من أشهر الراقصات اللبنانيات اللاتي عرفتهن الشاشة الفضية المصرية ببا عز الدين ، والتي كانت واحدة من تلميذات ناظرة الرقص الشرقي بديعة مصابني وخريجة صالتها الكبيرة، والتي أنتجت بدورها إلى جانب ببا عز الدين كلًا من الفنانات المصريات سامية جمال وتحية كاريوكا وحورية محمد وغيرهن.
ولدت ببا عز الدين أو فاطمة هانم عزالدين في 7 تشرين الأول/أكتوبر العام 1916، وشقيقتاها الراقصتان شوشو عز الدين وعديلة عز الدين، وبدأت احتراف الفن مثل غيرها من راقصات لبنان حينما جاءت إلى القاهرة والتحقت بكازينو بديعة وأثبتت تفوقها سريعًا.
اشتهرت الراقصة اللبنانية بالطموح الشديد فانفصلت عن مصابني وافتتحت صالة منافسة لها في شارع عماد الدين، ثم ابتاعت كازينو الأخيرة حينما هربت إلى لبنان، وأطلقت على الصالة اسمها واستقدمت شقيقتيها شوشو وعديلة لمساعدتها في إدارة الكازينو، وجلبت الكثير من الفنانين والراقصات مثل ثريا حلمي وإسماعيل ياسين واجتذبت بهذا الطاقم الفريد أثرياء مصر والعرب.
كما اتجهت ببا عز الدين إلى التمثيل على شاشة السينما العام 1936، وشاركت الكثير من النجوم أفلامهم الكوميدية والغنائية مثل فتى الشاشة أنور وجدي في “كدب في كدب”، ومحمد كمال المصري الشهير بـ”شرفنطح” في “كله إلا كده”، والفنان القدير زكي طليمات في “أحلاهم”، والفنان السوري فريد الأطرش في “جمال ودلال”، وبدر لاما في “البيه المزيف”، والمطرب المصري عبد الغني السيد في “ليالي الأنس”، وكانت آخر مشاركتها مع محمد فوزي في “فاطمة وماريكا وراشيل” باستعراض غنائي راقص.
تزوجت الراقصة اللبنانية نجل شقيقة الراقصة بديعة مصابني ومدير أعمالها، ألفريد أنطوان عيسى, وقد توفيت مطلع فترة الخمسينات إثر حادث سير أثناء عودتها من إحدى الحفلات في محافظة الإسكندرية في 5 شباط/ فبراير العام 1952.
وقيل عن حادث وفاتها إنه كان مُدبرًا من جهات أمنية تابعة لملك مصر آنذاك، الملك فاروق الأول، وكان المقصود به اغتيال سياسي معارض بارز في حزب الوفد، هو الدكتور عزيز فهمي، والذي كانت مركبته تتطابق تمامًا مع التي كانت تملكها ببا عز الدين شكلًا ولونًا، فوقع الحادث عن طريق الخطأ وتوفيت بدلًا منه، وتخليدًا لذكراها أنجبت شقيقتها عديلة فتاة أطلقت عليها اسم “ببا”.
وبعد وفاة الراقصة اللبنانية ببا عز الدين بأسبوع قُتل السياسي الشاب عزيز فهمي بالطريقة ذاتها ومن قِبل مجهولين، أثناء رحلته إلى محافظة بني سويف، في صعيد مصر، ما قد يؤكد صحة مقتلها من قِبل القصر الملكي عن طريق الخطأ، لاسيما أن الشرطة لم تعثر على المسؤولين عن ارتكاب الحادثتين.