من هم الطوارق ؟
هناك شعب يسكن الصحراء الكبرى التي تُغطي الجزء الأكبر من شمال أفريقيا، ويتخذون من الصحراء موطنًا لهم، ويُطلق عليهم اسم الطوارق .
من هم الطوارق ؟
هم الأمة التي تعيش في منطقة شمال وغرب أفريقيا، من جنوب شرق الجزائر حتى شمال نيجيريا، ومن غرب ليبيا حتى تمبكتو في مالي. يقسمون إلى شماليين يعيشون في الصحراء، وجنوبيين يعيشون في السهوب والسافانا ويقومون بتربية الماشية والإبل ويعيشون حياة بدوية شبيهة بحياة بدو العرب.
ينحدر الطوارق من حضارة الجرمنتيون، وهم شعب بربري أسس مملكة مزدهرة في منطقة فزان في ليبيا، وفيما بعد وبسبب وجود الكثير من الغزاة والمستعمرين هاجر الطوارق ببطء إلى الجنوب واعتمدوا في ترحالهم على الجمال.
في أوائل القرن الخامس الميلادي أسست تين هنان -والتي يطلق عليها الطوارق لقب أم الجميع – مملكةً في جبال الأحجار، ومنذ ذلك الوقت وحتى الاستعمار الفرنسي نظم الطوارق أنفسهم في اتحادات، يتكون كل اتحاد من عشرات القبائل وكل مجموعة كان لها زعيم يدعى الأمنوكال إلى جانب مجموعة من زعماء القبائل.
يرتدي أغلب رجال الطوارق لباسًا إسلاميًا طويلًا وحجابًا على وجوههم كرمز لهويتهم الذكورية لاعتقادهم أن الحجاب يحميهم من الأرواح الشريرة، كما أن له طرائق مختلفة لارتدائه وكل طريقة تعبر عن موقف اجتماعي مختلف، فإذا قاموا بارتدائه مع تغطية الأنف والفم فإن في ذلك تعبيرًا عن الاحترام عند وجود الرؤساء وكبار السن. أما نساؤهم فيرتدين عند زواجهم وشاحًا لتغطية الرأس. في حين يرتدين في الأرياف التنانير والكنزات المطرزة. في حين أن ملابس طوارق المدن تكون أكثر تنوعاً وأغلبها من القطن المصبوغ.
وتُعتبر لغة الطوارق الرئيسية هي التماشق، والحروف التي يكتبون بها تسمى التيفيناغ، كما يتحدث العديد منهم أيضا الهوسا والفرنسية ويجيدون اللغة العربية بسبب قراءتهم للقرآن الكريم، إذ إن مُعظمهم مسلمون، ولكن لديهم بعض الطقوس والمعتقدات التي تتداخل مع الإسلام، إذ يعتقدون بأن معظم الأرواح شريرة وتسبب الأمراض.
في القرن التاسع عشر غزت فرنسا الطوارق لاستعمارهم، وهم الذين قاوموا آنذاك الاحتلال الفرنسي لأراضيهم بشتى الطرق، ولكن كفة الميزان لم تكن عادلة نظراً لتطور أسلحة الفرنسيين، وحصلت أقوى مقاومة للفرنسيين في جنوب الجزائر، إذ واجهوا قبائل أحجار الطوارق الذين انهزموا في النهاية، وأجبروا على التوقيع على العديد من المعاهدات منها معاهدة مالي عام 1905 ومعاهدة النيجر عام 1917 وأصبحوا خاضعين للحكم الفرنسي.
كما فرض الاستعمار الفرنسي العديد من القيود السياسية والاقتصادية عليهم وبالأخص على البدو، وأدى ذلك إلى منافسة شديدة على الموارد في منطقة الساحل، وسبّب التصحر ونقص المياه والآبار صراعات بين الطوارق والدول الإفريقية المجاورة.