تعد فوبياالمدرسة أو رهاب المدرسة ، إحدي المخاوف اللا عقلانية في الطفولة و التي تجذب انتباه الكثير ، و ذلك لتأثيرها علي نفسية الطفل و نموه الانفعالي و الأجتماعي . و قد تكون فوبياالمدرسة مجرد حالة طارئة ناتجة عن قلق الانفصال بين الطفل و أمه ، و لكن عندما ترسخ و تستمر فتره طويلة فأنها تكون واحدة من الاضطرابات النفسية التي تهاجم الطفل ، ليست فقط في مرحلة الطفولة و لكنها تستمر لعدة سنوات . و في زمننا هذا و في ظل جائحة كورونا لم تعد فوبيا الحياة المدرسية شبح يطارد الأطفال فحسب بل أيضاً يطارد أولياء الأمور . فكثير من أولياء الأمور ينتابهم حالة من الهلع الشديد نحو مستقبل أبنائهم و نحو حالتهم الصحية . فبعد أن كانت فوبيا الحياة المدرسية حالة تنتاب الطفل و يسانده و الديه لتخطيها ، و أصبحت أزمة يعاني منها الوالدين و المعلم و المسؤلين عن التعليم جميعا .
الجمعية الأمريكية للقلق و الاكتئاب (ADAA) تصنف فوبياالمدرسة ؛ علي أنها حالة اضطراب تصيب الطفل ما بين سن 5 سنوات وحتي 17 سنه . إذ تجعله يرفض الذهاب بأنتظام إلي المدرسه ، أو أن يواجه الطفل مشكله في قضاء يوم كامل داخلها .
و يمكن تعريفها بأنها حالة من الخوف الشديد و الذي يمنع الطفل من الذهاب الي المدرسة . و الغياب لفترات متكررة و يأخذ عدة صور منها البكاء ، أو الصراخ ، أو النوم ، أو إدعاء المرض .
يتميز فوبياالمدرسة من النمط الحاد بأنه لا يترافق دائماً بمشكلات سلوكية نفسية . و في الوقت نفسه لا يكون الطفل الذي يقع ضحية لهذا النمط قد عاني من مشكلات سلوكية أو نفسية . و عليه يكون خوف الطفل في هذه الحاله محصوراً بالمدرسة فقط و من صفاته :
تظهر الاعراض للمره الأولي تكون البداية في أيام الاسبوع الدراسي و يليها مرض الطفل في الأيام التالية .
تكون البدايه حادة ، يتعرض لها الأطفال صغار السن نسبياً .
يسأل الطفل دائماً علي صحة الأم الجسمية و يتوهم أنها مريضه .
يوجد توافق بين الوالدين في معظم المجالات ، و يتفهم الوالدان ديناميات الأمور الكامنه وراء مخاوف الطفل من المدرسة .
النمط المزمن :
يتميز الخوف من المدرسة من النمط المزمن بأنه يترافق عادةً بمشكلات سلوكية نفسيه و عدم التكيف .لا يكون خوف الطفل في هذه الحاله محصوراً بالمدرسة ،وكنه جزء من مشكلات نفسيه و سلوكيه تشمل مجمل الحياة الأجتماعية و النفسية للطفل و من صفاته :
تظهر الأعراض للمره الثانية و الثالثة ، تكون البدايه في أول ايام الأسبوع الدراسي .
مرض شديد للطفل في الأيام التالية ، و تكون البدايه بسيطة ، يتعرض لها الأطفال كبار السن نسبياً .
صحة الأم لا تستدعي أهتمام الطفل .
يوجد تواصل ضعيف بين الوالدين ، لا يتفهم الوالدان الأمور الكامنة وراء مخاوف الطفل من المدرسة ، و لا يعملان لتخليص الطفل منها .
النوع العصابي :
هم أطفال صغار ، و أغلبهم من الآناث .
تظهر الفوبيا هنا بشكل مفاجئ و قد تظهر أيضاً بعد عدة سنوات من حضور الطفل الطبيعي للمدرسة .
تتغير شخصية الطفل من النوعية المتعاونة المحبوبة الي الخائفة المضطربة .
النوع المزمن :
هؤلاء الأطفال أكبر سناً من المجموعة الأولي .
تبين أنهم يعانون من اضطرابات انفعالية أكثر وضوحاً من الفئة الأولي .
إضافة الي أن هؤلاء الأطفال أظهروا تاريخاً مرضياً فعلياً.
فيمكن أن يقوم الطفل بتمثيل بعض الأدوار في المنزل ، فقد يمثل أنه معلم و هو يدرس بعض التلاميذ كخطوة أولي للتغلب علي خوفه من معلمه . كما أن وجود العائله إلي جانب الطفل يساعد علي تشجيعه علي تقليل المخاوف لديه .
الحوار:
و ذلك عن طريق التحدث مع الطفل و معرفة السبب الذي يجعله يمتنع عن الذهاب للمدرسة و التحدث مع معلميه و محاولة حل المشكلات التي تضايق الطفل .
المكافأه و التعزيز:
ينبغي تحديد سبب المخاوف التي يخشاها الطفل سواء اكانت من المعلم او الزملاء أو ساحة المدرسه ومكافأة الطفل كلما تقدم خطوه في تحمل هذه المواقف المخيفه فمثلا طفل يخاف من الذهاب الي المدرسه فيجب من أخذ معاناته في الأعتبار وعدم تجاهله مع عدم المساهله معه ونقول له اذا ذهبت الي المدرسه فسوف نكافأك مثلا بمشاهدة التلفاز لبعض الوقت .
العلاج الأسري:
نؤكد علي دور الأسره في مساعدة الطفل علي المواظبه للذهاب الي المدرسة من خلال حل الصراعات بين الوالدين و الطفل فوجود فوبيا المدرسه دليل علي اداء اسري خاطئ . و فشل الأبوين في مساعدة طفلهم عن التخلي عن الاعتماد الشديد علي الأم ، لذلك يجب علي الوالدين التنحي عن الأفراط الزائد في التدليل ، و القلق المبالغ فيه علي الطفل ، و تهيئة جو منزلي تسوده المحبة و التعاطف و الهدوء و الثبات و الاتزان ، و توجيه الوالدين بضبط الانفعالات ، و التقليل من الخوف ، و التوتر ، و المشاجرات حتي لايشيع جو عدم الاطمئنان في الاسرة .
العلاج بالاستبصار :
يستخدم هذا النوع من العلاج ليكشف عن صراعات الطفل وتبصيره بها ومساعدته علي حلها و ذلك عن طريق :
أبصار الطفل و تنمية ثقتة و تعديل مفهومه حول (نفسه ، أمه ، زملائه ، معلميه) .
تبصير الأم علي تدريب طفلها الاعتماد علي نفسه والاستقلال عنها .
تبصير المدرسين بمشكلة الطفل .
قيام المدرسه بتخفيف مخاوف الطفل .
العلاج بالاسترخاء :
يستعمل العلاج بالأسترخاء كأسلوب مصاحب لتقليل الحساسيه التدريجي إزاء المواقف المحيطه وذلك عن طريق إبعاد الطفل عن مصادر الخوف كالخرافات والخيالات ، تعويد الطفل علي الاعتماد علي النفس ، والاستقلال وعدم السخريه منه ربط مصادر الخوف بأشياء محببه ساره وأشياء تعليميه جذابه , مساعدة الطفل في مواجهة الخوف وتشجيعه علي تخطي هذه الأزمه ، إحاطة الطفل بمشاعر الأمن والدفء العاطفي .
ملاحظات :
يجب علي الوالدين مصاحبة أطفالهم و أخذ معانتهم بعين الأعتبار ، فلا يعقل أن يصبح الطفل محباً للمدرسة بين ليلة و ضحاها و في هذه الفترة يجب علي الوالدين أن يشجعا طفلهما ، و يعزز ثقتة بنفسه مع عدم الضغط عليه ، و عدم مطالبته بما يفوق قدراته الذهنية . حتي لا يشعر بالعجز عن تحقيق مراد أهله مما يجعله يصاب باضطراب قلق شديد يعبر عنه بأعراض الفوبيا المدرسية ، و يكفي ما يعانيه الجيل كامل ، و أولياء الأمور بسبب الحالة التي تمر بها البلاد نتيجة جائحة كورونا فقد أضاعة هيبة المدرسة ، و التعليم في نظر أطفالنا و جعلتهم يعانون من اللامبالاة نتيجة عدم طلب العلم بعناية من تأجيل الدراسة .