ملامحه غير الوسيمة على الإطلاق لم تمنعه من الحُلم بدخول الساحة الفنية ومنافسة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في الغناء وإعجاب النساء، ورغم ذلك استطاع إسماعيل ياسين أن يجد لنفسه مكانًا مميزًا بموهبته الفريدة في إلقاء المونولوج و”ضحكته الجنان” التي كان يتمتع بها.
ولد إسماعيل في محافظة السويس يوم 15 أيلول/سبتمبر العام 1912، وقد توفيت والدته وهو صغيرًا ثم تركه والده حينما دخل السجن بعدما تراكمت عليه الديون فعاش الابن وحيدًا وقضى طفولة معذبة.
عمل بعد ذلك في متجر لبيع الأقمشة ولكنه كان يعشق الغناء ولذلك سافر إلى القاهرة والتحق بفرقة فنية في شارع محمد علي ثم توجه إلى الراقصة اللبنانية بديعة مصابني للعمل مونولوجيست في فرقتها، وبالفعل نجح بشدة بفضل خفة ظله وروعة كلمات المؤلف المميز أبوالسعود الإبياري، الذي أصبح صديقه المقرب وشريك نجاحه الأول، وقد كوّنا العام 1954 فرقة مسرحية قدمت طوال 12 عامًا أكثر من 50 عرضًا يوميًّا.
فن المونولوج ظل لصيقًا بـ”سُمعة” طوال عشرة أعوام حتى أنه نقله إلى أثير الإذاعة، وفي العام 1939 دخل عالم السينما بأدوار صغيرة مع الفنان الكوميدي فؤاد الجزايرلي في “خلف الحبايب” وكذلك مع علي الكسار في “علي بابا والأربعين حرامي” و”نور الدين والبحارة الثلاثة”.
وبعد اشتراكه مع أنور وجدي في “القلب له واحد” أنتج له أول أفلامه ومنحه البطولة المطلقة في “الناصح” مع الوجه الجديد آنذاك ماجدة الصباحي، ثم أشركه في معظم أفلامه مثل “دهب” مع الطفلة فيروز و”عنبر” مع ليلى مراد، ولاقى نجاحًا كبيرًا حتى كان أول من اقترنت أفلامه باسمه وظهر في سلسلة تبدأ بـ”إسماعيل ياسين” مثل”إسماعيل يس في البوليس الحربي” و”إسماعيل ياسين في الأسطول” و”إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين”.
ومن أشهر الأفلام التي قدمها على الشاشة الفضية “ابن حميدو” مع أحمد رمزي و”العتبة الخضراء” مع أحمد مظهر و”الستات ما يعرفوش يكدبوا” مع شادية و”ملك البترول” مع زهرة العلا و”صاحبة العصمة” مع تحية كاريوكا و”الفانوس السحري” مع عبد السلام النابلسي و”حماتي ملاك” مع ماري منيب.
إسماعيل ياسين تزوج أكثر من مرة وكان آخرها من السيدة فوزية، والتي أنجب منها ابنه الوحيد المخرج ياسين إسماعيل ياسين.
المشوار الفني لـ”الضاحك الباكي” شهد في ختامه مرحلة تعثُر عقب إصابته بالقلب؛ إذ حلّ فرقته المسرحية العام 1966 وابتعد عن الأضواء تدريجيًّا وساءت حالته المادية وعاد إلى الأدوار الثانوية من جديد بل وسافر إلى لبنان للعمل مونولوجيست مجددًا، لكنه لم يوفق فرجع إلى بلاده حتى توفيّ في 24 أيار/مايو العام 1972.