أصبح موضوع القضاء على العنوسة في مجتمعاتنا من الأمور الملحة في عصرنا هذا، لما لها من تأثير بالغ على الفرد و المجتمع، تقريبا في كل خمسة فتيات نجد ثلاثة منهن عوانس (غير متزوجات)، بالرغم من توافر كل شروط الزواج بهن، لهذا، دعونا في هذا الموضوع نتطرق لأهم أسباب ظاهرة العنوسة في مجتمعاتنا و سبل التخلص منها نهائيا.
أهم أسباب العنوسة:
إصرار الفتاة على إنهاء دراستها العليا أولا ثم بعد ذلك تلجأ إلى التفكير في مسألة الزواج.
هجرة الشباب إلى الخارج قصد الزواج من الأجنبيات أو الحاصلات على **يات أوروبية و أمريكية.
المشاكل المادية المرتبطة بالبطالة و قلة الموارد التي من شأنها ضمان استقرار الزواج.
انحراف الشباب و الفتيات و ابتعادهم عن الطريق المستقيم و تفضيلهم العبث بحياة و مشاعر الغير.
عندما يترعرع الفتيان و الفتيات في كنف أسرة تعاني من وطئ السمعة السيئة ، كأن يكون أب الأسرة مدمنا على تعاطي المخدرات و المسكرات و كثير المشاكل و الشجار مع الناس.
مبالغة الفتاة في رسم مواصفات شريك حياتها المستقبلي، مما يجعلها تقوم برفض كل المتقدمين لخطبتها.
قيام الوالدين بتأجيل زواج أولادهم و بناتهم حتى يتسنى لهما الاستفادة من المداخل المادية التي يجنيها الأبناء بعد الدراسة كنوع من أنواع التعويض.
تخوف الشباب من تقييد حياتهم و تحمل أعباء و مسؤولية الزواج.
التأثر بتجارب الزواج الفاشلة التي تنتهي في العادة بالطلاق.
تقليد الغرب بطرق سيئة و ذلك عبر الاقتداء بتجارب بعض المشاهير الذين لا يعيرون الزواج أية أهمية.
الخوف من المستقبل و خاصة لدى الأفراد الذين يعيشون ظروف معيشية و نفسية قاسية.
غياب الثقة بين ال**ين و ذلك بسبب قلة الاحترام.
مساهمة الإعلام في تفاقم ظاهرة العزوف عن الزواج بسبب تأثير أحداث المسلسلات و الأفلام في مجتمعاتنا، لتكرس معتقدات خاطئة حول الزواج، خصوصا في ظل قلة التجارب لدى بعض الشباب و الفتيات.
تبني عادات و تقاليد لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية.
قيام الأهل برفع أسعار المهور بقصد التباهي أمام الناس و طمعا في تحقيق مكاسب مادية.
غياب قوانين من شأنها تحديد سقف المهور.
عدم استشارة الشباب في مسألة المهور و غيرها من الأمور المتعلقة بالزواج.
التقليد الأعمى للجيران و الأهل و اللجوء إلى المقارنة كمعيار أساسي لتحديد مكان و تكاليف الزفاف.
تبني فكرة (من يدفع أكثر) لاختيار الزوج المناسب.
للتغلب على ظاهرة العنوسة.
من أجل القضاء على العنوسة ، يجب إنشاء خط أخضر (رقم هاتفي مجاني) لاستقبال مكالمات و شكاوى الفتيات من تعنت و تسلط الأهل و أولياء الأمور لمنعهن من الزواج لأي سبب يخالف القانون و الدين.
تشبث الشباب بحقهم في تقرير مبلغ المهر و تكاليف الزفاف.
استخدام وسيلة التعارف عبر الانترنت من خلال مواقع الزواج، و لكن بطريقة حكيمة و تحت إشراف الأسرة حتى يتم حماية الفتاة و الشاب من مشاكل مرتبطة بالنصب و الاحتيال و غيرها من المشاكل المرتبطة بهذه النوعية من المواقع.
لأجل القضاء على العنوسة ، يجب أن يكون هناك اتفاق بين أبناء الحي أو الأسرة على القيام بزفاف مشترك لتقليل تكاليف الزواج، كمثال إن اتفق خمسة أزواج شباب على القيام بحفل زفاف واحد فإن التكاليف سوف تقل لتصل إلى 20 في المائة بالنسبة لكل زوجين.
اللجوء إلى الإعلام البديل الذي يتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة المشاركة في تكاليف الزواج بين الشباب.
اختيار الفتاة لزوج المستقبل اعتمادا على أخلاقه و مدى تحمله للمسؤولية، و ليس على شكله أو غيرها من الأمور التي تجعل الفتاة تعيش في ندم و حسرة بعد رفضها لبعض المتقدمين لخطبتها.
تحديد سقف المهور بموجب القانون.
عدم جعل الزواج عائقا أمام الشباب لمتابعة دراستهم و ذلك عبر الاتفاق على تأجيل فكرة إنجاب الطفال في السنوات الأولى من الزواج.
الإكثار من تنظيم مشاريع و مهرجانات الزواج الجماعي، التي من شأنها مساعدة عدد كبير من الشباب على الزواج.
اهتمام مختلف وسائل الإعلام بمسألة التقليل من تكاليف الزواج و توعية المواطنين بضرورة مساندة و دعم الشباب عبر تخفيض المهور و تكاليف الزفاف، فهذا الأمر من شأنه التأثير في طريقة تفكير المجتمع.
الرجوع إلى الدين و ما جاء في الشريعة الإسلامية.
تحسين الظروف المعيشية.
في الختام أقدم لكم دعاءين لتيسير الزواج:
“اللهم إني اعود بك من بوار الأيم و تأخر الزواج و بطئه، و أسألك أن ترزقني خيرا مما أستحق من (الزوج أو الزوجة)، و مما آمل، و أن تقنعني و أهلي (به أو بها).”
“اللهم حصن فرجي، و يسر لي أمري، و اكفني بحلالك عن حرامك، و بفضلك عمن سواك.”
مسألة القضاء على العنوسة تقتضي من الجميع إرادة حقيقية في التغيير لمساعدة الشباب على سلك درب الحلال.