رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع عشر
فهد يدوب وصل بقوته و لمح حد بيتحرك ناحية عربيه و ايا كان هو مين او بيعمل ايه ف خروجه بالطريقه دى بيقول فى حاجه غلط و هو محتاج يوقّفه ف ضرب ناحيته رصاصه توقّفه بس هو حركته كان اسرع و رغم الرصاصه صابته بس مشى و ده كان مالك !
فهد نزل بسرعه بس كان مالك إتحرك ف راح مع قوته بس عينيه بتلف المكان بحذر بس لسه عينيه مجابتش عربية مالك اللى كانت إتحركت و هدّت على جانب الطريق ..
مالك من بعيد إيده هدّى سرعته على جانب الطريق اما شاف فهد اللى جاى المأموريه .. إيده على مفتاح العربيه و التانيه على بابها و بيحاول يفكر بشكل سريع يخرج من الموقف بأقل الخساير ..
فهد كإنه بيدوّر على حاجه و مش عارف يوصلها و اما حس ان المعركه بتتحسم شاور لحد من اللى معاه قرّب منه: إضرب عليا عدى بذهول: نعمم ؟ فهد زعّق: إنجززز .. إتدارى و إضرب عليا عُدى مش فاهم و مش عارف يعمل كده ليه و ازاى بس من الواضح ان الموضوع كبير و مفهوش نقاش ف مسك مسدسه و رجع خطوات بحذر إختفى ف مكان مش مكشوف و صوّب على فهد ف مكان غير حيوى و ضرب رصاصه ف كتفه ..
مالك من يوم ما حود عن سكته و هو بيستخدم كل قدراته و مهاراته كظابط سابق و ده كان كفيل يخليه يلقط الوضع بدقه حتى لو بعيد .. بمجرد ما لمح عُدى بيقرّب من فهد و بيتناقشوا و فهد بيزعق بحده قدر من حركة شفايفهم يفهم بيقولوا ايه و بتلقائيه عينيه إتحرّكت مع عدى اللى إتحرك بعيد لحد ما إختفى و هنا لمحه بيمسك مسدسه و بيوجهه على فهد .. و هنا تقريبا مالك فهم هو هيعمل ايه بالظبط او اللى فهد فكر فيه تحديدا .. و قدر يستنتج إن فهد مش جاى ف مؤموريه .. ده جاى وراه تحديدا و عشان كده إبتدى بالهجوم من قبل ما يتأكد من الوضع ..
و عشان كده عمل حركة إصابته دى كضغط على مالك عشان يظهر ف الصوره ف يقع ! و بمجرد ما مالك وصلت افكاره لهنا قرر يمشى و مش عارف إذا كان ده صح و لا غلط و لا اصلا من حقه يحس باللى هو حاسس بيه دلوقت .. بس اللى عارفُه إنه موجوع قوى ! سمع صوت صرخه هزّت المكان و فهد على اساسها وقع غرقان ف دمه .. مالك بص قدامه إتحقق من فهد و اخد نَفس طويل بعنف و حرّك إيده على وشه بعصبيه و خبط الدريكسيون قدامه بعنف كذا مره ورا بعض ..
بعدها إتكى ع الباب قفله بشده و ضغط ع المفتاح و دوّر العربيه بعنف بعد ما كان وقف بيها على بُعد منهم و مشى بسرعه عنيفه لأقصى درجه .. صفوت جنبه بمجرد ما مالك إتحرك بالعربيه و إبتدى يبعد عن المكان اخد نَفس طويل جدا و خرّجه بعنف مره واحده .. هو صحيح مش عارف لو مالك ضعف هنا و محسمش الامر بالشكل ده كان هيتصرف هو ازاى و يمنعه ازاى او يلحق الموقف ازاى لكن كان مستنى بحذر و بمجرد ما مالك خد قراره إتطمن ان كل السكك متقفله قدام مالك و مفيش غير سكته اللى فيها و ده نوعا ما طمّنه و قضى على اى ذرة حذر منه ناحيته .. مالك حتى بعد ما إختفوا من المكان و قدروا يخرجوا كان بيتحرك بعنف و بجنون و كإنه مكنش بيهرب منهم ده كان بيهرب من نفسه و إحساسه ..
صفوت كان متفهّم حالته كويس: متقلقش هيبقى كويس مالك غمض عينيه كإنه بيداريهم: ان شاء الله صفوت بيحاول يطمنه او يخفف من على عقله ضغط التفكير اللى قلقان من هيوديه لفين: إصابته بسيطه .. انا صحيح ملمحتهاش قوى بس شكله بيقول ف دراعه مالك صوته خانه: ف كتفه صفوت: يبقا مش خطر و هما هناك اكيد هيلحقوه و عموما طالما خرجنا الرجاله هتنسحب من الوضع هناك بس ربنا يستر و محدش فيهم يقع مالك بجمود: متدربين كويس متقلقش صفوت لسه هيرد لمح دم ع الدريكسيون ف بص بقلق على إيد مالك لقاها بتنزف: ايه ده انت إتصابت ؟
مالك بص على إيده ببرود و مهتمش و مش عارف ده عشان وجعه النفسى ف اللحظه دى كان اكبر من وجع إيده و لا عشان عقله مش راحمُه و مش فاضى يحس بالإلم .. المهم إنه مش حاسس بوجعها مش حاسس بيها اصلا: لا متقلقش بسيطه صفوت بقلق بجد: تعالى انا اسوق مالك إستغرب: دى اصابه بسيطه مفهاش حاجه صفوت على قلقه: و انا قولتلك إنى مبقاش عندى إستعداد اخسرك مالك معندهوش طاقه يناهد ف وقّف و إتنقل مكانه و صفوت لف ساق هو و كان هياخد طريقه لفيلا المنصوريه تبعه بس مالك شاورله بإرهاق: اطلع ع المجموعه.
صفوت إلتفت ناحيته بذهول: مجموعة ايه دلوقت ؟ انت مش شايف حالتك ؟ ده انت مالك قاطعه بزهق: خدنى على صالة التدريبات صفوت مفهمش بس فهم ان مالك ف دماغه حاجه بس مفهوش حيل يشرح ف مشى ورا كلامه لحد ما وصلوا ..
عند فهد وقع متصاب ف كتفه و قبل ما يقوم سمع صوت عربيه بتتحرك بعنف و ثوانى و لاحظ الرجاله بتنسحب من قدامه بحذر حتى مضربوش عليه رصاصه و ده كان كفيل يأكد شكوكه .. خد نَفس طويل و كتمه كإنه بيكتم معاه الألم و ضغط على نفسه و وقف بعنف و إبتدى يتحرك بعشوائيه ف المكان حواليه و مش مركز مع اللى قدامه و اللى باقى من الرجاله اللى غطت على خروج مالك و ده كان كفيل إنه يسهّل خروجهم و إتحركوا بعربياتهم بسرعه كإنهم متدربين و متحفظين كويس قوى يعملوا ايه ف المواقف اللى زى دى من واحد حافظ الجو ده و ده قضى على اى شك لفهد !
ضربوا نار على عربياتهم و هى بتتحرك كمحاوله اخيره معروف فشلها بس إتحركوا و فهد راح على عربيته بعنف و إتحرك وراهم و برغم عددهم و عربيته اللى بتخبّط فيهم و ف وسطهم منضربش عليه نار و لا حتى إستخدموا قوتهم و إتكاتروا عليه و هنا كل شكوكه إتبخرت .. كز على سنانه بغلّ و بقا يتحرك وسطهم بعنف و هما بيغطوا على بعض لحد ما تنسحب عربيه عربيه من بينهم لحد ما بقيت واحده بس و الكل كان إختفى من وسطهم ..
فهد فضل متابعها و كل ما تزيد سرعتها يزيد سرعته اكتر و الاتنين بيتعانفوا .. و عشان العربيه دى كانت قدامه و هو اللى بيطاردها ف كاشفه الطريق قدامها و بتتوهه لحد ما طلعت كوبرى و فرملت فجأه و عربية فهد إتقلبت من ع الكوبرى ! صفوت وصل بمالك المجموعه و اللى اول كذا دور من المبنى عباره عن صالات و ساحات تدريب للحرس .. دخل بيه و الكل راح عليهم بترقّب و المكان إزدحم بس صفوت بإشاره رجّع الكل و دخل بيه غرفه الإستراحه .. مالك إيده إبتدت تنزف بكثافه .. شاور لكامل جابله الإسعافات اللى موجوده عشان لو حصل طوارئ ف التدريب و إبتدى يتعامل مع جرحه بنفسه بس النزيف بيزيد مش بيقل ..
صفوت بصّله بذهول و شافه إنه قلبه فعلا ميت او مستبيع نفسه للموت بس من حالته إبتدى يقلق بجد: مالك مش هينفع نتفرج كده .. لازم مستشفى كامل إتوتر: و هنقولهم ايه هناك ؟ صفوت بضيق: طب ع الاقل دكتور .. اللى هو بيعمله ده هيأذيه اكتر ما هينفعه .. النزيف بيزيد مع حركته ده غير إنه بيضيّع وقت
حلم راحت الشركه عندها بأى حجه بس من جواها بتتلكك و بتبذل مجهود فوق الطبيعى عشان تلجّم القوه الخفيّه جواها اللى بتشدها ناحية مالك و هى مستسلمه لها او مسلوبة الإراده .. خدت حاجتها و خرجت و إستسلمت لمشاعرها اللى مش عارفه مودياها على فين و راحت ع المجموعه .. طلعت بس حست بحركه غريبه و الجو مشحون و متوتر بشكل يقبض النفس .. لفّت بعينيها المكان تلمحه بس مفيش .. و لا حتى كامل موجود لسه بتلتفت شافت كامل طالع بيتكلم ف التليفون بقلق و بيحرّك الكل من تانى و كإنه بيقفّل الدنيا ف راحت عليه بقلق: هو فيه ايه ؟ كامل كإنه كان هيقول حاجه و إتراجع: مفيش احنا بس شغل المجموعه بيقفّل الساعه عدّت 12 و الكل بيمشى ..
حلم بترقّب: بس لسه فى ناس كتير هنا كامل إتوتر من تعليمات صفوت ان محدش ينزل: لا دى صالات التدريب للحرس و ده شغلهم بعيد عن النظرى ف المجموعه فبيبقوا لأى وقت حلم كلامه مش مطمنها حست كإنه بكلامه بيغطى كلام تانى: مالك فين ؟ كامل إتوتر و ده اكدّلها ف عادت كلامها: مالك فين ؟ إنطق .. ماهو مش معقوله بيتدربوا لوحدهم كامل نفخ بضيق من اسألتها الكتير: مش ف العادى بيبقا مالك باشا متواجد معاهم بس. حلم إتكلمت بحده هو إستغربها: ما تنطق مالك فين ؟ بلّغه إنى عايزه اشوفه كامل معرفش يهرب من حصارها له بأسألتها ف إتهرّب بالتليفون اللى جاله و خده و بِعد يرد و هى تابعته بعينيها لحد ما خلّص و إتحرك من غير ما ياخد باله من وجودها و نزل لصالات التدريب و هى هنا إتأكدت ان فى حاجه مش مظبوطه او ع الاقل مش مطمنه ف نزلت وراه ..
تحت عند مالك كان كتير قبل كده إتحط ف إصابات زى دى لنفسه و لزمايله و كان بيقدر يحتوى الموقف بس هنا كان بيتعامل مع جرحه بتوهان و مش مركز اصلا .. ده مش شايف جرحه و لا حتى إيده .. هو بس صورة فهد اللى قدامه بتروح و تيجى مكان الجرح و صوته بيرن ف دماغه و بيحط الف سيناريو و سيناريو للى ممكن يكون حصل معاه ..
صفوت لمحها جايه لعندهم ف إرتبك و بص لكامل بحده بس قبل ما يتصرف او هو يختفى كانت وصلت لعندهم و شافت الوضع و مالك .. راحت بلهفه على مالك اللى وشه بقا شاحب و مخطوف و شفايفه بتزرّق و عينيه إبتدت تقفل و تفتح لوحدها من الإرهاق و ثوانى و إبتدى ينسحب من وعيه لدنيا ضلمه مفهاش غير صدى اصوات كتير و دوشه بتختفى شويه شويه مع تغميضة عينيه اللى وقعت معاها كل حاجه ف إيده و إيده التانيه وقعت بتعب و اخر حاجه عينيه لمحتها هى و مش عارف دى حلم و لا مجرد حلم بالنسباله و إتمناها لو حقيقه و غمض بتعب و كإنه بس دلوقت سمح لنفسه يقع ..
حلم إتفزعت ف زعّقت ف كامل: هو فى ايه ؟ ايه اللى بيحصل هنا ؟ ماله مالك ؟ و واقفين بتتفرجوا عليه كده ليه و هو ف حالته دى ؟ كامل بصّلها بتوتر و رجع بص لصفوت كإنه بيسأله بعينيه يتصرف ازاى .. حلم مش فاهمه نظراتهم ف زعّقت اعلى و هى ماسكه إيديه اللى بتنزف: ما تتصرف يا بنى ادم ده بيموت .. إصابته ف مكان بسيط بس فى حاجه مش مظبوطه إخلص إتصرف كامل إتردد بقلق: كلمت دكتور رياض على وصول ..
حلم مش مركزه معاهم و عينيها متعلقه على مالك اللى ملامح وشه بتتغير و كإنه مش مغمى عليه ده ف كابوس مش عارف يطلع منه .. كامل همس لصفوت: متقلقش دكتور رياض ده امان .. مالك بيكلمه اما بيبقا فى إصابات ف التدريب للحراس هنا و من شكل كلامهم شكلهم صحاب صفوت صحيح حلم متعرفهوش بس مكنش حابب يظهر ف الصوره ف زعّق: إخلص انت لسه هترغى كامل إتصل على دكتور رياض اللى شويه و جاه و شاف مالك اللى كان اغمى عليه من التعب و لسه نزيفه مستمر ف بصّلهم و زعّق: ده بينزف من اكتر من ساعه .. انتوا بتتفرجوا عليه ؟ مستنيين ايه ؟ يموت ؟
صفوت إتلغبط و حس إنه إتسرع بس مكنش فى حل تانى: هو بس .. اصل حلم إتدخلت ف حوارهم: يعنى إتصاب ف تدريب يبقى اكيد كان معاه حد، ف ليه منقلهوش للمستشفى ؟ صفوت خد نَفس عنيف و تقريبا قدر يستنتج ليه مالك جابهم هنا بالذات: المفروض إصابته ف إيده يعنى بسيطه ف ليه كل النزيف ده و التعب ده ؟ دكتور رياض بنفاذ صبر: عشان الرصاصه جات جنب شريان حيوى و من ستر ربنا مجاتش فيه و إلا كان مات حلم بتلقائيه إيديها اللى كانت محاوطه بيها كتف مالك و واخده راسه على صدرها تبتت فيه قوى بتملّك و هو فتّح عينيه و غمضها او هى إتهيئلها ده..
صفوت إتخض بقلق حقيقى عليه و الدكتور إلتفت له و هو بيلم حاجته: لازم يتنقل المستشفى .. هكلم المستشفى بتاعتى يبعتوا إسعاف .. لازم عمليات حلم صوتها إتهز بقلق: مفيش داعى إسعاف احنا هننقلهولك كده اسرع الدكتور و هو خارج: و انا هكلمهم يحضروا العمليات الدكتور خرج و سابهم و صفوت شاور لاتنين من الحراسه نقلوا مالك للعربيه و حلم إتحركت معاه و هو تقريبا لسه على صدرها و منها للمستشفى د/ رياض .. كامل لسه جوه مع صفوت بصّله بتردد: انت جاى معانا ؟
صفوت لسه هيتكلم كامل قاطعه: انا هروح معاه و اتابع معاك بالتليفون .. مرواحك او ظهورك ممكن يعمل قلق و احنا لسه مش عارفين ايه اللى حصل مع القوه اللى راحتلكوا هناك صفوت نفخ بضيق: مفيش اخبار عنهم ؟ كامل: رجالتنا عرفت تنسحب و اخوه العربيه إتقلبت بيه ع الطريق صفوت بتوتر: إبعتله حد ينقله المستشفى كامل إستغرب: نعمم ؟ ده كده يبقا بنلفت النظر و بدل ما يدوّروا على مين كان بيسلم بضاعه هناك كده الكل هيدوّر مين نقله و ساعتها محدش هيتشك فيه إلا مالك.
صفوت بضيق: مفيش حل تانى .. مالك لو فاق و عرف ان اخوه جراله حاجه مش عارف ممكن يتصرف ازاى كامل هزّ راسه مش مقتنع و صفوت بصّله و كإنه إنتبه لحاجه: هقولك تعمل ايه بالظبط كامل سمعه و خرج ينفذ .. كلّم حد من تبعهم برا البلد و خلّاه إتصل على مستشفى الشرطه و بلّغهم ان فى حادثه ع الطريق و إداهم العنوان تحديدا و قفل من غير ما يقول اى بيانات عنه و سابهم يتصرفوا و راح ع المستشفى لمالك ..
مالك كان إتنقل المستشفى الخاصه بدكتور رياض و معاه حلم او تقريبا ف حضنها و دقايق و كان داخل العمليات اللى خدت وقت و هى لسه معاه لحد ما الدكتور خلّص و خرج .. كامل بقلق: فى حاجه و لا ايه ؟ الدكتور إتنفس بصوت عالى: حصل تهتك ف شريان بس لحسن حظه مش حيوى فقدرنا بعد محاولات نلحمه و نوقف النزيف و خرّجنا الرصاصه و الجرح إتنضّف و إتخيّط حلم براحه: يعنى مفيش قلق ؟ دكتور رياض: لاء و شويه و خارج على غرفة الإفاقه.
كامل استغل فرصة حلم اللى راحت على سرير مالك و هما مخرّجينه و دخلت معاه غرفته و هو إتصل بصفوت بلّغه و رجع ينتظر مالك اللى خرج من العمليات و إتحوّل على غرفه عاديه و بمجرد ما فاق و شاف حلم جنبه غمض بإرهاق و عشان معندوش استعداد لأسألتها من قبل ما تنطقها صمم يخرج .. حلم إستغربت حالته من شويه متبت ف حضنها و دلوقت بيهرب منها حتى عينيه بتهرب من عينيها: الدكتور بيقول لازم ع الاقل تستنى الليله مالك صوته ناشف مفهوش اى تعابير ممكن تفهّمها حاجه: و انا قولت هخرج حلم مش عارفه هى بتقنعه يفضل عشانه و لا عشانها و يفضل قدام عينيها اكتر بس اهى مش عارفه تقنعه ازاى يبقى: ع الاقل نتطمن عليك .. انت ليه كده ؟ ليه بتعمل كده ف نفسك و اللى حواليك ؟
مالك بتلقائيه غمض عينيه و سابها و دخل غرفه صغيره جوه السويت بيلبس و كامل سابها و دخل وراه: متقلقش هنا امان .. الدكتور اصلا فهم لوحده إنها إصابه من التدريبات مالك نفخ بزهق و كمّل لبس: فهد فين ؟ كامل تهتهه بصوت براحه: كويس .. ف المستشفى و كويس و مالك إلتفت ناحيته و بص ف عينيه بحده و كامل اكّد على كلامه بصدق: صدقنى كويس .. احنا اصلا اللى نقلناه المستشفى و مخلّى حد متابعه و بيطمنا اول باول عشان عارف اول ما هتفوق هتسأل عنه مالك بشك: نقلتوه المستشفى ازاى ؟ و مستشفى ايه ؟
كامل شرحله اللى حصل و ان فهد طارد الرجاله لحد ما عمل حادثه و صفوت اما عرف طلبله الإسعاف تبع مستشفى الشرطه و بعتهاله من غير ما حد يعرفه .. مالك كإنه إفتكر: ايه اللى جاب حلم هنا ؟ كامل نفخ بغيظ: كانت جيالك الشركه و اما لاحظت ربكه نزلت لصالة التدريبات لوحدها مالك زعق براحه: و انت كان لازمتك ايه ؟ مامنعتهاش ليه ؟
كامل إتغاظ: و هو انت بنفسك كنت بتقدر تمنعها ؟ ده القدر كإنه حالف يجمّعكوا ف سكه واحده مالك بصّله قوى و كإنه إتصدم من الجمله اللى قالها .. هو فعلا فى سكه ممكن تجمعهم ؟ القدر عايزهم سوا ؟ هو فعلا مبيقدرش يمنعها منه ؟ و لا اصلا مبيقدرش يمنع نفسه هو منها ؟ مش عارف و لا فاهم و حاليا معندوش اى اجابات تفهّمه .. القلق بس إتملّك منه و كمّل لبس بسرعه من غير كلام تانى و كامل لما شافه مصمم ع الخروج سابه و نزل يخلّص الإجراءات .. مالك غمض عينيه بعصبيه و لأول مره يحس إنه متكتف بجد برغم كل اللى مر بيه ..
خلّص و اخد حاجته و خرج و إتطمن اما شاف حلم ف البلكونه بعيد يعنى مسمعتهومش .. إتحرك و هى راحت بلهفه وراه و يدوب خرجوا لمح روفيدا من بعيد واقفه مع كذا حد بس شكلها بيقول بتتكلم ف شغل .. قبل ما يتحرك هى لمحته و بصّتله بتدقيق كإنها بتتأكد منه و هنا مالك خد نَفس عنيف و خرّجه بشكل اعنف و مشّى إيده على وشه بغيظ ع القدر اللى بيلعبها معاه بغباء ..
مكنش حابب حد يبقى معاه ف سكه زى دى و لا وقت زى ده و اهى بقت معاه اكتر واحده متنفعش .. و مكنش حابب حد يشوفه هنا و اهى شافته بردوا اكتر واحده متنفعش .. مبقاش عارف هى الدنيا اللى معانداه و لا هو اللى بيعاندها .. مش مهم بس لازم يتصرف .. إتحرك ف طريقه و بمجرد ما قرّب ناحيتها إبتسمت بهدوء: مالك ؟ ازيك مالك إبتسم ربع إبتسامه باهته: الحمد لله حلم متابعه نظراتهم و بتحاول تقراها يمكن تفهم علاقتهم بس إتطمنت لروفيدا: انا حلم الدينارى المحاميه بتاعة مالك.
مالك رفع حاجبه من غير ما يبصلها و روفيدا إبتسمت لرد فعله: انت هنا و لا ف زياره ؟ حلم ردت كإنها مسئوله عنه: لا هو إيده بس إتعورت ف التدريب و جاه على هنا من بالليل بس مالك كتم ضيقه ع الكلام اللى مكنش حابب يتقال و بعدها بص لروفيدا و حاول يستشف منها اى حاجه عن فهد معقوله يكون هنا ؟ لالا كامل قاله ف مستشفى الشرطه: انتى عامله ايه و فهد ؟
روفيدا عيونها لمعت بمجرد ما سيره جمعتهم هى و فهد و مالك لاحظها ف إبتسم برغم حزازية الموقف: فهد كويس .. هو غشيم اه و مندفع شويه بس صدقينى كويس روفيدا ضحكت بخفه: قول شويتين تلاته مالك ضحك بصوت عالى: بس بيحبك روفيدا كانت عايزه تسأله إذا كان هو اللى قاله و لا هو خمّن بس معرفتش: هو غالبا مبيعرفش يتكلم جد معرفش ظابط ازاى مالك فهمها: فى حاجات مبتحتاجش تتقال .. كفايه تتحس او تتقرى ف العيون زى مانا قريتها ف عينيكى كده بمجرد ما جات سيرته روفيدا إرتبكت بإحراج و هو إبتسم و إنسحب بهدوء عشان ميحرجهاش اكتر و هى بمجرد ما إتحرك إتنفست بصوت عالى جدا: يخربييتك يا فهد مالك كان إتحرك بس قدر يسمعها ف إبتسم بحب و كمّل طريقه ..
حلم إتنهدت براحه من ملامح حوارهم ف إتنفست بصوت عالى و مالك معرفش ليه إتضايق من رد فعلها و عيونها اللى نورت من تانى .. حلم إبتسمت: يابنى هو اخوك و لا إبنك ؟ مالك متكلمش بس إبتسم بحزن و هى غمزتله: لا بس حلو جو اسامه منير ده اللى عملته طلعت بتفهم اهو تخيل كنت فاكره ده مفيش ( و شاورت على قلبه ) مالك رسم على وشه إبتسامه قصد يظهرها مصطنعه مع إنها طلعت من قلبه جرى .. كامل قابله تحت و قبل ما ينطق مالك شاورله و اخد منه المفاتيح حلم: مش هتوصلنى ؟
مالك قال كلام مُبهم: قولتلك سككنا مش واحده و انتى اللى مش عايزه تفهمى و مصممه تقاوحى قبل ما ترد كان ركب و إتحرك بالعربيه لوحده و هو معندوش ادنى فكره هيروح فين غير إنه لازم يطمن على فهد .. حلم بصت لحركته بذهول و غيظ و لغبطه و فضلت باصه مكان الفراغ اللى سابه كإنها مش عارفه تستوعب ردود افعاله و حالته اللى بتتقلّب من لحظه للتانيه .. رجعت بصّت وراها لكامل شافته بيمشى بعد ما قرر ينسحب منها و هو عارف هتسأل مية سؤال مالهوش إنه يجاوبها عليهم فقرر ينسحب من الموقف و من الحوار كله ف مشى ببرود قدام عينيها اللى بتبصّله بتوهان و مش عارفه تفهم ..
مالك سابها و راح على مستشفى الشرطه .. مش هيعرف يدخل و لا هيقدر يستنى .. كلم حد يعرفه من المستشفى خرجله .. مالك مش عارف يقول ايه: عايز اتطمن على فهد دكتور عمر و ده كان معرفه لمالك من وقت شغله و.صحاب: طيب مدخلتش ليه ؟ مالك سكت بضيق عشان معندهوش استعداد حاليا لأى اسأله .. دكتور عمر بصّله كتير: انت ف شغل يا مالك؟ مالك إتوتر: شغل ايه ما انت عارف اللى فيها يا عمر .. ده انا بس عمر قاطعه: اه عارف اللى فيها بس بردوا عارفك يا صاحبى مالك نفخ بخنقه و بيتمنى بس لو مسموحله ...
عمر سكت شويه و محبش يضغط عليه: الواد يونس فين ؟ مالك ضحك غصب عنه و إتكلم بعفويه: جبان، خوّاف قوى عمر بصّله كتير: عليك و لا عليه ؟ مالك حس إنه إندفع ف سكت .. عمر إبتسم: عموما فهد كويس .. هو اه إتنقل هنا بس دخل ع العمليات و لسه مفيش اخبار .. مالك قلق بجد لا هيعرف يدخل و لا قادر يمشى خاصة ف حالته دى اللى هتبقى مشكوكه للكل بالذات لسه محدش مع فهد، يعنى محدش عرف، ف إنتظر حد يبلغه بصفته أخوه عشان الامور تبان طبيعيه ..
بص لعمر كتير: انا لازم امشى عمر كان هيقول حاجه بس إبتسم: سلام يا صاحبى مالك إبتسم و عمر غمزله: متقلقش انا هظبطلك الدنيا و عموما فهد انا معاه مالك سابه و خرج بس مقدرش يمشى ف راح على عربيته و سند راسه ع الكرسى لورا و ربّع إيديه وراها و غمض عينيه بوجع و مش عارف اللى جاى رايح بيه على فين..
عند فهد كان بعد ما العربيه إتقلبت بيه رجالة مالك إنسحبوا و بلّغوا صفوت و هو خلّى كامل يطلبله الإسعاف اللى دقايق و وصلوا و نقلوه المستشفى و دخل منها العمليات .. شويه و اللوا مدحت وصله الخبر ف راحله ع المستشفى .. ركن عربيته و بيتحرك ناحية المستشفى لمح عربية مالك على بُعد من المستشفى فقرّب بترقّب و إتفاجئ لما شاف مالك ع الوضع ده فيها .. فضل واقف شويه بتردد و مش عارف يندهله و لا يمشى بس شكله نايم ف سابه .. مشى بإستغراب مين بلّغه و من شكله المرهق ده بيقول إنه هنا من بدرى !
دخل عند فهد و إنتظره لحد ما خرج من العمليات و إتطمن عليه .. فهد اول ما فاق بص حواليه بتوهان بيحاول يفتكر اخر حاجه حصلت او هو فين لحد ما شاف ملامح المكان ف إبتدى يفهم و بص للدكتور اللى كانت بيغيّر المحاليل: هو ايه اللى حصل ؟
الدكتور إبتسم بعمليه: انت إتنقلت هنا ف حادثه بعربيتك .. بس غالبا كان فى قبلها خناقه او إشتباك مع حد لإنك كنت واخد طلقه فهد إفتكر ملامح اللى حصل ف سكت بتركيز: مين جابنى لهنا ؟ انا فاكر اخر حاجه العربيه إتقلبت ف حته مقطوعه و انا بطاردهم و بعدها مشوفتش حاجه و لا حد الدكتور: معرفش بس احنا جاه بلاغ للمستشفى عن حادثه ف المكان اللى انت كنت فيه و الإسعاف إتحركت للمكان بناءا ع البلاغ و فعلا لقوك بالعربيه مقلوبه و نقلوك على هنا فهد ضيّق عينيه بترقّب: مين قدّم البلاغ ده ؟
الدكتور: معرفش حد مقالش إسمه او اى بيانات عنه .. هو بس بلّغ و قفل فهد إتنرفز: انتوا اى حد يبلغكوا بحاجه تجروا على طول ؟ مش المفروض فى اى بيانات عنه و لو إسمه حتى ؟ الدكتور إستغرب عصبيته و هجومه ده المفروض يحمد ربنا ان حد بلّغ ايا كان مين: يافندم احنا ملحقناش نستفسر منه عن اى بيانات .. هو بس بلّغ و قفل فهد تهته بزعيق: هاتلى رقمه من الرسيبشن.
الدكتور سكت بتوتر و فهد تقريبا فهم ان فى حاجه مش مظبوطه ع الاقل بالبنسبالهم ف زعّق: ما تخلص يا بنى ادم الدكتور بحذر: مظهرش رقم .. اللى إتصل بلّغ و قفل بس بعدها اما انت إتنقلت لهنا و النيابه جات تحقق و جابوا المكالمه إكتشفوا ان الرقم برايفيت و مظهرش رقم و حتى اما إتحققوا من المكالمه معرفوش يوصلوا منها لأى بيانات غير إنها إتعملت من مكان برا البلد اصلا فهد حاول يوقف بزعيق: يعنى ايه برا البلد ؟ واحد برا البلد عرف ان فى حادثه جوه البلد و ف اخر الليل و ف حته مقطوعه مفهاش حد ؟ انت فاهم انت بتقول ايه ؟ الدكتور معرفش يرد و بيلعن اللحظه اللى دخله فيها او إتكلم ..
نجده من الموقف اللوا مدحت اللى دخل على صوت فهد: ده مش كلامه ده تحقيقات النيابه هو مالهوش ذنب فهد مش لاقى حد يفش فيه خلقه ف زعّق اكتر: امال ذنب مين ده ؟ مين له ذنب ؟ مين له ف اللى حصل ؟ اللوا مدحت: النيابه لسه بتحقق و لسه هياخدوا اقوالك و هنشوف .. عموما حمد الله ع السلامه المهم انت عامل ايه ؟ فهد حاول يهدى و إفتكر اللى حصل و دوّر وشه: كويس اللوا مدحت بصّله بعتاب و مبقاش فاهم حاجه ف الصح و الغلط بينهم: انت مش هتبطل تهور بقا ؟
فهد إلتفت ناحيته بشكل مفاجئ: تهور ؟ انا كنت عارف ان فى حاجه غلط بتحصل و روحت اوقفها و اعتقد ده شغلنا اللى إتعلمنا عشانه و عشان نبقى اده ايا كان التمن .. ايه التهور ف كده ؟ اللوا مدحت بصّ ف عينيه مباشرة بترقّب يقرا رد فعله اللى هيداريه بالكلام: و انت عرفت منين ان فى حاجه غلط بتحصل هناك ؟ مين بلغك ؟ انت اصلا معاكش بلاغ رسمى بكده و بناءا عليه تاخد إذن الإقتحام .. ف عرفت منين بقا ؟
فهد دوّر وشه و نفخ و اللوا مدحت إتكى على كلامه: طب نصيغ السؤال بطريقه تانيه، كنت متابع مين و عايز توقّعه و بمجرد ما شوفت اللى انت بس عايز تشوفه قلبت الترابيزه ع الكل ؟ فهد حاليا معندوش اى اجابات لكل ده هو بس متأكد من اللى فهمه حتى لو بإحساسه و ده بالنسباله كفايه: انا تعبان و محتاج ارتاح شويه.
اللوا مدحت فهم إنه بينسحب من الحوار او معندوش اجابه او مش عايز او مثلا راجع نفسه و مش عارف ليه إتمنى اخر تخمين: و انا هسيبك دلوقت و اروح اصلّح العك اللى انت عملته يا بيه فهد مش متقبّل نهائى فكرة إنه غلط و معندوش إستعداد إنه حتى يتناقش فيها لحد ما يثبتها ف ده خلّاه سكت .. و اللوا مدحت قبل ما يخرج من الباب إلتفت ناحيته و بصّله كتير و مش عارف اللى هيقوله ده صح و لا غلط بس لازم يتقال يمكن يخف من حدة الموقف و ميعرفش إنه عك الموقف اكتر: على فكره مالك برا.
فهد رفع وشه له و بصّله نظره هو مقدرش يفهمها فرحه و لا لهفه و لا امل و لا غضب و لا غيظ من القاتل اللى جاى يمشى ف جنازة القتيل .. بس جواه امل بيتخانق معاه لحد ما اللوا مدحت نطق تانى و بكلامه فض الإشتباك ده بينه و بين أمله و قضى ع الامل: ف عربيته برا و من شكله المرهق ده هنا من بالليل .. ده نايم على نفسه و شكله مبهدل من التعب اللوا مدحت رمى جملته اللى بمجرد ما خلّصها إستوعبها بس كانت خلاص عملت مفعولها على فهد .. فهد بمجرد ما سمعه وشه إتغير و ملامحه إتجمّدت و افكاره كلها راحت عند نقطه واحده إنه جاه لهنا ببلاغ من مجهول .. للدرجادى يا ماالك ؟
اللوا مدحت خرج و مش عارف الموضوع هيروح على فين بس بمجرد ما خرج و لمح مالك لسه على حالته ف العربيه و نايم او هو فاهم كده إتلغبط اكتر او صُعب عليه .. مش عارف بس حس إنهم لازم يتكلموا .. بعد ما مشى خطوتين رجع راح على عربية مالك و وخبّط ع القزاز خبطه برغم إنها خفيفه إلا إنها فزعت مالك ف فتّح مخضوض و إتخض اكتر اما شاف اللوا مدحت ف حاول يفتح بس مفزوع: فى حاجه و لا ايه ؟ فهد حصله ايه ؟
اللوا مدحت حس بصدقه و بقا متلغبط: لاء هو خرج من العمليات و فاق الحمد لله و انا لسه متطمن عليه .. ادخل إتطمن عليه محدش عنده و انت شكلك هنا من بدرى مالك معرفش يتكلم و اللوا مدحت منتظرش رد و سابه يقرر و راح على عربيته بس بطّئ حركته يشوفه هيعمل ايه .. مالك مترددش لحظه و دخل بلهفه طلع على اوضته على طول .. فهد بعد ما اللوا مدحت خرج قعد مكانه بتعب .. تعب من التفكير .. لا عارف يثبت حاجه و لا عارف ينفى حاجه .. هو بس واقف ف النص متشعلق .. قطع تفكيره عينيه اللى بتزوغ على كل حته شكل ف الاوضه بتوهان وقعت على مالك و مبقاش عارف هو متهيأله وجوده من كتر ما كان بيفكر و لا هو موجود بجد!
مالك إبتسم: حمد الله ع السلامه يا فوفا فهد برغم حدة اللى بينهم بس ده مامنعهوش يبتسم و مش عارف ده عشان الإسم اللى رسم قدامه ذكرياتهم سوا و لا عشان وجود مالك اللى متوقعش يجى بس بسرعه كشّر اما رجع لدوامة تفكيره: الله يسلمك مالك حاول يهزر بتوتر: ايه ده اول مره متعترضش على فوفا ! ياترى ده عشان وحشتك و لا حسيت إنك بقيت فوفا فعلا؟ فهد كشّر اكتر و إتحرك بإرهاق لحد ما وقف قصد البلكونه و إداله ضهره ..
مالك راح ناحيته و بيحاول يخليه يبص ف عينيه كإنه عايز يقوله حاجه بعينيه مش قادر ينطقها لسانه او كإنه محتاجه يحس اكتر ما يسمع: فهد انا عارف إنك واخد موقف منى بس صدقنى انا مش زى ما انت شايفنى .. مش وحش يا فهد قوى كده .. الظروف هى اللى إتفقت عليا و فهد قاطعه بزعيق: ما تبطل بقا النغمه دى .. الظروف الظروف .. يا اخى ملعون ابو الظروف اللى عاملها شماعه لنفسك دى .. انت محسسنى إنك لوحدك اللى بتحصله ظروف ؟
مالك إبتسم بخيبة امل إنه يتكلم معاه بلغة الاحساس: لا مش لوحدى .. بس لوحدى واجهتها و مش هفكرّك انت على طول بتبقى فين و بتختار ايه فهد بيحاول ينفى كونه جزء او حتى سبب: و إفتراضا انا مش موجود ؟ ملكش اخ يقف جنبك ؟ كانت هتبقا ايه حجتك ؟ مالك لسه هينطق فهد زقّه بقرف و إتحرك بعيد: بس عارف الاصل بيغلب ...محدش بيتغير للأسوء بين يوم و ليله مهما كان السبب إلا اذا كان جواه بذرة شر منبته فيه و إتلككت عشان تظهر .. الخير اما يتخلع جدره من أرضه عمره ما ينبت ف ارض شر حتى لو إترمى فيها إلا اذا كان جدره شر اصلا مالك نطق ورا جملة فهد على طول بدون ما يفكر: او يمكن الخير اما إتخلع جدره و إترمى منبتش اصلا ف ارض الشر و بقا لا بيرتوى من اصله و لا من رميته ف بيموت.
الاتنين ردودهم كانت سريعه على بعض كإنهم يتكلموا ف نَفس واحد و الاتنين بردوا سكتوا ف نفس النَفس ! مالك ملقاش رد يقوله قدام كلامه و فهد ملقاش كلام تانى يقوله قدام عيون مالك اللى حاسسها بتنطق .. مالك كان جاى و عايز يتكلم اكتر بس الحوار بينهم بقا شبه مفقود و مش بيتكلموا غير بلغة الإتهام و بس و لا كإنهم كانوا ف يوم اخوات و ده صعّبها عليهم اكتر .. مالك مشى و قبل ما يخرج فهد إنتبه لإيده و بصّلها قوى و هنا مالك شاف عينيه مركزه على حاجه و راح بعينيه عليها لحد ما إتقابلت نظراتهم على جرح إيده !
مالك خد نَفس عنيف قوى و غمض بعنف و فهد بينقل عينيه بين مالك و بين إيده بحده: إيدك مالها ؟ مالك مردش و يدوب هيتحرك فهد شدّه بحده وقّفه قصاده بعنف و شد إيده و...
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس عشر
مالك إتحرك يمشى من عند فهد و قبل ما يخرج فهد إنتبه لأيده و بصّلها قوى و هنا مالك شاف عينيه مركزه على حاجه و راح بعينيه عليها لحد ما إتقابلت نظراتهم على جرح إيده !
مالك خد نَفس عنيف قوى و غمض بعنف و فهد بينقل عينيه بين مالك و بين إيده بحده: إيدك مالها ؟ مالك مردش و يدوب هيتحرك فهد شدّه بحده وقّفه قصاده بعنف و شد إيده و بصّله بترقب و بيشاور بعينيه على إيده: إيدك مالها ؟ مالك إبتسم بتوهان: كويسه .. دى وقعه و جات بسيطه
فهد حته جواه مستنيه منه سبب و حته تانيه مش عايزه تصدق اى سبب و بمجرد ما مالك إتكلم هز راسه بتريقه: طب ابقى خد بالك .. عشان الوقعه المره الجايه مش هتبقى بسيطه و لا هيبقا منها قومه مالك إتكلم بهزيان: ربنا بيستر فهد شرد كتير و تفكيره راح لنقطه غريبه و مالك خرج و سابه و الفجوه بينهم كبرت و كترت قد كل الكلام اللى بينهم متقالش .. !
حلم روّحت بعد ما كانت طول الليل مع مالك ف المستشفى لحد الصبح و من ربكة الموقف مكلمتش حد .. دخلت البيت مُرهقه و ملغبطه و ف دماغها الف حاجه و مش فاهمه منهم و لا حاجه .. مروان وقّفها بغضب بيكتمه بالعافيه: انتى كنتى فين يا زفته انتى لحد دلوقت ؟
حلم مفهاش دماغ اصلا ترد: كنت مشغوله شويه و ورايا كذا حاجه مروان زعّق: و هما الكذا حاجه دول يخلوكى تباتى برا طول الليل ؟ ميخلوكيش تتصلى و لو حتى تبلغينا من باب العلم بالشئ بلاش تستأذنى ؟ تسيبينا طول الوقت عمالين نضرب اخماس ف اسداس هى فين و حصلها ايه حلم و كإنها كانت ناسيه اصلا كل ده للدرجادى خطف حتى تفكيرها ؟: انا اسفه يا مروان بس مروان زعّق بقلق: بس ايه و نيلة ايه ؟ انتى اصلا خرجتى من الشركه من عندى و قولتلك نمشى سوا قولتى هسبقك ورايا حاجه ف دقايق و هحصلك ع البيت ؟ روحتى فين هاا ؟ و ايه اصلا اللى كان جايبك الشركه انتى معملتيش حاجه ؟
حلم بضيق لإنها عارفه إنه عنده حق: قولتلك خلاص يا مروان انا غلطانه .. كان فى كذا حاجه بخصوص قضيه انا ماسكاها و طلبونى ف القسم مع متهم تبعى و خلصت متآخر ف روحت مع صاحبتى و بعدها جيت على هنا مروان مش مصدقها: و هى القضيه دى بخصوص ايه ان شاء الله ؟ فيها مين مهم لدرجة تباتى برا البيت ليله بحالها ؟ حلم إتنرفزت: يووه و انت تعرف كل شغلى عشان تسأل و لا هو تحقيق و خلاص ؟ مروان زعّق اعلى: ماهو اما تقفلى حتى الزفت و متتصليش و لا حتى تردى يبقا لازم احقق حلم اخدت بالها ان موبايلها مش معاها و هو من ربكة عينيها قدر يفهم: موبايلك فين اصلا ؟
حلم إتوترت بضيق: نسيته ف العربيه إرتاحت كده و اما نزلت من العربيه نسيته فيها و مشوفتهوش إلا و انا راجعه اصلا عشان كده معرفتش اكلم حد .. التحقيق خلاص كده ؟ ممكن اطلع بقا ؟ مروان نفخ بصوت عالى و هى دارت توترها و سابته و طلعت .. فضل واقف مكانه لحد ما أبوه نزل و لاحظ وقفته: انت واقف كده ليه ؟ و ايه اللى مصحيك بدرى كده ؟ مروان إتوتر: مفيش انا بس ورايا كذا حاجه بدرى أبوه بصّله بشك عشان لهجته بتكدب: هى حلم نازله معاك ؟
مروان حاول يدارى غضبه عشان ميوترش الدنيا اكتر مع أبوه و حلم: لا هى تعبانه شويه و مش هتروح .. انا هسبقها أبوه بصّله كتير: و ده اللى مزعلك ؟ و لا سمّعتك كلمتين ؟ مروان بضيق مش حابب يطوّل ف الكلام عشان أبوه ميعرفش إنها كانت برا: و لا ده و لا ده .. انا بس اللى مشغول حبه أبوه: فى حاجه و لا ايه ؟ مالك مش على بعضك ؟
مروان إتحرك بعيد عنه و إداله ضهره بشرود: موضوع و لازم يخلص بقا عشان طوّل قوى و بقا سخيف و اكتر من كده مش هينفع أبوه تقريبا فهم اللى ورا كلامه: خلاص يبقا تسيبهولى مروان إتراجع و لهجته إتغيرت: خلاص روح انت على شغلك و لو إحتاجتك اكيد هرجعلك أبوه قبل ما يمشى عاد كلامه كإنه بيأكد عليه: سيبهولى و انا اللى هتصرف معاه و بطريقتى و هخلصهولك سابه و مشى و هو فضل كتير مكانه و الاخر طلع لبس و نزل ..
عند فهد ف المستشفى إتصل عمل كام تليفون و قفل و قعد مكانه بإرهاق او حس بدوخه من كتر ما حس إنه بيلف ف دايره مقفوله .. مرجّع راسه لورا و مغمض عينيه و مخنوق و مش عارف من نفسه و لا من مالك و لا من شغلهم اللى حطّه ف الزنقه دى و بيتمنى لو مكنش ظابط و فضل مخدوع كده يمكن ده كان اريح له من الدوامه ! فجأه حس بضحكه بتتكتم ف فتّح عينيه ببطئ و شاف اللوا مدحت و مراته و روفيدا بس عينيه ملمحتش غيرها ف شاركها إبتسامتها .. اللوا مدحت بهزار: ايه حضر و لا لسه ؟
فهد مفهمش بس عينيه متعلقه بروفيدا: مين ده ؟ اللوا مدحت زق رجله و قعد جنبه و روفيدا و أمها قعدوا قصادهم: اللى انت كنت بتحضّرهم .. مانا داخل لاقيك مغمض عينك و وشك عمال يقلب من ثانيه للتانيه و تتكى على سنانك عامل زى اللى بيحضّر عفاريت فهد ضحك بغيظ: طب مش تزمّر ؟ حد يدخل كده؟ روفيد هنا اللى إتكلمت: معلش بقا انا اللى طلبت منه نجى .. ف هو سمع كلامى مش اكتر فهد إبتسامته وسعت: لا اذا كان كده ماشى .. انتى تيجى ف اى وقت اللوا مدحت بغيظ: اعمل ايه سربعتنى ف جيبتها فهد رفع حاجبه بضحكه كاتمها: لاء انت متجيش ف اى وقت.
اللوا مدحت ابتسم: روحت فقولتلهم إنك هنا و امها اصرّت تيجى تشوفك و كانت روفيدا لسه راجعه من شغلها ف جينا سوا فهد إبتسم و بصّلها و همس بشفايفه من غير ما يطلع صوت بس هى جمّعت كلامه: مكنتش اعرف إنك واقعه فيا، طب مش تلاغينى روفيدا رفعت حاجبها بضحكه مكتومه و بصّت لباباها و رجعت بصّتله و هو فهم الرساله ف خد نَفس طويل براحه و إبتسم .. اللوا مدحت فهم إنهم عملوا لنفسهم لغه خاصه بيهم بيتكلموا بيها .. بصّلهم كتير و إبتسم بهدوء و إتمنى جواه حاجه و سابها للايام ..
قعدوا شويه و الاخر اللوا مدحت وقف: هنسيبك ترتاح شويه و ابقى اعدّى عليك تانى فهد عيونه بتنطق لروفيدا اللى وقفت هى كمان و مدت إيديها تسلّم و هو إتعلق بإيديها كإنها اخر قشايه بقياله عشان يعيش و اتكلم بشئ من الجديه: انا كنت مستنيكى على فكره .. مش عارف لو مكنتيش جيتى ف الوقت ده او ف الظروف دى كنت هحس بأيه .. بس اللى اعرفه ان كنت محتاجلك روفيدا سحبت إبديها بهدوء و وشها نوّر: بابا كان معايا و ده اللى شجعنى اجى .. طول ما بابا بينا و ف كل حاجه هتلاقينى دايما قالت الجمله دى و سكتت و هو فضل شويه يحللها ف دماغه عشان يفهم و عشان كانت دعوتها صريحه و مباشره فهد فهمها ف إبتسم و عينيه راحت على ابوها و إبتسم: ان شاء الله .. ان شاء الله اللوا مدحت كان إتحرك خطوتين بعيد عنهم ف بصّلهم و إتدخل فض الحوار بينهم: هو مالك جالك ؟
فهد وشه إتغيّر و كشّر: اه اللوا مدحت سكت شويه: شوفته و انا خارج من عندك و شكله كان تعبان و قلقان عليك ف طمنته إنك خرجت و سيبته بس توقعت هيدخل يطمن بنفسه فهد دوّر وشه و روفيدا إتدخّلت ف حوارهم بعفويه: هو فعلا تقريبا كان تعبان فهد بصّلها قوى و قبل ما يستفهم هى عرفت ازاى هى ردت: شوفته الصبح بدرى قوى ف المستشفى و فهد لهجته إتغيرت: مستشفى ايه ؟
روفيدا إستغربت بس ردت: مستشفى دكتور رياض .. كنت هناك بسلملهم ادويه و حاجات طلبوها من عندى و شوفته هناك أبوها إتدخل يلطف الحوار: ممكن رايح لحد و روفيدا وضحت ببراءه: لا تقريبا كان هو اللى هناك .. إيده تقريبا كانت متعوره و شكله كان بايت فهد غمض عينيه بعنف كإنه رافض يشوف ده او يسمعه و ابوها خد نَفس قوى و نفخه و هى بتنقل نظراتها بينهم الاتنين و مش فاهمه حاجه: بس شكلها بسيطه عشان خرج على طول .. حتى اللى معاه قالت إنه هنا بس من بالليل فهد مش عارف يعمل ايه بس ساكت و مره واحده إنتبه: مين دى اللى معاه ؟
روفيدا: معرفهاش بس تقريبا إسمها حلم هى عرّفتنى بنفسها كده فهد ضحك بتريقه: اهلا اللوا مدحت إتدخّل و سحب روفيدا بهدوء: طب هنمشى دلوقت هوصّلهم و ابقى اعدّى عليك فهد بجمود: لاء متجيش انا خارج اللوا مدحت فهم تقريبا اللى ف دماغه ف بص بضيق: خلاص هبقى اكلمك اخد روفيدا اللى مش فاهمه حاجه و أمها و مشى ..
اللوا مدحت بضيق: انتى ليه مقولتليش انك شوفتى مالك إنهارده ف المستشفى ؟ روفيدا إستغربت: مجاتش فرصه انا يدوب رجعت من الشغل جينا على هنا .. بعدين فى ايه لده كله ؟ انا قولت إنه حاجه بسيطه و خارج عادى .. هو فيه حاجه ؟ اللوا مدحت سكت بقلق: لا ربنا يستر بس.
فهد رجع اوضته بعد ما مشيوا لبس و خرج .. مش عارف يروح على فين .. مالك هينكر و هيلاقى الف مخرج زى عادته .. المواجهه معاه مش هتجيب .. يروح لمين ؟ و هنا إنتبه لحلم ف كلمها و عرف إنها رايحه الشركه ف راحلها .. حلم إبتسمت إبتسامه خفيفه: اهلا يا فهد باشا خير ؟ فهد إستغرب لهجتها و كإنها عارفه هو جاى بخصوص ايه و مين: طب ما انتى فاهمه اهو ف بلاش بقا نلف على بعض حلم: انا مبلفش .. انت اللى مش عارفه بتلف ورانا ليه ؟
فهد ضحك بتريقه: وراكم ؟ هى بقت كده ؟ طب خدى بالك بقا طالما حطيتى نفسك معاه ف الكفه بتاعته إنه كَفته دى خسرانه و هتقع قريب حلم دارت قلقها بإبتسامه مزيفه: طب ما تشوف شغلك و لو عندك حاجه ورينا .. بس لو معندكش و دى مجرد تفاهات عايز تثبت بيها نفسك انا اللى هقفلك و بالقانون اللى انت بتتلكك بيه ده فهد بذهول: بتلكك ؟ انتى فاكره إنى بتلكك لاخويا ؟ عايز اوقّعه ؟ طب ليه ؟
حلم: غيران مثلا فهد إتصدم من كلامها و اللى مبقاش عارف من جواه يتمنى يكون فعلا صح و دى مجرد غيره و لا غلط و إنه مش بيغير و لا حاقد عليه: انتى بتقولى ايه ؟ انتى إتجننتى ؟ حلم: و ليه لاء ؟ مالك حد ناجح .. طول الوقت ناجح .. كان ظابط ناجح و حتى اما وقع قام بسرعه على حيله و بقا رجل اعمال ناجح بردوا و ف وقت قياسى ف ليه ميتغارش منه ؟ فهد إتصدم و مبقاش عارف يرد: انتى كنتى مع مالك امبارح فين ؟
حلم إرتبكت و خافت ردها يتحسب على مالك مش له: ملكش فيه و لا انت سيبت شغلك و بقيت تلف تحقق ف مين راح فين ؟ فهد زعّق: إتكلمى معايا عدل و اوعى تكونى فاكره اللف و الدوران بالكلام ده هيجيب معايا .. ده تعمليه هناك ف المحكمه على حد اهبل و قانون مليان ثغرات ممكن يساعدك .. لكن مش على واحد زيى حافظ مالك و عارفُه كويس.
حلم ربّعت إيديها بثقه مش عارفه جيباها منين: و الله انت بتقول إنك عارفُه كويس بس من الواضح إنك متعرفش عنه و لا حاجه .. و لا حاجه يا فهد .. انت ابعد ما يكون عنه مع إنك المفروض تكون اقرب ما له و جنبه بس انت طول الوقت واقف له نِد فهد إتخنق و مش عارف عشان دى الحقيقه و لا لمجرد الكلام ده سمعه من مالك ف إتأكد: انا مش نِد لمالك .. انا نِد للغلط و ده شغلى .. ف لو انتوا شايفنى نِد له يبقا بتأكدوا إنه غلط.
حلم: مش بقولك متعرفش عنه حاجه .. انت متعرفهوش هو نفسه .. ف مش هستغرب إنك تيجى تسألنى عنه .. عموما هو كان مسافر برا ف شغل انا بنفسى اللى مخلصاله عقوده و لسه راجع امبارح فهد إتحرك يخرج و بصّلها قوى: لاء اعرف .. اعرف هو كان فين و بيعمل ايه .. انا بس كنت جاى ف حاجه بس خلاص انتى اللى إختارتى حلم إتوترت للحظات خاصة مع علامات الاستفهام الكتير اللى جواها من امبارح و بتزيد: حاجة ايه؟
فهد هز راسه بتريقه: لا خلاص بعد ما فتح الباب لف وشه و بصّلها كتير و ساكت كإنه متردد يتكلم: ابقى إسأليه كان فين امبارح و راح المستشفى ليه بما إنك كنتى معاه حلم إتوترت و بسرعه إترسمت قدامها صورة مالك و حالته إمبارح و إتلغبطت اكتر و قبل ما تستوعب ده كان فهد من حالتها وصل للإجابه اللى عايزها و مشى .. فهد رزع الباب وراه بخنقه: انا اغير من مالك ؟ بعد ده كله ؟ على ايه ؟ على حتة شركه بقا راجل اعمال و انا اللى بحقد عليه ؟ الصبر بس يوم ما هطلع صح هطربقها على دماغه
عند صفوت رايح جاى بقلق: يعنى ايه راحله ؟ مكنش ينفع .. ابداا .. كده بيوحل نفسه .. هو مبيفكرش و لا ايه ؟ كامل: معرفتش امنعه لإنى مقاليش اصلا .. و لا عرفت اروحله انبهه عشان مياخدش باله إنى متابعُه صفوت نفخ بضيق: انا قولت هو عقله اقوى من عاطفته لمجرد موقفه امبارح ف الليله اللى حصلت .. يقوم يلغبط كده .. مكنش ينفع ابدا خاصة و إيده متصابه هتشكك الكل فيه.
كامل بحذر: تقريبا ده اللى حصل .. أخوه خرج على طول برغم حالته و عشان كنت متابع حلم زى ما قولتلى عرفت إنه راحلها صفوت نفخ: الدنيا بتتعقد و هو بيساعدها .. حتى البنت دى ايه اللى يجيبها لمالك ؟ هو قال مفيش بينهم حاجه ف ليه ف كل مصيبه معاه ؟ كامل: على ما اعتقد مالك اللى راحلها ساعة الشغل و من ساعتها و هى معاه صفوت: وجودها هيغرّقه .. ادى أخوه اول ما فاق إبتدى بيها كامل بحذر: فى حاجه بالظبط ؟
صفوت سكت كتير و كامل بصّله كإنه بيفكّره: مالك مش هيقبل بحاجه تخصها .. زى أخوه .. كده انت مش هتعرف تضمنه .. صفوت سكت كتير قوى: مالك كده مشاكله بتزيد و هتزيد .. سيبنى اظبطهالك عشان تطلع زى الابره من كوم قش و خليك انت متابعهم و انا هقولك تعمل ايه بالظبط
حلم بعد ما فهد مشى حست انها لو كانت عايزه تدخل مع مالك ف علاقه ف هى مدخلتش ف اكتر من دوامه .. سباق بيجروا فيه ورا بعض و بقت خايفه من مجرد إنه يقع ف تقع وراه .. لازم تلحقه ! خدت حاجتها و نزلت .. ماشيه بعربيتها و بتلف للمرايه جنبها الصدفه لمحت عربيه وراها .. مش عارفه اذا كانت متابعاهاو لا صدفه .. حودت عن طريقها و لفّت من كذا يوتيرن بتتويه ف لاحظتها لسه وراها .. هنا فهمت إنها متابعاها .. بس مين ؟ مين ممكن يعمل كده ؟ مين عايز يراقبها ؟ او ممكن عايز .. عايز يحرسها .. اول ما افكارها وصلت للنقطه دى دماغها راحت عند واحد بس إتمنته يكون هو .. إتجاهلت تفكيرها إنه لو عايز يحرسها و خدت الجزء اللى هينعش امل حلو جواها ..
رجعت لطريقها للمجموعه و راحتله و هى مش عارفه ازاى و ليه و ايه اللى ممكن يتعمله بس لازم ع الاقل تفهم .. بمجرد ما دخلت كان هو لسه داخل بس نازل على صالات التدريب ف سبقته و نزلت معاه من غير كلام .. مالك حاول يمنع إبتسامته اللى طلعت مكسوره بس معرفش: خير ؟ جايه لأيه تانى ؟ حجتك ايه المرادى ؟ جميل مبردش فشوفيلك حجه غيرها يا تتفضلى بدل شغل المطارده ده حلم لفّت وشها و بصتله بشئ من الذهول و حاسه إنها لأول مره مش عارفه تتقبل تقلباته دى .. لازم تخرج و تخرّجه من الدايره المقفوله دى: حجه ؟ انت شايف شوفتك ليا مره ورا التانيه مطارده ؟ و محتاجه حجه ؟
مالك حاول يبقا بارد بس قلبه ابعد ما يكون عن البرود: امال ؟ حلم بصت ف عينيه قوى و شافت فيهم كمية وجع كافيين يقوموا بمفعول إبرة بنج لجسمه يخدره مش يخليه بارد ف مكنش ينفع تسكت تانى بس مش عارفه تقولهاله ازاى: اى حاجه غير إنى بطاردك .. اى حاجه يا مالك .. بص ف عينيا و اقراها و خد بيها زى مانا دايما باخد باللى ف عينينك و اسمع نداها ..
لفت وشه لها و مهما يدوّر وشه إلا إنها مصره: بتهرب بعينيك ليه ؟ و لا عشان خايف انت كمان اشوفها صريحه ف عينيك ؟ مش لازم حتى تتشاف ف العيون يا مالك .. كفايه الاحساس مش بيقولوا اللى ف القلب مبيوصلش إلا للقلب ؟ القلوب المحبه بتحس ببعضها مالك ساكت تماما و جواه حته خايفه يخسرها لو بعدها عنه و جواه حته تانيه خايفه يخسرها لو قرّبها منه و هو تايه بين الحتتين .. حلم ربعت إيديها كإنها بتقرا تفكيره او مثلا شفاف هو قدامها: ع الاقل ممشى ورايا حراسه ليه ؟ مش هقولك خايف عليا من ايه بس ع الاقل خايف عليا ليه اما انا مخصكش ؟
مالك بصّلها قوى و حس ان الانسانه اللى قدامه دى مينفعش تبقى معاه ف اللى جاى و هى بالحس الفنى ده و إلا فعلا مش هيبقى مضطر يصارحها بحاجه و كل حاجه هتعرفها لوحدها بمجرد قُربها منه و بردوا حس إنها مينفعش تبقى بعيد عشان بلمستها دى شافها طوق نجاه: انا مبعتلكيش حد
حلم بإصرار: لاء بعت مالك هرب بعينيه بعيد و هى مسكت وشه و قصدت تقابل نظراتهم: بص ف عينيا و قول كده مالك رد بتلقائيه: عرفتى ازاى ؟ حلم إبتسمت و محودتش عينيها من عينيه مباشرة: عشان اللى بيحب كده بيبقى عايز يشوفه دايما .. يعرف اخباره .. يبقى جنبه .. بيخاف عليه حتى من نفسه .. بيتمناه احسن حد ف الدنيا .. و اعتقد ده انا بس معنديش بقا اللى اخليهم يعملولك ده و يحرسوك ف بعمله بنفسى و اعتقد إنك كمام وصلت لنفس المرحله .. إتقابلنا ف نقطه يعنى.
مالك سكت كتير و هى سكوته شجعها او يمكن حسته عايز يسمعها اكتر: اللى بيحب حد يا مالك بيبقى عايزُه احسن حد ف الدنيا .. مش هقولك عينيه مبتشفهوش بيغلط .. لاء بتشوفه بيغلط و بتشوف غلطُه بس الفرق ف إنها بتقاوم الغلط بالطريقه اللى تقوّمه هو كمان مش تقاوم الغلط و توقعه هو .. بتشوفه جزء من الغلط مش بتشوفه الغلط كله .. مفيش خير مطلق و بردوا مفيش شر مطلق .. مفيش حد كل اللى جواه خير و لا حد كل اللى جواه شر بس المهم هو بيساعد و بينمّى مين و بيرويه .. طول ما جواك بتزعل اما بتغلط اعرف ان لسه الباب مفتوح.
مالك ساكت لإنه يمكن معندهوش در او عارف ان كلامها اصح من إنه يترد عليه و هى مدتله إيديها و عينيها إتعلقت بعينيه .. مالك خايف يبنى جسر بينهم يساعدها تعديله عليه و الاخر ياخدها و يقع او يتهد عليه: انا معنديش حاجه ممكن اديهالك حلم إبتسمت من إنه فهم لغة القلوب: و مين قالك إنى مستنيه منك حاجه ؟
اللى بيحب حد مبيبصش لمين بيدى و مين بياخد .. ابدا .. لو يفضل طول عمره يدى عمره ما يتعب و لا حتى هياخد باله من ده .. بالعكس اقوى حب بيجى من الطرف اللى بياخد مش اللى بيدى عشان بيبقى مش مكتفى و لا بيشبع من حبيبه مالك بيلحق اخر حصونه اللى بتنهار قدام إيديها اللى بتتمد تفتح قلبه: و لو زهقتى ف يوم من كتر ما بتدى ؟ و لو شوفتيها انانيه منى؟ و لو إستنيتى منى ف يوم اديكى و انا مبقاش عندى طاقه لحاجه و شوية الطاقه اللى عندى يدوب مكفينى اتنفس ؟ ساعتها هتبقى المعادله صعبه .. صعبه قوى
حلم إبتسمت من صوته اللى بيهدى و ده معناه إن قلبه من جوه بيهدى: المعادله دى سيبهالى انا هظبطها .. انا بحبك مالك غمض عينيه بتلقائيه ع الكلمه اللى خطفت روحه و حاول يقول اى حاجه بعدها بس مش عارف او الاصح مش عايز و عايزها تفضل ترن جواه .. حلم مدت إيديها و هو من غير ما يبصلها لف لها ضهره ياخد انفاسه و كإنها محاصراه فعلا مبيعرفش يتنفس قدامها و هى تفهّمت حالته او متفهمتش بس مش مهم .. المهم إنه فتح باب الحوار بينهم و ده معناه إنه فتح قلبه و ده كان بالنسبالها كفايه و هى قادره تدخل بسهوله حتى لو إقتنعت إنها لسه لدلوقت مدخلتش .. مالك بهدوء: ممكن تسيبينى دلوقت ؟
حلم إترددت شويه بس مش عايزه تخسر اول خطوه قدام عِناده: حاضر بس خليك عارف إنى دايما موجوده و هفضل موجوده خرجت و سابته و هى جواها إحساس بإنتصار على قلبه و لو صغير .. طلعت من الاسانصير و لسه هتخرج عدّت على مكتبه لقته مفتوح ف إبتسمت و راحت عليه دخلت و قفلت .. بتلف المكان بعينيها بحب و كإنها بتتفرج على صاحبه مش مجرد مكان .. قلبها إتقبض بس حاولت تتجاهل ده و فضلت تلف و تلف بين حاجته .. لمحت غرفه صغيره متصله بالمكتب دخلتها و إكتشفت إنها خاصه بيه و تقريبا بيقضى معظم وقته هنا عشان فيها سرير و تلاجه صغيره و دولاب فتحته و إتفاجئت بهدوم كتير له جواه ..
قطع تفكيرها صوت دربكه برا و حركه مش طبيعيه .. و قبل ما تتحرك كان الموقف إتفسر قدامها .. راحت بسرعه ع باب المكتب تفتحه تخرج إكتشفت إنه مقفول بالكهربا .. هو كان ناسيه مفتوح و نزل بس هى اما طلعت و دخلت قفلته من غير ما تنتبه ! راحت على قزاز الشباك و لمحت النار بتطلع من الدور اللى تحتها و اللى تحته و اللى فوقها و المكان تقريبا كله بيولع من حواليها و من شدة النار المنظر إتحوّل اشبه بالنهار و المجموعه بقت اشبه بالجمر ..
مالك كان تحت و حس ان فى حاجه مش مظبوطه من الدخان اللى عبّق الجو و يدوب بيتحرك مع الكل يلموا الموقف كانت النار مسكت ف كل حاجه حواليهم ! مالك بتلقائيه تفكيره راح لعندها .. خرجت و لا موجوده ؟ لالا هى اكيد خرجت دى سيباه من بدرى ..
نزل على الطوارئ بسرعه و رفع صفارة الحريق عشان الكل ينتبه و بيحاول يشوف لوحات الكهربا او اى شئ له علاقه بالموضوع .. الكل بيتحرك بعشوائيه ف المكان و خوف و هو إنتبه لموبايله يوصل لأى حد برا يساعده و إفتكر إنه نسيه ف المكتب .. إتحرك بحذر وسط النار اللى بتزيد لحد ما نزل و قبل ما يوصل للمكتب لمحه مقفول و صوت خبط عليه من جوه ..
حلم جوه بتتخنق و النار إبتدت تدخلها من الشبابيك اللى قزازها بيقع و اى فتحه .. مالك بص حواليه للنار اللى تقريبا قرّبت من الباب ف وقع مولع و الدخان عتّم الجو و مبقاش شايف و لا عارف يتنفس و غمض عينيه بإستسلام و حس ان دى النهايه .. مش هيقاوم هو خلاص تعب !
حلم بمجرد ما الباب وقع نزل عليها بس إتفادته بصعوبه و وقعت و وقع جنبها و النار خلاص هتنهى كل حاجه ! هنا مالك لمحها و غمض عينيه بعنف ع القدر اللى حالف بالخساره .. الخوف لجّمه تماما و إتجمد مكانه و مبقاش قادر يتحرك خطوه كإنه إتربّط .. عينيها راحت عليه بسرعه بخوف عليه اكتر من خوفها من الموقف اللى هما فيه من منظره اللى إتحوّل فجأه بالشكل المريب ده .. مالك إبتدى يتخنق بجد و وشه بيزرّق و ينهج و عينيه بتفتح بالعافيه كإنه بيبذل مجهود عشان تفتح ..
حلم عينيها متعلقه بيه و مش عارفه تتصرف ازاى و لا تعمل ايه بس لازم تفوّقه تسنده تقوّيه زى ما وعدته: ماالك .. انت كويس .. فى ايه ؟ دى مجرد حادثه و هنخرج منها .. هنخرج يا مالك .. هنخرج .. يلا .. انت قدها .. دى مش اول مره تتحط ف موقف زى ده حلم كانت فاكره إنها كده بتهدّيه و متعرفش إنها بتزيد النار بكلامها و مالك بيغمض عينيه بعنف .. بمنتهى العنف .. كإنه رافض يشوف حاجه قدامه .. صوره واحده بتروح و تيجى قدام عينيه ..
صوره إتحفرت بالدم جواه من يوم ما فارقته و دلوقت الذكرى نزفتها .. مجرد صورة النار ولعتها قدامه ! المكان حواليهم بيفضى من الكل اللى بيخرجوا بصعوبه و اللى مبيعرفش بينط من اى شباك و تقريبا مبقاش فاضل غيرهم .. هى جوه و هو برا و النار حاجزه بينهم ! حلم صرخت فيه يفوق: مالك انت ظابط .. تقدر تخرّجنا من هنا .. تنجدنا .. انت مستنى ايه ؟ حد يلحقنا ؟ انت مش ضعيف مالك حس ان دى النهايه بجد ..
بس لو النهايه مش هيموت ناقص حضن .. جعان حنيه .. مش هيموت و ف قلبه حرمان .. إتخطى النار لحد ما وصلها بس للإسف الموقف حواليهم بقا اصعب و خروجهم محتاج معجزه .. مالك ضمها بعنف و تملك و كإنه عايز يدخلها جواه و عينيه بتنطق بحاجه عايز يقولها: حلم انا بصتله قوى و عينيها متعلقه بشفايفه كإنها بتسحب منه الكلام بالخطف و هو إتكلم بلهجه غريبه: انا مش زى ما انتى فاكره .. انا ... انا ... .. اصل...
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس عشر
حلم صرخت فيه يفوق: مالك انت ظابط .. تقدر تخرّجنا من هنا .. تنجدنا .. انت مستنى ايه ؟ حد يلحقنا ؟ انت مش ضعيف مالك حس ان دى النهايه بجد .. بس لو النهايه مش هيموت ناقص حضن .. جعان حنيه .. مش هيموت و ف قلبه حرمان .. إتخطى النار لحد ما وصلها بس للأسف الموقف حواليهم بقا اصعب و خروجهم محتاج معجزه ..
مالك ضمها بعنف و تملك و كإنه عايز يدخلها جواه و عينيه بتنطق بحاجه عايزه يقولها: حلم انا بصتله قوى و عينيها متعلقه بشفايفه كإنها بتسحب منه الكلام بالخطف و هو إتكلم بلهجه غريبه: انا مش زى ما انتى فاكره .. انا ... انا ... .. اصل حلم إبتدت تختنق بجد و عينيها بتغرّب قدامه و بتزوغ بتفتح و تقفل لوحدها و كإنها فقدت سيطرتها عليها .. و شويه شويه بتنسحب من بين إيديه اللى متبته فيها و كإنه بيخسرها بجد او هو إستوعب ده .. امان غريب ف حضنه لا ده وقته و لا ده مكانه .. ازاى حاسه بكل الامان ده وسط الخوف ده ؟
مالك حس إنه لازم يفوق.. لازم يقوم .. هو مش حمل خساره تانيه و لا قد خساره زى دى .. هيلحقها .. هيلحقها وقف بيتلفت حواليه بتوهان و بيحاول يفوّق نفسه .. سحبها لجوه خطوات و ف حركه سريعه جاب موبايله كلّم حد: إلحقنا اتصرف اللى ع التليفون: ممم نعم مالك بعصبيه: المجموعه بتولع و مش عارفين نخرج اللى ع التليفون: نعممم ؟
مالك زعّق: إنجز قفل و رمى موبايله و بيحاول يوصل لحل اسرع هو عمال يبعد عن النار اللى بتقرّب لحد ما وصل لأخر حاجه و هى الغرفه اللى دخلها .. بس ده مش حل .. لازم يتصرف ميّل على حلم شالها و دخل حمام الغرفه الاول غرّقها مايه و شد اقرب حاجه قابلته بلّها و لفّها بيها و شالها و عدّى من باب الحمام و خرج من تانى ناحيه على طُرقه مشيها لحد ما وصل لأخرها وصّلته لسلم طوارئ ف نزل منه ..
كل حاجه بتقابله النار طايلاها بس كان بيتفاداها على قد ما يقدر .. نزل السلم لحد ما وصّله لصالات التدريب و منها للبدروم اللى بمجرد ما نزله قدر يستنتج اللى حصل ده من ايه بمجرد ما شاف ماسورة الغاز مفكوكه و كابل الكهربا مقطوع .. جرى بسرعه قفل الغاز و رفع مفاتيح الكهربا بعد محاولات عنيفه .. فهم إنها حركه مقصوده بس من ميين ؟ مش وقته .. خدها و خرج و بيتحرك بعشوائيه وسط اللمه اللى كانت قدام المكان .. دقايق و كان خرج من وسطهم بيتلفّت حواليه بس عربيته بعيد ف وقّف تاكسى و إتحرك بيها ع المستشفى ..
طول الطريق هيموت من القلق و حالة توهان بتحاول تخطفه بس بيسيطر على نفسه بالعافيه .. وصل ع المستشفى و نزل دخل بيها .. إدهالهم ف الطوارئ و وقف برا ينتظرها .. عينيه متعلقه بكل ركن ف المستشفى .. ذكرياته محصراه و خانقاه و عقله عمال يورّيله لقطات كتير لدرجة إنه بيفكر يهرب و مش عارف منه و لا من قلبه ..
قطع دوامته الدكتور اللى خرج و مالك زى اللى مش شايفُه و متحركش سانتى بس غمض عينيه قوى .. الدكتور إستغرب رد فعله بس راح عليه: الحمد لله ربنا سترها .. هى كانت ف حريق صح ؟ فى إشتباه ف إصابات ف دراعها و رجليها .. بس كلها مجرد كدمات متعدتش ده .. مش حرق حتى.
مالك كإنه مش سامعُه هو عايزها صريحه و مباشره إنها عايشه و إنه قدر يلحقها: هى عايشه ؟ هى فين ؟ مخرجتش ليه ؟ الدكتور إستغرب لهجته و قلقه اللى ف نظره مبالغ فيه: اه انا قولت كويسه بس مش لدرجة تخرج و دلوقت .. هى محتاجه ترتاح شويه دى مفاقتش حتى مالك سابه و دخلها .. قفل الباب و سند عليه و عينيه مغمضه بس متعلقه بيها .. محتاجلها و مش عايزها معاه .. بيحبها و بيكره السكه بينهم .. مرتاح معاها و تعبان جدا .. احاسيس جواه متلغبطه و مش عارفلها مرسى .. بس كل اللى عارفُه إنه مش هيقبل بخساره تانيه .. خساره معندوش لها تعويض و لا بديل و لا حتى عنده إستعداد يتقبلها ..
فاق على صوت همهمه ضعيفه ف فتّح بقلق و راح قعد جنبها على طرف السرير: حلم .. انتى كويسه على فكره .. كويسه قوى .. مفكيش حاجه .. كويسه حلم بتحاول تفتّح بس عينيها بتغمض بسرعه و ترجع تفتحهم اسرع ف مالك حاول يطمنها: انا جنبك .. متقلقيش مش هسيبك .. جنبك .. كويسه مفكيش حاجه حلم إبتسمت بعد محاولات كتير تفتّح: انا لو كويسه ف ده عشان انت كنت معايا و جنبى .. لو مكنتش معايا مكنتش هبقى كويسه ابدا و لو مش هتبقى جنبى عمرى ما هبقى مرتاحه.
مالك مش سامعها بيتكلم و عينيه عليها و مش عليها شايفها و مش شايفها دوشة اصوات كتيره قدامه و الصوره مشوشه: انتى كويسه .. بجد كويسه .. مفيش حاجه كويسه هى كلمه واحده بس بيحاول يعيد و يزيد فيها و يقولها بكذا شكل عشان يرجّع ثقته ف نفسه اللى ضاعت من يوم ما أبوه و أمه ضاعوا منه حلم حاولت تبتسم و عرفت إنه بيهدّى نفسه مش بيهديها هى: انا كويسه فعلا .. مفييش حاجه .. حتى اهو و قامت إتعدلت و قعدت نص واحده مالك إتحرك بسرعه مع حركتها و عدلها و وشهم بقا قريب جدا من بعض و عينيهم إتعلقت ببعض بطريقه غريبه .. إستغربت لهفته .. من شويه كان شبه بيطردها و دلوقت عايز يضمها .. و قبل كده كان ف حضنها و اول ما فاق طردها و قبلها راحتله القسم و اول ما لمحها شافت عينيه تايهه و متعلقه ع الباب كإنه مستغيبها و بمجرد ما جات سابها و بِعد .. ايه التركيبه الغريبه دى !
بصتله قوى و شافت ف عينيه حب و صدق بيقولوا ان العيون دى لا يمكن ابدا تكون وحشيه او حتى بتكدب .. مفهمتش كمية التناقضات دى بس قررت تمشى ورا احساسها لحد ما قلبه يتفتح لها و ساعتها هيبقا كتاب مفتوح قدامها تقرا منه اللى محتاجه تعرفه .. مالك فاهم حيرتها و بيتمنى لو تمشى ورا احساسها: انتى كويسه ؟
حلم إبتسمت و حست ان ورا قلقه ده حاجه مُبهَمه مالهاش علاقه بيه و مجرد إنها فكّرته بيها.. بس مش مهم هى حاليا هتبص لنص الكوبايه المليان و هو ضعفه قدامها لحد ما هو بإيده اللى هيملى الكوبايه كلها فقررت تقوّيه هى صحيح حابه ضعفه قدامها بس ميبقاش ابدا بالضعف اللى يعجزه ده .. لازم تقويه الحب اللى ميقويش صاحبه مالهوش لازمه: انا كويسه قوى .. و انت كويس يا مالك .. انت كمان كويس على فكره مالك سكت شويه: و إفتراضا طلعت مش كده ؟ مش كويس ؟
حلم عادت كلامها كإنها بتشحنه بثقه بنفسه من ثقتها فيه: لا انت كويس .. و كويس قوى كمان مالك سكت لمجرد ان ورا كلامهم إفتراضات كتير و هى إبتسمت بصفا: حتى لو مش كده ف عينيا مش شايفاك و لا هتشوفك إلا كده مالك بصّلها كتير: ليه واثقه كده ؟ المفروض إنك متعرفنيش ف ليه الثقه دى ؟ حلم إبتسمت: عشان دى ثقه ف ربنا قبل ما تكون فيك .. مجرد إنى واثقه ف ربنا اللى بيحدفك ف سكتى كل ما نوصل عند مفترق طريق و سككنا تختلف .. مالك إبتسم: مش هتندمى ؟ انا حاليا معنديش طاقه حتى للكلام.
حلم أكدّت على كلامها بثقه: انا عينيا اما بتشوف منك حاجه وحشه لمجرد إنها مش فاهمها فبتغمض على طول .. اعملها ايه بقا ؟ عينيا على طول شايفاك حلو و ده حاليا كويس بالنسبالى .. انا من الناس اللى بتمشى ورا احساسها لحد ما يتأكد و غالبا بيبقا صح مالك بيستنجد بأى حاجه يقتل بيها الخوف جواه: غالبا مش دايما حلم إبتسمت اكتر: نشوف.
مالك أخد نَفس طويل جدا و خرّجه على مراحل و براحه و هدوء و هى إبتسمت قوى: حاليا انا مش محتاجه اكتر من ( سندت راسها على كتفه جنبها و مسكت دراعه بإيديها الاتنين ) حاسه إنى زى ما يكون كنت ف سباق و حساه مش هيخلص و لا ينتهى إلا اما اقع و اديه خلص ف محتاجه انام شويه مالك معلقش بس طبطب على إيديها اللى ماسكه دراعه و إلتفت نص واحده بوشه باس راسها اللى ساندها على كتفه و هى غمضت عينيها بهدوء لحد ما نامت .. مالك مراقبها بهدوء .. ف وشها براءه حلوه شدته، حتى ملامحها بريئه بشكل مالهوش علاقه بعنف و جنون ملامح شخصيتها .. ملامحها شرقيه جدا .. عيونها بنى بشكل قريب من بشرتها القمحيه اللى على افتح و شعرها تقريبا واخد نفس الشكل و كإن فى بينهم تناغم غريب عشان يرسموها زى اللوحه قدامه .. هو شافها جميله برغم هدوء ملامحها ..
موبايله رن و حاول يتجاهله بس رن مره بعد التانيه مفصلش لحد ما خرج بيه و رد: خير ؟ صفوت بقلق: ايه اللى بيحصل عندك يا مالك ؟ مالك بغموض: هو كامل مبلغكش ؟ اعتقد بلغك صفوت قلق من لهجته و حس إنه يقصد كلام مجمل مش متشخصن ع الموقف: هو اه اما بيبقى فى حاجه بيقولى و ده عشان لو مش موجود انت او مشغول .. و قالى دلوقت ع اللى حصل و إنك مش هناك مالك بجمود: انا ف المستشفى صفوت قلق اكتر: فيك حاجه ؟ خرجت ازاى الدنيا هناك واقعه؟
مالك بغموض: لا جات بسيطه و طلعت منها و حلم كمان صفوت إستغرب: و هى ايه علاقتها ؟ و ايه ودّاها عندك اصلا ؟ مالك نفخ: و الله ده شغلى انا و علاقتها بيا تخصنى انا مش حد صفوت إستغرب لهجته و رده: طب فى حاجه عندك ؟ ابعتلك حد ؟ انتوا كويسين ؟ مالك بجمود: اه كويسين و هى كمان و الحمد لله ان هى كمان كويسه و إلا اللى هيحصل هو اللى كان مش هيبقى كويس فعلا و لا هيعدّى صفوت حس إنه كلامه بيرمى لحته تانيه: انت تقصد ايه بالظبط ؟.
مالك: و لا حاجه صفوت صمم إنه يتكلم: لاء مترميش كلام و تقول و لا حاجه .. كلامك مالهوش غير معنى واحد و هو إنك بتتهمنى و ده مش هقبله يا مالك مالك إتنرفز: و الله تقبله او متقبلهوش انت حر .. انا اللى عندى قولته إنها لو حد مجرد إنه يفكر يبصّلها بطريقه متعجبنيش مش هقبل ده صفوت برر بزعل: لاء ده انت تقصد بقا إنى ورا اللى حصل .. انت بجد فاهم كده ؟
مالك حالة القلق اللى كان فيها مسمحتلوش يفكر: امال مين ؟ هاا ؟ مين له مصلحه اصلا ؟ ده حتى لو لها مشاكل مع حد مش هيأذيها عندى و ف مكانى ! صفوت كإنه بيلفت نظره ينتبه: و انا بقا يوم ما هعوز ائذيها هيبقا عندك ؟ ف مكانك اللى هو مكانى ؟ و عشان اجذب النظر لنا ؟ الدنيا ضاقت بيا يعنى ؟ انت بجد ده تفكيرك ؟ مالك مش بيتفاهم بيزعق و بس لمجرد إنه مكنش مستوعب إنه هيشرب نفس الخساره: امال مين له مصلحه ؟ بمجرد ما جاتلى يوم عملية الزفت و شافتنى متصاب و راحت معايا المستشفى إتقلق منها ف نخلص منها بقا !
صفوت لسه هيتكلم مالك قاطعه بزعيق: لو حصلها حاجه و رحمة أبويا و أمى ما هسكت و ههد المعبد ع اللى فيه .. و اعتقد متوقع عزام يكون حصله ايه ! و على فكره انا مموتوش انا بس مخليه بيحلم بالموت ! قبل ما صفوت يرد مالك قفل و حاول يتنفس من كل حاجه حواليه بتخنق فيه .. فضل مكانه كتير بعدها خاف حلم تفوق تجيله ف رجع تانى اوضتها .. دخل لقاها لسه نايمه .. قعد ع الكرسى جنب السرير بس مسك إيديها و ميّل راسه على مسكة إيديهم و كإنه بيتشعلق فيها كأخر امل قبل الغرق .. مالك ف دوامته اللى دخل فيها فجأه حس إنه بيلف ف دايره مقفوله و محتاج يفصل منها احسن ما يدوخ و يقع .. بس هل مستعد لده ؟ و ايه هيكون التمن ؟ زمان مكنش عنده لكن دلوقت ( بصّلها كتير قوى ) دلوقت بقا فيه !
ف وسط تفكيره رجّع راسه لورا و غمض عينيه بتفكير ف اللى جاى ممكن يكون ايه .. قطع صوت افكاره الباب بيتفتح بعنف و دخل مروان اللى إتصدم من هيئتهم: ايه ده ؟ فى ايه ؟ بتعمل ايه هنا ؟ مالك حاول يقوم رغم إنه كان ع الكرسى او يسيب إيديها ف حلم برغم نومها تبتت ف إيده ف رفع وشه و إتعدل ف قعدته بحرج و حاول يبرر: معلش هى بس كانت تعبانه و تقريبا نامت من الإرهاق.
مروان إتنرفز: بالشكل ده و المنظر ده ؟ انت محدش علمك الاحترام و لا هى اللى سيبالك نفسها ؟ و ايه اللى جابك اصلا ؟ مالك إتخنق ف سحب إيده بهدوء و قام بس بيحاول يتكلم براحه عشانها: انا جيبتها المستشفى و عشان ممعهاش حد كان لازم افضل معاها حلم فاقت على صوتهم و إنتبهت لوجود مروان و حست ان الاتنين متحفزين لبعض ف وجهت كلامها لمروان: فى ايه ؟ بتتكلم كده ليه و بتزعق ليه ؟ انت فاكر نفسك ف البيت ؟
مروان إتغاظ من إعتراضها اللى كان عليه هو ف زعّق بغيظ: انا اللى فاكر نفسى ف البيت و لا البيه اللى قاعد و واخد راحته ؟ ( بص لمالك اللى بيحاول يستشف من طريقة حوارهم شكل العلاقه بينهم ) انت فاكر نفسك قاعد ف بيتكم يالا ؟ القاعده دى تقعدها مع امك ف بيتكوا مش هنا و ف حضنها مالك وشه إتجمد من مجرد سيرة أمه بس حاول يكتم غضبه: انا لا كنت ف حضنها و لا ع السرير اصلا انا مروان زقه بحده: غور يالا من هنا و حياة أمك ما اشوف وشك جنبها لا ارجّعك مكان ما طلعت .. فاكرُه و لا لحقت تنسى ؟ مالك هنا معرفش يلجّم غضبه تانى .. حاول و فشل ف كانت إيده اسرع رد على وش مروان اللى إتحدف بعنف ع الباب وراه و إتفتح و أبوه دخل منه بينقل نظراته بذهول بينهم: فى ايه مالكم ؟ ايه اللى بيحصل هنا ؟
روفيدا ف صيدليتها و مشغوله بتستلم طلبية علاج و دخل عليها واحد بهيئه غريبه و وراه اتنين عساكر .. روفيدا إنتبهت: خير ؟ فى حاجه ؟ خالد: مين صاحب الصيدليه دى ؟ روفيدا إتوترت بإستغراب: انا، فى ايه ؟ خالد: انا الرائد خالد رشاد .. فى بلاغ ع الصيدليه هنا ب ادويه إتاخدت منها و طلعت فاسده روفيدا إتصدمت: نعمم ؟ انت بتقول ايه انت ؟
خالد: و حاليا محتاجين حضرتك للتحقيق و هنتحقق من البلاغ روفيدا حاولت تمسك موبايلها بس هو سبقها و منعها: دكتوره روفيدا لو سمحتى ياريت من غير شوشره إتفضلى مفيش داعى للشغل ده.. اعتقد والدك مش هيعرف يعملك حاجه و حتى لو عمل هتثبتى البلاغ ف إتفضلى روفيدا مشيت معاه و هو أخدها ف عربيته اللى إستغربت و بصتله بتردد .. خالد: اعتقد بس عشان المنظر العام.
خدها و إتحركوا ع القسم و بمجرد ما دخلوا ساب الناس برا و إتحرك بيها لجوه لحد ما دخل مكتب و قفل .. روفيدا قعدت بتوتر: ممكن افهم فى ايه بالظبط ؟ حضرتك جايبنى هنا بناءا على ايه ؟ هو لمجرد حد بلّغ ابقى غلط ؟ مش يمكن كيدى ؟ خالد: لا مش كيدى و عموما بنتحقق اهو روفيدا بعصبيه غير طبيعتها وقفت زعقت: مين ده اللى بيتحقق بقا اذا كنت جبتنى على هنا على طول و محاولتش حتى تشوف الصيدليه و لا الادويه اللى فيها ؟ انت مش عارف تشوف شغلك كويس اصلا خالد: فى ظابط راح على هناك يكمل الشغل و يتحقق منك و هنشوف روفيدا بترقّب: ظابط مين ؟
خالد: فهد باشا .. هو المأموريه بتاعته و طلب منى اجيبك هنا عشان نعرف ردك لحد ما يتآكد روفيدا نوعا ما هديت شويه .. خالد سكت و دخل ظابط تانى و كإنه متابعهم ف بصّلها بطرف عينيه: فهد باشا راح يتطمن بنفسه و اعتقد إنه بيشوف شغله كويس و لا ايه رأيك ؟ روفيدا غصب عنها ظهر شبح إبتسامه على وشها: اه فهد كويس و بيفهم و عارفنى كويس و اعتقد إنه مش غبى زيك عشان يجبنى بالطريقه دى من غير ما يتحقق خالد كتم إبتسامته بالعافيه: ده رأيك ف الظابط فهد و لا ف فهد نفسه ؟ روفيدا سكتت و رفعت حاجبها ع السؤال: و ده بقا من ضمن التحقيق ؟
عدى زعّق بملامح مكتومه بالعافيه: ردى على قد السؤال روفيدا إتخضت: لا انا اقصد إنه كويس و مش غبى و مش بيفترى و خلاص و اعتقد مش هوائى عدى غصب عنه ضحك و قلّد صوت كركر: فهد ؟ ده كلامك ؟ روفيدا برّقت ع الموقف اللى تقريبا إبتدت تفهمه: اه عدى خبط ع المكتب بضحكه بيكتمها بالعافيه: يعنى لو إتقدملك توافقى عليه ؟ روفيدا برّقت و فهمت الحوار ف إتلفتت حواليها بغيظ تشوفه ..
عدى عاد سؤال بصوت بيمثله زعيق بس طلع بضحكه: موافقه تتجوزيه ؟ انطقى روفيدا بتلقائيه هزت راسها اه و غصب عنها ضحكت بغُلب على جنانه .. عدى رفع حاجبه: اخر كلام ؟ هسجل اقوالك موااافقه ؟ روفيدا عماله تتلفت بغيظ لحد ما الباب إتفتح و دخل فهد اللى رفع ياقة قميصه لفوق و ضم بوقه على بعضه و رفع وشه بدقنه براسه لفوق بضحكه مكتومه: و الله كنت عارف .. طب ما تقولى من الاول .. لازمتها ايه التمثيل ده بس ؟
روفيدا برّقت و راحت عليه و كوّرت إيديها و عماله تتلفت مش عارفه تعمل ايه و هو ضم راسه بدراعاته الاتنين: بهزر يا روفى انتى مبتهزريش ؟ روفيدا نزلت فيه ضرب بإيديها اللى مطبقاها و اما غيظها زاد بقت تضربه برجلها كمان ف رجله .. فهد رفع وشه بالعافيه و بص حواليه لصحابه: متشكرين يا رجاله نردهالكم اما تتنيلوا انتوا كمان ان شاء الله روفيدا بصتله بغيظ: يتنيلوا ؟ كمان.
صحابه خرجوا و هما بيضحكوا: لو الباشا عمل حاجه هنصدرك ف وشه فهد رفع حاجبه و هو لسه بيحاول يمسك روفيدا يوقفها: لا و الله اعورهاله خرجوا و روفيدا بصتله بغيظ: انت مجنون كده على طول فهد غمزلها: هو فى احسن من كده جنان ؟
روفيدا إنتبهت لدراعه اللى لافه حوالين كتفها و دراعه التانى حوالين وسطها و هو وراها و راسها عند صدره يعنى تقريبا كلها ف حضنه ف إتوترت و زقته و هو ضحك جامد بصوت عالى و كل ما غيظها يزيد ضحكه يزيد لحد ما خرجت بغيظ و رزعت الباب وراها و سابته مش عارف يسكت ..
مالك معرفش يلجّم غضبه ف كانت إيده اسرع رد على وش مروان اللى إتحدف بعنف ع الباب وراه و إتفتح و أبوه دخل منه بينقل نظراته بذهول بينهم: فى ايه مالكم ؟ ايه اللى بيحصل هنا ؟ مروان بغضب: انا كنت ف البيت و عرفت ان الهانم هنا ف المستشفى و اما جيت لقيت البيه هنا معاها أبوه بص لمالك قوى: انت ايه اللى جابك هنا ؟ مروان إتريق بغيظ: مش كفايه اللى حصلها بسببك و كانت هتموت ؟ أبوه حاول يتدخّل يغطى عالكلام بس مروان مفصلش: من يوم ما مشيت وراك و هى من مصيبه لمصيبه و اديها اهى كانت هتموت معاك .. انت واحد شركته بتولع ايه اللى يجيبها عندك ؟
مالك بصّله قوى و إتكلم بنبره اشبه بالتهديد: و انت عرفت منين ان الشركه ولعت ؟ مع ان الموضوع لسه من اقل من ساعه و انت بتقول كنت ف البيت ؟ حلم وقفت بإرهاق و بمجرد ما وقفت كانت هتقع ف مروان مد إيده بسرعه لها .. مالك بصّ لإيده الممدوده و من غير ما يبصلها إستنى بترقب رد فعلها .. و رغم إن الحركه سريعه و مخدتش ثوانى إلا إنها حسمت الخناقه بمجرد ما إتجاهلت إيده و مسكت ف مالك تقف و بمجرد ما سندت عليه إبتسم براحه و بصّلها و رجع بص لعمها و مروان بنظره طويله كإنه عايز يقولهم خلصت ..
مالك ضغط على إيدها بخفه و هى فهمت إنه هينسحب فبصلها بعينيه يطمنها إنه دايما موجود: طيب المهم إنك بقيتى احسن و إتطمنت عليكى إنك كويسه .. نمشى ؟
حلم إبتسمت بحب و عيونها لمعت لمجرد إنه مش هيمشى و يسيبها و قرر عنها تمشى هى كمان: اه نمشى .. انا كويسه جداا مالك إبتسم و شاورلها و هى دخلت الحمام تغسل وشها و تجهز و مالك إتحرك لبرا و قبل ما يخرج إتكلم من غير ما يبص لحد: الحركه دى مش هعديها خد بالك مروان لسه هيندفع بزعيق أبوه مسك دراعه و رد هو بنفس الغموض: اتمنى إنك انت اللى تعرف تاخد بالك المره الجايه عشان متعيطش مالك كان رمى كلامه بغموض ظاهر على خناقتهم بس وراه اللى حصل عشان يشوف رد فعلهم و من رد أبوه اكّد على فهمه و خرج .. حلم كانت بتحاول تخلّص بسرعه و خرجت ف لقتهم بيتكلموا بس وقفت مكانها على كلامهم .. مروان بغيظ: ممكن اعرف انت سيبته يمشى ليه ؟
أبوه كتم غضبه: هو المفروض اوقّفه و اكتّفه و اديله قلمين و اقوله ايه اللى جابك مع بنت اخويا اللى كانت هتموت ف شركتك اللى البيه ولّعها ! مش كفايه اللى انت عملته و لا انت مش فاهم انت عملت ايه ؟ مروان نفخ و دوّر وشه: امال كنت عايزنى اعمله ايه ؟ أبوه بصّله مش مصدق: تستعمل عقلك يا غبى .. رايح لظابط تضربه ف وشه على وشه و تجرى تستخبى و تتوقع ميفهمش ؟ انت غبى و لا ايه ؟ مروان ببرود: كان ظابط و لا ناسى إنه إتطرد و سابكم أبوه هزّ راسه بنفاذ صبر: و هو ساب عقله مع الشغل ؟ يعنى مش هيعرف يوصل للى ورا اللى حصل ؟
مروان إبتدى يقلق: و انت كنت عايزنى اسيبه ؟ انت متعرفش اللى فيها هنا حلم مقدرتش تقف تانى بعيد و إتدخلت فحوارهم: و ايه بقا اللى ميعرفهوش ؟ اللى يخليك توصل للهمجيه و شغل البلطجيه ده ؟ مروان معرفش يمسك نفسه: و اما تباتى برا معاه ده يبقا ايه ؟ حلم بذهول: تقوم توصل للدرجادى ؟ للهمجيه دى ؟ تولع ف شغله ؟ عملت كده ازاى اصلا ؟ مروان بص لأبوه ببرود و أبوه نفخ بغضب: خلاص انت و هى بقا حلم زعقت: لا مش خلاص .. عملت كده ازاى ؟
بصت لعمها قوى و بصّت لنظرات مروان له .. بروده ده مالهوش غير معنى واحد و هو إنه كان عنده علم: ده انتوا متفقين بقا مروان هز راسه بإستفزاز: اه بس هو قلبه خفيف و بعد ما كلّملى حد من فريقه عشان يعرف يتصرف رجع ف كلامه بس انا اللى قولتله ينفذ حلم بصّتله بذهول و هو بصّلها بشر و غيظ: عندك مانع ؟ اه و متنسيش تروحى تقوليله و يبقى يورينى حلم زعقت: انت إتجننت بقا بجد .. انت مش طبيعى .. لمجرد إنى بيت برا فعلا يوم يبقا بيت معاه ؟ يبقا كنت عنده ؟ مش يمكن شغل ؟ مانا بطبيعة شغلى ساعات بسافر لوحدى او ابات برا عند صاحبتى ؟ مجاش ف بالك ؟ مجاش ف بالك اى حاجه غير الغلط و ترده بالشكل ده ؟ مروان بيسمعها ببرود و هى كإنها إنتبهت لحاجه فهزت راسها بإستنكار: عارف .. عارف ايه اللى خلانى إتهمت مالك ف بلطجية البنك ؟
مالك كان بعد ما خرج من عندهم و سابهم توقع إنهم هيتناقشوا ف وقف بحذر و إبتدى يسمع حوارهم و حلم اللى إتدخلت لحد ما سألت سؤالها ف خد نَفس طويل بترقّب لإجابتها .. حلم جوه: عارف ايه اللى خلانى إتهمت مالك ف بلطجية البنك ؟ عشان كان واحد واخد قلم على وشه وقع ف توقعت إنه بمجرد ما هيقف هيرد القلم .. توقعت ده ف إتهمته، بس بمجرد ما عيدت تفكيرى عرفت ان مش كله تفكيره واحد الانتقام .. ف إتراجعت بس لو كنت إتأكدت و لو نص ف الميه إنه ورا اللى حصل ساعتها كنت هبقى اول واحده ضده و اسلّمه .. الغلط غلط ايا كان مين اللى عمله .. و عشان كده بردوا توقعت ان انت ورا اللى حصل معاه لمجرد الانتقام بمجرد ما جيبت سيرة انى كنت معاه قبل كده .. و انا اللى هقنعه يتهمك و ف بلاغ رسمى و اعتقد واحد زى مالك مش صعب عليه يثبتها عليك ..
رمت كلامها بزعيق و مالك برا سمعها و مش عارف يفرح و لا يزعل .. مجرد إنه مش عارف ف غمض عينيه قوى .. توقع إنها خارجه ف محبش تشوفه ف وضع زى ده و تفهم إنه بيتصنّت .. او يمكن محبش تشوفه متلغبط من كلامها عليه .. او يمكن حب يشوف رد فعلها معاه هو هيكون ايه و هتقوله و لا لاء .. او يمكن كل دول مع بعض .. مش عارف !
نزل و دقايق و حلم خرجت و سابتهم و نزلتله لقته بيخلصلها إجراءات خروجها ف وقفت معاه و من غير كلام مسكت إيديه قوى و هو إبتسم: خلاص تقدرى تمشى .. انتى كويسه صح ؟ حلم إتكت على إيده ف إيدها قوى كإنها بتطمنه و هو إبتسم اكتر: طيب همشى انا و انتى اما تروّحى طمنينى حلم كشرت: انت مش هتوصلنى ؟ مالك رفع إيده و ضحك: و الله معنديش مانع بس انتى مستعده لده ؟
حلم حافظت على إبتسامتها: و الله ان كان عليا جدااا .. المهم انت .. مستعد ؟ مالك فهم سكة كلامها ف سكت شويه: انا قولتلك إنى حاليا مش مستعد لحاجه خالص حلم محبتش تعكر اللحظه ف حاولت تلطّف الجو: يبقى توصلنى حضرتك و لو لمكان ما جيبتنى مالك إبتسم لتقبّلها كلامه: بجد مش هينفع .. عمك هنا و اعتقد لو وصّلتك مش هيبقى كويس بالنسبالك و الموضوع هيبقى فيه رغى كتير و انا مش عايز ده لا ليكى و لا ليا و لا عايز يتعلّم عليا ..
حلم حاولت تتكلم ف هو قاطعها بإصرار: بعدين مكان ما جيبتك ايه اللى هوصّلك عنده ؟ انا راجع سيادتك المجموعه اشوف الليله الهباب دى و الم اللى حصل حلم بصّتله بتوتر و مش عارفه تجيبهاله ازاى: مالك اكيد هتحتاجنى معاك ف اللى حصل مالك فهمها بس حب يعفيها من الموقف كله على بعضه ف إتصنّع الغباء: ليه ؟ هتيجى تنضفى المكان و لا هتطمنى ع الناس هناك ؟ دى حاجات ملكيش فيها حلم بتحاول تفهّمه او تفهم هى منه: لاء اقصد من الناحيه القانونيه و اللى حصل و مالك بهدوء: قصدك التحقيقات و الكلام الفارغ ده ؟
حلم إستغربت: كلام فارغ ؟ انت مش واخد بالك من الخساره و لا ايه ؟ عشان حقك او ع الاقل تضمن إنه ميتكررش مالك ضحك بخفه: لا متقلقيش مش هيتكرر .. هو بس عيل تافه و حب يهزر بس هزاره جه تقيل و انا هعدهوله بس بمزاجى عشان زى ما قولتلك مش عايز يتعلم عليا إكس احمر عندك .. و لا انتى فهمتى إنى مش عايز يتعلّم عليا إنه يكررها تانى ؟ حلم حاولت تضحك: بس الموضوع كبر مروان كان نازل و أبوه و مالك عينيه راحت عليهم و هو بيتكلم: لا متقلقيش زى ما قولتلك مش هتتكرر و إلا هيبقى إشترى عداوتى حلم عينيها راحت لمكان ما بيبص ف شافت نظراته لمروان اللى هو كمان بيبصّله بغيظ و عرفت إنه فاهم ف سكتت ..
مالك إبتسملها: عمك نازل و اعتقد إنى لو فضلت الموقف هيبقا مش ظريف .. ابقى طمنينى عليكى حلم مش عارفه تسيب إيده بس لازم .. هو عنده حق .. ف إبتسمت و هو سحب إيده و قبل ما حد منهم يوصل عندهم كان هو مشى .. مروان و هو جاى عليها: ما لسه شويه .. ما كان البيه يخليه كمان شويه يكمّل العرض .. حتى تبقوا فُرجه حلوه للرايح و الجاى .. و لا مش قادر على بُعدك ف عايز ياخدك تكملوا الليله ف حته تانيه ؟
حلم لفّت وشها له بإستفزاز: و الله ياريت .. بس لعلمك انا عرضت عليه يوصّلنى و هو حتى مرضيش مروان بنفس إستفزازها: هرب يعنى ؟ طب كويس إنه بيخاف و بيعرف يجيب ورا حلم ضحكت بصوت عالى: بيخاف ؟ لا ده بس إحتراما لعمى مش اكتر و لا انت مسمعتش عن الاحترام ؟ مروان لسه هيزعق أبوه حط إيده على كتفه من وراه و إتحرك بيهم: يلا انت و هى إتفضلوا و إتكلموا ف الزفت البيت و لا بتعجبكوا الفضايح ؟ مروان: و الله الفضايح دى معرفنهاش إلا من ساعة ما عرفنا البيه رد السجون حلم بصتله قوى و هو إبتسم بإستفزاز: ايه غلطت ف دى كمان ؟ هو مش بردوا خريج سجون ؟
حلم إنفصلت عنهم و سبقتهم بخطوات: اهو رد السجون ده ف عينى احسن من غيره سابتهم و مشيت و هما وراها لحد ما خرجوا و عمها اصر يروحوا سوا ف مشيوا .. تانى يوم فهد راح الاول عمل مشوار غامض و إستنى نتيجته اللى مش عارف حتى يتمناها و لا يتوقعها .. بعدها راح ع اللوا مدحت قعد معاه كتير و خرج من عنده راح على صيدلية روفيدا .. وقف كتير قدامها بيفكر بس مش عايز يتراجع ف خد نفس طويل و دخل ..
بص حواليه لحد ما لمحها واقفه قدام الارفف بتحاول تجيب حاجه و عماله تشب و تنط لفوق و تنزل ع الارض تانى ف ضحك غصب عنه و قبل ما يقرّب لمح الادراج بتتهز هتقع عليها ف قرّب بسرعه شدها و سند الارفف بإيده: مش تحاسبى يا اوزعه روفيدا لفّت وشها له و معرفتش مبسوطه لشوفته و لا متغاظه من اوزعه و لا مكسوفه من لفّة دراعه حواليها كإنها ف حضنه ف دارت ده كله بالعافيه و زقّته: انا اوزعه ؟
فهد ضحك بمناغشه: اه اوزعه روفيدا بصتله بغيظ و هو رفع حاجبه بضحكه كتمها و.هو بيكشعر وشه و بيبصلها من فوق لتحت: هو ده اخرك بجد ف الطول ؟ طولك ده ؟ روفيدا إتريقت بغيظ: لاء سايبه منه حته ف البيت معرفش إنك جاى يا خفيف فهد ضحك برخامه: ها ها ها .. طب اوزعه و لا اسيب ؟ روفيدا عينيها راحت على هزة إيده اللى سانده الارفف و برّقت: لا اوعى فهد هز إيده تانى و هى بعد ما فكت منه رجعت مسكته جامد و هو ضحك: هااا ؟ روفيدا بغيظ: فهد .. فهد اوعى تعمل كده فهد بملاغيه: ليه ماله كده ؟ ده حتى انا اعمل كده ( و هز إيده اكتر و الحاجه فوق بتتهز ) و انتى تعملى كده و
قطع هزاره مع إيده اللى إتهزت من الضحك و الحاجات إبتدت تقع عليهم و هو بيحاول يلحقها بإيده التانيه و اللى يقع يمسكه بيها و يحدفه عليها و هى تصرخ لحد ما إتلغبط و حاول يلقف بإيده اللى سانده الارفف ف سابهم ف كله وقع مره واحده عليهم و الاتنين نزلوا ع الارض و الحاجات بتقع عليهم .. روفيدا مش عارفه تتدارى من كمية الحاجات اللى بتقع عليهم ف بتتلفت حواليها تتدارى و هو مستمتع و لا كإنه زيها لحد ما إستخبت فيه بغيظ و صرخت: يا غبى فهد ضحك بصوته كله: الله .. هو جر شكل و خلاص ؟ انا عملتلك حاجه ؟ روفيدا عماله تزقه بغيظ و ترجع تمسك فيه تتدارى: مش انت اللى سيبته ؟
فهد بيضحك اكتر و حاول يقف و يوقّفها معاه بس بمجرد ما سند إيد ع الارض و التانيه بيسندها ع الحيطه عشان يقف ف سندة إيده جات ع الارفف اللى متمسمره ف الحيطه فوقعت بيه و وقع الباقى فيها .. روفيدا هنا اللى إنفجرت ف الضحك بشكل برئ كهرب قلب الفهد اللى إندمج ف ضحكتها و نسى الموقف و هى من بين كل الحاجات دى وقعت جنبه بس من الضحك ..
فهد إبتسم بحب: تعرفى ان ضحكتك بريئه قوى .. شبه الاطفال روفيدا وشها احمرّ و ضحكتها راقت شويه شويه و سابت إبتسامة كسوف على وشها .. بس مقدرتش قدام طريقته و المنظر حواليهم ف ضحكت تانى بس اعلى .. و فهد إبتسم بمغازله: اهى ضحكت يعنى قلبها مال و خلاص الفرق ما بينا إتشال روفيدا دخلت ف دوامة ضحك و مبقتش قادره توقّف ضحكها بجد و هو إتلفّت حواليه كإنه بيدوّر على حاجه و اما ملقاش خبط ع الارض بإيديه زى المزيكا: شوفت اهى ضحكت تانى يعنى اللى شوفته مكنش خيال روفيدا بتحاول تسكّته مش عارفه و مش عارفه هى تسكت اصلا من الضحك ف بتحدّف عليه من الحاجات الواقعه حواليهم .. فهد بيسرق من ضحكتها لحظات ترضى قلبه: عايز اتكلم معاكى شويه .. ممكن ؟
روفيدا ضحكتها بتهدى اما لقته كلامه جد: هنا ؟ فهد هزر: معنديش مانع .. ده حتى المكان بريحة المستشفيات .. بنج بقا و تدوخى .. و لا انتى دايخه جاهزه ؟
روفيدا بصتله بغيظ على إنه مبيكملش جمله واحده جد من غير هزار: انا بقول تمشى من هنا بمزاجك و على رجلك و لا فهد قاطعها و كتم ضحكته: ايه هتشلينى و لا ايه ؟ روفيدا برّقت: يا بنى بس بقا ؟ انت ايه على طول كده ؟ معرفش اهبل مين اللى طلعك ظابط ؟ فهد رفع حاجبه: أبوكى روفيدا مش عارفه ترد و لا تزقه و لا تقوم و لا تضربه .. مجرد إنها مش بتعرف تاخد رد فعل منه ف متغاظه و هو شايف حيرتها بغيظ ف ضحك: ايه هتيجى معايا اقولك الكلمتين اللى انا محضرهم و لا اسمّعهم هنا ؟
روفيدا حطيت إيديها على وشها و عملت نفسها هتعيط بغيظ و هو ربّع ف قعدته: انا بقول كده بردوا .. نقعد هنا و اهى كلها قاعده روفيدا ضحكت بغُلب ع الفهد اللى خاطف حتى الكلام منها و هو رجع يدندن: يلا يا قلبى قولها يلا كل اللى بيتقال و اهى ضحكت يعنى روفيدا حطت إيدها على بوقه و قوّمته بإيدها التانيه و هو مستسلم ليها و اخدته و خارجه و هو بيشد إيدها من على بوقه و ينطق كلمه و يسيبها تكتم بوقه و يرجع يشيلها و مستمتع بضحكها لأقصى درجه لحد ما خرجوا ..
فهد سابها وصّلته لعربيته و بمجرد ما وصلوا مد إيده فتحلها الباب و إتكلم بجد: عايز اتكلم معاكى شويه بجد روفيدا إترددت شويه و شاورت بالموبايل ف إيدها: طيب ممكن تدينى دقيقه فهد بصّلها و مفهمش و هى وضحت و هى بتقلب ف تليفونها: هكلم بابا أستأذنه لإنى المفروض هروّح كمان ساعه ف هيقلق فهد بعد ما كان هيقول حاجه رجع فيها: بس احنا مش هنأخر عن ساعه روفيدا إستغربت: و لو حتى رجعنا قبل الساعه ف ده مش معناه إنى هخرج من غير إذنه فهد إبتسم قوى: و هتقوليله ايه بقا ؟
روفيدا ببراءه: إنك محتاج نقعد شويه عايز تتكلم ف موضوع مهم و مش هأخر .. عندك إعتراض ؟ فهد فرح بيها بفخر: و لو قالك لاء ؟ روفيدا ببساطه: يبقا لاء فهد إعجابه بيها بيزيد و حس إنه بيحبها من تانى: معنى كده إنك مبتخرجيش من غير إذنه خالص ؟ روفيدا: طبعاا
إتصلت ب أبوها و فعلا بلغته ان فهد عندها و طلب يقعدوا ف مكان قريب يتكلم معاها و هو وافق و قفلت معاه مستغربه .. فهد متابعها بإبتسامه: مالك ؟ اوعى يكون قالك لاء روفيدا: لا بالعكس ده وافق على طول حتى مسألنيش هرجع امتى و ازاى فهد إبتسم و ساب العربيه اللى ساند عليها و راح ناحيتها: عشان انا يا حبيبتى قبل ما اجيلك إستأذنته روفيدا بذهول مكنتش متوقعه: إستأذنته ؟ قولتله هروح لبنتك اقعد معاها شويه ؟
فهد: مش بالظبط .. بس قولتله اللى جاى اقولهولك و بعد ما سمعه حبيت انتى كمان تسمعيه منى ف طلبت منه ده و هو وافق و طلب منى مآخركيش و كمان ارجّعك البيت روفيدا قلبها دق قوى بشكل يمكن هو لاحظه من نهجان صوتها: و قولتله ايه بقا ؟
فهد عجبه قوى فضولها و تأثير الكلام عليها: ما انتى مش مديانى فرصه يا روفى .. من ساعة ما جيت و انتى عماله تعاكسى فيا روفيدا برّقت بصدمه لدرجة فتحت بوقها و شاورت على نفسها انا ؟ و هو شاور براسه اه و كتم ضحكته: و عماله ضحكتك و غمازاتك و اقوم و توقّعينى و اقع و تقوّمينى .. ما انتى وقعتينى خلاص يا طوفى و عندنا الراجل اللى يقع ما تقوملوش قومه روفيدا فتحت دراعها بغيظ و هى مكوره قبضات إيديها و بتهز راسها بمعنى مش عارفه تعمل فيه ايه و هو ضحك جدا بأعلى صوته و فتحلها العربيه و هى ضربته ف رجله و ركبت و هو عمل نفسه إتوجع و قبل ما ترجع تقوم من مكانها بلهفه كان ضحك تانى و هى شدت الباب قفلته بس على إيده قصد و هو صرخ بجد ف ضحكت بإنتصار ..
فهد حط إيده ربّعها على قزاز الشباك و بيدندن و هو كاتم ضحكته: ضحكتها مبتهزرش و يا قلبى متستهترش بواحده برقتها روفيدا حطت إيديها على راسها اللى ميّلتها و بتعض شفايفها و فهد علّى صوته اكتر: واحده زيك ف جمالك ف حلاوتك لو وقعت ف إيدى .. هخلى نهارها مش فايت روفيدا بتحاول تحط إيدها تسد بوقه بس مش عارفه و هو مكمل مناغشتها: و بقولها و انا صاحى و فايق ( رفع وشه و علّى صوته قوى ) ياريت اليوم ده يجى روفيدا هنا رفعت وشها بمكر و إستغلت توهانه و ف حركه سريعه نطت قدام الدريكسيون و شغلت العربيه و قفلت على إيده الشباك و إتحركت بيها ..
فهد صرخ قوى: يا بنت المجنونه هى بتتحرك بالعربيه بس مهديه السرعه بشكل يناسب حركته بس بردوا بيجرى يوازيها: احسن عشان تعرف ان احنا كمان بنهزر فهد صرخ بمحايله: بت انتى زملكاويه ؟ روفيدا بصتله بمعنى مفهمتش و هو إتكلم بغيظ: اصل هزارك هزار بوابين روفيدا زادت السرعه سنه و ضحكت بخفه: امال اسيبك تهزر لوحدك ؟
فهد برغم الموقف بس قلبه بيتنطط جواه و مبسوط من إندماجها .. الكافيه كان قريب وقفت عنده و ركنت و بتحاول تخمن هيعمل فيها لو نزلت .. فهد ضحك بمكر: إنزلى إنزلى ده انا هفنيخك روفيدا ضحكت بخوف: انا كنت بهزر يا مرضان فهد ضحك: طب إنزلى عشان الدور عليا روفيدا رفعت إيديها و مثّلت الخوف: لا خلاص الماتش خلص فهد: لا خلص ايه ده لسه هيبتدى .. احنا ممكن ناخد بريك روفيدا رفعت إيدها موافقه و نزلت تدخل و هو فضل مكانه فبصتله: ايه ؟
فهد بغيظ: ايه هدخل معاكى و اسيب إيدى تريّح هنا ؟ روفيدا بصت لإيده اللى قزاز الشباك قافل عليها و بصتله بغيظ: هو انت ظابط بجد ؟ فهد بصّلها ببلاهه: اه و ربنا روفيدا عضت شفايفها بغيظ: ده انت يدوب تظبط نفسك مدت إيديها جابت المفاتيح اللى كانت سيبهاله معلقه ف العربيه و ضغطت عليها فتحت الشباك و هو إتنفس بصوت عالى و قبل ما يرفع إيده كانت ضغطت قفلته تانى قوى و هو صرخ ف حدفتله المفاتيح و دخلت بخفه قدامه ..
فهد لقف المفاتيح فتح لنفسه و بعدها قفل العربيه و دخل وراها .. قعدوا و فهد طلبلها حاجات يشربوها و إبتدى يتكلم بنوع من الجد: بصى يا ستى .. انا فهد .. لوحدى .. او بمعنى اصح من سنه و شويه تقرييا لوحدى .. قبل كده كنت عايش مع ابويا و امى ف جو هادى و بيتنا كان دافى و عيله .. بعدها ربنا اراد العيله دى تتفركش .. ابويا و امى ماتوا و البيت راح و مالك راح ف سكه و انا ف سكه و من يومها بقيت لوحدى.
روفيدا إتجاوبت معاه بهدوء: ليه انت و مالك بقيتوا كده ؟ ليه مش مع بعض ؟ المفروض ان معدش ليكوا غير بعض فهد وشه إتغير و محبش يدخل ف تفاصيل و الحوار ياخد سكه تانيه و ف نفس الوقت محبش يخبى عليها ف قرر يقولها جزء من واقعهم: تقدرى تقولى كده سككنا إختلفت .. او الدنيا خدتنا من بعض و حدفت كل واحد فينا ف سكه و كل واحد فينا عاجباه سكته و راضى بيها و معندوش إستعداد يغيرها .. و عشان سككنا دى بعيده عن بعض ف احنا كمان بقينا بعيد عن بعض روفيدا فهمت و مفهمتش بس سابت التفاصيل للأيام: و مين معاك حاليا ؟
فهد إبتسم بحب: حاليا مفيش .. بس انا هنا عشان يبقى فى روفيدا إبتسمت لإن كلامه كله بيروح ف سكه واحده و هو اكد على فهمها: اكيد مش هعرف اعرّفك كل حاجه عنى من مجرد قاعده واحده .. بس اللى اقدر اقولهولك إنى فرصه لا تُعوَض روفيدا برقت بغيظ على لهجته اللى قلبت للهزار بسرعه و بتحاول تتكلم بس هو كمل: اه و الله فرصه لا تعوّض و جاتلك يا بنت المحظوظه و مسموحلك تستغليها اعلى إستغلال .. واد عسل كده و حليوه و شيك و اتحب و ربنا روفيدا بغيظ: و معلكش ضمان بالمره ؟
فهد مثّل البراءه: ليه ؟ روفيدا ضحكت بغيظ: عشان لو هنجت و حبيت ارجعك يعنى فهد ضحك معاه: لا احنا بعون الله مبنهنجش روفيدا ضحكت و هى بتسند كوعها ع الترابيزه و كافيه وشها عليه و هو ضحك معاها: لا و ايه بقا .. فيما يخص شغلى دى عند ابوكى تقدرى تعرفيها منه .. مقولكيش بقا و الاكتر من كده هيجيلك منه تقارير مفصله عنى وقت ما تحبى، عاارف عارف روفيدا ضحكتها راقت: بس ده مش كفايه يا فهد .. ع الاقل ده اللى عنك .. لكن عنى انت متعرفش حاجه فهد إبتسم: مش هقولك إنى اعرف كل حاجه و مش هقولك معرفش فعلا حاجه .. بس اعرف إنك مؤدبه و متربيه على إيد راجل محترم و اهلك ناس كويسين و متعلمه و مثقفه و زى القمر و ده عندى كفايه او بمعنى اصح خطوط عريضه اتطمن للى يندرج تحتها.
روفيدا إبتسمت بإحراج: بس احنا منعرفش بعض كفايه بشكل يناسب ان علاقتنا تاخد سكة الجواز فهد هزر: و مين جاب سيرة الجواز ؟ انا قولت كده ؟ انا بس كنت بدردش معاكى صحاب و لا انتى بتجيبى رجلى ؟ روفيدا برّقت و هزت راسها بمعنى مفيش فايده و هو ضحك و هز راسه اه مفيش ف ضحكت و هو كمان و الاتنين سكتوا ف نفس اللحظه ف هو بصلها كتير و وشه منوّر فعلا: بحبك روفيدا إبتسمت قوى بشكل قفل عينيها و دوّرت وشها و حاولت تبص على اى حاجه و هو إبتسم جدا: طب ايه مفيش حاجه ؟ كلمه ؟ ضحكه كمان ؟ بوسه حتى ؟ روفيدا فتحت عينيها قوى ف مكانها من غير ما تبصله و هو ضحك اكتر: اى رد فعل افهم حتى .. نو احساس كده روفيدا لفّت وشها له بمكر: عايز رد فعل ؟
فهد غمزلها بمناغشه: ياريت روفيدا رفعت كوبايه تحدفها ف وشه و هو لقفها: لاء انتى ميتسكتش عليكى .. شغل البوابين ده روفيدا ضحكت بإنتصار و هو بيتكلم اكتر عشان تضحك اكتر لحد اخر قعدتهم سوا بعدها روفيدا بصت ف ساعتها: فهد انا لازم امشى كفايه كده فهد بمحايله و هو بيفتكر بعد ما تسيبه هيرجع لوحده: خليكى شويه كمان و انا كده كده هوصلك روفيدا لاحظت لهجته اللى بتترجاها و إتكلمت بتلقائيه: بجد لازم نمشى عشان اكتر من كده هيبقى تأخير بجد و بابا ممكن يتضايق .. مش انت بتقول هتوصلنى ؟ يبقا نكمل ف البيت و نتعشى مع بابا.
فهد إبتسم على إحساسها اللى بيترجم قدامه: اه اذا كان كده ماشى فهد اخدها و وصلها البيت و هى اصرّت يدخل بحجة يسلم على ابوها و هو دخل .. أبوها إستقبلهم بإبتسامه و من وشهم قدر يستنتج إنهم إتفاهموا او إتفقوا و شويه و أمها دخلت بعصير و الفرحه اللى على وشها بتقول إنها عارفه ف فهد إبتسم بهزار: لا انا بقول نطلع نريّح شويه بقا فوق أبوها علّى صوته: نعمم ؟
فهد صحح بسرعه بخوف مصطنع: قصدى نكتب الكتاب على طول طالما كده و ندخل فوق أبوها بنفس لهجته: نعمم ؟ فهد بسرعه: قصدى نطلع فوق .. ايه يا عم انت واقفلى ع الكلمه ليه ؟ من اولها كده ؟ اول القصيده كفر ؟ أمها ضحكت على هزاره: حبيبى ده انت تنورنا و مش الارض اللى هتشيلك ده انا اللى هشيلك ف قلبى فهد إبتسم و صورة آمه بسرعه إترسمت قدامه من حنيتها بس حاول يهزر ف بص لأبوها: شايف ؟ ياريت من هنا لحد ما نتجوز تتعلم منها أبوها رفع حاجبه و هو ضحك بس إتكلم بشكل جد: حبيبتى انا على راسى عزومتك دى و كلامك بس انا عندى شقتى و واخدها من قريب و هاخد روفيدا تتفرج عليها و اللى مش هيعجبها ف ديكورها هيتغير و الفرش كله هتتفرش من جديد.
أمها بحب: بس دى مش عزومه يا فهد .. انا بتكلم جد .. احنا معندناش غير روفيدا و اعتقد انت كمان معندكش حد و مش هيبقى عندك غيرها ف ليه منبقاش مع بعض كلنا و اوعدك محدش هيتدخل بينكم و تبقوا لكم حياتكم الخاصه بيكم بس وسطنا فهد إبتسم بتفهم: حبيبتى عارف بس انا حابب مراتى تبقى ف بيتى مش انا اللى ف بيتها و تعيش على قدى ف مستوايا انا مش اهلها و ربنا يقدرنى و محرمهاش من حاجه و لا منكم..
أبوها إبتسم بفهم: اللى يريحكم المهم طالما متفاهمين و هى موافقه يبقى براحتكم روفيدا هزت راسها: كده افضل عشان نبتدى صح يبقا نبتدى بنفسنا ابوها بص لفهد بترقب: طب مالك ؟ فهد كشّر: ماله ؟ أبوها: مش هتقوله ؟
فهد وشه إتغير بس حاول يدارى او يبقى بارد: اكيد هيعرف .. و على ما اعتقد إنى انا اللى هاخد بنتك و لنفسى مش لأهلى عشان تحتاج حد يضمنى ابوها بهدوء: اه بس الاصول تقوله انت مش يعرف و خلاص و يبقى معاك يا فهد فهد حاول يقفل النقاش ف الموضوع ده عشان لا عنده إستعداد يعمل ده و لا يعكر فرحته: ربنا يسهل .. المهم خلينا نتكلم ف التفاصيل نتفق عليها و على معاد للخطوبه لحد ما نجهز شقتنا أبوها فهم إنه مش هيروحله ف تقبّل تغيير الكلام و إبتدوا يتكلموا ف التفاصيل و تقريبا إتفقوا على كل حاجه و حددوا معاد لحفلة خطوبه على اخر الاسبوع .. روفيدا حاولت تعترض ع المعاد بس محدش وافقها و الكل عايز يفرح .. فهد اخد قعدته معاهم و مشى اخر الليل ..
مالك راح ع المجموعه مكنش محتاج يدوّر ف اللى حصل و مين وراه .. يومين بيعمل إعادة تصليح للمكان لحد ما رجّعه احسن ما كان .. حلم معاه طول الوقت مسابتهوش راحلهم ظابط ع المجموعه يحقق ف اللى حصل و مالك فهم سبب مجيّه و راح معاه ع القسم .. مالك ببرود: اللى حصل حصل نتيجة عطل ف مواسير الغاز الطالعه من البدروم للمبنى و ده خلاها فكت فجأه و طبعا اكيد كان فى حد فوق و لو واحد ع الاقل مولع سيجاره ده ان مكنش انا و بناءا عليه حصل اللى حصل الظابط مقتنعش او حس ان مالك بيقفل الموضوع: يعنى مفيش إتهام مباشر لحد و لا حتى هتسيبنا ندوّرلك احنا ورا اللى حصل ؟
مالك هز راسه بتأكيد: لاء اللى حصل حصل خلاص و اعتقد وضحته فمفيش داعى فهد دخل من وراهم: واضح إنه فاهم كويس اللى فيها و مش محتاج مالك بصّله كتير .. كان عنده امل إنه ميعرفش عشان كده مجاش بس خلااص .. مالك قفل التحقيق و مشى .. وصّل حلم الاول بيتها بعد ما قضّوا طول اليوم سوا ..
رجع بيته بعد ما ساب حلم كإنه اتحوّل انسان جديد بإحساس جديد بيتولد و يتغلغل جواه .. مش عارف هيوديه على فين بس مطمن له .. هو خلاص قرر إنه مش هيتنازل تانى عن حقه ف حاجه هو شايف إنه له حق فيها .. مهما حصل و مهما كان التمن .. كفايه خساره لحد كده .. مش هيستنى ع الظروف لحد ما تجود عليه بحاجه هو نفسه فيها .. لاء هو هياخدها غصب عنها او عِند .. مش مهم .. المهم انه قرر انه مش هيخسر تانى و ده المهم تانى يوم صحى على موبايله اللى بيرن ف إبتسم و رد على حلم اللى صممت ينزلها و فعلا لبس و نزل و بمجرد ما خرج من البيت لقاها واقفه بعربيتها مستنياه تحته..
مالك شاورلها تنزل و هى هزت راسها لاء ف راحلها و خبط ع القزاز دخلت شويه و هو ركب يسوق: يعنى افهم كلمتينى نتقابل اوك .. جايه لهنا ليه ههرب مثلا ؟ حلم ضحكت بغيظ: مثلا يعنى .. تقدر تقول كده إتعودت ادبسك و احطك قدام الامر الواقع و انت تستسلم ف لسه متعودتش عالذوق ده مالك رفع حاجبه بغيظ: تصدقى عندك حق انا غلطان عمل نفسه بيفتح باب العربيه ينزل و هى مسكت بسرعه فيه: بهزر يا جدع انت متلكك ؟
مالك ضحك غصب عنه و ضربها بخفه على قورتها: يبقى تلمى لسانك حبه و حاولى تقصرّيه حلم ضحكت و هو إتحرك بالعربيه: ما كنا جينا بعربيتى هى رخامه و خلاص ؟ حلم بغيظ: اخدك و ارجّعك مكان ما خدتك قدام بيتك و انت معزز مكرّم انت و عربيتك .. لكن انا هروح معاك بعربيتك و ارجع حافيه ؟ مالك ضحك معاها و كمّلوا طريقهم لحد ما اخدها مكان هادى و قعدوا .. حلم حاولت تتكلم ف اى حاجه عشان تفتح مجالات كتير بينهم: عملت ايه يا مالك ف المجموعه تانى ؟ مالك بهدوء: الحمد لله رجّعوا كل حاجه زى ما كانت زى ما شوفتى حلم: و الشغل ؟ ناوى على ايه ؟
مالك سكت كتير و دماغه ف إتجاهات كتير: و لا حاجه .. الامور ماشيه و بتعدّى إدعيلى بس تعدّى على خير حلم إبتسمت و ردت بعفويه: ربنا يكفيك شر اللى متطيقش شره مالك إتخطف من جملتها و حس إنه بيسمعها بصوت أمه و مش عارف حس كده عشان كمية الحنيه اللى ف صوتها و قلبها اللى كان بينطقها و لا عشان دى دعوة أمه اللى دايما مخصصهاله ؟ و لا يمكن إتمناها بجد و محتاجها قوى ! مقدرش يحدد بالظبط غير الوجع اللى متفق عليه يحاصره ..
حلم مراقبه ملامحه اللى عماله تتبدل و مش فاهمه لحد ما حاول يبررلها: دى كانت دايما دعوة امى حلم فهمت حالته و نطقت تخفف وجعه بس زادته من غير ما تاخد بالها: كلمنى عنها يا مالك مالك سكت كتير و عيونه دمعت و هى لسه هتنطق تخرّجه من الحوار هو رد: كانت اطيب خلق الله .. أمى و صاحبتى و أختى و يمكن حتى كمان بنتى .. مكنتش بعرف اخبى عليها حاجه .. كانت عباره عن دعوه اول اليوم قبل ما اخرج و دعوه اخره بعد ما ارجع و دعوات كتير و انا غايب و من يوم ما هى اللى غابت روحى غابت معاها و تاهت ف ملكوت الله عشان من يومها مسمعتش دعوه واحده ..
حلم حاولت تهزر تخفف عنه: بس كده ؟ خلاص من إنهارده خدنى مكانها و انا اسمّعك دعواتى مالك إبتسم و حاول يغير مجرى الحوار: المهم انتى بقا حكايتك ايه يا استاذه معايا ؟ مبقتش عارفك حلم و لا حقيقه و لا مصيبه و بلوه و اديكى قلبتى على دعوه حلم ضحكت بهزار و عملت علامة مزيكا بإيدها على دراعها التانى: حلمك .. انا حلمك مالك بمجرد ما عاد كلمتها بهمس حلمى الكلمه حدفته عند ذكرى مكتش حاببها تحضر دلوقت بالذات .. حلم كشّرت على وشه اللى شرد و خبطت بالفنجان خبط خفيف ع الترابيزه بهزار: ايه مش عاجبك ابقا حلمك و لا ايه ؟ مالك إبتسم و بتلقائيه مسك إيديها باس بطن إيديها بحب و رقه: لا يا ستى هو انا جابنى لهنا غير إنه عاجبنى حلم إبتسامتها وسعت جدا: عاجبك ايه بالظبط بقا ؟
مالك حس إنها بتسحب منه كلام هو معندوش إستعداد دلوقت خالص له ف بصلها بصّه معناها معروف لها و هى فهمتها: خلاص عرفنا إنك ملكش ف الكلام ( و وطت صوتها بغيظ ) و لا لك ف الذوق و لا ف الضحك معرفش لك ف ايه و انا اعمله مالك وطّى صوته بهمس زيها و غمزلها بمناغشه: اقولك ليا ف ايه و تعمليه و لا تطلعيش عيله ؟ حلم برّقت بضحك و خبطت رجله برجلها من تحت الترابيزه و الاتنين ضحكوا قوى .. حلم بهدوء: انا يا سيدى حلم .. حد مالهوش حظ ف حاجات كتير قوى بما فيهم إسمى .. حلم .. مجرد حلم .. محصلتش حتى ابقى احلام مالك إتضايق من كلمة إنها محصلتش احلام حتى لو مجرد كلمه ..
حلم كملت: و لا حتى حصّلت ابقى حقيقه .. لحد ما قابلتك و صممت ابقى حقيقه لك مراد ضحك ضحكه صافيه و هى ضحكت معاه لحد ما سكتت: معرفش امى كان فين عقلها و هى بتسمينى ! اصل مش معقوله كنت حلم بالنسبالها مالك إنتبه للهجتها اللى إتكتفت و بص ف عينيها لمحهم مدمعين و هى محاولتش تدارى: ابويا مات و هى حامل فيا و بمجرد ما ولدتنى إتجوزت اخوه .. عمى ثروت و بقا عمى و جوز أمى و حياتها و دنيتها و كل إهتمامها و انا جزء مهمّش عندها او عندهم مش فارقه مالك حاول يفهم: ايه ده مش مروان إبنه ؟ يعنى انتى و مروان ... ازاى ؟
حلم فهمت إنه فهم غلط و الاكتر من كده من إستنكاره فهمت إنه فهم طبيعة علاقتهم بالظبط ف وضحت: لاء مروان إبنه بس من واحده قبل ماما و إنفصلوا و إتجوز ماما بعدها كان معاه مروان اكبر منى بسبع سنين مالك فهمها ف سكت كتير: إحمدى ربنا إنها ف حياتك و معاكى حلم ضحكت شبه ضحكه: اه فعلا الحمد لله مالك بيهونها ف نظرها: كفايه ان وجودها عوّضك عن أبوكى حلم حاولت تبتسم: محدش بيعوّض وجود حد يا مالك .. يعنى مثلا اخوك عوض أبوك و أمك ؟
مالك بتلقائيه غمض عينيه قوى و هى عرفت إنها إختارت التشبيه الغلط ف الوقت الغلط .. مالك لهجته إتكسرت: صدقينى انتى اهون من غيرك .. اللى مجربش حاجه حلوه ف حياته غير اللى جربها بعدين إتحرم منها .. التانيه اصعب بكتير يا حلم .. بتوجع .. كفايه ان فيها ذكريات بتوجع .. حلم حبت تخرج من الحوار خالص: المهم بقا .. انت كنت مختفى فين اليومين اللى فاتوا ؟ انت سافرت بنفسك لبنان لشحنة العربيات و لا ايه ؟ مالك إفتكر ف إتخنق: اه حلم: ليه مش حد بدالك ؟ انت متعود تخلص شغلك بنفسك ؟
مالك بيحاول يختصر مش عايز يدخل ف تفاصيل: يعنى .. ده بس عشان ماليش حد و لا حاجه تشغلنى ف بشغل نفسى بالشغل حلم إبتسمت و حست من إختصاره لحواديته إنه لسه معندوش إستعداد يتكلم ف إتكلمت هى .. حكت كتير عنها و عن شغلها و حياتها و مالك نوعا ما مستمتع بكلامها و شويه شويه بيندمج معاها ف الكلام و اما يحس ان الكلام هياخده لتفاصيله ف بينسحب من الحوار و يسيبها تتكلم و هى متقبله ده ..
عند فهد كان راح مستشفى دكتور رياض اللى اخد عنوانها من روفيدا بعد ما عرف إنها قابلت مالك فيها يوم العمليه و راح و طلب يقابل دكتور رياض بنفسه .. دكتور رياض بتفكير: ايوه بردوا مش فاهم انت عايز الرصاصه ف ايه ؟ فهد نفخ و كتم غضبه و بصّله بغموض: و انت قلقان ليه ؟ دكتور رياض إستغرب: انا مش قلقان انا بس مستغرب .. ده واحد جالى متصاب و هو بيدرب الحرس بتوعه ع النشان و متصاب برصاصه ف إيده و انا خرجتها و عالجته و خرج ف نفس اليوم.
فهد بجمود: و انا عايز الرصاصه دى ايه اللى ف كلامى مش مفهوم ؟ ماهو معتقدش تكون رميتها دكتور رياض بتردد: لا موجوده ف الحالات اللى زى دى بنحتفظ بالحاجات دى عشان الشبهات الجنائيه .. انا بس زى ما قولتلك إستغربت طلبك مش اكتر .. ع الاقل عشان مالك نفسه مبلغش و ده مجرد تدريب مش حادثه فهد: طب هاتها دكتور رياض: طب نبلغ مالك و فهد بحده: لاء انا اللى عايزها و محتاجها مش هو .. هو هيحتاجها ف ايه و زى ما انت قولت مبلغش ؟
دكتور رياض مقتنعش بس نفذ طلبه و اخده و نزلوا تبع العمليات و كلم المساعد بتاعه و اللى فعلا جابهاله و فهد اخدها و مشى .. راح على مكان تبع شغله و دخل قابل حد تبعه .. دكتور حسن: طب عشان اعرفلك من فحص المعمل الجنائى إن الرصاصه دى نفس عينة رصاصكم و لا لاء يلزمنى رصاصه من السلاح اللى شاكك إنها إنضربت منه او ع الاقل سلاح نفس حد من الفريق نفس النوع فهد بجمود: لاء معايا السلاح اللى إنضربت منه تقدر تاخد منه رصاصه و تتأكد منها فهد طلع سلاحه هو و إداهوله و دكتور المعمل الجنائى اخد منه رصاصه و اخد الرصاصه اللى فهد اخدها من المستشفى اللى مالك كان فيها و طلب منه يجيله تانى يوم تكون النتيجه طلعت ..
فهد مشى و جواه خناقه مش عارف يحسمها .. بيتمنى يرجع عن اللى عمله و يسيب الامور تمشى حتى لو هتفضل غامضه لإنه مش قد النتيجه و بيتمنى يكمل و يحسم الشك اللى لجّم عقله و بيتمنى لو يطلع صح و ميكونش ظالم و بيتمنى يطلع غلط و أخوه اللى ميطلعش ظالم و بيتمنى و بيتمنى و بيتمنى و مش عارف يدعى بإيه بالظبط .. الوقت عدّى بطئ قوى لحد تانى يوم اللى جاه بالعافيه و راح على المعمل بترقّب و قابل دكتور حسن اللى إداله ورقه بالنتيجه و فهد بصّ فيها قوى و حس إنه بيختنق و نفسه بيروح لدرجة بيتنفس بصعوبه او يمكن مش عارف يتنفس خالص ..
بص ف الورقه بجمود و عنف و ضحك ضحكه ف ألمها يمكن اشد من وجع الرصاصه .. بعدها إتحرك بجمود زى الأله ع المديريه و هو مش عارف ناوى على ايه و لا هيعمل ايه و لا ممكن الخطوه الجايه تكون ايه .. كل اللى عارفُه ان فى حاجات إتكسرت و بقا مستحيل تتصلّح و صعب تترمى .. بمجرد ما وصل قابل اللوا مدحت و الاتنين وقفوا قصد بعض لحد ما فهد لجّمه باللى قاله و...