رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس
فهد بعد ما خلّص ف العمليات و تقريبا فاق قام بتعب بيحاول يتحرك .. الدكتور راح عليه بذهول: انت رايح فين ؟ انا صحيح قولت جرحك بسيط و سهل بس مش لدرجة تقوم ! فهد زقّه بغضب: و انا مش بس هقوم، انا خارج كمان و يلا من وشى السعادى عشان عفاريت الدنيا بتتنطط قدامى مش ناقصك الدكتور بضيق: يابنى انت لسه تعبان و اى مجهود هيفتح جرحك حتى لو بسيط و ينزف فهد مردش عليه بس مصمم و عمال يحاول يقوم و يتسنّد ..
الدكتور كمحاوله اخيره معاه: طيب ع الاقل تقدر تقولى هتقول ايه للى برا معاك ؟ محدش فيهم هيوافق تخرج، ده اخوك كان مصمم يدخل معاك العمليات فهد بصّله قوى و كشّر: أخويا ؟ الدكتور: اه اللى كان واقف معاك برا ده لحظه ما دخّلوك متصاب فهد فهم إنه يقصد يونس و إفتكر اللى حصل وقتها و كشّر و إتضايق من فكرة إن مالك لأول مره مش جنبه .. الدكتور: طيب ع الاقل اطلع ابلغهم و فهد قاطعه بزعيق: قولتلك خارج الدكتور بقلق: و لو محدش وافق ؟
فهد ببرود: خلاص يبقى متبلغش حد فيهم الدكتور خرج بتوتر و منع حد يدخله بس اما شاف فهد مصمم خرج للوا صالح .. اللوا صالح بذهول: يعنى ايه عايز يخرج هو إتجنن ؟ الدكتور سكت شويه: انا قولت لحضرتك ان الإصابه كانت سطحيه و الرصاصه متخطتش عضم الكتف ! هى بس تقدر تقول اللوا صالح زعّق: بردوا ده مش معناه يخرج، ده واحد عامل عمليه و لسه خارج منها حتى لو صغيره الدكتور بحذر: طب اقوله ايه ؟ ده تقريبا خلاص جهز و هيمشى اللوا صالح بغيظ: دماغه جزمه زى أخوه .. قوله مينفعش، مش مسموحلك، اى حاجه لحد ما يبقى كويس او ع الاقل نأمّن خروجه فهد كان خرج من غرفته و راح عليهم: ليه بقا ان شاء الله ؟ مقبوض عليا و انا مش واخد بالى ؟ و لا مقدرتش على البيه بتاعك يا باشا جاى تتشطّر عليا ؟
اللوا صالح للحظه حس إنه إتسرّع ف وصفه للى حصل من مالك قدام فهد .. هو اه كان عايز الموقف يوصل زى ما حصل لمالك عشان يجبره يرجع بس متخيلش ابدا ان فهد هيتحوّل كده ! فهد بعِند: انا خارج و ده اخر كلامى متتعبش نفسك بقا و وفّر طاقتك و مجهودك مع البيه بتاعك اللوا صالح لهجته إتغيرت: فهد فى حاجات انت مش فاهمها .. انا مكنش قصدى اللى وصلك او بمعنى اصح مكنش ف بالى إنك هتوصل لكده .. مالك اه قتل خليل بس فى كتير انت متعرفهوش و فهد زعّق: بس بقا .. كفايه و لا اللوا صالح حاول يهديه: افهم بس.
فهد سابه و إتحرك و اللوا صالح اما شافه مصمم يخرج شاور لحد جنبه: إنزل طيب إبعتلى حد من الحراسه اللى عليه تحت فهد إتريق: قولتلك خارج و لو عايز تستخدمنى و مصمم على وجودى عشان توصل للبيه بتاعك اعتقد إنك غلطان لإنه مش هيهمه لإنه لو كان هيفرق معاه كان فرق معاه أبويا و أمى من الاول و لا كان عمل حسابى حتى بعدهم ! واحد من حراسة فهد طلع و قبل ما يتكلم الرائد محمد كلّم اللوا صالح ع الموبايل .. اللوا صالح إتصدم، كان متوقع ان مالك بمجرد ما هيعرف باللى حصل مع فهد هيجى بس مكنش متخيل بالسرعه دى و لا متخيل إنه ضعيف للدرجه دى من ناحية فهد: يعنى جاه فعلا ؟ انت متأكد ؟
فهد وقف و شد إنتباهه الكلام و خمّن إنه على مالك: مالك ؟ مش كده ؟ اللوا صالح بصّله و سكت و للحظه إتردد ف اللى ممكن يتعمل و فهد شاور للحراسه تنزل وراه و نزل .. اللوا صالح بسرعه للرائد محمد: حاول تشغل مالك و انا نازلك، المهم متخلهوش يقابل الحمار أخوه
مالك كان وصل و اخد حلم و لسه هيدخل الرائد محمد وقّفه: انت رايح فين يا مالك ؟ كفايه كده مالك لمح اللوا صالح وراه كان لسه نازل ف وجّه كلامه له: قول لتلميذك يا باشا يمشى من وشى السعادى .. اللوا صالح لسه هيرد مالك كمّل كلامه بتحذير: فهّمه إنى جاى بمزاجى لإنى وصلت خلاص للى عايزُه .. ف خليّه يغور من وشى و إلا مش هبقى مسئول عن اللى هيحصل اللوا صالح بخوف على مالك فعلا من مواجهته لفهد ف الوقت ده: بلاش يا مالك دلوقت .. فهد كويس صدقنى .. هو بس متضايق من اللى حصل و مالك قلق اكتر و إتجاهل كلامه و صمم يدخل: اشوفه بنفسى اللوا صالح شاور للرائد محمد بعينيه موافقه إنه يسيبه يدخل و الرائد محمد وسّعله طريقه بعد ما رفضوا يفكوا الكلبشات .. و الاتنين إتحركوا لجوه و بمجرد ما بيلفّوا لجوه إتفاجأوا بفهد قدامهم ..
احلام و أبوها و أمها كانوا جايين لفهد يتطمنوا عليه تانى بعد ما عرفوا إنه لسه ف المستشفى مخرجش بس بمجرد ما وصلوا شافوا حراسه كتير و قوه و عساكر ! احلام بقلق: هو فى ايه ؟ ايه كل ده ؟ عبير أمها: ربنا يستر و ميكونش البيه بتاعك بسبب شغله حصل حاجه لأخوه كمان احلام إتوترت بقلق و أبوها اللى رد: يا شيخه فال الله و لا فالك، اكيد مالك حاططهم لأخوه يحرسوه عبير بضيق: و ده معناه ان الحريقه كانت متدبره بدليل خايف على أخوه اهو، عشان كده كنت مصممه بنتك تفضل بعيد لحد ما نشوف الامور هتوصل لفين .. اديه فكّر ف أخوه و هى و لا على باله اصلا، عموما اما نشوف دخلوا و قبل ما يطلعوا إتفاجئوا بفهد و مالك قصد بعض قدامهم !
مالك إبتسم بتلقائيه اول ما شاف فهد و لسه بيروح ناحيته فاتح حضنه إتفاجئ بفهد كان واخد مسدس من الحراسه و رافعُه ف وشه .. مالك شبه مستوعبش ده .. هو بس كل اللى إستوعبه إنه جاى لفهد و متوقع فيه حاجه وحشه و بمجرد ما شافه على رجله قدامه إتطمن .. فهد زقّه بالمسدس ف صدره بَعده عنه: اهلا بالبيه المجرم البلطجى مالك بصوت تايه او مصدوم كإنه مسمعهوش: حبيبى .. حقك عليا .. و الله حقك عليا .. إهدى و انا هفهّمك كل حاجه .. اهدى بس دلوقت انت تعبان فهد زعّق بتعب: انت ملكش دعوه بتعبى .. فاهم ...ملكش دعوه .. انت السبب مالك إتجمّد مكانه و حس إنه قدام واحد غريب ميعرفهوش: فهد انت بتقول ايه ؟ انا جاى عشانك .. انا.
فهد زقّه: لا كتّر خيرك الصراحه .. و لا جاى تشوفنى مُتّ و لا لسه زى ابوك و امك اللى راحوا بسببك و لا اللى إتقتل بسببك مالك مش عارف يرد من كلامه اللى ورا بعضه و فهد وقف بالعافيه و زقّه مره ورا مره ورا مره و هو بيتكلم: غور برا مش عايز اشوف وشك .. انا مش متخيل إنك بالقذاره دى .. انا ازاى كنت غبى كده ! مالك بصّله كتير و لأول مره يحس إنه إتسرّع ف قرار خده و هو إنه يرجع عشانه .. حلم بصتله بعتاب على رجوعه و هو عينيه بتلفّ حواليه ع المكان بشئ من التوهان و التركيز و صدمته بس هى اللى مسيطره عليه ! و فجأه اللوا صالح شدّ مالك و إتحرك بيه: قولتلك بلاش مالك بصوت تايه: انت قولتله ايه بالظبط ؟
اللوا صالح سكت و معرفش يرد و الرائد محمد راح عليهم فك الكلبش اللى ف إيده هو و حلم و فصلهم .. حلم بمجرد ما إيده إتفكت منه قلبها إتقبض .. عينيها دمّعت لوحدها و بتلقائيه إيدها راحت على إيده مسكتها .. مالك بصّلها بتوهان و متكلمش .. بمجرد ما إنفصلت عنه حس إنه بيختنق .. مش عارف يتنفس كإنه كان بيتنفسها او هى سحبت الاكسجين معاها و هى بتبعد ! عقله مش راحمُه من كلام فهد و لا قلبه راحمُه منها ! الرائد محمد و اللوا صالح إستغلوا إستسلامه بالشكل ده و إتحركوا بيه ..
فهد حدف المسدس من إيده بقرف و سابهم و نزل .. مالك بمجرد ما بيلفّ معاهم إتفاجئ بأحلام ف وشه .. قدّمت خطوات من وسط أبوها و أمها لحد ما بقت قصاده و بصّتله قوى و رجعت بصّت لحلم وراه و فضلت تنقل عينيها بينهم و بين إيديهم اللى كانت متكلبشه ف بعض ! سابتهم و نزلت جرى و أمها وراها و أبوها حصّلهم و مالك غمض عينيه بعنف ع الخساير اللى بتتسابق ورا بعضها .. يونس كان طالع قابلهم نازلين و لسه هيوقّفهم و هينطق مالك شافه و شاورله يسكت ف راح عليه و معرفش يعمل حاجه غير إنه يحضنه و بس .. مالك ف حضنه بيتكلم بالعافيه: خد بالك من حلم .. خرّجها من الموضوع بأى شكل .. هى مالهاش دعوه بحاجه يونس معرفش ليه مستغربش كلامه ! اللى قدامه احلام مش حلم و اللى تخصّه بردوا احلام و اللى المفروض يبقى خوفه عليها ! بس قلبه اللى على صدر يونس بيدق بعنف ف كلامه عنها فسّرله كلامه ..
هزّ راسه بهدوء: متقلقش .. بعدين انا خلاص خلّصت و غالبا كل حاجه هتطلع زى ما عايزين مالك إبتسم إبتسامه باهته: خلى بالك من فهد .. خليك جنبه اوعى تتخلى عنه يونس هزّ راسه يطمنه و مالك إتحرك مع اللوا صالح و الرائد محمد .. حلم إتحركت بالعافيه وراهم لحد ما نزلت و بتلف وشها إتفاجئت بأحلام لسه ما مشيتش .. احلام كانت بعد ما نزلت وقفت سألت عسكرى من الموجدين عن اللى حصل و هو حكالهم بإختصار ! نزلوا بمالك اللى عدّى عليهم و عينيه بتلقائيه إتنقلت بين الاتنين ! بس ياترى مين فيهم هتمشى وراه و مين هتمشى بعيد ! حلم وقفت قصادها بعد ما مالك مشى من وسطهم و الاتنين ميعرفوش بعض بس بيبصوا لبعض بشرار !
مالك أخدوه ع الجهاز و هناك حطّوه ف حبس خاص و شددوا عليه الحراسه و إبتدى التحقيق معاه .. المحقق: ده قتل عمد يا سيادة المقدم مالك بجمود: ده كان اخد حق المحقق: و هو اللى له حق بياخده بالهمجيه دى ؟ مالك سكت و دوّر وشه .. المحقق: و ايه دليلك إن لك حق ؟ و حق ايه اصلا ؟ مالك سكت لإنه معندهوش حاجه يقولها او بمعنى اصح معندهوش دليل على اللى عنده ..
المحقق: انت إستخدمت سلاح خدمتك ف اغراضك الشخصيه و دى مش اى اغراض ده قتل .. و ده طبعا غير تهمة القتل العمد اللى من الواضح إنك مش بتنكرها او حتى بتدافع عن نفسك و غير محاولة الهرب و التعدّى على ظابط اثناء خدمته و هو كان ف الوقت ده ظابط بيأدى شغله مش زميل مالك سكت و ميّل راسه بين إيديه و بيحاول يضغطها جامد و مستنى نتيجة اللى طلبه من يونس و اللى مينفعش يعلن عنه دلوقت و إلا مش ضامن النتيجه او ممكن يعملوا ايه لمجرد العمليه متبوظش ! المحقق: للإسف التهمه ثابته عليك و عن عمد .. يعنى حتى مفيش دفاع ممكن يعملك حاجه .. و دلوقت حبس على ذمة القضيه لحد ما نشوف شهادة الشهود
مالك سكت و رجّعوه على حبسه و المحقق راح للوا صالح: هيحتاجوا ف المحاكمه شهادة الشهود اللى كانوا موجودين وقت الواقعه .. مع إنى معتقدش ده هيفيده بحاجه .. انت شايف الوضع اللوا صالح بضيق: يعنى ايه ؟ مالهاش مخرج ؟ المحقق بأسف: انت متطلع على كل حاجه بنفسك .. ياريت سايبلنا اى ثغره تخرّجه اللوا صالح بغيظ: غبى المحقق: للإسف ده حتى الجريمه ف قلب القسم .. يعنى إتقفّلت من كل ناحيه.
اللوا صالح وقف بنرفزه: حاول تشوف اى صرفه .. كده هيضيع .. قول إنه ده واحد كان ف وقت صدمه .. أبوه و أمه ماتوا قدام عينيه ف حصله انهيار عصبى مثلا خاصة ان الوقت بين موتهم و الجريمه متقارب .. قول اى حاجه ان شالله إتجنن بس طلّعله صرفه .. كده مش بس مستقبله ده حياته هتضيع المحقق بأسف: دى قضيتين ف بعض .. إستغلال منصب و إستخدام سلاح المهنه مع قتل اللوا صالح هزّ راسه بعنف: مالك مش بس تلميذى و لا انا بس مديره .. ده عِشرة سنين .. انا قابلته من اول يوم له ف الشرطه و مشيت معاه خطوه بخطوه و كان كل ما بيتقدم خطوه احس بنجاحه قبله .. مينفعش كل ده يروح كده .. مينفعش .. ع الاقل حاول تفادى حياته المحقق سكت بأسف و هو خرج و رزع الباب وراه ..
حاولوا يربطوا بين خليل و حادثة حريق البيت ف حوّلوا البيت تحت فحص المعمل الجنائى .. حلم راحت وراه يومها و حاولت مره و اتنين و كتير تشوفه بس معرفتش .. خدوا اقوالها و بلّغوها إنهم هيحتاجوها ف المحكمه و تبقى موجوده .. بعدها إتصلوا على أهلها يبلغوهم بإنهم وصلولها و طلبوا حد يضمنها .. مروان و أمها راحولها و هى راحت عليهم بإرهاق .. قابلها مروان بلهفه: حلم ؟ انتى كويسه ؟ كنتى فين كل ده ؟ ايه اللى حصل ؟ و ايه اللى ودّاكى ورا مجرم زى ده ؟ حلم إتضايقت و مش عارفه من كمية الاسئله دى و لا من كلمة مجرم بس إتجاهلت كل ده و حاولت تمشى: انا كويسه و مش قادره اتكلم دلوقت أمها وقّفتها بالعافيه: فى ايه ؟ ايه اللى حصل ؟ عمل معاكى ايه الحيوان ده ؟
حلم نفخت بغيظ: قولت مش قادره انطق دلوقت .. و إتطمنى لا حصل حاجه و لا عمل معايا حاجه انا كويسه أمها زعّقت: بقالك يومين بايته برا البيت و مع واحد مجرم و هربان و تقوليلى اتطمن ؟ حلم بتلفّ وشها لمحت مالك بينقلوه لحبسه بعد ما خرج من غرفة التفتيش و أخدوا بصماته و وقف على صوتهم متابع حوارهم و الاتنين بصّوا لبعض ف نظره طويله و تايهه .. حلم رجعت بعينيها لأمها بالعافيه و كلامها طلع لوحده بدون منطق منها: مالك لا مجرم و لا هربان و لا اذانى حتى .. انا اللى روحت وراه اما عرفوا إنه ف الفندق عشان اتابع بقية القضيه و هناك حصل الباقى أمها: و مكلمتنيش ليه ؟
حلم بذهول رفّعت صوتها بتريقه: اكلمك اقولك انا مضطره اهرب معلش من فضلك يا ماما أمها إتنرفزت: ع الاقل اما حد يسألنى عنك اعرف ارد .. و لا اقول لعمك .. انتى عارفه خليتى شكلى ايه قدامه و لا قدام الناس حلم ضحكت بحزن خبّته بلهجة تريقه: اه انتى كل اللى فارق معاكى ده .. عمى و تقوليله ايه ؟ جوزك ! شكلك قدام الناس ! برستيجك يعنى ! انما انا اتفلق ! لو الموضوع مكنش إتعرف من حد و محدش سألك كنت إتفلق انا !
أمها بغضب: اووه مش هنخلص بقا من الاسطوانه دى .. انتى ليكى عين تبجّحى ؟ انتى حلم زعّقت: كفايه بقا انا زهقت .. زهقت و تعبت من جفاكى ده .. و الله العظيم تعبت سابت أمها و مشيت و مالك فضل مكانه بشرود لحد ما خدوه لحبسه تانى ..
عدّى كام يوم إتجدد فيهم حبس مالك لحد يوم المحاكمه نقلوه للمحكمه .. مالك حكى جزء من اللى حصل عن إتهامه بالهرب و ساب إتهام القتل كإنه مستنى حاجه: انا مهربتش و لا يوم ما هغلط ههرب من حسابى .. انا بس شوفت حد قدام القسم مراقب اللى بيحصل و بينقله ع الموبايل لحد ف كنت محتاج افهم القاضى نوعا ما إقتنع خاصة ان موقف هروبه كان غامض: و ليه مبلغتش عنه اى حد ؟ مالك: ملحقتش، حركته كانت اسرع من إنى اتنفس حتى ف كان لازم الحقه القاضى: و ايه دليلك ؟
مالك سكت لإنه للإسف محدش شافه .. القاضى: و البلطجيه اللى راحوا وراك ؟ مالك: معرفش، اعتقد إنى مش هبعتهم لنفسى و لا هبعت الصور اللى جاتلى ع المستشفى لنفسى المحكمه إتطلعت ع الصور اللى مالك كان طلب من يونس يجيبهالهم من عربيته و شافوا التهديدات اللى عليها، بعدها إستدعوا الشهود .. فرّغوا الكاميرا اللى كانت ف غرفة خليل و مالك شافها قبل ما يهرب تانى .. إستدعوا العساكر اللى ف القسم اللى شهدوا إنهم شافوا مالك داخل بعنف و معاه سلاحه و كسر الزنزانه على خليل و دخله من غير حتى إذن زياره او إستنى حد يفتحله و بردوا شهدوا بمحاولة هربه و شدّه لسلاح الرائد محمد و إستخدامه ف فك الكلبش و هروبه ..
و بعدها إستدعوا يونس .. يونس: ده كان دفاع ع النفس القاضى: انت وصلت بعد الجريمه مش قبلها يونس بضيق: اه بس اكيد فهمت من الموقف .. انا ظابط مش كفتجى القاضى: بس مالك منظره مبيقولش ان كان ف تعدّى عليه عشان يدافع عن نفسه بالمنظر ده ؟ يونس بغضب: انت مش شايف منظره ؟ القاضى: ده تعب نفسى مالهوش علاقه باللى حصل يونس سكت و هما بعده إستدعوا الرائد محمد .. الرائد محمد بحيره: معرفش ايه اللى يخلّى حد بعقلية مالك يوصل للحاله دى او حتى ياخد الخطوات العشوائيه دى القاضى: كان قايلك إنه جايلك ؟
محمد سكت شويه: لاء .. بس كنت متوقع القاضى: ليه توقعت يجى ؟ محمد: كل اللى اعرفه عن القضيه ان فى خلاف بينه و بين خليل و ف اليوم ده خليل إتنقل ع القسم لعندنا ف توقعت ان مالك هيجى القاضى: خليل هو اللى إبتدى ؟ محمد سكت بأسف: لاء القاضى كمّل اخد اقواله و إستدعى بعده حِلم بصفتها كانت موجوده وقت الجريمه ان لم تكن الوحيده ..
وصلت للمحكمه من اول الجلسه بتوتر مش عارفه سببه .. دى مش اول مره تدخل محكمه بصفتها محاميه .. ليه مخطوفه كده ؟ القاضى: استاذه حلم انتى هنا مش بصفتك محاميه .. انتى كشاهد ع الجريمه و للأسف من كل دول الشاهده الوحيده اللى كلامها هيبقا منطقى عشان تقريبا انتى الوحيده اللى حضرت لحظة قتل المجنى عليه زائد إنك الوحيده اللى خرجتى مع القاتل لحظة هربه و تواجدتى معاه طول فترة هروبه حلم بصّتله بقلق و القاضى بصّلها: المعمل الجنائى نفى ان فى صله بين القتيل و حريق البيت .. مالهوش اى بصمات هناك .. و لا فى اى تسجيلات او كاميرات ف المنطقه مسجله إنه حتى كان ف المنطقه هناك .. ده غير كاميرات الفندق اللى وضحت لحظة وصول مالك قبلها و أخده للمجنى عليه معاه .. و حتى لو متورط ف عملية الجبل مع ان معكش دليل او التهديد اللى ع الصور او حادثة المقدم يونس ف مقدرناش نوصل لدليل يدينه .. ثم ان ده مش مبرر كمان لقتله.
حِلم بلعت ريقها بصعوبه و مش عارفه تنطق .. حاسه لسانها إتربط .. ماهى لو شهدت باللى حصل هى عارفه كويس إنها بكده هتوصّله لفين و لو انكرت هتخون القسم و حتى مهنتها ... الاختيار صعب .. صعب قوى فركت إيديها بتوتر و بتلف وشها من بين كل العيون إتلاقت عيونها بعيون المالك اللى لمحت جواهم حزن و وجع بيقولوا العيون دى لا يمكن تكون بالوحشيه اللى شافتها منه دى .. مالك بسرعه دوّر وشه و هى أخدت نَفس طويل و إبتدت تستنجد بعقلها يسعفها .. هى حاولت تبقى دفاع عنه و المحاميه بتاعته بس معرفتش لمجرد ان مالك رفض وجود دفاع اصلا .. إتراجعت اما إفتكرت ان وجودها كدفاع هيبطل شهادتها اللى ممكن تنجده .. فقررت تلعب الدورين ف دور واحد .. حلم خدت نَفس طويل متوتر بصوت: اولا بعيدا عن الجريمه و ملابسات حدوثها مين قرر ان مالك كان هربان ؟
القاضى: امال إستخدم سلاح الرائد محمد ليه بالعنف ده ؟ و ليه كسر الكلبش اصلا اما مش هربان ؟ حلم قررت تلعب بالإجابه مستنده على كلام مالك: و ليه هيروح الفندق ؟ اعتقد ده مكان عام و مكشوف و مش منطقى يبقى مخبأ للهرب و لا مالك بالسذاجه اللى تخليه يلجأله وقت هرب القاضى إقتنع نوعا ما: البلطجيه اللى راحوا ع الفندق اكبر دليل على إدانته .. عشان يغطوا على هروبه .. زائد العربيه اللى سابها قدام الفندق بعد ما هرب ف عربيتك و اللى إكتشفنا إنها مش بتاعته زائد الجثث اللى لقناهم ف بيت خليل إثناء البحث عنه.
حلم ردت بسرعه: امتى هيلحق يعمل كل ده ؟ كل حاجه حصلت ف دقايق و بدون ترتيب لا من الوقت و لا الظروف يبقى امتى هيرتب لهربه من نتيجتها ؟ البلطجيه اللى لاحقوه قدام الفندق اعتقد إنهم رايحين لأذيته مش نجدته و ده دليل ان فى حد متابعُه من لحظة دخوله القسم ان مكنش قبلها .. و العربيه دى هو اخدها من ع الطريق بعد ما إكتشف ان صاحبها متابعُه .. و اما عن الجثث ف اعتقد ان مفيش دليل إدانه واحد عليه .. لا بصمات و لا سلاح القاضى بغموض: انتى عرفتى ازاى ان مفيش بصمات و لا سلاح ؟ حلم إرتبكت: عشان اعتقد كنت معاه يعنى كان تحت عينى طول الوقت و لو حصل حاجه من دى اكيد كنت اول واحده هشوفها بحكم الكلبش اللى بينا و لا ايه ؟ القاضى فهم إنها بتحوّل مسارها من شاهد لدفاع بس تقبّل ده بإرادته: و عن اخده ليكى ف هربه ؟
حلم ردّت بتلقائيه من غير ما تفكر: انا اللى روحت بمزاجى و بإرادتى هو مغصبنيش و اعتقد إن مش هو اللى كلبشنى فيه ثم ان انا اللى ساعدته القاضى بصّلها قوى بإنتباه: ساعدتيه ؟ ساعدتيه ازاى انتى ؟ حلم إتوترت اما حست إنها إندفعت و قبل ما ترد كان مالك سبقها بالكلام: قصدها إنها موقفتش ف طريقى و لا عركلتنى و اعتقد ده خوفا منى و من الموقف، مش هتعترض واحد لسه قاتل قدامها و قدامه سلاح الرائد محمد اللى كان سايبُه .. اكيد لازم تخاف و بعدين هى لا متهمه و لا حتى دفاع .. دى واحده شافت جريمه قدامها و فضولها خدها تشوف الباقى ف جات ورانا القاضى فهم إنه بيبعدها عن اللى حصل: عندك حاجه تانيه ؟
حلم بصّت لمالك بغيظ و رجعت بصت للقاضى: لاء بس بكده ادلة الاتهام هى هى نفسها ادلة البراءه .. ف خلال الجلسه حد رن على يونس و هو بسرعه خرج لبرا و ثوانى و كان راجع بحماس .. يونس بسرعه: ثوانى ثوانى لو سمحت .. فى جديد جدّ ف القضيه القاضى: جديد ايه ؟ ثم إنك بتتكلم بصفتك ايه ؟ شهادتك خلصت و المحكمه سجّلت اقوالك يونس: انا طلبت من النيابه إذن تحويل جثة خليل للطب الشرعى و هى رفضت لتكامل اركان الجريمه .. بس انا عملت الموضوع بشكل سرّى القاضى: يعنى ايه عملته بشكل سرّى ؟ احنا ف محكمه و دى جريمة قتل مش تهريج .. ثم ان اى خطوه من غير إذن نيابه لا يُعترَف بيها اصلا يونس: يبقا يطلع تصريح النيابه حالا و تتحوّل الجثه مره تانيه للطب الشرعى تحت إشرافكم المحقق بص لهيئة المحكمه و القاضى سكت شويه: ايه اللى وصلتله من تقريرك ؟
يونس بحماس: المعمل الجنائى اثبت ان القتيل دخل جسمه ماده سامه قبل إشتباكه مع مالك بأقل من نص ساعه و ان السم ده دخل جسمه عن طريق الفم .. يعنى برشامه .. و كمان مفعوله بيبان خلال ساعه من تعاطيه .. اللوا صالح وقف بحماس: يعنى كده كده كان هيموت ؟ يونس إلتفت له: لاء هو كان ميت اصلا .. الطب الشرعى اثبت إنه مات بتأثير السم مش الرصاصه .. و إنه إنتهى حتى قبل الرصاصه الاولى و اللى كانت ف رجله .. اللوا صالح راح ناحية هيئة المحكمه بأمل: يعنى كده مالك بعيد تماما عن قتله .. و زى ما وضّحنا لهيئتكم ان القتيل كان متورّط ف عملية سلاح و إنه كان كبش فدا للناس اللى متصدره للعمليه ف اكيد هما اللى خلصوا منه اما إتقبض عليه مره و اتنين ف حسوا إنه إتكشف و هيكشفهم معاه.
القاضى: مفيش اى دليل ملموس على تورّطه معاهم .. و لو إفترضنا ده و لو إفترضنا براءة مالك من قتله و إنه إتقتل بطريقه تانيه ف يكفى ان فى شروع ف قتل و ان سيادة المقدم إستخدم سلاح مهنته خارج نطاق شغله اللوا صالح سكت بإحباط و يونس نفخ بغيظ ..
حِلم هنا إتدخّلت: يبقا لازم الاول يصدر قرار بإعادة الجثه للمعمل الجنائى و تأجيل النطق بالحُكم لظهور ادله جديده القاضى: و هو كذلك .. تُحوَّل الجثه للطب الشرعى تحت إشراف هيئة المحكمه و تؤجَّل الجلسه لحين الإنتهاء منها
خلصت الجلسه و رجّعوا مالك حبسه تانى و إتحوّلت الجثه للكشف مره تانيه و اللى فعلا اكّد على كلام يونس .. و بناءا عليه إنعقدت جلسه تانيه للحُكم .. وصلوا بمالك تانى للمحكمه و كان الكل موجود احلام و أمها و أبوها و فهد و يونس و حِلم و حتى اللوا مدحت و روفيدا .. الكل متوتر و شويه و دخلت هيئة المحكمه اللى إتطلعت على تقارير المعمل .. و هنا وسط ذهول الكل صدرت حُكم على مالك ! القاضى:حكمت المحكمه حضوريا ع المتهم مالك ياسين الهجّام ب فصله من شغله و تجريده من الرُتب العسكريه و الحبس سنه مع الشغل و النفاذ لسوء إستغلال منصبه و إستخدام سلاحه ف اعمال عدائيه خارج شغله ..
حِلم هنا وقفت بصدمه و بتهز راسها يمين و شمال بتوهان و بصّت لمالك ف نظره طويله .. مش عارفه إذا كانت اسف و لا صدمه و لا خيبة امل .. نظره بألف معنى و معنى غريبه على العلاقه اللى مش موجوده بينهم اصلا .. يونس قام بهجوم: ايه التخلف ده ؟ يعنى ايه ؟ بتدافعوا لواحد مجرم لمجرد إنه إتقتل و مش بإيده كمان اللوا صالح قام بتوهان و بصّ لمالك و هزّ راسه بأسف .. فهد وقف جامد و دوّر وشه بعيد بيبص بنظرات تايهه بعشوائيه حواليه كإنه بيهرب من عيون مالك اللى طول الجلسه محاصراه بعتاب، إتحرك زى الآله لحد ما خرج و الكل إبتدى يخرج و المحكمه نقلت مالك لحبسه ..
مالك بعد النطق بالحكم نقلوه على سجن مدنى و إبتدت تتحسبله مدة سجنه .. قعد بتوهان و مش عارف حتى ينطق .. مش قادر يحدد هو حاسس بإيه اصلا .. نظرات خيبة الامل اللى شافها ف عيونهم إنهارده كانت اكبر من اى تحمُّل .. ايام و ليالى و اسابيع عدّت عليه ف حبسه و حالته زى ما هو مبينطقش و لا بيتعامل مع حد .. دخل عنده ظابط: ثابت ياض منك له الكل وقف و مالك كان بيصلى ف منتبهش لدخوله اصلا .. الظابط راح عنده وقف قصاده لحد ما مالك خلّص و وقف عشان خلّص مش عشان وجوده و ده غاظ الظابط جدا ! مالك هيتحرك الظابط وقف ف وشه: انا مش قولت ثابت ؟
مالك بجمود: كنت بصلى الظابط: و انا شايفك مش اعمى، بس اما ادخل تسيب اللى ف إيدك و توقفلى يا روح أمك مالك بلع غضبه بالعافيه: و انت بتجيب ف سيرة أمى ليه دلوقت ؟ الظابط بتريقه: عشان لو علّمتك حاجه مكنش زمانك هتبقى هنا يا .. يا روح امك مالك نطق بلهجه غريبه قوى: أمى لو كان عندها عيل زيك مكنش زمانها عند ربنا دلوقت الظابط قبل ما يستوعب رد مالك كان متفاجئ بإيد مالك بتلبس ببوكس ف وشه وراه التانى و التالت و كإنه بيفرّغ فيه شحنة كتمانه لكل اللى فات او بيفوق بيه ! الكل إتلم عليهم و الباب إتفتح و دخل العساكر خلّصوا الظابط من تحت إيد مالك بالعافيه و خرجوا بيه !
مالك رجع مكانه بضيق من الحاله اللى وصلها .. وجعته قوى سيرة أمه .. حالته بتسوء يوم عن يوم و رافض الزياره من اى حد نهائى .. لحد ما يونس صمم يدخله هو بنفسه و اخد إذن بكده و دخل .. يونس اول ما دخل و شاف مالك على حالته مقدرش يمسك نفسه و راح عليه حضنه .. مالك حاول كتير يتجمّد قدامه بس قدام ضمّته إستسلم بألم .. يونس حاول يهزر: ايه ياض ما تنشف كده الحبس للرجاله مش العيال الخِرعه مالك حاول يبتسم بس فشل ف طبطب عليه و قعد بهدوء و يونس قعد جنبه .. يونس بحزن: ايه يا صاحبى ؟ هى اول شده و لا ايه ؟ دى لا اول الازمات و لا هتبقا اخرها .. ما تقوى كده مالك سكت كتير و كلامه طلع بالعافيه: فهد عامل ايه ؟
يونس بصّله بغضب كتمه: انت ف ايه و لا ف ايه ؟ ما تفكر ف نفسك شويه و لا ناسى هو عمل ايه ؟ مالك وقف بعنف: ملكش دعوه .. متتدخلش ف اللى بينى و بينه و لو هتجيلى عشان تقف بينا يبقى متجيش تانى يونس حاول يهزر: خلاص يا عم متزقش انا بس متغاظ منه .. بس اسكت ده عامل زى الفراخ البيضه .. بيفرفر ف إيد اللوا مدحت مالك إبتسم بحب: هو مسك شغل ؟
يونس: اه و وصيت عليه زى ما انت كنت هتعمل .. بعدين متقلقش ده شرطه ميدانى يعنى متدلعين مالك إبتسم: هو كويس ؟ عايز اشوفه يونس ضحك: هقبضلك عليه بكره و اجيبهولك من قفاه متقلقش مالك بحب: وحشنى .. متقولهوش حاجه .. هاته بس ف اى حوار و تعالى يونس: عنيا مالك: مفيش اخبار عن القضيه ؟
يونس هز راسه بأسف: للإسف إتقفّلت يا صاحبى بالضبه و المفتاح بس متقلقش اى جديد هبلغك قعدوا كتير و يونس حاول على قد ما يقدر يهوّنها على مالك اللى شويه شويه إبتدى يفك و يخرج من صمته بالتدريج و الاخر يونس قام يمشى .. مالك بصوت مبحوح: خد بالك من فهد يونس بهزار: انت ليه محسسنى إنه ضناك ؟ مالك إبتسم بحب: طب ماهو إبنى يا اهبل يونس: ربنا يخليكوا لبعض مالك إتنهد بصوت عالى: ياارب يونس: سيبها على الله يا صاحبى .. و هى ان شاء الله هتتعدّل و يبقالها صرفه مالك هزّ راسه و يونس بعد ما مشى إلتفت له بمكر: هى مين حِلم دى ياد يا مالك ؟
مالك بتلقائيه عيونه لمعت و حاول يمنع إبتسامته معرفش .. يونس غمزله: بقا الحكايه كده ؟ مالك زقّه بغيظ: حكاية ايه يا لطخ ؟ دى الفقر اللى كانت موجوده ساعة اللى حصل .. وشها فقر يونس ضحك بصوت عالى: بقا بذمتك حد يبقا قدامه البسبوسه دى و يقتل ؟ مالك افتكر اللحظات البسيطه اللى جمعته معاها و إبتسم .. يونس غمزله و مالك زقّه بغيظ لحد ما خرّجه و مشى ..
عند احلام ف بيتها .. بتلبس و نازله شغلها أمها دخلت عليها بغيظ: انتى بردوا مصممه ع اللى ف دماغك ؟ احلام بزهق: هقعد ف البيت اعمل ايه يعنى ؟
عبير بضيق: منه لله اللى كان السبب احلام بصّتلها بضيق و دوّرت وشها و أمها نفخت: طب ع الاقل كمّلى اجازه لحد اخر التيرم ده .. و انتى كده كده اما طلبتى اجازه خليتى حد من المعيدين يبقا مكانك لحد ما تشوفى هتنزلى امتى و سيبتى اجازتك مفتوحه .. ف خليه يكمل بقا لحد اجازة التيرم و بعدها ابقى انزلى احلام: و هتفرق ف ايه طالما ف الاخر هنزل ؟ عبير: ع الاقل مش دلوقت احلام: دلوقت القعده من الشغل حلوه على قلبك ؟
عبير بغيظ: الله يسامحه بقا احلام إتنرفزت: خلاص يا ماما بقا كنا إنتهينا من الكلام ده عبير زعقت: لا ما انتهيناش .. طول ما دبلته لسه ف إيدك يبقا منتهناش احلام حسست على صوباعها و عيونها دمّعت و عبير خدتها من إيديها قعّدتها و قعدت قصادها: انتى عارفه كويس إنى عندى حق .. هو ميستهلكيش .. ده واحد قاتل و بالهمجيه دى .. تضمنى حياتك معاه ازاى ؟ احلام تهتهت: المحكمه برّأته عبير بنفاذ صبر: امال إتحبس ليه ؟
احلام سكتت بضيق و عبير نفخت: اقولك انا ليه .. عشان البيه لمجرد خناقه ف شغله مع واحد معندهوش صبر عليه لحد ما يوصل منه للى عايزُه قام رافع عليه سلاحه .. قتله بقا و لا مقتلهوش .. مش قضيتى .. انا ف همجيته و عنفه و رد فعله .. تضمنيلى إنه لو حصل شد بينك و بينه ميحصلش منه كده .. ميتعصبش عليكى بالهمجيه دى احلام بسرعه: لاء طبعا عبير: ليه ؟ تضمنى منين ؟ احلام دوّرت وشها و سكتت و أمها طبطبت على إيديها: بلاش دى .. مالك مشاكله كتيره خاصة بعد قتل أبوه و أمه اللى هما اصلا ماتوا بسبب مشاكله .. يعنى هتعيشى معاه على طول ف خوف و مش هيبقا فى امان .. ايه اللى يدخّلك ف الدايره دى ؟
احلام ساكته بس أمها اللى مش راضيه تسكت: انتى متعلمه و مثقفه و معيده ف جامعتك .. تقدرى تقوليلى بعد اللى حصله و صوره اللى ملت الجرايد هتواجهى اللى حواليكى ازاى و الكل عارف علاقتكم ؟ احلام سكتت و أمها داست اكتر: و لا البت كمان اللى كانت معاه و اللى كانت بسبع ألسنه معاه ف المحكمه .. تقدرى تقوليلى ايه اللى بينهم ؟ حلم بصوت تايه: مفيش بينهم حاجه عبير إتريقت: و هرب معاها ليه ؟
احلام كشّرت: هى اللى راحت معاه عبير كإنها عايزه تحط تفكيرها عند نقطه معينه: بردوا ليه ؟ ليه تخاطر بحياتها و نفسها بالشكل ده عشان تبقى مع واحد قتل قدامها ؟ احلام دوّرت وشها و وقفت بخنقه من حالة التوهان اللى بقت فيها: انا إتأخرت و لازم امشى عبير: ربنا معاكى و يعينك احلام سابتها و مشيت نزلت شغلها بس كلام آمها بيرن ف دماغها .. صراع جواها بين عقلها و قلبها مش عارفه تحسمه .. دخلت المكتبه و قعدت بشرود و مش عارفه حتى تفكر .. قطع عليها وصول زمايلها اللى إبتدوا يجوا واحد ورا التانى يسلّموا عليها و هى بتسلّم عليهم بخمول .. ندى: لوما ازيك احلام هزّت راسها: الحمد لله ندى بمكر: مالك دبلانه كده ؟ انتى مبتشوفيش مالك و لا ايه ؟
الاء ضحكت: هتشوفه فين بقا ما خلاص ندى بتريقه: قصدى مبتزورهوش ف سجنه ؟ احلام كتمت ضيقها بالعافيه و ردت رغم إنها مكنتش عارفه برفض مالك للزياره: لاء .. مالك مش هيقابل حد و رافض الزياره ندى ضحكت: و الله عنده حق .. هيقابلكوا ازاى يعنى ؟ اكيد مكسوف .. بعدين من بعد مالك الجنتل ابو عربيه و نضاره و لبسه الشيك هتقابليه بالبدله الزرقه اللى اكيد مبيقلعهاش إلا كل فين و فين ؟
الاء: ياااى .. بعدين انا اول مره اشوف ظابط بيتحبس خاصة ف بلدنا .. ده اكيد اللى حصل كان مصيبه ندى: و يمكن الله اعلم حصل ايه بالظبط و داروه عشان شغلهم حساس خلّى الموضوع يوصل لحبسه و طرده احلام إتنرفزت: ده عشان مالك حد نضيف و مالهوش ف الواسطه و لا اللف و الخبث ندى بتريقه: امال له ف ايه ؟ ف البلطجه و القتل ؟ احلام بصّتلها بعنف و مشيت .. بس جواها حست بإنهزام و ان كل حاجه حواليها بتغلبها .. كلام أمها بيرن ف دماغها و عمال يتكرر بعنف و اهى دلوقت سمعت صداه على لسان تانى .. بصّت للدبله ف صوباعها بتوهان و عماله تحرّك فيها بشرود و سكتت ..
فهد ف مكتب اللوا مدحت ف اجتماع بيشتغلوا على قضيه .. فهد: الواد ده مش هيجى بالمراقبه اللوا مدحت: لازم نوصل ل اذا كان حد معاه و لا لوحده .. اصل المخدرات دى و بالكميات دى بتقول إنه مستحيل يبقا لوحده و لا حتى شغله بالقطاعى كده فهد: انا خايف نكون بنضيّع وقت مش اكتر .. و يكون فعلا غشيم و لوحده عدى: بلاش تسرّع يا فهد .. فعلا خلّيه تحت عينينا كمان شويه فهد نفخ بضيق و باسم بصّله بتريقه: ماتعملش فيها راجل و تتصرف من دماغك لا تعك الدنيا فهد فهم اللى ورا كلامه ف خبط بحده على ترابيزه الاجتماع: احنا رجاله غصب عن اى حد.
باسم ببرود: طب بتتعصّب ليه ؟ انا قلبى عليك لا تاخد على قفاك و اهو باب السجن ملحقش يتقفل لسه فهد وقف بحده: السجن ده للكلاب اللى زيك .. قاعدين على مكاتبهم و بيتفرجوا ع اللى بيحصل .. مش اللى بيخاطروا بحياتهم و بيتهم عشان البلد باسم وقف قصاده: و اللى بيخاطروا بحياتهم عشان البلد بيخاطروا بالسم و لا بدراعهم .. و لا يكونشوا بيطبّخوا اى حاجه لصالحهم فهد ملامحه إتجمّدت و مش عارف يرد .. مش عارف ياخد اى رد فعل ف قرّب منه بهجوم مسكه من هدومه و حدفه بعنف ف الحيطه و باسم قرّب عليه بهجوم ضربه ف وشه و فهد ضربه كذا بوكس ورا بعض بعنف ف وشه ..
اللوا مدحت قام فصل بينهم و بصّلهم بعنف: انت إتجننت انت و هو و لا ايه ؟ الجنان ده ف مكتبى و قدامى ؟ كل واحد فيهم وقف ف ناحيه بغلّ و باسم علّى صوته: إسأل البيه اللى طالع لأخوه و واخدها بدراعه ماهو لازم يبقا بلطجى زيه فهد راح ناحيته بهجوم و اللوا مدحت حلّق عليه ف إتكلم بعصبيه: انا اخويا انضف من الكلاب اللى زيك و المحكمه برّأته من القتل باسم بتريقه: بأمارة ايه ؟ انت مصدق نفسك و لا هتكدبوا الكدبه و تصدقوها ؟ انت عارف كويس ان الحكايه إتطبّخت و اظن واحد ف مكانة اخوك و اكيد له اللى شبهه جوه شغله ف ساعده فهد لسه هيتكلم اللوا مدحت مسكه قعّده بالعافيه و شاور لباسم يطلع: اطلع براا باسم: بس اللوا مدحت بحده: برااا باسم بص لفهد بقرف و خرج و فهد لسه هيتحرك بعنف وراه اللوا مدحت ضغط عليه قعّده ..
فهد نفخ بضيق و اللوا مدحت بصّله بعتاب: ينفع اللى حصل ده ؟ انا لو هتعامل مع اللى حصل بشكل قانونى انت عارف ايه اللى هيحصل فهد بضيق: حضرتك مسمعتهوش ؟ اللوا مدحت: سمعته بس كنت مستنى منك تبقا اهدى من كده .. لازم تتحكّم ف ردود افعالك عن كده .. متسيبش حد يستفزك بالشكل ده .. ثم إنه إتكلم ف الحكايه من منظوره هو فهد بترقّب: يعنى ايه ؟ انا أخويا مش كده .. مالك لا عمره كان بلطجى و لا مفترى اللوا مدحت: كان بإمكانك توصّله ده بهدوء و بالمنطق مش بدراعك .. اديك بطريقتك دى اثبت كلامه .. هو إتكلم باللى شايفُه و اللى إتقال و اللى حلله من وجهة نظره و انت للإسف أكّدته فهد بصّله قوى: اللى شايفُه و اللى إتقال ؟ انت مصدقُه ؟
اللوا مدحت سكت شويه: مش كده .. انا بس عايز اقولك ان الناس لها باللى قدامها .. باللى حصل مش اللى ورا اللى حصل .. و يا اما تسكت يا اما طالما قررت ترد يبقا لازم تتحكم ف إنفعلاتك .. فهد بصّله بتوهان و من غير كلام خرج و مشى .. فضل يلفّ بعربيته بضيق مش عارف يروح فين .. فجأه حوّل مساره و راح على قسم الجيزه و هناك قابل الرائد محمد .. الرائد محمد سكت شويه: فهد بس انت عارف ان قانونا طالما القضيه إتقفّلت صعب نخرّج الملف بتاعها فهد بضيق: انا بس عايز ابص على المحاضر اللى إتعملت بين مالك اخويا و الزفت ده الرائد محمد: انا معنديش تفاصيل قوى ممكن تفيدك .. انا بس اللوا صالح كلمنى من عندهم و مقاليش اكتر من واحد هبعتهولك اطلبله محامى و خرّجه بكفاله فهد بذهول: محامى ؟ و طلب منك تخرّجه ؟ طب ليه ؟
الرائد محمد: ايوه .. مقالش اكتر من ان مالك كان ف مهمه الجبل و إتسرّع و إشتبك معاه و جابه و لازم يخرج بأى طريقه بس قانونيه عشان ميشتبكش مع مالك تانى و لا يحطّه ف دماغه فهد مش عارف يجمّع: يعنى ايه ؟ مالك فعلا إعتدى عليه الرائد محمد: انت عارف شغلهم سرى و متقاليش تفاصيل اكتر من كده غير إنه لازم يخرج و خرج فعلا فهد بتوهان: و جاه تانى ازاى ؟ الرائد محمد: اللى اعرفه ان مالك اخده بعد الحريق و شك إنه ورا اللى حصل بس اللوا صالح خرّجه من وراه اما إكتشف إنه مالهوش علاقه .. و مالك عرف و جاله على هنا و حصل اللى حصل فهد: و ليه اللوا صالح بعتهولك على هناك ؟ ليه مخرّجهوش يمشى و خلاص ؟
الرائد محمد هز راسه: معرفش بس اللى فهمته ان الناس دى من سكان الجبل و اى إشتباك بينهم مع مالك هيبقا عنيف و الله اعلم ممكن ينتهى على ايه .. فحبّوا يخرّجوه بشكل قانونى عشان يفهم ان الخلاف كان سوء تفاهم و خلاص .. عشان ميحصلش إشتباك تانى و اديك شايف اللى حصل ف بيتكم و ف ... الرائد محمد سكت شويه و فهد بصّله قوى: هو موت أمى و أبويا له علاقه بخلاف مالك مع الناس دى فعلا ؟ الرائد محمد بتفكير: هو إختلف معاهم قبلها بيومين تلاته و راح جاب خليل بعدها تانى يوم ف مش عارف بقا فهد بصّله بتوهان: عايز اشوف المحضر الرائد محمد جابهوله و فهد فتحه و إبتدى يقلّب فيه .. مش مُثبت فيه غير ان مالك كان ف مهمه و إشتبك معاه بالغلط ف خسرها ف جابه و الراجل معلهوش إدانه غير إنه كان دفاع عن النفس ..
فهد غمض عينيه بعنف .. يعنى مالك إعتدى عليه لمجرد إنه خسّره مهمته و جابه و اما حصل الحريق إفتكر إنه بينتقم ف خده بالعنف .. و مين عارف ما هو ممكن يكون إنتقم فعلا و حرق البيت باللى فيه بأبوه و أمه كأخد حق .. و مين عارف بردوا ماهو طالما كده يبقا ممكن مالك قتله فعلا و بردوا آخد حق و يونس ظبّطها خاصة هو اللى إكتشف حكاية التسمم دى اللى سهل جدا يظبّطها .. فهد وقف بجمود: خلاص كده متشكر الرائد محمد حس بتخبّطه: انت مشوفتش مالك من ساعتها ؟ متهيئلى هو احسن حد ممكن يفهّمك فهد هزّ راسه بتريقه: لا ماهى خلصت.
فهد مشى من القسم بس دماغه هتفرقع من اللى حصل و اللى ممكن يكون حصل و اللى هيحصل معاه بسبب كل ده و اخرهم خلافه ف الاجتماع .. عدّى عليه يومين تلاته على حالته دى لحد ما يونس كلّمه .. فهد حاول يتهرّب لحد ما يهدى بس معرفش .. فهد: ايه خيير ؟ يونس بغيظ: ايه ياض بكلمك بقالى كام يوم مبتردش ليه ؟ انا كنت جايلك فهد بزهق: عايز ايه ؟ يونس إستغرب لهجته: ايه عايز ايه دى ؟ مالك فى ايه ؟ فهد بضيق: مفيش .. عندى شغل و مضغوط يونس بهزار: اه مش تقول كده إنك بتتنفخ .. طب ايه المشكله ما كلنا لها ؟
فهد إبتسم ربع إبتسامه و يونس إبتسم بمكر: بقولك ايه .. انا عندى حاجه كده ف سجن (..) و عايزك معايا هناك فهد بإستغراب: عايزنى معاك ؟ يونس بمكر: اه هو مش الباشا ظابط بردوا .. انا معرفش حد هناك لكن انت ده تبع شغلك ف هتفيدنى فهد بزهق: و عايزنى افيدك ف ايه ؟ يونس: فى حد هناك عايز اخلّصله حاجه و عايزك تعملها .. استفيد منك يعنى فهد بتريقه: واسطه يعنى ؟ ممشيها بالكوسه يونس إستغرب لهجته: اخلص يالا حصّلنى على هناك انا ع الطريق و نتقابل هناك يونس قفل معاه و راح و فهد نفخ بزهق و راحله .. فهد وصل لقى يونس مستنيه بغيظ ف اخده و دخلوا ..
يونس بغيظ: من امتى مكلمك ؟ فهد بص حواليه بترقّب: عايز ايه ؟ و جايبنا هنا ليه ؟ يونس ضحك بهزار: انت شايف ايه ؟ فهد وقف بجمود: هتفهّمنى و لا امشى ؟ يونس إستغرب: و انا اللى إفتكرتك فهمت لوحدك يا ذكى ؟ مش واخد بالك من حاجه ؟ فهد كان إبتدى يفهم ف سكت بضيق: مقولتليش ليه قبل ما تجيبنى ؟ و ليه اصلا جيبتنى بالطريقه دى ؟ إيش عرّفك إنك لو قولتلى جايين لمالك مش هرضى ف جيبتنى بالحيله دى ؟ و مين قالك اصلا ان مالك هيرضى يقابلنا و لا بيقابل حد ؟ يونس زقّه بغيظ: حيلك حيلك ايه كل الاسئله دى ؟ انت فاكر نفسك ظابط يلا بتحقق معايا ؟ و لا فاكرنى متهم قدامك ؟ فهد ببرود: و انت شايف نفسك متهم ؟
يونس إستغرب لهجته: انت مالك يالا في ايه ؟ فهد دوّر وشه: مفيش .. بس كان لازم تقولى قبل ما تجيبنى ؟ يونس زقّه بس المرادى بحده: اجيبك ؟ و انا اللى توقعت هتطير اول ما اقولك .. و حتى مالك توقع ان ... طب خلاص ادينا فيها اهو و اديك لسه مدخلتش .. إعتبرنى بقولك و اختار و لو إختارت لاء يبقا إتفضل امشى و متأسفين ع المشوار فهد باشا .. يونس حدف كلامه بحده عليه و مشى و فهد فضل واقف مكانه كتير متردد .. كلام صاحبه بيرن ف دماغه و اللى سمعه منه و من غيره و غيره و اللى شافه ف المحضر و شكوكه .. بس الناحيه التانيه مالك .. أخوه الكبير و اللى دايما حاطط نفسه مكان الاب بالنسباله .. كلمة يونس رنت ف دماغه " و مالك اللى توقع انك اول ما اقولك .. " هنا مقدرش يستنى تانى و مشى ورا يونس ..
وصل لقى يونس واقف مع حد بيديله تصريح الزياره .. يونس إلتفت له ف فهد دوّر وشه الناحيه التانيه .. يونس خلص و مشى ورا الظابط و فهد راح وراهم لحد ما وصل عند زنزانة مالك و يونس شاورله على بوقه و اخد منه المفاتيح فتح بحذر و كان مالك نايم .. فهد بصّله كتير من بعيد و من التوهان اللى فيه مش عارف يحدد حاسس بإيه .. بس اللى عارفُه و مقدرش يمنعه هى دموعه اللى نزلت بحرقه .. يونس قرّب من مالك و نفخ ببوقه على وشه و مالك بتلقائيه إتخض فقام بفزع: ميين ؟ يونس لعب ف صوته بهزار: انا ملك الموت مالك بخضّه: يخربييت أبوك ايه اللى جابك ؟
يونس ضحك بصوت عالى: ملك الموت هكون جايلك ليه؟ ده انا حتى جايبلك معايا ملك الحساب مالك بتلقائيه بص وراه بسرعه ف لمح فهد .. وقف بلهفه و فهد قدام لحظه زى دى جموده إتدوّب بسرعه .. مالك قرّب منه و شدّه حضنه قوى و فهد ضمّه بس دماغه شارده و شروده وقف زى الحاجز بينهم .. مالك حس بيه بس متكلمش ...فضل حاضنه كتير و ما بين كل ثانيه و التانيه يشد على ضمّته اكتر و فهد برغم حالته بس متبّت فيه .. مالك خرّجه من حضنه براحه و مسك وشه بحب: حبيبى فهد إبتسم بعيون مدمعه و جاه ينطق بس صوته إتخنق بدموع ف سكت .. مالك فهم حالته ف أخده من إيده قعّده و قعد جنبه و يونس قعد معاهم .. يونس: عامل ايه يا مالك ؟
مالك عيونه متعلقه على فهد: كويس الحمد لله .. المهم انتوا .. فهد عامل ايه ؟ و شغلك اخباره ايه ؟يلا طمنى فهد بإختصار: كويس متشغلش بالك انت مالك بصّله قوى: ان مكنتش هشغل بالى بيك هشغله بمين ؟ انا هنا مبفكرش إلا فيك .. عامل ايه لوحدك ؟ يونس إتدخّل و حاول يهزر يفك الموقف: متقلقش ده تأثير نفخ الشغل .. هو بس شويه شويه هيتعود و تجيله تناحه و بعد كده هيبقا عادى مالك حاول يضحك و فهد ضحك نص ضحكه بس الاتنين ضحكتهم مكسوره و باهته .. مالك: انت زعلان عشان مخدناش العزا يا فهد ؟ فهد إتكلم بلهجه غريبه: طيب مش لما اخد حقهم الاول ؟
مالك إتخض من كلامه: انا اللى هاخد حقهم مش انت ..و رحمة أبوك و أمك لا اجيب حقهم من اى حد إتسبب ف اللى حصل فهد بصّ ف عينيه قوى: متآكد ؟ مالك بص ليونس و رجع بص لفهد: يعنى ايه متآكد ؟ انت ملكش دعوه باللى حصل .. خليك بعيد فهد ببرود: و ليه عايزنى بعيد ؟ هما مش أبويا و أمى زيك و لا ايه ؟ مالك بصّله قوى: مالك فى ايه ؟ انت حد كلمك ف حاجه ؟ حد اتصل بيك ؟ فهد: مين هيكلمنى ؟ مالك بترقّب: اى حد ايا كان فهد ببرود: لاء و هيكلمونى انا ليه ؟ هو انا اللى قتلت ؟ مالك بصّله كتير و مش عارف يقرا اللى جواه .. او بمعنى اقرب مش قادر يصدق اللى شايفُه ورا كلامه .. مالك باصصله قوى: انت مصدق إنى مفترى و ظالم ؟ إنى قاتل ؟
فهد دوّر وشه: يونس قدر يثبت إنك مقتلتش مالك بذهول: يونس ؟ فهد: قصدى يعنى المحكمه برّأتك بناءا على إجراءاته مالك كرر كلامه تانى: انت مصدق إنى مفترى و ظالم ؟ فهد بصّله بغرابه: هو لولا إنه إتسمم انت مكنتش هتقتله يا مالك ؟ يونس إتدخّل ف الحوار: و تفتكر بقا مين اللى سمّه ؟ مين له مصلحه ف قاطعه مالك بحده: يووونس يونس فهم ان مالك مش عايز فهد يتطلع على تفاصيل القضيه ف سكت بغيظ .. فهد مط شفايفه ببرود: هو ليه هيتسمّ اصلا ؟
مالك كان هيقول حاجه بس إتراجع و يونس بصّله بعنف: ما تقول احسن إنه محصلش و فبركنا الليله فهد ببرود: انا مقولتش مالك كان هيتكلم بس خوفه على فهد منعه و الحاله اللى فيها و استفساراته الكتير خلّته إنقبض .. يونس بغضب: اه بس طريقتك و مالك قاطعه: خلااص .. خلاص يا يونس هو بس بيستفسر و ده من حقه يونس: اه بس من حقك يثق فيك شويه عن كده مالك إبتسم بوجع حاول يداريه: ملكش دعوه .. هو لو مش واثق ف اخوه ف اخوه واثق فيه و عارف إنه مستحيل يخذله حتى لو بالتفكير و دى مجرد ضغط ظروف و هنعدّى منه.
فهد وقف بضيق مش عارف من نفسه عشان اللى حصل و لا من مالك عشان لأول مره يحس إنه مش عارف يفهمه و سكوته مساعده ميفمهوش و لا من خنقة الظروف و لا من الكلام اللى بيسمعه و لا و لا مالك وقف معاه و إتحرك خطوه بقا قصاده و مركز مع ملامح وشه اللى بتتغيّر ف شروده من ثانيه للتانيه .. فهد إنتبه ف حاول يتوّه: انا همشى مالك إبتسم ربع إبتسامه و غصب عنه عيونه دمّعت فهد لمحه و ضيقه زاد ف أخد نَفس و خرّجه مره واحده ف طلع بعنف: لو إحتاجت حاجه كلمنى مالك صُعب عليه نفسه و قبل ما ينطق يونس رد بغيظ: لا متشكرين على خدماتك مالك بصّله بغيظ: و انت مال اهلك فهد إبتسم بخفّه و إتحركوا يخرجوا ف يونس وقف شويه بحماس: انا برتّب كذا حاجه كده لو ظبطت معايا هيبقا عندى ليك خبر حلو هسمّعهولك قريب مالك مهتمش: ان شاء الله.
فهد و يونس خرجوا من عند مالك و هو قعد بوجع فوق الوصف .. كل ألمه و وجعه اللى بيحاول يكبسه من اول قعدتهم و يمكن من اول اللى حصل ما حصل خرج عن سيطرته ف اللحظه دى و ظهر .. الايام بتعدّى عليه ببطئ مميت .. شبه بعضها .. مالك كان بيحب شغله قوى .. فوق الوصف .. و بيتفانى فيه بطريقه مميته .. و يمكن ده اللى واجعه دلوقت اكتر من حبسته .. إنه مش عارف يقضّى وقته من غيره يبقى إزاى هيقضّى اللى جاى من غيره ..
اللوا صالح ف الاداره إجتمع بفريقه و حاول يكمّل مهمته بس المرادى من غير مالك ! حازم: اعتقد الموضوع بقا اصعب و اعقد خاصة بعد غياب مالك يونس بغضب: هيفتكروا إنهم قدروا يهوّشوا علينا باللى حصله اللوا صالح إتنرفز: اللى حصله ده هو اللى عمله ف نفسه، هو اللى ضيّع نفسه أمنيه وقفت و زعّقت: انتوا اللى ضيّعتوه، انتوا مش هو، هو لو عمل حاجه ف انتوا اللى وصّلتوه للحاله اللى خلاه عمل كده، مكنش هيجرى حاجه لو سيبت خليل تحت إيده يمكن كان وصل منه لحاجه عن العمليه او حتى قتل أبوه و أمه، بس لا ازاى، المهم الشغل و نتحرق احنا أبوها بصّلها بضيق و مش عارف اذا كانت غلط و لا فعلا صح و هو اللى دفع مالك لكده !
بعت فريق بحث لمكان العمليه و بيت خليل و كل ثغره ف الجبل ممكن يرجّع منها الشغل ف المهمه من تانى بس للإسف كل حاجه خلصت و الموضوع إتكشف و قفلوه من الناحيه التانيه اما إتأكدوا باللى حصل إنهم إتكشفوا ! فريق البحث جابوا الجثث من قدام بيت خليل حوّلوهم للمعمل الجنائى اللى اثبت إنهم إتقتلوا برصاص مسدساتهم و مفيش بصمات نهائى لحد غيرهم ! اللوا صالح فهم ان مالك ورا اللى حصل او له يد فيه .. بعد ما كان هيدخله يستفهم منه إذا كان وصل لحاجه اما راح إتراجع عشان مالك مش هيتكلم ..
حِلم طول الفتره اللى فاتت بتحاول تزوره مش عارفه .. هى نفسها مش عارفه ليه عايزه ده و لا هتقوله ايه .. بس اهى عايزه و خلاص .. حاولت مره و اتنين و عشره و كتير بس مالك عمل رفض شامل لكل الزيارات من برا برا ف ميعرفش مين بيجيله .. هو نفسه ميعرفش اذا كانت جاتله هيقابلها و لا لاء !
يونس مع اللوا صالح ف مكتبه .. اللوا صالح رفع حاجبه: حسن سير و سلوك ايه يالا اللى عايز تعمله لمالك ؟ يونس بغيظ: ايه متعرفهوش ؟ اللوا صالح: اه بس اللى اعرفه ان ده اما الواحد يعدّى ع الاقل نص المده يونس بغيظ: على فكره مالك واخد حكم بسنه و هو حاليا عدّى الخمس شهور اهو .. هتفرق يعنى ؟
اللوا صالح: اه هتفرق .. ع الاقل يكون هِدى شويه و تفكيره راق مش مشوّش بالضغط اللى حواليه يونس: ماشى بس مالك مش هيهدى و يبقا تمام إلا اما يتنصف ع الاقل من شغله اللى عاش سنين بيديه بإخلاص و رضا .. طول ماهو جواه احساس بالظلم و ان شغله موقفش جنبه الله اعلم تفكيره اللى انت عايز ُه يهدى هيوصل لفين اللوا صالح: هو اللى ظلم نفسه يا يونس محدش ظلمه يونس: بس انت عارف ان اللوا صالح: خلاص اللى حصل حصل يونس برجاء: طب دلوقت ايه ؟ اللوا صالح سكت و هزّ راسه بأسف ...
مالك ف سجنه على حالته ايامه شبه بعضها .. على اخر اليوم إتنقل للسجن معاهم مجموعه جديده و بمجرد ما دخلوا إشتبكوا مع الموجودين و إبتدوا الضرب ف بعض .. مالك متابعهم من بعيد و هو بيولع سيجاره ببرود و غصب عنه ضحك بغموض لحد ما حد منهم قرّب منه و مالك متابعُه بعينيه كإنه مستنيه او متوقع مجيّه ! الراجل: انت مين و قاعد كده ليه ؟ انت بتتفرج علينا ؟ مالك نفخ دخان ف وشه و بعد ما كان هيقول حاجه ضحك غصب عنه .. الراجل شدّه وقّفه: انت تبع مين يالا ؟ مالك رد بغموض كإنه بيوصّله رساله غامضه: تبع اللى انت تبعه الراجل بصّله قوى و تهتهه: انت .. هو انت .. انت عايز تقول إنك.
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس
مالك ف سجنه على اخر اليوم إتنقل للسجن معاهم مجموعه جديده و بمجرد ما دخلوا إشتبكوا مع الموجودين و إبتدوا الضرب ف بعض .. مالك متابعهم من بعيد و هو بيولع سيجاره ببرود و غصب عنه ضحك بغموض لحد ما حد منهم قرّب منه و مالك متابعُه بعينيه كإنه مستنيه او متوقع مجيّه ! الراجل: انت مين يالا و قاعد كده ليه ؟ انت بتتفرج علينا ؟ مالك نفخ دخان ف وشه و بعد ما كان هيقول حاجه ضحك غصب عنه .. الراجل إستفزه برود مالك و شدّه وقّفه: انت تبع مين يالا ؟
مالك رد بغموض كإنه بيوصّله رساله غامضه: تبع اللى انت تبعه الراجل بصّله قوى و تهتهه: انت .. هو انت .. انت عايز تقول إنك عارف ان قبل ما يكمل كلامه واحد من اللى معاه إتدخل كإنه بيلحقه يتكلم او بينقذ الموقف: فى ايه انت و هو ؟ انتوا واقفين بتتساهروا و الزنزانه بتولّع ف بعض ؟ الراجل تهتهه و زق مالك برخامه: ماهو اللى تِنك و عامل فيها ابن ناس و قاعد يتفرج من طرف مناخيره مالك بيضحك ببرود كإنه بيتفرج على عرض قدامه و هزّ راسه بضحك و لسه راجع مكانه يقعد الراجل شدّه وقّفه تانى كإنه بيجرّ شكله: انت هتقعد يالا ؟ ده انت بارد بجد بقا مالك وقف و ربّع إيد على صدره و التانيه بيشرب بيها سيجارته و كإنه مستنى حاجه او عارف السيناريو ماشى على ايه و مستنى الراجل يجيب اخره ..
الراجل شد منه السيجاره رماها و داس عليها برجله: انت فاكر نفسك مين بروح آمك ؟ ده انت رد سجون يالا .. حتة ظابط فاشل امال لو لك قيمه ؟ ده مالك هنا فقد بروده و ف حركه سريعه شدّه من هدومه عليه ضربه ف راسه و ضربه بوكس ف وشه و لوى دراعه لواه ورا ضهره و همس ف ودنه بصوت مُخيف: غور قول للى باعتك إنى مبجيش بالطريقه دى و ان اللى معاشر قرد بيحفظ تنطيطه، قوله إنى كان عندى استعداد اقتل لمجرد واحد خرّجنى عن اعصابى و مدّيت إيدى على ظابط لمجرد جاب سيرة أمى، ف لو واحد جمعت الحاجتين مع بعض اكيد متوقع هعمل فيه ايه بالظبط ! الراجل إترعب من لهجة مالك اللى إتكلم بيها اكتر من الكلام نفسه: انا .. انا .. اصل مالك قبل ما يزقّه: و لا هو مقالكش و بيخاطر بيك عشان فيلم اهبل ؟
زقّه حدفه بعيد نزل ع الارض و الراجل التانى بص لمالك شويه بتوتر: مالك، الموضوع مش مالك بصّله بقرف: غوور من وشى احسنلك الراجل سكت بإحباط بعدها شاور للى مالك ضربه وقف و راح ع باب الزنزانه شاور لعسكرى من غير كلام فتحله خرجوا قدام ذهول الكل اللى رفعوا إيديهم بإستسلام و مالك بصّلهم بقرف و رجع مكانه .. الراجل مشى لحد ما دخل مكتب و يدوب بيفتحه اللوا صالح وقف: سيادة الرائد عمر، هاا ؟ وصلت منه لحاجه ؟
لسه مردش اللوا صالح راح ع الراجل التانى مسك وشه حرّكه يمين و شمال: لا النتيجه واضحه من غير ما تقول الرائد عمر ادّى التحيه له: مش بالظبط قوى بس الغبى ده زوّدها معاه، ده قاله و حياة آمك و ده كان مخرشم ظابط عشان قاله أمك، لاء و بيقوله انت ظابط فاشل اللوا صالح بص للراجل بغيظ و كإنه هيضربه ف وشه: ما تقوله احسن إنك تبعى و انا اللى باعتكوا تتصاحبوا عليه ! الرائد عمر ضحك غصب عنه: صدقنى الموضوع كله على بعضه مكنش هينفع .. مالك مش عيل و لا طرى لدرجة يستنى حد يسلّكه من خناقه جوه زنزانه جوه سجن ! و حتى لو ف مش سهل و لا ساذج للدرجادى إنه بمجرد ما حد يسلّك عنه هيتصاحب عليه و يبعبع باللى عنده اللوا صالح ضحك بإحباط: عارف، انا بس كنت محتاج اعرف بما إنه كان ف الجبل وصل لحاجه او لحد ؟ خاصة مع الجثث اللى لقيناها يعنى إشتبك اهو الرائد عمر: مش هيقول إلا اذا هو بنفسه عايز يقول، ما تسأله ...ليه متوقع ميرضاش ؟ مش يمكن يساعدك ؟
اللوا صالح كشّر: شكرا ع الاضافه .. لا مش هسأله عشان زائد إنه مش هيقول ف هيعاند اكتر .. البيه خد الحكايه تار و عايز ياخده بإيده الرائد عمر نفخ: و التار بقا اتنين بعد ما خسر فوقيهم شغله اللوا صالح هزّ راسه بإحباط و خرج و بعد ما كان هيدخل لمالك يشوفه يتطمن عليه إتراجع و حس إن اللحظه هتبقى صعبه و اللى حصل صعّبها اكتر .. مشى و بعد ما خرج خطر ف دماغه فكره و حب يجربها .. إتصل ع الرائد محمد: معاك عنوان البنت المحاميه اللى كانت مع مالك ف الجبل ؟
الرائد محمد: حلم الدينارى ؟ اه و معايا تليفونها لو حابب ابعتهولك اللوا صالح بإختصار: لا إبعتلى عنوانها عايز اقابلها قفل معاه و الرائد محمد بعتله عنوانها ف رساله شافها و راحلها ..
حلم ف البيت قاعده بخنقه .. حالتها مش مفهومه لحد و لا لها .. ليه حاسه إنها تايهه كده ؟ ليه ايامها بقت شبه بعضها ؟ ليه مش قادره حتى تتنفس كإنها بتختنق او مفتقده الهوا ! كل شويه تفرك إيديها مكان الكلبش و كإنها بتحاول تفوّق نفسها إنه مفيش و عيونها تبتسم بلمعه تنوّر وشها .. حاولت تزور مالك كتير جدا بس مفييش .. مبيقابلش حد .. بتحاول تقنع نفسها إنه مجرد فضول مش اكتر و كل ما تفتكر صوته و هو بيقولها هتموتى مره بفضولك تبتسم غصب عنها او تقريبا تضحك مع نفسها و مجرد الكلمه تجر وراها ذكريات لحظاتهم البسيطه سوا .. مروان دخل عندها: ايه يا حلم انتى مش نازله الشغل و لا ايه ؟
حلم بملل: لاء مليش نفس مروان بحماس: طيب ما تيجى معايا الشركه ماهى بتاعتك بردوا و نشتغل شويه سوا ع الاقل تشوفى الشغل المركون هناك حلم كشّرت: بقولك مليش نِفس، ثم ان اجى معاك الزفت اعمل ايه ؟ مروان ضحك برخامه: اه ما لكى حق تنسى ما انتى سيباها و لا بتسألى، هتفتكرى ازاى ان ليكى نصيب فيها و بتاعك و لا إنك ماسكه الشغل القانونى بتاعها ؟ حلم نفخت بزهق: مروان سيبنى دلوقت قولتلك مليش نِفس لحاجه مروان قعد جنبها بإهتمام: لاء بقا لازم اعرف فى ايه ؟ ده انتى اول مره نفسك تتقفل من شغلك كده ! طب الشركه و متعود تخلعى منها و بتقولى بحب المرافعات و التحقيقات و شغل النيابه بس انتى حتى تقريبا مبقتيش تنزلى ده كمان و لا بقيتى تخرجى اصلا، و ده كله من ساعة موضوع الزفت الظابط اللى خدك ف سكته و انتى متغيره .. حصل ايه لده كله يا حبيبتى ؟
حلم إتنرفزت و مش عارفه عشان واجهها بالحقيقه اللى هى نفسها عارفاها و واضحه قدامها إنها متغيره من وقت ما شافت مالك او مفتقداه و لا متنرفزه عشان كلمة حبيبتى اللى مش اول مره يقولها و كانت بتطنش بس دلوقت بقت شايفاها حق و ملك لصاحبها و بس .. مش عارفه و متلغبطه .. مروان متابع شرودها: هاا ؟ حيبتى انا بس خايف عليكى و حلم وقفت بعصبيه كإنها بتهرب: حبيبتك حبيبتك ؟ انت بتستهبل يابنى و لا عشان بسكت بمزاجى، ماتفوق بقا و متنساش نفسك.
مروان كان عارف صدّها له و متعود عليه بس إتصدم من ردها اللى كان زى الهجوم: منساش نفسى ؟ ماشى ياستى شكرا، انا بس كنت بحاول اتطمن عليكى عشان قلقان عليكى من الحاله اللى انتى فيها دى و مش انا لوحدى على فكره، مامتك كمان ملاحظه إنك متغيره و بابا و كلنا تقريبا مستغربين اللى انتى فيه، انتى روحتى حلم و جيتى حلم تانيه حلم لهجتها إتغيرت للين: متزعلش منى يا مروان، انا بس مخنوقه شويه و مش عايزه اتكلم مع حد مروان بصّلها بعتاب و هى إتلغبطت: قضيه بس كنت شغاله عليها و خسرتها و انت زى ما قولت عارف شغلى بالنسبالى ايه مروان إتكلم بنفس غموضها: مش هقولك إنها مش اول مره عشان واضح إنها فعلا اول مره بس القضيه كانت خسرانه خسرانه، غلطتك من الاول إنك مسكتى ف حاجه خسرانه حلم إتلغبطت من رده و ملقتش حاجه تقولها ..
مروان مستنى اى رد منها تأكدله إن اللى فهمه غلط بس هى سكتت و هو سكت .. قطع سكوتهم ده جرس الباب اللى رن و حد طلعلهم: استاذه حلم فى واحد عايزك تحت حلم بزهق: مش عايزه اقابل حد الشغاله: بس بيقول إنه إسمه اللوا صالح و حضرتك قولتى ان اى حد تبع شغلك ابلغك حلم ضيّقت عينيها و حاولت تفتكر سمعت الإسم فين لحد ما إنتبهت للإسم او شبّهت عليه ف نزلت بسرعه ..
اللوا صالح إبتسم اول ما شافها لإنه خمّن رد فعلها او لهوجتها دى بمجرد ما هتربط بينه و بين مالك: اهلا و سهلا استاذه حلم حلم إتكلمت بسرعه من غير ما تفكر: مالك جراله حاجه ؟ فيه حاجه ؟ انا حاولت كتير اشوفه بس منعونى اقابله اللوا صالح إبتسم من تلقائيتها او تسرّعها و حس ان فيها كتير من تهوّر مالك: لا مفهوش حاجه و كويس على فكره و لا محدش منعك، هو اللى مانع الزياره عن نفسه، حتى زمايله محدش عارف يشوفه حلم إتغاظت من إندفاعها: و انتوا بقا عايزين تشوفوه ليه بعد ما إتخليتوا عنه ؟
اللوا صالح بجديه: محدش إتخلى عن مالك بس هو اللى مسابش فرصه لحد يساعده و مفيش حد فوق القانون و انتى اكتر واحده عارفه الكلام حلم مقتنعتش: و حضرتك جاى تقولى انا الكلام ده ليه دلوقت ؟ اللوا صالح: عشان محتاجلك تساعدينى حلم إنتبهت: اساعدك ف ايه بالظبط ؟ اللوا صالح: عايز اعرف مالك اما راح الجبل قابل مين بالظبط هناك ؟ حلم إستغربت سؤاله: و هو لو كان قابل حد او حاجه تساعده كان إتردد ؟
اللوا صالح: امال الجثث اللى لقيناهم ف بيت خليل دول مين اللى قتلهم ؟ حلم إتوترت و هو كمل كلامه اما لاحظها: طيب نصيغ السؤال بطريقه تانيه .. كانوا رايحين لمين اصلا و إشتبك معاهم خلّص عليهم ؟ حلم عايز تسحب هى الكلام اللى عنده خاصة إنهم مقالوش ف الجلسه تفاصيل خلاف مالك مع الناس دى او مهمته و احتفظوا بسريتها عشان الشغل: معرفش اللوا صالح: استاذه حلم ياريت بلاش شغل المحاميين ده معايا .. انا هنا لا بحقق معاكى و لا انتى بتترافعى عن مالك، يعنى لا انتى محاميه و لا متهمه، انا بس عايز اعرف حاجه و مش هعرف اوصلها إلا منك لإنك الوحيده اللى كنتى معاه حلم ببرود: و انا قولت لحضرتك معرفش و طالما لا انا محاميه و لا متهمه يبقى فهّمنى فى ايه بالظبط بدل الشفرات دى اللوا صالح محبش يدخل ف تفاصيل اكتر من كده خاصة إنه فهم إنه مش هتقوله حاجه: براحتك واضح إنك دماغك حجر زيه سلام حلم إبتسمت غصب عنها: مين ؟
اللوا صالح: اللى بتحاولى تدافعى عنه مع إنى قولتلك ان دى حاجه هو مش متهم فيها حلم سكتت شويه و اللوا صالح إتحرك يخرج ف نفس اللحظه اللى إتكلمت فيها: على فكره مالك مش وحش قوى كده و لا يستاهل منكم كل ده .. جواه بذرة خير للإسف انتوا اللى قلعتوها من مكانها و اديكوا اهو بتحاولوا تسدوا مكانها عشان تندفن اللوا صالح إبتسم غصب عنه: انا اكتر واحد ممكن يقولك الكلام ده بس للأسف هو اللى خرب كل ده.
حلم: انتوا اللى خربتوه، مالك ف عز ازمته كان بيدافع عن واحده ميعرفهاش و لا عمره شافها لمجرد إنها ست و إتهجّم عليها شوية رجاله، دافع عن شرفها مع إنه ميعرفهاش و رغم ان ده كان وارد يعرّضه للخطر ف وقت هو فيه هربان و مش حِمل مشاكل بس مهمهوش اللوا صالح إفتكر مرات خليل اللى لقوها ف عربية مالك و هما بينقلوه من المستشفى ع الحبس و إنها مقالتش اكتر من ان مالك راح بيت خليل يدوّر على اى حاجه و اما لقاها جابها ( زى ما مالك قالها تقول لو حصل حاجه و متجيبش سيرة اللى حصل ) ..
حلم: و عارف قالى ايه ؟ قالى شغلى علمنى متخلاش عن حد محتاج مساعدتى و علمنى اتصرف تحت اى ظرف و شرف اى واحد من البلد من شرف البلد نفسها و شرف البلد مسؤليتى انا و اللى زيى، علمتوه ياخد باله من كل حاجه و نسيتوا تعلموه ياخد باله من نفسه اللوا صالح سكت بضيق و مشى و هى فضلت مكانها بتحاول تفهم جابت الثقه اللى كانت بتتكلم بيها منين مش عارفه !
اللوا صالح سابها و راح ع الإداره و هناك يونس دخله تانى و فتح معاه تانى موضوع حسن السير و السلوك اللى عايز يعمله لمالك .. يونس بغيظ: انت قولت اما ع الاقل يعدّى نص المده و اديه خطّاها اهو، اييه بقا ؟ اللوا صالح: اه بس قولت اما يهدى مش كل شويه بخناقه شكل مع واحد شكل، ع الاقل عشان يبقى حسن سير و سلوك بجد، ده اخرهم امبارح يونس إتريق: امبارح ااه، متهيئلى النقطه دى بالذات بلاش انت اللى تتكلم فيها ..
اللوا صالح رفع حاجبه و يونس إندفع: هتخرّجه و لا اللوا صالح برّق بغيظ: و لا ايه يالا انت بتهددنى ؟ هتعمل ايه انت ؟ ف إيدك ايه ؟ يونس إتنرفز: لاء هعمل كتير و ف إيدى كتير و كتير قوى كمان بس الكتير ده انا سايبُه للاخر اللوا صالح إتغاظ بعد ما فهم تلميحه: و انت فاكر يا اهبل ان لو مالك عايز يهرب هيستناك تعمله ده ؟ هيرضى يخاطر بيك اصلا ؟ مالك جوه بمزاجه يونس: ملكش دعوه اللوا صالح سكت شويه: هو أخوه مبيروحلهوش ؟
يونس إتريق بغضب: ما البركه ف اللى كان السبب اللوا صالح سكت شويه و إبتسم بحب: خلاص شوف اللازم و اعمله و اكتب تقرير عن سيرة مالك المهنيه هنا و نزاهته ف تعاملاته برا و جوه الشغل و ارفق معاهم خطوط عريضه بمهماته و إنجازاته و هاتلى التقرير امضهولك و اختمهولك من هنا كمان .. و هبعتك لحد هيساعدك يونس وقف بحماس و من فرحته باس اللوا صالح من خده و خرج بسرعه ..
و فعلا كتب تقرير ب ده و اللوا صالح مضى عليه و ختمه و من جوه سجن مالك و عمل تقرير عن سلوكه ف الفتره اللى إتحبسها .. خلّص تقاريره و قدّمها لإدارة السجن و معاه اكتر من حد تبعهم هناك و كام يوم و إتمضى على ورقه و صدر قرار بالإفراج عنه على ذمة القضيه .. يونس طلب منهم محدش يبلّغه و هو يدخله بنفسه و فعلا دخل .. مالك رفع حاجبه: هو بيت أبوك رايح جاى ؟ ما تتكل ياض يونس دخل قعد جنبه بغيظ: تصدق انت خساره فيك المرمطه اللى إتمرمطها و اللى عملته عشانك مالك زقّه بغيظ: ليه سايبلك العيال تربيهم ؟ و لا بتجرى عليا ؟
يونس وقف بغيظ: لاء ف دى عندك حق .. و حياة امى لا ارجّع قرار الافراج و ازق عليك حد يشاكلك هنا يمكن تقضى سنتين تلاته كمان مالك معلقش بس ظهرت على وشه إبتسامه غصب عنه و يونس إبتسم معاه و قعد جنبه: اه يا صاحبى عملتلك اللازم و طلّعتلك إفراج بحسن سير و سلوك مالك إبتسم و يونس ضحك بهزار: هو انا يعنى المفروص إنى الوحيد اللى ابقى شاهد نفى على حتة حسن السير و السلوك دى بس يلا قلبى طيب ربنا يسامحنى بقا مالك ضربه بوكس ف وشه بهزار و غصب عنه ضحك و يونس مسك إيده و لفّ دراعه حواليه و ضحك معاه: مبروك يا صاحبى .. حمد الله ع السلامه .. الدنيا برا من غيرك مضلمه قوى .. قوى يا مالك.
مالك هزّ راسه بشرود و سكت و يونس طبطب عليه بإيده اللى حواليه: سيبها على الله و تعالى ناخدها واحده واحده المهم نخرج من هنا اول حاجه و الباقى انا معاك فيه .. اى حاجه هتلاقينى جنبك مالك غمزله بهدوء و يونس أخده و خرجوا .. راحوا على مكتب مأمور السجن تمموا باقى الاجراءات لحد ما خلصت .. المأمور: سيادة المقدم انا عايز اتكلم معاك ف كذا نقطه قبل ما تتحرك من هنا مالك غمض عينيه بوجع على كلمة المقدم بس حاول يدارى و يونس لاحظه و غمزله .. المأمور: ياريت متزعلش من كلامى و لا تاخده بحزازيه .. انت عارف ان وقتك لسه مخلصش و إنك خارج حسن سير و سلوك و ده حقك .. بس قانونا حقنا احنا كمان لازم يبقا مضمون .. اولا بعد الخروج بيبقا فى فترة مراقبه .. مش اقصد مراقبه بمعنى مراقبه بس بيجى الواحد كل شهر يثبت حضور و إنه مفيش إشتباهات و لا مخالفات جنائيه او حتى عدائيه برا ..
يونس لسه هيتكلم بس مالك شاورله و هزّ راسه و سكت .. المآمور سكت شويه: معلش ده قانون و انت اكيد اول حد عارف ان مفيش حد فوق القانون .. بعدين فى حاجه كمان و اعتقد دى انت ادرى بيها منى .. و هى شغلك يونس: دى تخصنا احنا بقا المأمور: فعلا بس لازم ابلغك بيها .. انت عارف حد ف مكانتك و وضعك اللى كنت بيهم و المكان الحساس اللى كنت تبعه اما بيسيبه لأى ظرف حتى لو بمزاجه بيبقا ممنوع إنه يخرج برا البلد .. و تحت اى ظرف طارئ بيضطر ل ده بيبلغ الجهات المسئوله الاول و لازم يبقا عندها خبر بتفاصيل سفره و المكان و المده و رجوعه .. غير كده بتعتبره هرب و انت اكيد عارف ان دى لوحدها جنايه و مش القانون المدنى اللى هيحاسب عليها .. لاء ده هناك عندهم .. مالك بهدوء: تمام المأمور: بخلاف ده مفيش اى حاجه تانيه مالك وقف: كده خلاص اقدر امشى ؟
المأمور إبتسم: و الله خايف اقولك نوّرتنا الشويه دول تزعل يا سيادة المقدم مالك إتريق: ما بلاش سيادة المقدم دى المأمور: مش بالألقاب يا باشا .. انت كبير بنفسك و هتفضل اكبر من اى لقب او اى محنه هتاخد وقتها و تعدّى مالك حاول يبتسم و المأمور حاول يهزر: و بردوا هتفضل باشا مالك معلقش بس سلّم عليه و خرج و يونس مشى معاه لحد ما خرجوا خالص و اخده بعربيته و مشيوا .. مالك آخد نَفس طويل و ضم ملامح وشه على بعضها و خرّجه واحده واحده على مراحل ف خد وقت كبير .. يونس ضحك: ايه كل ده ؟ نَفس شيشه ده و لا ايه ؟
مالك إبتسم: لاء ده نَفس مكتوم من كتير و ما صدق افرجت عنه يونس بحب: حمد الله ع السلامه يا ملووكه مالك بصّله بغيظ و ضربه ف وشه ف العربيه حادت من يونس و ضحك و مالك كررها تانى و تالت و العربيه بتتجنن معاهم و الاتنين بيضحكوا .. يونس: احنا هنروح ع البيت عندى ناكل لقمه و مالك: لاء طبعا .. ودّينى ع البيت .. الواد فهد وحشنى قوى .. يونس وشه إتغيّر و دوّره الناحيه التانيه .. مالك بترقّب: هو ميعرفش باللى انت عملته و إنى خارج صح ؟
يونس بغيظ: لاء مقولتلهوش مالك إبتسم: احسن عشان تبقا مفاجأه يونس سكت بس وشه متضايق و مالك بصّله شويه: فهد لسه صغير يونس: فهد الشغل غيّره مالك: بردوا لسه صغير .. متهيألى هفضل شايفُه العيل الصغير اللى ماسك ف ديلى ف اى لعبه من و احنا صغيرين يونس إبتسم: ربنا يخليكوا لبعض
وصلوا شقة مالك و مالك طلع: هكلمك و نتفق نتقابل يونس بغيظ: اه يا واطى مالك زقّه بغيظ: يلا بقا انت عامل زى عملى الرضى كده ليه ؟ هو انا خلّفتك و نسيتك ؟ يونس حاول يدخل و مالك زقّه و كل خطوه بيزقّه اكتر لحد ما خرّجه من الباب .. يونس برخامه: مش صممت تيجى على هنا ؟ طب و حياة امك مانا مالك بسرعه شد مسدس يونس من جيبه و رفعه: هاا يونس ضحك بهزار: تانى ؟ تانى ؟ شكلك متعلمتش .. انت لازم ترجع.
مالك بغيظ: لاء ماهو المرادى السلاح بتاعك يا فصيح يونس لسه هيتكلم مالك ضرب طلقه ف الارض عند رجله و يونس جرى بضحك و مالك ضرب كمان واحده قصدها بين رجليه بالظبط و يونس بيتنطط بضحك: يخربييت أبوك يا مالك مالك حدفله المسدس و طلع شقته اللى ساب مفتاحها لفهد بعد حبسه يقعد فيها .. دخل الشقه و بمجرد ما دخل هاجمته ذكريات كتير يمكن مكنش لسه عاشها و كان بيحلم يعيشها فيها ..
صوت أمه بيرن ف دماغه و هى بتدعيله إنه يجعلها عليه خير و يتهنّى فيها .. بيرن لدرجة سند ع الباب و غمض عينيه و كإنه بيستمتع بالصوت اللى كان محتاجله يطبطب ف عز المحنه على قلبه .. او بالدعوات اللى فعلا حاسس إنه محتاجها ف اللى جاى .. فضل كتير مكانه و بيتنقّل من مكان لمكان ف الشقه لحد ما فتح اوضه و من هيئتها خمّن إنها بتاعة فهد ف إبتسم و بعد ما كان هيخرج دخل .. اخد حمام و غيّر هدومه و مسك موبايله شغّله من تانى و بعد ما مسكه بحماس رجع حطّه تانى و إستنى .. قعد ع السرير و رجّع راسه لورا و فضل مستنى لحد ما النوم غلبه و صحى على صوت رزع الباب و حد بيدخل بحده .. مالك قام مخضوض و فهد بصّله قوى: ماالك ؟
مالك إبتسم و إتعدل نص واحده بنوم: انت ياض بتصيع برا لدلوقت فين ؟ فهد معرفش حتى يبتسم: انت بتعمل ايه هنا ؟ و ايه اللى جابك ؟ مالك ضحك بتريقه و قام ولّع سجاره: هربان تخيّل ؟ لاء و جاى استخبى ف بيت حضرة الظابط فهد شدّه بحده: اقف عدل يا مالك و كلمنى .. انت خرجت من الزفت ازاى ؟ مالك إتاخد من رد فعله و بص على إيد فهد اللى مسكته من دراعه و فهد بعد ما رخى إيده من مسكته رجع شدد عليها تانى و بصّله بجمود ..
مالك حط السجاره تانى و لفّ قصاده و بهدوء نزّل إيده: تفتكر إنى ههرب يعنى ؟ و بغض النظر عن إنى هلجألك و لا لاء .. بس انت شايف إنى اعملها ؟ فهد دوّر وشه بس ملامحه جامده: الحراسه اللى انت سايبها عليا و ع البيت بلغونى إنك جيت و معاك حد و ضربتوا نار و طلعتوا جرى ورا بعض و الاخر انت طلعت هنا مالك بصّله قوى: ف اول حاجه تفكيرك راح عندها إنى هربت و جاى استخبى عندك .. إفترضت سوء الظن يعنى .. بس السؤال بقا انت كنت جاى و ناوى على ايه ؟ ده لو كان ده حصل فعلا ..
فهد سكت و مالك بص لمسدس فهد اللى طلع بيه و اللى من اول ما دخل خرّجه شويه من جيبه بيّنه و رجع بص لفهد و غمض عينيه و حاول يدارى اللى فيهم .. مالك حاول يهزر: لاء بس منكرش إنى إتبسطت يا فهد .. اهو عملت عليا ظابط و عايز تسترزق بأى قضيه بس عجبتنى يا باشا فهد قعد بضيق و مالك إبتسم بهزار: ايه هو القسم بينش للدرجادى من القضايا و لا ايه ؟ ده انا حتى اسمع إنك مفحوت ف الشغل لدرجة ان يونس اما جاه يعملى حسن السير و السلوك معرفش يلجألك و كلمك كتير و مردتش
مالك مكنش عارف ان يونس كلامه بس خمن ده و رد فعل فهد اكّدله .. فهد بذهول: حسن سير و سلوك ؟ مالك إبتسم: اه و لا انت بقا فاكر ان اخوك بلطجى و صايع ؟ فهد نبرته إتغيرت: حسن سير و سلوك ايه ده اللى بعد خمس شهور من حبسك ؟ انت فاكرنى اهبل و هصدق الكلام ده و لا ايه ؟
مالك بصّله قوى: اولا سته مش خمسه و لا الوقت ده مكنش فارق معاك ؟ بعدين امال انت فاكر ايه اللى حصل يا فهد ؟ ههرب مثلا ؟ فهد إتريق و هو خارج من الاوضه: لاء مش هتهرب .. بس من الواضح ان كان لها طريقه تانيه زى ما كل حاجه لها طرق تانيه مالك مسكه من دراعه وقّفه: تقصد ايه يا اخويا ؟ مالك إتكى على كلمة اخويا و فهد فهمه ف إتنفس بضيق: لا و لا حاجه .. انا بس جاى تعبان عشان كنت مسهّر من امبارح و منمتش مالك بحب: طب تعالى خد حمام و غيّر عقبال ما اعملك حاجه تاكلها و ادخل ريّح و اما تصحى نقعد مع بعض لا احسن انت واحشنى قوى و هموت و نقعد نتكلم مع بعض ..
فهد ببرود: لاء مش عايز .. انا هروح الاوضه التانيه اخد حمام و انام مالك إبتسم: دى اوضتك على فكره .. بس مكنش عندى صبر لحد ما تيجى ف قعدت ف حاجتك و هدومك .. زى مانت زمان كنت بتقولى إنك بتعمل كده اما بسافر فهد إبتسم غصب عنه و قدام إصرار مالك دخل اخد حمام و غيّر و خرج لقى مالك بيعمل اكل .. مالك إبتسم بمناغشه: ما تقرّب يلا و لا الكليه معلمتكش حاجه ؟ فهد إبتسم من غير كلام و قرّب عملوا الاكل سوا لحد ما خلصوا و قعدوا ياكلوا .. فهد: هو انت مشوفتش احلام ؟
مالك حاول يبقا بارد: لاء انا جيت على هنا على طول و بصراحه حبيت اشوفك انت اول واحد بعد يونس .. ده إن مكنتش عايزك و بعتبرك قبل يونس و قبل اى حد فهد إتجاهل كلامه: قصدى يعنى من اول اللى حصل مالك وشه مفهوش تعبير: لاء بس انت زى ما عارف انا مكنتش بقابل حد ف معرفش مين كان بيجى فهد رمى كلامه ببرود: بس هى مكنتش بتروح .. انا كنت بشوف كشف طلب الزيارات اول باول و مين عايزك و مين بيدخلك ف مكنتش و لا مره فيهم مالك بصّله قوى و لسه فهد هيتكلم مالك قاطعه: و انت كنت بتشوف كشف الزيارات ليه يا فهد ؟ متوقع ايه او عايز توصل منه لأيه ؟
فهد إرتبك: هاا ؟ لا و لا حاجه .. بس كنت بتطمن عليك من برا طالما مش راضى حد يدخلك مالك حاول يقتنع: اه عموما اهى فتره و عدّت زى ما كل حاجه هتعدّى فهد سكت و مالك كمان شرد كتير و كملوا من غير كلام تانى .. تعاملاتهم طول الوقت صامته كإن فى حاجز بينهم حايش حتى الكلام بينهم و مالك كان بيتعامل من منطلق يفتفت الحاجز ف كان بيناغشه و يشاركه عشان يشده شويه شويه .. خلصوا و دخلوا ناموا و فهد صحى الصبح نزل شغله من غير كلام و مالك اما صحى ملقهوش فهم ده ف قام لبس و خرج ..
راح الاول ع المقابر يزور أبوه و أمه .. دخل بوجع للمكان اللى مدخلهوش من يوم ما دفنهم فيه بإيده .. كان جاى و ناوى يتكلم .. يقول الكلام اللى مش عارف يفضفض بيه لحد من ساعة ما خرج .. مش لاقى حد اصلا .. بس بمجرد ما جاه لسانه إنعقد .. كل كلامه إتبخر او الدموع قامت بالواجب و ترجمت اللى جواه كله .. فضل كتير لحد ما حس إن نَفسه بيضيق زى ما كل حاجه حواليه بتضيق بيه .. قام مشى بتوهان .. راح على بيت احلام .. مش عارف ايه اللى جابه .. بس اللى عارفُه إنه محتاج يتحرك خطوه ف رجله حرّكته اول خطوه لهنا .. رن الجرس بتوتر و عبير فتحت الباب و إتفاجئت بيه ..
عبير بذهول: مالك ؟ ازاى ؟ مالك حاول يبتسم: مساء الخير يا طنط .. معلش جيت كده بس قطع كلامه مع خروج احلام: ماما كل ده الفستان مجاش من عند المكوجى .. الناس زمانهم جايين و إتفاجئت بمالك قدامها ف وقفت بصّتله قوى: مالك ؟ ازاى ؟
مالك حاول يهزر: ايه يا جماعه انا كل ما هكلم حد منكم هيقول مالك ازاى .. شايفينى بمشى ع الحيط و لا ايه ؟ احلام إبتسمت بعيون مدمّعه و تهتهت: لاء .. بس .. اصل
مالك من هيئتها و هيئة البيت و الكام كلمه اللى طلعت على أمها بيهم كان تقريبا قدر يجمّع الموقف و إرتباكها ده أكّدله فهمه .. مالك بتلقائيه بص على إيديها و لمح اصابعها فاضيه و هى فركت إيديها بتوتر .. عبير بحده: انت بتعمل ايه هنا ؟ و ازاى برا اصلا ؟ انت حبسك سنه و لا هو عدّت سنه من غير ما ناخد بالنا ؟ مالك عيونه متعلقه على احلام مستنى منها اى كلمه .. حركه .. إشاره تقول ان اللى فهمه غلط .. عبير إتنرفزت اما لاحظته: ماتنطق يا زفت انت .. و لا جاى تجيبلنا بلوه ؟ رؤوف خرج على صوتهم و إتفاجئ بمالك: مالك ؟ ازاى ؟
مالك برغم الموقف ضحك ضحكه خفيفه غصب عنه .. عبير بعصبيه: هو انت مش هتبطّل برودك ده ؟ حتى و انت متزفّت و هربان بارد ؟ رؤوف: هربان ؟ انت هربت يا إبنى و لا ايه ؟ مالك إتريق: و الله مش عارف .. كل ما حد يشوفنى يخمن كده ليه ؟ مع إنى خارج حسن سير و سلوك و المفروض إنكوا اكتر ناس عارفينى رؤوف إتنهد بصوت عالى و راح عليه: طب إتفضل ادخل نوّرت عبير إندفعت: يتفضل ؟
مالك بص لأحلام و كإنه كان مستنيها ترد على أمها .. مستنى منها رد الفعل اللى تقريبا بتخذله فيه كل مره .. بص حواليه ع الشقه و بص على احلام اللى متسمّره مكانها: لا خلاص بقا انا ماشى مالك إتحرك خطوتين و إتكلم من غير ما يبصّلهم: انا فعلا كنت جاى من ع الباب .. بس كويس إنها جات كده و منك
خرج و شد الباب وراه اللى برغم إنه قفله بهدوء إلا إنه سمّع ف جسم احلام هزّه قوى بشكل خلّاها غمضت عينيها بعنف خرّج كل الدموع المحبوسه جواها .. مالك مشى مش عارف يروح فين .. محتاج لحد .. عايز يتكلم .. فضل يلف بعربيته كتير لحد ما راح لفهد على مكان شغله .. إبتسم بتوتر مش عارف من رد فعله و لا من رد فعل الناس اللى اول مره هيواجههم بعد اللى حصل .. دخل بهدوء و سأل على مكتب فهد و قبل ما يوصل حد من زمايله وقّفه انس: ايه ده مالك ؟
مالك إبتسم و سلم عليه و وقف يتكلم بإختصار عن خروجه .. فهد كان خارج من مكتبه بيتكلم ف الموبايل ف لمح روفيدا خارجه مع أبوها من مكتبه ف راح عليهم بهزار ..
مالك بعد ما كان هيروحله إتراجع و إبتسم قوى و حب يشوف الموقف من برا ..
فهد غمز: هو بالمنظر ده الجرايم هتكتر و المجرمين هينتشروا و كده خطر ع الامن العام يا باشا مالك من بعيد ضحك غصب عنه و روفيدا ضحكت لفهد: ده كله بسببى و لا ايه ؟ فهد بخفه: لا سببك ايه انا اقدر ؟ بعدين ده كده يبقا رزق لنا اللوا مدحت ضربه بخفه على قورته: ما تتظبط يالا.
فهد بهزار: اتظبط اكتر من كده ؟ ده انا ظابط قوى لحد دلوقت .. مش عارف بقا ف اللى جاى هعرف و لا لاء روفيدا ضحكت برقّه و أبوها إبتسم و ف وسط ضحكهم لمح مالك ف بصّله قوى و فهد اخد باله إنه بيبص على حاجه فبص يشوفها و هنا شاف مالك .. فهد وشه إتغيّر و بان عليه الضيق و مالك قدر يلاحظ ده بسهوله ف عمل نفسه مش شايفهم و بص لصاحبه و كمل كلامه ..
اللوا مدحت: هو مالك خرج و لا ايه ؟ فهد ملامحه إتجمدت: اه اللوا مدحت: مقولتليش يعنى فهد سكت شويه: مجاتش فرصه .. هو لسه خارج امبارح اللوا مدحت سكت و فهد بصّله بتردد: هو فى حسن سير و سلوك بالسرعه دى ؟ اللوا مدحت هزّ راسه بهدوء: اعتقد مع حد بعلاقات مالك و مكانته اه فى فهد هز راسه بضيق: اه مكانته اللوا مدحت و هو ماشى: انا هروح اسلّم عليه و اباركله
راحله و مالك عمل نفسه بياخد باله و إبتسم و سلموا على بعض .. اللوا مدحت: مبروك يا مالك حمد الله على سلامتك مالك بهدوء: الله يسلمك اللوا مدحت: انا لسه عارف دلوقت اما شوفتك .. حتى فهد مجابليش سيره مالك بص لفهد اللى وشه متغير: معلش عشان بس الموضوع جاه كده بسرعه ثم إنه مش من بعيد .. ده امبارح بس اللوا مدحت: عموما لو إحتاجت اى حاجه كلمنى متترددش.
مالك: متشكر اللوا مدحت اخد روفيدا و مشى و مالك بص لفهد بيحاول يقرا عينيه: يعنى لو قطعت عليك رزقك ممكن تمشى على فكره معاهم فهد حاول يبتسم و مالك خده و إتحرك بهزار: يلا يا عم النحنوج إدينى قهوه ف مكتبك اما نشوف ايه حكايتك
فهد بسرعه رجع بيه خطوات لورا: لالا بلاش هنا مالك سكت و فهد إتلجلج: قصدى يعنى إنى مشغول دلوقت مالك وشه إتضايق و فهد إتنهد بصوت عالى: قصدى تعالى نخرج .. برا عن هنا يعنى .. ناخد اى حاجه برا
مالك فك من إيده بهدوء: لاء انا اصلا مستعجل مالك مشى و فهد وقّفه بكلامه: مالك انت كنت جاى ليه ؟ مالك صوته طلع بالعافيه من غير ما يبصّله: و لا حاجه .. كنت جاى لواحد صاحبى بس للإسف ملقتهوش فهد سكت و مالك مشى من غير كلام تانى .. خرج راح على عربيته و فضل فيها كتير كإنه مستنيه و الاخر غمض عينيه بتعب و مشى .. فضل يلف كتير لحد ما تعب و مش عارف تعب من اللف و لا من التفكير و الاخر رجع البيت ..
طول اليوم ف البيت لحد الليل ضلّم و نام و هو متحركش .. صحى الصبح و إكتشف إنه لوحده ف الشقه .. رن على فهد كذا مره بقلق مردش .. بعد ما كان هيروحله إتراجع و سابه براحته .. إتصل بالحراسه اللى حاططها عليه و عرف إنه بيروح كل يوم عادى ف فهم إنه محتاج يبعد شويه .. يوم و اتنين و كذا يوم عدّوا على مالك على حالته اللى بتسوء يوم عن اللى قبله .. حاول يوصل لفهد تانى ف رن عليه كتير لحد ما رد .. مالك بقلق: انت فين يا فهد ؟
فهد ببرود: عندى شغل و مضغوط شويه مش فاضى مالك: انت كويس ؟ فهد: اه و انا من فتره خدت شقه مالك إتنفس بصوت عالى و هو مغمض عينيه و فهد ببرود: قريبه من شغلى و كده عشان بآخّر و كده مالك بحب: متمشيش من غير الحراسه فهد بلامبالاه: ربنا يسهل مالك قفل معاه و حدف موبايله بحزن بجد .. برغم كل اللى خسره و اللى تقريبا كان كل حاجه إلا إنه اول مره يحس إنه لوحده بجد ..
شهر و اتنين عدّوا عليه و حالته بتسوء و وضعه بيتأزّم .. راح الجبل و حاول يوصل لأى حد تبع القضيه بس مفيش خاصة إنه عرف ان العمليه بتاعتهم مكملوهاش و بما ان كبش الفدا بتاعهم راح هما كمان إختفوا قبل ما يظهروا .. حاول كذا مره مع شغله من بعيد بس ابوابه إتقفّلت ف وشه .. حاول يشوف شغل تانى بس مش عارف .. مش شايف نفسه ف حاجه غير المجال اللى عشقه .. لحد ما ف يوم كان ف البيت و جرس الباب رن و اللى جاله كان ضيف على هيئة فرصه .. مالك بصّله كتير و غصب عنه إبتسم بس هو ___
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع
شهر و اتنين عدّوا علي مالك و حالته بتسوء و وضعه بيتأزّم .. راح الجبل و حاول يوصل لأى حد تبع القضيه بس مفيش خاصة إنه عرف ان العمليه بتاعتهم مكملوهاش و بما ان كبش الفدا بتاعهم راح هما كمان إختفوا قبل ما يظهروا .. حاول كذا مره مع شغله من بعيد بس ابوابه إتقفّلت ف وشه .. حاول يشوف شغل تانى بس مش عارف .. مش شايف نفسه ف حاجه غير المجال اللى عشقه .. لحد ما ف يوم كان ف البيت و جرس الباب رن و ده كان حد من صحابه برا مصر كلّمه و طلب يقابله و جاله البيت ..
مالك بخمول: كرم ازيك كرم: الحمد لله و انت ؟ عامل ايه ياض مالك بإنهزام: هبقا كويس كرم وطّى صوته و بص بعيد عن الباب: معايا حد عايز يقابلك مالك بص ناحيته و شافه: مين ؟ كرم: ندخل و نتكلم جوه مالك شاورله و هو راح ع اللى معاه و إتكلموا بلغه اجنبيه و بعدها جابه و دخلوا ..
مالك فهم إنه استرالى و كلّمه بلغته رحب بيه .. كرم: بص يا مالك من غير مقدمات و تمهيدات كتير .. جايلك فرصه للشغل برا مالك لسه هيتكلم كرم قاطعه: عاارف هتقول ايه.. عيب عليك يا صاحبى .. ده شغل رسمى و قانونى و تبع الجهاز بس الخاص بيهم هما ببلدهم مالك: و هما عرفونى منين ؟ كرم إبتسم: تفتكر هسيبك يعنى ؟ خاصة إنى عارف اللى حصل معاك .. انا رشحتك ليهم و هما إستعلموا عنك كتير و عرفوا عنك كل حاجه و حابين يتفاوضوا معاك مالك وقف: انت فاكر إنى ممكن ابيع بلدى يعنى ؟
كرم وقف قدامه: بلد ايه يا مالك ما تفوق .. بلدك اللى قعدت تديها من غير حساب و اول ما وقعت رموك بسهوله ؟ لاء و وقفولك بالكرباج مالك قعد و حط راسه بين إيديه .. بينه و بين نفسه عارف إنه محتاج فرصه زى دى .. دى جات ف وقتها .. لاء ده عارف كمان ان الابواب هنا كلها إترزعت ف وشه .. مالك بيحاول يقفل عقله: انت عارف إنى ممنوع حتى اتحرك برا ؟ و لو حصل لأى سبب لازم يبقا عندهم عِلم كرم قعد جنبه: انت لو عايز تعمل ده هتعمله يا مالك .. مش شوية قوانين هبله اللى ممكن تمنع ظابط محترف زيك .. هما نفسهم حاطين قوانينهم للى زيك و عارفين كده كويس ..
مالك بهدوء: سيبنى احسبها كويس و ارد عليك كرم: ايوه كده و تآكد انت هتبقا ف بلد مفيش بينها و بين هنا اى عداء او خلاف من اى نوع ف مش هتضطر ف يوم تقف قصاد هنا .. و هتتفق معاهم على كده مالك هز راسه و سكت بشرود و كرم بلغ اللى معاه برد مالك و إستنوا رد مالك .. مالك حاول يفكر بشكل صح بس مش عارف ياخد قرار .. هو صحيح هنا مش هيسيبوه بشكل قانونى يعمل كده بس هو فعلا لو عايز يعمل كده هيعمل .. مش عارف يفكر و لا عارف ياخد قرار لحد ما كلّم يونس و حكاله عن اللى حصل كله ..
يونس سكت كتير: بلاش يا مالك مالك بصّله كتير و مش عارف كان مستنى منه يشجّعه و لا يراجعه: ليه ؟ انت شايفلها حل تانى يا صاحبى ؟ يونس بتفكير: معرفش، بس حاسس إنك لسه قدامك فرصه تانيه هنا بس مسألة وقت مالك ضحك بتريقه: انت مصدق نفسك ؟ انت عارف كويس إنها خلصت يونس: بردوا فكر يا صاحبى .. و اعرف كويس إن الاختيار مش بين فرصه و فرصه .. لاء ده بين وطن و غربه..هتعرف اه تخرج من هنا بس خليك حاطط قدام عينيك و انت بتخرج إنك اى خطوه برا البلد مش هتعرف ترجعها .. يعنى هتعيش طول عمرك غريب هناك ملكش حد مالك بوجع: و هنا ليا مين يعنى ؟
يونس بذهول: احنا يا مالك .. صحابك و زمايلك و حبايبك و اخوك يا مالك .. انت ناسى فهد ؟ مالك قام وقف و إداله ضهره و غمض عينيه: فهد ؟ يونس راحله و لفّ وشه له: اه فهد .. اخوك يا مالك .. العيل الصغير اللى بتعتبره إبنك .. مش ده كان كلامك ؟ مالك ضحك ضحكه باهته و سكت و يونس قعد جنبه: انت الفتره دى صعبه عليك و مش هتعرف تاخد قرار صح فيها .. مش هتعرف تفكر اصلا .. إدّى نفسك فرصه و خد وقت لحد ماتهدى و تعرف تفكر و انت هتلاقى نفسك وصلت لإن ده هيبقا اصعب عليك من اللى انت فيه دلوقت..
مالك هزّ راسه و سكت شويه بتردد: يونس انت قبضت ؟ يونس فهم ف إتحرك بسرعه جاب الجاكت بتاعه: انت محتاج فلوس ؟ معلش يا مالك انا اول ما انت خرجت جيت احوّلك فلوس لقيت حسابك مقفول من ساعة ما حطوا رقابه عليه وقت الحبس و كلمتك ترجع تفتحه قولت مش دلوقت ف إستنيتك مالك الكلام بيطلع منه بالعافيه: فتحته وقتها و سحبت الفلوس منه و اللى مكنتش كتير اصلا بس خلصت .. انت عارف سحبت لفهد منه يوضّب البيت و يرجّعه زى ما كان و يوضب الشقه هنا و يفرشها بعد ما حسيت إنه مش هيعرف يقعد ف البيت مكان ابويا و امى ف مبقاش كتير يونس إدّاله الكارت: و لا يهمك و بعدين انت بتشرحلى ايه ما كان على إيدى و انا اللى عملت كل ده .. انت ناسى ؟
مالك سكت: مبلغ بسيط و يونس سابله الكارت قدامه: براحتك يا صاحبى انا لو معايا نقدى دلوقت كنت سيبتلك بس الكارت افضل عشان تسحب اللى عايزُه مالك لسه هيتكلم يونس حدفله بوسه و مشى: متحوّرش ده انا كنت عايش على قفاك
مالك الموقف كان صعب عليه .. متخيلش ابدا ف يوم إنه حتى يتحوج بالشكل ده و الاصعب مفيش قدامه اختيارات .. حاول يفكر ف كلام يونس بس الموقف اللى خلص عليه كلامهم قفل قدامه اى تفكير او تراجع .. من كتر التفكير نام مكانه بإرهاق .. صحى الصبح على صوت خبط عالى ع الباب بإزعاج .. قام بسرعه فتح و لقاه اللوا صالح .. مالك بصّله كتير بغموض و اللوا صالح بصّله بنفس الغموض: ايه مش هدخل ؟ مالك وسّع: لا إتفضل اللوا صالح دخل و حاول يهزر: ماهو انا لو مش عارفك قفل كنت قولت حد معاك مالك ضحك غصب عنه: دلوقت ؟ و انا ف الظروف دى ؟
اللوا صالح بغموض: مالها الظروف دى ؟ انت عارف إنها فتره و هتعدّى .. بعدين من امتى الظروف مبرر للغلط يا مالك ؟ ده لو كل الناس حطّت الظروف شماعه تعلّق عليها غلطها و تبرره انت لاء مالك كان شاكك ف مجيه خاصة ف التوقيت ده بس بعد الكام كلمه دول قدر يشوف اللى وراهم ..
مالك حاول يهرب من نظراته ف راح فتح البلكونه و وقف .. اللوا صالح راح عليه مسكه بحده و بصّله قوى: قول إن اللى وصلنى غلط .. قول ان نظرتى ف مالك مخابتش مالك إتريق: ليه مخابتش قبل كده ؟ اللوا صالح: لاء مخابتش .. و لو اللى قدامى ده كل ما الظروف تضغط عليه هيقع يبقا مش مالك اللى قدامى مالك بوجع: لاء هو مالك بس انت اللى مش واخد بالك اللوا صالح: مالك لا يمكن يبقا بالإنهزام ده مالك بلهجه ناشفه: كتر الضغط بيولّد انفجار اللوا صالح: ده الضغط ع الطرى .. انما مالك ناشف .. صلب .. لايمكن يلين بسرعه كده مالك إتنرفز: خلاص كفايه بقا .. تعبت .. كل اللى يكلمنى يقولى مش مالك مش مالك .. انتوا فاكرين مالك ده ايه ؟ آله ؟ تتحرك بريموت زى ما تظبطوها ؟ مش من حقه يتعب ؟ يغلط ؟ يقع ؟ يقول ااه ؟
اللوا صالح: لا من حقه .. بس يغلط مرتين ورا بعض دى اللى لااء .. الف لاء كمان .. انت إتسرعت مره و النتيجه كانت وحشه .. ف اما تيجى تتسرّع تانى يبقا العيب فيك مش ف الظروف مالك كان عارف ان كلامه صح .. اصح من إنه يترد عليه .. بس خلاص الحصان وقع وسط السبق و يا اما يتحامل على نفسه و يوقّف نفسه بنفسه يا هينداس عليه .. خاصة بعد ما عرف ان مفيش إيد هتتمدّله بمساعده و لا فى مساعده اصلا .. اللوا صالح حاسس بحيرته ف عرف ان مالك متخبّط و لسه مخدش قرار ف قرر يدوس يفوّقه ..
مالك بحده: مفيش اختيارات تانيه .. انتوا مسبتوليش اللوا صالح: مش هسمحلك .. محدش هيسمحلك و لو كنت معتمد على ذكاءك و قدراتك هتسعفك يبقا غلطان .. متلعبهاش على حد عارف مفاتيحك و هو اللى مديهالك اصلا مالك بصّله كتير: انا مش هبقا ضد هنا بس اللوا صالح بحده: و ايه اللى يضمنلى ؟ انا اضمنك بس مين يضمنلهم هنا هاا ؟ انت عارف واحد بإمكانياتك و عارف مداخل البلد و مخارجها و اماكنها الحساسه و الحيويه اما يخرج برا لاء و يشتغل كمان لحساب بلد تانيه ممكن يعمل ايه ؟ ف اضمن منين بقا ؟
انت واحد الظروف ضغطت عليه شويه ف إتحوّل ف لحظه لقاتل و قدام الكل من غير ما يهمه .. تضمنلى ان الظروف لو ضغطت عليك هناك تستعمل عقلك ؟ تضمنلى اصلا ان الظروف متضغطكش تغيّر مبادئك ؟ مالك دوّر وشه و سكت شويه: قضية السلاح خلصت على ايه ؟ اللوا صالح ضحك بتريقه: ما بلاش انت اللى تسأل .. انت عارف كويس خلصت على ايه من قبل حتى ما تتحبس .. حضرتك إتكشفت و كشفتلهم إنهم وقعوا و كبش الفدا و البركه فحضرتك راح .. تفتكر هيكمّلوا ؟ و حتى لو كمّلوا هيبقى دلوقت ؟
مالك: و موصلتوش لحد منهم ؟ اللوا صالح: هتصدقنى لو قولتلك ان الجبل كله تحت عينينا .. يمكن يبقا فى فرصه .. بس انا و انت عارفين إنها خلصت لحسابهم مالك وقف بجمود: إدينى كارت اخضر اتحرك و انا اللوا صالح بحده: و انت ايه ؟ و انت هتبوظ الدنيا اكتر ما باظت .. ده لو حتى كان فى فرصه انت اخر واحد ياخدها لو لسه ف مكانك .. ف مابالك إنك سيبت مكانك و بشكل نهائى مالك بجمود: يبقا متلومنيش اللوا صالح زعّق: انت بتلوى دراعى ؟ انت مش هتعمل حاجه .. فاهم ؟ القانون هيمنعك و اذا القانون مقدرش انا اللى هقفلك .. انت ضيعت نفسك و مش هسيبك تضيّع بلد معاك.
مالك زعّق قصاده: بلد ايه اللى انت عايزنى اعمل حسابها ؟ اللى اول ما وقعت رفعت سكاكينها عليا تدبحنى ؟ و لا اللى ما بين لحظه و التانيه حوّلتنى لشبهه الكل بيتدارى منها .. انت عارف ان اخويا بيتكسف منى اروحله شغله ؟ خطيبتى سابتنى بعد ما إتكسفت منى قدام اهلها ؟ اللوا صالح هز راسه بزعل عليه و مالك زعّق اكتر: انت عارف خبطت كام باب ؟ روحت كام شغل ؟ انت عارف إنى مديت إيدى محتاج ؟
اللوا صالح بصّله قوى بحزن و قبل ما يتكلم مالك إداله ضهره و بيتنفس بسرعه: امشى يا باشا اللوا صالح: مالك انت مالك بجمود: امشى يا باشا .. امشى و متخافش انا مش همشى من هنا .. و زى ما انت قولت لو إتسرعت و وقعت ف نفس الغلط مرتين مبقاش مالك .. و انا للإسف لسه مالك .. لسه مالك و مش عارف برغم ده كله ابقا غيره ..
اللوا صالح مشى بعد ما حس ان مفيش كلام تانى ممكن يتقال و مالك حدف السجاره بعنف قدامه و شال الطفايه حدفها ف القزاز قصاده كسره .. قام بعنف عمال يدب بإيده ع الحيطه قصاده و شويه و يدب بدماغه .. حاسس إن كل حاجه عماله تقفّل ف وشه .. و كإن الدنيا كلها اعلنت عليه الحرب و إتفقت عليه .. رفض العرض اللى قدامه .. إبتدى يكتئب و يدخل ف حاله اسوء .. شرب و سهر للصبح و يمكن حشيش و اكتر .. دخل ف دوامه و بيتحرك ف دايرتها من غير إراده منه .. سايبها زى ما تيجى تيجى ..
لحد ما ف يوم ماشى بعربيته و فجأه ظهرت قدامه كذا عربيه مفيّمه ضربوا نار على عجل عربيته لحد ما اختل توازنها و فضلت تلف حوالين نفسها .. حاول يتحكم فيها بس معرفش .. العربيه لفّت بجنون و قبل ما تتشقلب إتحدف منها ع الارض و هى إتقلبت .. قبل ما يتحرك العربيات اللى ظهرتله قرّبت منه لحد ما حاوطته .. و نزل منها كذا واحد حراسه و ثوانى و نزل واحد وسطهم و هما حاوطوه .. مالك رفع وشه له و الراجل بصّله و إبتسم: ينفع تقع كده ؟
مالك ف حاله شبه السُكر ضحك بوجع و اتكلم بهزيان: هو انا لسه هقع ؟ الراجل: ميقعش إلا الشاطر مالك بترقّب: انت مين ؟ و تعرفنى منين اصلا عشان تعمل كده ؟ انا سيبت الشغل اصلا .. يعنى لو خلاف تبع شغل ف اكيد متابع اخبارى و عارف إنى سيبت الشغل الراجل: انا واحد متعرفهوش و معرفش اذا كنت سمعت عنه و لا لاء .. بس هختصرلك نفسى ف كلمتين " فرصه و جاتلك " قبل ما مالك يرد الراجل مد إيده لمالك اللى كان لسه ف الارض .. مالك بص لإيده و بدون تردد او حتى تفكير مد إيده هو كمان زى ما يكون تعب من الوقعه او إستنى كتير الإيد اللى هتتمدله توقّفه من تانى و الراجل شدّه وقّفه .. الراجل: لو كنت إترددت او حتى حاولت ترفض إيدى كنت هسحب إيدى و امشى.
مالك بصّله قوى و ضحك ضحكه غامضه: لا مش للدرجادى .. انا بس مبحبش ابقا تحت رجل حد ف كان لازم اقف بأى طريقه الراجل بنفس الغموض: ماهو عشان كده انا بقولك لو كنت إترددت كنت هسيبك .. عشان انا جاى لمالك الهجّام .. اللى أمره دايما محسوم و مبيترددش و يوم ما يقع لازم يقوم مهما كان التمن .. ف لو كنت إترددت تقوم ساعتها كنت هعرف إنك مبقتش هو و انا اللى جيت بالغلط مالك بترقب: من الاخر انت مين ؟ و عايز ايه ؟
الراجل: انا صفوت الراجحى .. صاحب اكبر مجموعة شركات حراسه و امن ف العالم كله مالك رفع حاجبه و صفوت هز راسه: اه بالظبط زى ما سمعت .. انا عملت مجموعه من اكبر الشركات للحراسه و عملتلها افرع ف كل مكان ف العالم إلا هنا مالك: و اشمعنى هنا ؟ صفوت: عشان يمكن هنا لسه ملقتش الراجل الخارق اللى هيمسكها و يكبّرها و يلفّ الشغل تحت ضرسه و اما لقيته مترددتش لحظه اجيله و ادينى جيتله مالك مط شفايفه: و هى الامن و الحراسه محتاجه لخارق ؟
صفوت: بصراحه و من الاخر مش الامن اللى محتاج لراجل خارق .. لكن اللى ورا وجهة الامن و الحراسه هما اللى محتاجين لحد خارق مالك بصّله قوى و مستغرب صراحته و مستغرب اكتر ليه الكل بقا شايفينه كده: انت مش ملاحظ إنك صريح زياده عن اللازم ؟ يعنى جاى تقولها مباشرة كده و لواحد ظابط و صفوت قاطعه: قصدك لواحد كان ظابط .. و يمكن ده اللى جابنى مالك ضحك عشان كان خلاص فهم: و ايه بقا المقابل ؟ قولى الاول بمناسبة الصراحه ايه بقا اللى ورا الامن و الحراسه و محتاجنى فيه ؟
صفوت: كل حاجه بما فيهم تصدير السلاح مالك مط شفايفه بتفكير: تهريب قصدك صفوت: مش هنختلف ع المسمّى مالك: و هو التهريب و بالذات للسلاح محتاج واجهه و شركات و و و الليله دى ؟ ما انت حد بحجمك يقدر يخلّص صفوت: لاء بلعبها بالقانون مابك بتفكير: ممم قصدك تدخّل سلاح مرخّص بصفتك صاحب مجموعة امن و حراسه و دخوله و إستعماله هيبقى بالنسبه لطبيعة شغلك قانونى من باب إنك هتستعمله ف الحراسه صفوت: و اخرّجه من تانى ناحيه من غير ما استعمله مالك: و تخرّجه ازاى و لمين ؟
صفوت: ازاى دى بطريقتى بقا و بالإتفاق .. إنما لمين دى ف اعتقد اللى ماشيين ف السكك دى كتير و اللى بيحتاجوه اكتر مالك ضحك: طب ما انت سالك اهو .. عايزنى معاك ف ايه بقا ؟ هتستفاد ايه ؟ صفوت: لاء هستفاد كتير و من كل ناحيه .. واحد زيك كان ف الداخليه يعنى له علاقات و معارف و ف كل حته له إيد ممكن تساعده ف لما يبقا معايا هيفيدنى بده..
زائد ان واحد ف وضعك اما يفتح مجموعة شركات امن و حراسه مش هيبقا مشكوك فيه .. و اقدر اقدم طلبيات لسلاح و اطلّعلها تراخيص بسهوله و بسرعه كمان و بالكميات اللى عايزها .. يعنى هدخّله بسهوله بشكل قانونى و هخرّجه اسهل بشكل غير قانونى .. و حاجات تانيه كتير هتعرفها بعدين مالك قرّب خطوات ناحيته: لاء انا عايز اعرفها دلوقت الحاجات الكتيره دى صفوت ضحك: كنت متوقع مالك: عشان بس اعرف انا بقبل او برفض ايه صفوت: لو مكنتش سألت كنت هستغباك .. رغم ان سؤالك ممكن يبقا وراه حاجه .. و عموما هقولك شغلك معايا هيبقاله تفاصيل تانيه كتير و حاجات اكتر .. مثلا زى رجالة الحراسه اللى تبع المجموعه هما دول مش لازمهم تدريبات خاصه و قتاليه ؟ و لا هنجيبهم من بيوتهم ع الشغل ؟ ف اعتقد ان مش هلاقى اشطر من واحد بمهاراتك القتاليه و قنّاص محترف و نشّان ..
مالك مط شفايفه: و دول دورهم هيبقا ف الحراسه بس ؟ صفوت لسه هيتكلم مالك قاطعه بسرعه: اوعى تكدب .. خلينى محترم صراحتك للأخر صفوت ضحك: و انا مكنتش هكدب لإنه اصلا مينفعش هنا الكدب عليك .. انت هتبقا جزء من شغلى و العجله اللى بتحرّكه ف لازم يبقا عندك و لو خلفيه .. اه هتدربهم و بالنسبه لشغلهم ده هيبقا المتاح قدامى .. اى حاجه و كل حاجه .. ايا كانت .. و اما يبقوا حرّاس ف شركة امن لحد زيك و متدربين تحت إيدك ف اكيد هينطلبوا من عناصر مهمه و حساسه ف الوسط بتاعك .. لواءات و قيادات و ناس من الشريحه دى و بكده هبقا دخلت وسطهم بسهوله و بشكل قانونى و ساعتها اى حاجه هتبقا متاح قدامى اعملها و بسهوله كمان مالك فهم ف سكت كتير: ليه جيتلى انا ؟ ليه متخيل إنى ممكن اوافق ؟
صفوت بثقه: هتوافق مالك شاور بإيده: ليه ؟ ليه واثق كده ؟ اعتقد من كلامك إنك عارفنى و اكيد عارف ان مستحيل كان ليا ف اى سكه شمال .. مهما كان المقابل .. و اوعى تقولى عشان القضيه بتاعتى و إنها اثبتت إنى ممكن ابقى شمال لإنك اكيد عندك خلفيه عن الموضوع .. ف ايه بقا اللى يجيبك لعندى انا بالذات ؟ مخوفتش مثلا ابلّغ ؟ و حتى لو سيبت الخدمه ف زى مانت قولت ان ليا معارف جواه صفوت: شوف برغم كل اللى انت قولته بس هتوافق و ده شئ انا متأكد منه .. اما عن حتة إنك تبلغ ف معتقدش .. اولا لإنك عارف كويس ان مفيش دليل واحد يدينى مهما قولت .. ثانيا لإنك عارف إن لا بلدك و لا قانونك و لا داخليتك يستاهلوا المخاطره دى.
مالك شرد كتير ف كل اللى حصل معاه يمكن من يوم مهمته و ازاى الكل إتخلى عنه بما فيهم شغله اللى كان ممكن يخرّجه منها بأى صوره حتى لو فتشوا المهمه صفوت لاحظ شروده و عرف إنه بيفكر و ده معناه فى فرصه ف شد الزناد و حدف قنبلته اللى هتفرقع الحماس جواه .. صفوت بمكر: و المقابل لكل ده بردوا مش هيبقا قليل مالك مط شفايفه بتفكير: تفتكر فى مقابل يستاهل كل اللى هقوم بيه ده ؟ صفوت: تفتكر دم أبوك و أمك يستاهل كل ده و لا لاء ؟
مالك إتنفض مكانه و بصّله قوى من غير ما ينطق صفوت: متبصليش كده .. اكيد لو ليا يد ف حاجه مش هجيلك انت بالذات .. مالك بترقب: امال ؟ صفوت: اعتقد إنى قولتلك عن طبيعة الشغل و ان السلاح اللى بيدخل بإسم شركاتى مرخّص بيخرج تانى .. و لازم تبقى عارف بيخرج ازاى و متوقع لمين .. فبالتالى زى ما انت ليك تعاملاتك مع الوسط بتاعك انا كمان ليا تعاملاتى مع الوسط ده و اعرف كل اللى جواه بما فيهم خليل مالك بصّله قوى: تعرفه ؟
صفوت: اكييد .. و اكيد كمان عارف ان ده شغل مش له و إنه بيخلّصه للى مستخبين وراه و اللى اكيد إتعاملوا معايا قبل كده كتير بخليل ده و من غيره، انت كان مطلوب منك توقّع خليل و اللى وراه و انا لا مع خليل و لا وراه .. انا شغلى كله برا و مليش اى صله بهنا و لسه مجرد بحاول افتح لنفسى سكه هنا ف مليش ف قضيتك اصلا و عشان كده ممكن اوصّلك بأطرافها مالك بجمود: مين اللى وراه ؟ صفوت وقف قدامه مباشرة: نتفق الاول مالك بجمود: و انا ايه يضمنلى ؟ انت لك اى ضمان .. مجرد شغلى معاك ده ضمان لك إنى مش هبلغ لإنى طبيعى هبقى بقيت معاك و ف حالتها هبقا بورّط نفسى .. لكن انا ايه يضمنلى انى بعد ما اشتغل متطلعش بتلعب عليا ؟
صفوت: و انا كمان عندى الضمان اللى يضمنك عندى ف عشان كده لو إتفقنا ع الشغل سوا هقولك بمجرد ما توافق مالك بصّله بترقب: ضمان ايه ؟ صفوت: اخوك .. مش الرائد فهد الهجّام بردوا يبقا اخوك .. اعتقد انك جربت اللى حصل ف ابوك و امك و معندكش استعداد تشوفه ف اخوك .. انا معنديش مانع متوافقش او منتفقش .. ده حقك .. بس ترفض و تلف تبيعنى او نتفق و إكتشف بعدها إنك بتلعب عليا اعتقد عندى الكارت اللى يتحرق .. ف و انت بتفكر حط ف بالك ان قدامك فرصتين بس .. الرفض او القبول .. و دول اللى من حقك .. غير كده هبقا معاك اسوء من الزنقه اللى إتزنقتها بين الداخليه و مهمتك اللى وقّعتك ..
مالك بصّله قوى و حاول يتماكر عليه او يستخدم مهاراته بس دماغه بتغلى و عقله رافض مجرد التفكير .. ده عمال يوريله لقطات كتير من وقفته قدام خليل و ازاى مكنش عنده مانع يبقا قاتل بس ياخد حق أبوه و أمه .. و دلوقت مبقاش حقهم بس ده حقه هو كمان ! و ازاى كل الابواب إتقفّلت قدامه و مبقاش فى فرصه بعد ما كل حاجه عملها إتنست و إتباعت .. مالك بيهز دماغه يمين و شمال يخرّج مجرد التفكير من راسه بس خلاص شيطانه فتحله كل الابواب و عرف يدخله ازاى و منين .. مالك خد نفس طويل و بص لصفوت و _