تشير الدلائل لأول مرة إلى أن الدهون يمكن أن تتراكم في الرئتين

كشفت دراسة جديدة أن الأنسجة الدهنية يمكن أن تتراكم في الشعب الهوائية المصابة بالسمنة ، وربما تساهم في الإصابة بالربو ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى.


في جميع أنحاء العالم ، أصبحت السمنة من أهم المشكلات الصحية. وفقا للبيانات التي استشهد بها المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى ، في الولايات المتحدة وحدها ، أكثر من واحد من كل ثلاثة بالغين يعانون من السمنة.

بينما يرتبط هذا الشرط بزيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية الأخرى ، فإنه من غير الواضح من خلال الآليات التي تساهم في بعض هذه المشكلات.

واحدة من هذه الروابط الغامضة هي أن بين السمنة والربو ، على الرغم من أن الباحثين قدموا تفسيرات مختلفة لذلك ، فإن كيفية مساهمة السمنة في مشاكل الجهاز التنفسي لا تزال غير واضحة.

تظهر الآن دراسة ظهرت نتائجها في المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي أن الأنسجة الدهنية يمكن أن تتراكم في جدران مجرى الهواء. وهو ما يفسر كيف يمكن أن يكون هذا مشكلة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو الذين يعانون من السمنة ، كما أنه قد يسهم في تطور أمراض الجهاز التنفسي ، مثل الربو.

يوضح المؤلف الأول جون إليوت من مستشفى سير تشارلز غادنر في بيرث ، أستراليا: "يدرس فريقنا البحثي بنية المسالك الهوائية داخل رئتينا وكيف يتم تغييرها في الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي.


بالنظر إلى عينات من الرئة ، رصدنا أنسجة دهنية تراكمت في جدران مجرى الهواء. أردنا أن نرى ما إذا كان هذا التراكم يرتبط بوزن الجسم ، يتابع.
الدهون الزائدة تتراكم في جدران مجرى الهواء

للقيام بذلك ، قام الباحثون بتحليل عينات من الرئة جمعت بعد الوفاة من 52 الرئتين التي تبرع بها الناس للبحث. من هذا المجموع ، 15 لم يصابوا بالربو ، و 21 مصاب بالربو لكنهم ماتوا لأسباب غير مرتبطة ، وتوفي 16 بسبب أسباب مرتبطة بالربو.

استخدم الباحثون أصباغ خاصة لدراسة بنية 1،373 من الخطوط الجوية لتحديد مقدار الأنسجة الدهنية ، إن وجدت ، الموجودة فيها. درس الباحثون أيضا في البيانات المتعلقة مؤشر كتلة الجسم كل المانحة BMI.

اكتشف الفريق أن الأنسجة الدهنية تتراكم في جدران مجرى الهواء. ووجدوا أيضًا أنه كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم للشخص ، زاد عدد الدهون في الشعب الهوائية.

بالإضافة إلى ذلك ، قد يؤثر تراكم الدهون على الهيكل الطبيعي للممرات الهوائية ، ويمنعها ويسبب التهابًا في الرئتين ، مما قد يسهم بدوره في الإصابة بالربو ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى.

ويشير المؤلف المشارك بيتر نوبل إلى أن "فرط الوزن أو السمنة مرتبط بالفعل بالربو أو أعراض الربو الأسوأ".

يقول: "اقترح الباحثون أن الرابط يمكن تفسيره بالضغط المباشر لزيادة الوزن على الرئتين أو بزيادة عامة في الالتهابات الناتجة عن زيادة الوزن. تشير هذه الدراسة إلى أن هناك آلية أخرى في اللعب أيضًا".

لقد وجدنا أن الدهون الزائدة تتراكم في جدران مجرى الهواء حيث تشغل مساحة ويبدو أنها تزيد من الالتهاب داخل الرئتين. نعتقد أن هذا يتسبب في زيادة سماكة الشعب الهوائية التي تحد من تدفق الهواء داخل وخارج الرئتين ، وهذا يمكن أن يفسر جزئيا على الأقل زيادة في أعراض الربو.

للمضي قدمًا ، يأمل الباحثون في تأكيد العلاقة بين السمنة والأنسجة الدهنية في الجهاز التنفسي والمشاكل الصحية الرئوية. إنهم مهتمون أيضًا بمعرفة ما إذا كان فقدان الوزن يمكن أن يعكس التأثير المحتمل للسمنة على الصحة التنفسية.

البروفيسور تيري تروسترز - رئيس الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي ، الذي لم يشارك في هذه الدراسة - يعلق على اكتشاف الباحثين. يقول ، إن هذا اكتشاف مهم بالنسبة للعلاقة بين وزن الجسم وأمراض الجهاز التنفسي لأنه يوضح كيف أن زيادة الوزن أو السمنة قد تزيد الأعراض سوءًا للأشخاص الذين يعانون من الربو.

هذا يتجاوز الملاحظة البسيطة التي يحتاج إليها المرضى الذين يعانون من السمنة في التنفس أكثر من خلال ممارسة الرياضة وبالتالي زيادة عبء التنفس الصناعي. نقاط المراقبة في التغيرات الهوائية الحقيقية المرتبطة بالسمنة ، يؤكد.

يقر البروفيسور تروسترز بأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة بين السمنة وضعف الجهاز التنفسي بشكل أفضل. ومع ذلك ، فهو يشجع أيضًا الأفراد المصابين بالربو أو الحالات المماثلة على مراقبة وزنهم عن كثب.

نحن بحاجة إلى التحقق من هذا الاستنتاج بمزيد من التفصيل وخاصة ما إذا كانت هذه الظاهرة يمكن عكسها بفقدان الوزن. في غضون ذلك ، يجب علينا دعم مرضى الربو لمساعدتهم على تحقيق أو الحفاظ على وزن صحي ، كما يقول.