- ربما أثناء تصفحك للإنترنت في أحدى المرات , صادفك خبر أو فيديو على موقع يوتيوب , يخبرك أن هناك من شاهد الجنيات السحرية أو الحوريات الخيالية , وتجعلك تتسآل هل يمكن الأمر أن يكون حقيقي بالفعل , هل توجد تلك الحوريات الطائرة الصغيرة التي تتجول بالغابات مثل " تينكر بل " في نيفر لاند , أم جميعها مجرد قصص كاذبة , ومقاطع مزيفة .. ؟
- تُعرف الجنيات بإنها " مخلوقات أسطورية " , وعلى الرغم من ذلك , هذا لا يمنع الناس من الإعتقاد بوجودهم , فمراراً وتكراراً يأتي شخص أو آخر بما يسمى بأدلة على وجودها , في شكل صور أو مقاطع فيديو أو بقايا هياكل عظمية , وبعضهم يزعم بإنه يملك بعض الهدايا التي قدمتها لهم جنيات الأسنان !
فهل الجنيات حقاً حقيقية ؟
هل ظهرت الجنيات في روسنديل حقاً ؟
وفي مقابلة مع مجلة " أخبار مانشستر المسائية " قل هيات أنه إلتقط تلك الصور خلال العامين الماضيين , ولكنه لم يدرك أنه إمتلك شيئاً غير عادياً إلا عندم قام بتكبير تلك الصور بتقنيات حديثة , وقد قارنها بصور لبعض الذباب والناموس , ولكنها كانت غير متشابهة .
- وكما هو متوقع فقد حصلت تلك الصور على تغطية إعلامية هائلة , ولكن هذا الإنتشار الإعلامي , لم يكن كافياً لجعل الناس يعتقدون بوجود تلك المخلوقات الخيالية
غير أن قرار عرضها في متحف ويتاكر في روسندل لم يكن في صالح " جون هيات " , إذ أن بعض العلماء والمشككين فسروا الأمر على أن تلك المخلوقات ما هي إلا بعض الحشرات أو البعوض الغير لاسع , وأن هناك العديد من الأنواع التي لم يتم إكتشافها بعد .
جنيات كوتينغلي كانت خدعة أم حقيقة ؟
- إيلسي التي كانت تبلغ من العمر 16 عاماً , وفرانسيس ذات العشر سنوات , قد قاما بتصوير أنفسهما مع أشكال كرتونية لجنيات خيالية بدت حقيقية للغاية , وأصبحت تلك الصور حديث الجميع وصدقها الكثيرون في ذلك الوقت .
- فقد أصبحت تلك الخدعة أحدى أشهر الخدع في التاريخ , حتى أن السير"آرثر كونان دويل " مؤلف شخصية " المحقق شيرلوك هولمز " الشهيرة , قد وقع في هذا الفخ , ولا يخفي على أحد فطنته وذكاءه البارع الذي تجلي في روايات شارلوك هولمز , وكان آرثر دويل الشخص الأكثر شهرة في إنجلترا في ذلك الوقت ,, ومع ذلك فقد صدق الفتاتين , حتى إنه كتب كتاباً ذكر فيه جزء بعنوان " مجيء الجنيات " تحدث فيه عن تلك الواقعة , وإستند فيه على تحقيق " إدوارد غاردنر " , وكان عضوا بارزا في الجمعية الثيوصوفية , والذي إتصل خلال التحقيق بخبير التصوير " هارولد سنلينغ " وبعض الفنيين من شركة كوداك , والذين أقسموا جميعاً على أن تلك الصور حقيقية .
- وظلت خدعة جنيات كوتينغلي تحت الأضواء لعدة عقود حتى إنتهت في عام 1983 , وعلى يد من دبرها , فقد إعترفت كل من إيلسي وفرانسيس بإنهما من قاما بتنظيم هذا الحدث بأكمله , حيث رفضت أسرتهيما الإعتقاد بوجود جنيات تسكن في الوادي , ولكنهما طوال حياتهما إعتقدا في وجود الجنيات , حتى إدعت كل منهما بإن الجنيات في الصورة الخامسة كانت حقيقية !
كشفت كل منهما كيف قامتا بالخدعة , حيث إستخدمتا جنيات من الورق المقوي مستوحاة من رسومات موجودة في كتاب " هدية الأميرة ماري " من عام 1914 , وإستخدمتا الدبابيس الطويلة لتعليق تلك القطع الكرتونية وجعلها تتدلى من الأشجار .
- وحتى قبل إعتراف إلسي رايت , وفرانسيس جريفيث , أثبت العديد من الناس أن الحدث كان ملفقاً بأكمله , فعلى سبيل المثال , كشف جيفري كراولي رئيس تحرير المجلة البريطانية للتصوير الفوتغرافي - تلك المهزلة في سلسلة من مقالته , وبعد تحليل دقيق , وصل إلى إستنتاج مفاده أن الصور تم التلاعب بها بعد تصويرها , لإن أجهزة التصوير في ذلك الوقت لم تكن متقدمة كفاية لتظهر تلك الصور بوضوح .
- على الرغم من كل ذلك .. هناك العديد من الناس حتى الآن يصدقون أن تلك الصور كانت حقيقية , فماذا تعتقد ؟
هياكل الجنيات المحنطة في ديربيشاير
كان طول هذا الجسم 8 بوصة , مع وجود أجنحه وجلد واسنان , وبعض الشعر , وقد إدعى دان بينز أنه تم فحص هذا المخلوق من قبل علماء الآثار وخبراء الطب الشرعي , الذين أكدوا أن هذا الجسم حقيقي , وأن الأشعة السينية تكشف وجود هيكل عظمي متطابق تشريحياً مع هيكل عظمي لطفل , كما أن وجود سرة يوحي بإن تلك الكائنات تتكاثر بنفس طريقة البشر على الرغم من غياب الأعضاء التناسلية .
- تلقى الموقع الإلكتروني الخاص بـ بينز عدد كبير من ردود الفعل ممن يصدقون بوجود الجنيات الخرافية , وتراكمت أكثر من 20,000 زيارة على الموقع في أول يوم من شهر إبريل , ولكن بعد ذلك ارفق باينز مذكرة على موقعه , يشكر فيها القراء على إهتمامهم بقصته , وإعترف بإن الامر برمته خدعة إبريل , وكتب "حتى لو كنت تعتقد في الجنيات , وانا شخصياً أفعل ؟ سيكون هناك دائماً عنصر من الشك في عقلك بشأنها "
بعد ذلك قام بينز بعرض قطعته الفنية تلك على موقع eBay , وبيعت بـ 280 جنيه إسترليني .
الخلاصة :
- بعد ما ذكرناه , فإننا نستنتج أن الجنيات أو الحوريات هي مخلوقات خيالية - حتى الآن- فربما كانت نتاج أمنياتنا الخيالية , فكل تلك القصص الخيالية التي يقرأها الأطفال , ستبدو سخيفة للغاية عندما يُقال لهم أنها ليست في الواقع , وأن جنيات الأسنان غير حقيقة مثلاً , وأن تلك الهدايا التي يعثرون عليها تحت وسادتهم ما هي إلا هدايا من والديهم , والأسوء من ذلك عندما يرفض الأطفال التصديق بذلك , ويجدون الراحة في هذه القصص الخيالية .