ولد بايسون كاولا في إحدى القرى الصغيرة في جنوب ملاوي ، وقد سافر الى مدينة جوهانسبرج في جنوب افريقيا وعمل بقطاع الغاز ، وبعد أن جمع مبلغ مقبول من عمله قرر العودة لمالاوي لاستثمار أمواله ، فقام بشراء منزل وأرض وأنشأ مشروع زراعي ووظف فيه خمسة أشخاص .
من أين جاءت شهرة بايسون كاولا ؟
بدأت الأيام السيئة في حياته بعد أن اعتدى جيرانه على أحد العاملين لديه ، فأصيب هذا العامل بجراح خطيرة منعته من التحرك بدون مساعدة ، وفي يوم من الأيام كان بايسون يساعد هذا العامل في الدخول الى الحمام ، لكن المطر الشديد جعل الأرض زلقة فسقط بايسون والعامل المصاب ، مما أدى الى دخول هذا العامل الى المستشفى وتوفي فيها .
اتهم بايسون عام 1992 بقتل العامل وشهد الجيران ضده ، فحكم عليه بالإعدام أمام ناظري والدته التي لم تتمالك نفسها حزناً على ولدها الاكبر ، وفي تلك الفترة كان هناك شخص واحد من جنوب إفريقيا يتولى تنفيذ الأحكام الصادرة بالإعدام بالعديد من الدول الإفريقية ، وكان يأتي الى مالاوي لتنفيذ أحكام الإعدام كل بضعة أشهر ، بحيث يقف المحكوم عليهم بالإعدام في طابور الموت بانتظار دورهم في تنفيذ الحكم .
أدرج اسم بايسون كاولا في طابور الإعدام لأول مرة رفقة 21 محكوم ، وطلب منه الصلاة بانتظار تنفيذ الحكم فيه ، لكن تأخر الوقت وتعب الشخص الذي يقوم بالإعدام جعل تنفيذ الحكم يتأجل لأشهر على ثلاثة محكومين من بينهم بايسون .
تكرر تأجيل إعدام بايسون في مرتين بعد ذلك ، فمن حسن حظه يوضع في أسفل قائمة المحكوم عليهم بالإعدام ، فيتم تأجيل إعدامه للمرة المقبلة ، حتى أنه في إحدى المرات كان الوحيد من ضمن طابور الإعدام الذي لم ينفذ فيه الحكم ، ولكن على الرغم من ان حسن حظه جعله يبقى على قيد الحياة ، فإن معاناته النفسية لم تكن توصف وخصوصاً الرعب الذي يصاب به الشخص الواقف في طابور الإعدام وهو ينظر للمحكومين الآخرين يموتون واحداً تلو الآخر ، وهذا ما دفعه لمحاولة الانتحار مرتين ، لكن القدر جعله ينجو منهما .
بعد تغير الحكم في مالاوي عام 1994 ، أوقف الحكم الديمقراطي تنفيذ أحكام الإعدام وبقي المحكوم عليهم في السجن ومن ضمنهم بايسون الذي رحلّ الى سجن زومبا ، لينخرط هناك ببرامج تعليمية مكثفة ويفقد الامل بالخروج من السجن .
صدر في عام 2007 حكم قضائي كان له تأثير هائل على حياة بايسون كاولا ، وذلك بعد أن أكد القضاء المالاوي على تفاوت درجات المسؤولية في حالة القتل ، فجرت إعادة المحاكمة لمائة وسبعين سجيناً وافرج عن 139 سجين منهم ومن بينهم نجم مقالتنا ، الذي لم يستطع الوقوف على قدميه بعد إصدار قرار خروجه من قفص الاتهام في لحظة أقرب الى الأحلام المستحيلة التحقق .
خرج بايسون كاولا من السجن في العقد السادس من عمره ، ليجد زوجته قد توفيت وأبناءه الستة كل منهم يشق طريقه بالحياة ، فعاد للاهتمام بوالدته التي أصبحت في العقد الثامن من عمرها .