القلق من الأمور الطبيعية والمفيدة والتي تؤدي دور وظيفي هام للغاية، حيث يعد بمثابة إنذار لحالة خطر فعلية ويحذر الإنسان كي يستطيع الاستعداد لمواجهة كل ما يمكن أن يهدد بقاءه وحياته، لذلك القلق ضروري لأنه إنذار ينبهك بضرورة الانتباه أو الحذر من أمر ما، لكن القلق يتحول لمشكلة إذا تخطى الحد الطبيعي.
تعريف القلق
القلق هو انفعال غير سار يعاني منه الشخص عندما يشعر بتهديد أو خوف من شيء لا يستطيع تحديده بشكل دقيق، كما يعرف القلق بأنه حالة نفسية تظهر على شكل توتر مستمر تحدث نتيجة شعور الفرد بخوف أو خطر يهدد حياته، وهذا الخطر بالفعل قد يكون موجودًا أو ربما يكن خياليًا لا وجود له في الواقع.
سمات المريض بالقلق
يظهر ويتجلى شعور الخوف الشديد لدى المريض بالقلق بسهولة، حيث يظهر وكأنه يبحث عن أشياء تثير اضطراباته، كما أنه يعد فريسة سهلة للتكدر والمرض ومن سمات الأشخاص الذين يعانون من قلق بدرجة عالية..
- صعوبة التركيز والتشتت.
- تعرق اليدين والتنفس السريع والتعرق الشديد.
- مشكلات في علاقاتهم مع الآخرين.
- يعانوا من مشاكل في النوم.
- يعانوا دائمًا من التعب والإرهاق.
- يصابوا بالخمول والضعف.
- قد يعانوا من مشاكل في الجهاز الهضمي.
أسباب القلق بصورة عامة وبشكل خاص عند الأطفال
- فقدان الشخص للشعور بالأمن: فعدم شعور الشخص من داخله بالأمن يمثل سبب أساسي للقلق، خاصة وأن القلق المزمن هو نتيجة انعدام الشعور بالامن والشكوك حول الذات، وينتج فقدان الشعور الداخلي بالأمن بسبب مجموعة من العوامل وهي..
- عدم الثبات: تقلب الاباء والمدرسين في التعامل مع الطفل تجعله يشعر بحالة من القلق والتشوش فتصبح الحياة بالنسبة إليه عبارة عن سلسلة حوادث مخيفة لا يمكن التنبؤ بها.
- الكمال الزائد: قد تظهر استجابات القلق لدى الكثير من الأطفال بسبب توقع الراشدين للكمال، مع أن بعض الأطفال الذين لديهم تحصيل مرتفع او لا مبالين يمكنهم تجنب حالة القلق الناضجة مع عدم الوصول لمستوى توقعات الكبار، فيمكن أن نجد بعضهم يطور حالة من التوتر والاضطراب نتيجة الوصول لمستوى التوقعات.
- الإهمال: لاشك أن إهمال الأطفال وغياب دور الآباء وكل مسؤول عنهم إلى شعورهم بعدم الأمن حيث يشعرون وكأنهم ضائعون ومهجورون.
- النقد: النقد الزائد يؤثر بالسلب على الطفل ويؤدي إلى حالة من الاضطراب والتوتّر لديه، ويجعله يشعر بالشك في ذاته ويتوقع دائمًا أنه موضع نقد، وأي مواجهة أو كشف للذات تؤدي لشعور الطفل بقلق شديد خاصة عندما يدرك الأطفال أنّهم سوف يكونون موضع تقييم أو حكم بطريقة ما.
- الثقة الزائدة من قبل الراشدين: عندما يقوم الراشدين بإعطاء الأطفال ثقة زائدة ويسمونهم على أسرارهم مفترضين أنهم امتلكوا نضج الكبار، ويحملونها أعباء كهذه قبل الأوان يولد لديهم شعور بالقلق.
- الشعور بالذنب: الشعور بالقلق قد يتطور لدى الأطفال عندما يعتقدون أنهم يتصرفوا على نحو سيء، وهذه المشكلة تتعقد عندما يتولد لدى الطفل شعور عام بأنه لا يتصرف بالطريقة الصحيحة، وهو ما يجعله يشعر بالذنب بسبب انخفاض فاعليته.
- تقليد الوالدين: لاشك أن الطفل يتأثر كثيرًا بوالديه، لذلك عندما يكون الآباء قلقين سيكون الأبناء قلقين ايضًا، فيتعلم الأطفال منهم القلق ويرون الخطر في كل ما يحيط بهم.
- الإحباط المستمّر: الإحباط المستمر من الطبيعي يولد لدى الفرد مشاعر الغضب والقلق.
- الأذى أو الضرر الجسدي: بسبب التعرض للأذى والضرر الجسدي تسيطر على بعض الأشخاص في مواقف معينة فكرة الإصابة ببعض الأمراض.
- الاستعداد النفسيّ ومواقف الحياة الضاغطة: فالضغوطات بصفة عامة والتي تنتج عن التغيرات المتسارعة في عصر العولمة تسبّب الضغط النفسي.
- مشكلات الطفولة والمراهقة والشيخوخة.
- عدم تحقيق الذات، وعدم التطابق بين الذات الواقعية والذات المثالية.
- نماذج الآخرين: ملاحظة سلوكيات ونماذج الآخرين وما يترتب على تلك السلوكيات من نتائج عقابية أو تعزيزية تؤثر في واقعية الأفراد وتجعلهم يتعلمون تلك السلوكيات أو يقلدونها، والوالدان يشكل في المراحل العمريّة المبكّرة نماذج جاذبة للبناء؛ حيث يتعلم منهم الأبناء العديد من القيم والاتجاهات والانفعالات والأنماط السلوكية، والمهارات.
مستويات القلق
ينقسم القلق لـ 3 مستويات رئيسية وهي..
- المستويات المنخفضة للقلق: تحدث حالة من اليقظة والتنبيه العام، وتزداد درجة الانتباه والحساسية للأحداث الخارجية، كما تزداد القدرة على مقاومة المخاطر، ويصبح الفرد في حالة ترقب لكي يواجه خطر محيط، فيكون القلق بمثابة إنذار لخطر على وشك الحدوث.
- المستويات المتوسطة للقلق: في هذا المستوى تحدث حالة من عدم التلقائية والجمود على السلوك، ويصير كل شيء جديد وكأنه نوعًا من التهديد، ويبذل الفرد المزيد من الجهد للقيام بالسلوك المناسب في مواقف الحياة المختلفة، كما تنخفض قدرته على الابتكار.
- المستويات العليا للقلق: يلجأ الفرد لأساليب أكثر بدائية، ويحدث انهيار للتنظيم السلوكي له، فلا يتصرف بالسلوك المناسب للموقف، وربما يبالغ ويظهر خللاً في سلوكياته.
الفرق بين القلق الموضوعي والقلق المرضي
يتحدد طبيعة القلق وفقًا لشدته ومسبباته واستمراريته، فالتمييز بين القلق الموضوعي “الصحي” والقلق الغير سوي المرضي أو العصابي كالآتي..
1- القلق الموضوعي
هو قلق مصدره خارجي وبالأدق و شعور سببه عامل خارجي حقيقي وليس ناتج من داخل الفرد أو أفكاره، وهو نافع ومطلوب في حياة الفرد، فهو يتزود به الفرد وتكن الحياة طبيعية ومتوازنه به، وإذا اختفى من حياة الفرد لصار الشخص مريضًا بتبلد الوجدان، كما أنه مرتبط بإبداع الإنسان.
2- القلق المرضي
والذي يسمى أيضا بـ “عصاب القلق”: هو القلق المَرضي أو القلق العصابي وله مستويات مرتفعة من القلق، ومصدره داخلي من ضغطٍ وكبتٍ، ويؤدّي ارتفاع مستوي القلق لدى الفرد لتعطيل طاقاته وجعل الفرد أكثر عرضة للتوتر والضيق وبالتالي يجعل الفرد يشعر بالفشل والعجز.