بيير أوجست رينوار رسام وفنان فرنسي ، يعد من أبرز الفنانين العالميين بدأ بالرسم على الخزف ، كما أنه يعد واحد من أبرز رواد المدرسة الانطباعية ، وتميز بإشباع لوحاته بالألوان ، وقوية التضاد بين الضوء والظل .
ولد في الخامس والعشرين من شباط ( فبراير) عام 1841 في قرية ليموج الفرنسية لعائلة متواضعة ، عاش في طفولته حياة الفقر ، فلم تكن عائلته ميسورة ، بدأ بتعلم الرسم في قريته ، وفي العام 1855 انتقل نحو باريس ليدرس الرسم في أكاديمية الفنون ، وكان فقير الحال بشكل كبير ، حتى أنه لم يكن يملك ثمن أدوات الرسم .
بدأ بالرسم على الخزف الصيني وعرف في بلدته بهذا الأمر ، ولقد أظهر موهبة كبيرة في ذلك .
انتهج المنهج الانطباعي في الرسم ، وساهم في هذا الأمر مقابلته لكلو مونييه رائد الانطباعية الأول ، وكانت لوحاته الأولى تضم النساء بالإضافة إلى تصوير الحوادث اليومية .
قام رينوار بأول معرض له في العام 1864 ، لكن هذا المعرض فشل ولم يحقق أي نتائج تذكر ، لكن بعد عشرة سنوات تم قبول لوحاته في معرض المدرسة الانطباعية الأول .
وفي العام 1881 قام رينوار برحلة في عدة بلدان فبدأ بالجزائر ، ثم مدريد ، ومن بعدها إلى العاصمة الإيطالية روما ، وخلال رحلته اطلع على أعمال الرسامين في هذه المدن وقام بدراستها .
في العام 1890 تزوج رينوار من فتاة تدعى ألين فيكتورين والتي كانت تعمل كموديل للرسم ، ومن بعد زواجه بدأ برسم زوجته بأوضاع مختلفة ، وأظهر أطفاله في الصور ، وأنجب منها ثلاثة أطفال .
كان رينوار غزير الإنتاج وقام برسم عدد كبير من اللوحات حتى أن عدد لوحاته تجاوز الألف لوحة ، وكان حلم حياته أن يرى لوحاته متواجدة في متحف اللوفر ، ولقد تحقق هذا الأمر عام 1919 عندما قام بزيارة إلى هذا المتحف ورأي لوحاته متواجدة بين لوحات كبار الفنانين .
لم ينل رينوار المال إلا في آخر أيام حياته ، فالثراء تأخر في الوصل إليه ، ولقد أصيب في آخر أيامه بالتهاب في المفاصل الأمر الذي أجبره على ملازمة كرسي متحرك ، وعلى الرغم من هذا إلا أنه لم ينقطع عن الرسم ، وظل يرسم إلى أن توفي في الثالث من كانون الأول ( ديسمبر ) عام 1919 عن عمر يناهز الثامنة والسبعين عاما تاركا خلفه إرثا كبيرا من اللوحات الرائعة ، لتنتهي بذلك حياة رائد من رواد المدرسة الانطباعية في الرسم .