الأشخاص الذين يتمتعون بـ الوعي الذاتي الكافي لا يسمحون لأنفسهم بالذهاب إلى هناك. فهم دائماً هنا و الآن.
و لا شك بأن الوعي بالذات Self-awareness شيء من ذهبٍ خالص.
فالكل يريد أن يعرف نفسه بشكل أفضل. و الكل يريد أن يفهم سبب تفكيره و يتابع بشغف الطريقة التي سيقوم بها بذلك .
و إلى هذا يعود السبب في أن الملفات الشخصية و أدوات التقييم التي تضعك في صندوق من نوع ما (مبدع! منبثق! تعاوني! إمكانات قيادية عظيمة!) تحظى بشعبية كبيرة.
و تتمثل المشكلة في أنهم مغفلون فيما يتعلق بمسألة تأكيد التحيز confirmation bias .
مما يعني أنهم يميلون إلى تأكيد من نعتقد أننا عليه (و الذي يعتبر مفهوماً قاصراً و محدداً ) -و ذلك بدلاً من أن يتبين لنا ما يمكن أن نكون عليه (والذي يمكن أن يغير الحياة).
ماذا يعني أن تكون مدركاً لذاتك self-aware؟
يقول أرسطو Aristotle : " إن معرفة نفسك هو بداية كل حكمة." .
و يعرف الوعي (الإدراك) الذاتي Self-awareness على أنه القدرة على رؤية نفسك بوضوح و موضوعية - وهو أسهل من حيث قوله (بطريقة) أكثر من فعله. حيث يتطلب الأمر شجاعة للتفكير بدقة في نفسك -و ذلك غالباً لأن الحقيقة يمكن أن تكون مخيفة.
كما أن الانشغال بالحياة يعني أن معظمنا يعمل بشكل كبير في وضعية الطيار الآليautopilot ؛ إذ ليس لدينا الوقت فيما لو أردنا للتحديق في الفراغ و التفكير في ذلك حتى لو كنا نريد ذلك - ونحتاج إليه .
إلا أن معرفة الذات self-knowledge أمر أساسي لنجاحنا في العمل وفي العلاقات وفي الحياة.
لأن ذلك من شأنه أن يساعدنا في إدارة أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا والتعامل مع الصراع وتحقيق أقصى استفادة من أنفسنا.
على الجانب الآخر ، يمكن أن يؤدي الافتقار إلى الوعي الذاتي إلى وقوعك في مجموعة كبيرة من المشاكل، و إبقائك هناك.
لذا ، إليك عزيزي القارئ كيفية تجنب ذلك.
7 أشياء لا يدركها الناس :
تقول ماي سارتون May Sarton :"علينا أن نجرؤ على أن نكون أنفسنا ، مهما كانت تلك الذات مخيفة أو غريبة." .
1. يسعون جاهدين لإثارة إعجاب الآخرين
عادة ما ينقل السعي لإثارة إعجاب الآخرين حاجة كبيرة للتحقق من الموثوقية و فاعلية الشخص أي الحاجة إلى أن يتم:
- ملاحظته
- مدحه
- التصفيق له
- التزلف له
- و أن يكون معشوقاً أو محبوباً.
و هو غالباً ما يأتي من قاعدة غير آمنة ، حتى لو بدا الشخص واثقاً من نفسه .
ذلك لأن الأشخاص المدركون لذاتهم لا يسعون جاهدين لإثارة إعجاب أحد - فهم يعرفون من هم كما أنهم متصالحون مع ذلك .
أو على الأقل هم متوافقون مع كل أجزائهم الجيدة - و هم يعملون على الباقي.
2. أخذ الأشياء (أيضاً) بشكل شخصي
من المعروف أن النقد دائماً ما يعطي إحساساً لاذعاً قليلاً.
و لكن الأشخاص المدركين لذاتهم قادرون على فصل التعليقات السلبية عن هويتهم كشخص.
فتركك لمعلومات أساسية من هذا التقرير لا يعني بأنك موظف عديم الفائدة.
و إذا لم تقم بتنظيف الأطباق الليلة الماضية فهذا لا يعني أنك شريك مروع.
و هذا يعود إلى أن الأشخاص الذين لديهم وعي ذاتي يفهمون بأن التعليقات السلبية هي وجهة نظر المانح ،و ذلك بناءً على تاريخهم ونظام معتقداتهم.
فهم لا يمتصونها أو يقلقون بشأنها.
و بدلاً من ذلك ، يقومون بتحليلها ، واتخاذ ما هو مفيد لتنميتهم الخاصة ، وترك الباقي يذهب دون أدنى اهتمام له .
3. يدعون "ضوضاء" الحياة تطغى عليهم
يحتاج الأشخاص المدركون لذاتهم إلى وقت للتفكير حتى يتمكنوا من فهم أنفسهم ، و حتى يتمكنوا من النمو.
لهذا السبب ستجدهم غالباً يتسكعون في الطبيعة.
و ذلك لأنهم يحتاجون إلى وقت بمفردهم (إذا لم يحصلوا عليه ، فإنهم لن يتمتعوا بميزة الصبر).
و هم يفهمون أن التعرف على نفسك هو الدرس الذي لا ينتهي أبداً. لذلك يخصصون الوقت ليكونوا حاضرين دائماً من أجله .
4. يدعون أفكارهم ومشاعرهم وأفعالهم تثير الشغب
يعتقد الكثير من الناس أن الوعي بالذات يتعلق بالاستبطان الدقيق. إنه كذلك ، لكن هذا جزء فقط من القصة.
إذ أن الوعي الذاتي الحقيقي هو عندما تتماشى وتتناغم مع أفكارك وعواطفك وأفعالك. و عندما تتحد ما تفكر فيه وتشعر به وتقوله وتفعله في تمثيل صادق لما أنت عليه.
فهناك بعض الناس الذين يقولون بأنهم يعرفون من هم ثم يقولون ويفعلون أشياء مؤذية أو ضارة أو مجرد أشياء غريبة.
5. الوقوع في حفرة من اليأس
يعاني الأشخاص المدركون لذاتهم من نفس الصراعات التي يعاني منها أي شخص آخر. فهم يمرون بأيام سيئة و نكسات و خيبات أمل.
و لكنهم لا يميلون إلى البقاء لفترة طويلة لأنهم يعرفون ما يلزم ليخرجوا أنفسهم من الحفرة. كما أنهم يعرفون ما يصلح لهم ويجمعون الاستراتيجيات مع وضع ذلك في الاعتبار.
6. يدعون غرورهم (الأنا ) تقودهم
تأسست الأنا ego على أساس الإحساس بالاستحقاق، فهي تعميك عن حقيقة نفسك وتغفل قيمة الآخرين.
كما أننا جميعاً تحت رحمة غرورنا ، و إذا خرجت هذه الأنا عن نطاق السيطرة ، فقد يتسبب ذلك في حدوث الكثير من الضرر.
أما الأشخاص المدركون لذاتهم لديهم غرور مثل أي شخص آخر، لكنهم يبقونها مقيدة و يدربونها على شيء أكثر فائدة - وهي الثقة.
7. يحاولون أن يكونوا مصدر إلهام
هناك شيء مريب بعض الشيء في شخص يسعى للإلهام ، و الذي يكتب بنفسه بيانات المهمة قائلاً: "أريد إلهام الآخرين لتحقيق إمكاناتهم / القيام بأشياء كبيرة / عيش حياة رائعة وما إلى ذلك" .
فالأشخاص المدركون لذاتهم لا يقولون أشياء من هذا القبيل بصوت عالٍ. إنهم متواضعون، و يركزون على إلهام أنفسهم ، و على المساهمة بما في وسعهم.
ثم ، إذا ألهموا الآخرين على طول الطريق ، فهم سيكونون سعداء من أجلهم .