لا يتم تحقيق أفضل نوع من العلاقات حتى تصبح العلاقة أكثر صحية .
عندما بدأت المواعدة أنا و دانيال ، كنت مقتنعة أنه من المفترض أن نكون كذلك.
لقد كنا ندرس في نفس كلية الفنون الحرة ولدينا خلفية عائلية مماثلة.
و كنا سننشئ أطفالًا رائعين ، وبما أننا كنا أيضاً من رواد الأعمال ، فمن المحتمل أن نحقق أداءً جيداً من الناحية المالية أيضاً.
كما كانت علاقتنا الحميمية مذهلة .
لم أكن في ذلك الوقت أستخدم مصطلح "توأم الروح" ، لكنني وصفت علاقتنا بأنها كل شيء إلا أنها كذلك. لقد كنا أشبه ما نكون " بالقدر بالنسبة لبعضنا البعض " ، وهنا تحضرني نظرات تلك الصديقة التي رأتنا (ثم نظرت في عيني على الفور)وقالت أنني و دانيال قد "كتبت قصتنا عند النجوم".
الحقيقة :
كان والد دانيال غير متواجد دائماً وغير مسؤول ، ودخل في الكثير من الديون بسبب القمار لدرجة أن زوجته انفصلت عنه عندما كان دانيال في السابعة من عمره.
و كانت والدتي تعاني من مرض عقلي لم يتم علاجه ، لذلك أمضيت معظم طفولتي في محاولات الاعتناء بها ومحاولة جعل حياتنا المنزلية تبدو "رائعة" أمام الغرباء.
و عندما بدأنا المواعدة ، كنا نلعب أدواراً محددة جداً تعلمناها في طفولتنا: "فأنا كنت المُنقِذة و دانيال المُنقَذ".
لقد أمضينا كل لحظة معاً، و كنا نتحرك معاً بشكل مستمر وذلك بعد أن تواعدنا لمدة شهر واحد فقط. و قد كان يبدو أن لدينا هدفاً مشتركاً حيال مستقبلنا ، لكننا نسجنا خيوطاً يشوبها الغموض:
فربما يذهب إلى مدرسة الدراسات العليا ، و من الممكن أن أصبح مدرسة. لا أعرف ربما نتزوج بسرعة. ربما ننتظر حتى نكون في الثلاثينيات من العمر.
لقد انفصل دانيال عني وذلك بعد وقت قصير من لقاء والدينا. حيث كان على صديقه المقرب أن يخبرني أن ذلك يعود إلى " أنه لم يعد يشعر بمشاعر الحب تجاهي ."
أعرف أن هناك الكثير من الحديث عن " القدر" ، أليس كذلك قارئي العزيز؟
لقد كان الشيء الذي علي أن أتعلمه هو أن علاقتي بدانيال ، ومعظم العلاقات بالنسبة لمعظم الناس ، ليست مطابقة "للروح". و غالباً ما يكمن الاختلاف فينا وليس في الشخص الآخر الذي اخترناه.
فقد كان لدي الكثير من المشاعر العاطفية و الصدمات التي لم أتعامل معها أبداً قبل أن أبدأ بمواعدة دانيال. فالطفولة التي أمضيتها في الاعتناء بالآخرين بدلاً من أن أكون طفلاً تعني أنني كنت مستعدة تماماً حتى الآن لشخص يحتاج إلى شخص ما يتم العناية به.
لقد اتجهنا إلى أدوارنا بشكل مثالي.
و من هناك ، لعبنا بشكل طبيعي لعبة شد الحبل. هو قام بالركض وأنا قمت بالمطاردة، و اتخذنا خطوات كبيرة بعيداً عن الأصدقاء أو العائلة واستندنا في هويتنا إلى اقتراننا.
إن العلاقات مثل تلك العلاقة التي كانت لدينا هي علاقات "طبيعية".
و هو نوع العلاقة التي نراها في الأفلام أو البرامج التلفزيونية. فهذا ما يمتلكه أصدقاؤنا أو عائلتنا. و قد لا يكون لدى معظمنا أي فكرة عن وجود أي طريقة أخرى للارتباط .
أعدك أن هناك طريقة.
"العلاقة الروحية"
يمكنني القول أن نقيض العلاقة "الطبيعية" هي تلك التي أسميها العلاقة "الروحية".
حيث تتميز العلاقات "الروحية" بما يلي:
- المصالح المشتركة
- الأهداف المشتركة طويلة المدى
- الدعم المتبادل للتحفيز والتعزيز
- التركيز على الحميمية العاطفية والنفسية
- التركيز على الكمال الفردي
يمكن لأي علاقة أن تصبح علاقة "روحية"، غير أنه من غير الممكن أن يكون كل شخص مستعد لذلك.
و على سبيل المثال علاقتي السابقة ، إذ لم يكن شريكي مستعداً لبدء معالجة صدمات طفولتي الحقيقية والحد من المعتقدات الخاطئة لدي.
أما إذا كنت مستعداً بشكل فردي لعلاقة "روحية" ، فإليك الأشياء الأخرى التي يجب أن تسألها لنفسك:
- هل يريد شريكي نفس النوع من العلاقة؟
إذ أن هذا النوع من العلاقات مختلفٌ بالتأكيد. فليس كل شخص على استعداد لتجربة أشياء جديدة أو أن يشعر كما لو كان يجب عليه ذلك.
- هل هم مستعدون للعمل من خلال أنماطهم و دوافعهم للمساعدة في تحسين أنفسهم بشكل فردي؟
بالفعل هناك الكثير من الناس يكرهون العلاج ، ولكن ستكون هناك حاجة إلى معالج أو مستشار و مدرب لإرشادك خلال عملية معالجة الصدمة و الشفاء منها و التعرف على السلوكيات ،و المحفزات غير الصحية / إلخ. والتي طورتها لديك رداً على ذلك.
هل لديهم أهداف متشابهة في الحياة و العلاقة؟
إنه في غضون 5 إلى 10 سنوات:
- هل تتصور أنت و شريكك المستقبل ذاته ؟
- هل أنت متزوج ولديك أطفال في إحدى الضواحي ،و هم يعيشون في مبنى شاهق وبارز في إحدى المدن وبدون أطفال؟
فمن الضروري إذا كنت تنوي بذل الكثير من الجهد في علاقة ما ، أن تتأكد من أنها تخص شخصاً سيبقى معك للنهاية.
لقد كان علي بعد أن انفصلت أنا ودانيال ، أن أتخلص من الكثير. كما أنني لم أفعل ذلك بالضرورة قبل أن أنطلق بنفسي في علاقتي التالية ، لكن كان علي أن أفعل ذلك في النهاية لأكون في العلاقة التي أنا فيها اليوم.
و قد بدأ الكثير من ذلك من خلال التأمل الذاتي، ثم توجهت الى استشارة مدرب ومعالج محترف لمزيد من التوجيه والتحقق.
و في نهاية المطاف فإن كل العلاقات تتطلب العمل على تعزيزها وتقويتها، و لكن لماذا لا تعمل من أجل نوع أفضل من العلاقة؟