عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح الأموي المكنى بأبي الوليد والملقب بابن جريح، عالم دين وحديث كبير، يعد واحدا من أهم وأعظم العلماء في عصره، وألف عددا من الكتب في مجال علم الحديث.
ولد في العام 80 للهجرة في مدينة مكة المكرمة، وكان من أصول رومية، حي أن جده كان عبدا لأم حبيب بنت جبير، ولقد أطلق على العام الذي ولد فيه عام الجحاف.
أحب العلم منذ الصغر، وبدأ بالدراسات في حلقات العلم في مساجد مكة، فحفظ القرآن الكريم، وبدأ الاطلاع على علوم الحديث، اهتم فيها بشكل كبير.
بعد ذلك بدأ بنهل علومه عن عدد من شيوخ مكة المكرمة حيث لازم عطاء بن أبي رياح لمدة من الزمن، كما درس على يد عدد من الشيوخ الآخرين، ومن أبرز هؤلاء الشيوخ اسحاق بن أبي طلحة، زيد بن أسلم، سليمان بن أبي مسلم الأحول، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعطاء الخرساني.
كان عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح واحدا من أهم قراء القرآن الكريم، كما كان واحدا من تابعي التابعين، ويعد أول من قام بتصنيف الكتب في الحديث النبوي الشريف.
كان من الحريصين على التأكد من صحة الحديث الشريف، حيث كان يتبع طرق الإسناد، ويتحرى بشكل دقيق عن كل حديث من الأحاديث التي يرويها.
كانت حلقته في مساجد مكة تغص بالطلاب والذين جاؤوا من جميع المدن والأمصار ليتلقوا العلم بين يديه، ولقد تتلمذ على يديه عدد كبير من التلاميذ والعلماء ومن أبرزهم الأوزاعي، الليث بن سعد، يحيى بن سعيد الأنصاري، عيسى بن يونس، وهب بن خالد، وحماد بن معسدة، وروح بن عبادة، وعبد الله من الحارث، وأبو عاصم، وعثمان بن الهيثم وغيرهم.
تميز عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح بسمعة كبيرة وجيدة في كافة أنحاء مكة، وكان يرجع إليه القضاة والحكام في عدد كبير من الأمور التي تتعلق بأمور الدين.
وظل هذا العالم يصنف الأحاديث ويجمعها، ويدرس الطلاب العلوم الدينية والشرعية حتى وافته المنية في مكة المكرمة في العام 150 للهجرة عن عمر يناهز واحدا وسبعين عاما قضاها في الكتابة والتأليف، وبوفاته يسدل الستار على حياة عالم من أهم علماء الحديث في نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي.
أبرز أعماله:
السنن في الحديث النبوي الشريف؛ تفسير القرآن.