محمد الجلالي واسمه الكامل محمد بن العابد بن عبد الله بن سيدي يوسف بن السماتي، ويغلب عليه اسم محمد بن العابد الجلالي، إمام وشيخ وشاعر جزائري، يعد أحد أبرز أعلام عصر النهضة العربية، وساهم في توعية الشباب الجزائري.
ولد في العام 1890 ميلادي الموافق 1308 للهجرة في بلدة أولاد جلال بولاية بسكرة وفيها نشأ.
أحب العلم منذ الصغر متأثرا بوالده والذي كان إماما وشاعرا كبيرا، وكان والده المعلم الأول له، بعد ذلك درس الفقه والنحو والحديث على يد الشيخ عبد الحفيظ بن الشريف السماتي، كما درس البلاغة على يد الشيخ مصطفى مبروكي، كما اطلع على تجربة الشاعر عاشور الخنقي وذلك عندما التقي به.
امتلك محمد الجلالي الرغبة الكبيرة بالاتجاه نحو المشرق العربي، وذلك لكي ينهل من العلوم الموجودة فيه، ولكن قيام الحرب العالمية الأولى، والظروف المحيطة بها حالت دون ذلك، فظل في قريته يقوم بتعليم أطفالها القرآن الكريم لمدة من الزمن.
وفي العام 1920 رحل نحو مدينة قسنطينة، والتقى بالشيخ عبد الحميد بن باديس وظل بصحبته فترة طويلة تلقى خلالها كافة العلوم، وظل معه حتى أتم علومه.
وفي العام 1925 أوكلت إليه مهمة التدريس بالمدرسة الحرة بمدينة العلمة في ولاية سطيف، ومن ثم درس في مدرسة التربية والتعليم الإسلامية الحرة في قسنطينة عند تأسيسها في العام 1930، وظل يدرس الطلاب فيها حتى العام 1943.
ومن ثم كلفه الشيخ الإبراهيمي بمهمة التدريس في مدرسة التربية والتعليم في بسكرة، وظل يدرس فيها لمدة أربع سنوات وذلك حتى العام 1947، ومن ثم انتقل إلى مدرسة عين مليلة، ودرس فيها حتى العام 1954.
وبعد أن قامت الثورة الجزائرية انضم محمد الجلالي إلى صفوف المجاهدين، وحارب الاستعمار الفرنسي حتى وقع في الأسر في منطقة الهرية التابعة لبلدة خروب، وقدم للمحاكمة، وحكم عليه بالسجن لعشر سنوات.
أمضى شيخنا أولى سنوات الأسر في سجن الكدية في قسنطينة، ومن ثم تم نقله نحو سجن البرواقية والذي عانى فيه كثيرا.
وبعد أنهى سنين السجن عاد إلى مدرسة عين مليلة، وظل يدرس فيها بعد استقلال الجزائر حتى العام 1965، ليتوقف بعدها عن التدريس لتقمه في العمر.
توفي محمد الجلالي في الثاني من شباط ( فبراير) عام 1967 ميلادي الموافق 1387 للهجرة عن عمر يناهز سبعة وسبعين عاما قضاها في نشر العلم والثقافة بين الشعب الجزائري ليكون أحد أهم أعلام النهضة العربية.