ؟
حلم ربطت كلامه بالفلوس و الشيكات اللى مالك حوّلها لبنت صفوت و يا عالم ممكن خرّجتهاله برا البلد .. و ربطت الاتنين بورق التنازل اللى لقته عنده و لو الحقيقه عكس كده كان هو قالها و فوق ده كله وجود الفلاشه عنده .. يعنى مكنش رايحلها يومها يراضيها ؟ بيستغل حبها للدرجادى ؟ من غير وعى قفلت الموبايل و فضلت تلف بالعربيه و تلف و تلف و تلف لحد ما لقت نفسها واقفه قدام بيتهم .. بيتها معاه .. ايه اللى جابها هنا مش عارفه .. مش عارفه هى جايه ليه او ممكن تعمل ايه او موقف زى ده ايه اللى ممكن يتعمل فيه ! بس كان خلاص الغلّ إتملك منها و رسملها سكه قدامها .. خدت نفس عنيف و قفلت عقلها و قلبها قدام اى نقاش او محاولة اقناع منهم و دخلت بجمود ..
فهد كان خد عربيته و وصل فيلا المنصوريه اللى خد عنوانها من عادل .. وصل و ركن و خرّح مسدسه من جيبه و إتحرك بحذر ناحية جوه .. مالك كان بيسابق الريح بعربيته و بيتمنى لو ميوصلش متأخر .. بس بمجرد ما وصل و شاف عربية فهد راكنه على جانب الطريق ضرب الدريكسيون قدامه بعنف و قفلها و نزل و حاول يدخل بحذر من جانب خفى يمكن يعرف يلحق حاجه .. و الاتنين دخلوا جوه متخفيين بحذر و الاتنين مش شايفين بعض .. فهد بيتحرك جوه بحذر و سلاحه ف إيده رافعُه و بيدفع كل مكان يقابله برجله يفتحه .. بس مفيش حد و لا حاجه.. نفخ بعنف و لفلف المكان كله و الاخر خرج مشى بعنف ..
بعد ما إتحرك بعربيته و هو ماشى بعنف هدّى مره واحده بالعربيه اما لمح عربية مالك راكنه على جنب .. فضل يهدّى لحد ما وقف قصادها و بصّلها قوى .. إتأكد ان مالك هناك و ده معناه ان صفوت كمان هناك بس هو اللى معرفش يوصلهم .. هو اللى غبى او ضحكوا عليه كالعاده .. خد يوتيرن و لف بسرعه و رجع تانى .. مالك كان متابع فهد بترقّب من بعيد ف الخفى و هما جوه الفيلا و اول ما فهد خرج و سمع صوت عربيته خرج من مكانه و طلع .. فهد رجع و مالك كان خد عربيته و مشى .. فهد و هو لسه ناحية الفيلا من بعيد لمح مالك خارج و راح على عربيته و خدها و مشى ..
نفخ بعنف و كده كل شكوكه إتأكدت .. ايه اللى ممكن يتعمل ؟ مالك مش هيقول حاجه ! و اول حل هيخطر ف باله يخرج برا البلد ! طلع ع المطار و هناك قابل ظابط يعرفه .. فهد بحده: هديك إسم واحد عايز اعرف خارج برا البلد و لا لاء .. اى حجز بأى طريقه و اى إسم الظابط بعمليه: تمام فهد بجمود: مالك الهجام الظابط إستغرب الإسم و فهد فهم إنه شبّه ع الاسم إنه أخوه ف زعّق: إخلص انت هتتنح ؟ الظابط: حاضر إدينى ساعه و هعرفلك سواء هنا او على اى مطار ...هكلم حد تبعنا .. بس هو له قضيه ؟
فهد تهتهه بضيق: إنجز الظابط: عشان بس اعرف هتصرف ازاى او امنعه ازاى فهد بجمود: إعرفلى بس الاول و بلّغنى الظابط هز راسه و إبتدى يدوّر و فهد سابه و مشى .. طلع ع المجموعه بس إكتشف ان مفيش حد هناك نهائى .. و لا حتى حرس و لا عمال و لا مالك و لا كامل و المكان فاضى تماما و مفهوش حتى ورقه .. شاف الخزنه مفتوحه و مفهاش حاجه و المكتب ملغبط .. كده إتفهمت .. بص للمكان بعنف و رزع الباب برجله و خرج بسرعه و راح ع البيت .. مالك اكيد هيطلع على هناك ..
مالك كان خرج من الفيلا مخنوق .. حس ان الموضوع بيجيب اخره .. طالما فهد وصل لصفوت يبقى الموضوع بيتقفّل .. لازم يتصرف و بسرعه .. لازم يلحق صفوت .. إتصل بكذا حد و شاف حجوزات المطار و عرف إن صفوت و لا هامر خرجوا برا البلد .. و شغل الهجره و الباخره هو قصد تبقى تحت إيده عشان حساب لحظه زى دى ميعرفوش يخرجوا عن طريقها و فعلا مخرجوش .. إفتكر الكومباوند بتاع صفوت او بتاع بنته .. يبقى اكيد هناك طالما لسه مسافرش ! طلع على هناك بس ملقاش حد و قبل ما يخرج لمح عربية بنته ف راح على الإستراحه و لقاها .. اول ما شافته إبتسمت بس بسرعه إبتسامتها إتبخّرت من عينيه اللى جامده و فيها شر ..
ميرنا: مالك انت مسافر معانا و مالك قرّب منها: أبوكى فين ؟ ميرنا إستغربت لهجته و سؤاله و قبل ما ترد مالك شدّها من دراعها جامد بعنف: أبوكى فين إنطقى ؟ ميرنا بخوف حسّت إنها قدام واحد تانى مش مالك ابدا .. هى صحيح متعرفهوش كتير بس لالا مش ده .. مالك ساب إيديها و شدّها من شعرها و طلّع سلاحه: صفوت فين ؟ خروج روحك قصد خروجه من البلد ميرنا مردتش و هو إتحرك بيها بعنف و زعّق: صفوت باشا .. انت يا زفت .. انت فين ؟ اطلع يا اما قسما بالله روح بنتك هى اللى هتطلع ؟
ميرنا إتكلمت بخوف و هى بتتحرك معاه: مش هنا .. و الله ما هنا ...خرج هو و واحد معاه مالك إنتبه لكلامها: انتى مسافره معاهم ؟ ميرنا بتتكلم كلام متقطع من مسكته لها: مسافره بكره بس مش معاهم .. انا مسافره بكره لوحدى .. بابا قالى كده و رتبلى السفر مالك: و هو ؟ ميرنا: معرفش .. معرفش و الله .. بس خرج مالك حاول يفكر: يبقى هو هيسافر إنهارده هربان و هيخرج لوحده عشان سفرك معاه ميكشفهوش .. و سفرك بكره عادى انتى معلكيش حاجه.
مالك كان بيفكر بصوت عالى و هى إنتبهت لهمهمته: هو فى ايه ؟ و ليه قلبتوا على بعض كده ؟ و هو هيهرب من ايه و من مين ؟ مالك زعّق بنرفزه: خلع .. حدفنى و خلع .. بس قسما بالله ما هسيبه .. انا قولتله من اول لحظه إلا الغدر و هو اللى حط النهايه ميرنا خافت من زعيقه و هو شدّها و خرج بيها لحد عربيته و فتح حدفها فيها و قفل .. و وقف جنب العربيه بعيد و بيمسك موبايله لقى الحراسه اللى على حلم بتكلمه إتنفس بقلق و فتح: فى ايه ؟ فى حاجه تقلق ضرورى؟ الحراسه: لاء كنت هقولك مدام حلم راحت ع البيت و قبلها كانت ف بيت عمها و راحت ع البنك و خرجت على مالك بسرعه: خلاص خليك معاها اوعى حد يقرّب منها او يجرالها حاجه و إلا هقتلك مالك مفهوش دماغ تفكر قفل معاه و إتصل بيونس مره و اتنين لحد ما فتح ..
مالك زعّق بصوت مخنوق: انت فين يا زفت بكلمك من بدرى ؟ يونس كان هيهزر بس صوت مالك وقّفه بقلق: مالك .. فى ايه مالك ؟ مالك مخنوق: عايز منك خدمه يا يونس و بسرعه يونس إنتبه: اؤمرنى .. حصل حاجه و لا ايه ؟ انت فين و انا اجيلك ؟ مالك: لالا متجيش .. انا هديلك اسم واحد و عايز اعرف هيخرج من البلد امتى و ازاى و على فين و هبعتلك صورته عشان اكيد مش هيخرج بإسمه و اما تعرف رايح على فين وفرلى بطريقتك اى حجز لنفس المكان بس من غير ما حد يعرف يونس سكت بترقّب: مين ده ؟
مالك: صفوت .. هيخرج برا البلد و دلوقت .. لازم اوصله يا يونس .. لازم يونس بقلق: هو فى ايه بالظبط ؟ انت مالك زعّق: اخلص .. هو اللى بلّغ فهد عن عادل الواد بتاع الباخره و ده معناه إنه بيضربهم ف بعض و هيخلص من الاتنين .. هيخلص من الاتنين يا يونس و بنفس الطريقه .. هيأذى فهد زى مانا اتأذيت .. هيخلص من عادل و يشيلهاله و فهد راح جاب عادل لوحده من غير قوه يعنى من غير إذن .. إتصرف يا يونس يونس بقلق: مالك انت فاهم انت بتعمل ايه ؟ كده انت هتبقى مالك زعّق بعنف: انا فاهم كويس انا بعمل ايه .. هتتصرف و لا اشوف غيرك ؟ مش عايز تساعدنى غوور .. بس قسما بالله لو حد عرف بحرف من كل ده لا احاسبك و اسوء مما تتوقع.
يونس سكت كتير و مش عارف يعمل ايه .. هو شايف ده مجازفه كبيره بس ياترى مين هيدفع تمنها ؟ مالك صوته إتهز: يونس صفوت لو هرب ده معناه ان فهد ف خطر و حلم كمان .. مراتى و آخويا اللى هيبقوا قدامه و انت مش عارف ايه اللى ممكن يجرالهم يونس سكت بضيق: و لو انت سافرت و بالطريقه دى انت اكيد فاهم إنك انت اللى هتبقى المقابل مالك صوته إتخنق و صورة حلم ظهرت لوحدها قدامه .. شريط عرض بيظهر قدامه لقطات من محايلته ليها و إيده الممدوده لها و هى بتزقه ف زعّق: ف داهيه .. انا ف داهيه .. هاا ؟ هتتصرف و لا اشوف غيرك ؟ انا اعرف اتصرف بس الوقت مش معايا و لا هينفع اعمل ده بنفسى.
يونس سكت كتير: ماشى يا مالك .. بس انت عارف كويس ايه اللى هيحصل و ايه اللى المفروض يتعمل .. انت ضحيت قبل كده عشان فهد ميتأذيش .. إتسرعت عشان تلحقه و مش هقولك طلع ميستاهلش بس هقولك انت اللى متستاهلش كل اللى حصلك .. اوعى تغلط مرتين يا صاحبى مالك بضيق: انجز الاول و انا هعمل كل حاجه يونس: خلاص ادينى شويه هكلم حد و اشوفهولك حاجز ازاى و على فين و امتى بالظبط مالك بسرعه: بنفسك .. تروح بنفسك يا يونس و تكلمنى اول ما توصل لحاجه و انا هجهّز الباسبور اللى هسافر بيه لحد ما تكلمنى.
يونس لسه هيقفل مالك لحقه بسرعه: اما تعرف و إتصرفلى ف حجزين يونس إستغرب و مالك مدهوش فرصه يسأل: بعدين هفهّمك يا يونس .. بعدين .. بس حاليا مقدميش وقت يدوب اجهز لحد ما تكلمنى .. هروح البيت اجيب باسبور كان معايا و هبعتلك بياناته مالك قفل معاه و راح على عربيته ركب و مشى بسرعه و ميرنا جنبه خايفه و مش عارفه هى معاه ليه او اللى هيحصل ايه .. وصل تحت البيت ركن قبله بشويه ..
حلم كانت بعد ما قفلت مع عمها طلعت ع البيت و دخلت شقتها بجمود .. رايحه جايه بغلّ و الشيطان عمال يرسملها الف فكره و فكره .. مالك كان واخدها وسيله .. ساتر له مش اكتر .. بيستغلها و بيستغل حبها و هى ساذجه للدرجادى .. غبيه .. غبيه ! كل ما أفكارها تتقابل عند النقطه دى تشيل حاجه ترزعها بعزم ما فيها تكسرها .. فتحت الدولاب و فضلت تشد ف حاجته و هدومه و عمّاله ترمى فيهم كإنها بترميه هو .. هو .. بس هو فين ؟ لازم تتفش فيه .. مسكت موبايلها كلمته .. مالك كان مع ميرنا و شاف موبايله اللى رن و إتفاجئ اما شاف إسمها .. أمل بدأ ينوّر جوه .. فى وقتك يا حلم ..
مالك إتناسى كل اللى حصل بينهم و كلامها و إبتسم قوى بس صوته إترعش: حبيبتى حلم الكلمه كهربتها .. زادت الغلّ جواها .. لسه بيستغفلها ف ردت بجمود: انت فين ؟ مالك حس ف اللحظه دى إنه عنده إستعداد يسيب الدنيا بحالها تخرب مقابلها هى .. مقابل وجودها: انا برا و حلم بحده: تعالالى ع البيت عايزاك مالك إبتسم من فكرة إنه راكن قبل البيت خطوات و مش هياخد وقت و يبقى معاها: دقيقه و نص بالظبط و اكون معاكى حلم قفلت من غير كلمه زياده و هو قفل و بص جنبه ل ميرنا شافها خايفه ..
سكت كتير بضيق: انا مش هأذيكى و لا ده ف نيتى و لا كان قصدى اخدك فى سكتنا انا و أبوكى ميرنا إتنفست بصوت عالى: انت مسافر ؟ و ايه اللى بيحصل بالظبط ؟ مالك حاول يترجم إجابه يعرف يقولهالها: صدقينى انا مش هأذيكى .. انا ليا حاجه عند أبوكى و مش هعرف اوصله إلا بيكى .. غير كده هيوقعنى و يسيبنى اغرق لوحدى ميرنا إبتسمت و إيدها راحت على إيده مسكتها: و انا معاك مش هسيبك و لا إتخلى عنك.
مالك بص لإيدها اللى ماسكاه و كلامها و نظرة الثقه اللى ف عينيها إنه مش هيأذيها او فى امان معاه رغم كل حاجه بتقولها عكس و إتمناها لو كانت حلم .. لو المسكه دى و الثقه دى من حلم .. بس فعلا حلم .. فاق من شروده و قفل العربيه و نزل: خليكى دقيقتين هطلع اجيب حاجه من البيت بسرعه و انزلك .. متنزليش و لا تكلمى حد انا واثق فيكى ميرنا إبتسمت و شاورتله من القزاز و هو غصب عنه إبتسم و سابها و دخل البيت و طلع على شقته و خد نَفس طويل و استعد لحلم اللى نوى فعلا يقولها كل حاجه و اى حاجه عايزه تعرفها ..
حلم جوه عماله تهبد ف اى حاجه و تشيل ف اى حاجه ترميها لمجرد إنها تخصه .. و هى بترمى ف هدومه وقع من وسطهم مسدس .. سلاح بتاعه .. وقفت بجمود ثوانى و حركتها إتجمدت .. افكارها بدأت تتلضم او الغلّ هو اللى بيلضمها .. فى لحظتها سمعت الباب بيتفتح و مالك دخل .. بمجرد ما دخل وقف لحظات مكانه يستوعب منظر المكان .. الدنيا مكركبه و كل حاجه مرميه .. عقله مش عارف يستوعب او رافض .. هى متعرفش حاجه و لا لسه معرفتش .. يبقى ليه كل ده ؟
خرجت من اوضتها بجمود و هو إبتسم بلهفه مجنونه و هيموت و تضمّه .. ف اللحظه دى بس مش محتاج اكتر من حضنها .. لسه هيتحرك ناحيتها إبتسامته إتبخرت من شكلها .. من الجمود اللى هى فيه .. من عينيها التايهه .. اللى بتبص عليه و على كل حاجه حواليها و حواليه بزوغان و مش محدده نظرتها و بتفتح و تقفل لوحدها بتوهان .. مالك حاول يقرّب: حبيبتى انا هقولك على كل حاجه .. إسمعينى كويس قوى عشان انا محتاجلك .. دلوقت بالذات محتاجلك و حلم رفعت المسدس بتاعه اللى خدته ف وشه و سكتت كتير لحد ما نطقت: لا انا هسمعك و لا انت هتتكلم .. خلصت يا مالك ..
لحظات صمت مريبه غطّت ع الاتنين و ع الموقف و ع المكان كله .. و الاتنين زى اللى مش مستوعبين الموقف اللى هما فيه ! مالك بيحاول يستوعب الموقف او الكلمتين اللى قالتهم و المسدس اللى ف إيديها .. مش متخيل ابدا وقفتهم دى .. و حتى حلم بتحاول تستوعب اللى بيحصل كإنها بتتحرك بقوة دفع الصدمه .. من غير إراده منها .. مالك حاول يتكلم بس عينيه متعلقه بعينيها ف كلامه طالع متهتهه او متلغبط: حلم افهمى .. صدقينى انتى مش فاهمه حاجه .. اصبرى و هفهمك انتى مش فاهمه .. انا هحكيلك من الاول.
حلم ضحكت ضحكه شبه هزيان البنج: انا فعلا مش فاهمه .. غبيه بقا هتعمل ايه .. بس خلاص فهمت .. مكنتش فاهمه و خلاص فهمت مالك بصّلها بترقّب: فهمتى ايه بالظبط ؟ انتى مش فاهمه .. إدينى فرصه اشرحلك اللى عندى بعدها اعملى اى حاجه عايزاها بس إسمعينى الاول .. لازم تسمعينى حلم زعّقت كإنها بتتخانق مع نفسها: انت تخرس خالص .. فااهم .. اخررس .. لا انت هتتكلم و لا انا هسمعك .. مش هديك فرصه تخدعنى تانى يا مالك .. مش هتستغفلنى تانى .. الغبيه اللى كنت بتستغلها و تفهّمها اللى انت بس عايزها تفهمه خلاص فاقت .. فاقت من دوامتك و إتعالجت منك مالك وجعه قوى صوتها اللى بيترعش و هى بتتكلم و دموعها اللى مجمداها متنزلش و لسه هيقرّب منها هى رفعت المسدس بعنف: قسما بالله لو قرّبت لا اقتلك.. هقتلك يا مالك.
مالك وقف بحذر: طيب ممكن تهدى و خلينا نتكلم .. و زى ما قولتلك هقولك كل حاجه حلم زعقت: و انا مش عايزه اسمع منك حاجه .. مش عايزه اسمع صوتك .. فااهم مالك بيحايلها عشان محتاج تسمعه مش خوف .. خايف عليها مش منها: بس انا لازم اتكلم معاكى يا حلم و دلوقت قبل ما امشى حلم ضحكت بتوهان ضحكه عاليه: تمشى ؟ و مين قالك إنك هتمشى ؟
مالك: حبيبتى اهدى .. انا مقدر زعلك بس لازم تفهمى إنه كان غصب عنى .. كل حاجه كانت غصب عنى .. و الله كانت غصب عنى مش بإيدى .. إدينى فرصه افهّمك .. صدقينى مكنش قصدى اخبى عليكى حاجه .. مقصدتش .. حتى انى اجيبك سكتى مقصدتش حلم بتزعق بعياط: لا حصل خير .. مادام مقصدتش يبقى حصل خير مالك: طب اصبرى و هفهمك انتى مش فاهمه.
حلم زعقت: انا مش غبيه .. فااهم .. انت اللى غبى .. غبى قوى .. إتعاملت معايا على إنى غبيه حقك لإنى فعلا كنت غبيه .. بس معملتش حساب اليوم اللى هفهم فيه .. اللى عنيا هتفتّح .. كان لازم تعرف ان عنيا هتوجعنى من كتر ما انا مغمضاها .. هييجى يوم و افتّحها .. كان لازم منه .. و لا كنت عامل حسابك هفضل طول عمرى غبيه ؟ غلطت اما معملتش حساب لحظه زى دى و عشان غلطة الشاطر بألف غلطتك اللى مكنتش عامل حسابها هى اللى وقّعتك.
مالك بيبص ف عينيها قوى يستنجد بأى حاجه له عندها و ميعرفش إنها متخدره من الوجع و الصدمه: حلم لازم الاول تفهمى ان انا حلم بتزعق و بس و قافله كل جوارحها ف وشه مش بس قلبها يحس بيه او حتى عقلها يفكر بمنطق .. ده حتى عينيها بتقفلهم بعنف عشان متشفهوش .. هى رافضه يتكلم لمجرد إنها رافضه تسمع: مكنتش فاهمه و خلاص فهمت .. فهمت الظابط اللى مبقاش ظابط .. الظابط اللى البلد علّمته و درّبته و شغّلته و وقّفته على رجله و يوم ما وقف داس برجله دى عليها .. علّمته يبقى راجل و يوم ما إسترجل إسترجل عليها و وقف ضدها و بقا يستخدم كل اللى إدتهوله عشان يحاربها بيه .. وقفلها نِد ل نِد و بقا يستخدم كل امكانياته ضدها..امكانياته اللى هى اصلا إدتهاله.
مالك بيحاول يتكلم بس غصب عنه عيّط ف صوته طلع مبحوح مهزوز: حلم صدقينى و رحمة امى حلم زعّقت: امك ؟ امك ؟ امك اللى ربّتك و كبّرتك و يوم ما سابتك رميت تربيتها ورا ضهرك ؟ دفنتها معاها ؟ الا صحيح لسه فاكراها ؟ مالك الكلام مزّعه من جوه و سيرة أمه توّهته ف صوته إتخنق بوجع: إدينى فرصه اتك حلم قاطعته بزعيق: اخرس بقا .. اخرس .. مش عايزه .. مش عايزه اسمعك .. انت لسه هتكدب تانى ؟ لسه ليك عين ؟ يا بجاحتك يا اخى .. عارف كان نفسى اقولك طلقنى.
مالك إتجمد من كلمتها: بلاش .. اسمعينى الاول ارجوكى و حياة اى حاجه كانت بينا حلم كملت كإنها مش سامعاه: كان نفسى فعلا اقولك طلقنى .. بس انت مسبتليش فرصه .. حتى حق الاختيار ده خدته .. بس عارف حياتك معايا كانت حلاوة روح زى اما تعبان يتقتل و يفضل ديله يتحرك بس الغباء كان منى انا مالك عيونه المدمعه بتترجاها و رايح عليها و هى بدون وعى او تفكير او منطق ضغطت ع المسدس فى إيديها و ضربت رصاصه فى رجله .. مالك كان هيكتم صرخته بس طلّعها يمكن تفوّقها او تخترق قلبها تفتحه ..
صرخ بصوت عالى: حلم حلم صوته هزّها و عشان متديش فرصه لقلبها يتهز ضغطت ع المسدس مره ورا التانيه و طلعت منه طلقه ورا طلقه ورا طلقه ف رجله لحد ما عجز عن إنه يصرخ من الألم .. مالك صوته بيطلع بالعافيه و هو بيحاول يقف: حلم .. حلم إسندينى .. هقع حلم بصتله بجمود و هو بيقف و رجله ترخى ف يقع و يرجع يقف و يقع .. لحد ما إستسلم لحقيقة إنها مش هتساعده تانى ف راح على البوفيه يتسند عليه مسك حرفه يقف ف وقع و هو ماسك فيه و المرايه نزلت معاه و هو نزل ع الارض و المرايه نزلت فتافيت عليه ..
مالك ثوانى او دقايق او مش عارف عدّى عليه وقت اد ايه و هو بيحاول يفتّح و يغمض و يغمض بتوهان و يفتّح .. الصوره قدامه بتبيّض و تسوّد و تشوّش لحد ما إختفت تماما و إنسحب ف عالم ضلمه تماما مفهوش وعى .. حلم متابعاه بجمود و جفا ملجّمينها .. فى وسط توهانه بيمد إيده يرفعها بتعب لها و كل ما ترخى يحاول يرفعها و يقاوم الإغماء لحد ما سمح لنفسه يستسلم للتعب او بمعنى اصح فقد الامل فيها تسنده ..
حلم منظره ده ما حرّكش قلبها و لا اثار حتى شفقته .. قلبها زى اللى متخدر .. و عشان متدهوش فرصه يفوق وقفت بجمود بتتحرك بعشوائيه تلف حوالين نفسها ف حركه دائريه و هى مش عارفه بتدوّر على ايه و لا عايزه ايه لحد ما وقفت قصاد رقدته و بصتله بقرف و مشيت زى التايهه فتحت باب شقتها و نزلت ! نزلت وقفت فى الجنينه الصغيره قدام البيت شويه بتوهان و خرجت وقفت قدام الباب برا فى الشارع .. بتبص لكل حاجه حواليها بتوهان .. بتغمض و تفتّح جامد كإنها بتفوّق نفسها .. رجليها مش شايلاها .. رجل بتقدّم لجوه و رجل بتطلع لبرا .. و قبل ما تحسم صراعها عينيها وقعت على عربية مالك بصتلها كتير و شافت ميرنا جواها ..
بصتلها بغلّ و راحت عليها .. خبطت ع القزاز بعنف مره ورا مره .. ميرنا شاورتلها من جوه ع القزاز إنه مقفول بس هى مبتهداش و بتخبط اكتر ع القزاز لحد ما كسرته .. حلم زعّقت بعنف شبه الجنون: انتى بتعملى ايه هنا يا حيوانه انتى ؟ ميرنا إتضايقت من كلامها بس فسرته إنها غيره: انا مستنيه مالك .. قالى إستنينى لحد ما اجيب حاجه من جوه بسرعه و خارج بس إتأخر حلم زعّقت: و انتى كنتى معاه فين و مستنياه ليه اصلا ؟ ميرنا و هى بتحاول مع الباب: طيب ممكن تحاولى تفتحى الباب او تشوفيه ؟ كده هنتأخر .. هو قالى مش هتأخر عشان مفيش وقت حلم بتزعق و بس: هتتأخروا فين ؟ انتوا رايحين فين ؟
ميرنا كانت لسه هتقولها مسافرين بس خافت من رد فعل مالك ف رجعت ف اللى كانت هتقوله و حلم حست بيها كانت هتقول حاجه و رجعت و ده زاد عنفها و جنونها .. حلم هبدت الباب برجلها: كنتوا رايحين فين ؟ ميرنا إتوترت و ده زاد من عنف حلم اللى مدّت إيديها من الشباك خطفت شعرها ف إيديها و بتتكلم و هى بتخبط راسها ف التابلوه: إنطقى و إلا قسما بالله هقتلك ميرنا نطقت بالعافيه: مسافرين .. انا كنت مسافره لوحدى بس هو لسه جايلى من شويه و قالى هسافر معاكى حلم إيدها رخت من شعرها بصدمه بس لسه ماسكاها: مسافرين ؟ مسافرين فين ؟
ميرنا بخوف: معرفش حلم شددت على شعرها بغل: إخلصى ميرنا زعقت: قولتلك معرفش .. و الله ما اعرف .. انا كنت مسافره لوحدى دبى بس اما جه و قالى هيسافر معايا معرفش هنروح على فين .. انا حتى قولتله مجيبتش الباسبور بتاعى معايا لإنه جالى فجأه و كان مستعجل و خدنى على طول حتى بلبسى .. بس هو قالى مش مهم هو هيتصرف و قالى احنا اصلا مش هنعوزه و مش هنخرج ب باسبورتاتنا.
حلم إتجمدت مكانها .. للدرجادى يا مالك ؟ حتى يوم ما تهرب تروح لدى ؟ و تاخدها باللهوجه دى ؟ انت حتى منفدتش بنفسك ! تبقالك ايه دى عشان تجرى عليها فى وقت صعب زى ده ؟ لاء و تجيبهالى لحد البيت ؟ كنت شايفنى غبيه للدرجادى ؟ و لا كنت مجرد كارت اخضر بالنسبالك يعديك من مطب و يترمى ؟ نقلت عينيها اللى كانوا زى التايهين بجنون بينها و بين البيت كإنها شايفاه ف صورة مالك و فى لحظه جريت على جوه بصدمه غريبه .. طلعت شقتها تانى .. دخلت بتوهان مش عارفه ايه اللى جابها .. مالك طلع بيضحك عليها فعلا و اهو حوّل الفلوس بإسم واحده زى دى و اهى إتأكدت إنه مسافر معاها ! مستنيه تسمع منه ايه تانى ؟ و لا إتفاجإت ليه بكلام ميرنا ؟ هى كانت لسه واثقه فيه ؟ للدرجادى غبيه ؟
بتتحرك لحد ما لقت نفسها فى المطبخ .. فتحت أنبوبة الغاز المركونه على جنب .. فتحت اوكر البوتاجاز و سابتهم يدخّلوا غاز فى الهوا .. بس مستكفتش .. راحت على ماسورة الغاز نفسها فكّت وصلتها بالبوتاجاز و فتحتها و سابت الواصله تدفع الغاز ف الجو .. قفلت الشبابيك و البلكونه و اى منفذ للشقه و خرجت بجمود و قفلت باب الشقه و مشيت .. الغاز شويه شويه بيعبّق الجو و يكتمه و الشقه كل مدى بتتكتم اكتر و اكتر ..
نزلت بجمود خرجت من البيت .. راحت على ميرنا بهزيان و هى لسه فى عربية مالك: غورى من هنا متضيعيش وقتك ميرنا مفهمتش و بتتكلم و هى بتحاول تفتح الباب و بتتلفّت من الشباك حواليها: فى ايه ؟ مالك فين ؟ و منزلش ليه معاكى اما انتى طلعتيله ؟ هو فى ايه بالظبط ؟ انتى عملتى ايه ؟ فهد كان ف اللحظه دى لسه واصل بعربيته و خد فرامل بشكل عنيف و نزل بعنف و...
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث والثلاثون والأخير
حلم نزلت من شقتها عند عربية ميرنا و الاتنين بيزعقوا قصد بعض .. فهد كان ف اللحظه دى لسه واصل بعربيته و خد فرامل بشكل عنيف و نزل بعنف و خرّج مسدسه و مسكه و بيدخل شافهم .. شاف حلم قدام العربيه و بتزعق مع حد إفتكره مالك راح عليهم بحده ..
مالك كان جوه الغاز ملى الشقه و عشان مقفّله كتمها بسرعه و ده فوّقه .. الريحه اللى بتكتم نفسه فوّقته .. بيغمض و يفتّح بألم .. بص حواليه بس ملقهاش .. تايه تماما او زى المتخدر من الألم و مش عارف ألم صدمته و لا رجله .. بيحاول يوهم نفسه إنه فى كابوس و هيفوق منه .. عقله فضل يعيد في اخر لحظه تاه بعدها .. عقله بيعيد فيها مره ورا التانيه ورا العاشره و كل مره بتخلص على حلم و هى بتضربه بالمسدس و بيقع و بعدها الصوره بتختفى .. إتسنّد يقف و كتم الألم و بقا يتسنّد على اى حاجه تقابله و كل ما يفتكر مدته لإيده لها و سابته تقع الألم يزيد و يتضاعف .. دخل المطبخ و بمجرد ما عينيه شافت الوضع فهمته ف غمضهم بمنتهى الألم..
حاول يقفل الغاز بس إكتشف ان الماسوره مفتوحه كمان من البيت من تحت .. راح على باب الشقه يفتحه بس مقفول عليه بالمفتاح و هو مش ف حاله و لا قوه تسمحله يكسره من جروح رجله اللى بتنزف .. حاول كتير بس معرفش و كل مره بيحاول يدفع الباب الألم بيزيد و رجله بتنزف ! راح ع الشبابيك فتحها بفزع و فتح البلكونه و حاول يفكر بشكل سريع هيطلع من الموقف ازاى .. بص تحت مش هيعرف ينط من رجله و لا هيقدر .. بص بسرعه لبلكونة شقة فهد اللى فوق و جاتله فكره يطلعلها و يدخل الشقه منها و يخرج من شقة فهد .. حط رجله السليمه على سور البلكونه بتعب و بينهج و يكح من التعب و كتمة نَفسه و رفع نفسه إتشعبط فى سور البلكونه اللى فوقه ..
فهد كان راح على حلم قدام عربية مالك و بمجرد ما وصل بص ف العربيه و لسه هيتكلم شاف ميرنا .. بص لحلم: مين دى ؟ حلم صوتها إترعش بعياط: الهانم اللى مع أخوك فهد مسك دراعها بحده: و هو فين ؟ حلم و كإنها بس دلوقت إستوعبت اللى حصل .. بصّت حواليها ع البيت بجنون و معرفتش تتكلم .. او قالت كلام شبه الهزيان .. جنون إترجم على هيئة تهتهه .. فهد شدد على دراعها بعنف: مالك فين ؟ إنطقى .. مش هيطلع منها المرادى .. خد فرصه ورا فرصه بس كفايه .. كان بيتحجج بالظروف بس دلوقت ايه ؟ الوسخ هيفضل وسخ.
حلم عينيها متعلقه ع البيت و هنا شافت مالك بيحاول يطلع من البلكونه للبلكونه اللى فوقه .. فهد شافها عينيها إتعلقت على حاجه فجأه و بتتنفس بصوت عالى .. راح بعينيه مع عينيها و إتقابلت نظراتهم على مالك اللى رجله على سور بلكونته و التانيه متصابه مستنى اما يمسك ف البلكونه و يرفعها و إيده بتتشعبط فى بلكونة فهد فوقه .. فهد مجاش فى باله اى سبب لمالك إنه بيخرج من البيت كده غير إنه بيهرب .. بيهرب اما شافه جاى و عايز يخرج بأى شكل .. فهد زعّق بعنف: ماالك مالك مش عارف يلتفت عشان حركته متكتفه من رجله المتعوره بس بمجرد ما سمع صوت فهد إبتسم ..
فهد زعّق اعلى: اقف يا مالك .. اقف بقولك مالك كان إتشعبط بإيده فى البلكونه اللى فوقه و طلع برجله السليمه ع الحيطه يوصل للبلكونه ف مش هيعرف يرجع يثبّت رجله تانى للبلكونه اللى تحته لمجرد إنه بيتحرك برجل واحده فحاول يرفع رجله التانيه المتعوره و هنا فهد رفع مسدسه و وجّهه ناحيته .. حلم للحظه إستوعبت اللى ممكن يحصل لو طلعت رصاصه و البيت معبّق بالغاز .. راحت على فهد جرى بجنون: لا يا فهههد مالك إلتفت براسه بص على صوتها و هنا لمح فهد رافع مسدسه ف صرخ فيه بصوت مبحوح: اوعى يا فههههد و ده كان ف نفس اللحظه مع حلم اللى قبل ما توصل لفهد صرخت تانى مع مالك ف صوته: اوعى يا فههد.
فهد مستوعبش فزعهم او مستوعبش ضغطة إيده ع المسدس و طلعت الرصاصه اللى دمرت الدنيا و دمرت كل حاجه .. بمجرد ما ضرب بمسدسه الطلقه جت فى إيد مالك المتشعلقه فى السور و فلتت و نزلت بيه من الدور التالت بلكونة فهد للأرض .. البيت مليان غاز و الرصاصه كانت زى فتيل القنبله اللى إتشد عشان النار تمسك فى كل حاجه .. ف البيت كله باللى فيه بما فيهم مالك ! مالك نزل ع الارض و بمجرد ما جسمه لمس الارض المكان كله من حواليه إتحوّل بركة دم .. دم غرّق الدنيا حواليه .. راسه اول ما إندبت ع الارض بوقه و عينيه و مناخيره و ودانه ضربوا دم زى الحنفيه و الدم بيزيد مش بيقل ..
مالك فتح عينيه بتوهان حواليه و إستسلم للى فعلا نهايه .. لفّ كل حاجه حواليه بعينيه و هى بتغرّب و صورة أمه بتظهر قدامه على كل حاجه عينيه بتقع عليها .. لف المكان فى حركه دائريه بعينيه لحد ما من بين كل حاجه حواليه و برغم الدخان اللى غيّم الجو عينيه وقعت على حلم اللى اول مره يشوفها كابوس او هى فعلا قلبت لكابوس .. حلم برا إتجمدت مكانها و عينيها كانت بتحاول تندهله و هى شايفه عينيه بتقفل و تغرّب بعد ما صوتها خانها و مطلعش و فعلا عينيه جت ف عينيها و إتقابلت نظراتهم فى ملحمة عتاب صعب تبقى ف يوم بين اتنين كانوا حبايب ..
فهد جنبها زى اللى إتجمّد و مش فاهم .. هو ضرب رصاصه لمجرد يوقّفه منين جت النار دى كلها ؟ معقول يكون كان هيأذيهم قبل ما يمشى ؟! مالك عينيه غرّبت و قفلت نهائى و النار مسكت فى البيت كله من حواليه و البيت غطى عليه الدخان خفى حتى ملامحه .. مالك حاول يصرخ او يتنفس بس مفيش صوت بيطلع منه .. صريخ صامت .. بيتنفس بصعوبه او تقريبا مبيتنفسش .. مش عارف .. عقله رسم قدامه شاشة عرض من لحظة بداية الحدوته لحد ما جت نهايتها اهى .. شاف كل حاجه بتمر قدامه زى اللقطات و ما بين كل لقطه و التانيه عينيه بتقفل و تغرّب و يرجع يفتحها .. برغم حالته حاول يقنع عقله إنه يحطلهم اعذار بس الوجع كان اكبر و اصعب من إنه يسمحله يفكر او يعذر او حتى يبقى موجود .. الوجع كان مكتف عقله و يدوب سامحله يتنفس و بس لحد ما عقله خانه و خد منه حتى النَفس ده و عينيه قفلت تماما ..
كل ده مخدش كام دقيقه قدامهم و محدش عارف يدخل من النار اللى سدت البيت .. ميرنا شافت المشهد من بعيد صامت و النار اللى مسكت ف البيت .. فضلت تهبد ف باب العربيه لحد ما كسرته و نزلت .. فضلت تصرخ فى الشارع لحد ما الكل إنتبه و الكل إبتدى يحاول يلم الموقف بس متأخر .. متأخر قووى ..
و ف وسط كل الدربكه دى وقفت عربيه بسرعه و نزل منها شخص غريب عليهم .. فهد كان قعد ف الارض و عينيه مفتّحه جامد ف الولا حاجه قدامه .. و حلم اخيرا إبتدت تفوق بس كل حاجه فيها راحت مع اللى راح .. كل حاجه فيها ساكته سكوت الموت .. اللى نزل من العربيه راح ناحيتهم و إتسمّر مكانه: ايه ده ؟ فى ايه ؟ ايه اللى حصل هنا ؟ حلم لفّت وشها له: مالك .. مالك مفيش .. راح مارد بصّلها قوى و بينقل عينيه بينها و بين البيت اللى الناس بيحاولوا يطفوّه و سألها بترقّب: يعنى ايه مالك مفيش ؟ انتى مين اصلا ؟
حلم إتكلمت بتوهان: مراته .. مراته مارد راح ناحية البيت بفزع و طلع على سور الجنينه و نط منه لجوه الجنينه اللى قدامه و بمجرد ما نط شاف مالك المرمى ف الارض قدامه و غرقان فى دمه .. إتحرك بفزع من شكله و اول ما وصل لعنده كان النار إبتدت تقرّب منه و تغطى عليه .. مارد قرّب يشيله بس جسمه كان تقيل قوى .. تقيل قوى بشكل إستغربه او فزعه .. جسمه راخى و مستسلم و ده متقّله و ده مالهوش غير معنى واحد .. إنه ... مارد مسكه من رجليه يشده بعيد شافهم مضروبين بالنار .. شدّه بعيد لحد ما وصل للباب .. ميّل بحذر على وشه رفعه من ع الارض عدله و إتفزع من دماغه اللى تقريبا إتفرتكت مش إتفتحت و الدم مغطى على ملامحه خافيها تماما .. المنظر بشع .. المنظر مفسّر نفسه ..
مارد برغم ده كله حط إيده على رقبته بترقّب و غمض عينيه بعنف: لا حول و لا قوة إلا بالله حلم كانت شافته و قامت هى و فهد و ميرنا و الناس إتلمت حواليه فى مدخل الباب .. حلم عينيها نطقت بالسؤال اللى مرعوبه تسأله و مارد فهمها بس معرفش يجمّل الاجابه او يداريها .. هى لا تتدارى و لا تتجمّل: مات حلم حطت إيديها على بوقها و هزّت راسها بعنف و هى بترجع لورا و صرخاتها مكتومه .. فهد راح عليه مسكه من هدومه وقّفه: انت بتقول ايه يا ابن الكلب انت ؟
مارد كان مقدّر حالته لإنه شبه عارفُه: للأسف مفيش نبض .. ( حط إيده و ضغط مره ورا مره على صدر مالك بس مفيش ) قلبه واقف .. مستحملش الوقعه لإنه نزل على دماغه لبست ف الارض بوشه يونس كان إستغيب مالك اما إتأخر .. إتصل بيه مره و اتنين بس مردش .. خد عربيته و نزل راحله .. وصل و وقف بعربيته و راح عليهم و إتربّط مكانه من المنظر: فى ايه ؟ مالك ماله ؟ اوعوا كده .. انتوا بتعملوا ايه فيه ؟ واقفين بتتفرجوا عليه يا ولاد الكلب؟ مارد هز راسه بأسف: للأسف خلص يونس ميّل عليه يشيله بس إتفاجئ بجسمه راخى و تقيل ف زعّق فيهم: يلا إرفعوه معايا انتوا هتتفرجوا ؟
فهد بتوهان رغم ان مالك كان مارد عدله على ضهره بس فهد شاف دماغه مفتوحه من ورا بشكا مُدمِر: دماغه متعوره لو حرّكته هيتأذى .. نكلم إسعاف يونس زقّه بجنون: اخيرا شغّلت عقلك .. شوفت الناحيه التانيه من الصوره اللى قدامك؟ مارد وقف بإحباط عشان كل حاجه قدامهم باينه كلّم إسعاف تيجى و فعلا دقايق كانت عندهم و خدوه للمستشفى و الكل راح وراها .. خدوه منهم و الكل وقف بفزع و محدش قادر ينطق .. فهد عينيه بتلف المستشفى حواليه ع الذكرى اللى بتعيد و تكرر نفسها .. بس ساعة أبوه و أمه كان فى حضن مالك .. لكن دلوقت مين يضمّ قلبه اللى بيستجير وجع ؟ مين هيبقى معاه و يهوّن ؟
مارد لاحظ حالته و راح عليه وقف جنبه و بتلقائيه لفّ دراعه حوالين كتفه: إنشف كده و إلجأ لربنا فهد بص لمارد بتوهان: انت مين ؟ مارد بحزن: انا المقدم مراد مراد العصامى و كنت جاى لمالك ( و معرفش ينطق الله يرحمه من صوته اللى إتخنق ) فهد إفتكر عادل اللى قبض عليه و اللى اكيد إتحقق معاه: انتوا ايش عرّفكوا ؟ هو عادل إتحقق معاه ؟ قال حاجه ؟ مارد: ايوه .. حماك بلّغنا ف الجهاز عشان القضيه كانت إتحوّلت أمن دوله من ساعة حريق باخره ف بورسعيد و كنا بنشوف اى ربط بين الاتنين و عادل اللى كان هيوصّلنا.
و روحتله خدت أقواله اللى اعتقد إنه قالهالك و كنت جاى لمالك بس فهد غمض عينيه قوى و حلم متابعه كلامهم من قصادهم بتوهان و تركيز .. مارد نقل عينيه بينهم: هو ايه اللى حصل بالظبط ؟ فهد بتوهان: انت شوفت مارد بحده: اه بس ده مضروب برصاص ف رجله و اكتر من اربع رصاصات فهد بصّله قوى بذهول .. هو مضربش غير رصاصه واحده .. الباقى جه ازاى و من مين ؟ و النار دى جت ازاى ؟
فهد تايه: انا شوفته بيهرب من البلكونات ضربت طلقه واحده مارد ترجم تفكيره على هيئة سؤال: لمجرد شوفت اخوك بينط من بلكونه تقوم تضربه بالنار ؟ مجاش فى بالك اى تفسير غير إنه بيهرب ؟ مين كان هيسيبه ؟ فهد غمض عينيه كإنه لسه الموقف مرسوم قدامه و مارد بصّله قوى: و بقية الرصاص جاله ازاى ؟ و النار دى مالهاش تفسير غير ان البيت كان مليان غاز و بمجرد الطلقه طلعت ولّعت ف الغاز .. كل ده جه ازاى و مين وراه ؟ حلم نزلت برجليها ع الارض و إبتدت تعيط بصوت بيعلى شويه شويه لحد ما بقى مبحوح بصريخ ..
الدكتور طلع و محدش فيهم إتحرك او عيونهم بس اللى إتحركت ناحيته .. الدكتور بأسف: للأسف ملحقناش نعمل معاه حاجه .. جه متأخر قوى فهد راح عليه بجنون و مسكه من رقبته و مارد حاول يفصلهم بصعوبه .. الدكتور: جاي هنا ميت و من اكتر من نص ساعه .. الرئه مكتومه بكمية غاز صعب و ما اسعفتهوش .. ما اسعفتش المخ إنه يستوعب الوقعه و يستمد منها اكسجين لحد ما يتنقلنا .. الوقعه عملتله تهتك فى خلايا كتير ف المخ و نزف بغزاره و ده عمله هبوط حاد ف الاكسجين و عشان كتمة صدره قبلها بالغاز معرفش المخ يستغيث و انتهى .. فهد زعّق بصريخ: ما تفوق للى بتقوله .. اعمل معاه اى حاجه .. خليه يفوق .. هو كويس بس الوقعه كانت شديده الدكتور بص لمارد بأسف: للأسف مات و إتأكدنا اكتر مره.
مارد خد فهد و دخل بيه غرفه و هو إبتدى يكسّر فيها و بيدب ع الحيطه بدماغه بجنون و بيصرخ و بس .. حلم فضلت تصرخ و تصرخ و تصرخ و تلف ف الطرقه و بتفتح اى غرفه او مدخل يقابلها لحد ما الباب إتفتح و خرجوا بمالك على سرير بعجل و وشه متغطى بجسمه بملايه .. حلم صرخت و راحت عليه .. شدّت الغطا من على وشه بجسمه كله بس إكتشفت ان جسمه عريان .. جسمه فيه لسعات و حروق كتير لمجرد إنه كان متشبّع قبلها بالغاز فى الشقه و اول ما وقع هبو النار اثّر على جسمه ..
جسمه كله كدمات مزرقّه كإنه مخبوط كذا مره و هى عقلها فكّرها بمحاولته يقف و وقوعه قدامها و اكيد ده حصل اما جه يخرج .. إيده فيها طلقه منها و رجله فيها طلقتين إفتكرت شكل اللحظه بينهم ساعتها .. إيدها بتلف على كل حته من دول فى جسمه و هى بتصرخ صرخات مكتومه لحد ما طلعت بإيديها مسكت وشه و فضلت تصرخ و تصرخ و تشد فيه: قوم يا ماالك .. قوم ما ترقدش كده .. متقعش كده .. اقف على رجلك تانى .. مش انت اللى قولتلى طول ما انتى ساندانى مش هقع .. انا سانداك اهو يلا قوم .. قوم يا حبيبى رفعت راسه حطتها على صدرها و لفّت كتفه بجسمه بدراعها و هى بتتكلم او بمعنى اقرب و هى بتصرخ .. بس ده اللى حرفيا بينطبق عليه لا حياة لمن تنادى .. لا حياه ..
فهد طلع على صوتهم و إتحدف ناحيتهم .. رجله مشالتهوش ف نخ جنب السرير و مسك فيه .. إيد مالك من حركة السرير إتدلدلت جنبه و هو مسكها: مالك.. قووم يا حبيبى .. قوم ماترقدش كده .. متقعش كده .. مش انت اللى قولتلى إستقوى بيا عشان اعرف استقوى بيك ع اللى جاى ؟ انا مقوّتكش وقتها اه بس انا استقوى بمين دلوقت ؟ استقوى بمين يا مالك ؟ يا ابوياااااا ! قووم يا ابويا ! ده انت ابويا يا حبيبى ! مش هعرف ابقى يتيم يا مالك ! مش هعرف ! مش هقدر !
فهد بيتكلم و هو بيشده بجنون يعدله بس كل ما يرفعه جسمه يرخى يقع: قوم يا مالك ..قوم إتعدل مترقدش كده .. متنخش .. مش من حقك .. دموعه نزلت ف غطت على صوته: طب قوم و إغلط .. قوم و اعمل اللى انت عايزُه .. قوم و رقدّنى مكانك .. قوم و اعمل اى حاجه إلا رقدتك دى .. قوم يا ابوياا إتحدف بوشه على وش مالك و بيتكلم و هو ف حضنه: انا اسف .. حقك عليا .. حقك عليا يا ابويا .. حقك على اخوك .. حقك عندى انا .. عندى انا يا حبيبى .. عندى حلم ماسكه ف مالك و بتهزّه من غير وعى و إحساسها ف اللحظات دى مترجم على شكل تهتهات متقطعه .. فهد وقف بجمود و شدّها وقّفها و كل ما ترخى منه يوقّفها بعنف: انتى السبب .. حقه عندك انتى .. انتى اللى عملتى فيه كده .. انتى اللى قتلتيه .. ريحة دمه فيكى ..
حلم مستسلمه تماما و عينيها فتّحت قوى بطريقه غريبه كإنها بس فاقت هنا و عقلها ورّالها هى عملت ايه بالظبط .. فهد مسكها بإيده التانيه من كتفها التانى و فضل يهز فيها جامد و هى عينيها مركزه قوى كإنها منتبهه لحاجه قدامها مع إنها كانت باصه فى الولا حاجه .. و ده اكّد لفهد تفكيره .. ساب إيدها و مسكها من شعرها جرجرها و هو بيمشى بيها ناحية الخروج: انا مش هسيبك يا بنت الكلب .. لو فاكره إنى هسيبك تبقى غلطانه .. لو فاكره إنى هضيّع حق أخويا تبقى بتحلمى فهد كإنه بيقول الكلام ده لنفسه قبلها و هى مستسلمه تماما و صريخها هِدى هِدى لحد ما وقف و لسه عينيها مفتّحه قوى قدامها لحد ما صرخت بجنون و كإنها بتشوف قدامها اللى حصل بالظبط و وقفت عند لقطه معينه عقلها مكنش مستوعبها فى لحظتها او مكنش فيها عقل اصلا وقتها ..
مارد كان بيتكلم فى الموبايل و شاف المشهد قدامه و بعد ما إتحرك لعندهم كام خطوه رجعهم و وقف يشوفهم من بعيد .. حس ان فى حاجه مش مظبوطه و ع الاقل محتاج يفهمها ..
حلم إبتدت تضرب على وشها بجنون و تهبّش فيه لدرجة وشها إتجرح: انا .. انا مكنش قصدى .. انا كنت بعاتبه .. كنت خايفه عليه .. كنت عارفه مالك مش سهل يتراجع عن اى حاجه و مش سهل يقتنع و مش سهل يتكلم حتى .. مش سهل ابداا .. مش سهل .. مفيش حاجه سهله .. مفيش حاجه كانت سهله .. كنت محتاجه ارجعه عن نفسه .. عن غلطه .. عن شيطانه .. لالا انا يستحيل اعمل كده .. انا معملتش كده .. معملتش .. مالك لاء .. لالاء .. مالك مفيش و هى بتتكلم رفعت كفوف إيديها حطّتهم على ودنها كإن فى صوت جواها بيتحداها او بيستنكرها و هى رافضاه .. فهد وقف لحظات يسمعها و فاق من كلامها ع الحقيقه المُره اللى ختمت بيها و كإنه لسه بيعرفها و هى ان مالك مفييش !
شدها فضل يجرجر فيها يخرج بيها و هو مش عارف عايز يروح على فين بس بيتحرك بقوة دفع مُريبه .. مارد هنا حس إنه لازم يتدخل .. تقريبا خلاص وصل للى هو عايزُه و سمع اللى محتاجْه .. راح ناحيتهم و حاول يفصلهم عن بعض .. سلّك حلم من إيد فهد بإعجوبه و هى إنهزامها كان مخليها مستسلمه ف إيده .. مارد فصلهم و زقّ حلم بعيد و شاورلها على جوه و زعّق: ادخلى جوه .. غورى دلوقت من وشه .. جوووه يلااا.
حلم معرفتش تتحرك و مارد شد فهد و دخل بيه غرفه و حاول يهدّيه بس إنهياره بيزيد .. صوت مالك بيرن بعنف و هو بيقوله اوعى يا فههد .. نظرته و إبتسامته اول ما شاف فهد بتقول إنه كان عنده امل فيه .. واثق فيه .. إنه كان فى كابوس و بيطلع و ما صدق لقى إيد كل ده بيروح و ييجى قدام عيون فهد و دمعة مالك الاخيره قبل ما يغمض بتفصل بين كل لحظه و إعادتها .. مارد حاول و حاول معاه بس مفيش .. نده على دكتور من برا و جه و مارد كتّفه و إدوله إبره ورا التانيه لحد ما إستسلم تماما للنوم او إتخدر .. مارد فضل جنبه شويه لحد ما موبايله رن ف إنسحب من جنبه بهدوء و خرج ..
إبتسم اول ما خرج و شاف أبوه: حبيبى .. مراد باشا العصامى ؟ ده انت بقيت تخصص حوادث بقا مراد أبوه بصّله بغيظ: ايه يا بأف انت مبتردش على الزفت ليه ؟ مارد إتنفس بصوت عالى: معرفتش .. اسكت ده كان هنا مجزره و كانت هتقلب بدم و ليله سوده مراد سكت بقلق: ليه ؟ حاجه حصلت ؟ مارد رفع حاجبه: هيحصل ايه اسود من كده ؟ مراد بحزن: مفيش حد تانى معاه هنا ؟
مارد: لاء .. غالبا ملهومش حد مراد سكت بخنقه: بعد أبوهم و أمهم مكنش لهم إلا بعض .. مالك و فهد و كل واحد له مراته مارد صحح كلامه: قصدك ان مالك هو اللى مكنش له إلا فهد و بردوا مراته ...لكن الاتنين كلاب مراد بصّله قوى: يعنى ايه ؟ مارد إبتدى يحلل الموقف فى دماغه و يربطه بيهم و بكلامهم لبعض و حركاتهم و حالتهم: انا شاكك فى الاتنين .. الاتنين ورا اللى حصل لمالك .. واحد إبتدى و التانى كمّل ... مراد مش مقتنع: إتعلم متصدرش احكام سريعه كده مارد مصمم: لاء انا واثق و هثبتلك .. تعالى معايا.
شدّ مراد خده و راح عند حلم اللى كانت قاعده فى الارض و تايهه .. مارد لسه متكلمش و مراد بمجرد ما شافها كده عقله ورّاله نفسه من سنين طويله .. نفس المشهد بحالته مع إختلاف تفاصيله .. قعد ع الكرسى جنبها و هى ع الارض و معرفش ينطق .. مارد نزل جنبها: عايز اقولك على حاجه .. مالك واخد طلقات كتير ف إيده و رجله .. زى ما يكون كان بيحاول فى حاجه و حد ضربه لمجرد يكتّفه حلم غمضت عينيها قوى و بمجرد ما غمضتهم دموع كتيره جواهم هربت ..
مارد بص لأبوه كإنه بيأكد على تفكيره و رجع بصّلها: لو عندك حاجه ممكن تساعدينى بيها نرجّع حق جوزك يبقى لازم تتكلمى حلم بصتله بتوهان و رجّعت راسها سندتها ع الحيطه وراها و فضلت تتكلم بهزيان كلام مش مفهوم .. مارد لسه هيتكلم أبوه وقف بسرعه و مشى بجمود و مارد راح وراه .. مراد و هو ماشى: اللى فى دماغك مش هيحصل يا مارد .. إنسى مارد إتصدم: يعنى ايه ؟
مراد إتكى على كلامه: إنسسسى مارد سرّع خطواته لحد ما جابه و مسك أبوه من دراعه وقّفه: لاء افهم بقا مراد صوته إترعش قوى: مش من حق اى حد ابدا يتهم حد او يحاسبه بالبشاعه دى مارد بيبرر: انا متهمتهاش و لا حاسبتها و لا ليا الحق زى ما قولت .. بس مراد زعّق: و مش من حقك اصلا .. مفيش حبيب بيقتل حبيبه .. مفيش .. مهما حصل .. حتى لو موّته.
مراد بصّله قوى كإنه مفهمش يعنى ايه مفيش حبيب بيقتل حبيب حتى لو موّته و مراد كمّل بمراره: ايوه فى فرق بين حد يموّت حد و بين إنه يقتله خاصة فى العلاقه دى .. اللى بيقتل بيقتل عن قصد و ترتيب و بوسيله هو اللى بيختارها .. لكن اللى بيموّت ممكن يموّته من القهره او حسره او خيبة امل لكن يقتله لاء مارد رمى كلامه من غير ما يفكر: مش فارقه .. ده يمكن اللى بيخيّب امل حبيبه فيه و يقهره بالشكل ده و يخليه يتحسّر على كل حاجه إدهاله دى ابشع مية مره مراد بصّله كتير و زعّق مره واحده: انتوا ليه مش عايزين تفهموا إنه مش بإيدينا .. مش بإيد حبيب يدبح حبيبه .. مش بإيده ابداا .. الظروف .. الظروف اللى يلعنها هى اللى بتلعب الدور بدالنا .. هى اللى خلت واحد زى مالك كده و واحد زى فهد يقف لأخوه كده و واحده زى دى تتوه ف ملكوت حبيبها بالشكل ده .. مش بإيدينا و لا عمره كان لنا فيه يد فيه ..
مارد حس ان أبوه بيتكلم عن نفسه مش حلم او شايف نفسه ف كسرتها و حس إنه إختار الرد الغلط عليه و إنه لسه عايش جوه دوامة الماضى و بيلف فى دايرة اللوم لنفسه .. مراد زعّق من غير إراده منه و هو بيشاورله على حلم اللى قاعده و سانده كفوفها ع الارض و باصه ف الولا حاجه: الله يلعن أبو الظروف ع المسافات ع الشغل ع العِند ع الثقه اللى بتتولد و تكبر جوانا بمجرد ما يتولد الحب لحد و يخلينا نتصرف و احنا واثقين إنه فاهمنا و واثق ف الكلام اللى مقولنهوش لحد ما نعرف نتكلم .. الله يلعن أبو اى حاجه يا شيخ ممكن تعمل كسره زى دى.
فهد فاق ف المستشفى لقى روفيدا جنبه و أبوها و أمها و الكل بيبصوله بشفقه معرفش يستحملها و لا حتى يشوفها .. وقف و فضل يشد ف المحاليل اللى ف إيده يرميها و مهما بيحاولوا معاه مش عارفين .. فهد زعّق بصوت مش مفهوم: بس بئا .. إبعدوا بقا بعيد عنى
روفيدا لسه رايحه عليه زقّها بعنف خبطت ف الحيطه اللى وراها و هو فضل يشيل اى حاجه حواليه و يهبدها قدامه و اللى بيطولها بيجى فيها و اللى بتتفداه بيقع ف الارض .. فهد تايه: إبعدوا عنى بقا .. ليه مش عايزين تسيبونى ؟ سيبونى ف حالى ؟ سلّك نفسه منهم و خرج و ساب الغرفه .. فضل يمشى بتوهان و كإنه بيلف حوالين نفسه .. مراد العصامى شافه و راح عليه بسرعه و من غير كلام شدّه عليه و حضنه قوى: ششش إهدى انا جنبك .. انا معاك مش هسيبك مارد سكت ببرود و بيبص لفهد بضيق و أبوه بصّله قوى بعتاب ..
فهد بصوت مبحوح: عايز اشوف مالك .. عايز أبويا مارد لسه هيرد فهد مسك إيده و هو لسه ف حضن مراد و دموعه نزلت: بالله عليك عايز اشوفه .. دى اخر مره .. عايز اشوفه مراد زق مارد بغيظ على جموده و سحب فهد و مشى و فهد فهم إنه داخل لمالك ف وقف بتردد: انا مش هعرف ادخل .. لالا مش عايز مارد بصّله و رفع حاجبه و مراد غمض عينيه قوى كإنه بيمنعهم يشوفوا مشهد قديم قدامه .. فهد صوته مش طالع بهزيان: انا مش هقدر .. لالا مش هقدر .. لالا انا عايز اشوفه .. عايز اودعه .. لالا مراد طبطب عليه براحه: انا معاك مش هسيبك بص لمارد اللى دوّر وشه بضيق و فهم ان مفيش فايده: خليك معاه لحد ما اجى .. سابهم و مشى و الاتنين وقفوا ..
مراد مسك موبايله إتصل و ليليان من غير ما ترد خرجتله و اول ما شافته راحت عليه بحب فتحت دراعها و هو برغم كل حاجه إبتسم بعشق و راح حضنها او تقريبا دخل فى حضنها .. ليليان بحب: حبيبى كويس ؟ مراد هز راسه ب لاء و سكت و هى مشّت إيدها على راسه: حبيبى لا انت كويس .. اللى بيحصل ده بيحصل حواليك مش معاك .. اللى انت فيه خلص خلاص .. خلص و مش راجع تانى .. مفيش وجع تانى .. مفيش يا حبيبى مراد رفع وشه و إبتسملها بعيون مرقرقه دموع و باس راسها: هتفضلى قلبى اللى بيتحرك برا جسمى و قدامى و بيحس بكل اللى بيا و جوايا مهما حصل ليليان باست عينيه غمضتهم: و انت هتفضل حبيب قلبى اللى بيداويه كل ما يتعب و يفكّره إنه موجود و هيفضل دايما موجود كل ما احتاجله مراد إبتسم و ضمها عليه: قوليلى بقا .. كله تمام ؟
ليليان: اه متقلقش و تقريبا خلّصوا الغُسل و ممكن تخرجوا بيه مراد سكت: فهد عايز يدخل يشوفه ليليان: ثوانى هبعت حد يشوف الدنيا و هخلى حد يدخل معاه مراد خدها و راح ناحية مارد و فهد و هى سابتهم و مشيت و شويه و رجعتلهم و بصت لأبوها و هو فهم بس معرفش يقول لفهد اللى فهم لوحده .. فهد إتحرك بخطوات تقيله ناحية باب المغسله .. زق الباب بإيد بتترعش و دخل و مراد العصامى دخل وراه..
فضل مكانه كتير لحد ما إتحرك بالعافيه ناحية السرير اللى عليه مالك و متغطى كله .. فهد رفع الغطا و عينيه إتعلقت بمالك .. شاف على وشه عتاب غريب ع الموقف .. غريب على جثه .. شاف عيون غمضت من الوجع .. من الغدر .. من خيبة الامل .. مش من الموت ابدا .. ده حتى بيقولوا اللى بيموت بيرتاح و دى مش تغميضة راحه .. ده واحد غمّض من الوجع ..مش من القتل ابدا .. شافه متلج .. حسّه ميت من سنين مش من ساعات ابداا .. شاف دماغه منظر إصابتها بشع .. شاف إيده متصابه من طلقته اللى ضربهاله و هو متشعبط فى بلكونته .. حس ساعتها بس ان مالك مكنش متشعبط فى بلكونته هو و وقع .. لاء ده كان متشعلق فيه هو و هو اللى وقّعه !
ميّل باس راسه و بمجرد ما لمسه جسمه كله صرخ صرخات مكتومه طلعت على هيئة تشنجات .. مراد العصامى راح جنبه و رفعه بالعافيه و هو بَعده و رجع بجسمه لمالك و إترمى ف حضنه: وحشتنى يا حبيبى .. وحشتنى من دلوقت و الله .. و الله وحشتنى .. و رحمة أبويا وحشتنى .. عارف .. دى اول مره احلف برحمة آبويا .. اول مره و الله يا حبيبى .. عشان لأول مره احس ان أبويا مات .. إنى يتيم .. الكلمه صعبه قوى يا مالك .. صعبه قوى يا حبيبى .. الكلمه صعبه و مش مستحملها على كده اللى جاى هيبقى ايه ؟ طب هستحمله ازاى ؟ طب مش هتقوم تاخدنى ف حضنك ؟ طيب مش هتخليهم يدونى منوم اهدى ؟ عايزين يطلعوا بيك دلوقت يا حبيبى .. بس انا تعبان .. مش هتقولهم انا اهم ؟ مش هتاخدنى ف حضنك ؟ مش هتفضل جنبى ؟ متخافش مش هترجع تلاقينى واقف ف وشك بمسدس و لا بتفق مع مديرك عشان ترجع زى ما عملت وقتها .. بس خدنى ف حضنك و النبى .. خدنى معاك يا حبيبى .. طب ارجع احضنى مره واحده .. انت مودعتنيش يا أبويا .. احضنى و النبى مراد مقدرش يستحمل تانى ف راح عليه و فهد خبّى وشه ف حضنه و خرج معاه ..
يونس قابلهم و الاتنين خارجين ف إتخطاهم بس بمجرد ما بقى ضهرهم لبعض وقف و إتكلم من غير ما يلتفت: و حياة اللى حصل لصاحبى ما هسيبك و لا هسيب حقه حتى لو على جثتى فهد إلتفت له و بصّله بنظرة يُتم بجد لأول مره تطلع منه و لسه بيروح عليه يحضنه يونس زقّه بحده إتحدف ع الارض: انت مكنش ينفع تبقى أخوه .. خساره فيك تبقى أخ لواحد زى مالك فهد عيط بمنتهى الضعف: انا بحبه قوى يا يونس .. كنت عارف إنى بحبه بس متخيلتش إنى بحبه قوى كده .. كنت بشوفه بيعتبرنى إبن مش اخ بس متخيلتش و لا حسيت إنى انا كمان واخدُه اب و لا تخيلت إنى يوم ما هحس بكده هيبقى اليوم اللى اتيتّم فيه .. محستش إلا دلوقت.
يونس عيّط قوى: انا اللى كان لازم ابقى اخوه .. انا اللى مفارفتهوش لحظه من و إحنا عيال صحاب فى مدرسه واحده لحد ما بقينا رفاق ف كل حاجه دراسه و شغل و سفر و من مكان لمكان و من آزمه لأزمه .. حتى لو بِعدنا ف يوم ف بيبقى عشان نبقى جنب بعض مش عشان نتخلى عن بعض .. كنا بنتقاسم كل حاجه سوا حتى اللقمه و عمر ما حد فينا إستكتر حاجه ع التانى حتى الازمات كنا بنقسمها سوا .. بس هو اللى جه ف الاخر و خِلى بيا.. إستكتر النهايه عليا و خدها لواحده .. خد الموت لواحده .. اول حاجه ميقاسمنيش فيها .. و الله اول حاجه مراد بص للإتنين بوجع مميت صحّى وجعه القديم و فوّق ذكرياته اللى كانت صحيت لوحدها من المكان و بس ..
بص وراه لمارد و لسه هينطق مارد راح على يونس خده و مشى و مراد بص لفهد بألم بس معرفش يعمله حاجه .. ساعات الألم الزياده بيبقى زى الدوا ! خلّصوا الغسل و يونس و مارد و حازم و حمزه خدوا الخشبه و خرجوا .. فهد حاول يرفع معاهم بس رجله خانته و مراد حاوطه و مشى بيه .. الكل كان موجود .. بمجرد ما الخبر إتنشر الكل جه .. كل إيد سابته جت من تانى .. بس متأخر قوى.. يمكن لو كل إيد فى اللحظه دى كانت بتشيّعه كانت مسكت فيه قبل مايمشى يمكن مكنش مشى ! لو كل إيد مسكته مكنش وقع اصلا !
احلام و أمها و أبوها .. بتصرخ بمراره .. بوجع .. كانت بتتمنى ياريت لو مسابتش إيده اللى هتموت و ترجع تمسكها دلوقت .. حبت بس القدر مطالهاش ! أمنيه ف حضن آبوها بيغمى عليها لواحدها و تفوق بردوا لواحدها و من بين توهانها و فوقانها عينيها متعلقه بالخشبه زى ما طول عمرها عينيها متعلقه بيه .. كل ما بيغمضوا بتعب تفتّحهم بفزع كإنها رافضه تسيبه ! حبت و الحب هو اللى مطالهاش ! بتتمنى لو ياريت فضلت وراه و معاه حتى لو مش عايزها .. بس كانت هتشبع منه .. مكنتش سابت إيده اول ما إيده دى مسكت غيرها !
من بين كل دول حلم لواحدها .. ماشيه بهزيان وسطهم .. هى مش شايفاهم اصلا .. عينيها مش شايفه غير الخشبه زى ما عينيها مكنتش بتشوف غيره ! بتتمنى بس لمسه منه ! تلمس إيده ! بتفتكر مدة إيده و بتتمنى لو بإيدها أله ترجّع الزمن !ياريت ! حتى ميرنا فضلت معاهم فى المستشفى و اما طلعوا بيه راحت معاهم .. صحيح مقابلتهوش كتير بس كانت مشاعرها متلغبطه ناحيته و كانت بتتمنى ياريت لو كانوا إتقابلوا ف ظروف غير ! جواها ياريت زى ما كل واحده منهم جواها الف ياريت بس متأخره قوى !
راحوا المقابر و خلّصوا الدفن و مشيوا .. فهد بتوهان: انت ليه مدفنتهوش فى مقابرنا ؟ ليه هنا و احنا هنا فين اصلا ؟ مراد سكت بألم: هنا حزن السنين .. دى مقابر تبعى بردوا .. المقابر عندكوا مفيش فاضي و عايزه يتبنى مقابر تانى و مفيش وقت فهد بصّله بتوهان و سابه و مشى .. خد عربيته و مش عارف يروح على فين ؟ لقى نفسه قدام شغله ركن ونزل جرى لجوه .. دخل و راح على زنزانة عادل و شاور للعسكرى بجمود يفتحها .. العسكرى إتردد: بس مارد باشا.
فهد زعّق قوى: إخلص العسكرى بيفتحها و فهد زقّه و ضربها برجله بعنف لحد ما إتفتحت و دخل بهجوم شدّ عادل وقّفه و نزل فيه ضرب .. بيضرب بكل ما فيه و بعزم قوته العسكرى فتحله و مشى بعيد إتصل على مارد: مراد باشا .. انت كنت مدينى اوامر اقف على زنزانة عادل و امنع اى حد يقابله لحد ما تيجى خاصة فهد باشا بس مارد بترقّب: بس ايه ؟ العسكرى: هو جه و دخله و بشكله ده هيخلّص عليه مارد زعّق: و انت غبى ؟ مش منبه عليك محدش يدخل ؟ العسكرى: يا باشا معرفتش امنعه ...ده كسر الباب و دخل مارد بتحذير: اوعى تديله سلاح و إبعد عن وشه دلوقت عشان مش هتعرف تمنعه قفل ف وشه و لف بعربيته بسرعه راحله ..
آبوه كان معاه و متابع المكالمه و بص لمارد بضيق و دوّر وشه.. الاتنين وصلوا و دخلوا عند الزنزانه و تقريبا وصلوا فى آخر لحظه .. فهد ماسك ف عادل من رقبته و بيخنق فيه و بيزعق و بس: مش هسيبك يا حيوان .. انت السبب .. انت .. انت اللى عملت ده كله مسك راسه و لفّها للحيطه و فضل يخبطها مره ورا مره ورا مره لحد ما الحيطه غرقت دم من وشه و عادل جسمه رخى ف إيد فهد و وقع مغمى عليه .. فهد مش مقتنع يسيبه و لا عايز و كل ما بيقع بيرفعه بجنون تانى و يخبط اكتر.. دخلوا عليه و مارد راح عليه بسرعه فك عادل من إيده نزل ع الارض شبه الجثه و مارد زق فهد بعيد .. فهد بيحاول يرجع تانى لعادل و بيتهته بصوت عالى: سيبنى بقا مارد زعّق: انت كده هتروح فى داهيه فهد إتنرفز: و انت مال اهلك.
مارد بيرجعه بالعافيه و فهد شد منه سلاحه ضرب طلقه مارد لحقه و حود إيده ف جت فى كتف عادل مارد خطف منه المسدس و حدفه بعيد و فهد بيتكلم بهزيان: ده حق اخويا .. ده حق مالك .. تاره مع الكلب ده مارد هزّه بعنف كإنه بيفوّقه: و انت بتعمل زيه ؟ زى ما هو كان بياخد حق أبوك و أمك ؟ بنفس الطريقه ؟ كنت بتلوم عليه ليه بقا ؟ فهد وقف للحظات و عقله رجع بسرعه مخيفه لورا و شاف نفسه مكان مالك او شاف فى نفسه مالك ف اللحظات اللى كانت خفيّه عليه و مكنتش قدامه .. إبتدى يحطله الف عذر و عذر لمجرد ما داق و الادوار إتبدّلت .. و مالك اللى ف المستشفى و هو اللى هنا .. بس فين مالك ؟
مارد بص لعادل المرمى ع الارض و صدره بينزف و بص لفهد بجمود: اللى انت عملته ده إسمه إستغلال منصب لو مش عارف و بيحاسب عليه القانون .. ده شروع ف قتل ان مكنش قتل فعلا و الواد خلص ف إيدك فهد بصّله بتوهان و مش عارف يستوعب الكام جمله دول و مارد شاور للعساكر اللى إتخطوا أبوه و دخلوا .. مارد بحده: يتنقل لعندى ف الجهاز و يتحبس على ذمة التحقيق لحد ما نشوف البنى ادم اللى مرمى ده فهد بتوهان: انا مش هسيب مالك مارد خرج بجمود من غير ما يرد عليه و أبوه خرج وراه..
مارد: من قبل ما تقول حاجه .. انا بعمل كده لمصلحته مراد بذهول: مصلحته ؟ مصلحته تحرمه ياخد عزا أخوه و يقف ف الفرش ؟ مارد: بعلّمه يتحكم فى مشاعره .. فهد ظابط عشوائى و مشاعره و عواطفه هى اللى بتحرّكه و إلا مكنش كل ده حصل ...بس هو اللى بيمشى بمشاعره و ده ف شغلنا غلط جدا و سهل يوقّع اجدعها ظابط مراد آبوه بصّله بذهول: انت لاغى مشاعرك كده يا مراد ؟ مش مديلها مساحه كده خالص ؟ مارد: مالك كان فى نفس الموقف مكانه و بغض النظر عن إنه موقعش إلا اما مشى بعاطفته و موقفش غير اما لغى الكلمه دى من قاموسه .. بس بغض النظر عن ده كون فهد ف نفس الموقف ده هيعلّمه اكتر و هيفيده ف حياته و شغله اكتر ف سيبنى اظبطه مراد بصّله بغيظ و مشيوا ..
حلم فاقت ف المستشفى و كل ما تفوق يغمى عليها و تقع و تطوّل قوى لحد ما تفوق .. قامت خرجت و عرفت المقابر و راحت .. دخلت زى التايهه لحد ما لمحت إسمه من بين كل حاجه .. إسمه شدها زى ماهو دايما كان بيشدها من وسط اى دوشه حواليهم .. وقفت قدام القبر و إبتدت دموعها تنزل بمراره و كل ما تاخد نَفس تتكلم يمكن ترتاح الكلام يتحجز على لسانها كإنه مستكتر عليها الراحه ! مارد خد أبوه و خرجوا من عند فهد بعد ما نقله ع الجهاز و مراد مشى ..
حلم قدام القبر حست إنها ابتدت تدخل ف دوامة الندم من دلوقت .. فى محاولات اقناع مع عقلها او حتى هدنه بس مش عارفه .. مراد العصامى دخل وقف كتير وراها لإنها تحس بوجوده او تنتبه بس مفيش لحد ما قطع هو الصمت ده: مبيحسوش على فكره حلم غمضت عينيها من قبل ما تلتفتله: لا بيحسوا .. بيحسوا باللى برا و هو اكيد حاسس بيا مراد بصّلها كتير: ده لو كان هو اللى سابك للموت .. لكن انتى اللى سيبتيه ...سيبتيه للموت و سيبتيه قبله لوجع إنتظاره و ده اسوء من الموت بمراحل ...وعدتيه من قبل البدايه تبقى جنبه و مسكتى ف إيده و خلتيه إداكى الامان بس فجأه سيبتى إيده عند اول مفترق فى طريقكم .. خلفتى كل وعودك الوعد ده حاجة كبيرة قوى و محطتيش فى بالك ان فى انسان بيبنى حياه كامله ع الوعود دى ..
كان لازم تحافظى على وعدك مهما كان ..علشان الوعود قدام ربنا بتبقي عهود و قيمتها كبيره اوي حلم بتوهان: هو مقاليش حاجه .. عارف لو كان قالى من الاول كل حاجه يمكن كنت هبقى معاه مراد: ايا كانت حقيقته شكلها ايه ف كانت واضحه قدامك بس انتى اللى إختارتى تغمضى عينيكى حلم بوجع: كنت بغمض قدام الشك .. كنت شايفه للحقيقه وجوه كتيره و إحتمالات اكتر.. لكن بمجرد ما بقت حقيقه واحده إتفزعت كانت مُريبه.
مراد: إتعودى اما تشوفى منظر مريب اوعى تغمضى عينيكى لان اللى هتشوفيه فى خيالك ساعتها حاجه ابشع من اللى كنتى هتشوفيها لو فضلتى مفتّحه .. حاجه كده زى الشك ممكن توصل ف نفسك حتى و تشكى ف نفسك اذا كنتى شوفتى و لا لاء و انتى اما غمضتى إفتكرتى نفسك بتساعديه او جنبه .. متعرفيش إنك و انتى مغمضه شك إتحط على شك على شك و هما اللى عملوا الصدمه .. ف صدمتك دى بقت منك انتى على فكره مش منه يمكن لو فتّحتى اه مكنتيش هتشوفي الحقيقه .. لكن هتشوفى نقط و فصله بين كل جملة حدث و حدث و تفاصيل لو لصمتيها ببعض هتوريكى الحقيقه الا اذا كنتى انتى نفسك مش عايزه تشوفيها حلم ردت بدموع عنيفه: و إفترضنا إنى غبيه ليه مقاليش هو ؟ ليه منوّرش الطريق قدامى ؟
مراد ضحك بوجع: مش لازم الواحد مننا لما يبقى تعبان يعيط و ينهار و يستنجد و يعلّي صوته .. مش هيحتاج يعمل كل ده علشان يلفت نظر حد انه يفضل جمبه يقدّر احتياجه ليه اللي هو عارفه كويس وقرر يبعد .. اللي عرف يبعد عن حد في عز إحتياجه له يبقى عمره ما حبه من الاول ..وجودك كان لازم يبقى كل خطوه إتكسرت من السلم قدامه و هو بيطلع مش يبقى السلمه اللى إتكسرت قدامه ف شنكلته وقع حلم: انا إتجننت لمجرد ما شوفت الورق .. معرفتش افكر .. مجرد التفكير مقدرتش عليه.
مراد: و ايه اللى وداكى من الاساس ؟ انتى غلطتى من الاول اما سمحتى لنفسك إنك ترفعى ستار ربنا حاطه على عبده، ربنا في الأصل ستر عبده، ربنا قالك " ولا تجسسوا " و انتى سيبتى نفسك لفضولك وتفتشى .. يمكن ميعجبكيش كلامى او توهمى نفسك إنك كنتى بس عايزه تطمنى .. لا ده شك ومن غير ما نضحك علي بعض لو واثقه فيه لا يمكن هتعملى كده .. ده انتى لو شوفتيه بعينك بيعمل الغلط هتغمضى عشان متصدقيش .. ثقتك هتخليكى تغمضى حلم: بس انا شوفت بعينى.
مراد: ربنا مبيديش حد فرص كتير للغلط .. مبيسترش ستر ابدى و لا بيفضح بردوا من الاول ..لو هو بيعمل غلط كان ربنا هيكشفهولك لواحده، كنتى هتستنى و تحطى رجل على رجل وربنا هيفضحه قدامك وهيجيبلك كل حاجه لحد عندك، ربنا مش هيسيبك تاخدى على دماغك لو انتى صح حلم بصتله بذهول: بقولك انا شوفت الورق .. شوفته مراد مصمم على كلامه اللى بيلف حوالين نقطه واحده كإنه عايز يقابلها فيها: شوفتى الورق مش مالك .. شوفتى الورق اللى بيقول ان مالك غلط لكن شوفتى مالك نفسه غلط ؟ على خط علاقته بيكى امتى شوفتيه مالك البلطجى ؟ القاتل ؟ الحرامى ؟ معملش حاجه حلوه ابدا تنفى ده ؟ مراد كان بيكلمها هى بس مكنش شايف قدامه غير صورة همسه اللى شافت قسيمة طلاقها و شافته وقتها خاين ..
حلم بذهول: بس مفيش شر مطلق و لا خير مطلق .. مفيش حد على طول خيّر و لا حد على طول شر ف كل حاجه .. ما ياما بنسمع عن اوسخ الناس بتروح تحج او تعمل خير مراد: اه بس ربنا عرفوه بالعقل محدش شافه .. ( شاور على دماغه ) عرفنا بده و انتى مستخدمتهوش عشان تميزى حلم دموعها نزلت و هو بصّلها بأسف: كلكوا شوفتوا وقعته بس .. بس محدش شاف رجله اللى إتهزت كتير و قاومها اكتر و هو بيحاول يصلب نفسه قبل الوقعه .. اللى بيحبه بس هو اللى كان هيحس بده ف اوعى تتكلمى عن الحب .. ممكن تكونى معذوره نوعا ما ف مستخدمتيش عقلك عشان وقت الصدمه العقل بيتشل تماما .. بيقف ... بس قلبك ابدا ملكيش عذر.
حلم بدموع: بعد الحقيقه ما بتنكشف صعب اى حاجه تتقال او تتعمل مراد بصّلها بتريقه و هو هيخرج: ده للقلوب الهشّه بس و اصحاب النفوس الضعيفه .. انما للقلوب الوفيّه كل حاجه ممكن تتقال و تتعمل بتبان بعد الحقيقه ..لو مِش هتتمَسكُوا ب اللي بتحبوهم ل آخِر نفَس ماتحبوش، القلوب بعد ما بتسيبوها بتبقى عامله زى البيوت المهجوره .. ليه هجرتى قلبه ؟ ليه مسمعتهوش ؟ حلم بضعف: كان من حقه يتكلم قبل ما اعرف بنفسى .. لكن بمجرد ما صدمنى مكنش من حقه ابدا مراد غمض عينيه قوى و بيحاول ينتبه لفكرة ان اللى قدامه حلم مش ذكرياته .. حلم إنتبهت بتوهان: ع الاقل الفلاشه كانت معاه ليه؟
مراد جاب ردها و عادهولها: كان من حقك تعرفى بس بعد ما صدمتيه مش من حقك ابدا حلم بتحاول تنوّر امل جواها مش عارفه نتيجته: مالك لسه ف شغله ؟ كان ف مهمه ؟ مراد ضحك بحزن: لاء حلم بصتله بترجى يقول حاجه تبرد قلبها بس هو رد بصدق ولّع قلبها: و الله ابدا .. مالك إترفد من شغله من يوم قضيته و ملهوش علاقه بالشغل و لا فى صله و لا ربط بينهم !
حلم بمنتهى الضعف عيّطت: محستش انى بكرهه قد ما ندمت ع السنين اللى حبيته فيها .. انا بكرهه .. خلاص كرهته و نسيته .. نسيته مراد بصّلها بوجع عليها عشان هو بس اللى عارف ألم و مرارة قعدتها دى: لو بتكرهيه مش هتنسيه على فكره .. و لو نسيتيه مش هتبقى محتاجه تكرهيه .. يوم ما هتنسيه بجد مش هتكرهيه لإنك مش هتبقى محتاجه لده .. و يوم بردوا ما هتكرهيه مش هتحتاجى تنسيه عشان هيبقى خلاص وجوده مش بيوجع .. لكن الوجع اللى انتى فيه ده معناه إنك لا نستيه و لا هيحصل و لا بردوا كرهتيه و مستحيل يحصل.
حلم غمضت عينيها ع الحقيقه المره و مراد سابها و خرج بس قبل ما يختفى إلتفت ناحيتها و كلامه طلع بطعم الحزن: عايز اقولك حاجه مش عارف هتفهميها و لا لاء بس يمكن تحسى بيها .. همسه مراتى اللى كان مبرّد قلبها على سنين الفراق بينا دى إنها كانت شيفانى وحش قوى زى ما انتى شايفه مالك دلوقت.. كانت شايفانى استاهل فراقها و استاهل اى حاجه مع إنها مكنتش فاكره بس لمجرد إنها صدقت إنى وحش زى ما إتحكالها ..
كان صبرها جاى من فكرة إنى وحش و استاهل و ان مفيش قدامها حياه بديله كانت هتبقى احسن من اللى عايشاها .. بس بمجرد ما رجعت و شافت الحقيقه واضحه و لمستها وجعها كله اللى كان المفروض تتوجعه و تعيشه السنين اللى فاتت حسته ف لحظه واحده .. حسته اما شافت الحقيقه و انتى يمكن مش من حقك اى حقايق .. مش من حقك اى حاجه خالص بس اكبر حاجه تحق ليكى دلوقت هو إنك تحسى بإحساسها من دلوقت و ده اكبر عقاب لقلبك و يا يفوّقه يا يموّته و ف كلتا الحالتين انتى الكسبانه عشان لو فاق هيصلّح يمكن يعرف و لو مفاقش و مات يبقى ف صالحك عشان ميحسش باللى جاى حلم بصّتله بترقّب و هو غصب عنه رمى كلامه: الانسان اللى يغلط مره و يتعلم ف التانيه ده اكبر من إنه يتقال عنه وحش .. اللى يغلط و يلاقى فوقه رقيب يرجعه عن غلطه او حتى يعاقبه سواء بقا شغله او القانون او مديره او او .
ف ده إنسان كويس إنه مش بيقاوح ف الغلط و بيتعلم من غلطه و بيرجع اما يلاقى اللى يِرجعه .. لكن اللى احسن منه بمراحل اللى يرجع بدون رقيب .. بدون عقاب .. بدون إيد سواء شغل او قانون او اى حاجه .. بدون مقابل حتى هياخده حلم دموعها نزلت بضعف و مراد كمّل كلامه و هو شايف نفسه بيكمل عليها: مالك ده انضف بنى ادم شوفته على وش الاض .. شوفى انا كل الناس بتحلف بشغلى ازاى و بيا .. هو بقا انضف منى .. يمكن انا ف يوم لقيت اللى يمسكنى يوقفنى تانى .. لقيت اللى يبقى جنبى .. يرسملى طريقى .. ميسبنيش لشيطانى .. لكن هو ملقاش .. ملقاش ابدا و مع ذلك فضل انضف من إنه يتوسخ كده !
عارفه .. هو يستحق يبقى نموذج يتدرّس و يمكن انا معرفش اعمل ده او اوصّل صورته للكل بس اللى اعرفه إنى هحكى عنه لكل دفعه امسكها قبل ماتنزل ساحة الشغل حلم بصتله كتير و هو سابها و لف وشه يمشى بس حلم وقّفته بسؤالها: انت كنت جاى ليه ؟ مراد بص ناحية القبور اللى حواليه بوجع: اما ببقى زعلان مع همسه .. سواء زعلان منها او هى اللى مزعلانى و بلقى نفسى مش عارف اقابلها ف سكه سوا باجى هنا .. بقعد قعدتك دى و بتخيل و افتكر حياتى و هى مش فيها و ساعتها بعرف ان اى حاجه تهون قدام لحظه زى دى و بلقى نفسى بجرى استخبى من برد الدنيا دى ف حضنها و اكلبش فيها زى العيل الصغير و كل الزعل بيتبخر لواحده.. اى حاجه تهون قدام قعده هنا .. اى حاجه مهما كانت.
مراد سابها و مشى رجع على بيته .. دخل و فضل يبص للبيت كتير بملامحه اللى بقت دافيه بطعم الونس .. طلع اوضته لقى همسه نايمه .. دخل ف السرير جنبها و فضل يقرب شويه شويه لحد ما دخل ف حضنها و حمد ربنا ان الوحش كله من غيرها عدّى و مش راجع .. همسه حست بيه و فتّحت نص واحده: حبيبى مراد تبّت ف حضنها: خدينى ف حضنك يا همسه .. حاسس إنى تعبان همسه ضمّته اكتر: اللى عدّى خلص يا مراد مراد إبتسم على دقات قلبها تحت راسه: اوعى تسيبينى يا همسه .. اوعى همسه متكلمتش بس ضمته اكتر و هو إستقبل رد فعلها بجنون ..
مراد ساب اللى جواه يطلع لواحده و الكلام يوصلها .. همسه مسكت وشه بحب: مارد إتعود يحكم ع الامور بنظره عقلانيه مجرده من المشاعر .. شايفها ضعف و هو مبيحبش الضعف بحكم كل اللى عاشه و شافه .. متلومهوش مراد بضيق: انا مش بلوم عليه .. بس همسه: هو ف يوم من الايام ظلمك لمجرد شاف الحقيقه من وجهه واحده و دلوقت بيشوف نفسه ف فهد زى ما انت بتشوف نفسك بردوا فيه .. بس كل واحد بيشوف من وجهته هو و بيشوف نفسه فى جزء محدد مارد كان معدى على اوضتهم ف سمعهم و دخل يناغشهم: مين بيجيب ف سيرة جمايكا ؟ بتجيبوا ف سيرته ليه كان جاب سيرتكوا ؟
مراد وسّعله شويه و هو دخل جنبهم ع السرير .. مارد بص لأبوه بغيظ: انا قولتلك ثق فيا شويه مراد بصّله بغيظ: انا واثق فيك بس مش واثق ف ده ( و شاور على عقله ) مارد ضحك غصب عنه: سيبها على الله همسه بصت لمارد بعتاب: هو بس مجرب مارد: عشان كده إتصرفت انا بداله.
فهد إتحبس أسبوع و خرج و اللوا مدحت راحله خرّجه .. فهد بصّله بتوهان و اللوا مدحت سكت: عادل فاق ف المستشفى بس ف غيبوبه و انا إستخدمت حالتك و ظروف موت مالك و ضغط اعصابك و خرّجتك بيهم .. ده غير إنهم كانوا متابعين عادل و عارفين إنه كان لازم يتقبض عليه ف طلّعتلك إذن ضبط و إحضار بتاريخ قبل ما تجيبه و بررت مجيه لمكتبك فهد سكت كتير و عقله مش جايب قدامه غير مالك .. عقله ورّاله وقفة يونس جنبه و اللى كانت المفروض تيجى منه و هو إتهمهم و بس ! خرج بتوهان راح على بيته لاول مره بعد اللى حصل .. البيت للأسف ملامحه تاهت معاه .. إتخنق ف مشى بسرعه .. راح على روفيدا فى بيت أبوها .. إتفاجئ بمقابلتها له بجمود ..
فهد بحزن: روفيدا انتى كده بتتخلى عنى روفيدا: و انت كنت جنب مين عشان ابقى جنبك ؟ فهد بيحاول يلاقى حاجه يقولها: بس انا كنت معذور .. انا روفيدا زعقت: اوعى تعذر نفسك ابدا فى اللى عملته .. اووعى فهد: انا بحبك و محتاجلك روفيدا بحزن: و اخوك كان محتاجلك و عمر ما حد حبك قده حتى انا .. معذرتهوش ليه ؟ محاولتش تحطله احتمالات ليه ؟ مكنتش جنبه ليه ؟
فهد بمحايله مش راضى عن الكلام اللى بيقوله: بس هو كان غلط روفيدا بصتله بخيبة امل: معنى كده إنى لو غلطت فى يوم هتموّتنى ؟ هلاقيك بين لحظه و التانيه قصادى نِد ل نِد بتحاسبنى ؟ اخوك وقف جنبك و إداك كل حاجه و فضّلك حتى على نفسه و بمجرد غلطه غدرت بيه .. انت ملكش امان يا فهد.. ملكش ابدا و انا عمرى ما هحس معاك بالأمان و مش هعرف اعيش مهدده معاك فهد دموعه نزلت على كلامها اللى مينفعش يترد عليه: البيت باظ .. إتخرب يا روفيدا .. إتخرب .. وقع .. هجروه حبايبه من تانى زى ما حبايبه هجروه من الاول روفيدا بلهجه ناشفه: كان لازم ده يحصل .. ما بُنِى على غلط ف هو غلط و الغلط لازم يقع من اول خبطه .. البيت ده كان من اساسه غلط .. انت و انا و حلم و مالك..
البيت يعنى سكن و سكينه و امان و انتوا طلعتوا غدارين و ملكوش امان .. هى غدرت و خدت روح اللى إداها ف يوم روحه و انت غدرت و وقّعت اللى إتشعبط يسند عليك كسرته .. فهد جه يمسك إيدها شدته منه بعنف: اوعى تسيبينى روفيدا بجمود: المساواه ف الظلم عدل .. مسير اللى ساب يتساب فهد مشى زى التايه .. رجع ع البيت .. شقته كانت بعيده عن الحريقه ف مطالتهاش .. دخل بقهره و قفل بابها على نفسه كإنه بيقفل باب حياته !
قضية مروان لسه بيتحقق فيها و مش عارفين يوصلوا لحاجه .. حلم عرفت و إتصدمت .. مرضيتش تجيب لحد سيرة الفلاشه اللى لقتها عند مالك و اللى عليها فيديوهات الراجل مع مروان بس إتذهلت .. ليه كانت مع مالك اما هو برئ ؟ و ايه علاقته ؟ ليه خبّاها اصلا ؟ و لا هو كان مع صفوت اصلا ؟
عم حلم حس ان إبنه بيتورط اكتر .. يعنى لو الراجل اللى نصب عليه موقعش إبنه هيشيل الليله .. ف وسط تفكيره افتكر مدير البنك اللى حلم كانت عايزاه و هى مقالتلهوش حاجه .. كلّمه: هى حلم كانت عايزه ايه بالظبط منك يوم ما كلمتك و هى راحتلك ؟ مدير البنك: طلبت تفتح خزنة جوزها و فتحتهالها و شافت اللى فيها و مشيت جرى عنها اتصدم بذهول: طيب انا نص ساعه و هكون عندك.
عمها راحله من باب الفضول .. كام عايز يعرف هى كانت عايزه تفتح خزنة جوزها ليه .. توقع إنه هيلاقى عقود التنازل بما إنها سألته عنهم بعد ما خرجت من البنك .. راح و قابل مدير البنك و خلاه فتحله الخزنه و فعلا شاف العقود بس شاف معاهم الفلاشه اللى عليها الفيديوهات .. اتصدم بغل .. يعنى حلم كانت عارفه ان جوزها هو اللى ورا اللى حصل بس دارت عليه ! وقف بغل اخد العقود اخفاها و خرج لمدير البنك: خلاص اقفلها .. هو واحد دلوقت بين ايدين ربنا خرج من البنك بالعقود اللى اول ما ركب عربيته مسكها قطعها و قطع نسخة التنازل اللى معاه و بكده حلم رجعت شريكه معاه من تانى و مفيش اللى يثبت تنازلها خاصة العقود مكنتش لسه إتوثقت ..
عمها راح تانى يوم النيابه قدم الفلاشه بس معرفش يبرّأ إبنه بيها .. خاصه انها صوره بس و لواحد دخل و خرج مع مروان يعنى مش سهل تثبت إنه اتنصب عليه .. و هناانكر التنازل و اقر إن حلم شريكه ف المشروع زى ماهى شريكه ف كل حاجه .. و بناءا عليه صدر قرار بالقبض عليها و التحقيق معاها .. حلم إتصدمت من اللى حصل: ازاى ؟ انا متنازله عن ورثى و نصيبى ف الشركه و فى عقود بكده عمها انكر: مفيش اللى يثبت حلم وقفت بصدمه: العقود مع مالك وكيل النيابه: و المفروض نجيب جوزك دلوقت من قبره نسأله ؟
حلم الكلمه وجعتها قوى: العقود موجوده ف خزنته وكيل النيابه صدر امر بفتح الخزنه و اكتشفوا ان مفهاش حاجه .. حلم وقفت قصد عمها بذهول: انت اللى خدت العقود ! زى ما سمحت انى اشوفها انت روحت و خدتها ! اخفتها عمها وقف يخرج من المكتب: إثبتى حلم بصدمه قعدت ع الكرسى: انت بتعمل معايا كده ليه ؟ عمها سابها و خرج و هى صدر قرار بحبسها على ذمة التحقيق .. حلم هنا حست إنها بتدفع تمن مالك .. تمن خسارته .. ربنا رايد تتظلم عشان تدوق مرارة الظلم. .. للحظه دى بس إتآكدت إنه مظلوم .. بس ازااى ؟
فهد ف دوامة حزنه اللى زى العجله بتلف بيه حوالين نفسها و مش عارف يخرج منها و لا عايز .. حس إنه محتاج لمالك حتى لو جثه بس .. اكيد هيحس بيه .. لازم يروحله .. بعد ما اخد حاجته و نزل بعربيته إفتكر إنه حتى ميعرفش المقابر اللى إتدفن فيها مالك فين .. وقتها كان مش ف وعيه ف مخدش باله .. إفتكر مراد و إنه قاله إن دى مقابر تبعه و هو كان معاه بردوا .. لف بعربيته و راحله ع الجهاز .. دخل و سأل على مكتبه لحد ما راحله و قبل ما يدخل قابله مازن .. مازن: خير فهد بتعب: عايز اقابل مراد باشا.
مازن كان هيمنعه بس منظره و حالته و تعبه منعوه: مراد مش هنا فهد دمّع قوى: محتاجله ضرورى مازن إفتكر اما مراد طلب منه يحط حراسه على فهد و يبلغه بأى حاجه تخصه: صدقنى مش هنا و مش هتعرف تروحله .. ده ف سينا .. عنده إجتماع و مش هييجى على طول .. هيعدى على معسكرات التدريب هناك فهد مردش و سابه و مشى زى التايه .. خرج مش عارف يروح فين و لا لمين .. تانى يوم حجز لسينا و سافر .. الموضوع كان اكبر من إنه محتاج يعرف قبر أخوه و إلا كان كلّمه .. هو محتاج حد يحضنه و مجاش على باله غير مراد او ملقاش حواليه غيره ..
سافر و وصل عند معسكرات التدريب و طلّع الكارنيه بتاعه ورّاه للأمن هناك: عايز اقابل سيادة اللوا مراد العصامى الظابط: طيب ادخل هنا لحد ما اديله خبر فهد دخل معاه و وقف ينتظره قدام ساحة التدريبات و المعسكرات و الظابط سابه و دخل لمراد .. فهد واقف بتعب و عينيه بتتحرك بعشوائيه حواليه لحد ما فجأه وقفت على حاجه قصاده .. حاول يدقق قوى ف اللى قدامه: الرائد محمد ؟
إتحرك بسرعه ناحية ما شافه بس قبل ما يوصله كان إختفى تماما كإنه مكنش موجود ! فهد حاول يدخل بس العساكر منعوه و هو بيزق فيهم بعنف و عينيه متعلقه ببعيد بيحاول يشوف هو شافه بجد و لا إتهيأله ! العسكرى و هو بيرجّعه: ممنوع الدخول هنا لاى حد .. ده حتى الظباط اللى بيدخلوا جوه مبيدخلوش إلا بكارنيهات خاصه و لو خرجوا دقيقه مبيرجعوش تانى إلا بالكارنيه فهد عينيه بتبص بعيد: الرائد محمد ده صح ؟ هو دخل جوه من شويه صح ؟ العسكرى بص لمكان ما بيبص فهد بس مفيش حد: الرائد محمد مين ؟ فهد بلهفه: محمد العمرى .. الرائد محمد العمرى .. انا شوفته
قبل ما العسكرى يرد مراد خرج و لقط سؤاله ف راح عليه: تعالى يا فهد فهد راح عليه بلهفه: الرائد محمد هنا ؟ صح ؟ انا شوفته مراد: محمد مين ؟ فهد زعق: انتوا هتستعبطوا ؟ محمد العمرى .. الظابط اللى إتقتل من كام شهر قدام المحكمه .. انا لسه شايفُه هنا من شويه مراد: و اما انت بتقول إتقتل يبقى شوفته ازاى ؟ فهد بيحاول يبص ببعيد: انا شوفته دخل من هنا .. انا متأكد .. انا مش عبيط مراد خده من إيده يتحرك لجوه: يمكن متهيألك و فهد شد إيده بعنف منه: انا لسه بعقلى متجننتش .. انا عارف إنى شوفته بجد و متأكد من ده .. بس اللى مش عارفُه هو بيعمل ايه هنا ؟ و ليه قولتوا مات ؟ و الاهم ليه انت بتنكر دلوقت ؟
مراد حاول يهديه: فهد انت اعصابك تعبانه صدقنى فهد قعد يضرب برجله ف الارض بعصبيه: بقولك شوفته و متأكد من كده مراد حاول يقرّب منه: طب تعالى ندخل مكتبى ترتاح من السفر فهد وقف للحظه يستوعب و بصّله بترقب: مالك الله يرحمه كان فى شغل صح ؟ كان فى مهمه زى مهماته بس مقالش لحد صح ؟
مراد لسه مردش فهد عيونه دمعت قوى: ارجوك قولى الحقيقه .. مالك مكنش بيقول لحد على سرية شغله عشان ميقلقناش حتى ف حياة أبويا و أمى .. و انا حسيت بكده لمجرد ما دخلت المكان هنا .. حسيت متأخر قوى عارف بس مش عارف ليه حسيت ب ده دلوقت مراد سكت كتير: ليه مسألتهوش يا فهد ؟ ليه مروحتلهوش مشوار زى اللى جيتهولى ده و لو لمره واحده يمكن كان فرق معاكوا ؟ ليه كل ده جه دلوقت ؟
فهد عيط: عشان كنت غبى .. غبى بس و الله من حبى فيه و له ...مالك كان بالنسبالى حاجه كبيره .. كبيره قوى .. اكبر من إنى اتخيل فى يوم إنها تغلط .. عارف ان محدش معصوم من الغلط خاصة بعد ما يشوف كل اللى مالك شافه .. بس مالك كان عندى غير .. غير اى حد و الله .. و رحمة أبويا كان عندى غير الدنيا بحالها مراد سكت و ملقاش حاجه يقولها ف طبطب على ضهره: شد حيلك شويه عن كده فهد مسك إيده من على ضهره باسها: قولى الحقيقه و حياة ولادك .. انت اب و مالك كان بالنسبالى اب و عارف يعنى ايه اب يتصدم ف إبنه و يعنى ايه إبن يتصدم ف أبوه ..
مراد بتلقائيه إفتكر صدمة مارد فيه اما شاف قضية الخطف القديمه اللى كانت معموله له مع همسه و غصب عنه إبتسم للذكرى اللى مكنش متخيل ان وجعها هيتمحى من حضن من إبنه لدرجة يبتسم اما يفتكرها ! فهد: مالك كان ف مهمه ؟ لسه ف شغله و لا إترفد بجد ؟ مراد إتكلم بجديه و صدق: صدقنى انا لحد دلوقت جاوبت للدنيا بحالها على سؤالك ده و بصدق .. مالك لا كان ف شغله و لا معانا .. مالك قرار فصله من شغله صدر من هيئة شغله و إتختم و إتمضى عليه من وقتها يوم محاكمته ف قضية قتل خليل .. و لحد هنا و إنقطعت صلته بشغله فهد إتصدم .. كان عنده امل هشه مش عارف جايبُه منين و لا عارف لو كان طلع صح كان هيواجه نفسه ازاى ..
إتحرك زى الآله يمشى و بصّ لمراد كتير قبل ما يمشى: انا شوفت محمد من شويه و متأكد من ده و ده مالهوش غير معنى واحد ان مالك حتى لو مش معاكم ف هو برئ من دم محمد و معنى إنه إستحرم دم واحد ف ده معناه إنه برئ من اى دم و إستحرمه و ده معناه بردوا إنه راح لربنا نضيف .. نضيف قووى .. و كان أبسط حقوقه إنكوا تبرّأوه لو تعرفوا حاجه
مراد متكلمش او معرفش يرد و فهد سابه و مشى ..
حلم إتحبست على ذمة القضيه .. حست إنها محتاجه لمالك قوى بتعيط بمراره .. شريط علاقتها مع مالك بيمر قدام عينيها بتفاصيله .. مراد قالها انتى شوفتى الورق اللى بيقول مالك غلط بس هل شوفتى مالك نفسه غلط ؟ إبتدت تراجع كل حاجه و كل موقف له معاها و كل كلمه قالهالها ف يوم بتشوفها من تانى .. بتشوف كل حاجه كإنها بتتفرج عليها من بعيد مش عاشتها ابدا ..
بتراجعها و بتشوفها من جانب تانى و بتبصلها بنظره مختلفه و بتعيد كتير فى كل لقطه جمعتهم و بتكتشف تفاصيلها و بتستغرب نفسها ازاى مشافتهاش وقتها .. مش عارفه تلوم نفسها إنها هى اللى شدته كتير لجواها و هو ياما قاوم لحد ما إستسلملها و لا تلومه إنه معرّفهاش حقيقته من الاول و سابلها حرية الاختيار .. رجعت بعقلها لورا و إكتشفت إنها لو الزمن رجع بيها كانت بردوا هتختاره و هتاخد نفس الخطوات ناحية مالك حتى لو كان عرّفها ! بس هو فييين ؟ فييين مالك ؟ تمت نهاية الرواية أرجوا أن تكون نالت إعجابكم