أبو عبيدة بن الجراح – قصة حياة أبو عبيدة بن الجراح واحد من العشرة المبشرين بالجنة
أبو عبيدة بن الجراح ، واسمه الكامل عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، صاحبي جليل ، وقائد إسلامي ، يعد واحدا من العشرة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة .
ولد عام 40 قبل الهجرة الموافق 584 ميلادي في مكة ، ويحيط الغموض حياته قبل الإسلام ، حيث لم تذكر كتب التاريخ شيئا عن نشأته ، ويعد أبو عبيدة من السباقين للإسلام ، وكان يرافق النبي من بداية دعوته ويحفظ القرآن، وتعرض للأذى الكبير من قبل قريش في سبيل ثنيه عن الإسلام ، فهاجر إلى الحبشة .
وبعد ذلك عاد إلى المدينة المنورة ، واستقر فيها وشارك النبي في كافة غزواته ، وكان شجاعا يفتك بالمشركين ، ويدافع عن الإسلام ، ويزود عن النبي ،حتى أنه يوم غزوة أحد قلعت ثنيتيه عندما أزال بهما المغفر الذي أصاب وجنة النبي .
واستمر أبو عبيدة في خدمة الإسلام وكان على رأس السرايا التي يرسلها النبي وذلك لما عرف عنه من شجاعته، بسالته، وقوته .
وبعد وفاة النبي الأكرم واستلام أبو بكر الصديق الخلافة كان أبو عبيدة بن الجراح على رأس الجيوش التي أرسلها الخليفة لفتح الشام ، وبدأ بفتح مدن الشام ، فما كان من هرقل ملك الروم إلا أن أعد جيشا كبيرا لمواجهة جيش المسلمين الأقل عددا وعدة ، ودارت معركة داثن وفيها انتصر المسلمون على الروم ودخلوا بلاد الشام من جهة فلسطين ، وفي سنة 13 للهجرة الموافق 634 ميلادي تم فتح مدينة بصرى المحصنة ، بعد ذلك دارت معركة أجنادين الشهيرة ، والتي انتصر فيها المسلمون على الرغم من أن جيش المسلمين كان أقل بكثير من جيش الروم ، وبعد معركة أجنادين فتح المسلمون كامل أراضي فلسطين .
وبعد وفاة أبي بكر وتعيين عمر بن الخطاب استمر أبو عبيدة في قيادة جيوش المسلمين ، وبعدها جرت معركة يوم فحل وفيها هزم المسلمون الروم شر هزيمة ، ومزقوا جيشهم تمزيقا .
بعد ذلك توجه نحو دمشق وحاصرها وسيطر على غوطتها إلى أن تم فتحها في العام 635 ميلادي الموافق 14 للهجرة ، بعد ذلك حاول الروم استعادة الشام فحشدوا جيوشهم والتقوا المسلمين في معركة اليرموك والتي انتهت بهزيمة ساحقة للروم ، فخرجوا من سوريا ، وواصل جيش المسلمين فتح بلاد الشام حتى أتمها.
كان أبو عبيدة رجلا شجاعا ومخلصا للدين حتى أن الرسول أطلق عليه لقب أمين هذه الأمة .
واستمر أبو عبيدة في جهاده في بلاد الشام إلى أن أصيب بـ الطاعون ، فقعد في غور الأردن وفيه توفي عام 18 للهجرة الموافق 639 ميلادي عن عمر يناهز ثمانية وخمسين عاما ، ليسدل الستار بوفاته على حياة قائد من أعظم قادات الفتح الإسلامي .